• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    تلك الوسائل!
    التجاني صلاح عبدالله المبارك
  •  
    حقوق المسنين (2)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تعوذوا بالله من أربع (خطبة)
    عبدالله بن عبده نعمان العواضي
  •  
    حكم المبيت بالمخيمات بعد طواف الوداع
    د. محمد بن علي اليحيى
  •  
    الخواطر والأفكار والخيالات وآثارها في القلب
    عبدالعزيز أبو يوسف
  •  
    طائر طار فحدثنا... بين فوضى التلقي وأصول طلب
    محفوظ أحمد السلهتي
  •  
    محبة القرآن من علامات الإيمان
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (10)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    نبذة عن روايات ورواة صحيح البخاري
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    المهاجرون والأنصار رضي الله عنهم والذين جاؤوا من ...
    أ. د. عبدالله بن ضيف الله الرحيلي
  •  
    الحج المبرور
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    مائدة التفسير: سورة المسد
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    أفضل استثمار المسلم: ولد صالح يدعو له
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    السماحة في البيع والشراء وقضاء الديون
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    خطبة: الحج ومقام التوحيد: بين دعوة إبراهيم ومحمد ...
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    موقف الشيعة من آيات الثناء على عموم الصحابة
    الدكتور سعد بن فلاح بن عبدالعزيز
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / عقيدة وتوحيد / التوحيد
علامة باركود

{إن الشرك لظلم عظيم} (خطبة)

{إن الشرك لظلم عظيم} (خطبة)
رمضان صالح العجرمي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 18/9/2022 ميلادي - 21/2/1444 هجري

الزيارات: 17609

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

إن الشرك لظلم عظيم


1-خطورة الشرك.

2- أقسام الشرك.

3- من صور الشرك: تعليق التمائم والخيوط ونحوها.

 

(الهدف من الخطبة):

التحذير من الشرك وبيان بعضٍ من مظاهره؛ وهو تعليق التمائم والخيوط لجلب المنافع أو لدفع المضار، مع بيان صور وأنواع من هذه التعاليق.

 

مقدمة ومدخل للموضوع

فإن أعظم ما أمر الله تعالى به هو التوحيد، وأعظم ما نهى عنه هو الشرك بالله تعالى:

• كما قال الله تعالى: ﴿ قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ﴾ [الأنعام: 151].

• وقال الله تعالى: ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ﴾ [النساء: 36].

• أي: في حال كونكم تعبدون الله تعالى وحده لا تشركوا به شيئًا.

 

ولذلك؛ فإن الشرك أخطر وأعظم ذنب عُصِيَ به الله جل في علاه، وترجع خطورته للأمور التالية:

إنه من أكبر الكبائر، والموبقات المهلكات.

 

ففي الصحيحين عن أبي بكرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ ثلاثًا، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وجلس وكان متكئًا: ألَا وقول الزور، قال: فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت)).

 

ومما يبين عظيم خطر الشرك أن الأنبياء صفوة الخلق خافوا على أنفسهم منه:

فهذا إمام الحنفاء الموحدين خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام الذي كسَّر الأصنام بيده، وتبرأ من قومه، فجعله الله تعالى أسوة للموحدين، يخاف على نفسه من الوقوع في عبادة غير الله تعالى.

• ﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ * رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ ﴾ [إبراهيم: 35، 36].

• قال إبراهيم التيمي رحمه الله تعالى: "ومن يأمن البلاء بعد إبراهيم؟".

• قال العلماء: فإذا كان ينهى عن الشرك من لا يمكن أن يباشره، فكيف بمن عداه؟!

 

ويوصي الخليل عليه السلام أبناءه ومن يأتي من ذريتهم بالحذر من الشرك:

‏﴿ وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [البقرة: 132].

 

ويتبرأ من أقرب قريب له من أجل التوحيد:

﴿ قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ﴾ [الممتحنة: 4].

 

وهذا سيد الموحدين صلى الله عليه وسلم يخاف منه على نفسه وعلى أمته:

روى الإمام أحمد من حديث محمود بن لبيد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن أخوفَ ما أخاف عليكم الشركُ الأصغر، قالوا: يا رسول الله، وما الشرك الأصغر؟ قال: الرياء)).

 

هذا في الشرك الأصغر، فما ظنكم بمن وقع في الشرك الأكبر والعياذ بالله؟!

 

وعن أبي سعيد مرفوعًا عند أحمد وغيره: ((ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟ قالوا: بلى، قال: الشرك الخفي، يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل إليه)).

 

ومما يبين عظيم خطر الشرك أن الله تعالى وصفه بأوصاف تدل على ذلك.

 

فوصفه الله تعالى بأنه ظلم عظيم.

﴿ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ [لقمان: 13].

وعن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: ((لما نزلت: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ ﴾ [الأنعام: 82]، شقَّ ذلك على المسلمين، فقالوا: يا رسول الله، أينا لا يظلم نفسه؟ قال: ليس ذلك؛ إنما هو الشرك، ألم تسمعوا ما قال لقمان لابنه وهو يعظه: ﴿ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ [لقمان: 13].

 

ووصفه الله تعالى بأنه إثم عظيم.

﴿ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 48].

 

ووصفه النبي صلى الله عليه وسلم بأنه الذنب الأعظم.

في الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: ((سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الذنب أعظم؟ قال: أن تجعل لله ندًّا، وهو خلقك، قلت: ثم أي؟ قال: أن تقتل ولدك خشية أن يأكل معك، قلت: ثم أي؟ قال: أن تزاني حليلة جارك)).

 

ووصفه الله تعالى بأنه ضلال بعيد.

﴿ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴾ [النساء: 116].

 

ووصف الله تعالى حال صاحبه بأبشع حال.

﴿ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ ﴾ [الحج: 31].

 

ومما يبين عظيم خطر الشرك أنه الذنب الوحيد الذي لا يغفره الله أبدًا لمن مات عليه.

 

• ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 48].

 

فإن الذنوب تنقسم إلى قسمين:

• الشرك: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ ﴾ [النساء: 48].

• ما دون الشرك: ﴿ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ ﴾ [النساء: 48].

 

فكل ذنب يلقى به العبد ربه لم يتب منه، فهو تحت مشيئة الله، إن شاء غفر له، وإن شاء عذَّبه، إلا الشرك، فإنه لا يُغفَر إلا بالتوبة.

 

ومما يبين عظيم خطر الشرك أنه إذا خالط الأعمال أفسدها وأحبطها.

 

فلو أن العبد صلى وصام؛ بل لو قضى حياته كلها ساجدًا لله تعالى، ثم صرف سجدة واحدة لغيره، لَحَبِطَتْ جميع أعماله.

 

فقد قال الله تعالى مخاطبًا صفوة الخلق من الأنبياء والمرسلين:

• ﴿ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأنعام: 88].

بل وتوجه الخطاب إلى أفضل البشر وإلى سيد المرسلين، وسيد الموحدين صلى الله عليه وسلم؛ تحذيرًا وتنفيرًا من الشرك.

﴿ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الزمر: 65].

مهما كان العمل، ولو كان يسيرًا، واسمع لهذا الخبر، والذي يرويه سلمان الفارسي، والذي صححه الألباني موقوفًا على سلمان رضي الله عنه كما في سلسلة الأحاديث الضعيفة: ((دخل رجل الجنة في ذباب، ودخل النار رجل في ذباب، قالوا: وكيف ذلك؟ قال: مرَّ رجلان على قوم لهم صنم لا يجوزه أحد حتى يُقرِّب له شيئًا، فقالوا لأحدهما: قرِّب، قال: ليس عندي شيء، فقالوا له: قرِّب ولو ذبابًا، فقرَّب ذبابًا، فخلوا سبيله، قال: فدخل النار، وقالوا للآخر: قرب ولو ذبابًا، قال: ما كنت لأقرب لأحدٍ شيئًا دون الله عز وجل، قال: فضربوا عنقه، قال: فدخل الجنة)).

 

ومما يبين عظيم خطر الشرك أن من مات عليه، فهو محروم من دخول الجنة تحريمًا مؤبدًا.

 

فإن الناس في عدم دخول الجنة على قسمين:

1- إما تحريم على التأميد – أي: تحريم مؤقت إلى أمد - وهذا في حق أصحاب الكبائر ممن يدخلهم الله تعالى النار تطهيرًا لهم، ثم مآلهم إلى الجنة.

2- وأما القسم الثاني، فهم ممن يُحرَمون من دخول الجنة تحريمًا مؤبدًا، وهذا في حق من مات على الشرك، والعياذ بالله.

 

• ﴿ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ﴾ [المائدة: 72].

 

• وفي صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من لقيَ الله لا يشرك به شيئًا دخل الجنة، ومن لقيَهُ يشرك به شيئًا دخل النار)).

 

وأما الطامَّة الكبرى، والمصيبة العظمى أن من مات على الشرك فهو خالد مخلَّد في النار؛ كما قال الواحد القهار:

• ﴿ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ﴾ [المائدة: 72].

• وفي صحيح البخاري عن ابن مسعود رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من مات وهو يدعو لله ندًّا، دخل النار)).

• وفي الحديث الصحيح: ((من مات يشرك بالله شيئًا دخل النار)).

 

نسأل الله العظيم أن يرزقنا التوحيد الخالص.

 

الخطبة الثانية:

أقسام الشرك، ووقفة مع حكم تعليق التمائم والخيوط، وصورها، وأنواعها.

 

والشرك ينقسم إلى قسمين:

• شرك أكبر.

• وشرك أصغر.

 

فأما الشرك الأكبر: فهو الذي يُخرج صاحبه من دائرة الإسلام، ويُوجِب له الخلود في النار، ويحرم عليه الجنة، إذا لم يتُبْ، ومات عليه.

 

وأما الشرك الأصغر: فهو الذي لا يُخرج صاحبه من الملة، ولكنه ينقص من توحيده، وهو وسيلة إلى الشرك الأكبر، وهو أعظم عند الله من كبائر الذنوب والفواحش والآثام.

 

والشرك له صور عديدة فمنها:

• دعاء غير الله تعالى.

• والذبح والنذر لغير الله تعالى.

• ومنها الحلف بغير الله تعالى تعظيمًا لهذا المحلوف.

• ومنها تعليق التمائم والخيوط لرفع البلاء، أو دفع الضر، أو جلب النفع.

• ومنها الطِّيَرَةُ والتشاؤم.

• ومنها الاستسقاء بالنجوم والكواكب.

• ومنها الذهاب إلى السَّحَرَةِ والعرَّافين والمنجمين وسؤالهم وتصديقهم.

• ومنها الشرك الخفي الذي خافه النبي صلى الله عليه وسلم على أمته؛ وهو الرياء.

• ومنها بعض الألفاظ التي تُنافي، أو تقدح في التوحيد؛ مثل قول: ما شاء الله وشاء فلان، ولولا الله وفلان، وتوكلت على الله وعليك.

 

وسنقف - بإذن الله تعالى - مع نوع من هذه الأنواع وهو:

تعليق التمائم والودع، وربط الخيط والحلقة؛ لأجل رفع الضر بعد نزوله أو الوقاية منه قبل وقوعه، أو لجلب النفع.

• فعن ابن مسعود رضي الله عنه، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الرُّقى والتمائم والتِّوَلَةَ شِركٌ)).

• وعن عقبة بن عامر مرفوعًا: ((من تعلَّق تميمةً فلا أتم الله له، ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له)).

• وفي رواية: ((من تعلق تميمة، فقد أشرك)).

 

وبوَّب الإمام محمد بن عبدالوهاب في كتاب التوحيد:

• باب من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع البلاء أو دفعه.

• والتمائم جمع تميمة؛ وهي: ما يعلَّق على الأولاد أو على الكبار عن العين أو عن الجن.

• سُمِّيت تميمة؛ لاعتقادهم أنهم يتم أمرهم ويحفظون بها.

 

ومن صور هذه التمائم والتعاليق:

• رسم صورة العين، أو صور الكف، خمسة وخميسة، كما يُرى في بعض السيارات.

• أو تعليق مجسم لحذاء.

• أو تعليق مجسم لرأس حيوان، كغزال وغيره.

• ومنها لبس الخيط، والحلق، ولبس الحظاظات، والخرز أو الودع.

• أو أوراق مكتوب فيها كتابات مجهولة، أو بعض الطلاسم كالأحجبة وغيرها.

وهذه كلها صور من الشرك بالله تعالى.

 

يقول الله تعالى مبينًا أنها لا تنفع ولا تضر:

• ﴿ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ ﴾ [الزمر: 38].

 

ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يباشر بنفسه محاربة مثل هذه الصور من صور الشرك.

• عن عمران بن حصين: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلًا في يده حلقة من صفر -أي من نحاس - فقال صلى الله عليه وسلم: ما هذه؟ قال: من الواهنة - أي: من مرض يصيب اليد - فقال النبي صلى الله عليه وسلم: انزعها؛ فإنها لا تزيدك إلا وهنًا)).

 

ثم قال كلمة عظيمة مخيفة: ((إنك لو مِتَّ وهي عليك ما أفلحت أبدًا)).

 

• وفي الحديث الصحيح عن أبي بشير الأنصاري: ((أنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره فأرسل رسولًا؛ أنْ لا يبقين في رقبة بعير قلادة من وتر - أو قلادة - إلا قُطعت)).

• ورأى حذيفة بن اليمان رضي الله عنه رجلًا في يده خيط، فقام إليه وقطعه، وتلا قول الله تعالى: ﴿ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ ﴾ [يوسف: 106].

 

وهذه الأفعال قد تكون شركًا أكبر، وقد تكون شركًا أصغر:

• فتكون شركًا أكبر إذا اعتقد أنها هي الضارة النافعة بنفسها، ولا علاقة لله تعالى بها.

• وتكون شركًا أصغر إذا اعتقد أنها مجرد سبب لجلب النفع أو دفع الضر.

 

فينبغي على المسلم أن يحذر على نفسه من هذه التعاليق، حتى ولو كان من القرآن، فلا يجوز كذلك تعليقه على الصحيح.

• لأن الأحاديث عامة في تحريم تعليق التمائم.

• وسدًّا للذريعة، فإنه يفضي إلى تعليق ما ليس كذلك.

• وكذلك فإن ما يتم تعليقه قد يكون عرضة للامتهان بحمله معه في حال قضاء الحاجة، والاستنجاء، ونحو ذلك.

• قال إبراهيم النخعي رحمه الله: "كانوا - يعني بذلك أصحاب عبدالله بن مسعود رضي الله عنه - يكرهون التمائم كلها من القرآن، وغير القرآن".

 

والمراد بالكراهة هنا كراهة التحريم.

• فالواجب على المسلم أن يتعلق قلبه بالله تعالى في جلب المنافع، أو دفع المضار.

نسأل الله العظيم أن يحفظ لنا توحيدنا.

إن الشرك لظلم عظيم

1-خطورة الشرك.

2- أقسام الشرك.

3- من صور الشرك: تعليق التمائم والخيوط ونحوها.

(الهدف من الخطبة):

التحذير من الشرك وبيان بعضٍ من مظاهره؛ وهو تعليق التمائم والخيوط لجلب المنافع أو لدفع المضار، مع بيان صور وأنواع من هذه التعاليق.

مقدمة ومدخل للموضوع

■ فإن أعظم ما أمر الله تعالى به هو التوحيد، وأعظم ما نهى عنه هو الشرك بالله تعالى:

- كما قال الله تعالى: ﴿ قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ﴾ [الأنعام: 151].

- وقال الله تعالى: ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ﴾ [النساء: 36].

- أي: في حال كونكم تعبدون الله تعالى وحده لا تشركوا به شيئًا.

■ ولذلك؛ فإن الشرك أخطر وأعظم ذنب عُصِيَ به الله جل في علاه، وترجع خطورته للأمور التالية:

■ إنه من أكبر الكبائر، والموبقات المهلكات.

- ففي الصحيحين عن أبي بكرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ ثلاثًا، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وجلس وكان متكئًا: ألَا وقول الزور، قال: فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت)).

■ ومما يبين عظيم خطر الشرك أن الأنبياء صفوة الخلق خافوا على أنفسهم منه:

● فهذا إمام الحنفاء الموحدين خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام الذي كسَّر الأصنام بيده، وتبرأ من قومه، فجعله الله تعالى أسوة للموحدين، يخاف على نفسه من الوقوع في عبادة غير الله تعالى.

- ﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ * رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ ﴾ [إبراهيم: 35، 36].

- قال إبراهيم التيمي رحمه الله تعالى: "ومن يأمن البلاء بعد إبراهيم؟".

- قال العلماء: فإذا كان ينهى عن الشرك من لا يمكن أن يباشره، فكيف بمن عداه؟!

● ويوصي الخليل عليه السلام أبناءه ومن يأتي من ذريتهم بالحذر من الشرك:

‏- ﴿ وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [البقرة: 132].

● ويتبرأ من أقرب قريب له من أجل التوحيد:

- ﴿ قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ﴾ [الممتحنة: 4].

● وهذا سيد الموحدين صلى الله عليه وسلم يخاف منه على نفسه وعلى أمته:

- روى الإمام أحمد من حديث محمود بن لبيد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن أخوفَ ما أخاف عليكم الشركُ الأصغر، قالوا: يا رسول الله، وما الشرك الأصغر؟ قال: الرياء)).

👌هذا في الشرك الأصغر، فما ظنكم بمن وقع في الشرك الأكبر والعياذ بالله؟!

- وعن أبي سعيد مرفوعًا عند أحمد وغيره: ((ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟ قالوا: بلى، قال: الشرك الخفي، يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل إليه)).

■ ومما يبين عظيم خطر الشرك أن الله تعالى وصفه بأوصاف تدل على ذلك.

● فوصفه الله تعالى بأنه ظلم عظيم.

- ﴿ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ [لقمان: 13].

- وعن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: ((لما نزلت: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ ﴾ [الأنعام: 82]، شقَّ ذلك على المسلمين، فقالوا: يا رسول الله، أينا لا يظلم نفسه؟ قال: ليس ذلك؛ إنما هو الشرك، ألم تسمعوا ما قال لقمان لابنه وهو يعظه: ﴿ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ [لقمان: 13].

● ووصفه الله تعالى بأنه إثم عظيم.

- ﴿ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 48].

● ووصفه النبي صلى الله عليه وسلم بأنه الذنب الأعظم.

- في الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: ((سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الذنب أعظم؟ قال: أن تجعل لله ندًّا، وهو خلقك، قلت: ثم أي؟ قال: أن تقتل ولدك خشية أن يأكل معك، قلت: ثم أي؟ قال: أن تزاني حليلة جارك)).

● ووصفه الله تعالى بأنه ضلال بعيد.

- ﴿ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴾ [النساء: 116].

● ووصف الله تعالى حال صاحبه بأبشع حال.

- ﴿ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ ﴾ [الحج: 31].

■ ومما يبين عظيم خطر الشرك أنه الذنب الوحيد الذي لا يغفره الله أبدًا لمن مات عليه.

- ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 48].

● فإن الذنوب تنقسم إلى قسمين:

- الشرك: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ ﴾ [النساء: 48].

- ما دون الشرك: ﴿ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ ﴾ [النساء: 48].

👌فكل ذنب يلقى به العبد ربه لم يتب منه، فهو تحت مشيئة الله، إن شاء غفر له، وإن شاء عذَّبه، إلا الشرك، فإنه لا يُغفَر إلا بالتوبة.

■ ومما يبين عظيم خطر الشرك أنه إذا خالط الأعمال أفسدها وأحبطها.

● فلو أن العبد صلى وصام؛ بل لو قضى حياته كلها ساجدًا لله تعالى، ثم صرف سجدة واحدة لغيره، لَحَبِطَتْ جميع أعماله.

● فقد قال الله تعالى مخاطبًا صفوة الخلق من الأنبياء والمرسلين:

- ﴿ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأنعام: 88].

● بل وتوجه الخطاب إلى أفضل البشر وإلى سيد المرسلين، وسيد الموحدين صلى الله عليه وسلم؛ تحذيرًا وتنفيرًا من الشرك.

- ﴿ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الزمر: 65].

● مهما كان العمل، ولو كان يسيرًا، واسمع لهذا الخبر، والذي يرويه سلمان الفارسي، والذي صححه الألباني موقوفًا على سلمان رضي الله عنه كما في سلسلة الأحاديث الضعيفة: ((دخل رجل الجنة في ذباب، ودخل النار رجل في ذباب، قالوا: وكيف ذلك؟ قال: مرَّ رجلان على قوم لهم صنم لا يجوزه أحد حتى يُقرِّب له شيئًا، فقالوا لأحدهما: قرِّب، قال: ليس عندي شيء، فقالوا له: قرِّب ولو ذبابًا، فقرَّب ذبابًا، فخلوا سبيله، قال: فدخل النار، وقالوا للآخر: قرب ولو ذبابًا، قال: ما كنت لأقرب لأحدٍ شيئًا دون الله عز وجل، قال: فضربوا عنقه، قال: فدخل الجنة)).

■ ومما يبين عظيم خطر الشرك أن من مات عليه، فهو محروم من دخول الجنة تحريمًا مؤبدًا.

● فإن الناس في عدم دخول الجنة على قسمين:

- ١-إما تحريم على التأميد – أي: تحريم مؤقت إلى أمد - وهذا في حق أصحاب الكبائر ممن يدخلهم الله تعالى النار تطهيرًا لهم، ثم مآلهم إلى الجنة.

- ٢-وأما القسم الثاني، فهم ممن يُحرَمون من دخول الجنة تحريمًا مؤبدًا، وهذا في حق من مات على الشرك، والعياذ بالله.

- ﴿ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ﴾ [المائدة: 72].

- وفي صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من لقيَ الله لا يشرك به شيئًا دخل الجنة، ومن لقيَهُ يشرك به شيئًا دخل النار)).

■ وأما الطامَّة الكبرى، والمصيبة العظمى أن من مات على الشرك فهو خالد مخلَّد في النار؛ كما قال الواحد القهار:

- ﴿ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ﴾ [المائدة: 72].

- وفي صحيح البخاري عن ابن مسعود رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من مات وهو يدعو لله ندًّا، دخل النار)).

- وفي الحديث الصحيح: ((من مات يشرك بالله شيئًا دخل النار)).

نسأل الله العظيم أن يرزقنا التوحيد الخالص.

الخطبة الثانية:

أقسام الشرك، ووقفة مع حكم تعليق التمائم والخيوط، وصورها، وأنواعها.

■ والشرك ينقسم إلى قسمين:

- شرك أكبر.

- وشرك أصغر.

● فأما الشرك الأكبر: فهو الذي يُخرج صاحبه من دائرة الإسلام، ويُوجِب له الخلود في النار، ويحرم عليه الجنة، إذا لم يتُبْ، ومات عليه.

● وأما الشرك الأصغر: فهو الذي لا يُخرج صاحبه من الملة، ولكنه ينقص من توحيده، وهو وسيلة إلى الشرك الأكبر، وهو أعظم عند الله من كبائر الذنوب والفواحش والآثام.

■ ️والشرك له صور عديدة فمنها:

📎دعاء غير الله تعالى.

📎والذبح والنذر لغير الله تعالى.

📎ومنها الحلف بغير الله تعالى تعظيمًا لهذا المحلوف.

📎ومنها تعليق التمائم والخيوط لرفع البلاء، أو دفع الضر، أو جلب النفع.

📎ومنها الطِّيَرَةُ والتشاؤم.

📎ومنها الاستسقاء بالنجوم والكواكب.

📎ومنها الذهاب إلى السَّحَرَةِ والعرَّافين والمنجمين وسؤالهم وتصديقهم.

📎ومنها الشرك الخفي الذي خافه النبي صلى الله عليه وسلم على أمته؛ وهو الرياء.

📎ومنها بعض الألفاظ التي تُنافي، أو تقدح في التوحيد؛ مثل قول: ما شاء الله وشاء فلان، ولولا الله وفلان، وتوكلت على الله وعليك.

■ وسنقف - بإذن الله تعالى - مع نوع من هذه الأنواع وهو:

● تعليق التمائم والودع، وربط الخيط والحلقة؛ لأجل رفع الضر بعد نزوله أو الوقاية منه قبل وقوعه، أو لجلب النفع.

- فعن ابن مسعود رضي الله عنه، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الرُّقى والتمائم والتِّوَلَةَ شِركٌ)).

- وعن عقبة بن عامر مرفوعًا: ((من تعلَّق تميمةً فلا أتم الله له، ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له)).

- وفي رواية: ((من تعلق تميمة، فقد أشرك)).

● وبوَّب الإمام محمد بن عبدالوهاب في كتاب التوحيد:

- باب من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع البلاء أو دفعه.

- والتمائم جمع تميمة؛ وهي: ما يعلَّق على الأولاد أو على الكبار عن العين أو عن الجن.

- سُمِّيت تميمة؛ لاعتقادهم أنهم يتم أمرهم ويحفظون بها.

● ومن صور هذه التمائم والتعاليق:

- رسم صورة العين، أو صور الكف، خمسة وخميسة، كما يُرى في بعض السيارات.

- أو تعليق مجسم لحذاء.

- أو تعليق مجسم لرأس حيوان، كغزال وغيره.

- ومنها لبس الخيط، والحلق، ولبس الحظاظات، والخرز أو الودع.

- أو أوراق مكتوب فيها كتابات مجهولة، أو بعض الطلاسم كالأحجبة وغيرها.

👌وهذه كلها صور من الشرك بالله تعالى.

● يقول الله تعالى مبينًا أنها لا تنفع ولا تضر:

- ﴿ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ ﴾ [الزمر: 38].

● ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يباشر بنفسه محاربة مثل هذه الصور من صور الشرك.

- عن عمران بن حصين: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلًا في يده حلقة من صفر -أي من نحاس - فقال صلى الله عليه وسلم: ما هذه؟ قال: من الواهنة - أي: من مرض يصيب اليد - فقال النبي صلى الله عليه وسلم: انزعها؛ فإنها لا تزيدك إلا وهنًا)).

👌ثم قال كلمة عظيمة مخيفة: ((إنك لو مِتَّ وهي عليك ما أفلحت أبدًا)).

- وفي الحديث الصحيح عن أبي بشير الأنصاري: ((أنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره فأرسل رسولًا؛ أنْ لا يبقين في رقبة بعير قلادة من وتر - أو قلادة - إلا قُطعت)).

- ورأى حذيفة بن اليمان رضي الله عنه رجلًا في يده خيط، فقام إليه وقطعه، وتلا قول الله تعالى: ﴿ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ ﴾ [يوسف: 106].

● وهذه الأفعال قد تكون شركًا أكبر، وقد تكون شركًا أصغر:

- فتكون شركًا أكبر إذا اعتقد أنها هي الضارة النافعة بنفسها، ولا علاقة لله تعالى بها.

- وتكون شركًا أصغر إذا اعتقد أنها مجرد سبب لجلب النفع أو دفع الضر.

● فينبغي على المسلم أن يحذر على نفسه من هذه التعاليق، حتى ولو كان من القرآن، فلا يجوز كذلك تعليقه على الصحيح.

- لأن الأحاديث عامة في تحريم تعليق التمائم.

- وسدًّا للذريعة، فإنه يفضي إلى تعليق ما ليس كذلك.

- وكذلك فإن ما يتم تعليقه قد يكون عرضة للامتهان بحمله معه في حال قضاء الحاجة، والاستنجاء، ونحو ذلك.

- قال إبراهيم النخعي رحمه الله: "كانوا - يعني بذلك أصحاب عبدالله بن مسعود رضي الله عنه - يكرهون التمائم كلها من القرآن، وغير القرآن".

والمراد بالكراهة هنا كراهة التحريم.

• فالواجب على المسلم أن يتعلق قلبه بالله تعالى في جلب المنافع، أو دفع المضار.

نسأل الله العظيم أن يحفظ لنا توحيدنا.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • إن الشرك لظلم عظيم

مختارات من الشبكة

  • من نواقض الإسلام: الشرك في عبادة الله (3)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شرح كتاب الدروس المهمة - الدرس التاسع- أقسام الشرك (الشرك الأصغر)(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • شرح كتاب الدروس المهمة الحلقة الثامنة- أقسام الشرك (الشرك الأكبر)(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • الرد على شبهة: تبرير الشرك(مقالة - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • الشرك الأصغر وتعريفه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الشرك الأكبر والشرك الأصغر والفرق بينهما(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الدرس الثامن عشر: الشرك(مقالة - ملفات خاصة)
  • أضرار الشرك الأكبر (س/ج)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • نفي الشرك بالله (س/ج)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الفرق بين الشرك الأكبر والشرك الأصغر(مادة مرئية - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 29/11/1446هـ - الساعة: 21:31
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب