• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أفضل أيام الدنيا (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    أحكام عشر ذي الحجة (خطبة)
    الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري
  •  
    أحكام عشر ذي الحجة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    أدلة الأحكام المتفق عليها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    الأنثى كالذكر في الأحكام الشرعية
    الشيخ أحمد الزومان
  •  
    الإنفاق في سبيل الله من صفات المتقين
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    النهي عن أكل ما نسي المسلم تذكيته
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    الحج: آداب وأخلاق (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    يصلح القصد في أصل الحكم وليس في وصفه أو نتيجته
    ياسر جابر الجمال
  •  
    المرأة في القرآن (1)
    قاسم عاشور
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (11)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    الإنصاف من صفات الكرام ذوي الذمم والهمم
    د. ضياء الدين عبدالله الصالح
  •  
    الأسوة الحسنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    أحكام المغالبات
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    تفسير: (ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تخريج حديث: الاستطابة
    الشيخ محمد طه شعبان
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الرقائق والأخلاق والآداب
علامة باركود

إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا (خطبة)

إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا (خطبة)
لاحق محمد أحمد لاحق

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 1/12/2022 ميلادي - 7/5/1444 هجري

الزيارات: 20620

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوًّا

(خطوات الشيطان في إغواء بني آدم)

 

الخطبة الأولى

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهدِهِ الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هاديَ له.

 

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير.

 

وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ما ترك خيرًا إلا دلَّنا عليه، ولا ترك شرًّا إلا حذَّرَنا منه.

 

ونعوذ بالله من شر الشيطان الرجيم وشركه، وهمزه ونفخه، ونفثه ووسوسته، ونعوذ بالله من شر جنوده أجمعين.

 

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

 

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].

أما بعد:

فخطبتنا هذا اليومَ عن أكبر عدوٍّ للبشرية، العدو اللدود الذي يرانا هو وقَبيلُه من حيث لا نراهم، عدونا الذي يسعى بكل خيله ورَجِلِه وجنوده من الإنس والجن لإدخال الإنسان للنار، ويسعى ليشقى الإنسان في الدنيا والآخرة، ولا يستثني لا كبيرًا ولا صغيرًا، ولا ذكرًا ولا أنثى، ولا كافرًا ولا مؤمنًا، ولا غنيًّا ولا فقيرًا، ولا صحيحًا ولا مريضًا، همه الأكبر - أعاذنا الله منه - هو أن يجعل أكثرنا غير شاكرين؛ قال الله سبحانه وتعالى يُخبِرُنا عن خُطَّتِه الخبيثة:

﴿ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ﴾ [الأعراف: 17].


الشيطان عدوُّ البشرية من آدمَ عليه السلام إلى قيام الساعة، وقد طلب من الله أن يُمهِلَه إلى يوم الدين، فأجابه الله إلى طلبه؛ قال الله تعالى: ﴿ قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ * إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ﴾ [الحجر: 36 - 38].


إخواني المسلمون:

إن عدوَّنا إبليس حريص كل الحرص أن يكون الإنسانُ جاهلًا بربه، فقيرًا ضعيفًا، مريضًا نفسيًّا وجسديًّا؛ لأن هذه العوامل تُساعِدُه كثيرًا على تحقيق أهدافه الخسيسة.

 

وقد أخبرنا الله عن حواره مع إبليس، وعن حقده وحسده للإنسان؛ قال الله تعالى: ﴿ قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ * قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ * إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ * لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ ﴾ [الحجر: 39 - 44].

 

عباد الله:

نظرًا لِعِظَمِ عداوة إبليس لنا، وحقده علينا، وحسده لنا، ومَكْرِه بنا، وكيده المستمر لنا؛ فقد حذَّرَنا الله العليم الخبير الرحيم منه، فقال: ﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ﴾ [فاطر: 6].


بل إن الأنبياءَ والرسلَ كانت مهمتهم بعد إقرار التوحيد التحذيرَ من الشيطان ومكره.


وبالرغم من وضوح عداوة الشيطان للإنسان وثبوتها قطعًا، فإن هناك من البشر من يعمل معه، ويسخِّر طاقاته وأمواله وإمكاناته لخدمة الشيطان وتحقيق أهدافه، حتى إن بعض البشر يقول:

لقد كنتُ جنديًّا لإبليس فارتقتْ
بي الحال حتى صار إبليس من جندي

 

إخواني:

الحمد لله الذي أسبَغَ علينا نعمه، وأنعم علينا بالإسلام في هذا البلد الأمين، الذي يحكِّم شرع الله، ويعلِّم الناس أمور دينهم، ومناهجه صحيحة، وأنعم علينا بقادة مسلمين يقيمون حدود الله، ويعينوننا على عدوِّنا الإستراتيجي الشيطان الرجيم، والحمد لله أنْ جعلنا مسلمين، والحمد لله الذي أخبرنا عن هذا العالَمِ الغيبيِّ الخطير، وعلَّمَنا كيف نتعامل مع الشيطان، وكيف نُحبِط مخططاته، وكيف ننجو من حبائله وحِيَلِه، وكيف نهزمه ونجعله خاسئًا خاسرًا مدحورًا.

 

عباد الله:

ليس للشيطان سلطان مباشر على الإنسان، وكيدُ الشيطانِ ضعيفٌ؛ قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا ﴾ [النساء: 76].


وقال تعالى: ﴿ إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ [النحل: 99].

 

عباد الله:

لقد كشف الله سبحانه وتعالى للإنسان جميع حيل الشيطان، وقد اشتغل علماء المسلمين بدراسة أحوال عدوِّ البشرية، وبيَّنوا لنا إستراتيجياته ووسائله في إغواء الإنسان، وإليكم بعض ما قالوا:

أولًا: نظرًا لأن إبليس مرافق للإنسان من عهد آدم عليه السلام إلى يومنا هذا وإلى يوم البعث؛ فإن الشيطانَ لا يعلم الغيب، لكنه ملازم للإنسان، ويرصد كل حركة وسكنة؛ فهو خبيرٌ باحتياجات الإنسان وملذَّاته ومشاعره، وما يحب وما يكره، ومتى يغضب ومتى يرضى؛ ولذلك فالشيطانُ يعد لكل إنسان خطةً مفصَّلة له حسب مكانته الاجتماعية، وإمكاناته المادية والمعنوية، وظروف معيشته، وحالته النفسية، وبُعده وقُربه من الله، بحيث يبعده عن التوحيد وطاعة الله وفعل كل جميل، ويجعله كافرًا بالله، جاحدًا لنعمه، مرتكبًا للمعاصي والمنكَرات القولية والعملية والشعورية.

فيُغوي كلَّ إنسان بما يحب من عمل؛ فيأتي للعلماء من عِلمِهم، ولأهل المناصب من مناصبهم، ولأهل المال من أموالهم، وللوالد من أولاده، ولأصحاب المهن من مهنهم، وللجاهل من جهله، وللفقير من فقره، وللمريض من مرضه، وللمحتاج من حاجته، وهكذا...

 

ثانيًا: من أساليب الشيطان الوسوسة بالتدرج؛ فهو لا يأتي للإنسان الموحِّد ويوسوس له بالكفر، هذا مستحيل.

لكنه يوسوس له بتقليل الطاعات شيئًا فشيئًا حسب مرونته واستجابته، فيُزيِّن له الراحة والعمل بالأساسيات، وترك السُّنن والمستحَبَّات، فإنِ استجاب بدأ في تزيين المباحات والإكثار منها حتى يغفل، فإذا غفل عن العلم بدأ يُزيِّن له الباطل المختلف فيه، ويركز اهتمامه على فتاوى مَن يبيح الباطل، ويُكرِّهه في أقوال وأفعال من يخالفه، ثم يتدرج مع الإنسان في المحرَّمات فكريًّا وسلوكيًّا، حتى يعتاد ويألَفَ المنكَرَ، ويكره وينفر من الحقِّ وأهله.


ثالثًا: يعمل إبليس بمبدأ المرحليَّة، وله في ذلك سبع مراحل:

• مرحلة الفكرة: والفكرة تولَد عندما يُدرِك الإنسان قولًا أو عملًا بسمعه وبصره، وشمِّه وذوقه ولمسه.


فمهمة إبليس وجنوده في هذه المرحلة فقط لفتُ انتباه الإنسان لما يُغضِب اللهَ ورسوله؛ أي: يحرص كل الحرص أن يسمع الباطل أو يراه أو يشمه أو يتذوقه أو يلمسه، ثم يكرِّر ذلك فقط.

 

• مرحلة حديث النفس: بعد أن تتكرر الفكرة بإحدى الحواس أو بمعظمها، يكرس إبليس وجنوده الوسوسة للإنسان؛ لكي يحدِّث نفسه بالشعور أو القول أو الفعل أو بها معًا، ويكرِّر حديث النفس، وفي هذه المرحلة يرغِّبون الإنسانَ ويشوِّقونه للباطل.

 

• مرحلة الكلام: إذا بدأ الإنسان في مرحلة الكلام عن الباطل، فقد بدأ يفقد الحياء، فإذا تكلَّم عن الباطل ولو كان مازحًا، فإن إبليس يعلم أنه في مرحلة متقدمة نحو الهلاك والخسران، ويفرح بهذه المرحلة جدًّا جدًّا، ويضاعف جهوده هو وجنوده من الإنس والجن، ويصرفون على ذلك الأموال والأوقات، فيتكلَّم ويتكلَّم، ويكرِّر الكلام ويكرِّر، حتى تتوق نفسه للفعل ويهون عليه ذلك.

 

• مرحلة الفعل: في هذه المرحلة يَنصِبُ إبليس راياتِه، ويكون فرحًا مسرورًا؛ فقد حقَّق هدفًا متقدمًا، وهنا يعزل الشيطانُ الإنسانَ عن القرآن الكريم والسُّنة، وعن مجالس الخير والعلم وأهل العلم والفضل عزلًا كبيرًا، ويزيِّن له كل ما يدعم الباطلَ، ويحبِّبه في رموز الباطل ووسائله، ويحيطه بأصدقاء السوء، ويزين له الانتقال إلى المرحلة التالية، وهي:

• مرحلة الممارسة: وهي مرحلة يمارس ‏‎فيها الإنسانُ الباطلَ باحتراف وتلقائية ومتعة وبدون تركيز؛ أي: يتقن فعل وقول الباطل ويكرِّره، ويكون مهيأً للمرحلة التالية، وهي:

• مرحلة العادة: في مرحلة العادة يصبح الإنسان معتادًا لفعل الباطل، ويستثمر فيه، ويدعو غيره له، ويعمل وكيلًا لإبليس، ويقتنع تمامًا بالباطل ويضحِّي من أجله، وربما يقاتِل ويستعدي كلَّ من يخالفه، ويخلع رداء الحياء كليًّا، ويرى أن من يخالفه متخلِّفٌ، ويكرهه كرهًا شديدًا، ويقاوم العلم، ويَعْمى بصرُه وبصيرتُه، ويلغي عقله، وتتحكم فيه عاطفته وشهواته، نسأل الله السلامة والعافية، ثم ينتقل إلى مرحلة الشخصية.


• مرحلة الشخصية: هذه هي المرحلة الخطيرة جدًّا جدًّا؛ ففي هذه المرحلة يسخِّر الإنسان كلَّ الوسائل والمال والجهود والأوقات للمحافظة على هُوِيَّةِ الباطل، ويقتنع الإنسان كامل القناعة بالسلوك الشيطاني، وتؤلف ‏‎فيه الكتب والروايات، ويقولب الإنسان الإنسان ويحكم عليه من خلال قُرْبِه وبُعده عن هذا السلوك.


ويصبح الإنسان ممن قال الله فيهم: ﴿ الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ﴾ [الكهف: 104].


وفي هذه المرحلة لا يهتدي الإنسان؛ قال تعالى: ﴿ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ ﴾ [النمل: 24].

‏‎

 

بارك الله لي ولكم وللمسلمين في القرآن العظيم، ونفعنا بهدي سيد المرسلين، وأستغفر الله لي ولكم وللمسلمين والمسلمات من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله غافر الذنب، وقابل التوب، شديد العقاب ذي الطول، لا إله إلا هو إليه المصير، كل شيء هالك إلا وجهه، له الحكم وله الأمر وإليه ترجعون.

 

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه.

أما بعـــد:

فإليكم وسائل عملية تُعيننا على التغلب على الشيطان وجنوده، وعلى النفس الأمَّارة بالسوء.


إخواني الكرام:

قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا ﴾ [النساء: 76].


ولكن عدوَّنا إبليس ليس عدوًّا سهلًا؛ فقد أصبح له أتْباعٌ من الإنس والجن يعملون معه ونيابة عنه، وينفِّذون خُطَطَه بأنفسهم وأموالهم؛ ولذلك لا بد من الاجتهاد في دفع ضررهم عن النفس؛ لكي ننجوَ ونَكسِبَ في الدنيا والآخرة.


وإليكم بعض الخطوات العملية التي تساعد في التغلب على عدوِّنا الإستراتيجي إبليس الرجيم.


إخواني:

قال الله تعالى: ﴿ إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ [النحل: 99].

ومن هذه الآية الكريمة نستنبط الخطوات العملية التالية لدفع الشيطان:

• الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر وبالقدر خيره وشره، والعمل بمقتضى ذلك الإيمان.

• أداء أركان الإسلام الخمسة أداء كاملًا.

• قراءة القرآن الكريم وتفسيره، وقراءة السُّنة النبوية والعمل بما فيهما.

• التخطيط لاستثمار الوقت استثمارًا مثاليًّا.

• اختيار شريك الحياة الصالح وإحسان عشرته.

• تربية الأولاد تربية صالحة وتحفيظهم القرآن الكريم.

• اختيار أصدقاء صالحين أخيار.

• حضور الجُمَع والسماعات ودروس العلم وحلقاته ومجالسة العلماء.

• أكل الحلال.

• الطهارة باستمرار.

• إغلاق السمع والبصر، والشم والذوق واللمس، عن كل منكَر ومحرَّم ومكروه.

• الابتعاد عن مواطن الشُّبَهِ والمعاصي تمامًا.

• إتقان الصلاة، والخشوع ‏‎فيها، وحضور القلب؛ لأن صلاة الإنسان تنهاه عن الفحشاء والمنكر.

• حسن التعامل مع جميع الناس.

• الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

• نشر العلم في كل زمان ومكان وبكل وسيلة

• المحافظة على الصحة النفسية والجسدية.

• الاهتمام الكامل بالرؤية والرسالة والقيم والأهداف الإستراتيجية في نفسك، واغرسها في أولادك وطلابك ومن حولك.


ورؤيتنا رضا الله.


ورسالتنا عبادة الله بكل قول وصمت، وبكل فعل وترك، وبكل شعور إيجابي وسلبي مدى الحياة،


وقيمنا حبُّ الله ورسوله، والأمانة والحياء والوفاء، والشكر لله وخلقه، والكرم والشجاعة، وحسن التعامل والعشرة والجيرة.


وأهدافنا الإستراتيجية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية تحقِّق الرؤية والرسالة، وتعمِّق القيم وتؤكدها.


الدعاء وطلب الهداية لنا ولكافة البشر، والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم وشركه وجنده.


عباد الله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة؛ فأَكثِروا عليَّ من الصلاة فيه؛ فإن صلاتكم معروضةٌ عليَّ))، وقال صلى الله عليه وسلم: ((أَوْلَى الناس بي يوم القيامة أكثرهم عليَّ صلاة)).

 

اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليتَ على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارِكْ على محمد وآل محمد، كما باركتَ على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد.

 

عباد الله:

وإني داعٍ فأمِّنوا، تَقبَّلَ الله منا ومنكم.

 

لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.

 

سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

 

اللهم إنَّا نسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد.

 

يا ربنا الأكرم، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام، يا ذا الجلال والإكرام، يا ذا الجلال والإكرام، اللهم اغفر لنا وارحمنا، واهدنا وارزقنا، واشفنا واكفنا، وعافنا واعف عنا.

 

وأصلح لنا ديننا ودنيانا وآخرتنا.

 

واصرف عنا السوء والفحشاء، وكيد الأعداء، وأن نقول عليك ما لا نعلم.

 

اللهم احفظ بلادنا وحكامنا وعلماءنا، وقيمنا وتعليمنا وحدودنا، وانصر جنودنا، ومكِّن لنا في الأرض.

 

اللهم اجعل لنا في قلوبنا نورًا، وفي أبصارنا نورًا، وفي أسماعنا نورًا، وفي وجوهنا نورًا، وفي ألسنتنا نورًا، وفي أقلامنا نورًا، وفي حياتنا نورًا، وفي قبورنا نورًا، واجعل لنا يوم الحشر نورًا، وعلى الصراط نورًا، ويوم ندخل الجنة نورًا.

 

اللهم اغفر لنا ولوالدينا، وللمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات.

 

اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين، اللهم اغفر لهم وارحمهم، وعافهم واعف عنهم، وأكرِم نُزُلَهم، ووسِّع مُدخَلَهم، وجازهم بالحسنات إحسانًا، وبالسيئات عفوًا وغفرانًا.

 

اللهم أَعِنَّا على شكرك، وذِكرك، وحسن عبادتك.

 

ربنا تَقبَّلْ منا إنك أنت السميع العليم.

 

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم المرسلين.

 

وأقم الصلاة، إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر.

 

أحد المراجع:

https://www.alukah.net/sharia/0/143758/#ixzz6gvcHNfOu





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا
  • إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا (خطبة) (1)
  • إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا (خطبة) (2)
  • خلفاء الشيطان في شهر رمضان
  • قرناء الشيطان

مختارات من الشبكة

  • العدو الأول وقول الله تعالى: إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا(محاضرة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • (إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا)(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • الحذر من عدو الله وعدونا الشيطان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وقفة مع آية: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فاتخذوه عدوا: تنبيهات مهمة للتصدي لعداوة الشيطان (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الحكمة من جعل الشيطان عدوا للإنسان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شرح حديث أبي موسى: إن هذه النار عدو لكم(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 30/11/1446هـ - الساعة: 16:9
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب