• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أحكام شهر ذي القعدة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    من صيام التطوع: صوم يوم العيدين
    د. عبدالرحمن أبو موسى
  •  
    حقوق الوالدين
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة الكوثر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الليلة الثلاثون: النعيم الدائم (3)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حكم إمامة الذي يلحن في الفاتحة
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / عقيدة وتوحيد
علامة باركود

من هم أهل الحديث؟ وما هي عقيدتهم؟

من هم أهل الحديث؟ وما هي عقيدتهم؟
د. شيرين لبيب خورشيد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 19/12/2022 ميلادي - 25/5/1444 هجري

الزيارات: 16879

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من هم أهل الحديث وما هي عقيدتهم؟


أولًا: التعريف بأهل الحديث:

قال تعالى: ﴿ وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالآصَال ﴾ [سورة الرعد:15]، وقال تعالى: ﴿ أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ ﴾ [سورة ص: 5]، وقال تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ [سورة الأنفال: 32]. آيات واضحة جلية على ما نحن عليه اليوم حين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ فطوبى للغرباء»[1]، وجاء من طريق آخر: «بدأ الإسلام غريبا ولا تقوم الساعة حتى يكون غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء حين يفسد النّاس»[2].

 

وبعد استعراضنا لتلك الفرق تحقّقت نبوءة رسول الله في افتراق هذه الأمّة إلى ثلاث وسبعين فرقة. وفرقة واحدة هي الناجية، فمن هم الفرقة الناجية؟

 

يقول الإمام عبد القاهر البغدادي: في افتراق الأمّة ثلاثا وسبعين فرقة منها واحدة ناجية، تصير إلى جنّة عالية وبواقيها عادية تصير إلى الهاوية والنّار الحامية، وطلبتم الفرق بين الفرقة الناجية فهي التي لا يزلّ بها القدم، ولا تزول عنها النعم، بين فرق الضّلال الذين يرون ظلام الظلم نورا، واعتقاد الحق ثبورا، وسيصلون سعيرا، ولا يجدون دون الله نصيرا. وللحديث الوارد عن افتراق الأمّة أسانيد كثيرة، وقد رواه عن النبي جماعة من الصحابة: كأنس بن مالك، وأبي هريرة، وأبي الدرداء، وجابر، وأبي سعيد الخدري، وأبي بن كعب، وعبدالله بن عمرو بن العاص، وأبي أمامة... وغيرهم. وقد ذكر عن الخلفاء الراشدين أنّهم ذكروا افتراق الأمّة بعدهم فرقا وذكروا أنّ الفرقة الناجية منها فرقة واحدة، وسائرها على الضلال في الدنيا والآخرة. وروي عن النبي ذمّ للقدرية وأنّهم مجوس الأمّة، وروي عنه ذم المرجئة مع القدرية، وروي عنه أيضا ذم المارقين وهم الخوارج.

 

وقال عبدالقاهر البغدادي[3]: وقد علم كلّ ذي عقل من أصحاب المقالات المنسوبة إلى الإسلام أنّ النبيّ لم يرد بالفرق المذمومة ـ التي هي من أهل النّار ـ فرق الفقهاء الذين اختلفوا في فروع الفقه مع اتفاقهم على أصول الدين، وإنّما فصّل النبي بذكر الفرق المذمومة أصحاب الأهواء الضالّة الذين خالفوا الفرقة النّاجية في أبواب العدل والتوحيد أو في الوعد والوعيد، أو في بابي القدر والاستطاعة، أو في تقدير الخير والشرّ، أو في باب الهداية والضلال، أو في باب الإرادة والمشيئة، أو في باب الرؤية والإدراك، أو في باب صفات الله وأسمائه وأوصافه، أو في باب التعديل والتجوير، أو في باب من أبواب النبوّة وشروطها ونحوها من الأبواب، التي اتفق عليها أهل السنّة والجماعة على أصل واحد، خالفهم فيها أهل الأهواء الضّالة من القدرية، والخوارج، والجهميّة، والمجسّمة، والمشبّهة،... من فرق الضّلال، فإنّ المختلفين في العدل والتوحيد والقدر والاستطاعة وفي الرؤية والصفات والتعديل والتجوير وفي شروط النبوة والإمامة يكفّر بعضهم بعضا.

 

فصحّ تأويل الحديث المروي في افتراق الأمّة ثلاثا وسبعين فرقة إلى هذا النوع من الاختلاف، دون الأنواع التي اختلفت فيها أئمّة الفقه من فروع الأحكام في أبواب الحلال والحرام، وليس فيما بينهم تكفير ولا تضليل فيما اختلفوا فيه من أحكام الفروع [4].

 

وهم أهل السلف: والمراد ما كان عليه الصحابة الكرام رضوان الله عليهم وأعيان التابعين لهم بإحسان وأتباعهم وأئمّة الدين ممّن شهد له بالإمامة وعرف عظم شأنه في الدين وتلقّى النّاس كلامهم خلف عن سلف، دون رمي ببدعة أو شهر بلقب غير مرضٍ مثل الخوارج والروافض والقدريّة والمرجئة والجبريّة والجهميّة والمعتزلة والكراميّة ونحو هؤلاء... قال حرب بن إسماعيل الكرماني في كتابه المصنّف في مسائل الإمام أحمد بن حنبل وإسحاق بن إبراهيم بن راهويه مع ما ذكر فيها من الآثار عن النبي المختار والصحابة الأبرار والتابعين الأطهار ومن بعدهم، قال: هذا مذهب أئمة العلم وأصحاب الأثر المعروفين بالسنّة المقتدى بهم فيها، فمن خالف شيئا من هذه المذاهب أو طعن فيها أو عاب قائلها فهو مبتدع خارج عن الجماعة زائل عن سبيل السنّة ومنهج الحق[5].

 

يقول الإمام الحافظ اللالكائي في كتابه شرح أصول الاعتقاد: أصحاب الحديث أولى النّاس بالاتباع. فلم نجد في كتاب الله وسنّة رسوله وآثار صحابته إلاّ الحث على الاتباع وذمّ التكلّف والاختراع فمن اقتصر على هذه الآثار كان من المتبعين، وكان أولاهم بهذا الاسم، وأحقهم بهذا الوسم، وأخصّهم بهذا الرسم «أصحاب الحديث» لاختصاصهم برسول الله، واتباعهم لقوله وطول ملازمتهم له وتحمّلهم علمه، وحفظهم أنفاسه وأفعاله، فأخذوا الإسلام عنه مباشرة، وشرائعه مشاهدة، وأحكامه معاينة، من غير واسطة ولا سفير بينهم وبينه واصله. فجالوها عيانا، وحفظوا عنه شفاها وتلقفوه من فيه رطبا، وتلقَّوه من لسانه عذبا، واعتقدوا جميع ذلك حقّا وأخلصوا بذلك قلوبهم يقينا. فهذا دين أخذ أوّله عن رسول الله مشافهة لم يَشُبه لبس ولا شبهة، ثم نقله العدول عن العدول من غير تحامل ولا ميل، ثم الكافة عن الكافة، والصافة عن الصافة، والجماعة عن الجماعة، أخذ كف بكف، وتمسك خلف بسلف، كالحروف يتلو بعضها بعضا، ويتّسق أخراها على أولاها رصفا ونظما.

 

فهؤلاء الذين تُعهِّدت بنقلهم الشريعة وحُفظت بهم أصول السنّة فوجبت لهم بذلك المنّة على جميع الأمّة، والدعوة لهم من الله بالمغفرة فهم حملة علمه، ونقلة دينه، وسفرته بينه وبين أمّته وأمناؤه في تبليغ الوحي عنه، فحريّ أن يكونوا أولى النّاس به في حياته ووفاته، وكل طائفة من الأمم مرجعها إليهم في صحّة حديثه وسقيمه ومعلولها عليهم فيما يختلف فيه من أموره.

 

ثم كل من اعتقد مذهبا فإلى صاحب مقالته التي أحدثها بنسب وإلى رأيه يستند، إلاّ أصحاب الحديث فإنّ صاحب مقالتهم رسول الله، فهم إليه ينتسبون، وإلى علمه يستندون، وبه يستدلّون، وإليه يفزعون وبرأيه يقتدون، وبذلك يفتخرون، وعلى أعداء سنّته بقربهم منه يصولون، فمن يوازيهم في شرف الذكر؟ ويباهيهم في ساحة الفخر وعلو الاسم؟!! إذ اسمهم مأخوذ من معاني الكتاب والسنّة يشتمل عليهما لتحققهم بهما أو لاختصاصهم بأخذهما فهم متردّدون في انتسابهم إلى الحديث بين ما ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه. فقال تعالى ذكره: ﴿ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ ﴾ [الزمر: 23]. فهو القرآن، فهم حملته وأهله وقراؤه وحفظته وهم من انتموا في الوقت نفسه إلى حديث رسول الله وحملوا لواءه.

 

فطائفتهم هي الطائفة المنصورة والفرقة الناجية والعصبة الهادية، والجماعة العادلة المتمسّكة، بالسنّة التي لا تريد عن رسول الله بديلا، ولا عن سنّته تحويلا ولا يثنيهم عنها تقلّب الأعصار والزمان ولا يلويهم عن سماتها تغير الحدثان ولا يصرفهم عن سمتها ابتداع، من كاد بالإسلام ليصدّ عن سبيل الله ويبغيها عوجا ويصدف عن طرقها جدلا ولجاجا ظنّا منه كاذبا وتمنّيا باطلا، أنّه يطفئ نور الله، والله متمّ نوره ولو كره الكافرون[6].

 

والإمام عبدالقاهر البغدادي[7] يقول: عن أهل السنة والجماعة أصناف، وقد بوّب باب في أوصاف الفرقة الناجية، وجعل الباب يشتمل على سبعة فصول، من أهم هذه الفصول: بيان أصناف أهل السنة والجماعة فقال: اعلموا أنّ أهل السنة والجماعة ثمانية أصناف من النّاس:

1- صنف منهم أحاطوا علما بأبواب التوحيد والنبوّة، وأحكام الوعد والوعيد، والثواب والعقاب، وشروط الاجتهاد، والإمامة، والزعامة، وسلكوا في هذا النوع من العلم طرق الصفاتية من المتكلمين، الذين تبرءوا من التشبيه والتعطيل، ومن بدع الرافضة والخوارج والجهمية والنجارية، وسائر أهل الأهواء الضّالة.

 

2- والصنف الثاني منهم: أئمة الفقه من فريقي الرأي والحديث، من الذين اعتقدوا في أصول الدين مذاهب الصفاتية في الله وفي صفاته الأزلية، وتبرءوا من القدر والاعتزال، وأثبتوا رؤية الله تعالى بالأبصار من غير تشبيه ولا تعطيل، وأثبتوا الحشر في القبور، مع إثبات السؤال في القبر، ومع إثبات الحوض والصراط والشفاعة وغفران الذنوب التي دون الشرك. وقالوا بدوام نعيم الجنّة على أهلها، ودوام عذاب النّار على الكفرة، وقالوا بإمامة أبي بكر وعمر وعثمان وعليّ، وأحسنوا الثناء على السلف الصالح من الأمّة، ورأوا وجوب استنباط أحكام الشريعة في القرآن والسنّة، ومن إجماع الصحابة، ورأوا جواز المسح على الخفّين، ووقوع الطلاق الثلاث، ورأوا تحريم المتعة، ورأوا وجوب طاعة السلطان فيما ليس بمعصية.

 

ويدخل في هذه الجماعة أصحاب مالك، والشافعي، والأوزاعي، والثوري، وأبي حنيفة، وابن أبي ليلى، وأصحاب أبي ثور، وأصحاب أحمد بن حنبل، وأهل الظاهر، وسائر الفقهاء الذين لم يعتقدوا في الأبواب العقلية أصول صفاته، ولم يخلطوا فقهه بشيء من بدع أهل الأهواء الضالة.

 

3- والصنف الثالث منهم: هم الذين أحاطوا علما بطرق الأخبار والسنن المأثورة عن النبي، وميّزوا بين الصحيح والسقيم منها وعرفوا أسباب الجرح والتعديل، ولم يخلطوا علمهم بذلك بشيء من بدع أهل الأهواء الضّالة.

 

4- والصنف الرابع منهم: قوم أحاطوا علما بأكثر أبواب الأدب والنحو والتصريف، وجروا على سمت أئمة اللغة، كالخليل، وأبي عمرو بن العلاء، وسيبويه، والفرّاء، والأخفش، والأصمعي، والمازني، وأبي عبيد وسائر أئمة النحو من الكوفيين والبصريين، الذين لم يخالطوا علمهم بذلك الشيء من بدع القدرية أو الرافضة أو الخوارج، ومن مال منهم إلى شيء من الأهواء الضالة لم يكن من أهل السنّة، ولا كان قوله حجة في اللغة والنحو.

 

5- والصنف الخامس منهم: هم الذين أحاطوا علما بوجوه قراءآت القرآن، وبوجوه تفسير آيات القرآن، وتأويلها على وفق مذاهب أهل السنّة، دون تأويلات أهل الأهواء الضّالة.

 

6- والصنف السادس منهم: الزهّاد الصوفية الذين أبصروا فأقصروا واختبروا فاعتبروا، ورضوا بالمقدور، وقنعوا بالميسور، وعلموا أنّ السمع والبصر والفؤاد كل أولئك مسئول عن الخير والشر، ومحاسب على مثاقيل الذرّ، فأعدّوا خير الإعداد، ليوم المعاد، وجرى كلامهم في طريف العبارة والإشارات على سمت أهل الحديث، دون من يشتري لهو الحديث، لا يعملون الخير رياء، ولا يتركونه حياء، دينهم التوحيد، ونفي التشبيه، ومذهبهم التفويض إلى الله تعالى، والتوكل عليه، والتسليم لأمره، والقناعة بما رزقوا، والإعراض عن الاعتراض عليه: ﴿ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾ [سورة الحديد: 21].

 

7- والصنف السابع منهم: قوم مرابطون في ثغور المسلمين في وجوه الكفرة، يجاهدون أعداء المسلمين، ويحمون حمى المسلمين، ويذبّون عن حريمهم وديارهم، ويظهرون في ثغورهم مذاهب أهل السنّة والجماعة، وهم الذين أنزل الله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [سورة العنكبوت: 69]. زادهم الله توفيقا بفضله ومنّه.

 

8- والصنف الثامن منهم: عامّة البلدان التي غلب فيها شعار أهل السنّة دون عامّة البقاع التي ظهر فيها شعار أهل الأهواء الضّالة [8].

 

وقد ذكر الحافظ ابن حجر العسقلاني [9]، في فتح الباري شرح صحيح البخاري: ـ نقلا عن الشهرستاني: «اعلم أنّ جماعة كبيرة من السلف، كانوا يثبتون لله تعالى صفات أزليّة من العلم والقدرة والحياة والإرادة والسمع والبصر والكلام والجلال والإكرام والجود والإنعام والعزّة والعظمة. ولا يفرّقون بين صفات الذات وصفات الفعل، بل يسوقون الكلام سوقا واحدا. وكذلك يثبتون صفات جبرية مثل اليدين والرجلين ولا يؤولون ذلك، خلافا لما كانت المعتزلة ينفون الصفات، لذا سمي السلف «صفاتية» والمعتزلة «معطلّة» [10].

 

ثانيًا: عقيدة أهل الحديث:

فعقيدة أصحاب الحديث: «يشهدون لله تعالى بالوحدانية، وللرسول بالرسالة والنبوة، ويعرفون ربّهم بصفاته، التي نطق بها وحيه وتنزيله، أو شهد بها رسوله، على ما وردت الأخبار الصحاح به، ونقلته العدول الثقات عنه. ويثبتون له ما أثبته لنفسه في كتابه، وعلى لسان رسوله، ولا يعتقدون تشبيها لصفاته بصفات خلقه. ولا يحرفون الكلام عن مواضعه، ولا يكيفونهما بكيف أو تشبيه، وقد أعاذ الله تعالى أهل السلف الصالح من التحريف والتكييف، ومنّ عليهم بالتعريف والتفهيم، حتى سلكوا سبل التوحيد والتنزيه، وتركوا القول بالتعليل والتشبيه، واتبعوا قول الله ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [سورة الشورى: 11]. ومن عقيدة السلف الصالح (أهل الحديث) التمسك بكتاب الله وسنّة رسوله، والحث على الاتباع والاقتداء برسول الله لذا فإنّ مكانة أهل الحديث فيهم العلم والحكم، والعقل والحلم، والخلافة والسيادة، والملك والسياسة، وهم أصحاب الجمعات والمشاهد، والجماعات والمساجد، والمناسك والأعياد، والحج والجهاد، وباذلي المعروف للصادر والوارد، وحماة الثغور، والقناطر الذين جاهدوا في الله حق جهاده، واتبعوا رسوله على منهاجه[11]. وقد ذكرهم رسول الله: «لا تزال من أمّتي أمّة قائمة بأمر الله لا يضرّهم خلاف من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتي أمر الله على ذلك»[12] وقال: «لا يزال أناس من أمّتي ظاهرين على الناس حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون»[13]. وقال: «لا يزال طائفة من أمتي ظاهرين على من ناوأهم حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال»[14]. وحين ظهور البدع انبرى أئمة الإسلام يحذّرون المسلمين من خطورتهم على دينهم وتواترت النقول عنهم في ذلك. ولم يكتف علماء السلف الصالح بالتحذير من أهل الأهواء والبدع بل ناظروهم وأقاموا الحجّة عليهم، وألّفوا الكتب في الردّ عليهم وتفنيد شبههم وبيان بطلانها وزيفها ومن أشهر هذه الكتب:

1- كتاب الإيمان ـ لأبي عبيد القاسم بن سلام[15].

 

2- الرد على الزنادقة والجهمية ـ لأحمد بن حنبل، ت 241.

 

3- الرد على الجهمية ـ لمحمد بن إسماعيل البخاري، ت 256.

 

4- الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية والمشبهة لعبدالله بن مسلم بن قتيبة[16].

 

5- السنّة للإمام أحمد بن حنبل، ت 290.

 

6- السنّة لعبدالله بن أحمد بن حنبل، ت 290.

 

7- السنّة ـ للخلال ـ أحمد بن محمد بن هارون[17]، ت 311.

 

8- شرح اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي[18].

 

9- الشريعة للآجري، ت 360.

 

10- التوحيد لابن خزيمة ت 418 هـ. وغيره من الكتب الكثير.

 

وتتميز هذه الكتب بتقريرها للعقيدة ومسائلها من خلال النصوص مباشرة، وهي تهدف إلى العودة بالأمة إلى الاتصال المباشر بالكتاب والسنّة واتباع السلف الصالح في فهمها، واجتناب ما جدّ من الآراء المحدثة والمذاهب المنكرة. وردّها بالسنن والآثار لا بالفلسفة وعلم الكلام[19].

 

وبهذا يمكننا تلخيص منهج السلف في تقريرهم لأمور عقديّة، بالنقاط التالية:

1- تحكيم الكتاب والسنة الصحيحة في كل قضية العقيدة وعدم ردّ شيء منهما أو تأويله.

 

2- الأخذ بما ورد عن الصحابة في بيان القضايا الدينية عامّة وفي قضايا العقيدة خاصّة.

 

3- عدم الخوض في المسائل الاعتقادية مما لا مجال للعقل فيه.

 

4- عدم مجادلة أهل البدع ومجالستهم أو سماع كلامهم أو عرض شبههم.

 

بهذا المنهج القويم، وبتلك الجهود المباركة التي بذلها سلفنا الصالح، حافظت العقيدة الإسلامية على صفائها ونقائها، وتعرّت فرق الزيغ والضلال واندثر أكثرها رغم ما تهيّأ لها من إمكانيّات مادية ومعنويّة، وأصبحت في متاحف التاريخ بعد أن كانت هي صاحبة الصولة والجولة[20].



[1] أخرجه مسلم في صحيحه من كتاب الإيمان بيان أنّ الإسلام بدأ غريبا، حديث رقم 232.

[2] أخرجه أحمد في مسنده 74/ 4 حديث رقم 16636 مطولا من حديث عبدالرحمـن بن سنة الأسلمي.

[3] عبدالقادر البغدادي، الفرق بين الفرق، 9 ـ 10.

[4] المرجع نفسه، الفرق بين الفرق، 26.

[5] محمد السفاريني، لوامع الأنوار، 20 ـ 21. واللالكائي، الإمام الحافظ أبي القاسم، شرح أصول الإعتقاد أهل السنة والجماعة، دار طيبة، مكة، تحقيق د. أحمد بن سعد بن حمدان الغامدي، ط5، 1418هـ، المجلد الأوّل، الثاني، 20 ـ 21. والآجري، الإمام أبي بكر، الشريعة، تحقيق عصام موسى الهادي، السعودية دار الصدّيق، ط2، 2011م، 31 ـ 35 بتصرّف.

[6] محمد السفاريني، لوامع الأنوار، 20 ـ 21. واللالكائي، شرح أصول الإعتقاد أهل السنة والجماعة، المجلد الأوّل، الأوّل، 25. والآجري، الشريعة، 49.

[7] عبدالقادر البغدادي، الفرق بين الفرق، 313.

[8] عبدالقادر البغدادي، الفرق بين الفرق، 313 - 318.

[9] أحمد عصام الكاتب، عقيدة التوحيد في فتح الباري شرح صحيح البخاري، للإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني، بيروت منشورات دار الآفاق الجديدة، ط1، 1983م، 86.

[10] الشهرستاني، الملل والنحل، 1، 116.

[11] اللالكائي، شرح أصول إعتقاد أهل السنّة والجماعة، 1، 26.

[12] رواه البخاري، كتاب المناقب، باب سؤال المشركين، رقم: 364. قال عمير: فقال: قال مالك بن يخامر: قال معاذ: وهم بالشام، رواه مسلم في كتاب الإمارة رقم: 1037.

[13] رواه البخاري، كتاب المناقب، باب سؤال المشركين، حديث رقم: 3640، ورواه مسلم في كتاب الإمارة، باب قوله صلى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي...".

[14] أبو داود، كتاب الجهاد، باب في دوام الجهاد، حديث رقم: 2484.

[15] هو أبو القاسم بن سلام الهروي الأزدي الخزاعي بالولاء، الخراساني البغدادي، أبو عبيد، من كبار العلماء بالحديث والأدب والفقه، له مصنفات حسنة عديدة، توفي سنة 224هـ. الزركلي، الأعلام، 6/ 10.

[16] هو عبدالله بن مسلم بن قتيبة الدينوري، من أئمة الأدب، ومن المصنفين المكثرين من كتبه: "تأويل مختلف الحديث، توفي سنة 276هـ. الزركلي، الأعلام، 4/ 280.

[17] هو أحمد بن محمد بن هارون، أبو بكر الخلال، مفسر عالم بالحديث واللغة، من كبار الحنابلة، جمع علم الإمام أحمد ورتبه، توفي ببغداد سنة 311هـ. الزركلي، الأعلام، 1/ 196.

[18] هو هبة الله بن الحسن، الطبري، الرازي، أبو القاسم اللالكائي، حافظ للحديث من فقهاء الشافعية، من أهل طبرستان، توفي سنة 418هـ. الزركلي، الأعلام، 9/ 75.

[19] عدنان محمد إمامة، لتجديد في الفكر الإسلامي، 134.

[20] عدنان محمد إمامة، لتجديد في الفكر الإسلامي، 135.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الاتجاه الأخلاقي عند أهل الحديث
  • ألقاب أهل الحديث ومراتبهم
  • نجم من نجوم أهل الحديث قد أفل
  • أهل الحديث
  • فضل أهل الحديث
  • إجماعات أهل الحديث المنصوص عليها في الجرح والتعديل (1)
  • نصيحة مهمة لأهل الحديث
  • أهل الحديث
  • اجتماع أهل الحديث على تصحيح الأحاديث حجة على الناس
  • نماذج من اختبارات أهل الحديث
  • أهل الحديث أفقه الناس
  • شرف أهل الحديث أن إمامهم النبي صلى الله عليه وسلم وجمعوا الشمائل كلها

مختارات من الشبكة

  • أهل الحديث بين حفظ الحديث وتدوينه(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • الرد على شبهة: السلفيون يعتمدون على أهل الحديث والأثر دون أهل الفقهاء(مقالة - آفاق الشريعة)
  • دراسة اعتقاد أهل الحديث من خلال أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي (حقيقة الإيمان - الإيمان بالله)(كتاب - آفاق الشريعة)
  • تخريج ودراسة تسعة أحاديث من جامع الترمذي من الحديث (2995) إلى الحديث (3005) (PDF)(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • أحاديث المختار في وصف الجنة والنار: وصف للجنة وأهلها والنار وأهلها (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • تعليقة في معنى حديث: وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة(مقالة - موقع د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر)
  • حديث زوجة لزوجها: أهلي وأهلك!(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • مقارنة بين عقيدة أهل الحديث وعقيدة الأشعرية والماتريدية (PDF)(كتاب - آفاق الشريعة)
  • الحذر من الأحاديث الضعيفة والموضوعة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التشويق الحديث لطلاب الحديث(كتاب - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب