• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: أم سليم صبر وإيمان يذهلان القلوب (2)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    تحريم أكل ما ذبح أو أهل به لغير الله تعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    الكبر
    د. شريف فوزي سلطان
  •  
    الفرق بين إفساد الميزان وإخساره
    د. نبيه فرج الحصري
  •  
    مهمة النبي عند المستشرقين
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (3)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    ماذا سيخسر العالم بموتك؟ (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    فقه الطهارة والصلاة والصيام للأطفال
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    ثمرة محبة الله للعبد (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    خطبة: القلق من المستقبل
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    فوائد وعبر من قصة يوشع بن نون عليه السلام (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    خطبة: المخدرات والمسكرات
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    {وما النصر إلا من عند الله} ورسائل للمسلمين
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرزاق، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    الأحق بالإمامة في صلاة الجنازة
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    فضل الصبر على المدين
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / عقيدة وتوحيد
علامة باركود

البدعة: مفهومها أنواعها وحكمها

البدعة: مفهومها أنواعها وحكمها
عبدالله ميزر الزوين

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 20/12/2021 ميلادي - 15/5/1443 هجري

الزيارات: 166663

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

البدعة مفهومها أنواعها وحكمها

 

"اتبعوا ولا تبتدعوا؛ فقد كفيتم، عليكم بالأمر العتيق"؛ [عبدالله بن مسعود].

ابتُليَ المسلمون منذ أزمنة بعيدة بظهور البدع وانتشارها، وكلما بعُدَ الزمان عن العهد النبوي، كثرت البدع وانتشرت، وكلها في الحقيقة أهواء، ما أنزل الله بها من سلطان، والعجب ممن يزين البدعة من أهل العلم بحجة أنها قربة من الله؛ فيلبس على الناس دينهم، ويفسد لهم عبادتهم، وعندما ننظر إلى حال من ابتدع البدعة، نجد أنه بشرِّ حالٍ؛ فعبدالله بن سبأ أول من قال بقول الرافضة كان يهوديًّا خبيثًا، دخل الإسلام ظاهرًا ليشعل الفتنة بين المسلمين، وحرقوص بن زهير رأس الخوارج لم يكن أفضل حالًا من سابقه، بل كان يتواقح أمام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والجعد بن درهم أصل الجهمية كان زنديقًا ملحدًا داعيًا إلى الضلال، معروفًا بفسقه؛ فهذه نماذج بسيطة عن بعض رؤوس البدع، وما نشروه من بدع وفسق وضلال، وما من مبتدع إلا واستحل الكذب لترويج بدعته ونشْرها، وأحيانًا يخلط قليلًا من الحق مع كثير من الباطل؛ ليلبس على الناس الأمر، وفي مقالنا هذا سنتحدث عن مفهوم البدعة، وأنواعها، وحكمها، وظهورها، وغير ذلك.

 

ما هي البدعة؟

البدعة لغة: مأخوذة من البدع؛ وهو الاختراع على غير مثال سابق؛ قال تعالى: ﴿ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ [البقرة: 117]؛ يعني: مخترعها وموجدها ومنشئها على غير حدٍّ، ولا مثال؛ كما قال الإمام القرطبي في تفسيره، وكل من اخترع مالم يسبق إليه، فقد ابتدعه؛ هذا لغة، أما شرعًا؛ فالبدعة هي: زيادة أو إحداث مالم يشرعه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم في الاعتقاد أو العبادة، وفسرها في مختار الصحاح فقال: "هي الحادث في الدين بعد الإكمال"؛ يعني: بعد إكمال الدين، وكلها تدل على معنى واحد، فكل من أتى بعقيدة أو عبادة لم يشرعها الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، فهي بدعة بلا ريب، وعندما نتحدث عن البدعة، فمرادنا المعنى الشرعي لا اللغوي.

 

أنواع البدع: تنقسم البدعة إلى نوعين؛ هما:

1- بدعة قولية اعتقادية: كمقالات المعتزلة والرافضة والخوارج واعتقاداتهم، وهذا النوع من البدع يصيب العقيدة والعياذ بالله؛ فبعض هذه البدع جاءت من الغلو كالرافضة، وبعضها نتيجة التشدد والفهم المغلوط كالخوارج، وبعضها جاءت نتيجة زعم باطل وأصول عقلية فاسدة كالمعتزلة والجهمية وغيرهم، ومعظم هذه البدع استعانت بالمنطق اليوناني وفلسفة أرسطو؛ لتدعيم عقائدهم الباطلة؛ لأنهم يعلمون أن بدعهم ليس لها أصل ولا دليل، وكل هؤلاء المبتدعة رد عليهم أهل السنة، وجعلوا شبهاتهم هباء منثورًا، ولله الحمد.

 

2- بدع في العبادات، ونستطيع أن نسميها بدعًا عملية؛ وهي التعبد لله بعبادة لم يشرعها، وهذه البدع في العبادات أربعة أقسام:

القسم الأول: ما يكون في أصل العبادة، وذلك بأن يحدث عبادة لم يشرعها الله عز وجل؛ وذلك كمن أحدث صلاة غير مشروعة، أو صيامًا غير مشروع، ونحو ذلك.

 

القسم الثاني: الزيادة في العبادة المشروعة؛ كمن صلى العشاء خمسًا، ونحو ذلك.

 

القسم الثالث: ما يكون في صفة أداء العبادة المشروعة؛ كقراءة الأذكار الواردة بعد الصلاة بشكل جماعي، فأصل هذه الأذكار مشروع، لكن قراءتها بشكل جماعي لم يرد به دليل؛ فهو بدعة.

 

القسم الرابع: ما يكون بتخصيص وقت للعبادة المشروعة لم يخصصه الشرع؛ كصيام يوم النصف من شعبان، فإن أصل الصيام مشروع، ولكن تخصيصه بيوم النصف من شعبان لا دليل عليه ألبتة؛ فهذه هي أنواع البدعة وأقسامها في الاعتقاد، أو في العبادة.

 

حكم البدعة:

البدعة في الدين بجميع أنواعها محرمة أشد التحريم، والأدلة على تحريمها وذمها كثيرة متظاهرة، معروفة عند العامة قبل العلماء؛ منها ما رواه الشيخان عن أم المؤمنين السيدة عائشة الصديقة رضي الله عنها، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد))؛ يعني: مردود عليه، غير مقبول منه، وفي رواية رواها مسلم: ((من عمل عملًا ليس عليه أمرنا، فهو رد))؛ فدل الحديث على تحريم البدعة بكافة أشكالها، وأنها مردودة على فاعلها، غير مقبولة منه، سواء كان هو أحدثها، أو قلد غيره وفعلها؛ وثبت في الحديث الصحيح الذي رواه الترمذي وأبو داود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة))؛ قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري وهو يتحدث عن المحدثات: "والمراد به ما أحدث وليس له أصل في الشرع، ويسمى في عرف الشرع بدعة، وما كان له أصل يدل عليه الشرع، فليس ببدعة، فالبدعة في الشرع مذمومة"، وفي الحديث السابق أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالتمسك بسنته وسنة خلفائه الراشدين رضي الله عنهم، ثم بيَّن خطر البدعة؛ ليوضح أن السنة والبدعة لا يجتمعان أبدًا، والسنة هي قول النبي صلى الله عليه وسلم وفعله وتقريره، والخلفاء الراشدون هم الذين خلفوا النبي صلى الله عليه وسلم في أمته علمًا ودعوة وعبادة، وعلى رأسهم الأربعة الخلفاء، والسادة الحنفاء: أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم جميعًا، وعندما نطلق لفظة الخلفاء الراشدين، فإنما يراد هؤلاء الفضلاء الأربعة، فهذه الأدلة وغيرها تدل دلالة واضحة على تحريم البدعة بمختلف أنواعها، بل تدل على أن البدعة من أشد الأشياء تحريمًا؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل مصيرها إلى النار؛ كما في حديث الترمذي وأبي داود.

 

درجات تحريم البدع: يتفاوت تحريم البدعة بسبب حالها وخطورتها؛ فمنها ما هو كفر صراح لا يحتاج إلى جدال؛ كدعاء الأموات والذبح لغير الله، ومنها ما هو وسيلة إلى الشرك؛ كالبناء على القبور؛ فإن النبي صلوات الله وسلامه عليه نهى عن البناء على القبور كما روى سيدنا عليٌّ وجابر وغيرهما؛ سدًّا للذريعة، وللحيلولة دون عبادة غير الله، ومن البدع ما يكون فسقًا اعتقاديًّا؛ كعقائد المرجئة وأمثالهم، ومن البدع ما يكون معصية؛ كالصيام قائمًا في الشمس مثلًا، فالبدعة تتدرج من المعصية حتى تصل إلى الكفر الصريح، والعياذ بالله.

 

هل في الإسلام بدعة حسنة وبدعة سيئة؟

قسَّم بعض الناس البدعة إلى حسنة وسيئة، وما ذاك إلا للتملص من كونها بدعة، ولا دليل على هذا التقسيم، بل الأدلة والنصوص وأقوال السلف وأئمة الدين تدل على بطلان هذا التقسيم، وأن البدعة شر بكافة أنواعها؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار))؛ فلفظة "كل" أداة عموم، فتشمل جميع البدع كما هو معلوم عند أهل العلم.

 

يقول الحافظ ابن رجب الحنبلي في جامع العلوم والحكم: "فقوله صلى الله عليه وسلم: ((كل بدعة ضلالة)) من جوامع الكلم، لا يخرج منه شيء، وهو أصل عظيم من أصول الدين، وهو شبيه بقوله صلى الله عليه وسلم: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه، فهو رد))؛ فكل من أحدث شيئًا ونسبه إلى الدين، ولم يكن له أصل من الدين يرجع إليه، فهو ضلالة، والدين بريء منه، وسواء في ذلك مسائل الاعتقادات، أو الأعمال، أو الأقوال الظاهرة والباطنة"؛ [انتهى كلامه رحمه الله]، والله عز وجل يقول: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3]، فإذا كان الله سبحانه وتعالى قد أكمل الدين، وأتم النعمة، فكيف تكون هذه البدعة التي حدثت بعد إكمال الدين، وبعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بدعة حسنة؟ هذا لا يجوزه عاقل، فضلًا عن عالم؛ قال الإمام مالك بن أنس رحمه الله: "من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة، فقد زعم أن محمدًا صلى الله عليه وسلم خان الرسالة؛ لأن الله عز وجل يقول: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ﴾ [المائدة: 3]".

 

وأما ما له أصل في الشريعة وأحياه الناس بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذا ليس ببدعة شرعًا، وإن كان بدعة لغة؛ لأن له أصلًا في الشرع، ومن هذا القبيل قول أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه عندما جمع الناس على صلاة التراويح: "نعمت البدعة هذه"؛ يريد المفهوم اللغوي لا الشرعي؛ فصلاة التراويح صلاها النبي صلى الله عليه وسلم عدة ليال جماعة، ثم صار الناس يأتون المسجد فيصلونها فرادى، وظلوا كذلك في عهد الصديق رضي الله عنه، وفي عهد عمر لما رآهم يصلون فرادى، جمعهم على إمام واحد؛ لتحصل لهم فريضة الصلاة وفريضة الجماعة، فهو رضي الله عنه أحيا السنة، ولم يأتِ بشيء من تلقاء نفسه، وخلاصة التحقيق في هذه المسألة أنه لا توجد بدعة حسنة قط، بل البدع في الدين شر وضلالة بكافة أنواعها، وعلى هذا الأدلة والنصوص المتظاهرة، وأقوال السلف والأئمة كما أسلفت، والخير كله في الاتباع، والشر في الابتداع.

 

متى ظهرت البدع؟

قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((من يعش منكم، فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي))، ولقد وقع مصداق ما أخبر به رسول الله صلوات الله عليه وسلامه، فرأى الصحابة فيما بعد ظهور البدع وأهلها، وأول بدعة وقعت هي بدعة الخوارج (الحرورية)، وكان أصلهم حرقوص بن زهير، عاش في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فلما قبِلَ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه التحكيم بينه وبين معاوية رضي الله عنه بعد صفين، انشق الخوارج عن سيدنا علي رضي الله عنه، وأمَّروا عليهم عبدالله بن وهب الراسبي، ونزلوا حروراء (منطقة قرب الكوفة)؛ فسُمُّوا الحرورية سنة 37 للهجرة، وبدعة الخوارج هي أول بدعة في الإسلام، وسيأتي بعض الحديث عنهم في هذا المقال، ثم ظهرت بدعة الشيعة، وأسهم في نشر التشيع المختار بن أبي عبيد الثقفي الذي خرج سنة 64 للهجرة في العراق، يدَّعي نصرة الشهيد الحسين رضي الله عنه، والأخذ بثأره، وهو في الحقيقة ما كان يهمه إلا الرئاسة والدنيا، ولو كان محبًّا للحسين رضي الله عنه، فما الذي منعه من نصرته يوم كربلاء؟

 

والمختار هذا كان ضالًّا ومتهمًا بالإلحاد، وبعد هاتين البدعتين، طرأت بدعة القدرية في أواخر عصر الصحابة، ثم ظهرت الجهمية في عهد هشام بن عبدالملك، ثم لم تزل البدع تزيد كلما مر الزمان، وتعاقبت السنون.

 

أين ظهرت البدع؟

خرجت البدع الكبرى من أربعة أمصار؛ هي: الكوفة، والبصرة، والشام، وخراسان؛ يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى: "فالكوفة خرج منها التشيع والإرجاء، وانتشر بعد ذلك في غيرها، والبصرة خرج منها القدر والاعتزال، والنسك الفاسد، وانتشر بعد ذلك في غيرها، والشام كان بها النصب والقدر، وأما التجهم، فإنما ظهر في خراسان، وهو شرع البدع"، وأما المدينة المنورة، فلم تخرج منها بدعة في أصول الدين قط؛ يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "وأما المدينة النبوية، فكانت سليمة من ظهور هذه البدع، وإن كان عندهم من هو مضمر لذلك، فكان عندهم مهانًا مذمومًا"، فالأمصار والبلدان التي خرجت منها بدعًا أصولية؛ هي:

الكوفة: خرج منها الشيعة والمرجئة وغيرهم.

البصرة: خرج منها القدرية والمعتزلة وغيرهم.

الشام: خرج منها النواصب وغيرهم.

خراسان: خرجت منها الجهمية ومن نحا نحوهم.

 

فرق مبتدعة: بعد أن تحدثنا عن البدعة وأنواعها وتحريمها، لا بد من الحديث عن بعض الفرق المبتدعة الضالة، وشيء من عقائدهم:

الرافضة: ظهرت في القرن الأول الهجري، ومؤسسها الخبيث اليهودي عبدالله بن سبأ، الذي تظاهر بالإسلام؛ ليشعل الفتنة، وبدأت بالاتساع أيام المختار، وكبرى مسائلهم مسألة الإمامة، ويقدمونها على التوحيد، ويعتقدون بمسألة الوصي، ويكفرون الصحابة الكرام، والرافضة من أضل المبتدعة وأخبثهم.

 

الخوارج: أول فرقة انشقت عن المسلمين، خرجت على أمير المؤمنين الصحابي الجليل علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فسميت الخوارج، قاتلهم علي رضي الله عنه يوم النهروان، لما طغوا وبغوا، وأفسدوا في الأرض، ومن عقائدهم تكفير المسلم بالذنب، وتكفير بعض كبار الصحابة، وهم من أشد الناس تنطعًا وتشددًا.

 

المعتزلة: أسسها الضال واصل بن عطاء، وحاولت إخضاع الدين للعقل القاصر، فخابت وخسرت، يعتقدون بخلق القرآن، ويكفرون المسلم بالكبيرة، حدثت بسببهم محنة خلق القرآن، فثبت فيها إمام أهل السنة أحمد بن حنبل، فنصره الله عليهم أيام المتوكل.

 

النواصب: خرجت في الشام، وعقيدتهم أنهم ينصبون العداوة لآل البيت الأطهار، وأتباع هذه الفرقة قليلون جدًّا، ولله الحمد.

 

الجهمية: أسسها الضال الجعد بن درهم، ثم الجهم بن صفوان، فنسبت إليه، ويقولون بخلق القرآن، ويعطلون أسماء الله وصفاته العلى، وهي من أضل الفرق.

 

ومن الفرق المبتدعة الضالة أيضًا: القدرية، والمرجئة، والجبرية، والنصيرية؛ وهي فرقة انشقت عن الرافضة، وكذلك الإسماعيلية الباطنية، والكرامية، والواقفية الذين يقفون، فيقولون: القرآن لا مخلوق، ولا غير مخلوق، والإباضية، وأهل وحدة الوجود، وهم أكفر أهل الأرض، وغير هذه الفرق كثير، وكلها ضالة مبتدعة، لا يعبأ الله بها، وقدر رد أهل السنة على كل هذه الفرق، وجعلوا بدعهم هباء منثورًا بفضل الله.

 

موقف العلماء من البدع وجهودهم في التصدي لها: ما زال أهل السنة منذ عهد الصحابة ومن بعدهم يردون على المبتدعة، وينكرون عليهم، ويبينون زيف بدعهم وبطلانها، وقد حذر كبار أهل العلم من الردع، وردوا على أصحابها؛ وهاك بعضًا من ذلك:

 

قال الإمام سفيان الثوري: "البدعة أحب إلى إبليس من المعصية؛ لأن المعصية يتاب منها، والبدعة لا يتاب منها"، وقال سفيان الثوري: "من أصغى سمعه إلى صاحب بدعة، فقد خرج من عصمة الله تعالى"، ونهى الثوري عن الصلاة خلف المبتدع، فقال له رجل: "تكون الليلة المطيرة وأنا شيخ كبير، فقال سفيان: لا تصلِّ خلفه"، وقال الإمام أحمد بن حنبل تعليقًا على قوله تعالى: ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [النور: 63]؛ قال الإمام أحمد: "أتدري ما الفتنة؟ الفتنة الشرك، لعله إذا رد بعض قوله – يعني: قول النبي صلى الله عليه وسلم - يصيبه شيء من الزيغ فيهلك"، وقد رد الإمام أحمد إمام السنة على أهل البدع في رسالة طويلة عن عقيدة أهل السنة، أرسلها إلى مسدد بن مسرهد، تجدها في كتاب "أحمد بن حنبل إمام أهل السنة"؛ لعبدالغني الدقر.

 

وقال الإمام الشافعي: "لأن يلقى الله المرء بكل ذنب ما خلا الشرك بالله خيرٌ له من أن يلقاه بشيء من هذه الأهواء"، وقال الإمام مالك بن أنس: "أهل الأهواء بئس القوم، لا يسلم عليهم واعتزالهم أحب إليَّ"، وقال الإمام البخاري يحث أهل السنة على الصبر: "اصبروا يا أهل السنن رحمكم الله؛ فإنكم أقل الناس"، وقال الإمام سفيان بن عيينة: "ما على ظهر الأرض صاحب بدعة إلا وهو يجد ذلة تغشاه، فهي لكل مفترٍ ومبتدع إلى يوم القيامة"، وقال الإمام عبدالله بن المبارك: "إياك أن تجلس مع صاحب بدعة"، وقال الإمام الأوزاعي: "ما ابتدع رجل بدعة إلا سلب الورع"، وقال الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: "اقتصاد في سُنَّة خير من اجتهاد في بدعة"، ومعظم هذه الأقوال نقلناها من كتب تراجم هؤلاء الأعلام وسيرهم، كما ستراه في مصادر المقال، وللأئمة والعلماء أقوال كثيرة في محاربة البدع، غير هذه اكتفينا منها بما سبق؛ لتكون منارة لمن يريد الحق بإذن الله.

 

كتب أُلِّفت للرد على أهل البدع: لم يكتفِ العلماء في النهي عن البدعة بالأقوال فقط، بل صنفوا الكتب، وألفوا المجلدات للرد على أهل البدع، وما من إمام كبير إلا وقد رد على المبتدعة؛ فهذا أبو حنيفة رد على القدرية، وأحمد رد على الجهمية والمعتزلة، وهكذا بقية الأئمة؛ وإليك بعضًا من الكتب التي أُلِّفت في الرد على أهل البدع:

• كتاب "الرد على الجهمية"؛ للإمام أحمد بن حنبل.

• كتاب "الرد على الرافضة"؛ للإمام محمد بن عبدالوهاب.

• كتاب "الاعتصام"؛ للإمام الشاطبي.

• كتاب "الحوادث والبدع"؛ للطرطوشي.

• كتاب "اقتضاء الصراط المستقيم"؛ لشيخ الإسلام ابن تيمية، رد على المبتدعة في جزء واسع منه.

• كتاب "منهاج السنة"؛ لشيخ الإسلام ابن تيمية.

• رسالة "التحذير من البدع"؛ للعلامة عبدالعزيز بن باز.

• رسالة "الإبداع في كمال الشرع وخطر الابتداع"؛ للعلامة ابن عثيمين.

 

وللعلماء غير ذلك الكثير من التصانيف في إنكار البدع، وكلها فيها علم جمٌّ، ونفع غزير، وقد ذكرنا هذه الكتب كنموذج لجهود العلماء في التصدي للبدع وأهلها.

 

خاتمة:

تبين مما ذكرناه من الأدلة وأقوال الأئمة خطورة البدعة وحرمتها الشديدة، ولا يحسب المبتدع أنه يفعل شيئًا هينًا، بل هو عند الله عظيم، والبدعة تكره لصاحبها السنة، وتبعده عن الله، وكثير من أهل البدع يبغضون الأحاديث؛ بسبب أنها تخالف منهجهم، فانظر إلى أين أوصلتهم بدعهم والعياذ بالله، والبدعة كلها شر؛ قليلها وكثيرها، دقيقها وجليلها، وهي أحب إلى إبليس من المعصية؛ كما قال الثوري، ورحم الله العلامة عبدالغني الدقر إذ قال في كتابه "سفيان الثوري": "وقد كثرت البدع في عصرنا هذا كثرة تكاد تزيد على ما ورد في السنة أضعافًا، والعجب ممن يزين البدعة من أهل العلم بحجة أنها زلفى إلى الله، وربما علموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه، فهو رد))؛ يعني: مردود"، وسئل إمام أهل السنة أحمد بن حنبل: من مات على الإسلام والسنة، مات على خير؟ فأجاب: "من مات على الإسلام والسنة مات على الخير كله"، أسأل الله أن يحيينا على السنة، ويميتنا على السنة، وأن يبعدنا عن البدعة، ويبعد البدعة عنا، وصلى الله على سيدنا محمد نبع الصفا، وعلى آله الطاهرين أهل الوفا، وأصحابه الميامين أهل التقى، وسلم تسليمًا كثيرًا.

 

المصادر والمراجع:

صحيح البخاري، للإمام البخاري.

صحيح مسلم، للإمام مسلم.

رياض الصالحين، للإمام النووي.

مجموع الفتاوى، لشيخ الإسلام ابن تيمية.

كتاب الاعتصام، للشاطبي.

عقيدة التوحيد، لصالح الفوزان.

منهج الخوارج والشيعة في ميزان أهل السنة، لعلي الصلابي.

فتح الباري في شرح البخاري، للحافظ ابن حجر.

جامع العلوم والحكم، للحافظ ابن رجب الحنبلي.

الجامع لأحكام القرآن، للقرطبي.

صفوة التفاسير، لمحمد علي الصابوني.

صفة الصلاة، للألباني.

أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، لعبدالستار الشيخ.

أحمد بن حنبل إمام أهل السنة، لعبدالغني الدقر.

الشافعي فقيه السنة الأكبر، لعبدالغني الدقر.

عبدالله بن المبارك الإمام القدوة، لمحمد عثمان جمال.

الأوزاعي شيخ الإسلام وعالم الشام، لعبدالستار الشيخ.

سفيان بن عيينة شيخ شيوخ مكة، لعبدالغني الدقر.

سفيان الثوري أمير المؤمنين في الحديث، لعبدالغني الدقر.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • البدعة وأثرها في الإسلام
  • خطر البدعة
  • مفهوم البدعة في ضوء الإسلام
  • بين السنة والبدعة
  • البدعة والمصلحة
  • من عوائق الهداية (البدع)
  • مفاسد البدع (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • أقوال العلماء في البدعة، وهل هناك بدعة حسنة وبدعة سيئة؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الغلو و البدعة (2)(مقالة - موقع الشيخ أحمد بن حسن المعلِّم)
  • البدعة: أقسامها والتحذير من مجالسة أهل البدع أو مخالطتهم (2)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مخطوطة فائدة في خطر البدعة وذكر بعض بدع الصوفية(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • الكلام على قوله صلى الله عليه وسلم: (إن الله احتجز التوبة على صاحب البدعة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • لمع بشأن البدع(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر)
  • حكم هجر المبتدع المجاهر ببدعته(مقالة - آفاق الشريعة)
  • السنة والبدعة (س/ج)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إتمام المنة بأربعين حديثا في الحث على السنة وذم البدعة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • القواعد السبع للتعامل مع المخالف: الفرق بين الوقوع في البدعة والابتداع(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 17/11/1446هـ - الساعة: 9:44
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب