• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أحكام شهر ذي القعدة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    من صيام التطوع: صوم يوم العيدين
    د. عبدالرحمن أبو موسى
  •  
    حقوق الوالدين
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة الكوثر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الليلة الثلاثون: النعيم الدائم (3)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حكم إمامة الذي يلحن في الفاتحة
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / العبادات
علامة باركود

العبادات مواقيت منصوصة وأماكن مخصوصة (خطبة)

العبادات مواقيت منصوصة وأماكن مخصوصة (خطبة)
الشيخ فؤاد بن يوسف أبو سعيد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 15/11/2021 ميلادي - 9/4/1443 هجري

الزيارات: 10204

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

العباداتُ

مواقيتُ منصوصة وأماكنُ مخصوصة


إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

 

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70- 71].

 

أما بعد؛ فإنَّ أصدق الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النار.

 

أعاذني الله وإياكم وسائر المسلمين من النار، ومن كل عمل يقرب إلى النار، اللهم آمين.

 

عباد الله، العبادات مواقيت منصوصة وأماكن مخصوصة، وكي تتحقَّقَ عبوديةُ العبدِ للمعبودِ سبحانه، لا بدَّ من الطاعةِ الـمُطْلقَة، قدْرَ الاستطاعة، وحسْب الوسعِ والطاقة، فقد قال سبحانه: ﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ﴾، [البقرة: 286]، وقال سبحانه: ﴿... لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا ﴾، [الطلاق: 7]، وعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

"مَا أَحَلَّ اللهُ فِي كِتَابِهِ فَهُوَ حَلَالٌ، وَمَا حَرَّمَ فَهُوَ حَرَامٌ، وَمَا سَكَتَ عَنْهُ فَهُوَ عَفْوٌ، فَاقْبَلُوا مِنَ اللهِ عَافِيَتَه، فَإِنَّ اللهَ لَمْ يَكُنْ نَسِيًّا، ثُمَّ تَلَا قوله سبحانه: ﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا ﴾، [مريم: 64]، (قط) (ج2ص137ح12)، (ك) (3419)، (هق) (19508)، الصَّحِيحَة: (2256)، غاية المرام: (2).

 

وحدَّد اللهُ سبحانه وتعالى في كتابه، وعلى لسانِ رسولِه صلى الله عليه وآله وسلم العبادةَ المفروضةَ على العبدِ؛ حَدَّدها كَمًّا وكَيفًا، وجِنسًا ونَوعًا، ووقْتًا وزمانًا ومكانًا، وما على العبدِ حتَّى تتحقَّقَ له عبوديتُه، إلا السمعُ والطاعة؛ قال سبحانه: ﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾، [آل عمران: 132].

 

فقد افترضَ علينا ربُّنا سبحانه عبادةَ الحجِّ، لها شروطُها وأركانها وواجباتها، التي تشمَلُ الزمانَ المخصوصَ وهو الحجّ؛ ﴿ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ... ﴾ [البقرة: 197]، شوَّالُ وذو القِعدة وذو الحجَّة، فلا ينفع الحجُّ في رمضان، ولا ينفعُ في ربيع الأوَّل أو غيرِه، فلا يجوز، فلابدَّ من فعل عبادة الحجّ في زمانه المخصوص؛ أشهر الحج.

 

والمكانَ المخصوصَ وهو الحرم؛ حَرَمُ مكّةَ ومنى ومعه عرفة، قال سبحانه: ﴿... فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ... ﴾، [البقرة: 196]، وأيضا عرفات، والمشعرِ الحرام، ﴿... فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ... ﴾ [البقرة: 198].

 

فلا يجوزُ الحجُّ في غير هذه الأشهر المعروفة المعلومة من الله عز وجلّ، ولا يجوزُ في غيرِ الحرم وعرفة، فلا يجوز في المدينة المنورة، ولا يجوز الحجُّ إلى الأقصى، أو إلى أي بلاد أخرى، ولو حملوا الكعبة بحجارتها ووضعوها في مكان آخر، في غير الحرم لا تجوز، ولا يطاف حولها، وتعتبرُ حجارةً من الحجارة، فالطهارةُ والقداسةُ ليست في الحجارة، وإنما في المكان، فهل يستطيعون أن يرفعوا الحرم ويقتلعوا أرضه إلى مكان آخر؟ لا والله!

 

وافترضَ الله عز وجل علينا عبادةَ الصيام؛ بتخصيص الوقتِ والزمان، دونَ تحديد المكان، صُمْ في أيِّ مكان لكن في زمان مخصوص، قال سبحانه: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ... ﴾، [البقرة: 185]، إذن؛ عرفنا الزمان فلا يجوز أن نصوم رمضان في شوَّال، ولا في شعبان، لا ينفع صيامُ رمضان في غير هذا الزمان؛ (رمضان)، برؤيةِ هلاله، وينتهي برؤية هلال شوال، فخصَّصَ الزمانَ بشهرِ مضان، فلا يجوز أداءُ الصيامِ في غيرهِ من الشهور؛ لكن يجوز قضاؤه، ليس أداءه لمن فاته في غيره.

 

وخَصَّصَ الوقتَ؛ وقت الصيام وهو أداؤه نهارًا، فقال سبحانه: ﴿... وَكُلُوا وَاشْرَبُوا ﴾ -أي في الليل- ﴿ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ... ﴾، [البقرة: 187]، أتمُّوا الصيام من الفجر إلى الليل، فلو صام إنسان من المغرب إلى الصباح! فهو جائع ليس في عبادته أجر ولا ثواب، وليست عبادة أصلا، فلا بدّ أن يكون الصيام في النهار، فلا يجوزُ الصيامُ ليلًا لا قضاءً ولا أداءً.

 

أما عبادةُ الزكاة؛ فقد افترضها الله سبحانه وتعالى، مساعدةً واجبة فريضة، من الأغنياء للمساكين والفقراء وغيرهم من المحتاجين الثمانية فقط، الذين ذكرهم الله سبحانه وتعالى، فقد قال سبحانه: ﴿ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ ﴾؛ أي: الزكوات مفروضة لمن؟

 

قال-: ﴿ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾، [التوبة: 60]، فلا يجوزُ استخدامُ هذه العبادة؛ كهديَّةٍ أو نفقةِ، أو تبرُّعٍ أو مساهمةٍ في مشروعٍ ونحو ذلك؛ بل تؤدَّى في الأصنافِ الثمانيةِ التي ذكرها الله جلّ جلاله.

 

فيُخرِجُ العبدُ جزءًا من ماله؛ ربُعَ العُشر لا أقلّ من ذلك؛ إذا كان نقدًا، وذلك عند بلوغه نصابا، وقد حالَ عليه الحول، أو يخرجُ نصفَ العُشر إذا كان زرعًا أو ثمرا سُقي بالنواضح والآلات، أو يخرجُ العُشرَ إذا كان بَعْلًا لم يتكلَّفْ صاحبُه سقياه، وذلك عند حصادِه وجَنْيِه، وكذلك زكوات الأنعام على تفصيل موجود في مظانّه.

 

فلا ينبغي التلاعبُ بهذه العبادة السنوية؛ ليتخلَّص الغني من ضريبةٍ أو جمارك، أو تسديدِ مخالفاتٍ؛ وإلاَّ لا تصبحُ عبادةً، ولا تتحقَّقُ عبوديّةُ العبدِ بذلك.

 

أمّا الصلوات الخمس؛ فهي عبادةٌ مرتبطةٌ بالوقتِ لا بالمكان، الوقت هو الذي يحكمها، حتى الزمان لا يحكمها؛ لأن الزمان عدة أيام أو عدة شهور أو سنين، أمّا هذه ففي كلِّ يومٍ؛ بلْ في كلّ وقتٍ من الأوقات الـمُبيَّنة في كتابِ الله، وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا حضرَ وقتُها وجبَ أداؤها، فمنها ما يؤدَّى بالنهار؛ وهي صلاة الفجرِ والظهرِ والعصر، فلا يجوز أداءُ واحدةٍ منها ليلًا اختيارًا، ويجوزُ اضطرارا، يعني نام عن صلاة من صلوات النهار وذكرها في الليل لا مانع من قضائها، أما أداء فلا.

 

ومنها ما يؤدَّى بالليل؛ وهي صلاة المغربِ والعشاء، فلا يجوزُ أداؤهما نهارًا؛ إلاَّ قضاءً، وتؤدَّى هذه الصلوات في أيِّ مكان غيرِ الأماكنِ التي نهينا عن الصلاة فيها، إما لنجاستِها، أو لقداستها.

 

عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهُ، قَالَ: (قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ أَوَّلَ؟) أول المساجد في الأرض، ما هو؟ قَالَ: «المَسْجِدُ الحَرَامُ»، قُلْتُ: (ثُمَّ أَيٌّ؟) قَالَ: «ثُمَّ المَسْجِدُ الأَقْصَى»، قُلْتُ: كَمْ كَانَ بَيْنَهُمَا؟ قَالَ: "أَرْبَعُونَ"، ثُمَّ قَالَ -عليه الصلاة والسلام-: "حَيْثُمَا أَدْرَكَتْكَ الصَّلاَةُ فَصَلِّ، وَالأَرْضُ لَكَ مَسْجِدٌ"، (خ) (3425)، (م) 1- (520).

 

وأمَّا الأماكنُ التي نهينا عنها؛ فقد جاء في الحديث عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلَّم: "الْأَرْضُ كُلُّهَا مَسْجِدٌ، إِلَّا الْمَقْبَرَةَ وَالْحَمَّامَ"، (ت) (317)، (د) (492)، (جة) (745)، وصححه الألباني في الإرواء تحت حديث: (287).

 

فالمقبرة والحمام لا يجوز الصلاة فيها.

 

وجمَعَ العلماءُ الأماكنَ التي نُهينا عن الصلاةِ فيها، وعَدُّوها سَبْعًا، وهي: ‌المقبرة، والمجزرة، والحمام، ومحجّة ‌الطريق؛ أي قارعة الطريق، يعني أن يصليّ والطريقُ أمامه؛ تمرُ منها السيارات، ويمشي الناس أمامه وهو يصلي، فالصلاةُ مكروهة على هذه الحال، وظهرُ بيت الله عزّ وجلّ، فهذا مكانٌ مقدّس، يجب استقباله والتوجه إليه، لا أن تصلي فوق الكعبة، فأين تتجه؟ الصلاة هنا مكروهة-، ومعاطن الإبل؛ أي في الأماكن التي تبيتُ فيها الإبل، كلُّ هذه نهينا عن الصلاة فيها.

 

وكلُّ عبادةٍ لها شروطُها وأركانُها وواجباتُها وسُنَنُها وهيئاتُها، لا ينبغي للعبد -كي تتحقَّقَ عبوديتُه- أن يُخِلَّ بشيءٍ من ذلك؛ فلا يستبدلْ ركنًا بركن، ولا يتساهلْ في شرطٍ أو واجب، ولا يضيِّعْ سنةً من سننها، ولا هيئةً من هيئاتها.

 

وهاكم مثالًا على ذلك، فبالمثال يتَّضِحُ المقال، فالصلاة مثلا لها أربعةَ عَشَرَ ركنًا، وهي: 1- القيام، 2- والنية، 3- وتكبيرة الإحرام، 4- والفاتحة، وهذه الأربعة حال القيام. فلا يجوز الإتيان بها حال الركوع أو الجلوس أو السجود، فأنت تفعل هذه الأركان وأنت قائم.

 

5- والركوع، 6- والاعتدال بعده، 7- والسجدتين، 8- والجلوس بين السجدتين، وهذه الأربعةُ لها مقامُها المعلوم.

 

9- والجلوسُ للتشهُّدِ الأخير، 10- والتشهّدُ الأخير، 11- والصلاة على النبي صلّى الله عليه وسلم، 12- والسلام، وهذه الأربعةُ تفعلها حال الجلوس، فلا يجوز الإتيان بها حال الركوع أو السجود أو القيام، بل نأتي بها ونحن جالسين.

 

لا نتكلم عن المعذور وعن المريض، وإنما نتكلم عند الاختيار وعند الصحة والعافية.

 

وأما الاثنان الأخيران من الأركان: 13- الترتيب، 14- والاطمئنان في هذه الأركان، أن ترتِّبَ بينها، فلا تبدأ بالتشهد وتنهي بالفاتحة، لا بدَّ أن تبدأَ بتكبيرة الإحرام، وقبلها النية، وأن تكون قائما، فلا يجوز تقديمُ ركنٍ على ركن، ولا تأخيرِ ركن عن ركن، ولا واجبا عن واجب.

 

كذلك الواجبات الثمانية، 1- تكبيرات الانتقال غير تكبيرة الإحرام، 2- التسميع؛ قول: (سمع الله لمن حمده) عند الرفع من الركوع، 3- والتحميد؛ قول: (ربنا ولك الحمد) عند الاعتدال، 4، 5- تسبيحاتُ الركوع وتسبيحاتُ السجود؛ أي قول: (سبحان ربي العظيم) في الركوع، و(سبحان ربي الأعلى) في السجود.

 

لكن لا ينبغي لك بعد أن تقرأ الفاتحة، وإذا أردت أن تركعَ وتقولَ الله أكبر، فقلها أثناء حركة الانحناء، فبعض الناس يقولها وهو واقف؛ تكبيرة الركوع يقولها وهو واقف ثم يركع، أو يقولها عند الركوع لا أثناء الانحناء، فلا بد أن تكون تكبيرةُ الركوع في المسافة بين القيام والركوع.

 

وبعضهم يسجدُ ثم يقول: الله أكبر، فجعلها في غير موضعها، والتكبيرةُ بين السجدتين، لا تقال إلا بعد رفع الرأس من السجدة الأولى، وقبل الجلوس بين السجدتين، وهكذا، فالعبادة التي فيها خللٌ، يخشى من بطلانها.

 

6- وسؤال المغفرة؛ أي قول: (رب اغفر لي) بين السجدتين، عندما تجلس بعد أن تسجدَ السجدةَ الأولى؛ تقول: ربِّ اغفر لي، ولو مرة واحدة، والسُّنَّة ثلاثَ مرات، والواجبُ قبل الأخير: 7- والجلوس للتشهد الأول، 8- والتشهدُ الأول في الصلاة الثلاثية والرباعية، هذه من واجبات الصلاة من ترك شيئًا منها عفوًا أو سهوًا يُجبره سجود السهو.

 

فهناك عبادةٌ وعملٌ بالنهارِ لا يُقبلُ بالليل، وعبادةٌ وعملٌ بالليلِ لا يُقبلُ بالنهار؛ عَنْ أَبِي مُوسَى الأشعري رضي الله عنه، قَالَ: (قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ)، فَقَالَ:

"إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَنَامُ"إياك أن يأتي في بالك، أو يدور في خَلَدِك؛ أنّ اللهَ تأخذُه سِنةٌ أو نوم، إياكَ إياك؛ عقيدةٌ فاسدةٌ في ربٍّ تعبدُه؛ ينام أو تأخذه سنة أو نوم، ليس هو الله، فالله لا إله إلا هو لا تأخذه سنة ولا غفلة ولا نوم، "وَلَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ، يَخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ"، والقسط هو الميزان؛ ميزان الأعمال، ميزان الحسنات عند الله يرتفع وينزل، فيرتفع بقلَّة الحسنات وخفتها، وينزل بكثرتها ويثقل، "يُرْفَعُ إِلَيْهِ عَمَلُ اللَّيْلِ قَبْلَ عَمَلِ النَّهَارِ"، -عمل الليل الليلة الماضية، قبل عمل النهار هذا النهار، "وَعَمَلُ النَّهَارِ قَبْلَ عَمَلِ اللَّيْلِ"، -سيرفع الآن في آخرِ النهار عملُ هذا النهار قبل أن يأتي الليل، "حِجَابُهُ النُّورُ" بينه وبين خلقه حجاب من النور، وَفِي رِوَايَةِ أَبِي بَكْرٍ: "النَّار" لكنَّها نارُ إشراقٍ بلا إحراق، نارٌ رآها موسى عليه السلام، تتوهَّج بدون حرارة، تعطيَ إشراقا ونورا، هذه الحُجُبُ بين الله عزّ وجلَّ وبين خلقه، سبعون ألف حجابٍ، "لَوْ كَشَفَهُ لَأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ مَا انْتَهَى إِلَيْهِ بَصَرُهُ مِنْ خَلْقِهِ"، (م) 293- (179).

 

أسألُ اللهَ لي ولكم جميعًا أنْ يكشف لنا الحجاب يوم القيامة؛ فنرى وجه ربنا سبحانه وتعالى، أقولُ قولي هذا وأستغفرُ اللهُ لي ولكم.

 

الخطبة الآخرة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه واهتدى بهداه إلى يوم الدين، أما بعد:

وهناك عبادةٌ خطيرة، افترضها اللهُ على عباده، وأوجبها على خلقه، لا تختصُّ بزمانٍ ولا مكان، ولا يتَخلَّى عنها العبدُ المؤمنُ سواء كان على طهارةٍ أم لا، لا يتخلَّى عنها العبدُ في حال كونِه في الأماكنِ المطهَّرةِ المقدَّسة، أو تواجدَ في الأماكنِ النجسةِ المدنَّسة، هذه العبادةُ معه حتى في هذه الأماكن.

 

عبادةٌ لا يتخلَّى عنها حالَ نومِه ولا حالَ يقظته.

 

إنها عبادةٌ مرتبطةٌ بالعبد المؤمنِ الذي يرجو تحقيقَ العبادةِ لله؛ ارتباطَ الروحِ بالجسد، فهلْ أحدٌ يتخلَّى عن روحه باختياره؟! إنها عبادة مرتبطةٌ به ارتباطَ النَّفَسِ بالنَّفْسِ، فهل يتخلَّى أحدٌ كائنًا من كان من المخلوقات عن تنفُّسِه ونفَسه؟!

 

إنها عبادةٌ إذا تخلَّى عنها الإنسانُ باختياره؛ فهو كافر، وإن خلط معها غيرَها؛ فهو مشرك، وإن تخلّى عنها أو نوى بقلبه التخلِّي عنها وكان مسلما؛ فهو مرتدٌّ، وإنْ أظهرها للناس وتخلَّى عنها بقلبه فهو منافق. عبادة خطيرة، إنّها عبادةٌ من تخلَّى عنها فمات؛ فلا يدخل الجنة أبدَ الآبدين، وفي النار مع المخلدين، عافانا الله وإياكم أجمعين.

 

إنها عبادةُ التوحيدِ لله وحده لا شريك له، والإيمانِ به وحده لا شريك له، لا يُغفر لمن تركها.

 

﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 48]، وفي آية أخرى في نفس السورة سورة النساء: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴾ [النساء: 116].

 

﴿ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ﴾ [المائدة: 72].

 

إنَّ مَن أخلّ بكلمة التوحيدِ، ومات على غير إخلاصِ العبادة لله، فهو مجرم، وقد قال الله: ﴿ إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى ﴾، [طه: 74].

 

أما الموحِّدون فهم الفائزون، نسأل الله أن نكون منهم، ﴿ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ [آل عمران: 185].

 

فبطاعةِ اللهِ وطاعةِ رسوله، وبخشية الله وتقواه؛ يكون الفوز بجنانه ورضاه، ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴾ [النور: 52].

 

صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.

 

اللهم ارضَ عن الخلفاءِ، الأربعةِ الحنفاء، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وسائر الصحابة يا ربّ العالمين، وارض عنّا معهم بمنك وكرمك يا أكرم الأكرمين.

 

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات يا رب العالمين.

 

اللهم لا تدع لنا في مقامنا هذا ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا دينا إلا قضيته، ولا مريضا إلا شفيته، ولا مبتلىً إلا عافيته، ولا غائبا إلا رددته إلى أهله سالما غانما يا رب العالمين.

 

﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • أقسام العبادات

مختارات من الشبكة

  • مقاصد العبادات في الإسلام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مواقيت العبادات الزمانية والمكانية: دراسة فقهية مقارنة (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • فضل تكميل فرائض العبادات بنوافلها وعبادة الصوم والصوم في المحرم(محاضرة - موقع الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر)
  • جدول العبادات التي تقوي سلوك المسلم أثناء الصوم(مقالة - ملفات خاصة)
  • من العبادات القولية: الذكر(مقالة - موقع أ.د. مصطفى مسلم)
  • الصيام والأعمال الصالحة(مقالة - ملفات خاصة)
  • أنواع العبادة في الاسلام(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر)
  • خصائص العبادات في الإسلام (خطبة)(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • رفع الدرجات بنوافل العبادات (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ما يحبه النبي صلى الله عليه وسلم من العبادات (خطبة)(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)

 


تعليقات الزوار
1- جزاك الله خير
محمد خالد محمد - قطر 18-11-2021 08:07 PM

استعنا بالخطبة في صلاه الجمعة..

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب