• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الأحق بالإمامة في صلاة الجنازة
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    فضل الصبر على المدين
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    تفسير قوله تعالى: { والذين إذا فعلوا فاحشة أو ...
    سعيد مصطفى دياب
  •  
    محاسن الإرث في الإسلام (خطبة)
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    تفسير: (لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    علامات الساعة (2)
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    ما جاء في فصل الصيف
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    أحكام التعاقد بالوكالة المستترة وآثاره: دراسة ...
    د. ياسر بن عبدالرحمن العدل
  •  
    خطبة: أم سليم ضحت بزوجها من أجل دينها (1)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    خطبة: التربية على العفة
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    التلاحم والتنظيم في صفوف القتال في سبيل الله...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أسس التفكير العقدي: مقاربة بين الوحي والعقل
    الشيخ حذيفة بن حسين القحطاني
  •  
    ابتلاء مبين وذبح عظيم (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    فضل من يسر على معسر أو أنظره
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    حديث: لا طلاق إلا بعد نكاح، ولا عتق إلا بعد ملك
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

سمو الدلالات القرآنية

سمو الدلالات القرآنية
مريم بنت حسن تيجاني

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 26/5/2022 ميلادي - 24/10/1443 هجري

الزيارات: 12460

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سُمُو الدلالات القرآنية


سبحان الله وبحمدهِ، مُنزل الكتاب العظيم، والذكر الحكيم، والقرآن المجيد، الذي أبهر أولي البلاغةِ والفصاحةِ والبيانِ الأُوَل، ولم يزل معينهُ العذب الزلال بالخيرِ غدِقًا مُترعًا مِنهالًا، لم ولن تنقضي منهُ العجائب، وكما انبهرَ الأُوَلُ أرباب البيان انبهر من بعدهم، فتتالى وتوالى إعجازُهُ وإبهارُهُ وإمتاعُهُ للنفوس والعقولِ والقلوب والأرواح، فكان بحق؛ حياةُ الروحِ وروحُ الحيـاةِ لمن رامها[1].

 

ومن المباحث القرآنية التي بلغت الغاية في التشويق وحث الأفئدة والعقول إلى مزيدٍ من التدبر والتأمُّل والتفكر؛ مبحث المترادفات اللفظية بين الاستعمال اللغوي في أصلِ المفردة العربية وبين الإطلاق القرآني.


فمما يُميِّزُ كتاب الله العزيز، تلكم الفرادة النوعية في استخدام المفردات المترادفة في لغة العرب، بحيث تؤدي المفردة جَمًّا مميزًا من المعاني في السياق الواحد، تختلف عنها في سياقاتٍ أخرى لمفردةٍ مترادفة. كمفردتي الذلة والصَغَار على سبيلِ المِثال، وكذا الشأنُ ببعضِ المواضع عند اختلاف الحركة؛ كمفردة الخَطأ والخِطْء.

 

ففي المثال الأول كلا المفردتان بينهما تقاربٌ دلاليٌّ؛ إذ تشتركان في معنى "الخضوع والهوان"؛ غير أن الذل يكونُ بقهرٍ خارجي أو بفعلِ قوةٍ خارجية، بينما الصَغَار فيه الهبوط إلى الضعَة من منزلةِ عِز وشرف، وقد يكون هناكَ رضا من الصاغِر بتلكَ المنزلة.[2]

 

أما الخطأ بالفتح ففِعلُهُ أخطأ، وهو مجانبة الصواب عن غير عمدٍ، بينما الخِطْءُ فمصدر خَطِئَ؛ أي أصابَ إثمًا، ولا يكون إلا عن عمد.[3]

 

وأما الأمثلة التي سنتفيَّأُ ظلالها الوارفة ومعانيها العِذَاب، فنكتفي بمجموعتين منها طلبًا للاختصار:[4]

المجموعة الأولى: مترادفات الإخفاء والستر:(الخَبْء – الإخفاء – الدَّس – السَّتر – المُواراة):

 

يقول المؤلف: ترددت كلمة الإخفاء والستر في تفسيرِ أكثرِ هذه الألفاظ في المعاجم اللغوية على النحو التالي:

1-المعاني اللغوية:

الخَبْءُ: سَتْر الشيء، الإخفاء: السَّتر، الدَّسُّ: إخفاءُ شيءٍ وسَتْرُهُ تحتَ شيء، السَّتْرُ: إخفاء الشيء، المُواراةُ: إخفاءُ الشيء.

 

2-الدلالات القرآنية:

الخَبْء:

وردت هذه الكلمة في القرآن الكريم مرةً واحدة، في قول الله تعالى: (﴿ أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ ﴾)[5]، وهي مصدر أُطلق على المخبوء، وهو المطر والنبات وغيرهما مما خبأ الله عز وجل من غيوبه، وهو اسمٌ لكل مُدَّخرٍ مستور.

 

وهكذا نرى أن القرآن الكريم قد استعمل لفظ الخَبْء لوصف شيءٍ يُخْفَى ويُسْتَرُ ويُدَّخَر؛ لأنهُ ثمينٌ نفيس.

 

الإِخْفاء:

يقول المؤلف: تكرر ذكرُ الإخفاء في القرآن الكريم كثيرًا، ومن شواهده:

 

﴿ إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ [البقرة: 271].

 

﴿ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [البقرة: 284].

 

يتضح معنى الإخفاء من وروده في القرآن الكريم مقابلًا للإبداء والإعلان والجهر، فالإخفاءُ إذًا هو: السَّتْر والكِتْمان.

 

الدَّسُّ:

وردت هذه الكلمة في القرآن الكريم مرة واحدة، في قول الله عز وجل:

﴿ يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴾ [النحل: 59].

 

الدَّسُّ هنا: الدَّفن والتغييب في التراب، وهذا فيه مبالغة في الإخفاء والسَّتْر، كما يظهر ملمح الدافع وراء دسِّ الشيء، وهو الرغبة في التخلص منه.

 

السَّتْر:

وردت هذهِ المادة في القرآن الكريم ثلاث مرات، في الآيات التالية:

﴿ وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا ﴾.[6]

 

﴿ حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا ﴾.[7]

 

﴿ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ ﴾.[8]

السَّتر تغطية الشيء بحيث لا تراهُ العيون، والحجاب المستور؛ أي: البالغ الغاية في حجب ما يحجبه، حتى كأنهُ مستورٌ بساترٍ آخر.

 

والمراد بالستر في آية الكهف: كل ما يستر الإنسان - أي يقيهِ ويحجب عنه الأذى - من الثياب والأبنية والحصون وغيرها.

 

والملمح البارز في لفظ السَّتر هو الوقاية والحماية والمنع.

 

المُواراة:

ذُكرت هذه الكلمة ومشتقاتها في مواضع عديدة من القرآن الكريم، ومن شواهدها:

﴿ يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا ﴾.[9]

 

﴿ يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ ﴾.[10]

 

﴿ فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ ﴾[11]

 

يواري الشيء مواراةً: يستُرُهُ بشيءٍ يخفيه.

غير أن هذه الكلمة جاءت في أكثر مواضعها من القرآن الكريم في سَتْر شيءٍ يخجل الإنسان ويشعر بالخزي إذا انكشف، كالسوأة، وكاختفاء المُبّشَّرِ بالأنثى في الجاهلية؛ لأنهم كانوا يشعرون بالخزي والعار إذا وُلِدَ لهم إناث.

 

وأما وصف الشمس أو الخيل بالتواري في قولِ الله عز وجل: (﴿ فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ ﴾)[12]، فهو مجازٌ في غروب الشمس عن تواري الملك أو المُخَبَّأة بحجابها.

 

ونخلص مما سبق إلى أن ألفاظ (الخَبْء – الإخفاء – الدَّسّ – السَّتْر - المُواراة) متقاربة دلاليًّا؛ فكلها تدل على الإخفاء والاستتار، ويتميَّز كل منهما بملمحٍ دلاليٍّ فارق في الاستعمال القرآني، على النحو التالي:

الإخفاء: أعمُّ هذه الألفاظ، وهو الستر والكتمان.

الخَبْء: إخفاء شيء ثمين.

الدَّسُّ: المبالغة في الإخفاء والستر.

السَّتْر: الوقاية والمنع.

المُواراة: إخفاء شيء يُسْتَحْيا منه خاصَّةً.[13]

 

المجموعة الثانية: مترادفات الإثم:(الإثم – الجُناح – الحُوب – الخطيئة – الذَّنب – الزلل – السيئة – الفاحشة والفحشاء – المنكر - الوِزر):

 

1-المعاني اللغوية:

الإثم: البطءُ والتأخر في الخير، مأخوذٌ من قولهم: ناقةٌ آثمة، أي متأخرة عن سيرها، لأن ذا الإثم بطيءٌ عن الخير مُتأخرٌ عنه،

الجُناح: الميل إلى الإثم والجِنَاية والجُرم،

الحُوب: بمعنى الإثم، وقيل: الإثم العظيم،

الخطيئة: بمعنى الذنب، وأصلها من خطا يخطُر، أي تعدى الشيء وذهب عنه، ويُقال لمن تعدى الخير وتركهُ: أخطأ وخطئ خطأً وخطيئة لهذا القياس،

والزلل: الخطأ والذنب؛ لأن المخطئ قد زل أي انزلق عن نهج الصواب،

والذنب: الجُرْم والمعصية،

السيئة: الذنب القبيح،

والفاحشة: الذنب القبيح الذي جاوز الحد في القبح والشناعة، ومثلها الفحش والفحشاء،

والمنكر: ضد المعروف وهو ما ينكرهُ القلب ولا يسكُن إليهِ،

والوِزر: الثِّقَل، ومنهُ سُمِّيَ الذنبُ وِزرًا؛ لأنهُ يُثقِلُ صاحِبه.

 

يقول المؤلف: "ومما سبق يتضح لنا أن الاستعمال اللغوي العادي - كما أوردته المعاجم - لم يفرق بين أربعة من هذه الألفاظ، وجعل بينها ترادفًا تامًّا، وهي: الإثم، والخطيئة، والذنب، والزلل.

 

بينما خُصصت السيئة في الاستعمال اللغوي بصفة القبح، وأشدُّ منها الفاحشة والفحشاء؛ وذلك لأنهما خُصِّصا بوصفٍ آخر هو الشدة: شدة القبح والشناعة.

 

واختُص المنكر في الاستعمال اللغوي بملمحٍ دلاليٍّ آخر هو: إنكار القلب له وعدم سكون النفس إليه، فالنفوس تنكره كأنها لا تعرفه، وكأنما فُطِرَت على خِلافه فهي تأباهُ ولا تكادُ تعرِفُهُ.

 

واختُصَّ الجُناح بملمحٍ دلاليٍّ آخر، وهو كونه ميلًا إلى الإثم، وليس اقترافًا له.

 

واختُصَّ الوِزر بملمح الثِّقل".

 

2- الدلالات القرآنية:

الإثم:

وردت كلمة (إثم) في مواضع عديدة من الكتاب الكريم، ومن ذلك الآيات التالية:

﴿ ثُمَّ أَنتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾.[14]

 

﴿ وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا ﴾.[15]

 

﴿ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا ﴾.[16]

 

﴿ وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا ﴾.[17]

 

﴿ وَتَرَى كَثِيرًا مِّنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾.[18]

 

﴿ قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾.[19]

 

﴿ الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ ﴾.[20]

 

وبعد عرض تفسيرات أهل العلم وترجيحاتهم في الأمثلة السابقة، ومناقشتها على ضوء السياقات القرآنية وباستقراء النصوص الأخرى وتأملها[21]، خَلَص المؤلف إلى أن (الإثم) في الاستعمال القرآني يتميَّز بملامح دلالية خاصة، هي أنهُ:

• فعلٌ قبيح يستوجب الذمَّ واللوم.

• تنفر منه النفوس ولا تطمئن إليه القلوب.

• لفظ عام يشمل صغائر المعاصي وكبائرها، وغلب استعماله في الكبائر.

• فيه تعمُّد.

 

الجُناح:

تكرر ذكر الجُناح في مواضع كثيرة من كتاب الله الحكيم، ومن ذلك الآيات التالية:

﴿ لَّيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَّكُمْ ﴾[22]

 

﴿ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ ﴾.[23]

 

يقول المؤلف: "أول ما يُلاحظ في الاستعمال القرآني لهذه الكلمة أنها وردت منفية في جميع مواضعها (24 موضعًا)[24]، وهذا يعني الإباحة لكل ما ذُكر في تلك المواضع، فنفي الجُناح تخييرٌ بين الفعل والترك.

 

ومعنى الجُناح حيثما ورد في القرآن الكريم: الميل إلى الإثم، كما في اشتقاقه في اللغة؛ إذ هو مشتقٌ من (جَنَحَ)؛ أي مال، ولكن الاستعمال القرآني للفظ يجعله أعمَّ من الإثم؛ لأن الإثم يقتضي العقاب، أمَّا الجُناح فيُستعمل فيما يقتضي العقاب وفيما يقتضي الزجر دون العقاب.

 

والملامح الدلالية المميزة للجُناح كما يُستفاد من الآيات التي ورد فيها:

• عموم معناه، فهو أعم من الإثم والذنب وغيرهما؛ لأن الجُناح قد يقتضي العقاب، أو ما دون العقاب كالزجر.

 

• فيه معنى الميل إلى المعصية وإن لم يقع فيها.

 

• كما يُلاحظ أنهُ استُعْمل منفيًّا في جميع مواضعه من القرآن الكريم، وهذا يعني التخيير بين الفعل والترك.

 

الحُوب:

وردت هذهِ الكلمة في موضعٍ واحد من القرآن الكريم، وهو قول الله تعالى: ﴿ وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا ﴾.[25]

 

والحُوب هنا: الذنب العظيم الكبير، قال الزمخشري في سر استعمال هذهِ الكلمة هنا: "فإن قلتَ: قد حُرِّم عليهم أكل مال اليتامى، فلِمَ ورد النهي عن أكله مع أموالهم؟ قلتُ: لأنهم إذا كانوا مستغنين عن أموالِ اليتامى بما رزقهم الله من مالٍ حلال، وهم على ذلك يطمعون فيها، كان القُبحُ أبلغ والذمُّ أحق .. والحُوب: الذنب العظيم".

 

وذكر أبو حيَّان ثلاثة معانٍ للحُوب: الإثم، والظلم، والوَحشة. واللفظ يحتمل المعاني الثلاثة معًا، إذ هو إثمٌ على فاعلهِ، وظلمٌ لمن وقع عليه، ووحشة بينهما، وكل هذا يجعل الحُوب ذنبًا كبيرًا؛ لما فيه من ظلم وجلب للوحشة والجفاء، وإضاعة للحُرمة والحقوق؛ ويشهد لهذا قول النبي صلى الله عليـه وسلم لأبي أيُّوب لما أراد طلاق أم أيوب رضي الله عنهما: "إن طلاق أمِّ أيوب لَحُوبٌ"، أي: لوحشةٌ وإثم.

 

الخَطَأ والخطيئة والخِطْءُ:

وردت كلمة (خطأ) في القرآن العظيم مرتين، في قول الله تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَن يَصَّدَّقُوا ﴾.[26]

 

والخطأ هنا فعل غير اختياري، والمعنى: ما ينبغي للمؤمن أن يقتل مؤمنًا متعمِّدًا، ولكن يقع ذلك منه خطأً.

 

وأما الخطيئة فتكرر ورودها في القرآن الكريم مفردة، ومجموعة (خطايا - خطيئات)، ومن ذلك قول الله تعالى: ﴿ بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾.[27]

 

﴿ وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا ﴾.[28]

 

﴿ إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴾.[29]

 

﴿ وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ ﴾.[30]

 

﴿ وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ ﴾.[31]

 

وقد سبق الكلام على الخطيئة عند الكلام على الإثم، وأن المراد بالخطيئة: صغائر الذنوب، ولعلَّ الآيات الأخرى المذكورة هنا توضِّح بجلاء هذا المعنى، ففي آية البقرة (81) جُعِلَ من أحاطت به خطيئته من أهل النار؛ لأن من كان هذا شأنه فلا يكون مؤمنًا؛ إذ إن المؤمن لا تحيط به خطيئته، بل لا يخلو من عمل صالح، وبذلك تَعَيَّنَ أن المراد بتخليد من أحاطت به خطيئته في النار كونُه كافرًا، قد تجرَّأَ على كل الخطايا حتى أحدقت به فلم تترك له منفذًا.

 

وفي آية الشعراء (82) أضيفت الخطيئة إلى سيدنا إبراهيم عليه السلام، مما يقطع بأنها صغيرة؛ لأن الأنبياء ـ صلوات الله وسلامه عليهم ـ معصومون من الكبائر.

 

وهكذا يتضح أن الخطيئة تعني: الذنب الصغير، وأكثر استعمالاتها فيما لا يكون مقصودًا لنفسه، بل يكون القصد سببًا لتولُّد ذلك الفعل منه، كمن رمى صيدًا فأصاب إنسانًا.

 

وأمَّا الخِطْءُ فقد ورد في القرآن الكريم مرة واحدة، في قول الله عز وجل: ﴿ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا ﴾[32]؛ أي: ذنبًا عظيمًا، وفيه عمد.

 

الذنب:

وردت كلمة (ذنب) مفردة ومجموعة في العديد من آيات القرآن الكريم، ومن ذلك قول الله عز وجل: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾.[33]

 

يتضح من هذا الشاهد أن الذنب يشمل ما تقدَّم من الفاحشة وظلم النفس؛ فالفاحشة: الفعلة متزايدة القبح، وظلم النفس من الصغائر، أو من الكبائر التي يقتصر ضررها على النفس ولا تتعدَّى إلى الغير.

 

فالذنب: أعم ألفاظ هذا الباب؛ لأنه يشمل الصغائر والكبائر، كما يشمل كل ما لا تحمد عُقْبَاه، ولذلك قال موسى عليه السلام: ﴿ وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ ﴾[34]، فجعل لهم عليه ذنبًا؛ أي جناية تُسْتَوْخَم عُقْبَاها عندهم، والذنب - في الأعم الأغلب - يكون بين الإنسان ورَبِّه.

 

الزلل:

وردت مشتقات هذا اللفظ في القرآن الكريم أربع مرات، ومن ذلك قول الله عز وجل: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾[35]، وردت في تفسير "زللتم" هنا عدَّة تفسيرات، منها: عصيتم، كفرتم، أخطأتم، ضللتم.

 

ورجَّح أبو حيان أنها بمعنى كفرتم، نقله عن ابن عباس، قال: "وهو الظاهر؛ لقوله عز وجل: ﴿ ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ ﴾: أي الإسلام، ﴿ فَإِنْ زَلَلْتُمْ ﴾: عن الدخول فيه ... وأصل الزَّلَلِ للقدم، يُقال: زلَّتْ قدمه، ثم يستعمل في الرأي والاعتقاد".

 

ولعل عبارة الراغب الأصفهاني تكشف بعض غموض المعنى في الزلل، قال: "الزَّلَّةُ في الأصل: استرسال الرِّجْلِ من غير قصد، وقيل للذنب من غير قصدٍ: "زلَّةٌ" تشبيهًا بِزَلَّة الرِّجل .. وقوله عز وجل: ﴿ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا ﴾[36]؛ أي: اسْتَجَرَّهم الشيطان حتى زلُّوا، فإنَّ الخطيئة الصغيرة إذا ترخَّص الإنسان فيها تصير مُسهِّلة لسُبُل الشيطان على نفسه"، وعلى هذا يكون المراد بقول الله عز وجل: "زللتم" في سورة البقرة: اتَّبعتم وَسْوَسة الشيطان وتزيينه الصغائر حتى انزلقتم وأخطأتم.

 

ومجمل القول أن المراد بالزلل في الاستعمال القرآني: الخطأ الصغير غير المقصود، الذى يَجُرُّ فاعلَه إلى ما هو أعظم.

 

السيئة:

وردت كلمة (السيئة) في مواضع عديدة من القرآن الكريم، مفردة، ومجموعة، ومن ذلك الآيات التالية:

 

﴿ بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾.[37]

 

﴿ وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾.[38]

 

والسيئة في الاستعمال القرآني: الفعلة القبيحة، وهى ضد الحسنة.

ومن الشواهد السابقة يتَّضح أن السيئة في القرآن الكريم هي: الذنب القبيح الذي يسوء صاحبه، ويسوء في عيون الناس، أي يُسْتَقْبَح، وهو المعنى اللغوي للفظ، ولكن غلب استعماله في القرآن الكريم للدلالة على ما يكون بين الإنسان والناس.

 

ونخلُص مما سبق إلى أن لفظ "السيئة" في الاستعمال القرآني يتميز بملامح دلالية خاصة، هي أنه:

• فعل قبيح.

• بين الإنسان والآخرين.

• تشين صاحبها.

 

الفاحشة – الفحشاء:

لفظ الفاحشة يدلُّ في أصل معناه على ما عظُم قبحه من الأفعال والأقوال، أو كما قال ابن فارس: "الفاء والحاء والشين: كلمة تدل على قبحٍ في شيءٍ وشناعة"، وقد تفرَّع عن هذا المعنى العام جملةُ معانٍ قرآنية حدَّدها السياق اللغوي أو سياق الموقف؛ فهي تارة تعني عمل قوم لوط[39]، كقوله تعالى: ﴿ وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ ﴾[40]، وتارةً تعني الزنا كقوله تعالى: ﴿ وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ ﴾[41]، وتارة تعني مطلق الفعل القبيح، كقوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾.[42]

 

وقد سبق في المعنى اللغوي أن الفحشاء هي: ما يتجاوز الحد في القبح من المعاصي والذنوب، وهي كذلك حيثما وردت في القرآن الكريم، وعلى ذلك فالملامح الدلالية لهذين اللفظين المترادفين؛ هي:

• الفعل القبيح.

• شدة الاستهجان.

• التعمُّد.

• شدَّة الاستنكار والنفور.

 

المنكر:

تكرر ذكر المنكر في القرآن الكريم، ولعل أوضح شاهد لتفسير معناه هو قول الله عز وجل: ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ﴾[43].

 

المنكر: كل فعلٍ تحكم العقول الصحيحة بقبحه، وهو عام في كل مكروه تنفر منه القلوب وتأبَاه النفوس المعتدلة[44]، كأنها لا تعرفه من شدة قبحه وبُعْدِه عن السلوك السويِّ المستقيم. وعلى هذا فالمنكر أشد الذنوب وأفظعها بعد الفاحشة التي هي اسم جامع لكل عملٍ تستفظعه النفوس لفساده، من اعتقاد باطل أو عمل مفسد للخلق ... إلخ.

 

الوِزر:

وردت هذه الكلمة في القرآن الكريم اثنتي عشرة مرة، منها قول الله عز وجل: ﴿ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ﴾[45]، والمُشار إليه بالوزر في القرآن الكريم: حال صاحب الذنب، وما يتحمله من عِبءٍ وثقلٍ يرهقه ويؤذيه.[46]

 

فكأن الوِزْرَ هو الإحساس المصاحب للذنب ووطأته على نفس صاحبه.

 

خلاصة المؤلف:

"ونخلُص مما سبق إلى دقة الاستعمال القرآني لتلك الكلمات، إلى حدٍّ يعجز عنه البشر، فهذه كلمات تقاربت معانيها في العربية إلى حدِّ الترادف أو التطابق التامِّ، لكن لكل منها في الاستعمال القرآني الحكيم ملامح وسمات خاصة لا نجدها في الخطاب العادي.

 

وسبحان الله الذي فصَّل آياته وأحكمها، هذا الإحكام الذي تذهل له العقول، وتخشع له القلوب، وتخضع الأعناق، فكل هذه الألفاظ تدل على فعل يستوجب اللوم والذمَّ، لكن لكل منها سياقه الذي لا يصح فيه غيره ولا يغني عنه فيه مُقَارِبُه.

 

• فالإثم عام في كل الذنوب، وإن غلب استعماله في الكبائر.

 

• والجُناح أعمُّ من الإثم؛ لأنه يشمل الوقوع في المعصية، كما يشمل الميل إليها دون مقارفتها.

 

• والحُوب: إثم وظلم ووحشة وجفاء.

 

• والخطيئة: ذنب صغير ليس فيه عَمْدٌ، والخِطْءَ ذنبٌ فيه عمد.

 

• أما الذنب فيشمل كل جُرم تُسْتَوْخَم عاقبتُه في الدنيا والآخرة.

 

• والزلل: الانزلاق إلى الذنوب والمعاصي؛ مما يجرُّ الإنسان من الصغيرة إلى الكبيرة.

 

• والسيئة: الذنب القبيح الذي يسوء صاحِبَه ويراه الناس سيِّئًا، ففيه معنى المجاهرة.

 

• والفاحشة: ما اشتدَّ قبحه وتجاوز الحدَّ في الشناعة من المعاصي والذنوب، وتستنكره النفوس وتأباه الفِطْرة السليمة.

 

• والمنكر: ما تُنكره القلوب وتستفظعه النفوس، ولكنه أخفُّ من الفاحشة التي لا يخفى على أحد قبحها وشناعتها.

 

• والوزر: ثِقَل الذنب على فاعله، فهو منظور فيه إلى شعور مقترفِه، وبخاصة يوم القيامة حين يحمل كل إنسان ما كسب من خير أو شرٍّ، فيكون للشر ثقله ووطأته التي هي بمنزلةِ حمل ثقيل يحمله فوق ظهره، فسبحان من هذا كلامُهُ".[47]

 

تعقيب:

وإذا تقرر ما سبق أمكن القول بمسلماتٍ بدهية، هي من شؤم المعاصي والسيئات على أصحابها؛ فهي تُثقلُ صاحبها في الدنيا وتبَطِّئُ سيرهُ إلى الله تعالى وتؤخرهُ، وفي الآخرة تتسبب في إيرادِهِ العقاب الأليم.

 

كما أنها تُزلِقُ صاحبها عن الصراط المستقيم والنهج السَّوِيِّ في الدنيا، وفي الآخرة تتسبب في أن تزل قدمه عن الصراط فيهوي في جهنم أو تتأخر نجاته مع ما يعاينه ويكابدهُ من الأهوال العظيمة وهو في ذلك الموقف.

 

والمعاصي والسيئات وحشَةٌ بين العبدِ وربِّهِ، ووحشةٌ بين العبدِ وبين الخلق كذلك والعياذُ بالله. وفيها ما فيها من ظلم النفس أيًّا كانت درجة ذلك الظلم وقدره.[48]

 

والمعاصي والسيئات تعدٍّ وذهابٌ عن الخير إلى نقيضه، وشرورٌ تَقُضُّ سكون القلب وسكينته وطمأنينته، فيظلُ أبدًا في قلقٍ ووبال ذلك المستمرئ للمعاصي والسيئات، وإن أبدى خلاف ما يعتريه من الجفوة وسيئ الشعور في دواخل نفسهِ التي بين جنبيه؛ إذ هي سنةٌ إلهية ماضية في الإنس والجن على السواء، ومن ثم فإن طاعة الله عز وجل وتحقيق العبودية سببٌ للانشراح والسعادة والسرور والحياة الطيبة في الدنيا والآخرة، والضد بالضد؛ قال تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾[49]، وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ﴾[50].

 

فحيثُ عَمِيَتِ البصيرة في الدنيا عَمِيَ البصرُ في الآخرة أحوج ما يكونُ إليهِ، قال تعالى: ﴿ قَدْ جَاءَكُم بَصَائِرُ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ ﴾.[51]

 

وما أجمل ما انتهى إليه صاحب فقه الأسماء الحسنى بعد أن ساق الأحاديث التي اشتملت على اسمي الله (المقدِّم، المؤخر)، فقال: "وقد ورد هذان الاسمان في الثلاثة أحاديث المتقدمة في سياق طلب الغفران للذنوب جميعها المتقدم والمتأخر، والسر والعلانية، والخطأ والعمد، وفي هذا أن الذنوب توبقُ العبد وتؤخرهُ، وصفح الله عن عبده وغفرانه له يقدِّمه ويرفعه ..".[52]

 

نسأل الله العظيم منزل القرآن العظيم أن يرزُقنا عِلم الكتاب ويورثنا شرف الدنيا والآخرة بأن نكون من أهلِهِ وخاصته عز وجل.



[1] وصدقت عبارة الرافعي الأديب حين قال: "لقد كان للعرَب دولةٌ مـن الكلَام؛ لكنَّها ظلَّت بلا ملك حتّى جاءهم القُرآن".

[2] معجم الفروق الدلالية في القرآن الكريم للدكتور محمد محمد داوود، د.ط، 2008م، دار غريب للطباعة والنشر، القاهرة. ص260 -261. بتصرف يسير.

[3] المرجع السابق، ص246. يقول المؤلف: "من الملاحظ في الاستعمال القرآني للخطأ أنهُ جاء في سياق العفو والمغفرة، إلا آية الإسراء حيثُ عدَّ قتلَ الأولاد (خِطئًا كبيرًا)".

[4] جميع البيان والشرح من الكتاب الماتع الذي بين أيدينا (معجم الفروق الدلالية في القرآن الكريم)، والتعليقات كلها للمؤلف جزاهُ الله خيرًا. وما كان من تعليقٍ أو إضافةٍ من محررة المقال ففي الحاشية إن وُجِد.

[5] سورة النمل (25)

[6] سورة الإسراء (45).

[7] سورة الكهف (90)

[8] سورة فصلت (22)

[9] سورة الأعراف (26)

[10] سورة النحل (59)

[11] سورة ص (32)

[12] سورة ص (32)

[13] ينظر (حرف الخاء) من الكتاب السابق، أو الصفحات من 218 إلى 221

[14] سورة البقرة (85)

[15] سورة النساء (20)

[16] سورة النساء (48)

[17] سورة النساء (112)

[18] سورة المائدة (62)

[19] سورة الأعراف (33)

[20] سورة النجم (32)

[21] يُنصح بقراءتها لثرائها ونفاستها، معجم الفروق الدلالية في القرآن الكريم، ص35 - 36

[22] سورة النور (29)

[23] سورة الأحزاب (5)

[24] قلت: ومن تأمَّل أكثر تلك المواضع يجدها في العلاقات الإنسانية سواء القريبة منها والبعيدة، وكذلك على المستوى الفردي في بعض العبادات، مما يدلُ على السماحة واليُسر في التشريع الإلهي العظيم بنفي الجُناح ورفع الحَرَج. وهذا بابٌ واسع، جميلٌ لو التفت إليه طلبةُ العِلم بأبحاثٍ قيِّمة تؤدي شيئًا من شُكرِ المنعم المتفضل بهذا الدين العظيم سبحانه وتعالى، ومن نفيسِ المعاني على سبيلِ المثال –ومعلومٌ حديث أمنا السيدة عائشة حين صَوَّبت معنى الآية لمن استشكلت عليه-؛ فهل لنفي الجُناحِ عن التطوُّف بالصفا والمروة لمن حج أو اعتمر علاقة بجانبٍ فقهي؛ وهو عدم اشتراط الطهارة في السعي لمن تعذَّرت عليه؟!. كذلك من الروافد البحثية تناول موضوع مفهوم الجريمة في الإسلام على ضوءِ تلكم الفروق الدلالية، فمما تجدرُ الإشارة إليه أن الجريمة في الإسلام ليست في حق الأفراد والمخلوقين فحسب كما هو الشأن في المادية الشّوهاء المعاصرة، بل الشرك وإساءةُ الأدبِ مع الربِّ تعالى، تلكَ أعظم الجرائم. قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ) الأعراف (40)

[25] سورة النساء (2)

[26] سورة النساء (92)

[27] سورة البقرة (81)

[28] سورة النساء (112)

[29] سورة طه (73)

[30] سورة الشعراء (82)

[31] سورة الأعراف (161)

[32] سورة الإسراء (31)

[33] سورة آل عمران (135)

[34] سورة الشعراء (14)

[35] سورة البقرة (208 - 209)

[36] سورة آل عمران (155)

[37] سورة البقرة (81)

[38] سورة النساء (18)

[39] تم التعديل على الأصل.

[40] سورة النمل (54)

[41] سورة النساء (15)

[42] سورة آل عمران (135)

[43] سورة العنكبوت (45)

[44] عجبتُ حقًا من عبارةِ هذا العالم المُفسِّر ابن عاشور التي أصابت كبد الحقيقة؛ فما تُنكرهُ الطبائع والنفوس المعتدلة السَّويَّة وتأباهُ هو المنكر، فأورث حكمًا على الفعل، لا لمزًا للأنفس الكريمة والعقول الصحيحة!، كقوم لوطٍ حين قالوا: (أخرجوا آلَ لوطٍ من قريتكم إنهم أُناسٌ يتطهرون). ليصبح الفرقاء على طرَفي نقيض من هذا الميزان الفطري. فالمجتمعات التي تغُصُّ وتعُجُّ بمختلفِ الرذائل والمُنكرات مما تأباهُ الفِطر السليمة والعقول المعتدلة، هي مجتمعاتٌ مشوهة الفطرة ممسوخة الأخلاق. وإنما جاء الدين الحنيف ليتمم مكارم الأخلاق التي هي في أصلها مبادئ فطرية لا تستنكرها إلا الفطر المشوهة والعقول الفاسدة. ولا ننس المؤثر الشيطاني الذي أقسم بعزةِ الله تعالى ليُزينن لبني آدم القبيح ولَيتخذن منهم نصيبًا مفروضًا، إذ لو ساروا على مبدأ الفطرة لَغَلَبت الأخلاق الفاضلة ورَجَحت كِفةُ المكارم في تلك المجتمعات، حتى إذا ما جاءتها النعمةُ العظمى والعطية الجزلى من دينٍ وكتابٍ سماويين إلهيين تمَّ لها الفضل والنعيم من كل جانب، وقبضت أمجادها بتلابيبِ الشرف والقدح المُعلَّى من كلِ زين.

[45] سورة الأنعام (164)

[46] وهذا المعنى أشد وضوحًا في آيةِ النحل وآيةِ فاطر حيث اقترن ذكر الوزر بالثقل وبالحِمْل الذي يُحمَل، وهو قوله تعالى: ﴿ لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِۙ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍۗ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ ﴾ (25)، وقوله تعالى: ﴿ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰۚ وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَىٰ حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ﴾ (18). ومن القرائن التي تؤيد معنى الثقل وتعضده؛ أن أغلب الآيات التي اشتملت على ذكر (الوزر) فيها ذكر المرجع والمصير أو ذكر يوم القيامة. وقد جاءت أحاديث الصراط -وهو جسرٌ منصوب على متن جهنم تجتازه الخلائق في ذلك الموقف العظيم- بألفاظٍ تفيد هذا المعنى؛ كقوله صلى الله عليـه وسلم: " فيَمُرُّ أوَّلُكم كالبَرقِ، قال: قُلتُ: بأبي أنتَ وأُمِّي، أيُّ شيءٍ كَمَرِّ البَرقِ؟ قال: ألَم تَرَوا إلى البَرْقِ كيفَ يَمُرُّ ويَرجِعُ في طَرفةِ عَينٍ؟ ثُمَّ كَمرِّ الرِّيحِ، ثُمَّ كَمرِّ الطَّيرِ، وشَدِّ الرِّجالِ، تَجري بهم أعمالُهم، ونَبيُّكم قائِمٌ على الصِّراطِ يَقُولُ: رَبِّ سَلِّمْ سَلِّمْ، حَتَّى تَعجِزَ أعمالُ العِبَادِ، حَتَّى يَجيءَ الرَّجُلُ فلا يَستَطيعُ السَّيرَ إلَّا زَحْفًا ..."؛ رواهُ مسلم، فأمثلُ أسماء الخطايا في موقف الصراط أنها "أوزار" تثقل أصحابها عن السرعة أو الاجتياز أصلًا والعياذ بالله. وأورد صاحب أضواء البيان عند تفسيرهِ لآيةِ النحل: "وَقَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ: مَعْنَى حَمْلِهِمْ أَوْزَارَهُمْ: أَنَّ الْوَاحِدَ مِنْهُمْ عِنْدَ خُرُوجِهِ مِنْ قَبْرِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَسْتَقْبِلُهُ شَيْءٌ كَأَقْبَحِ صُورَةٍ، وَأَنْتَنِهَا رِيحًا; فَيَقُولُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَيَقُولُ: أَوْ مَا تَعْرِفُنِي! فَيَقُولُ: لَا وَلِلَّهِ، إِلَّا أَنَّ اللَّهَ قَبَّحَ وَجْهَكَ! أَنْتَنَ رِيحَكَ!، فَيَقُولُ أَنَا عَمَلُكَ الْخَبِيثُ، كُنْتَ فِي الدُّنْيَا خَبِيثَ الْعَمَلِ مُنْتِنَهُ فَطَالَمَا رَكِبْتَنِي فِي الدُّنْيَا! هَلُمَّ أَرْكَبُكَ الْيَوْمَ; فَيَرْكَبُ عَلَى ظَهْرِهِ اهـ". وهذا لا يتنافى مع شعور المؤمن بتأنيبِ النفس اللوامة وتأسف القلب العَقُول جرّاء الذنب أو الخطيئة التي يرتكبها، فالثقل هاهنا في الدنيا معنويٌ وطأتُهُ على النفس والقلب، وهما باعثانِ للأوبة والتوبة. بينما في موقف الصراط فينضم إليه الثقل الحِسِّي الذي يتسبب في التثبيطِ عن أسبابِ النجاة والعياذُ بالله وجميعهن بواعث الحسرةِ والندامة مالم تدرك العبد رحمةٌ من ربِّهِ بشفاعةٍ تُنجيه.

[47] معجم الفروق الدلالية في القرآن الكريم، ص45 - 46

[48] كالمرأة التي رآها رسولُ الله صلى الله عليـه وسلم في النار وهرةٌ تخدشها –وفي بعض ألفاظ الحديث "تنهشها"، فسأل: ما شأن هذه؟ قالوا: حَبَسَتْهَا حتَّى مَاتَتْ جُوعًا، لا أَطْعَمَتْهَا، ولَا أَرْسَلَتْهَا تَأْكُلُ - قالَ نَافِعٌ: حَسِبْتُ أنَّهُ قالَ: مِن خَشِيشِ - أَوْ خَشَاشِ الأرْضِ؛ رواهُ البخاري وغيره، فظاهر الأمر أنها اعتَدَّت بقوتها وقدرتها على الهرة فظلمتها بأن حبستها حتى ماتت جوعًا!. وحقيقةُ الأمر أنها ظلمت نفسها بتعريضها لنكالِ الآخرة وعذابها الأليم وأول منازلها القبر، وفي حياةِ البرزخ أهوالٌ وعظائم!. ولعلها تذكرة لمن استمرأ تعذيب الحيوانات وذوات الأرواح من بعض عابثي مواقع التواصل والسوشيال ميديا!.

[49] سورة النحل (97)

[50] سورة طه (124)

[51] سورة الأنعام (104)

[52] للشيخ الدكتور عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر، ط1، 1429هـ - 2008م، دار التوحيد للنشر والتوزيع، الرياض، ص280





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الدلالات التي تحملها لفظة (زوج) في اللغة
  • معجزة الإسراء والمعراج: العبر والدلالات
  • المعنى القرآني وغرضه الإقناع والتأثير
  • المواعظ القرآنية

مختارات من الشبكة

  • من الدلالات البلاغية في الألفاظ القرآنية (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • دلالة الاكتفاء في الجملة القرآنية - دراسة نقدية للقول بالحذف والتقدير(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • دلالة أسرار ترتيب السور القرآنية وخصائص البسملة الدلالية التركيبية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • موضوعات سور القرآن من حيث الموضع(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حوار ريمون هارفي حول الدراسات القرآنية عالميا(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • تمهيد في المعالم القرآنية لسنن الله القدرية في اليهود(مقالة - موقع أ.د. مصطفى مسلم)
  • روسيا: إطلاق بوابة إلكترونية في العلوم القرآنية(مقالة - المسلمون في العالم)
  • المداخل القرآنية لتزكية النفس البشرية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تكريم الفائزين في المسابقة القرآنية الرمضانية لعام 2025 بمدينة سيدني(مقالة - المسلمون في العالم)
  • التناسب في بنية القصة القرآنية(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 15/11/1446هـ - الساعة: 15:5
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب