• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    واجب ولي المرأة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (9)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    علامات الساعة (1)
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    تفسير: (يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تحية الإسلام الخالدة
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    الشباب والإصابات الروحية
    د. عبدالله بن يوسف الأحمد
  •  
    من فضائل الصدقة (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / مواضيع عامة
علامة باركود

أيها العبد العديم اللئيم لا يغرنك بالله الصبور الحليم

أيها العبد العديم اللئيم لا يغرنك بالله الصبور الحليم
الشيخ فؤاد بن يوسف أبو سعيد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 22/1/2022 ميلادي - 18/6/1443 هجري

الزيارات: 11888

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أيها العبدُ العديمُ اللئيم

لا يغرنَّك باللهِ الصبورِ الحليم


إنّ الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله.

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ (آل عمران: 102).

 

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ (النساء: 1).

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا* يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا. ﴾ (الأحزاب: 70- 71).

 

أما بعد؛ فإنّ أصدق الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النار.

 

أعاذني الله وإياكم وسائر المسلمين من النار، ومن كل عمل يقرب إلى النار، اللهم آمين آمين يا رب العالمين.

هناك بعض الأسئلة أطرحها عليكم وجوابها معروف.

 

هل لا توجدُ في الأرض معصية؟ هل المسلمون ليس بينهم من يشرب الخمر أو يزني؟ هل ليس بينهم من يقتل أو يرابي، أو يخدع أو يغبن؟ هل هم معصومون عن هذه الأمور؟ لا والله!

 

ثم أسئلةٌ أخرى؛ هل خلا من الأرض الكفرُ بالله؟ أو الشركُ بالله؟ أو الاعتداءُ على دين الله؟ هل خلا من الأرض -الآن عبر الفضائيات وغيرِها- الطعنُ في الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم؟ أو الطعنُ في سنة محمدٍ صلى الله عليه وسلم بلْ وفي شخصه؟ أو الطعنُ في الله سبحانه وتعالى؟ كفر في الإعلام منتشر، هل هذا يرضي الله؟!

 

لا والله، إنه يغضبُ اللهَ سبحانه وتعالى، المعاصي والذنوبُ، والكفر والشرك، والعياذ بالله، هذه تغضبُ الله سبحانه وتعالى؛ بل وتغضبُ مخلوقاتِ الله من الجماداتِ والحيوانات، فإنها لا ترضى بما يغضب الله سبحانه وتعالى.

 

والسؤال المطروح؛ إذا كان الأمرُ كذلك وهذا يغضبُ الله جل جلاله، وإذا كان أقلَّ من ذلك إذا وجه إلى مسئول أو رئيس أو ملك؛ فسُبَّ أو شُتِم أو سُب أحدُ أهله، أو شتم ماذا تكون؟ تقوم القيامة، بل لو اعتُدي على فصيل أو حزب بالكلام، تجد السجن ينتظره، والتعذيب ينتظره، وتجد ربما القتل أو الاغتيال.

 

فلماذا لا ينتقمُ اللهُ عزّ وجلّ لحرماته؟ لماذا صبر اللهُ عزّ وجلَّ على هذه الأمور التي يراها في حقّه سبحانه، وهو قادر على الانتقام؟ وقادر على العقاب؟

 

لأنه -كما قال عن نفسه ووصف نفسه بأنه- حليم، حليمٌ يرى ويسمع، وهناك عقوباتٌ للمخالفين والمعارضين والمعاندين، فلا استعجال في العقوبة، بل تأجيلٌ إلى حين، أو عفو من رب العالمين، ومن تابَ تابَ اللهُ عليه.

 

إذن قد كثُرت المعاصي، وانتشرتْ السيئاتُ، والعالَـمُ بأسره؛ بإعلامِه ووسائل اتصالاته؛ تفشَّت فيها الكفريّاتُ والشركيّات، والله حليمٌ، والله صبورٌ، لم يعاجل بالعقوبة، ولم يبادر بالانتقام.

 

قال الله عزّ وجلّ في آياتٍ أو ِبعض آياتٍ: ﴿ لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ ﴾ (البقرة: 225)، ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ ﴾ (البقرة: 235)، ﴿ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ ﴾ (آل عمران: 155). ﴿ قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ ﴾ (البقرة: 263)، ﴿ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ ﴾ (النساء: 12)، ﴿ إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ ﴾ (التغابن: 17)، في أكثرِ من آيةٍ يذكر الحلمَ مع الغنى أو الشكر أو المغفرة سبحانه.

 

والحليمُ هو من يصفحُ ويعفو ويغفر مع قدرته على الانتقام، عَنْ يَعْلَى رضي الله عنه: (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَجُلًا يَغْتَسِلُ بِالْبَرَازِ)، يغتسل عريان في الخلاء، وهذه تغضب الله عز وجل، لا يحب أن ترى عورات عبده أمام بعضهم البعض، (فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ) صلى الله عليه وسلم (فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ)، وَقَالَ: "إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَلِيمٌ حَيِيٌّ سِتِّيرٌ، يُحِبُّ الْحَيَاءَ وَالسَّتْرَ، فَإِذَا اغْتَسَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَتِرْ"، (س) (406).

 

والرَّبُّ عزّ وجلّ يصبِرُ على عبادِه العصاةِ المعاندين، فلا يعاجلُهم بالعقوبة، بل يمدُّ لهم من الأموال والأرزاق، والصحة والعافية، ويهبهم، فهو يُمهِلُ ولا يهْمِل، قال سبحانه: ﴿ إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا * وَأَكِيدُ كَيْدًا * فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا ﴾ (الطارق: 15- 17).

 

وعَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ»، قَالَ: ثُمَّ قَرَأَ: ﴿ وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ القُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ﴾ (هود: 102)، (خ) (4686).

 

ولكنّه سبحانه يصبرُ على ما يسمعه في الإذاعات أو الفضائياتِ، أو في الأسواقِ أو في المتاجر، أو في البيوت وفي غيرها، وما يراه في هذه الأمكنة، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا أَحَدٌ أَصْبَرَ عَلَى أَذًى يَسْمَعُهُ مِنْ اللهِ تعالى إِنَّهُمْ يَجْعَلُونَ لَهُ نِدًّا، وَيَجْعَلُونَ لَهُ وَلَدًا، وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ يَرْزُقُهُمْ، وَيُعَافِيهِمْ، وَيُعْطِيهِمْ"، (خ) (6099)، (7378)، (م) 50- (2804)، واللفظ له.

 

ما أحدٌ أصبر، والصبرُ معناه الحبس، حبسُ النفس، وحبس العقوبة عن العباد الذين يستحقونها، يؤجِّلها شيئًا مَّا لعلّهم يرجعون، لعلهم يتوبون، "مَا أَحَدٌ أَصْبَرَ عَلَى أَذًى يَسْمَعُهُ مِنْ اللهِ تعالى إِنَّهُمْ"؛ أي: المشركون "يَجْعَلُونَ لَهُ نِدًّا"؛ أي: أصناما من الأحجار والأوثان، والأضرحة والقبور، ويجعلون عبادة الله لغير الله؛ فيدعون غيره، ويستغيثون بغيره، يجعلون له ندا؟ نعم، "وَيَجْعَلُونَ لَهُ وَلَدًا"، ووالله ما اتخذَ اللهُ صاحبةً ولا ولدًا سبحانه.

 

وهؤلاء أصحابُ النِّدِّ المشركين اليوم، وأصحابُ من يتخذون الولد، يقولون: إن الله اتخذ ولدا، وهو سبحانه -مع ذلك- يرزقُهم فهم أغنى الناس، الدولاراتُ تجري من تحت أيديهم، يملكون من الذهب والفضة الأطنان، يملكون ويسيطرون على أراضٍ واسعة،

 

"وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ يَرْزُقُهُمْ، وَيُعَافِيهِمْ"، صحتهم في قوة مصارعين أقوياء، أجسادُهم ما شاء الله، وهو مع ذلك "يُعْطِيهِمْ"، ويمدهم.

 

[قَالَ الْقَاضِي =عياض رحمه الله=: وَالصَّبُورُ؛ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى، وَهُوَ الَّذِي لَا يُعَاجِلُ الْعُصَاةَ بِالِانْتِقَامِ، وَهُوَ بِمَعْنَى؛ الْحَلِيمِ فِي أَسْمَائِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وَالْحَلِيمُ؛ هُوَ الصَّفُوحُ؛ =أي: الذي يصفح ويسامح= مَعَ القُدْرةِ علَى الانتِقَام =ليس مع العجز=). شرح النووي على مسلم (17/ 146). بل مع القدرة على الانتقام يؤجل الأمر.

 

[والله سبحانه وتعالى يدِرُّ على عباده الأرزاقِ المطيعِ منهم، والعاصي، والعصاةُ لا يزالون في محاربته وتكذيبه، =يكذبون الله، وينكرون القرآن،= وتكذيب =رسوله و= رسله =عليهم الصلاة والسلام=، والسعي في إطفاء دينه، واللهُ تعالى حليمٌ صبورٌ على ما يقولون، وما يفعلون، يتتابعون في الشرور، وهو يتابع عليهم النِّعَم، وصبرُه أكملُ صبر =سبحانه=؛ لأنَّه عن كمالِ قدرةٍ، وكمالِ غنىً عن الخلق، وكمالِ رحمةٍ وإحسانٍ، فتبارك الربُّ الرحيمُ، الذي ليس كمثله شيء، الصبورُ الذي يحبُّ الصابرين، ويعينُهم في كلِّ أمرهم]. تفسير أسماء الله الحسنى للسعدي (ص: 211، 212).

 

إنّه سبحانه، جميلٌ يحبُّ الجمال، محسِنٌ يحبُّ المحسنين، صَبورٌ يحبُّ الصابرين، عفُوٌّ يحبُّ العفو، حليم يحبُّ أهل الحلم.

 

فقد يغترُّ بعضُ الخلْقِ بحلْم الله وإمهالِه العقوبةَ، [فإيَّاكَ أيُّها المتَمَرِّدُ أنْ يأخُذَك علَى غِرَّةٍ؛ فإنّهُ غَيورٌ، وإذا أَقَمْتَ على معصيتِه، وهُو يُمِدُّكَ بِنعمتِه؛ فاحْذَرْهُ، فإنَّه لم يُهْمِلْك؛ لكنَّه صَبورٌ، وَبُشرَاك أيُّها التَّائِبُ بِمغفرَتِه ورحمتِه، إنّه غَفُورٌ شَكورٌ]. عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين (ص: 286).

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.

 

الخطبة الآخرة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، واهتدى بهداه إلى يوم الدين، أما بعد:

لقد كثُرتْ المعاصي في الأرض، وعمّت وطَمّت، واستمرأها أغلبُ الناس فلم ينكروها، وأصبحَتْ من حياتهم؛ بل أصبح منهم من يهنئ العاصي بمعصيتِه، فمن شربَ الخمر، قالوا له: في صحتك! تسمعونها عند المسلمين، يشرب الخمر، ويعطي الكأس لصاحبه ويقول له: في صحتك، تقليدا للكفار، على أي شيء في صحتك؟ يهنئه على المعصية.

 

ويباركون لمن حصل على قرض ربوي! يقدّم للبنك يطلب منه قرضا، وله مدّة حتى يحصلَ له على مبلغ، فيقال له: حصلت يا فلان على القرض؟ يقول: نعم، فيقولون: مبارك مبارك! على الحرام يهنئونه ويباركون له في الحرام!

 

ويفرحون ويسهرون ويهنئون المغني والعازف والموسيقار والراقص ويبقون معه طوال الليل في عرس أو سهرة.

ويهنئون السارقَ على سرقتِه، والقاتل على جريمته قائلين: سلمت يمينك!!

 

أين نعيش نحن اليوم؟ في عصر... -نسأل الله السلامة- والعقوبة حتى الآن ما شعرنا بها، نسأل الله السلامة.

والأدهى والأمرُّ يشاركون غيرَ المسلمين باحتفالهم بأعيادهم التي فيها كفْرٌ وشركٌ بالله جلَّ جلاله!

 

أيها المسلمون! أيها المؤمنون! هل الله سبحانه وتعالى اتخذ زوجة أو صاحبة أو اتخذ ولدا! كلاَّ والله!

وهل اتخذ سبحانه وتعالى شريكا أو مساعدا أو ظهيرا أو ندًّا؟! لا والله!

فعلام نهنِّئُهم بذلك؟

 

وكأنَّنا بجهلنا نقرُّهم على ما يغضبُ اللهَ جلّ جلاله! بل الجماداتُ؛ من الجبال والسماوات تغضب من قولهم وادعائهم وافترائهم، ألم تسمعوا قول الله سبحانه: ﴿ وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا* لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا * تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا * أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا * وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا * إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا* لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا * وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا ﴾ (مريم: 88- 95)،

 

كلُّهم يأتيهِ فردًا فما يفعل معهم سبحانه؟ يحاسبهم، سيحاسب هؤلاء الناس، وأنت تهنئهم باليوم؟ سيأتي يوم الحساب ويحاسبهم الله.

 

وأنت تنظر الآن؛ لا عقوبة، فلا هناك خسفٌ ولا مسخٌ ولا نارٌ تجتاحُ الناسَ، ولا أمطارٌ تهدم بيوتهم عامّة، على جميع الأرض، كما حدث مع قوم نوح عليه السلام، حتى الآن لا توجد عقوبة عامة!!

 

إذن؛ لا تظنَّنّ أمرًا في نفسك، قال الله عز وجل: ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ ﴾ (إبراهيم: 42).

 

ولا بدَّ أنْ نَعلمَ؛ إذْ مَنَعَنَا شرعُنا ودينُنا من مشاركة غير المسلمين من المواطنين بيننا طقوسَهم، أو تهنئتِهم في عباداتهم الباطلة، إذ مُنِعْنا من ذلك؛ لكنْ لا يمنعُنا شرعُنا ودينُنا من تهنئتِهم في أمورهم الدنيوية، التي لا دخل للعبادة فيها، كـ[تَهْنِئَتِهِمْ؛ بِزَوْجَةٍ عندما يتزوج أحدهم أن نهنئه بزواجه أَوْ وَلَدٍ، أَوْ قُدُومِ غَائِبٍ، أَوْ عَافِيَةٍ، كما لو خرجَ نصرانيٌّ أو يهودي من مستشفى، نهنِّئه بالسلامة ما في مانع أَوْ سَلَامَةٍ مِنْ مَكْرُوهٍ وَنَحْوِ ذَلِكَ]، أحكام أهل الذمة لابن القيم: (1/ 441). من حادثٍ أو نحوه.

 

وكذلك، لو قدّم غيرُ المسلمِ للمسلم معروفا، فلا مانع من شكره عليه، كمن يساعد دول المسلمين، من الدول غير المسلمة يساعدهم بالسلاحِ والطعام ونحو ذلك، فلا مانعَ من شكرِ هذه الدولِ الصديقةِ المساعدةِ ولو كانت غيرَ مسلمةٍ.

 

روى سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، وابن عباس رضي الله عنهما حَبْرُ هذه الأمةِ كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه، ماذا قال ابن عباس؟ قال: (لو قال لي فرعون: بارك الله فيك، قلت: وفيك، وفرعون قد مات). أخرجه البخاري في (أدبه): (113)، وسنده صحيح على شرط مسلم.

 

وفرعونُ أكفرُ إنسانٍ على وجهِ الأرضِ، فرعون؛ لو قال لابن عباس: (بارك الله فيك)، لقال له: (وفيك)، من قدّم إليك معروفًا فكافئه.

 

وعَنْ قَتَادَةَ وهذا حديث مرسل، قَالَ: (حَلَبَ يَهُودِيٌّ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعْجَةً)، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ جَمِّلْهُ»، يعني قدم معروفًا للنبي صلى الله عليه وسلم، فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم بالجمال، دعا لليهوديِّ أن يكون أجملَ من غيره، اللهم جمِّله=، (فَاسْوَدَّ شَعْرُهُ؛ حَتَّى صَارَ أَشَدَّ سَوَادًا مِنْ كَذَا وَكَذَا)، قَالَ مَعْمَرٌ =أحد الرواة=: (وَسَمِعْتُ غَيْرَ قَتَادَةَ يَذْكُرُ؛ أَنَّهُ عَاشَ =أي: اليهوديّ= نَحْوًا مِنْ سَبْعِينَ سَنَةً لَمْ يَشِبْ)، صحيح مرسل، مصنف عبد الرزاق (10/ 392)، رقم: (19462)، جامع معمر بن راشد (10/ 392)، رقم: (19462) واللفظ له، والمراسيل لأبي داود (ص: 339)، رقم: (492).

 

وهي دعوة ليهوديٍّ؛ لأنه قدم خيرًا ومعروفا، لا نهنئه بعبادتِه لكنْ في المناسبات الدنيوية لا مانع.

وفي التعزية: [قَالَ حَرْبٌ - أحد الحنابلة- : قُلْتُ لِإِسْحَاقَ: (فَكَيْفَ يُعَزَّى الْمُشْرِكُ؟!) - مشركٌ ماتَ له مشرك، نعزيه أم لا نعزيه؟ نعزيه إن كان مواطنًا أو جارًا أو ما شابه ذلك، فماذا نقول؟ - قَالَ: يَقُولُ: (أَكْثَرُ اللَّهُ مَالَكَ وَوَلَدَكَ). أحكام أهل الذمة (1/ 440).

 

ما يقول أعظم الله أجرك؛ لأنه ليس له أجر أصلا، لكن نقول أكثر الله مالك وولدك، فإذا كثُر مالُه وولدُه رجع خيرهم على المسلمين في الجزية كما قال ابن عمر وغيره.

 

وهكذا هو الإنسان وغيره العقيدة والتوحيد والإيمان لا تخدشه! أما الأمور الدنيوية والمعاملاتُ فأمر آخر.

فنسأل الله أن يبصِّرَنا في أمور ديننا، اللهم آمين.

 

اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.

 

اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.

 

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات يا رب العالمين.

 

اللهم لا تدع لنا في مقامنا هذا ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا دينا إلا قضيته، ولا مريضا إلا شفيته، ولا ميتا إلا رحمته، ولا ضالا إلا هديته، ولا غائبا إلا رددته إلى أهله سالما غانما يا رب العالمين.

 

﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ (العنكبوت: 45).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • فاحشة الزنا (خطبة)
  • السيرة النبوية: النشأة والطفولة (خطبة)
  • موعظة للمؤمنين (خطبة)
  • المنهزم لا قاع له (خطبة)
  • {فلما كشفنا عنهم الرجز...} (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه (تصميم)(مقالة - مكتبة الألوكة)
  • حديث: والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح)
  • بغية الطلب في تاريخ حلب لابن العديم(مقالة - موقع د. أنور محمود زناتي)
  • جزء فيه الكلام على ختان النبي صلى الله عليه وسلم لابن العديم(مقالة - مكتبة الألوكة)
  • الإنصاف والتحري لابن العديم (ت 660هـ / 1192م)(مقالة - موقع د. أنور محمود زناتي)
  • ابن العديم وكتابه "زبدة الحلب من تاريخ حلب"(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • تيسير الخبير البصير في ذكر أسانيد العبد الفقير وحيد بن عبد السلام بالي (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة تتمة الكلام في قرب العبد من ربه وقرب الرب من عبده(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة فائدة في معنى قرب العبد من ربه وقرب الرب من عبده(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • التعامل مع اللئيم (بطاقة دعوية)(مقالة - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب