• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: وسائل السلامة في الحج وسبل الوقاية من ...
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    العشر من ذي الحجة وآفاق الروح (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    فضائل الأيام العشر (خطبة)
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    أفضل أيام الدنيا (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    أحكام عشر ذي الحجة (خطبة)
    الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري
  •  
    أحكام عشر ذي الحجة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    أدلة الأحكام المتفق عليها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    الأنثى كالذكر في الأحكام الشرعية
    الشيخ أحمد الزومان
  •  
    الإنفاق في سبيل الله من صفات المتقين
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    النهي عن أكل ما نسي المسلم تذكيته
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    الحج: آداب وأخلاق (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    يصلح القصد في أصل الحكم وليس في وصفه أو نتيجته
    ياسر جابر الجمال
  •  
    المرأة في القرآن (1)
    قاسم عاشور
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (11)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    الإنصاف من صفات الكرام ذوي الذمم والهمم
    د. ضياء الدين عبدالله الصالح
  •  
    الأسوة الحسنة
    نورة سليمان عبدالله
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / نوازل وشبهات / شبهات فكرية وعقدية
علامة باركود

المسيح من المهد إلى اللحد: (قال إني عبد الله)

المسيح من المهد إلى اللحد: (قال إني عبد الله)
أبو عبدالرحمن أيمن إسماعيل

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 5/9/2021 ميلادي - 27/1/1443 هجري

الزيارات: 8130

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

المسيح من المهد إلى اللحد

﴿ قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ ﴾

 

قصة المسيح من المهد إلى اللحد:

تبدأ القصة من آيات في سورة آل عمران:

﴿ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [آل عمران: 33 - 35].

 

وتبدأ القصة مع تلك المرأة التقيَّة الخفية، زوجة عمران السيدة حنا، التي نذرت ما في بطنها وقفًا لخدمة دين الله تعالى.

 

وهذا أول درس من دروس هذه القصة، فمَن مِن نساء المسلمين فعلن ذلك؟! ﴿ فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ ﴾ [آل عمران: 36].

 

فوضعت مريمَ عليها السلام، وقالت: ﴿ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ﴾ [آل عمران: 36].

 

فاستجاب الله عز وجل دعوة هذه المرأةِ الصالحة السيدة حنا، فحفظ الله مريم وابنها عيسى عليه السلام من مس الشيطان الرجيم.

 

عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((مَا مِنْ مَوْلُودٍ يُولَدُ إِلَّا وَالشَّيْطَانُ يَمَسُّهُ حِينَ يُولَدُ، فَيَسْتَهِلُّ صَارِخًا مِنْ مَسِّ الشَّيْطَانِ إِيَّاهُ، إِلَّا مَرْيَمَ وَابْنَهَا))، ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَاقْرَؤُوا إِنْ شِئْتُمْ: ﴿ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ﴾ (متفق عليه).

 

قال تعالى: ﴿ فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ﴾ [آل عمران: 37]، فكان القائم على خدمة مريم عليها السلام في بيت المقدس هو زكريا عليه السلام، وذلك بعد أن تنازع مع غيره على كفالة مريم عليها السلام.

 

فقالوا: نقترع فنرمي بالأقلام في النهر، فمن وقف قلمُه ولم يجرِ مع الماء، فهو الذي يفوز بكفالة مريم عليها السلام، ففاز زكريا عليه السلام بكفالتها، كما قال تعالى: ﴿ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ﴾ [آل عمران: 44].

 

وكان زكريا عليه السلام يدخل عليها يرعى شؤونها ويطمئنُّ عليها.

 

وكان يرى منها الكرامات العظيمة، قال تعالى: ﴿ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [آل عمران: 37].

 

قال المفسرون: كان يجد عندها فاكهةَ الصيف في الشتاء، وفاكهةَ الشتاء في الصيف، كرامة لهذه المرأة الصدِّيقة.

 

قال تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ﴾ [آل عمران: 42].

فمريم عليها السلام من خير نساء زمانها، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((كمُل من الرجال كثير، ولم يكمُل من النساء إِلَّا آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ))؛ (متفق عليه).

 

تنبيه:

ما ورد في بعض الأحاديث المرويَّة أن النبي صلى الله عليه وسلم سيتزوج في الجنة كلًّا من السيدة مريم أم عيسى عليه السلام، وآسية امرأة فرعون، فهي أحاديث موضوعة.

 

ثم نأتي بدء القصة في سورة مريم في الآيات ﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا * فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا * قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا ﴾ [مريم: 16 - 18]، والمقصود بقوله: "رُوحَنَا" هنا: هو جبريل عليه السلام، فقد أرسله الله عز وجل إلى مريمَ عليها السلام في صورة إنسان تام، والملائكة تتشكل في صورة البشر، وهذا قد ورد في الكتاب وفي السُّنة، كما في قصة إبراهيم ولوط عليهما السلام لمَّا جاء إليهما الملائكة في صورة بشر.

 

بل إن النبي صلى الله عليه وسلم ما رأى جبريل عليه السلام على حقيقته إلا في مرتين، وكان كثيرًا ما يأتيه في صورة الصحابي دِحْيَةَ الكَلْبِيِّ رضي الله عنه.

 

قالت مريم عليها السلام: ﴿ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا ﴾ [مريم: 18]، والمعنى: أنا أذكِّرك بالله عز وجل إن كنت حقًّا تخشى الله فلا تمسَّني بسوء.

 

﴿ قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا * قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا ﴾ [مريم: 19، 20]، والمعنى: أنه في نواميس البشر أن المرأة لا تنجب إلا بواحد من أمرين: إما أن تتزوج، أو أن تكون بغيًّا، ومريم عليها السلام حَصَانٌ رزانٌ طاهرة. فهنا مريم تتعجب من ذلك، فيأتيها الجواب ﴿ قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا ﴾ [مريم: 21].

 

ثم قال تعالى: ﴿ فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا ﴾ [مريم: 22]؛ أي: إنها لما حملت به ضاقت ذرعًا به، ولم تدرِ ماذا تقول للناس.

 

وقوله عز وجل: ﴿ فَحَمَلَتْهُ ﴾؛ أي: صارت حاملًا بعيسى عليه السلام، فإن قيل: كيف تم الحمل بعيسى عليه السلام؟

فتفسير ذلك قد أتى في سورة الأنبياء: ﴿ وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 91]، والمعنى - كما ذكر ذلك غير واحد من علماء السلف - أن جبريل عليه السلام قد نفخ في جيب درعِها، الذي هو فاتحة ثياب المرأة من ناحية الصدر، فدخلت النفخة حتى نزلت في الفرج، فحمَلتْ به بإذن الله تعالى.

 

فقوله: ﴿ فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا ﴾ يراد بها جبريل عليه السلام، فمن أسمائه الروح، كما قال تعالى: ﴿ وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ ﴾ [الشعراء: 192، 193]، وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: ((اللهم أيِّدْه بروح القدس)).

 

من هنا تبدأ قصة الميلاد:

يوم أنْ نفخ جبريل في درع مريم أو في جيب درعها، من هنا تبدأ آيةٌ من آيات الله عز وجل آية للعالمين.

 

تبدأ قصة الميلاد كما ذكرنا في هذه الآيات: ﴿ فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا ﴾ [الأنبياء: 91]، فالله عز وجل أمَرَ جبريل روح القدس أن ينفخ في كُمِّ درعها، فصارت النفخة في فرجها، فحمَلتْ بالمسيح عليه السلام.

 

وهنا نوضح أمرًا مهمًّا جدًّا، وهو: أن الله عز وجل مسبِّب الأسباب، فهو الذي خلق الأسباب وخلق أثرها، وقد يوجَد السبب ويتخلَّف الأثر، كمن تزوجت لكن ما قدَّر الله تعالى لها الحمل، فهنا قد وُجد السبب ولكن تخلَّف الأثر، فلا يلزم من وجود الأسباب وجود الأثر، فالنار تُحرق، ولكنها لم تُحرق إبراهيم عليه السلام، ﴿ قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ ﴾ [الأنبياء: 69].

 

وقد يوجد الأثر بلا سبب، ففي قصة المسيح كما قال تعالى: ﴿ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ ﴾ [مريم: 21] قد خُلق من أم بلا أب.

 

ونقول: ألم يُخلق آدم عليه السلام من غير أبوين؟ ألم تُخلق حواء بلا أمٍّ؟ فأيهما أعجب: خلق آدم وحواء عليهما السلام، أم خلق عيسى عليه السلام؟! لذلك فيوسف النجار الذي قيل بأنه خطب مريم عليها السلام قبل أن تقع لها هذه الآية، لما علم بحملِ مريم، وهو واثق في دينها وعفتها، فما رماها بما رماها به بنو إسرائيل، بل كان رجلًا نقيًّا تقيًّا يخشى الله تعالى، ولكنه فقط تعجَّب من ذلك، فلما رأى حملها قال لها يومًا: يا مريم، هل يكون زرع بدون بذر؟ فقالت: نعم، فمن خلق الزرع الأول؟ ثم قال: فهل يكون شجر من غير ماء ولا مطر؟ قالت: نعم، فمن خلق الشجر الأول؟ ثم قال: فهل يكون ولد من غير ذكر؟ فقالت: نعم، إن الله تعالى خلق آدم من غير ذكر ولا أنثى، قال لها: فما خبرك؟ قالت له: إن الله بشَّرني بغلام.

 

قال تعالى: ﴿ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ ﴾ [النساء: 171].

 

فقوله تعالى: ﴿ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ ﴾ [النساء: 171]، المعنى أن عيسى عليه السلام كلمة الله تعالى؛ أي: إنه خُلق بكلمة من الله، وهي (كن)، فعيسى ليس هو كن؛ لأن (كن) هي كلمة الله، وكلام الله غير مخلوق، بل عيسى قد خُلق بكلمة "كن".

 

وإنما اختص عيسى عليه السلام بأنه كلمة الله، لِمَ؟ لأنه خُلق من غير أب.

 

وفارق بين عيسى المخلوق البشري وبين "كن" التي هي كلمة من الله تبارك وتعالى؛ لذلك انظروا إلى قوله تعالى: ﴿ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ ﴾، ولم يقل: ألقاه، فألقاها: هذه تعود إلى الكلمة، فلو كان عيسى عليه السلام هو الكلمة بذاته، لقال الله على عيسى: ألقاه إلى مريم، وكلمته ألقاها، لم يقل: ألقاه.

 

أما قوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ ﴾ [النساء: 171]، وضحنا معنى "وَكَلِمَتُهُ".

 

أما معنى "وَرُوحٌ مِنْهُ": عند النصارى يقولون: إن المقصود بقوله تعالى عن عيسى أنه روح منه: أن عيسى من الله، بعض منه، فجعلوا "مِن" هنا تبعيضية.

 

فردًّا على هذه الشبهة نقول:

إن قوله: "وَرُوحٌ مِنْهُ": هذه تسمى: مِن لابتداء الغاية، يعني: أنَّ مَبْدَأَ الرُّوحِ الَّذِي وُلِدَ بِهِ عيسى عليه السلام حَيًّا إنما جاءت مِن عند الله تعالى؛ لأنَّهُ هُو الذي خلَقَها، فعيسى روح من عند الله خلقًا وإيجادًا.

 

قال ابن كثير: "فقوله في الآية والحديث: ﴿ وَرُوحٌ مِنْهُ ﴾ كقوله: ﴿ وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ ﴾ [الجاثية: 13]، فعيسى مخلوق من روح مخلوقة، وأضيفت الروح إلى الله على وجه التشريف، كما أضيفت الناقة والبيت إلى الله، في قوله: ﴿ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ ﴾ [الأعراف: 73، هود: 64]، وفي قوله: ﴿ وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ ﴾ [الحج: 26]".

 

قوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ ﴾ [النساء: 171].

 

وأما الرد الثاني على دعوى النصارى أن عيسى روح من الله؛ أي: بعض منه.

 

نقول: نتنزل معكم:

أن قوله تعالى: "وَرُوحٌ مِنْهُ" من المتشابه تحتمل قولَنا وتحتمل قولَكم، فالمُحكم هو الحكم في ذلك، ألم يقل الله تعالى: ﴿ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ﴾ [المائدة: 17]، والمُحكم هو قوله تعالى: ﴿ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ ﴾ [التوبة: 30]، المحكم قوله تعالى: ﴿ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ ﴾ [المائدة: 73].

 

المحكم: ﴿ قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ﴾ [آل عمران: 47]، إذًا: فعيسى عليه السلام مخلوق.

 

المحكم في أول ما نطق به المسيح ﴿ قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ﴾ [مريم: 30].

 

وقد ذكر الألوسي في روح المعاني (3 /200) أن طبيبًا نصرانيًّا كان عند الرشيد فكان يناظر عالمًا يسمى علي بن الحسين المروزي، فقال له هذا الطبيب النصراني: في كتابكم ما يدل على أن عيسى جزء من الله، قالوا: أين؟ فقال هذا الطبيب: ﴿ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ ﴾ [النساء: 171]، فردَّ عليه المروزي قائلًا: قال عز وجل: ﴿ وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ ﴾ [الجاثية: 13]، قال: إذًا يلزم من قولك أن جميع الأشياء هي جزء من الله، فانقطع النصرانيُّ وأسلَمَ.

 

ومن العور في فهمهم: يقولون: البسملة تدل على التثليث (بسم الله الرحمن الرحيم)، فكيف نجيب على هذه الشبهة؟

نقول: تعدُّدُ الصفات لا يستلزم تعدُّدَ الذوات، بمعنى: أن الله إله واحد، والرحمن: صفة للإله، والرحيم: صفة للإله، فأين هذا من قولكم بذواتٍ ثلاثة حلَّتْ في ذات واحدة؟ هذا لا يقبله عقل، فضلًا عن النقل.

 

وسأعرض لكم نظريتين اعرضوهما على العقل: قائل يقول: ذات حلَّت فيها الصفات ولو عشرة ولو عشرين، وقائل يقول: ذات حلَّت فيها ذوات ثلاثة، أيهما التي يكون فيها العقل يقبلها؟ مما لا شك فيه العقل يقبل: ذاتًا واحدة تتعدد فيها الصفات.

 

أصل ميلاد المسيح عند النصارى: ويعود أصل ميلاد عيسى عند النصارى إلى قضية الفداء، فهم يعتقدون أن الله تعالى لما أمر آدم عليه السلام ألا يأكل من الشجرة المحرَّمة فأكل منها، فقد استحق آدم وذريتُه العذابَ، ولكن الله برحمة منه قد جسَّد كلمته، وهو ابنه الأزلي تجسدًا ظاهرًا، ورضي بموته وصلبه ليكون فداءً للخطيئة الأولى، ولم يكن لأحد أن يقوم بذلك الفداءِ سوى ابن الله المخلص، فأرسل الله جبريل فبشَّر مريم بهذا المخلص الذي سوف يحل فيها، فتلد الكلمة الأزلية وتصبح والدة الإله، فالذي أرسله الله هو ابنه الأزلي الذي هو من جوهره، وهذا هو اللاهوت، الذي هو كلمة الله، الذي هو المسيح الإله، الذي لما حل في بطن مريم صار جامعًا لطبيعة الناسوت واللاهوت. فهذا هو عيد الميلاد عند الشرقيين يكون في 25 ديسمبر، وعند الغربيين في 7 يناير.

 

فقالوا: إن المسيح كان يصنع المعجزات ويحيي الموتى ويبرئ الموتى بالطبيعة اللاهوتية، ويأكل ويشرب بالطبيعة الناسوتية؛ لذلك هم يقولون: لا نؤمن بجسد تألَّى، إنما نؤمن بإله تجسد.

 

هذا هو المسيح الذي يحتفل النصارى بمولده في مثل هذه الأيام.

وهذا هو اعتقادهم فيه، فهل مثل هؤلاء يستحقون التهنئة بعيد الميلاد؟!

 

أصل قضية تأليه عيسى بدأت بأمرين: بدأت من أصحاب البَنان وأصحاب السلطان: وأما أصحاب البنان، فهم كتبة الأناجيل الذين كتبوا أناجيل تزيد عن السبعين، فيها ما فيها من التحريف والتبديل، والتقديم والتأخير، لم يبق منها إلا أربعة، وهي أشهرها عندهم: (متى ومرقص ويوحنا ولوقا(، وهذه الثلاثة: (متى ومرقص ولوقا) ليس فيها ذكر ألوهية المسيح، فالطامة الكبرى إنما جاءت في إنجيل يوحنا الذي جمعه القساوسة، والذي ورد فيه القول بألوهية المسيح وبالتثليث وإخفاء البشارة بمحمد صلى الله عليه وسلم.

 

ثم نأتي إلى قضية أصحاب السلطان، ودائمًا الناس على دين ملوكهم الدين يختاره الملوك ويفرضونه على الناس؛ لذلك في قضية أصحاب الكهف ﴿ إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا ﴾ [الكهف: 21].

 

ففي سنة خمس وعشرين وثلاثمائة ميلاديًّا (325 م) دخل قسطنطين - إمبراطور الدولة الرومانية - دينَ النصرانية، فرأى هذا الاختلاف، بين أناس يقولون: إن عيسى إله، وكان الذي يتزعم ألوهيةَ المسيح رجل يُسمى بولس الرسول، وآخرين يقولون: ابن إله، وآخرين يقولون: إنه رسول من عند الله. وكان الذي يتزعم القول ببشرية عيسى، وأنه رسول من عند الله تعالى رجل يسمى إريوس، وكان له أنصار كُثر، وكان على عقيدته: الكنيسة في أسيوط وفي الإسكندرية وفلسطين ومقدونيا وقسطنطينية.

 

وإزاء هذا التفرق والاختلاف عقد قسطنطين مجمع نيقية الأول، الذي جمع فيه البطارقة والأساقفة، فكانوا حوالي ألفين وخمسين رجلًا، ولكن مع اختلافهم فقد كانت الطائفة الأكثر على قول إريوس. ولكن الطامة أن قُسطنطين قد أعجبه رأي القلة التي كانت على رأسها بولس الرسول، وهم القائلون بألوهية المسيح، ووضعوا له قصة المُخلص والفداء وأن الله أرسل ابنه لتكفير خطايا البشر، إلى آخره، فأُعجب قسطنطين بهذه القصة، فأمر بفرض هذه العقيدة بالحديد والنار وبالترهيب والترغيب، وأمر بحرق كل الأناجيل التي تُخالف ذلك، والناسُ على دين ملوكهم.

 

ثم توالت المَجْمَعات بعد ذلك التي قد بلورت أسس العقيدة النصرانية المعاصرة، والتي منها: أن مريم العذراء ولدت إلهنا، ربنا يسوع المسيح الذي هو مع أبيه في الطبيعة الألوهية، ومع الناس في الطبيعة الإنسانية، وشهدوا أن المسيح له طبيعتان: اللاهوت والناسوت.

 

لذلك بعد هذا السرد التاريخي لهذه العقيدة الفاسدة، نرى كما قال شيخ الإسلام: أن سبب ضلال هؤلاء الضُّلال أسباب ثلاثة: إما أنهم يتعلَّقون بألفاظ من المتشابه، وإما أنهم يتعلقون بخوارق ظنوها آيات، وهذا من أحوال الشياطين، وهذا كثيرًا ما نسمع عنه، وإما أنها أخبار منقولة ظنوها صدقًا وهي ليست من الصدق بمكان ا،هـ.

 

وهكذا فقد تبلورت هذه العقيدة التي لو قيل لعقل: تجنن وقل كلامًا لا يُقبل، لما قال بمثل هذا، فكيف يكون المسيح إلهًا وهو لا يعرف يوم الدينونة؟! فقد جاء في الكتاب المقدس "أما ذلك اليوم وتلك الساعة، فلا يعلم بهما أحد، ولا الملائكة في السماء، ولا الابن، إلا الآب".

 

قلتم: الله إله واحد رب واحد، وهو حق في نفسه، لكن ناقضتم ذلك في قولكم بأنه: "إله حق مساوٍ لأبيه بالجوهر" إذًا أنتم أثبتُّم إلهين، بل أثبتُّم روح القدس إلهًا ثالثًا.

 

هذه عقيدتهم التي لا يملكون إلا أن يقبلوها دون أن يعقلوها.

 

لذلك قالوا: لو اجتمع عشرة من النصارى لتفرَّقوا عن واحد وعشرين قولًا، وقال آخر: لو سألت بعض النصارى سألت رجلًا منهم وامرأته وابنه عن توحيدهم، لقال الرجل قولًا، وامرأته قولًا، وابنه قولًا ثالثًا. يقول أحد القساوسة: إن الثالوث سر يصعب فهمه وإدراكه، قال: وإن من يحاول إدراك سر الثالوث تمامَ الإدراك كمن يحاول وضع مياه المحيط كلها في كفه. ويقول أيضًا صاحب مؤلف الأصول والفروع في عقيدة التثليث: قد فهمنا ذلك على قدر طاقة عقولنا، ونرجو أن نفهمه أكثر في المستقبل حينما ينكشف لنا الحجاب.

 

نعود لزعمهم بأن الإله - أو ابن الإله على قول الآخر - قد تجسَّد في صورة بشرية، وهي صورة عيسى عليه السلام.

 

قالوا: لمَ تنكرون علينا أن الإله قد تجسَّد في صورة بشر؟ أليس الله على كل شيء قديرًا؟!!

وجواب ذلك أن نقول: نعم، إن الله على كل شيء قدير، وقد وسعت قدرته كلَّ شيء، ولكنكم قد نظرتم نظرة ضيقة بعين عوراء عرجاء بتراء، قد نظرتم لصفة واحدة وهي صفة القدرة، وأهملتم سائر الصفات، فالله قدير، نعم، لكنَّ القدير سبحانه هو أيضًا إلهٌ عليٌّ أعلى متعالٍ كبير واسع مجيدٌ عظيم...

 

فمن النقص الذي نُنزِّهَ الله تعالى عنه أن نصفه بالتجسد في صورة بشر.

 

انظروا إلى حديث الصحيحين لما جَاءَ حَبْرٌ مِنَ الأَحْبَارِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّا نَجِدُ أَنَّ اللَّهَ يَجْعَلُ السَّمَوَاتِ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالأَرَضِينَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالشَّجَرَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالمَاءَ وَالثَّرَى عَلَى إِصْبَعٍ، وَسَائِرَ الخَلاَئِقِ عَلَى إِصْبَعٍ، ثُمَّ يَهُزُّهُنَّ، ثم يَقُولُ: أَنَا المَلِكُ، فَضَحِكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ تَصْدِيقًا لِقَوْلِ الحَبْرِ، ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [الزمر: 67].

 

أهذا إلهٌ بهذه الصفات يتجسد في صورة بشر؟!

سبحانه ﴿ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ ﴾ [البقرة: 255]، الكرسي فقط محيط بالسموات والأرض، وأكبر منها.

 

ثم أنتم تقولون: إن الله تجسَّد في صورة بشر؛ لأنه على شيء قدير؟!

نقول: عندما نقول: "إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" فالمقصود بكلمة "شيء" هنا: هو ما كان في حيز الممكنات، أما المستحيلات فلا؛ لأن المستحيل هذا شيء معدوم أصلًا، لا يمكن أن يوجد، بل قد يأتي في الذهن فقط، فالذهن يفترض أمورًا مستحيلة لا وجود لها، وأخرى من المتناقضات. فالله على كل شيء قدير هذا في الممكنات؛ لذلك العلماء قد نصوا على أنَّ قدرة الله تعالى إنما تتعلق بالممكنات، أما المستحيل فهذا شيء كالمعدوم.

 

يقول شيخ الإسلام: وأما أهل السنة فعندهم أن الله تعالى على كل شيء قدير، وكل ممكن فهو مندرج في هذا.

 

وأما المحال لذاته، مثل كون الشيء الواحد موجودًا معدومًا، فهذا لا حقيقة له، ولا يتصور وجوده، ولا يسمى شيئًا باتفاق العقلاء، ومن هذا الباب: خلق مثل نفسه، وأمثال ذلك. (منهاج السنة (2 /293)).

 

ويقول ابن القيم: والجمع بين الضدين محال، ولا يقال: فيلزم العجز؛ لأن المحال ليس بشيء فلا تتعلق به القدرة، والله على كل شيء قدير فلا يخرج ممكن عن قدرته ألبتة. (شفاء العليل (ص/213)).

 

إذًا: فسؤالكم هذا وطرحكم طرحٌ فاسد؛ لأنه من المستحيلات، حاله كحال السائل الذي يقول: هل للمتسابق الذي يجرى بمفرده أن يحصل على المركز الثاني؟

 

كذلك نقول: من منطلق أن الله على كل شيء قدير، فأي الأمرين أقرب لحكمة الله تعالى: أن يقدِّر هداية كل البشر، أم أن يتجسد في صورة بشر لتأتي قضية الخلاص؟!

 

أي الأمرين أقرب لحكمة الله تعالى: أن يقضي تعالى على أعداء الأنبياء والمرسلين، أم أن يتجسد في صورة بشر لتأتي قضية الخلاص؟!

لذلك فلسان حال النصارى في هذه الأطروحة يذكِّرنا بما يُروى أن الشياطين قالت لإبليس: ما بك تفرح بموت العالِم، ولا تفرح بموت العابد؟

 

قال إبليس: سوف أعطيكم درسًا عمليًّا في ذلك: فجاء بهم إلى عابد، فقال إبليس لهذا العابد: هل يقدر ربُّك أن يخلق مِثلَ نفسه؟ فقال: لا أدري، فقال إبليس لأقرانه: أترونه ماذا يقول، لم تنفعه عبادته مع جهله، ثم أتوا إلى عالِم فسأله إبليس نفس السؤال، فقال العالم: هذه المسألة محال؛ لأنه لو كان مثله لم يكن مخلوقًا، فكونه مخلوقًا وهو مثل نفسه مستحيل، فإذا كان مخلوقًا لم يكن مثله، بل كان عبدًا من عبيده، وخلقًا من خلقه، فقال إبليس: أترون هذا؟ قال إبليس: هذا العالِم يهدم في ساعة ما أبنيهِ في سنوات.

 

انـتـهـى.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • لماذا الاحتفال بميلاد السيد المسيح؟!
  • المسيح الدجال
  • لماذا لم يسبوا المسيح؟!
  • تحريف ألقاب المسيح والكلمات الحاكمة
  • القرآن وإنجيل المسيح
  • ما علاقة الغرب بالمسيح؟
  • أشراط الساعة الكبرى (2) المسيح الدجال

مختارات من الشبكة

  • قصة المسيح من المهد حتى اللحد(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • الله هو الأعظم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مولد المسيح ودعوته(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المسيح ابن مريم عليه السلام (4)(مقالة - موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد)
  • تنبؤات المسيح بآلامه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • عيسى ابن مريم عليه السلام (7) ماذا قالوا عن نهاية المسيح؟(مقالة - موقع د. محمد منير الجنباز)
  • معجزات المسيح ومواجهته للكهنة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير قول الله تعالى: (لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • قداسة المسيح عليه السلام والأناجيل(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 1/12/1446هـ - الساعة: 22:18
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب