• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / سيرة
علامة باركود

الصدق في حياة النبي صلى الله عليه وسلم

الصدق في حياة النبي صلى الله عليه وسلم
محمد حامد موسى

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 12/3/2023 ميلادي - 19/8/1444 هجري

الزيارات: 28273

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الصدق في حياة النبي صلى الله عليه وسلم

 

الصدق صفة لازمت النبي صلى الله عليه وسلم طول حياته حتى قبل أن يبعثه الله جل جلاله بالنبوَّة والرسالة، وصِدْقُالنبي صلى الله عليه وسلم شَهِدَ له به الأعداءُ قبل الأصحاب.

 

أولًا: شهادة غير المسلمين بصدقه صلى الله عليه وسلم:

قال النضر بن الحارث: يا معشر قريش، قد كان محمد فيكم غلامًا حدثًا، أرضاكم فيكم، وأصدقكم حديثًا، وأعظمكم أمانةً...[1].

 

وحين سأل هرقل (هو ملك الروم آنئذ) عنه أبا سفيان (قبل أن يُسلِم)، فقال: هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ قال: لا...ثم قال هرقل: وسألتك: هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال، فزعمت أن لا، فعرفت أنه لم يكن ليَدَع الكذب على الناس، ثم يذهب فيكذب على الله..[2].


وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما نزلت: ﴿ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ﴾ [الشعراء: 214]، صعد النبي صلى الله عليه وسلم على الصفا، فجعل ينادي: ((يا بني فهر، يا بني عدي)) - لبطون قريش - حتى اجتمعوا فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولًا (مَنْ يستطلع له الخبر) لينظر ما هو، فجاء أبو لهب وقريش، فقال: ((أرأيتكم (أخبروني) لو أخبرتكم أن خيلًا (عليها فرسان يركبونها) بالوادي تريد أن تُغِيرَ عليكم (تهجم عليكم وتوقع بكم)، أكنتم مصدقيَّ؟))، قالوا: نعم، ما جرَّبْنا عليك إلا صدقًا (ما جربنا عليك كذبًا)، قال: ((فإني نذير لكم بين يدي (قدام) عذاب شديد))، فقال أبو لهب: تبًّا لك سائر اليوم، ألهذا جمعتنا؟ فنزلت: ﴿ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ ﴾ [المسد: 1، 2] [3].


تصديق المشركين له صلى الله عليه وسلم برغم بقائهم على الشرك:

فعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، قال: انطلق سعد بن معاذ معتمرًا، قال: فنزل على أمية بن خلف أبي صفوان، وكان أمية إذا انطلق إلى الشأم (يعني: لأجل التجارة)، فمَرَّ بالمدينة نزل على سعد، فقال أمية لسعد: انتظر حتى إذا انتصف النهار، وغفل الناس انطلقت فطفت، فبينا سعد يطوف، إذ أتاه أبو جهل، فقال: من هذا الذي يطوف بالكعبة؟ فقال سعد: أنا سعد، فقال أبو جهل: تطوف بالكعبة آمنًا، وقد آويتم محمدًا وأصحابه؟ وزعمتم أنكم تنصرونهم وتعينونهم! فقال: نعم، (فقال أبو جهل): أما والله لولا أنك مع أبي صفوان, ما رجعت إلى أهلك سالمًا، فتلاحيا (أي: تخاصم سعد وأبو جهل وتنازعا) بينهما، فقال أمية لسعد: لا ترفع صوتك على أبي الحكم، فإنه سيد أهل الوادي (أي: مكة)، ثم قال له سعد ورفع صوته عليه: والله لئن منعتني أن أطوف بالبيت، لأمنعنَّك ما هو أشد عليك منه، لأقطعن متجرك بالشام (أي: والله لئن منعتني هذا لأمنعنَّك ما هو أشد عليك منه، وهو قطع طريقك على المدينة إلى الشام)، قال: فجعل أمية يقول لسعد: لا ترفع صوتك، وجعل يمسكه، فغضب سعد، فقال: دعنا عنك يا أمية (أي: اترك محاماتك لأبي جهل)، فوالله لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنهم قاتلوك))، قال: إياي؟ قال: نعم، قال: بمكة؟ قال: لا أدري، ففزع لذلك أمية فزعًا شديدًا، قال: والله ما يكذب محمد إذا حدَّث، فرجع إلى امرأته، فقال: أما تعلمين ما قال لي أخي اليثربي (ذكر الأُخُوَّة باعتبار ما كان بينهما من المؤاخاة في الجاهلية، ونسبه إلى يثرب وهو اسم المدينة قبل الإسلام)، قالت: وما قال؟ قال: زعم أن محمدًا أخبرهم أنهم قاتليَّ، فقلت له: بمكة، قال: لا أدري، قالت: فوالله ما يكذب محمد، فقال أمية: والله لا أخرج من مكة، قال: فلما كان يوم بدر استنفر أبو جهل الناس، قال: أدركوا عِيْركم (أي: القافلة التي كانت مع أبي سفيان، والعير: هي الإبل التي تحمل الطعام والتجارات)؟ فكره أمية أن يخرج، فأتاه أبو جهل، فقال: يا أبا صفوان، إنك متى ما يراك الناس قد تخلَّفْت، وأنت سيد أهل الوادي، تخلَّفُوا معك، فلم يزل به أبو جهل حتى قال: أما إذ غلبتني، فوالله لأشترينَّ أجود بعير بمكة (يعني فأستعد عليه للهرب إذا خفت شيئًا)، ثم قال أمية: يا أم صفوان، جهِّزيني، فقالت له: يا أبا صفوان، وقد نسيت ما قال لك أخوك اليثربي؟ قال: لا، ما أريد أن أجوز (أي: أنفذ، ولا أسلك، يعني: أسير) معهم إلا قريبًا، فلما خرج أمية أخذ لا ينزل منزلًا إلا عقل بعيره (ربط إحدى يديه حتى لا يذهب بعيدًا عنه)، فلم يزل بذلك حتى قتله الله عز وجل ببدر[4].


تصديق رجل من الطُّفاوة[5] له صلى الله عليه وسلم مع عدم شهوده ما رواه له:

عن حميد- يعني ابن هلال- قال: كان رجل من الطُّفاوة طريقه علينا، فأتى على الحي، فحدَّثهم، قال: قدمت المدينة في عير لنا، فبعنا بياعتنا (بضاعتنا)، ثم قلت: لأنطلقَنَّ إلى هذا الرجل فلآتينَّ من بعدي بخبره، قال: فانتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا هو يريني بيتًا، قال: ((إنَّ امرأةً كانت فيه، فخرجَتْ في سَرِيَّةٍ من المسلمين، وتركَتْ ثِنْتي عشرة عَنْزًا لها، وصِيصِيَتَها، (هي الصنارة التي يغزل بها وينسج) كانت تنسِجُ بها))، قال: ((ففَقَدَت عَنْزًا مِن غَنَمِها، وصِيصِيتها، فقالت: يا ربِّ، إنك قد ضَمِنْتَ لمن خرج في سبيلك أن تحفظ عليه، وإني قد فقدتُ عَنْزًا من غَنَمِي، وصِيصِيَتي، وإني أنشُدُكَ عَنْزي، وصِيصِيَتي))، قال: فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر شدة مناشدتها لربِّها تبارك وتعالى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فأصبحَتْ عَنْزُها ومِثْلُها (أي: معها)، وصِيصِيَتُها ومِثْلُها، وهاتِيكَ فأْتِها فاسأَلْها إن شِئْتَ))، قال: قلت: بل أُصَدِّقُكَ[6].


ثانيًا: صدقه صلى الله عليه وسلم كان سببًا في إسلام كثير من غير المسلمين:

تصديق عبدالله بن سلام النبي صلى الله عليه وسلم بمجرد أن نظر في وجهه صلى الله عليه وسلم:

عن عبدالله بن سلام (الإسرائيلي ثم الأنصاري، هو أبو يوسف حليف بني الخزرج، قيل: كان اسمه الحصين، فسمَّاه النبي صلى الله عليه وسلم عبدالله)، قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة (أي: جاء وهاجر "النبي صلى الله عليه وسلم المدينة) انجفل الناس إليه (أي: ذهبوا مسرعين إليه)، وقيل: قد قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد قدم رسول الله، قد قدم رسول الله ثلاثًا، (أي: اشتهر بين الناس هذا الخبر)، فجئت في الناس لأنظر إليه (أي: إليه لأطَّلِع عليه وأسلم لديه)، فلما استَبَنْتُ وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم (أي: أبصرتُ وجهه ظاهرًا، وقيل: تأملت وتفرَّسْتُ بأمارات لائحة في سيماه، وأصل معناه تكلَّفْتُ في البيان) عرفت أن وجهه ليس بوجه كذَّاب (أي: ليس بوجه ذي كذب؛ لما لاح عليه من أنوار النبوَّة، فإن الظاهر عنوان الباطن) وكان أول شيء تكلَّم به أن قال: ((يا أيها الناس، أفْشُوا السلام (أي: أظهروه وأكثروه على مَنْ تعرفونه ومَنْ لا تعرفونه)، وأطْعِمُوا الطعام (أي: لنحو المساكين والأيتام)، وصِلُوا الأرحام (أي: ولو بالسلام), وصلُّوا بالليل والناس نيام (لأنه وقت الغفلة، فلأرباب الحضور مزيد المثوبة أو لبعده عن الرياء والسمعة), تدخلون الجنة بسلام)) (أي: سالمين من المكروه، أو يسلم عليكم الملائكة)[7].

 

تصديق أبي ذَرٍّ وأخوه أنيس، النبيَّ صلى الله عليه وسلم بمجرد أن قابلوه:

عن عبدالله بن الصامت، قال: قال أبو ذَرٍّ: خرجنا من قومنا غفار (وهي فرع من قبيلة بني كنانة)، وكانوا يحلون الشهر الحرام (أي: كان قومه يجيزون القتال في الأشهر الحرم، ويستبيحونها رغم حرمتها، ويفعلون فيها ما يفعلون في الأشهر غير ‌الحرم، وهذا على غير عادة العرب في الجاهلية من تعظيم الأشهر الحرم، وامتناعهم عن القتال فيها)، فخرجت أنا وأخي أنيس وأُمُّنا (حيث كانوا لا يرضون عن فعل غفار، فلأجل المنكر الذي كانت عليه غفار خرجوا منها)، فنزلنا على خالٍ لنا، فأكرمنا خالنا وأحسن إلينا، فحسدنا قومه (أي: وحقدوا علينا حياتنا معه حياةً هنيئةً، ونحن من قوم لا يحبونهم؛ فأوقعوا فتنةً بيننا وبينه)، فقالوا: إنك إذا خرجت عن أهلك خَالَفَ إليهم أُنيسٌ (كانوا قد أقاموا لهم منزلًا بجوار منزل خالهم، وكانت لهم شياههم وإبلهم التي خرجوا بها، فكانت الوشاية أن أنيسًا يستغل خروج خاله من منزله، ليدخل على زوجة خاله)، فجاء خالنا فَنَثا علينا الذي قيل له (أي: أفشى علينا وأشاع ما قيل له)، فقلت: أمَّا ما مضى من مَعْرُوفِك فقد كَدَّرْتَه (أي: فقلت لخالي: كان معروفك -يريد إكرامه وضيافته لهم- دينًا في رقابنا، صافيًا جليلًا؛ لكن بهذا الاتِّهام أفسدته وعكَّرْتَه)، ولا جِماعَ لك فيما بعد (أي: ولا نجتمع معك في مكان بعد ذلك)، فَقَرَّبْنا صِرْمَتَنا (وهي: القطعة من الإبل أو الغنم، وعددها ما بين العشرة إلى الأربعين)، فاحتملنا عليها (والمعنى: فجمعنا إبلنا من مَرْعاها؛ فحملنا عليها حاجاتنا وأمتعتنا، وركبنا لنغادر من عنده عليها)، وتَغَطَّى خالُنا ثَوْبَه، فجعل يبكي (فلما رأى ذلك العزم على الارتحال من عنده، تغطى خاله بثوبه وجعل يبكي؛ تأثُّرًا وندمًا على الخطأ الذي فعله)، فانطلقنا حتى نزلنا بحضرة مكة (أي: بموضع قريب من مكة، فضربنا منزلنا بعيدًا عن مبانيها)، فنافَرَ أُنيسٌ عن صِرْمَتِنا وعن مثلها، فأتَيَا الكاهن، فخَيَّرَ أُنِيسًا، فأتانا أُنيسٌ بصِرْمَتِنا ومِثْلِها معها (المعنى: أنهم كانوا في الجاهلية يتفاخرون بالشعر أيهم أشعر من الآخر، ويتحاكمون إلى رجل ثالث يقضي بينهم أيهما أشعر من الآخر، فتراهن هو وآخر أيهما أفضل، وكان الرهن صرمة هذا، وصرمة ذاك، فجعل أنيس القطيع من الغنم الذي معه رهنًا، وكان ذلك الرجل الآخر كان معه قطيع آخر جعله رهنًا أيضًا؛ فأيهما كان أفضل أخذ الصِّرْمتين، فتحاكما إلى الكاهن، فحكم بأن أنيسًا أفضل)، قال: وقد صليت، يا ابن أخي (ليس ابن أخيه على الحقيقة؛ بل جرى على عادة العرب في التراحُم) قبل أن ألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاث سنين، قلت: لمن؟ قال: لله، قلت: فأين تَوَجَّهُ؟ (بمعنى: إلى أي قبلة كنت تتوجه إليها في صلاتك؟) قال: أتوجَّه حيث يوجهني ربي، أصلي عشاءً حتى إذا كان من آخر الليل ألقيت كأني خِفاءٌ، حتى تعلوَني الشمس (والمعنى: أنه كان يُصلِّي من أول الليل حتى يقرب آخره، فينام من السهر والإعياء كثوب لا حراك به ولا إحساس، حتى ترتفع الشمس، ويظهر ضوؤها ويتسلَّط عليه شعاعها، فتوقِظه. أما كيف كان يصلي؟ فالظاهر أنها كانت مطلق عبادة ودعاء وثناء على الله).


فقال أُنيسٌ: إن لي حاجةً بمكة فاكفني (أي: إن لي رغبةً في النزول إلى البلدة، فقم مقامي في رعاية الشئون)، فانطلق أنيس حتى أتى مكة، فَرَاثَ عليَّ (أي: أبطأ وتأخَّر في الرجوع من مكة)، ثم جاء فقلت: ما صنعت؟ قال: لقيت رجلًا بمكة (يقصد النبي صلى الله عليه وسلم) على دينك (أي: على شبه عقيدتك وعبادتك)، يزعم أن الله أرسله (الظاهر أن أنيسًا لقيه، وسمع منه)، قلت: فما يقول الناس؟ قال: يقولون: شاعر، كاهن، ساحر، وكان أنيس أحد الشعراء، قال أنيس: لقد سمعت قول الكهنة، فما هو بقولهم (أي: فما يشبه قولُه قولَهم؛ فليس بكاهن)، ولقد وضعت قوله على أقْراء الشعر، فما يلتئم على لسان أحد بعدي، أنه شعر (والمعنى: لقد قلبت قوله على أصناف الشعر، فما هو بنوع منه، ولا يقبل على لساني ولا على لسان غيري أنه شعر)، والله إنه لصادق، وإنهم لكاذبون (أقسم أنيس بالله أن ذلك الرجل لصادق، فيما يقوله من إثبات التوحيد، ونفي الشرك، ودعوى الرسالة، وأن قريشًا وأهل مكة، لكاذبون فيما يقولونه من أنه شاعر، كاهن، ساحر)، قال: قلت: فاكفني حتى أذهب فأنظر (أي: فقم هنا بالشئون، حتى أذهب إلى مكة وأقابله، وأنظر أمره وأتدبَّره)، قال: فأتيت مكة فتَضَعَّفْتُ رجلًا منهم (يعني: نظرت إلى أضعفهم فسألته؛ لأن الضعيف مأمون الغائلة غالبًا)، فقلت: أين هذا الذي تدعونه الصابئ (هو الخارج عن دين آبائه، والمراد به هنا: النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن العرب كانت تُسمِّيه صلى الله عليه وسلم الصابئ؛ لأنه خرج وترك دين قريش، ودعا إلى دين الإسلام العظيم، والظاهر أن الرجل أحسَّ أن أبا ذَرٍّ يميل إلى محمد صلى الله عليه وسلم، ويرغب في لقائه حبًّا فيه، لقوله "تدعونه"؛ لأنهم كانوا يمنعون الغريب أن يلتقي به)؟ فأشار إليَّ، فقال: الصابئ (والمعنى: فأغرى بي أصحابه السفهاء والصبية، وأشار إليَّ، يقول لهم: اضربوا الصابئ)، فمال عليَّ أهل الوادي بكل مَدَرَةٍ وعَظْم، حتى خَرَرْتُ مَغْشِيًّا عليَّ (المَدَرة: الطين المتماسِك يكون بقدر الكفِّ، وما يعرف بالطوب اللبن؛ أي: تجمع حولي أهل المنطقة يقذفونني بالحجارة والعظم حتى سقطت على الأرض مغشيًّا عليَّ من كثرة الضرب)، قال: فارتفعت حين ارتفعت، كأني نُصُبٌ أحْمَرُ (أي: لما أفاق كأنه لجريان دمه من الجراحة التي أصيب بها أحد الأنصاب، وهي الحجارة التي كانوا يذبحون عليها، فتحمر بالدماء)، قال: فأتيت زمزم فغسلت عني الدماء، وشربت من مائها، ولقد لبِثْتُ، يا ابن أخي ثلاثين، بين ليلة ويوم، ما كان لي طعام إلا ماء زمزم، فسمِنْتُ حتى تكسَّرَتْ عُكَنُ بَطْني (يعني: انثنت لكثرة السمن وانطوت)، وما وجدْتُ على كبدي سَخْفَةَ جوعٍ (هي رقة الجوع وضعفه وهزاله)، قال: فبينا أهل مكة في ليلة قَمْراء إضْحِيانَ (أي: مقمرة مضيئة منورة)، إذ ضرب على أسْمِخَتِهم (أي: آذانهم، والمعنى: أن القوم ناموا)، فما يطوف بالبيت (أي: الكعبة) أحد، وامرأتان منهم تدعوان إسافًا، ونائلة (هما صنمان كان أحدهما على الصفا والآخر على المروة، وكانا صَنَمَينِ لقريش، إساف على هيئة رجل، ونائلة على هيئة امرأة)، قال: فأتتا علي في طوافهما، فقلت: أنْكِحا أحَدَهما الأخرى (استهزاءً وسخريةً بالصَّنَمَينِ)، قال: فما تَنَاهَتَا عن قولهما (أي: ما انتهتا من دعائهما وعباداتهما) قال: فأتَتَا عليَّ، فقلت: هن مثل الخشبة، غير أني لا أكْنِي (يريد أنه قال كلمةً فاحشةً بالصراحة دون إشارة أو كناية، وأراد بذلك سبَّ إساف ونائلة وغيظ المرأتين) فانطلقتا تُوَلْوِلانِ (أي: تصيحان، والوَلْوَلة الدعاء بالويل)، وتقولان: لو كان ها هنا أحد من أنفارنا (أي: من عشيرتنا وأهل بيتنا؛ لأغاثنا ونصرنا عليك!) قال: فاستقبلهما رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر، وهما هابطان (أي: قادمان من أعالي مكة، وهي جهة البطحاء والمعلاة)، قال: ((ما لكما؟)) قالتا: الصابئ بين الكعبة وأستارها (يشيران إلى أبي ذَرٍّ وقوله لهما)، قال: ((ما قال لكما؟))، قالتا: إنه قال لنا كلمةً تملأ الفم (وهو كناية عن شدة قبحها، حيث ملأت الفم ولم تترك مجالًا للجواب)، وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى استلم الحجر، وطاف بالبيت هو وصاحبه، ثم صلَّى، فلما قضى صلاته - قال أبو ذَرٍّ - فكنت أنا أول مَنْ حيَّاه بتحية الإسلام، قال: فقلت: السلام عليك يا رسول الله، فقال: ((وعليك ورحمة الله))، ثم قال: ((من أنت؟))، قال: قلت: من غِفار، قال: فأهوى بيده فوضع أصابعه على جبهته (أي: كالمتعجب، أو كالمندهش، أو كالمفكر، كيف لهذا الرجل بتحية الإسلام؟ وكيف ومتى أسلم؟ وهو مِنْ غِفار! بينما أهله في مكة لم يسلموا؟ وكيف وصل إليه وحصار المشركين له شديد؟!)، فقلت في نفسي: كره أن انتميت إلى غِفار (إنما ظن أنه كره انتماءه إلى غفار؛ لأنهم قد اشتهر عنهم أنهم يسرقون الحاج)، فذهبت آخذ بيده، فَقَدَعَنِي صاحبُه (أي: كفَّنِي ومنعني أن آخذ بيده)، وكان أعلم به مني (إشارة إلى أنه استجاب للمنع)، ثم رفع رأسه، ثم قال: ((متى كنت ها هنا؟)) (سأله عن الوقت الذي أقامه في مكة، ومنذ متى يقيم فيها)، قال: قلت: قد كنت ها هنا منذ ثلاثين بين ليلة ويوم، قال: ((فمَنْ كان يطعمك؟))، قال: قلت: ما كان لي طعام إلا ماء زمزم فسمِنتُ حتى تكسَّرت عُكَنُ بَطْنِي، وما أجد على كبدي سَخْفَةَ جوعٍ، قال: ((إنها مباركةٌ، إنها طَعامُ طُعْمٍ)) (أي: تشبع شاربها كما يشبعه الطعام)، فقال أبو بكر: يا رسول الله، ائذن لي في طعامه الليلة، فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر، وانطلقت معهما، ففتح أبو بكر بابًا، فجعل يقبض لنا من زبيب الطائف، وكان ذلك أول طعام أكلته بها.


ثم غَبَرْتُ ما غَبَرْتُ (أي: بقيت ما بقيت من الوقت في مكة)، ثم أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ((إنه قد وُجِّهَتْ لي (أي: بينت وأظهرت لي بلدة بالوحي) أرض ذات نخل (أي: قد أمر صلى الله عليه وسلم والمسلمون بالهجرة إليها)، لا أراها إلا يثرب (هو اسم المدينة المنورة في الجاهلية)، فهل أنت مُبَلِّغ عني قومك؟ عسى الله أن ينفعهم بك ويأجرك فيهم)) (أي: تثاب على تبليغك دعوة الإسلام، وأيضًا أجر من أسلم منهم)، فأتيت أُنيسًا، فقال: ما صنعت؟ قلت: صنعت أني قد أسلمت وصدقت، قال: ما بي رغبة عن دينك (أي لا أكرهه؛ بل أدخل فيه)، فإني قد أسلمت وصدقت، فأتينا أُمَّنا، فقالت: ما بي رغبة عن دينكما، فإني قد أسلمت وصدقت، فاحتملنا (يعني: حملنا أنفسنا ومتاعنا على إبلنا وسرنا) حتى أتينا قومَنا غِفارًا، فأسلم نِصفُهم، وكان يؤمُّهم أيماء بن رَحَضَة الغِفاري، وكان سيِّدهم، وقال نصفهم: إذا قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أسلمنا، فقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، فأسلم نصفُهم الباقي، وجاءت أسلم (قبيلة قريبة من قبيلة غِفار)، فقالوا: يا رسول الله، إخوتنا، نسلم على الذي أسلموا عليه، فأسلموا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((غِفارُ غَفَرَ اللهُ لها، وأسْلَمُ سالَمَها اللهُ))[8].


ثالثًا: نماذج من تصديق المسلمين له صلى الله عليه وسلم:

تصديق أبي بكر للنبي صلى الله عليه وسلم في معجزة الإسراء:

عن عائشة رضي الله عنها، قالت: "لما أُسري بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الأقصى، أصبح يتحدَّث الناس بذلك، فارْتَدَّ ناسٌ ممن كان آمنوا به وصدَّقوه، وسَعَوا بذلك إلى أبي بكر رضي الله عنه، فقالوا: هل لك إلى صاحبك يزعم أنه أُسْري به الليلة إلى بيت المقدس، قال: أو قال ذلك؟ قالوا: نعم، قال: لئن كان قال ذلك لقد صدق، قالوا: أو تُصدِّقُه أنه ذهب الليلة إلى بيت المقدس وجاء قبل أن يصبح؟ قال: نعم، إني لأُصَدِّقُه فيما هو أبْعَدُ من ذلك، أُصَدِّقُه بخبر السماء (يعني: الوحي) في غدوة أو روحة (والغدوة أول النهار، والروحة: آخر النهار، أو أول الليل، والظاهر أن الغدوة والروحة غير مختصتين بالغدوِّ والرواح؛ بل كل لمحة وساعة)، فلذلك سُمِّي أبو بكر: الصدِّيق"[9].

 

تصديق علي بن أبي طالب ورفيقيه رضي الله عنهم للنبي صلى الله عليه وسلم في أمر صحيفة حاطب بن أبي بلتعة:

عن علي رضي الله عنه، قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا مرثد الغنوي، والزبير بن العوَّام، وكلنا فارس (جميعنا نركب الخيل)، قال: ((انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخٍ (موضع بين مكة والمدينة، يبعد عن المدينة اثني عشر ميلًا)، فإن بها امرأةً من المشركين، معها كتاب (رسالة مكتوبة) من حاطب بن أبي بلتعة إلى المشركين))، فأدركناها تسير على بعير لها، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أي في الموضع الذي حدَّده رسول الله صلى الله عليه وسلم)، فقلنا: الكتاب (أي: هاتي الكتاب، أو أخرجيه)، فقالت: ما معنا كتاب، فأنخناها (أي: فأنخنا بعيرها) فالتمسنا (فوضعنا متاعها وفتشنا) فلم نر (لم نجد) كتابًا، [وفي رواية: فقالا: والله لا ندع عليك شيئًا إلَّا فتَّشْناه أو تخرجينه, قالت: أولستما مسلمين؟ قالا: بلى، ولكن النبي أخبرنا أن معك كتاب حاطب بن أبي بلتعة؛ فقد أيقنت أنْفُسُنا أنه معك] فقلنا: ما كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم، لتخرجن الكتاب أو لنجردنك، فلما رأت الجد أهوت الى حجزتها (وهي معقد الإزار، وحجزة السراويل التي فيها التكة)، وهي محتجزة بكساء (شادة كساءها على وسطها)، فأخرجته، فانطلقنا بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عمر: يا رسول الله، قد خان الله ورسوله والمؤمنين، فدعني فلأضرب عنقه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما حملك على ما صنعت؟))، قال حاطب: والله، ما بي ألَّا أكون مؤمنًا بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم، أردت أن يكون لي عند القوم (أي: المشركين) يد (أي: يد نعمة ويد مِنَّة) يدفع الله بها عن أهلي ومالي، وليس أحد من أصحابك إلا له هناك من عشيرته من يدفع الله به عن أهله وماله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((صدق ولا تقولوا له إلا خيرًا))، فقال عمر: إنه قد خان الله ورسوله والمؤمنين، فدعني فلأضرب عنقه، فقال: ((أليس من أهل بَدْر؟))، فقال: ((لعَلَّ الله اطَّلَع إلى أهل بَدْر؟ فقال: اعملوا ما شئتم، فقد وجبت لكم الجنة، أو: فقد غفرت لكم))، فدمعت عينا عمر، وقال: الله ورسوله أعلم[10].


تصديق الصحابة له صلى الله عليه وسلم في أمر البراء بن مالك:

عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كم من ضعيف مُتضعِّف (أي: متواضع خاضع لله تعالى، مُذِل نفسه له، حتى إن بعض الناس يستضعفونه ويحتقرونه) ذي طِمْرَيْنِ (الطِّمْر: هو الثوب الخلق البالي)، لو أقسم على الله (أي: لو أقسم على فعله سبحانه بأن حلف أن الله يفعل كذا أو لا يفعله) لأبَرَّ قسمه)) (أي: لصدقه وصدق يمينه، وأبره فيها بأن يأتي بما يوافقه) منهم البراء بن مالك (هو أخو أنس بن مالك لأبويه)»، فإن البراء لقي زحفًا (جيشًا) من المشركين وقد أوجع المشركون في المسلمين (أثخنوا فيهم ونالوا منهم)، فقالوا: يا براء، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ((إنك لو أقسمت على الله لأبَرَّك))، فأقسم على ربِّك، فقال: أقسمت عليك يا رب لما منحتنا أكتافهم (يعني: نصرتنا عليهم)، ثم التقوا على قنطرة السوس (اسم بلدة)، فأوجعوا في المسلمين، فقالوا له: يا براء، أقسم على ربِّكَ، فقال: أقسمت عليك يا رب لما منحتنا أكتافهم، وألحقتني بنبيِّك صلى الله عليه وسلم، فمنحوا أكتافهم، وقتل البراء شهيدًا[11].

 

تصديق الصحابة له صلى الله عليه وسلم في أعجب الأمور:

عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: صلَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاةَ الصبح، ثم أقبل على الناس، فقال: ((بينا رجل يسوق بقرةً (أي: يدفعها من ورائها) إذ أعيا (أي: تعب الرجل من المشي)، فركبها، فضربها، فالتفتت إليه فكَلَّمَتْه، فقالت: إنا (أي: جنس البقر) لم نخلق لهذا (أي: للركوب)، إنما خلقنا لحراثة الأرض))، فقال الناس (أي: الحاضرون): سبحان الله، سبحان الله، تعجبًا وفزعًا، أبقرة تكلَّم؟ (أي: البقرة تتكلم، والحال أنها من الحيوانات الصامتة)، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فإني أومن بهذا، أنا وأبو بكر، وعمر - وما هما ثم –[12] (أي: فأمَّا أنا وأبو بكر وعمر، فإنا قد صدقنا بهاتين الحادثتين، وإن كانتا من الأشياء الغريبة الخارقة للعادة، المخالفة للنُّظُم الكونية؛ لأن الذي خلق هذه النظم قادر على خرقها، وإنما ذكر صلى الله عليه وسلم أبا بكر وعمر مع أنهما غير حاضرين ثقةً بهما؛ لعلمه بصدق إيمانهما، وقوة يقينهما، وكمال معرفتهما بعظيم سلطان الله وكمال قدرته)، وبينما رجل في غنمه إذ عدا الذئب، فذهب منها بشاة، فطلب حتى كأنه استنقذها منه، فالتفت إليه الذئب، فقال له: استنقذتها مني، فمن لها يوم السبع، يوم لا راعي لها غيري)) (أي: من يحميها مني في ذلك اليوم الذي تخلو فيه الأرض من البشر، ولا يبقى فيها سوى السباع، حيث تخرب البلاد، ويهلك العباد، ويفنى البشر، فلا يبقى للغنم راعٍ يحميها من السباع والذئاب)، فقال الناس: سبحان الله ذئب يتكلَّم، قال: ((فإني أومن بهذا أنا وأبو بكر وعمر - وما هما ثم -))، فقال الناس: آمنا بما آمن به رسول الله صلى الله عليه وسلم[13].

 


[1] سيرة ابن هشام (1/ 299).
[2] رواه البخاري (7، 2941، 4553)، ومسلم (1773) وغيرهما عن ابن عباس رضي الله عنهما.
[3] رواه البخاري (4770، 4971)، ومسلم (208) وغيرهما.
[4] رواه البخاري (3632، 3950) وأحمد (3794)، وانظر عمدة القاري (16/ 157، 158)، وفتح الباري (7/ 283، 284).
[5] وهم حي من قيس عيلان، وهم منسوبون إلى أمهم طُفاوة بنت جرم بن ربان، نسب إليها غير واحد، والطفاوة: موضع بالبصرة، نزلوه فنسب إليهم؛ انظر هامش سنن أبي داود بتحقيق: شعيب الأرنؤوط (6/ 135).
[6] رواه أحمد (20664), والألباني في الصحيحة (2935)، وقال شعيب الأرناؤوط: رجاله إلى حميد بن هلال ثقات رجال الصحيح، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9428): رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.
[7] رواه الترمذي (2485)، وابن ماجه (1334، 3251)، وأحمد (23784)، وقال شعيب الأرناؤوط ومحققو المسند: إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وانظر في شرحه: مرقاة المفاتيح (4/ 1340)، وكفاية الحاجة (2/ 299) حاشية السندي على المسند (14/ 50، 52).
[8] رواه مسلم (2473)، وأحمد (21525) وغيرهما، وقال شعيب الأرناؤوط ومحققو المسند: إسناده صحيح على شرط مسلم، وانظر شرح مسلم للنووي (16/ 27-31)، وفتح المنعم (9/ 460- 466).
[9] رواه الحاكم (4407، 4458) وغيره، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وكذا صحَّحه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (306) وقال: متواتر.
[10] رواه البخاري (3007، 3983، 4274، 4890، 6259، 6939)، ومسلم (2494) باختلاف في بعض ألفاظه، وما بين المعقوفين من رواية عبدالرزاق في تفسير (3197) عن معمر، عن الزهري, عن عروة بن الزبير، وانظر: عمدة القاري (17/ 96).
[11] رواه الحاكم (5274) وغيره، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، ورواه الترمذي (3854) دون ذكر القصة، وباختلاف في بعض ألفاظه، وأورده الألباني في صحيح الجامع (4573)
[12] قال ابن حجر: هو محمول على أنه صلى الله عليه وسلم كان أخبرهما به فصدَّقاه، أو أطلق ذلك لما اطَّلع عليه من أنهما يصدقان بذلك ولا يترددان فيه؛ ا هـ، والأخير هو الصحيح لما يدل عليه مقام المدح، وكما يشعر إليه قول الراوي: وما هما ثم، وإلا فكل مؤمن يصدق النبي فيما أخبره به، فلا بد من وجه يميزهما عن غيرهما، كما يشير إليه مشاركتهما في الإيمان المنسوب إليه صلى الله عليه وسلم؛ مرقاة المفاتيح (9/ 3910).
[13] رواه البخاري (2324، 3471، 3663، 3690)، ومسلم (2388) وابن حبان (6903) وغيرهم، باختلاف في بعض ألفاظه. والمثبت هنا من مجموع تلك الروايات، وانظر: مرقاة المفاتيح (9/ 3910).




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الصدق منجاة (قصة وعبرة)
  • أحاديث عن الصدق والكذب
  • الصدق
  • الصدق مع الله تعالى باب التوفيق (خطبة)
  • حياة النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • من الدلائل العقلية على صدق النبي صلى الله عليه وسلم (5) (حادثة الإفك وصدق النبوة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التربية على الصدق(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • تحري الصدق(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الصدق: فضائل وثمرات ومجالات (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الصدق المنافي للكذب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مجالات الصدق في الأقوال والأعمال(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الصدق وفضله(مقالة - موقع عرب القرآن)
  • الصدق في محبة النبي صلى الله عليه وسلم (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • الصدق والجود عند النبي صلى الله عليه وسلم(مقالة - ملفات خاصة)
  • تفسير: (وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب