• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    فضائل الأيام العشر (خطبة)
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    أفضل أيام الدنيا (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    أحكام عشر ذي الحجة (خطبة)
    الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري
  •  
    أحكام عشر ذي الحجة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    أدلة الأحكام المتفق عليها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    الأنثى كالذكر في الأحكام الشرعية
    الشيخ أحمد الزومان
  •  
    الإنفاق في سبيل الله من صفات المتقين
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    النهي عن أكل ما نسي المسلم تذكيته
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    الحج: آداب وأخلاق (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    يصلح القصد في أصل الحكم وليس في وصفه أو نتيجته
    ياسر جابر الجمال
  •  
    المرأة في القرآن (1)
    قاسم عاشور
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (11)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    الإنصاف من صفات الكرام ذوي الذمم والهمم
    د. ضياء الدين عبدالله الصالح
  •  
    الأسوة الحسنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    أحكام المغالبات
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    تفسير: (ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا ...
    تفسير القرآن الكريم
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الرقائق والأخلاق والآداب
علامة باركود

فلاح المؤمنين في طاعة رب العالمين (خطبة)

فلاح المؤمنين في طاعة رب العالمين (خطبة)
الشيخ فؤاد بن يوسف أبو سعيد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 2/3/2022 ميلادي - 28/7/1443 هجري

الزيارات: 14943

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

فلاحُ المؤمنين في طاعةِ ربِّ العالمين

 

إنّ الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله.

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ (آل عمران: 102).

 

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ (النساء: 1).

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ (الأحزاب: 70- 71).

 

أما بعد؛ فإنّ أصدق الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمد e، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النار.

 

أعاذني الله وإياكم وسائر المسلمين من النار، ومن كل عمل يقرب إلى النار، اللهم آمين.


في كتاب الله سبحانه وتعالى سورةٌ سمَّاها اللهُ (سورةُ المؤمنون)، هذه السورةُ فيها أوصافُ للمؤمنين، وفيها كلامٌ عن ربوبية ربِّ العالمين، وفيها توضيحٌ عما لاقاه المؤمنون والمرسلون، والأنبياء والدعاة من أعداء الله، وفيها كلامٌ عن الجنة، وكلامٌ عن النار.

 

لكن نريد أن نتكلمَّ عن عشرِ آياتٍ من أولها، أو إحدى عشرةَ آية، الآيات التي وصفت المؤمنين وصفًا لو صادف أحدُنا هذا الوصفَ، وانطبقت عليه تلك الصفاتُ؛ أخذَ شهادةً من الله أنه مفلِحٌ، فقد قال الله عز وجل: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ﴾، ولا توجد سورةٌ اسمها (سورة المسلمون)، وإنما المؤمنون، فالمؤمن أخصُّ من المسلم، فالمؤمن مَن آمَن بالله وملائكته، وكتبه ورسله، واليوم الآخر، والقدرِ خيره وشرِّه، حلوِّه ومُرِّه من الله عز وجل، المؤمن مؤمن، وأعلى منه المحسن.

 

بسم الله الرحمن الرحيم: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ (المؤمنون: 1– 11).

 

في هذه الآياتِ تنويهٌ وتنبيهٌ من اللهِ ربِّ العالمين، بذكرِ عبادِه المؤمنين الفائزين، وذكرِ فلاحِهم وسعادتِهم، وبعضًا من أهمِّ صفاتهم، وبأيِّ شيْءٍ وصلوا إلى ذلك، وقد تضمَّن ذلك الذكرُ الحثَّ على الاتصافِ بصفاتهم، والاقتداءِ بفعالهم.

 

فليزنِ العبدُ المسلم نفسَه بذلك، ويزنْ غيرَه على هذه الآيات البينات، يعرفْ بذلك ما معَه وما معَ غيرِه من الإيمان؛ بالزيادة والنقصان، والكثرة والقِلّة، والضعف والقوة، فقوله سبحانه: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ﴾؛ أي: قد أدركوا الفوزَ والفلاح، والسعادةَ والنجاح، وأدركوا كلّ ما يرجوه المؤمنون، الذين آمنوا بالله وصدقوا المرسَلين، الذين من صفاتهم الكاملة؛ أنهم ﴿ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ ﴾.

 

والخشوع في الصلاة: هو حضورُ القلب بين يدي ربِّه، مستحضرًا لقرْبِه، فيسكن لذلك قلبُه، وتطمئنُّ نفسُه، وتسكنُ حركاتُه، ويقِلُّ التفاتُه، متأدِّبًا بين يدي ربِّه، مستحضِرًا جميعَ ما يقولُه ويفعلُه في صلاته بقلبه، من أوَّلِها إلى آخرها، فتنتفي بذلك الوساوسُ الشيطانية، وتُطرد الأفكارُ الردِيَّة، وهذا روحُ الصلاة، والمقصودُ منها، وهو الذي يُكتَبُ للعبد أجرَها وثوابها، فالصلاةُ الخالية من الخشوع، والقلب اللاهي فلا حضورَ ولا خضوع، وإن كانت هذه الصلاةُ مجزئةً مثابًا عليها؛ فإن الثواب على حسبِ ما يعقل القلب منها.

 

قال سبحانه: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ* وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ ﴾ (المؤمنون: 57- 59).

 

ومن صفات المؤمنين المفلحين: ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ ﴾، واللغو هو الكلام الذي لا خيرَ فيه ولا فائدةَ، وهو القول الذي منفعة فيه، ﴿ مُعْرِضُونَ ﴾ مبتعدون رغبةً عنه، وتنزيهًا لأنفسِهم عن اللغو، وترفُّعًا عن اللهو، وإذا مرُّوا باللغو مرُّوا كرامًا.

 

وإذا كانوا معرضين عن اللغوِ، وهو الكلام الذي لا فائدة منه؛ فإعراضهم عن المحرَّم من بابٍ أولى وأحرى، وإذا مَلَك العبدُ لسانَه، وخزنه - إلا في الخير - كان مالِكًا لأمره؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه حين وصاه بوصايا، قال: ("أَلَا أُخْبِرُكَ بِمَلَاكِ ذَلِكَ كُلِّهِ؟!")، قُلْتُ: (بَلَى يَا نَبِيَّ اللَّهِ)، فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ، قَالَ: ("كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا")، (ت) (2616)، (جة) (3973)، (حم) (22016).

 

فالمؤمنون من صفاتهم الحميدة، وأفعالهم المجيدة؛ كَفُّ ألسنتِهم عن اللغو، والخوضِ في المحرمات، ومن صفات المؤمنين الفائزين:

﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ ﴾؛ أي: مؤدُّون لزكاةِ أموالهم، على اختلافِ أجناسِ الأموال، فلا يبخلون على المحتاجين، بل يواسون إخوانهم الفقراءَ والمساكين، ويمدُّون يدَ العونِ لإخوانهم المشرَّدين اللاجئين؛ من الفلسطينيين والسوريين، وسائر المسلمين.

 

مزكِّين لأنفسِهم من أدناسِ البخلِ وسيءِ الأخلاق، ومساوئ الأعمال ومفاسد الأفعال، التي تزكو النفوسُ بتركها، وترتقي بتجَنُّبِها، فأحسَنوا في عبادة الله؛ في الخشوع في الصلاة، وأحسَنوا إلى خلقه؛ بأداء الزكاة.

 

قال جلَّ في علاه: ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ ﴾، (المؤمنون: 60، 61)، هم كذلك يزكون ويتصدقون، ومع ذلك يخافون ألاّ يُقبلَ منهم ما قدّموه، فقلوبُهم خائفةٌ عند عرض هذه الأعمال على الله، أن تكون أعمالُهم غيرَ منْجيَةٍ من عذابِ الله، لعلمِهم بربِّهم، وما يستحقُّه من أصناف العبادات، ومن صفات المؤمنين الفائزين:

﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ ﴾ يحفظونها عن الزنا، ومن تمام حفظِها تجنُّبُ ما يدعو إلى ذلك، كالنظرِ واللَّمْسِ، ونحوهما.

 

فحفظوا فروجَهم من كلّ أحد، ﴿ إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ ﴾؛ من الإماء المملوكات، اللاتي كان الرجلُ يمتلكهنُّ بالسبي في الحروب، أو بعقد شرعي من سوق النخاسة، وهذا لا يوجد في زماننا، ﴿ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ ﴾ بقربهما؛ لأنّ الله تعالى أحلَّهما، أمَّا من يعرض فرجَه، أو تعرضُ جسمَها وفرجَها للأصدقاء والصديقات، مباشرةً في الخلوات، أو بإرسال الصور عبر وسائل التباعِد الاجتماعي وسائر المنصَّات، فهل يفلحُ هؤلاء الرجال، وهل تفوز أولئك النسوان؟ وهل ينجون من عذاب الله والوقوع في النيران؟! إنهم ممن قال الله فيهم:

﴿ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ ﴾ غيرَ الزوجات والسُّرِّيَّات، ولم يحفظوها من النظرِ إليها ومسّها؛ ﴿ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ ﴾؛ الذين تعدّوا ما أحلّ الله إلى ما حرّمه، المتجرئون على محارم الله، ويَدخل في التعدِّي على حدودِ الله، تحريمُ نكاح المتعةِ وإن أحلَّه الملالي، فإنها أي التي تزوجها عن طريق المتعة، ليست زوجةً حقيقةً مقصودًا بقاؤها؛ بل لساعةٍ أو ليلةٍ أو ليالي، ولا هي أمةً مملوكةً بالحلالِ، وتحريمُ نكاح المحلِّل لذلك، فإنه يغضب الله الكبير المتعال سبحانه... ومن صفات المؤمنين المقربين:

﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لأمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ﴾؛ أي: مراعون لها، ضابطون حافظون، وعلى القيام بها وتنفيذِها حريصون، وهذا عامٌّ في جميع الأمانات التي هي حقٌّ لله من العبادات وغيرها، والتي هي حقٌ لـخلق الله ولـعباد الله، قال تعالى: ﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الأمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإنْسَانُ ﴾، فجميع ما أوجبه الله على عبده أمانة، على العبد حفظها بالقيام التام بها، وكذلك يدخل في ذلك أماناتُ الآدميين، كأماناتِ الأموال والأسرار؛ الأسرار الخاصة بين صديقين، أسرارُ الأسرةِ، أسرارُ الأمَّةِ، أسرار الحكومة والدولة، كلَّ ذلك من الأمانات، ومن خانها فقد خان الأمانة، فعلى العبدِ مراعاةُ الأمرين، وأداء الأمانتين، ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ﴾.


وكذلك العهد، يشملُ العهدَ الذي بينهم وبين ربهم، والذي بينهم وبين العباد، وهي الالتزامات بالعهود والعقود، التي يعقدها العبد، فعليه مراعاتُها والوفاءُ بها، ويحرمُ عليه التفريط فيها وإهمالها.

 

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.

 

الخطبة الآخرة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، واهتدى بهداه إلى يوم الدين، أما بعد:

فقد ذكرنا من الصفات الجالبة للفلاح والفوز في الدارين، الخشوع في الصلاة، والإعراضُ عن اللغو وإيتاء الزكاة، وحفظ الفروج، وأداء الأمانات والعهود، وأخيرا وهي السادسة من الصفات، الحفاظ على الصلوات، بدأها بالصلاة الخاشعة، أنهى هذه الصفات بالصلاة المحافظة عليها، فقال سبحانه وتعالى ذاكرا صفات المؤمنين الناجين:

﴿ وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ﴾؛ أي: يداومون عليها في أوقاتها، وحدودها وأشراطها وأركانها، فمدحَهم بالخشوع بالصلاة، وبالمحافظة عليها؛ لأنه لا يتمُّ أمرُ المؤمنين المفلحين إلا بالأمرين، فمن يداوم على الصلاة من غير خشوع، أو على الخشوع من دون محافظة عليها، فإنه مذموم ناقص.

 

ففي الحديث الصحيح: "إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ العَبْدُ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ، فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ، وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ، فَإِنْ انْتَقَصَ مِنْ فَرِيضَتِهِ شَيْءٌ، قَالَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ فَيُكَمَّلَ بِهَا مَا انْتَقَصَ مِنَ الفَرِيضَةِ، ثُمَّ يَكُونُ سَائِرُ عَمَلِهِ عَلَى ذَلِكَ"، رواه الترمذي والنسائي. (ت) (413)، (س) (465).

 

﴿ أُولَئِكَ ﴾ الموصوفون بتلك الصفات؛ هم المفلحون، و﴿ هم الْوَارِثُونَ* الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ ﴾؛ الذي هو أعلى الجنة ووسطها، والوراثة هنا؛ أنَّ كلَّ إنسانٍ له مقعدان؛ سواء كان كافرًا أو مسلمًا، كل إنسان له مقعدان مقعد في الجنة، ومقعد في النار، فإذا دخل المؤمن الجنة ورث مقعد الكافر، وإذا دخل الكافر النار ورث المقعد الذي كان معدًّا لذاك المؤمن، هؤلاء هم الوارثون الذين يرثون الفردوس، والفردوس هنا قد يكون المقصود بها أعلى الجنة، وأوسط الجنة، وأفضلها؛ لأنهم تجمَّلوا من صفاتٍ الخير أعلاها، وتسنَّموا ذِروتها، أو المراد بالفردوس؛ جميعُ الجنة؛ ليدخلَ بذلك عموم المؤمنين على درجاتهم ومراتبهم، كلٌّ بحسب حاله، ﴿ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾، لا يظعنون عنها، ولا يسافرون ولا يرتحلون، ولا يوجد احتلال يطردهم منها أبدًا والله، فهم فيها خالدون، ولا يبغون عنها حِوَلًا ولا بديلًا؛ لاشتمالها على أكملِ النعيمِ وأفضلِه وأتَمِّه، من غير مكدِّرٍ ولا منغِّصٍ، قال سبحانه: ﴿ إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴾ (المؤمنون: 111)؛ بتصرف من تفسير السعدي.

 

فصلوا على رسول الله، فقد صلى عليه الله في كتابه فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾. (الأحزاب: 56).

 

اللهم صلّ وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.

 

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات يا رب العالمين.

 

اللهم لا تدع لنا في مقامنا هذا ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا دينا إلا قضيته، ولا مريضا إلا شفيته، ولا مبتلًى إلا عافيته، ولا أسيرًا إلا فككته، ولا غائبًا إلًا إلى أهله رددته سالِمًا غانمًا يا رب العالمين.

 

اللهم اجعلنا من الْمُؤْمِنينَ المفلحين، واجعلنا من الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ، واجعلنا من الَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ، واجعلنا من الَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ، واجعلنا من الَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ، إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ، ولا تجعلنا مِمَّنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ يا رب العالمين، واجعلنا من الَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ، واجعلنا من الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ، اللهم واجعلنا من الْوَارِثينَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ.

 

﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ (العنكبوت: 45).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • نعيم الطاعة
  • ألمانيا: ميركل تطالب المهاجرين بمزيد من الاندماج وطاعة القانون
  • الطاعة نور في الصدر (قصيدة)
  • الإيمان بأن الله خلق الخلق لطاعته وعبادته
  • الوفاء والطاعة في غزوة بدر
  • محبة الله هي باعث التوحيد والطاعة
  • مظاهر نور الطاعة في الدنيا والآخرة
  • اجتهاد حملة العلم في الطاعة والعبادة
  • بطاعة ربي يهنأ عيشي
  • باب وجوب طاعة ولاة الأمر وحرمة الخروج عليهم
  • الحزن لفوات الطاعة
  • الصفات والضمانات المنجية لفلاح المؤمنين

مختارات من الشبكة

  • لا تقدموا أمر المخلوق على أمر الخالق(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أسباب الفلاح ووسائله في ظلال سورة المؤمنون(مقالة - آفاق الشريعة)
  • طاعة الزوجة لزوجها طاعة لله(استشارة - الاستشارات)
  • اتباع الطاعة الطاعة والعبادة العبادة(مادة مرئية - موقع الشيخ أحمد بن حسن المعلِّم)
  • تصميم بطاقة ( طاعة الزوج وطاعة الوالدين )(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • تلخيص دليل أرباب الفلاح لتحقيق فن الاصطلاح للعلامة حافظ بن أحمد الحكمي (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • في القرآن نجاة العباد وفلاحهم (يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم)(مقالة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • في القرآن نجاة العباد وفلاحهم (يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم)(محاضرة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • خطبة المسجد النبوي 2/1/1434 هـ - سعادة العبد في طاعة ربه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • اجتهدوا في طاعة ربهم حتى بلغوا منازل الأبرار(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 30/11/1446هـ - الساعة: 16:9
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب