• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    واجب ولي المرأة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (9)
    د. عبدالسلام حمود غالب
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / العبادات
علامة باركود

العمرة في رمضان: فضائلها وأحكامها (خطبة)

العمرة في رمضان: فضائلها وأحكامها (خطبة)
الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 29/3/2022 ميلادي - 25/8/1443 هجري

الزيارات: 31814

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

العُمْرةُ في رمضان

فضائلها وأحكامها

 

الحمد لله الذي هدى أولياءه لدين الإسلام، ووفقهم لزيارة بيته الحرام، وخصهم بالشوق إلى تلك المشاعر العظام، وحط عن وفده جميع الأوزار والآثام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الْمَلِكُ الحقُّ السلام، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله خيرُ مُعلِّمٍ وإمام، اللهم صلِّ على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه البررة الكرام، وسلِّم تسليمًا كثيرًا.

 

أمَّا بعدُ:

فإنَّ من المعلوم من الدِّينِ بالضرورةِ أنَّ مِن أركانِ الإسلام: حجَّ بيت الله الحرام، والعُمْرةُ هي الحجُّ الأصغر عند جمهور أهل العلم، وللعُمْرةِ عُمومًا وفي رمضانَ خُصوصًا فضائِلُها الْعظيمةِ، ومكانتُها الشريفة، التي بيَّنها نبيُّ الله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ.

 

فهيَ مِن مُكفِّراتِ الذنوب، قال صلى الله عليه وسلم: (‌العُمْرَةُ ‌إلى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِما بيْنَهُما) متفقٌ عليه، وهيَ تُذهبُ الفَقْرَ والذُّنوب، قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (‌تابعُوا ‌بينَ ‌الْحَجِّ والعُمْرَةِ، فإنهُما يَنفِيَانِ الفَقْرَ والذُّنوبَ، كَمَا يَنْفِي الكِيرُ خَبَثَ الحديدِ والذَّهَبِ والفِضَّةِ) رواه الترمذيُّ وصحَّحه.

 

وهيَ أَحَدُ الْجِهادَيْنِ، (عن عائشةَ قالتْ: قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ على النِّسَاءِ جِهَادٌ؟ قالَ: نَعَمْ، علَيْهِنَّ جِهادٌ لا قِتالَ ‌فيهِ: ‌الْحَجُّ ‌والعُمْرَةُ) رواه ابنُ ماجه وصحَّحه النوويُّ وابنُ الْمُلَقِّن.

 

وقالَ عُمَرُ رضيَ اللهُ عنهُ: (شُدُّوا الرَّحِيلَ إلى الْحَجِّ والعُمْرَةِ، ‌فإنهُ ‌أَحَدُ ‌الْجِهَادَيْنِ)؛ رواه عبد الرزاق والبخاريُّ تعليقًا.

 

والْمُعْتَمِرونَ وَفْدُ اللهِ، قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (الْحَاجُّ والْمُعْتَمِرُ وفْدُ اللهِ، ‌دَعَاهُمْ ‌فأَجَابُوهُ، ‌وسَأَلُوهُ ‌فأَعْطَاهُمْ)؛ رواه ابنُ ماجه وحسَّنه البوصيري والألباني، وقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: «مَنْ أَتى هذا البَيْتَ ‌فلَمْ ‌يَرْفُثْ ‌ولَمْ ‌يَفْسُقْ، رَجَعَ كَما ولَدَتْهُ أُمُّهُ»؛ رواه مسلم، قال ابنُ حجر: («مَن أَتى هذا البَيْتَ»: وهُوَ يَشْمَلُ الْحَجَّ والعُمْرَةَ) انتهى.

 

وأمَّا حُكم العُمرة:

قال الإمامُ البخاري: (بابُ العُمْرَةِ: وُجُوبُ العُمْرَةِ وفضْلُها، وقالَ ابنُ عُمَرَ رضيَ اللهُ عنهما: لَيْسَ أَحَدٌ إلا وعليهِ حَجَّةٌ وعُمْرَةٌ، وقالَ ابنُ عبَّاسٍ رضيَ اللهُ عنهما: إنها لَقَرِينَتُها في كِتابِ اللهِ: ﴿ وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ﴾ [البقرة: 196]. انتهى

 

وقال جبريلُ: (يا محمدُ ما الإسلامُ؟ قالَ: «الإسلامُ أنْ تَشهدَ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ، وأنَّ محمدًا رسولُ اللهِ، وأنْ تُقِيمَ الصلاةَ، وتُؤْتِيَ ‌الزكاةَ، ‌وتَحُجَّ ‌وتَعْتَمِرَ، وتَغْتسلَ مِنَ الجَنابةِ، وتَتِمَّ الوُضُوءَ، وتصُومَ رمَضَانَ» قالَ: فإنْ فَعَلْتُ هذا فأنا مُسلمٌ؟ قالَ: «نَعَمْ» قالَ: صَدَقْتَ) الحديثُ؛ رواه الدار قطني وقال: (إسنادٌ ثابتٌ صحيحٌ).

 

وإذا عَزَمتَ أخي على العمرة فاستخر الله في الوقت، والراحلة، والرفيق، وجِهةِ الطريق، ولتتخير أطيب مالك، فهو أحرى أن تُقبل عُمرتُك، (ذَكَرَ صلى الله عليه وسلم الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ، أَشْعَثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ: يَا رَبِّ يَا رَبِّ، ‌وَمَطْعَمُهُ ‌حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِّيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ)؛ رواه مسلم.

 

ويجب عليك أن تقصد بعمرتك وجه الله، قال تعالى: ﴿ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 110]، وأن تتفقَّه في أحكام عُمْرَتِك، وأن تتوب من جميع الذنوب والمعاصي وتَرُدُّ الحقوق إلى أهلها، ويُستحبُّ أن تكتب وصيَّتَكَ فلا تدري في أيِّ أرضٍ ستموت، وأوص من خلفك من أهلك بتقوى الله، واجتهد في اختيار رفيقٍ صالحٍ، فقد قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (‌لا ‌تُصاحِبْ ‌إلاَّ ‌مُؤْمِنًا، ولا يَأْكُلْ طَعَامَكَ إلاَّ تَقِيٌّ)؛ رواه الترمذيُّ وحسَّنه، ثُم تُودِّع أهلَكَ، قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (إذا أَرَدْتَ سَفَرًا أوْ تَخْرُجُ مَكَانًا تَقُولُ لأَهْلِكَ: أَسْتَوْدِعُكُمُ اللهَ الذي ‌لا ‌يُخَيِّبُ ‌وَدَائِعَهُ)؛ رواه ابن السُّني وحسَّنه ابن حجر، وإذا خَرَجتَ تدعو بدُعاءِ السَّفَر، فقد كان صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ (إذا اسْتَوَى على بَعِيرِهِ خارِجًا إلى سَفَرٍ كَبَّرَ ثلاثًا، ثُمَّ قالَ: ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ ﴾ [الزخرف: 13، 14]، اللَّهُمَّ إنا نسأَلُكَ ‌في ‌سَفَرِنا ‌هذا ‌البِرَّ ‌والتقْوَى، ومِنَ العَمَلِ ما تَرْضَى، اللَّهُمَّ هَوِّنْ علينا سَفَرَنا هذا، واطْوِ عَنَّا بُعْدَهُ، اللهُمَّ أنتَ الصاحبُ في السَّفَرِ، والخَلِيفَةُ في الأهلِ، اللهُمَّ إني أعوذُ بكَ مِن وَعْثَاءِ السَّفَرِ، وكَآبَةِ الْمَنْظَرِ، وسُوءِ الْمُنْقَلَبِ في الْمالِ والأهلِ)؛ رواه مسلم، ويُستحبُّ ألاَّ تُسَافِرَ وَحْدَكَ، قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (‌لَوْ ‌يَعْلَمُ ‌الناسُ ‌ما ‌في ‌الوَحْدَةِ ما أَعْلَمُ ما سَارَ راكِبٌ بلَيْلٍ وَحْدَهُ)؛ رواه البخاري، ويُستحبُّ لَكَ أنْ تُكبِّرَ اللهَ على الْمُرْتَفَعات، وتُسبِّح في الْمُنخَفَضات، قال جابرٌ: (‌كُنَّا ‌إذا ‌صَعِدْنَا ‌كَبَّرْنا، وإذا نَزَلْنَا سَبَّحْنا)؛ رواه البخاري، فإذا وصلتَ إلى الميقاتِ استُحبَّ لكَ أنْ تغتسلَ، فعن زيد بن ثابت أنهُ (رَأَى النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ‌تَجَرَّدَ ‌لإهْلالِهِ ‌واغْتَسَلَ)؛ رواه الترمذيُّ وصحَّحه الألباني، ثم تتطيَّب، قالت عائشةُ: (كانَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إذا أَرَادَ ‌أنْ ‌يُحْرِمَ ‌يَتَطَيَّبُ ‌بأَطْيَبِ ‌ما ‌يَجِدُ، ثُمَّ أَرَى وَبيصَ الدُّهْنِ في رَأْسِهِ ولِحْيَتِهِ بعْدَ ذلكَ)؛ رواه مسلم، وتُحْرِمُ في إزارٍ ورِداءٍ ونَعْلَيْنِ، قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (ولْيُحْرِمْ ‌أَحَدُكُمْ ‌في ‌إزارٍ ‌ورِدَاءٍ ‌ونَعْلَيْنِ)؛ رواه أحمد وصحَّحهُ الذهبيُّ، ثمَّ تنوي بقلبكَ الدُّخولَ في النُّسُكِ، وتُلبي بتلبيةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (لبيكَ اللهمُّ لبيكَ، لبيكَ لا شريكَ لكَ لبيكَ، إن الحمدَ والنِّعْمةَ لكَ والْمُلكَ، لا شريكَ لكَ)؛ متفق عليه، ومعنى لبيكَ: أَجَبْتُكَ إلى ما دَعْوتني إليهِ من الحجِّ والعُمْرةِ، وتَستمرُّ في التلبيةِ حتى تصِلَ إلى البيتِ العتيق، قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (ما مِنْ مُلَبٍّ يُلَبِّي إلا لَبَّى ما عن يَمِينِهِ وشِمالِهِ، مِن حَجَرٍ أو شَجَرٍ أو ‌مَدَرٍ، ‌حتى ‌تَنْقَطِعَ ‌الأرضُ مِن هاهُنَا وهاهُنَا)؛ رواه ابنُ ماجه وصحَّحه ابن حجر، وعليكَ أن تَجتنبَ محظورات الإحرام، وإذا وصلت إلى البيتِ العتيق فَطُف به سبعة أشواطٍ تبتدئ من الحجر الأسود وتنتهي إليه، قال تعالى: ﴿ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ﴾ [الحج: 29]، ثمَّ صَلِّ ركعتينِ خلفَ مَقَامِ إبراهيم إنْ تيسَّرَ أو في أي مكانٍ بالمسجدِ، قال تعالى: ﴿ وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ﴾، فإذا صَلَّيتَ الركعتينِ فاخْرُجْ إلى الصَّفَا واسْعَ بينَ الصَّفا والمروةِ سبعَ مراتٍ، قال تعالى: ﴿ إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا ﴾ [البقرة: 158]، وقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (اسْعَوْا فإنَّ اللهَ كَتَبَ عليكم السَّعْيَ)؛ رواه أحمد وصححه الألباني، تبتدئُ بالصَّفا وتنتهي بالمروةِ، فإذا أتممتَ السعيَ فاحلِقْ رأسَكَ أوْ قَصِّر، وبهذا تَمَّتْ عُمْرَتُكَ، وهذه الفضائل لا تَحْصُلُ إلاَّ لِمَن أخلَصَ عَمَلَهُ للهِ، وأدَّى عُمْرَتَهُ على هديِ رسول الله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ.

 

الخطبة الثانية

أما بعد:

لقد عَلِمْنَا فيما تقدَّمَ فضائلَ العمرة، وإنَّ للعُمْرةِ في شهرِ رمضان على وجهِ الخُصوصِ مَزِيَّتُها في الإسلام، جاءَ فضلُها وعالي رُتْبَتها في أحاديثَ كثيرةٍ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، دلَّت كُلُّها على أنها تَعْدِلُ حَجَّةً مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فعنِ ‌ابنِ عبَّاسٍ رضيَ اللهُ عنهما قالَ: (لَمَّا رَجَعَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ مِنْ حَجَّتِهِ، قالَ لأُمِّ سِنَانٍ الأنصاريَّةِ: ‌ما ‌مَنَعَكِ ‌مِنَ ‌الْحَجِّ، قالتْ: أبُو فُلانٍ، تَعْني زَوْجَها، كانَ لهُ ناضِحَانِ حَجَّ على أحَدِهِما، والآخَرُ يَسْقِي أَرْضًَا لَنا، قالَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: فإنَّ عُمْرَةً في رمَضَانَ تَقْضِي حَجَّةً مَعِي)؛ رواه البخاري، وفي روايةٍ: (‌فَعُمْرَةٌ ‌في ‌رمَضَانَ تَقْضِي حَجَّةً أوْ حَجَّةً مَعِي)؛ رواه مسلم، و(قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: عُمْرَةٌ ‌في ‌رمَضَانَ ‌تَعْدِلُ حَجَّةً)؛ رواه ابنُ ماجه وصحَّحه ابن حجر والبوصيري، و(قالَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لِرَجُلٍ وامْرَأَةٍ مِنَ الأنصارِ: ‌اعْتَمِرا ‌في ‌شَهْرِ رمَضَانَ، فإنَّ عُمْرَةً فيهِ لَكُما كَحِجَّةٍ)؛ رواه الحميدي بإسنادٍ صحيح، و(عنْ أبي طَلِيقٍ قالَ: ‌طَلَبَتْ ‌مِنِّي ‌أُمُّ ‌طَلِيقٍ جَمَلًا تَحُجُّ عليهِ، قالَ: فَأَتَيْتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ: فقالتْ: أَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلامُ وأَخْبرْهُ، قُلتُ: إنها تُقْرِئُكَ السلامَ وتَسأَلُكَ: ما يَعْدِلُ الحَجَّ مَعَكَ؟ قالَ: فأَقْرِئْها مِنِّي السلامَ، وأَعْلِمْها أنَّ الحَجَّ يَعْدِلُ عَمْرَةً في رمَضَانَ)؛ رواه ابنُ أبي عاصمٍ وجوَّده المنذري وابنُ حجر، و(عن ابنِ عبَّاسٍ قالَ: أَرَادَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ الحَجَّ فقالتْ امْرَأَةٌ لزَوْجِها: أَحِجَّنِي معَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ على جَمَلِكَ، فقالَ: ما عِنْدِي ما أُحِجُّكِ عليهِ، قالتْ: أَحِجَّنِي على جَمَلِكَ فُلانٍ، قالَ: ذاكَ حَبيسٌ في سبيلِ اللهِ عزَّ وجَلَّ، فأتى رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ: إنَّ امْرَأَتِي تَقْرَأُ عليكَ السلامَ ورحْمَةَ اللهِ، وإنها سَأَلتني الحَجَّ مَعَكَ، قالتْ: أَحِجَّني معَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فقُلْتُ: ما عِنْدِي ما أُحِجُّكِ عليهِ، فقالتْ أَحِجَّني على جَمَلِكَ فُلانٍ، فقُلْتُ: ذاكَ حَبيسٌ في سبيلِ اللهِ، فقالَ: «أَما إنكَ ‌لوْ ‌أَحْجَجْتَها ‌عليهِ كانَ في سبيلِ اللهِ؟» قالَ: وإنها أَمَرَتْني أنْ أسأَلَكَ ما يَعْدِلُ حَجَّةً مَعَكَ، فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: «أَقْرِئْها السلامَ ورَحْمَةَ اللهِ وبَرَكاتِهِ، وأَخْبِرْها أنها تَعْدِلُ حَجَّةً مَعِي» - يَعْني عُمْرَةً في رمَضَانَ)؛ رواه أبو داود وصحَّحه ابن حجر، و(جاءَتِ امرأَةٌ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فقالتْ: إني كُنْتُ ‌تَجَهَّزْتُ ‌للْحَجِّ فاعْتَرَضَ لي، فقالَ لَها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: «اعْتَمِرِي فِي رَمَضَانَ، فَإِنَّ عُمْرَةً فِيهِ كَحِجَّةٍ»)؛ رواه مالكٌ وقال ابن عبد البر: (الحديثُ صحيحٌ مشهورٌ.. وفيهِ مِن الفِقْهِ.. أنَّ شهرَ رمضانَ مما يُضاعفُ فيه عَمَلُ البِرِّ، وذلك دليلٌ على عظيم فضلِه). انتهى.


وكانَ أبو بكْر بن عبد الرحمن المخزومي أحد فُقَهاء المدينة السبعة (
‌لا ‌يَعْتَمِرُ ‌إلا ‌في ‌العَشْرِ الأواخِرِ مِن رمَضَانَ حتى لَقِيَ اللهَ عزَّ وجلَّ)؛ رواه ابنُ أبي عاصم.

 

أيها المسلمون:ولأهلِ العِلمِ فيمن يُحصِّلُ الفضيلةَ المذكورة في الأحاديث ثلاثة آراء:

الأول: أنه خاصٌّ بهذهِ المرأة، قالَ سعيدُ بنُ جُبَيْر: (ولا نَعْلَمُهُ ‌إلاَّ ‌لهذهِ ‌المرأةِ ‌وحْدَها) رواه أحمد بنُ مَنيع وصحَّحه ابن حجر.

 

الثاني: أنه لِمَن نَوَى الحَجَّ فَعَجَزَ عنه ثمَّ عَوَّضَهُ بعمرةٍ في رمضان، قال شيخ الإسلامِ ابنُ تيمية: (فإنهُ مِن المعلُومِ بالاضطرارِ أن الحجَّ التَّامَّ أفضلُ مِن عُمْرَةِ رمَضَانَ، والواحدُ مِنَّا لوْ حَجَّ الحَجَّ المفرُوضَ لم يكُنْ كالحَجِّ مَعَهُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فكَيْفَ بعُمْرَةِ، وغايةُ ما يُحَصِّلُهُ الحديثُ: أنْ تَكُونَ عُمْرَةُ أحَدِنا في رمَضَانَ مِن الميقاتِ بمنزِلَةِ حَجَّةٍ، وقد يُقالُ هذا لمن كانَ أرادَ الحَجَّ فعَجَزَ عنهُ فيصيرُ بنِيَّةِ الحَجِّ معَ عُمْرَةِ رمضانَ كِلاهُما تَعْدِلُ حَجَّةً لا أحَدُهُما مُجَرَّدًا) انتهى.

 

الثالث: أنَّ الفَضْلَ عامٌّ لكُلِّ مَنِ اعتَمَرَ في رمضانَ وليسَ مَخصُوصًا بأشخاصٍ أو أحوالٍ، وبهذا قال جُمهور الفقهاء.

 

وليُعْلَم أنَّ العُمْرةَ في رمضانَ لا تُجزئُ عَن حَجَّةِ الفريضةِ، قال ابنُ بطَّالٍ: (إجماعُ الأُمَّةِ أنَّ العُمْرةَ لا تُجزئُ مِن حَجَّة الفريضةِ) انتهى.

 

عباد الله:

ومع هذا الفضل العظيم للعُمرةِ في رمضان فلماذا لم يَعتمر النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في رمضان؟ أجاب الإمام ابن القيِّم واختصره شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمها الله بقوله: (كانت عُمَرَهُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كُلَّهَا في أشهُرِ الحَجِّ مُخالِفًَا لهديِ المشركينَ، فإنهُم كانُوا يَكْرَهُونَ العُمْرَةَ فيها.. وقد يُقالُ: كان رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يَشْتَغِلُ في رمضانَ مِن العباداتِ بما هوَ أَهَمُّ مِنَ العُمْرَةِ، معَ ما في تَرْكِ ذلكَ مِنَ الرَّحمةِ لأُمَّتهِ، فإنهُ لو فَعَلَ لَبَادَرَتِ الأُمَّةُ إلى ذلكَ، فكانَ يَشُقُّ عليها الجَمْعُ بينَ العُمْرَةِ والصَّوْمِ، وقد كانَ يَتْرُكُ كثيرًا مِن العَمَلِ وهوَ يُحِبُّ أنْ يَعْمَلَهُ خَشْيَةَ الْمَشقَّةِ عليهِم، ولَم يُحْفَظْ عنهُ أنهُ اعْتَمَرَ في السَّنَةِ إلا مَرَّةً واحدةً) انتهى.

 

عباد الله:

مما سَبَقَ يَتبيَّنُ أنَّ حديث (عمرة في رمضان تَعْدِلُ حَجَّة) مُتواترٌ عن رسول الله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وهو مَرْوِيٌّ عن ثلاثةٍ وعشرينَ نَفْسًَا، ودلَّ عَدَدٌ مِن هذه الأحاديث على أنَّ عُمْرةً في رمضانَ كحجَّةٍ مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، ودلَّ غالبها على أنها كحجَّةٍ مِن غيرِ تقييدٍ، ويُحملُ الْمُطْلَقُ على الْمُقيَّدِ، وأُوصي نفسي وإياكم بتقوى اللهِ عزَّ وجلَّ، والتقرُّبَ إليه بفعلِ الخيراتِ، ومنها: زيارةُ بيتهِ الحرام، وأداءُ العُمْرَةِ، وخاصةً في رمضان، لعلَّنا أن نَحْظَى بأجرِ حَجَّةٍ مع المصطفى صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وبالبُعدِ عن المعاصي والمنكرات وأسبابها، خَتَمَ اللهُ لي ولكم بالصالحاتِ والأعمالِ الْمُباركاتِ، آمين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • فضل العمرة في رمضان
  • استحباب العمرة في رمضان وفضلها
  • لماذا أعتمر في رمضان؟ ( نيات العمرة في رمضان )
  • رمضان وتربية المجتمع على الصدق (خطبة)
  • العمرة في رمضان

مختارات من الشبكة

  • حديث: العمرة إلى العمرة كفارة لِما بينهما(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح)
  • حديث: العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة(مقالة - موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد)
  • الزكاة: فضائلها، وأحكامها، وأهلها، وفضائل الصدقة في رمضان(مقالة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • العمرة في رمضان فضائل ومحاذير (PDF)(كتاب - موقع أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله الحميضي)
  • حديث: ما شأن الناس حلوا من العمرة ولم تحل أنت من عمرتك؟(مقالة - موقع الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك)
  • من أتى من المدينة وأدى العمرة ويريد عمرة ثانية(مقالة - ملفات خاصة)
  • العمرة وأحكامها(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • أيهما أفضل العمرة في رمضان أم في أشهر الحج(مادة مرئية - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • فضل العمرة في رمضان(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • أداء العمرة في رمضان (كلمة صوتية)(محاضرة - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب