• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطر الظلمات الثلاث
    السيد مراد سلامة
  •  
    تذكير الأنام بفرضية الحج في الإسلام (خطبة)
    جمال علي يوسف فياض
  •  
    حجوا قبل ألا تحجوا (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    تعظيم المشاعر (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرفيق، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (10)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    القلق والأمراض النفسية: أرقام مخيفة (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    آفة الغيبة.. بلاء ومصيبة (خطبة)
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    تخريج حديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    الإسلام هو السبيل الوحيد لِإنقاذ وخلاص البشرية
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    خطبة: فاعبد الله مخلصا له الدين (باللغة
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    المحافظة على صحة السمع في السنة النبوية (PDF)
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    اختيارات ابن أبي العز الحنفي وترجيحاته الفقهية في ...
    عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد التويجري
  •  
    القيم الأخلاقية في الإسلام: أسس بناء مجتمعات ...
    محمد أبو عطية
  •  
    فوائد من حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث ...
    محفوظ أحمد السلهتي
  •  
    لم تعد البلاغة زينة لفظية "التلبية وبلاغة التواصل ...
    د. أيمن أبو مصطفى
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / المعاملات
علامة باركود

يا إخوتي أين أضع صدقتي؟

يا إخوتي أين أضع صدقتي؟
الشيخ فؤاد بن يوسف أبو سعيد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 31/3/2022 ميلادي - 27/8/1443 هجري

الزيارات: 9095

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

يا إخوتي، أين أضع صدقتي؟


إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

 

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]؛ أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

 

أعاذني الله وإياكم وسائر المسلمين من النار، ومن كل عمل يقرب إلى النار، اللهم آمين آمين.

 

في أوضاعنا الحالية كثر المتسولون، وكثر الفقراء وكثر المساكين، وكثرت حاجات الناس للمادة؛ للفلوس والنقود، وللطعام والشراب والكسوة، ولما يجلب لهم الدفء في الشتاء الذي بقيت فيه بقية، كثرت هذه الأشياء، فيا إخوتي، لمن أعطي صدقتي؟

 

ليس كل من جاءك يسأل مستحقًّا للصدقة أبدًا؛ بل الغالب منهم يستحق، لذلك وفي هذه الدقائق المعدودة سنعلم من الذين نعطيهم الصدقات؟ ومن الذين لا نعطيهم صدقات، وإن ادعوا الادعاءات؟

 

أما الذين يجب علينا أن نتفقدهم ونعطيهم من صدقاتنا، ما ذكرهم الله سبحانه وتعالى في كتابه؛ وهم أصناف ثمانية، منهم ما هو موجود في هذا الزمان، ومنهم من ليس بموجود؛ قال سبحانه وتعالى: ﴿ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾ [التوبة: 60].

 

هؤلاء الذين نعطيهم الصدقات، أكثر ما نعطي الصدقات للفقراء والمساكين، والعاملين عليها هم الجباة، يوظفهم ولي الأمر؛ ليجمعوا الصدقات والزكوات من الناس، فيجمعون الأموال من الدكاكين، ويجمعون الأموال من أصحاب الإبل والغنم ونحو ذلك، يجمعون الأموال من أصحاب المزارع والحبوب ونحو ذلك، فمقابل هذا يعطيه الوالي شيئًا، يعطيه من الزكاة لا مانع.

 

ونعطي الزكاة للمؤلفة قلوبهم، وهم كفار؛ نتألفهم ونعطيهم من الزكوات ليدخلوا في الإسلام.

 

فإذا جاءنا لاجئون من شرق أو غرب، فعلينا أن نعطيهم من الزكاة؛ لنتألفهم؛ لأنه قد تنشب حرب ثالثة أو نحن على أبوابها، فلا تبخل على أمثال هؤلاء إن دخلوا بلادنا، نعطيهم من الزكوات والصدقات، من باب المؤلفة قلوبهم، نؤلفهم للإسلام، فالحمد لله على ديننا دين الرحمة، وصلى الله وسلم على نبينا نبي الرحمة.

 

وفي الرقاب أن نشتري العبيد من الزكاة ونعتقهم، وقد يدخل فيه أن ندفع ما شاء الله عز وجل لأعداء الله الكفار لنخرج الأسرى والمسجونين والمعتقلين، في مقابل أموال ندفعها أيضًا من الصدقات والزكوات.

 

والغارمين الذين تحملوا الحمالات؛ أي: دفعوا الديات عن بعض الناس، الضعفاء الذين ليست عندهم أموال ليدفعوها، فهذا الغارم لو سأل الناس لا مانع ولو كان غنيًّا، ولو أنا أعطيناه من زكواتنا المفروضة، أو صدقاتنا، جاز ذلك إن شاء الله.

 

وفي سبيل الله؛ كلمة عامة يدخل فيها المجاهدون في سبيل الله وغيرهم؛ كالحُجاج ومن أراد الزواج ونحو ذلك.

 

وابن السبيل حتى لو كان غنيًّا في بلده، وجاء إلى بلادنا أو نحن أغنياء وذهبنا إلى بلاد أخرى، جاز لنا أن نأخذ من الصدقات والزكوات؛ إن انقطعت بنا السبل، فريضةً من الله، والله عليم حكيم.

 

لذلك قال البخاري ج6 ص67 في المؤلفة قلوبهم: "قال مجاهد: ﴿ وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ ﴾ [التوبة: 60]: يتألفهم بالعطية".

 

وجاء عن عبيدالله بن عدي بن الخيار[1] وهو من التابعين، قال: ((أخبرني رجلان - أي: من الصحابة رضي الله عنهم - أنهما أتيا النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، وهو يقسم الصدقة، فسألاه منها، فرفع فينا البصر وخفضه - نظر إليهم؛ هل يستحقون أم لا؟ - قال: فرآنا جَلدَين - يعني أقوياء وأشداء على العمل - فقال: إن شئتما أعطيتكما، ولا حظَّ فيها لغني، ولا لقوي مكتسب))؛ [(د) (1633)، (2598)].

 

فهؤلاء الذين عندهم هذه القوة والصحة والنشاط، ويستطيع أن يعمل والعمل موجود، لا نعطيه ونبقيه في البيت، بل نقول له: اذهب فاعمل، لكن لو أصر على كسله وما شابه ذلك، لو أعطيناه لا مانع.

 

ومعنى (جلدين)؛ أي: عندهما قوة على العمل، وصبر على مشقته، فهؤلاء لا يعطون من الصدقات.

 

لذلك فالأغنياء الأصل أن يتصدقوا هم ويخرجوا زكوات أموالهم، لا أن يتصدق عليهم الناس!

 

ولكن استثنى شرعنا وديننا من الأغنياء الذين لا تجوز الصدقات والزكوات، فاستثنى خمس حالات يجوز لهم أخذ الزكوات وسؤالها من الناس، ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه؛ فقال صلى الله عليه وسلم: ((لا تحل الصدقة لغني؛ إلا لخمسة: لغاز في سبيل الله - مقابل غزوه يعطى من الصدقات ومن الزكوات - أو لعامل عليها - الذي يعمل ويجبي الصدقات - أو لغارم - حتى لو كان غنيًّا وغرم بسبب فض المشاكل بين الناس، ودفع من ماله، فلو أعطيناه لا مانع - أو لرجل اشتراها بماله - أي: رجل غني يشتري صدقةً باعها فقير، لا مانع؛ لأن الفقراء إذا اجتمعت عندهم الصدقات يبيعون أكثرها، فيجوز للأغنياء شراؤها، فالصدقة ليست ممنوعة عن الغني إن كان بهذه الصفة - أو لرجل كان له جار مسكين، فتصدق على المسكين، فأهداها المسكين للغني))؛ [(د) (1635)، (1637)، (جه) (1841)، انظر صحيح الجامع: (7250)، والإرواء: (870)].

 

فهي على المسكين صدقة، لكن على الغني هدية من هذا المسكين.

 

وعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن المسألة - وفي رواية: إن الصدقة - لا تحل لغني، ولا لذي مِرَّة سوي))؛ أي: لصاحب القوة؛ فيكون جسمه قويًّا، والشديد السوي: الصحيح المعتدل السليم، وقد يكون غنيًّا، ولا يستطيع أن يشتغل، فنعطيه إن شاء الله.

 

قال: ((إلا لذي فقر مدقع))؛ أي: فقر شديد يفضي بصاحبه إلى الدقعاء؛ وهو التراب، فهذا تجوز عليه الصدقة.

 

((أو لذي غرم مفظع))؛ أي: غرامة أو دين في حلال، أو مباح، فظيع وثقيل.

 

((أو لذي دم موجع))؛ أي: كإنسان قتل قتيلًا، والناس يطالبون بالدية وهو ليس عنده شيء، فلذلك لو طلب الصدقة والزكاة جاز إعطاؤه.

 

والمراد: دم يوجع القاتل، أو أولياءه؛ بأن تلزمه الدية؛ وليس لهم ما يؤدي به الدية، ويطلب أولياء المقتول منهم، وتنبعث الفتنة والمخاصمة بينهم.

 

وقيل: هو أن يتحمل الدية فيسعى فيها، ويسأل حتى يؤديها إلى أولياء المقتول لتنقطع الخصومة، وليس له ولا لأوليائه مال، ولا يؤدي أيضًا من بيت المال، فإن لم يؤدِّها، قتلوا المتحمل عنه، وهو أخوه أو حميمه، فيوجعه قتله.

 

((ومن سأل الناس ليثري به ماله))؛ يعني: المتسول أن يكثر ماله، كما يفعل المتسولون في المشرق والمغرب، عنده أموال وغير محتاج، وسنعلم بعد قليل من الحديث الشريف: كم يكون عنده من مال حتى لا يجوز له السؤال؟ وإذا كان أقل يجوز له السؤال، سنعلم ذلك.

 

وفي رواية: ((من سأل الناس وله ما يغنيه، جاء يوم القيامة ومسألته في وجهه خموش، أو خدوش – يعني: تعرف هؤلاء الذين يتسولون، ويظهرون الفقر وهم أغنياء، يوم القيامة تعرفهم بعلامات في وجوههم مشرحة مخدوشة مخموشة - أو كُدوح - بضم الكاف؛ جمع كدح، وكل أمر من خدش أو عض فهو كدح - ورضفًا - أي: حجارة محماة - يأكله من جهنم - لأنه أخذ مالًا لا يحتاجه - فمن شاء فليقل، ومن شاء فليكثر))؛ يقل من السؤال والمسألة، أو من النكال يوم القيامة؛ أي: من هذا السؤال، أو ما يترتب عليه من النكال.

 

((قيل: يا رسول الله، وما يغنيه؟))؛ أي: ما هو المبلغ الذي يكون عند الإنسان فإذا زاد عنه لا يجوز له السؤال، وإن قل عنه جاز؟ قال عليه الصلاة والسلام: ((خمسون درهمًا، أو قيمتها من الذهب))؛ [الحديث بزوائده عند: (ت) (650)، (ت) (653)، (د) (د) (1626)، (1641)، (س) (2592)، (2597)، (جه) (1839)، (حم) (6530)، (حم) (12278)، (حب) (3290)، (يع) (6401)، (هق) (12938)، (هق) (12992)، وقال الأرنؤوط: إسناده قوي، انظر: صحيح الترغيب: (802)، (834)، وغاية المرام: (152)، الصحيحة: (499)، المشكاة: (1847)].

 

وإذا كان وزن الدرهم يساوي (3,17) جرامًا، فالخمسون درهمًا تساوي (158.5) جم فضة، وإذا كان جرام الفضة يساوي شيكلين، فالمجموع: (317) شيكلًا؛ أي: ما يعادل (100$) فمن امتلكها فلا يجوز له السؤال حتى تنقص عن هذا المقدار، أما من زاد عن ذلك، فهو غني قد امتلك الخمسين درهمًا.

 

فمن تحمل حمالةً ولو كان غنيًّا بين قوم، و(الحمالة): ما يتحمله عن غيره من دية أو غرامة، لدفع وقوع حرب تسفك الدماء بين الفريقين من المسلمين، وربما أهل القتيل لـما لم تدفع لهم الدية؛ يطالبون برأس هذا القاتل، أو يطردون أهله أو نحو ذلك، فلذلك يجب أن نشجع من أمثال هؤلاء الذين يكونون سببًا في كبح المشاكل، وحل الخصومات، وحقن الدماء، ونعينهم بالصدقات والزكوات.

 

ويجوز له أن يستمر في عمله هذا ويسأل حتى يؤدي إليهم حمالتهم، ثم يمسك عن المسألة.

 

ومن أصابته جائحة اجتاحت ماله، فحلت له المسألة حتى يصيب قوامًا من عيش ثم يمسك.

 

ورجل أصابته فاقة؛ أي: حاجة شديدة، اشتهر بها بين قومه، حتى يشهد ثلاثة من ذوي الحِجا؛ أي: العقل الكامل، من قومه: لقد أصابت فلانًا فاقة، فحلت له المسألة حتى يصيب قوامًا من عيش، ثم يمسك عن المسألة، فهؤلاء تجوز الصدقة عليهم، ويجوز لهم أن يسألوها.

 

ألا واعلموا أنه لا يجوز التصدق على أرباب المعاصي والذنوب، وأهل الكبائر؛ كالزناة واللصوص، ومن يتعاطون المخدرات والمشروبات المحرمة، فلا تعطوا من زكواتكم ولا من صدقاتكم إلى من تعلمون أنه يشتري بها أو يتعاطى الدخان والسيجار، تعطيه الصدقة حتى يدخن؟! مشكلة، لا تعطِ هؤلاء، كثير من الناس يأخذ الصدقات، بدلًا من أن يذهب بها إلى أهله لينتفعوا بها، يبيعها ويشتري بها المشروبات والدخان ونحو ذلك، أو يشترون بها لوازم الشيشة والأرجيلة؛ من فحم ومعسل وغيره، إذا علمت ذلك لا تعطِه من الزكوات، ولا تعطِه من الصدقات، لكن أعطِ أهله إن كانوا فقراء محتاجين، أعطِ زوجته، إن لم تكن من هذا الصنف الذي سنقوله الآن.

 

كذلك لا تعطوا صدقاتكم ولا زكواتكم لنساء تعلمون أنهن يشترين بها المكياج والأصباغ وأدوات الزينة، وما يستلزمه التبرج والسفور، إذا علمتم أن هذه المرأة لا تذهب بما حصلت عليه من الزكوات والصدقات إلى أهلها وعائلتها ونفسها؛ فتأكل أو تلبس؛ بل تستخدمه في الأمور الأخرى فلا تعطوها الزكاة.

 

ولا تعطوها لغارم وغرمه في فساد، لا في إصلاح، أو من عليه دين، ودينه في فساد؛ ليس في إصلاح.

 

أعطوها لمن يستدين من أجل الزواج ليعف نفسه، أو من أجل الحج أو غير ذلك من وجوه المباح والصلاح.

 

وجاز للمسلمين أن يعطوه، وجاز له شرعًا أن يسأل الناس ليتزوج، كذلك من أراد الحج، أو أراد مصلحة فيها الخير لا مانع من إعطائه من هذه الأمور.

 

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.

 

الخطبة الآخرة

الحمد لله حمد الشاكرين الصابرين، ولا عدوان إلا على الظالمين، اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين؛ أما بعد:

هذه الصدقات في هذا الزمان، الكل يتهافت عليها، ولو وقف أحدهم على باب هذا المسجد، ويقول: من يريد الصدقة؟ لذهب إليه أكثر من ثلثي المسجد، الكل يريد؛ إما بصدق وحق لأنه محتاج، أو لأنه يريد التكثر، على أي حال في هذا الزمان لا أحد يقول: لا أريد.

 

لكن سيأتي في آخر الزمان الناس يعرضون عن الصدقات، فلا يقبلونها وهذا من علامات الساعة، يُنادَى عليها في الطرقات، وفي الأسواق وفي البيوت: يا ناس، مَن يأخذ هذه الصدقة؟ من يأخذ هذه الزكاة؟ فلنستمع إلى قوله صلى الله عليه وسلم؛ فـعن حارثة بن وهب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تصدقوا، فسيأتي على الناس زمان يمشي الرجل بصدقته - أي: بزكاته - فلا يجد من يقبلها يقول الذي أعطيها؛ الفقير الذي قُدِّمت إليه يقول: لو جئت بها بالأمس لقبلتها، فأما اليوم، فلا حاجة لي بها))؛ [الحديث بزوائده عند: (خ) (1411)، (7120)، (م) (1011)].

 

لذلك لا يقبلون هذه الصدقات لماذا؟ لا يقبلون الصدقات لماذا؟ إما لاستغنائهم عنها بكثرة الأموال عندهم، وبكثرة البركات النازلة من السماء والأرض، فلا يحتاجون الصدقات.

 

وإما لأنهم رأوا من علامات الساعة ما يشغلهم عن جمع الأموال، هذا أو هذا.

 

وأما يوم القيامة، فعلمنا أن الذي يطالب الناس ويسألهم أموالهم تكثرًا، ويريد أن يصبح غنيًّا ثريًّا، هذا يأتي يوم القيامة، ووجه فيه كدوح وخدوش، وكذلك يأكل الرضف من جهنم؛ أي: حجارة محماة يأكلها.

 

أما أهل الصدقات وأهل الزكاة، وأهل العطاء؛ فهؤلاء الناس الله سبحانه وتعالى جعل لهم بابًا خاصًّا من أبواب الجنة الثمانية، اسمه باب الصدقة.

 

هذا لمن أكثر من الإنفاق وأكثر من التصدق، وذلك على قدر طاقته واستطاعته، فقد يكون عنده درهمان؛ فيتصدق بأحدهما ويبقي الآخر لنفسه، وهكذا يكون الأمر يوم القيامة.

 

ألا وسلموا على رسول الله، عليه الصلاة والسلام؛ فقد قال الله سبحانه: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].

 

اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.

 

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات يا رب العالمين.

 

اللهم لا تَدَع لنا في مقامنا هذا ذنبًا إلا غفرته، ولا همًّا إلا فرجته، ولا دينًا إلا قضيته، ولا مريضًا إلا شفيته، ولا مبتلًى إلا عافيته، ولا غائبًا إلا رددته إلى أهله سالمًا غانمًا يا رب العالمين.

 

﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45].



[1] وُلِدَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • فضل الصدقة
  • الأطفال والصدقة
  • ضاعت صدقتي (قصة للأطفال)
  • إخفاء الصدقة
  • شرح حديث أبي هريرة: أي الصدقة أعظم؟
  • أفضل الصدقة

مختارات من الشبكة

  • أحاديث في فضل صلاة الضحى(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حديث: يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إخوتي معترضون على زواجي(استشارة - الاستشارات)
  • إخوتي لديهم ميول جنسية غير سوية(استشارة - الاستشارات)
  • سمعة إخوتي ظلمتني(استشارة - الاستشارات)
  • مسؤولياتي ومرض إخوتي أبعداني عن الزواج(استشارة - الاستشارات)
  • أبي يفضل إخوتي علي(استشارة - الاستشارات)
  • إخوتي يؤذونني(استشارة - الاستشارات)
  • استعمالات الأخوة في القرآن(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مشكلات أخواتي وزوجات إخوتي(استشارة - الاستشارات)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 20/11/1446هـ - الساعة: 9:38
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب