• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    من آداب المجالس (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    خطر الميثاق
    السيد مراد سلامة
  •  
    أعظم فتنة: الدجال (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    فضل معاوية والرد على الروافض
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    ما جاء في فصل الشتاء
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرحمن، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    تفسير: (فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تخريج حديث: إذا استنجى بالماء ثم فرغ، استحب له ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    اختر لنفسك
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون (خطبة) - باللغة ...
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أحكام شهر ذي القعدة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / خطب المناسبات
علامة باركود

خطبة عيد الأضحى

خطبة عيد الأضحى
وضاح سيف الجبزي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 7/7/2022 ميلادي - 7/12/1443 هجري

الزيارات: 50916

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خطبة عيد الأضحى 1443هـ


الحمد لله، الحمد لله على عطائه الجزيل، والله أكبر على ستره الجميل، والحمد لله يجزي كلَّ نفس بما تسعى، والله أكبر إليه المآب والرُّجْعى، والحمد لله نخضع لعز كبريائه بالذل والصَّغَار، والله أكبر نطمع بكريم عطائه بالعجز والافتقار، وسبحانك ربي نمدُّ إليكَ أيدينا باحتياجنا، ونتضرع إليك بتسديد اعوجاجنا، ونجأر إليك بالابتهال، رغبًا في التوفيق وإصلاح الحال، فلا مَهْدِيَّ إلا مَنْ هديتَ سواءَ السبيل، ولا ضالَّ إلَّا مَنْ أضللتَه عن الدليل.

 

وأشهد أن لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، تحبَّب لعباده بنعمه وآلائه، وابتدأهم بإحسانه وعطائه، فله الحمد والشكر، والنعمة والفضل، وله الثناء الحسن.

 

وأشهد أن سيدنا ونبينا محمَّدًا عبد الله ورسوله، نال أعلى المراتب، وبلَغ غايةَ المآرب، وهو الأرتع مرعاه، والأرفع مسعاه، ملأ العيون نورًا، والقلوب سرورًا، وهو الغُنْم الأكبر، والحظ الأوفر، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه، السادة الكرام، صدور الأنام، وبدور التمام، لهم الذِّكْرُ البهي، والشرف السَّنِي، على مرور الساعات والأيام، وكرِّ الشهور والأعوام، والتابعين ومَنْ تَبِعَهم بإحسانٍ، إلى يوم الدين، وسلم تسليمًا كثيرًا مزيدًا على الدوام.

اللهُ أكبرُ هذا العيدُ قد عادا
فكبّروا وانشروا في الأَرْضِ أعيادا
واستبشروا إن في الطاعات مجدَكمُ
فثابروا واسألوا الرحمنَ أمجادا


الله أكبر ما هلَّ هلالُ عيدٍ وأقْمَرْ، الله أكبرُ ما طلع فجر وأسْفَرْ، الله أكبر ما أينع غصن وأثمر، الله أكبر ما هلّل مهلل وكبّر، الله أكبر ما صام صائم وأفطر.

 

الله أكبر ما صحت الأنواء، وأشرق الضياء، وصنعت دكاء، وعلَتْ على الأرض السماء..

العيد ما العيد ما أدراك ما العيد
شكرٌ وحمدٌ وتكبيرٌ وتمجيدُ
فافرحْ أُخَيَّ بِذكرِ اللهِ تحظَ بهِ
فصاحبُ الذِّكرِ عند الله محمودُ


الله أكبر.. الله أكبر، لا إله إلا الله.. والله أكبر.. الله أكبر ولله الحمد.

الله أكبر كلما هَمَعَ سحاب، ولَمَعَ سراب وأُنجِحَ طِلاب، وقُرئ كتاب، وسُرَّ قادمٌ بإياب.. الله أكبر كلما خطَّ قلمْ، وزال ألمْ، ودامت نِعم، وزالتْ نِقَمْ..

 

الله أكبر.. الله أكبر، لا إله إلا الله.. والله أكبر.. الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر ما أشرقت شمس هذا اليوم الأغر.. والله أكبر ما تعاقب العيدان؛ عيد الفطر ويومُ الحج الأكبر.

العيد عاد أعاد الله فرحتَكم
لا يُشبه العيدَ إذ تبدو بشاشته
وبلّغ اللهُ من يسعى مساعيهِ
على الوجوهِ.. سوى لقياكُمُ فيهِ


يأتيالعيدُ -أيها الأحباب- فنراه يومًا ليس كالأيام، ونرى نهاره أجمل، ونُحِسُّ المتعة به أطول، ونُبْصِر شمسه أضوأ، ونجد ليله أهنأ. وما اختلفت في الحقيقة الأيام في ذاتها، ولكن اختلف نظرنا إليها؛ نسينا في العيد متاعبنا فاسترحنا، وأبعدنا عنا آلامنا فهنِئنا، وابتسمنا للناس وللحياة فابتسمتْ لنا الحياةُ والناس.

حلاوةُ العيد ليست ما نُقدمه
من كلِّ ما ذاب في أفواهنا عسلا
لكنها لحظةُ اللقيا نطيرُ بها
فيبسُمُ الكون من أفراحنا جذلا


أيها المسلمون:

هذا يومُ العيد، يومٌ عظَّم الله قدرَه، وأفاضَ علينا من النِّعم ما يُوجِبُ شُكرَهْ ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [يونس: 58].

 

إنه يومُ البِشْرِ والسُّرور، والفرحٍ والحُبُور، والتجمُّلِ والزينة، والسعادة والبهجة، والتزاور والمحبة، والتهادي والمودة، فاستَديمُوا نِعَم الله بدوام شُكرها، واقدروها قدرها باستشعارها وذكرها.

 

فالله أكبر.. الله أكبر، لا إله إلا الله.. والله أكبر.. الله أكبر ولله الحمد.

عباد الله:

وخيرُ ثوبٍ بيومِ العيدِ نَلبَسُهُ
ثوبُ التسامحِ والغفرانِ للناسِ
أمَّا الحقودُ، فلا ثوبٌ يُجَمِّلُهُ
وإنْ تَطَرَّزَ ذاكَ الثوبُ بالماسِ


لا يعيشُ المسلم فرحةَ العيد إلا حين يشعرُ بالبهجة في مشاعره، والسرورِ على مُحيَّاه، وقسَماتُ وجه المرء انعِكاساتٌ لدواخِله، وفاقد الشيء لا يعطيه، والسحاب الفارغ لا يرجى منه الغيث.

والذي نفسه بغير جمالٍ
لا يرى في الوجود شيئًا جميلًا

 

لم يُعطِ العيدَ حقَّه مَنِ استقبَلَه بهمة فاترة، وفرحةٍ قاصرة، ونظرة عابسة، ورؤية بائسة.

 

كيف يفرح بالعيدِ من تجمَّلَ بالجديد؛ وقلبُه على أخيهِ أسود؟!

كيف يفرح بالعيدِ من لا يعرِف من العيدِ إلا المآكلَ والثوبَ الجديد، ولا يفقَه مِن معانيه إلاّ ما اعتاده من العاداتِ والتقاليد، ليس له منَ العيد إلا مظاهرُه، ولا من الحظِّ إلا عواثِرُه.

 

فالله أكبر.. الله أكبر، لا إله إلا الله.. والله أكبر.. الله أكبر ولله الحمد.

تبَسَّمْ للحياة وكن سعيدا
تكن أيامُك السوداءُ عيدا
فما من ظُلمةٍ إلا ويأتي
عليها الفجرُ بسَّامًا وليدا

عباد الله: والمُسلمُ كما يتَّصِلُ بربِّه عبادةً وشُكرًا يتَّصِلُ بخلقِه محبَّةً وإخاءً، ولُطفًا ومودَّة؛ فهو يؤمن بالله العظيم، ويحُضُّ على طعام المسكين، ويعطي إعطاء الحبِّ والإخاء، والرحمة والسخاء، إعطاء الجود والتولُّع، لا إعطاء الكبر والترفُّع، أو التمظهر والتصنع.. إعطاء الصَّداقة لا إعطاء الصدقة، وربَّ بسمةٍ في وجه السائل، أو شدَّةٍ على يده أحبُّ إليْهِ من المال الذي تضَعُه في كفِّه؛ لأنَّ المال يُحْيِي جسدَه وحده، والمال مع الابتسامة إحياءٌ لجسده وروحه.

فهنيئًا لمن صحّت لله نيته، وصلُحت جريرتُه، وحسُن خُلُقه، وطابَت سَرِيرتُه.

 

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

عباد الله: يستحق التّهنِئَةَ بالعيد الموسِر الذي يزرَع البسمةَ على شِفاه المحتاجين، والشَّفوقُ الذي يعطِف على الأرامِلِ واليتامى والمساكين، والصحيحُ الذي يتفقَّد المرضى والمقعَدين.

عيدٌ سعيدٌ وأيامٌ مباركةٌ
وموعدٌ يغمرُ الأرواحَ بالفرحِ
تقبّل اللهُ منكم كلَّ صالحةٍ
وخصّكم بعظيمِ الأجرِ والمِنَحِ

 

أيها المسلمون: عيدكم مبارك إذا أردتم، سعيد إذا استعددتم، لا تظنوا أن الدعاء وحده يردّ الاعتداء، إن مادة دعا يدعو، لا تنسخ مادة عدا يعدو؛ وإنما ينسخها أعدّ يعدّ، واستعدّ يستعدّ، فأعدّوا واستعدّوا تزدهر أعيادكم، وتظهر أمجادكم.

عيدٌ سعيدٌ وأفراحٌ معطرة
تزكو عبيرًا وتسري في القلوب ندى
وقطع الله قلبا لا يريد لنا
ولا لأوطاننا خيرًا ولا رشدا


جعَل اللهُ سعيكم مشكورًا، وذنبكم مغفورًا، وزادكم في عيدكم فرحةً وحبورًا، وبهجةً وسرورًا..

 

الخطبة الثانية:

الله أكبر ذو القدرة القاهرة، والله أكبر له الحجة البالغة والآيات البالغة.

الله أكبر، يرث الأرض ومَنْ عليها، والله أكبر يُعِيد الخلائقَ منها وإليها، ويجازي النفوس بما لها وما عليها.

الله أكبر، أنشأ وبرأ، والله أكبر أبدع كل شيء وذرأ، ﴿ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى ﴾ [طه: 6].

 

الله أكبر ما أنعم ربنا من الفضل والخيرات، والله أكبر ما أفاض من الآلاء والبركات.

الله أكبر والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين، والله أكبر نصَر عبدَه، وأعزَّ جندَه، وهزَم الأحزابَ وحدَه.

الله أكبر، لا يطاع إلا بإذنه، ولا يعصى إلا بعلمه، والحمد لله حمدًا كثيرًا طيِّبًا مباركًا فيه.

 

عباد الله:

الإسلام يراعي الفطرةَ الإنسانيةَ، ويلبِّي الاحتياجاتِ النفسيةَ والبدنيةَ، بتوازُن واعتدالٍ، على قوله -عز شأنه-: ﴿ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ﴾ [الْقَصَصِ: 77]، وقوله -عز شأنه-: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ * قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَة ﴾ [الْأَعْرَافِ: 31-32]، وحين شاهد النبي -صلى الله عليه وسلم- الأحباش يلعبون في المسجد يوم العيد قال: «لَتَعْلَمُ يَهُودُ أَنَّ فِي دِينِنَا فُسْحَةً، إِنِّي أُرْسِلْتُ بِحَنِيفِيَّةٍ سَمْحَةٍ»[1]، ليس في الإسلام رهبانية مبتدَعة تُثقِل بآصارها، وليس فيه لهو وفراغ يُنسِي النفوسَ الغايةَ من خلقها، ولكن فيه الموازنة بين مسئولية النفس وحقوقها ومتطلبات الدنيا والآخرة.

 

من حقِّ أهل الإسلام في يوم عيدِهم أن يسمعوا حديثًا مُبهِجًا، وكلامًا مُؤنِسًا.

يقول ابن بطَّال: جعلَ اللهُ من فِطَر الناس محبَّة الكلمة الطيبة والأُنسَ بها، والفأل الصالح والأنس به، كما جعل فيهم الارتياح للبشرى والمنظر الأنيق، وقد يمر الرجل بالماء الصافي فعجبه وهو لا يشربه، وبالروضة المنثورة فتسره وهي لا تنفعه[2].

 

أيها المسلمون:

أيام العيد أيام بشر وبهجة، وسرور وفرح وترويح وحبور، يوم فرح ويوم زينة ومرح، ليس مطلوبًا أن تُذرَف الدموعُ في يوم العيد بكاءً على المآسي، ولا أن يعلو الحزن على المحيَّا انشغالًا بالهموم، ليس العيد لإحياء الأحزان وتذكُّر الآلام؛ فهو يومُ الزينة، ويومُ الإحسان والبرِّ، ويومُ التزاوُر والتهادِي.

 

الجمال والزينة تستهوِي النفوس، وتقَرُّ بها الأعيُن، وتلذُّ بها الأذواق، وقد جعل الله في الجمال والزينة الرضا والسعادة والبهجة، والجميل هو الذي يفيضُ حيويَّةً ويتلألأ بهجةً حيثما حلَّ، ومن مُنِح الاستمتاعَ بالجمال مُنِح السماحة والابتسامة، والهدوء والنظام، والإبداع والتفكير.

 

حتى قالوا: كلما رُزِق العبدُ نُبلًا ورفعةً ازدادَ جمالُه، وازدادَ إحساسُه بالجمال وتمتُّعُه بالزينة.

 

أيها المسلمون: ومن معاني الترويح السعة، والفسحة، والانبساط، وتسلية النفس، وتجديد النشاط، وإدخال السرور، وإزالة التعب، والانتقال إلى حالٍ أكثرَ تشويقًا وسرورًا، وهو المؤلِّف بين الإخوان، والمقرِّب بين الأهل والخِلَّان.

 

معاشرَ المسلمينَ: الأصل في حياة المسلم الجِدُّ والعملُ، وحفظُ الوقت بما ينفع، غيرَ أن الطبع المكدود بالجِدِّ يحتاج إلى الراحة والترويح والتعليل بشيء من المرح والمزاح، وليعلم أن الترويح والمزاح للنفوس هو كالملح للطعام مقدارًا وذوقًا، وتأمَّلُوا -حفظكم الله- صورة الجمع بين الترويح والجد في هذه الصورة، من صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فعن بكر بن عبد الله قال: «كان أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- يتبادحون بالبطيخ -أي: يرمي بعضهم بعضًا-، فإذا كانت الحقائق كانوا هم الرجال» [3].

 

وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: «لَمْ يَكُنْ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنْحَرِفِينَ، وَلَا مُتَمَاوِتِينَ، وَكَانُوا يَتَنَاشَدُونَ الشِّعْرَ فِي مَجَالِسِهِمْ وَيَذْكُرُونَ أَمَرَ جَاهِلِيَّتِهِمْ، فَإِذَا أُرِيدَ أَحَدُهُمْ عَلَى شَيْءٍ مِنْ دِينِهِ دَارَتْ حَمَالِيقُ عَيْنَيْهِ كَأَنَّهُ مَجْنُونٌ»[4].

عيدي مقيم وعيد الناس منصرف
والقلب مني عن اللذات منحرف
ولي قرينان مالي منهما خلف
طول الحنين وعين دمعها يكف


وقد قالوا في الحِكَم: لا جِدَّ لِمَنْ لا يلعب، والمؤمن دَعِبٌ لَعِبٌ، والمنافق عبسٌ قطبٌ، والدعب هو الذي يتكلَّم بما يُستملَح، والدعابة اسم لكل ما يُستملَح من القول والعمل.

 

جعل الله عيدَكم مباركًا، وأيّامَكم أيامَ سعادةٍ وهناء، وفضلٍ وإحسان وعمل، فالعيدُ المبارك لمن عمَر الله قلبَه بالهدى والتُّقى، في خُلُقٍ كريم، وقلبٍ سليم، غنيٌّ محسن، وفقير قانِع ومبتلًى صابِر، تعرِفهم بسيماهُم، رجالٌ صدَقوا ما عاهَدوا الله عليه.

 

اللهم فرِّج عنا، ما قلَّت معه حِيلَتُنا، ما ضَعُفَتْ عنه قُوَّتُنا، واجعلنا في حفظِكَ وحرزِكَ وأمانتِكَ، وأمانِكَ، ورحمتِكَ وفضلِكَ، اللهم انصر إخوانَنا وأهلَنا في فلسطين، اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم، اللهم كُنْ لهم مؤيِّدًا ونصيرًا، ومُعِينًا وظهيرًا، اللهم طهِّر المسجد الأقصى من دنس الصهاينة المحتلين، اللهم احفظه من عدوان المعتدين، ورجز الظالمين، اللهم اجعله في رفعة وعزة ومنعة إلى يوم الدين.

 


[1] أخرجه أحمد في مسنده، من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها (41/ 349، 43/ 115)، قال الألباني: إسناده جيد، السلسلة الصحيحة (4/ 328).
[2] شرح صحيح البخاري لابن بطال (9/ 437).
[3] أخرجه البخاري في الأدب المفرد، باب المزاح(ص102)، صححه الألباني، صحيح الأدب المفرد(ص117).
[4] رواه ابن أبي شيبة في الأدب(ص375)، وفي مصنفه، باب الرخصة في الشعر (5/ 278)، ورواه البخاري في الأدب المفرد، باب الكبر(ص195)، حسنه الألباني، صحيح الأدب المفرد(ص209).




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • خطبة عيد الأضحى 1441هـ (اليوم عيدنا)
  • خطبة عيد الأضحى 1442هـ
  • خطبة عيد الأضحى: وبذي القربى
  • خطبة عيد الأضحى المبارك 1442هـ
  • خطبة عيد الأضحى 1443: جمال الإسلام
  • خطبة عيد الأضحى المبارك 1444 هـ اتقاء الشبهات والشهوات
  • خطبة عيد الأضحى: الفرج بعد الشدة في حياة خليل الرحمن إبراهيم صلى الله عليه وسلم
  • خطبة عيد الأضحى المبارك 1444 هـ
  • خطبة عيد الأضحى وبيان لفضل وأحكام أيام التشريق ومختصر أحكام الأضاحي
  • (هذا العيد يخاطبكم) خطبة عيد الأضحى 1444 هـ
  • خطبة عيد الأضحى
  • خطبة عيد الأضحى ‏لعام 1425هـ
  • خطبة عيد الأضحى 1444 هـ
  • خطبة عيد الأضحى المبارك 1444 هـ
  • خطبة عيد الأضحى 1444 هـ
  • خطبة عيد الأضحى لعام 1444هـ
  • خطبة عيد الأضحى لعام 1444هـ
  • الإسلام دين السلام - خطبة عيد الأضحى 1445هـ
  • خطبة عيد الأضحى
  • خطبة عيد الأضحى: أدام الله عليكم أيام الفرح
  • خطبة عيد الأضحى

مختارات من الشبكة

  • عيد الأضحى فداء وفرحة (خطبة عيد الأضحى المبارك)(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطبة عيد الأضحى: العيد وثمار الأمة الواحدة(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطبة عيد الأضحى 1443 هـ (العيد وصلة الأرحام)(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • (لمن فرحة العيد؟) خطبة عيد الأضحى 1442 هـ(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة يوم عيد الأضحى 1441هـ (هذا عيدنا)(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطبة عيد الأضحى 1440هـ (من مقاصد العيد)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة عيد الأضحى عام 1438هـ (وحدة العيد)(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطبة عيد الأضحى المبارك 1438 (الفرحة بالعيد لا تنسينا يوم الوعيد)(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطبة عيد الأضحى 1436هـ (عيد النحر)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الأضحى في زمن الابتلاء (خطبة عيد الأضحى 1441هـ)(مقالة - موقع د. صغير بن محمد الصغير)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب