• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أحكام شهر ذي القعدة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    من صيام التطوع: صوم يوم العيدين
    د. عبدالرحمن أبو موسى
  •  
    حقوق الوالدين
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة الكوثر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الليلة الثلاثون: النعيم الدائم (3)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حكم إمامة الذي يلحن في الفاتحة
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

الشكر معناه وصلته

الشكر معناه وصلته
د. أورنك زيب الأعظمي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 28/8/2021 ميلادي - 19/1/1443 هجري

الزيارات: 7234

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الشكر معناه وصلته

د. أورنك زيب الأعظمي[1]


المدخل:

الشكر من أعمّ وأشيع كلمات اللغة العربية فنستخدمه كلّ يوم بمناسبة أو أخرى، ونرى كل مقال أو كتابة مليئة به وبأنواع عديدة للتعبير عنه. ولكن على الرغم من كثرة استعماله نجد إخواننا لا يصيبون في استخدامه أو استخدام صلاته فنسمع كثيرًا "أشكرك على هذا" أو ما شابهه من التعبيرات. فنكثر استعمال صلة (على) للشكر لنعمة أو يد قدّمها الرجل المشكور له. وكذا نجد أنّ العلماء والمحققين ربما يجانبهم الصواب في فهم الفرق بين (الشكر) و(الحمد) إذ خصّصوا الأول بالله تعالى بينما الثاني أخلصوه لعباده المنعمين المحسنين. فوددنا أن نتناول هذه الكلمة الشكر ونذكر معناها وصلتها كما نبيّن الفرق بين الكلمتين إذا كان.

 

معنى الشكر:

الشُكر والشُكور من شكرتِ الإبل تشكر إذا أصابت مرعًى فسمنتْ عليه، والمِشكار من الحلوبات ما تغزر على قلة الحظ من المرعى أو ما تصيب حظًّا من بقل أو مرعى فتغزر عليه بعد قلة لبن.[2] قال الشاعر:

نضرب درّاتها، إذا شكِرتْ**** بأقطها، والرخافَ نسلؤها[3]

 

فالشكر عرفان الإحسان ورجع اليد إلى المنعم والمواظبة عليه كما قال الفرزدق:

أخالدُ! لو حافظتم وشكرتم **** عرفتم لعبد القيس عندكم يدا[4]

 

ومن مظاهره القولية الثناء على الفَعال كما قال طفيل الغنوي:

بني جعفرٍ لا تكفروا حسنَ سعينا**** وأثنوا بحُسْنِ القولِ في كلِ محفل[5]

 

وأكبر مظاهره الفعلية العبادة فقال الخليل الفراهيدي:

أبا معاوية اشكر فضل واهبها**** وكلما جئتها فاعمر مصلّاها[6]

 

وعلى هذا فالشكر اعتبر أدنى من التقوى كما قال الحطيئة:

فإنْ يشكروا فالشكر أدنى إلى التقى**** وإنْ يكفروا لا ألفَ يا زيدُ كافرا[7]

 

وكذا مواصلة هذه السلسلة تعتبر شكرًا فقال زهير بن أبي سلمى:

وذي نعمةٍ تمّمتَها وشكرتَها**** وخصمٍ يكاد يغلب الحقَ باطلُه[8]

 

وضده الكفر كما قال عنترة بن شداد العبسي:

نُبِّئتُ عمرًا غيرَ شاكرِ نعمتي**** والكفر مخبثة لنفس المنعم[9]

 

وقال أعشى همدان:

متى أكفُرِ النَّعمانَ لم ألْفَ شاكرًا**** وما خيرُ من لا يقتدي بشَكور[10]

 

وقال ثوب بن النار:

فأثنُوا عليه بالسماحة والندى**** ولا تكفروا إنّ الكرامَ ذوو شُكر[11]

تعدّي الشكر ولزومه:

والشكر يتعدّى بنفسه، ومفعولُه إما اليد الممدودة أو فاعلها (المُنعِم) كما قال عنترة بن شداد العبسي:

إذا لعب الغرامُ بكل حُرّ**** حمِدتُ تجلّدي وشكرتُ صبري[12]

 

وقال عنترة أيضًا:

فلأشكرنّ صنيعَه بين المُلا**** وأطاعنُ الفرسانَ في ميدانه[13]

 

وقال الأعشى الكبير:

ثم ولَّوا عند الحفيظة والصب
ر كما يطحر الجنوبُ الجهاما
ذاك في جَبْلِكم لنا وعليكم
نعمةٌ لو شكرتم الإنعاما[14]

 

وقال الأعشى أيضًا:

لقد سفرتْ بنو عبدان حينًا **** فما شكروا بلائي وامتداحي[15]

 

وقال بشر بن أبي خازم الأسدي:

يكنْ لك في قومي يدٌ يشكرونها**** وأيدي الندى في الصالحين قروض[16]

 

وقال جرير:

سنشكر مَنْ له أثرٌ علينا**** كآثار الوليّ على العِهاد[17]

 

وقال جرير أيضًا:

فإنْ تجزوا بنعمتنا شكرتم**** رياحًا أو فوارسَ ذي الخمار[18]

 

وقال الفرزدق:

لقد كان فينا لو شكرتم بلاءَنا
وأيامَنا اللاتي تُعَدُّ جسامُها
لنا فيكم أيدٍ وأسبابُ نعمة
إذا الفتنة العشواء شُبّ احتدامُها[19]

 

وربما يبرز المنعم والنعمة معًا فيأتي متعديًا باثنين (الفاعل والمفعول) كما قال امرؤ القيس:

سأشكرك الذي دافعتَ عني**** وما يجزيك مني غيرُ شكري[20]

و"الذي" هنا بمعنى "ما". وهذا شائع في كلام العرب وجاء به القرآن أيضًا.

 

وقال كثيّر عزة:

فلا تكفروا مروانَ آلاءَ أهله**** بني عبدِ شمسٍ واشكروه فعالَها[21]

 

وكذا يأتي متعديًا باللام الداخلة إما على المنعم أو على النعمة كما قال الأعشى الكبير:

فذلك من أيامنا وبلاءنا**** ونُعْمَى عليكم إن شكرتم لأنعم[22]

 

وقال تعالى: ﴿ إِنَّ إِبۡرَٰهِيمَ كَانَ أُمَّةقَانِتا لِّلَّهِ حَنِيفا وَلَمۡ يَكُ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ * شَاكِرا لِّأَنۡعُمِهِۚ ٱجۡتَبَىٰهُ وَهَدَىٰهُ إِلَىٰ صِرَٰط مُّسۡتَقِيم ﴾(سورة النحل - 121)

 

وقال عدي بن زيد الإيادي:

فاستعتبوا واشكروا لله نعمتَه
تُلفُوا إلهَكم للظلم غفّارا
يزدكُمُ حدةً ما دام فائتُكم
وفي قوى حبلكم متنًا وإمرارا[23]

 

كما يأتي متعديًا بنفسه وباللام على المنعم كما قال الأخطل:

ألم تشكر لنا كلبٌ بأنا**** جَلَونا عن وجوههم الغبارا[24]

 

وقال العجلان بن خليد:

فإن تشكروني تشكروا لي نعمةً**** وإن تكفروني لا أكلّفكم شكري[25]

 

وقال الفرزدق:

شكرنا لعبد الله حسنَ بلائه**** غداةَ كفانا كلُّ نكس مُواكل[26]

 

وقال جرير:

وما شكرتْ تيمٌ لقومٍ كرامةً**** وما غضِبتْ تيمٌ على من يُهينُها[27]

 

وذكر ابن منظور صلة له أخرى وهي الباء أي شكرت به، ولكني لما أجد شاهدًا عليه.[28]

 

الفرق بين الشكر والحمد:

وأما الفرق بين الشكر والحمد فاختلفوا فيه فيرى ثعلب أنّ: "الشكر لا يكون إلا عن يد، والحمد يكون عن يد وعن غير يد، فهذا الفرق بينهما".[29]

 

ودليل قوله بيت أبي نخيلة:

شكرتُك، إنّ الشكرَ حبلٌ من التقى،**** وما كلُّ مَنْ أوليتَه نعمةً يقضي[30]

 

وقال ابن قتيبة بين شكر الله وحمده فقال: "حمد الله" الثناء عليه بصفاته الحسنى، و"شكره" الثناء عليه بنعمه وإحسانه. وقد يوضع الحمد موضعَ الشكر ولا يوضع الشكر موضع الحمد".[31]

 

وقال الجواليقي: "وحمدٌ مصدرُ حمِدتُ أحمدُ حمدًا ومحَمَدة ومحْمَدة، وهو أعمّ من الشكر، لأنّ الحمد الثناء على الرجل بما فيه من حسن، والشكر الثناء عليه بمعروف أولاه".[32]

 

وللشبلي رأي آخر فقال:

"وتكلّم الناس في الفرق بين الحمد والشكر، أيهما أفضل؟ وفي الحديث: "الحمد رأسُ الشكر فمن لم يحمد الله لم يشكره" والفرق بينهما أنّ الشكر أعمّ من جهة أنواعه وأسبابه وأخصّ من جهة متعلقاته، والحمد أعمّ من جهة المتعلقات وأخصّ من جهة الأسباب. ومعنى هذا أنّ الشكر يكون بالقلب خضوعًا واستكانة وباللسان ثناءً واعترافًا وبالجوارح طاعة ونقيادًا، ومتعلّقه المنعم دون الأوصاف الذاتية، فلا يقال: شكرنا الله على حياته وسمعه وبصره وعلمه، وهو المحمود بها، كما هو محمود على إحسانه وعدله، والشكر يكون على الإحسان والنعم، فكل ما يتعلق به الشكر يتعلق به الحمد من غير عكس، وكل ما يقع به الحمد يقع به الشكر من غير عكس، فإنّ الشكر يقع بالجوارح والحمد باللسان".[33]

 

وأما أنا فلا أفرّق بين الاثنين فقد وجدت كليهما يستخدمان لما في المرء من حسن ولما أولاه من معروف فقال علقمة الفحل:

والحمد لا يشترى إلا له ثمن**** مما تضنّ به النفوس معلوم[34]

 

وقال تأبط شرًا:

لكنما عِوَلِي، إن كنت ذا عول،**** على بصير بكسب الحمد، سبّاق[35]

 

وقال حاتم الطائي:

أنا المفيدُ حاتم بن سعد
أعطي الجزيل وأفي بالعهد
وشيمتي البذل وصدق الوعد
وأشتري الحمدَ بفعل الحمد
أورثني المجدَ بناةُ المجد
أبي وجدّي حشرجٌ ذو الوفد[36]

 

وقال حاتم أيضًا:

عدّتْ سماجي تبذيرًا، ولست أرى**** ما يجلب الحمدَ تبذيرًا ولا سرفا[37]

 

وقال الشاعر الجاهلي يزيد:

إني حمدتُ بني شيبان إذ خمدت**** نيرانُ قومي وفيهم شبت النار[38]

 

وقال حسان بن ثابت الأنصاري:

ولا ننتهي حتى نفكّ كُبولَه**** بأموالنا والخيرُ يحمد صانعه[39]

 

وقال عبيد بن الأبرص:

فبحمدِ حيّهم وحمدِ قبيلهم**** إذ طال يومُهم وعاب العُيَّبُ[40]

 

وقال النابغة الذبياني:

فإذا وُقيتِ، بحمد الله، شرّتَها**** فانجي، فزار، إلى الأطواد، فاللوب[41]

 

وقال الأعشى الكبير:

ولكن على الحمد إنفاقُه
وقد يشتريه بأغلى الثمن
ولا يدع الحمد أو يشتريه
بوشك الفتور ولا بالتَوَن[42]

 

وقالت الخنساء:

نعفّ ونعرف حقَّ القِرى**** ونتّخذ الحمد ذخرًا وكنزا[43]

 

وقال حسان أيضًا:

منّا الذي يحمد معروفُه**** ويفرُجُ اللزبةَ يوم الزحام[44]

 

وقال أيضًا:

وفتًى يحبُّ الحمدَ يجعل مالَه**** من دونِ والده وإنْ لم يُسئَل[45]

 

وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه:

لا تحمدنّ امرءًا حتى تجرّبه**** فربما لم يوافق خُبرُه خَبَرَه[46]

 

وقال أبو خِراش الهذلي:

حمِدتُ إلهي بعد عروةَ إذ نجا **** خراشٌ، وبعضُ الشر أهونُ من بعض[47]

 

وقال آخر:

وإلا فاحمدوا رأيي فإني **** سأنفي عنكم الُتهَمَ القباحا[48]

والأمثلة على ذلك كثيرة لا تعدّ.

 

وحتى أنّ الحمد يقام به على كلّ نعمة أو عقاب كما قال النابغة الذبياني:

علَوتَ معدًا نائلًا ونكاية**** فأنت، لغيث الحمد، أول رائد[49]

 

وقال تعالى: ﴿ وَقَالُواْ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِيٓ أَذۡهَبَ عَنَّا ٱلۡحَزَنَۖ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٞ شَكُورٌ ﴾. (سورة فاطر/ 34)


وقال: ﴿ فَقُطِعَ دَابِرُ ٱلۡقَوۡمِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْۚ وَٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ﴾. (سورة الأنعام/45)


وما أحسن ما أورد القرآن الكريم فجمع بين معني الحمد فقال: "﴿ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ * ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ * مَٰلِكِ يَوۡمِ ٱلدِّينِ ﴾ (سورة الفاتحة) فالحمد يجمع بين الثناء على صفات الله الحسنى والشكر لنعمه التي لا تعدّ ولا تحصى.

 

وسنشرح هذه الكلمة في مقال مستقل إن شاء الله تعالى.

 

وأما الشكر لما بالمرء من حسن فقد مضت شواهد على هذا وننقل فيما يلي شاهدين من قول الأعشى وجرير فقال الأعشى الكبير:

لقد سفرتْ بنو عبدان حينًا**** فما شكروا بلائي وامتداحي[50]

 

وقال جرير:

ما زلتُ مُعتصمًا بحبلٍ منكم
مَنْ حلّ نُجوَتَكم بأسبابٍ نحا
وإذا ذكرتُكم شددتم قوّتي
وإذا نزلتُ بغيثكم كان الحيا
فلأشكرنّ بلاءَ قومٍ ثبّتوا
قَصَبَ الجناح وأنبتوا ريشَ الغنا[51]

 

ونجد أن كليهما يستعمل لله ولعبده فقال عنترة بن شداد العبسي:

إذا لعب الغرامُ بكل حُرّ**** حمِدتُ تجلّدي وشكرتُ صبري[52]

 

قال الأعشى الكبير:

فلم نطلبْ له شكرًا ولكنْ**** نُوَلّي حمدَ ذلك مَنْ يُريد[53]

 

وقال عمرو بن معديكرب الزبيدي:

حمِدتُ إلهي إذ هداني لدين**** فلله أسعى ما حييتُ وأشكر[54]

 

وقال الطرماح:

وعند بني سعدِ ضبّةَ نعمةٌ**** لنا، لم يربّها بشكرٍ ولا حمد[55]

 

وقال الرماح بن ميادة:

تمنّى اليماني أنْ يُفارق رأسَه**** ففارقه في غير حمدٍ ولا شكر[56]

وكذا رأيتم في الأمثلة السالفة أنّ أحدهما يأتي مرادفًا للآخر.

 

وأما الشكر من الله فهو الزيادة في نعمة العبد كما قال تعالى:

﴿ وَإِذۡ تَأَذَّنَ رَبُّكُمۡ لَئِن شَكَرۡتُمۡ لَأَزِيدَنَّكُمۡۖ وَلَئِن كَفَرۡتُمۡ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيد ﴾(سورة إبراهيم - 7)

 

وقال عروة بن أذينة:

وإنْ تولّى امرؤ بشكرِ يدٍ**** فالله يجزي بها ويشكرها[57]

 

وقال عبد الرحمن بن حسان:

من يفعلِ الحسناتِ اللهُ يشكرُها**** والشرُّ بالشرّ عند الله مثلان[58]

 

ولعل المزني أخذ من هذا لنفسه فقال:

وقد كنتُ أجزي الشكر بالشكر مثله**** وأحلم أحيانًا ولو عظم الجرم[59]

 

خلاصة الكلام:

فبدا من هذا السرد لشواهد القرآن وكلام العرب أنّ لا فرق بين الشكر والحمد فيستخدم كلاهما لما بالمرء من حسن أو ما قام به من معروف، وأنهما يرادف أحدهما الآخر. وكذا اتضح أنّ الشكر لا تستخدم له إلا صلة اللام وهي تدخل على الفاعل والمفعول معًا. وهكذا ظهر أنّ صلة (على) التي يعمّ استعمالها للنعم والأيادي لم يستخدمها الشعراء ولا القرآن الكريم.

 

المصادر والمراجع:

1- القرآن الكريم

 

2- تاج العروس من جواهر القاموس للسيد محمد مرتضى الحسيني الزبيدي، تحقيق: عبد الستار أحمد فراج، مطبعة حكومة الكويت، الكويت، 1965م

 

3- تفسير غريب القرآن لابن قتيبة، تحقيق: السيد أحمد صقر، دار الكتب العلمية، بيروت، 1978م

 

4- جمهرة أشعار العرب في الجاهلية والإسلام لأبي زيد محمد بن أبي الخطاب القرشي، تحقيق: محمد علي البجادي، نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، د.ت.

 

5- ديوان أعشى همدان، تحقيق: د. حسن عيسى أيو ياسين، دار العلوم للطباعة والنشر، الرياض، ط1، 1983م

 

6- ديوان الأخطل، شرح: مهدي محمّد ناصر الدين، دار الكتب العلمية، بيروت، ط2، 1994م

 

7- ديوان الأعشى الكبير بشرح محمود إبراهيم محمد الرضواني، وزارة الثقافة والفنون والتراث، إدارة البحوث والدراسات الثقافية، الدوحة، قطر، 2010م

 

8- ديوان الحطيئة، دراسة وتبويب: د. مفيد محمد قميحة، درا الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1993م

 

9- ديوان الخنساء، اعتنى به وشرحه: حمدو طمّاس، دار المعرفة، بيروت، 2004م

 

10- ديوان الرماح ابن ميادة، جمع وتحقيق: د. حنا جميل حداد، مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق، 1982م

 

11- ديوان الطرماح، صنعة: د. عزة حسن، دار الشرق العربي، بيروت، لبنان، ط2، 1994م

 

12- ديوان الفرزدق، شرح الأستاذ علي فاعور، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1987م

 

13- ديوان النابغة الذبياني بشرح وتقديم: عباس عبد الساتر، دار الكتب العلمية، بيروت، 1996م

 

14- ديوان الهذليين، الجمهورية العربية المتحدة، الثقافة والإرشاد القومي، طبعة دار الكتب، بيروت، 1996م

 

15- ديوان امرئ القيس، ضبطه وصحّحه: الأستاذ مصطفى عبد الشافي، دار الكتب العلمية، بيروت، 2004م

 

16- ديوان أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب، جمع وترتيب: عبد العزيز الكرم، ط1، 1988م

 

17- ديوان بِشر بن أبي خازم الأسدي، تقديم وشرح: مجيد طراد، دار الكتاب العربي، بيروت، ط1، 1994م

 

18- ديوان تأبط شرًا وأخباره، جمع وتحقيق وشرح: علي ذو الفقار شاكر، دار الغرب الإسلامي، ط1، 1984م

 

19- ديوان جرير، دار بيروت للطباعة والنشر، بيروت، 1986م

 

20- ديوان حاتم الطائي، شرح: أبي صالح يحيى بن مدرك الطائي، دار الكتاب العربي، بيروت، ط1، 1994م

 

21- ديوان حسان بن ثابت الأنصاري الخزرجي، شرح: ضابط بالحربية، مطبعة السعادة، مصر، د.ت

 

22- ديوان زهير بن أبي سلمى، شرح وتقديم: الأستاذ علي حسن فاعور، دار التب العلمية، بيروت، ط: 1، 1988م

 

23- ديوان طفيل الغنوي، تحقيق: حسّان فلاح أوغلي، دار صادر، بيروت، ط1، 1997م

 

24- ديوان عبيد بن الأبرص، بشرح: أشرف أحمد عدرة، دار الكتاب العربي، بيروت، 1994م

 

25- ديوان عدي بن زيد العبادي، تحقيق وجمع: محمد جبار المعيبد، شركة دار الجمهورية للنشر والطبع، بغداد، 1965م

 

26- ديوان كُثَيِّر عَزّة، جمع وشرح: د. إحسان عبّاس، دار الثقافة، بيروت، لبنان، 1971م

 

27- ديوان معن بن أوس المزني، صنعة: د. نوري حمودي القيسي وحاتم صالح الضامن، دار الجاحظ، بغداد، 1977م

 

28- شرح أدب الكاتب لموهوب الجواليقي، تحقيق ودراسة: الدكتور طيبة حمد بودي، قسم اللغة العربية، كلية الآداب، جامعة الكويت، 1995م

 

29- شرح ديوان الحماسة للعلامة التبريزي، دار القلم، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى

 

30- شرح ديوان الحماسة، كتب حواشيه: غريد الشيخ، وضع فهارسه العامة: أحمد شمس الدين، دار الكتب العلمية، بيروت، 2000م

 

31- شرح ديوان علقمة الفحل للسيد أحمد صقر، المطبعة المحمودية، القاهرة، ط1، 1935م

 

32- شرح ديوان عنترة بن شداد العبسي، للعلامة التبريزي، دار الكتاب العربي، ط1، 1992م

 

33- شعر الخليل بن أحمد الفراهيدي، جمع: حاتم الضامن وضياء الدين الحيدري، مطبعة المعارف، بغداد، 1973م

 

34- شعر عروة بن أذينة، تحقيق: د. يحيى الجبوي، دار القلم، الكويت، ط2، 1981م

 

35- شعر عمرو بن معديكرب الزبيدي، جمع وتنسيق: مطاع الطرابيشي، مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق، ط2، 1985م

 

36- كتاب العين للخليل الفراهيدي، ترتيب وتحقيق: الدكتور عبد الحميد هنداوي، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ط1، 2003م

 

37- موسوعة شعراء العصر الجاهلي لعبد عون الروضان، دار أسامة للنشر والتوزيع، ط1، 2001م، الأردن

 

38- النوادر في اللغة لأبي زيد الأنصاري، تحقيق ودراسة: د. محمد عبد القادر أحمد، دار الشروق، بيروت، ط1، 1981م



[1] مدير تحرير "مجلة الهند" وأستاذ مساعد، قسم اللغة العربية وآدابها، الجامعة الملية الإسلامية، نيو دلهي

[2] لسان العرب: شكر

[3] كتاب العين ولسان العرب: شكر

[4] ديوانه، ص 142

[5] ديوانه، ص 90

[6] شعره، ص 24

[7] ديوانه، ص 114

[8] ديوانه، ص 92

[9] جمهرة أشعار العرب، ص 369

[10] ديوانه، ص 126

[11] موسوعة شعراء العصر الجاهلي، ص 64

[12] ديوان شعره، ص 82

[13] شرح ديوانه، ص 202

[14] ديوانه، 2/515

[15] ديوانه، 2/628

[16] ديوانه، ص 85

[17] ديوانه، ص 92، العهاد: الوسمي، الولي: المطر بعد الوسمي وهو أول مطر يصيب الأرض.

[18] ديوانه، ص 231

[19] ديوانه، ص 562

[20] ديوانه، ص 80

[21] ديوانه، ص 87

[22] ديوانه، 1/324

[23] ديوانه، ص 55

[24] ديوانه، ص 119

[25] ديوان الهذليين، 3/113

[26] ديوانه، ص 454

[27] ديوانه، ص 483

[28] لسان العرب: شكر

[29] لسان العرب وتاج العروس: شكر

[30] لسان العرب وتاج العروس: شكر

[31] تفسير غريب القرآن، ص 20

[32] شرح أدب الكاتب للجواليقي، ص 2

[33] تاج العروس: شكر

[34] ديوانه، ص 66

[35] ديوانه، ص 135

[36] ديوانه، ص 102

[37] ديوانه، ص 119

[38] شرح ديوان الحماسة، 1/108

[39] شرح ديوانه، ص 215

[40] ديوانه، ص 29

[41] ديوانه، ص 37

[42] ديوانه، 1/144

[43] ديوانها، ص 70

[44] شرح ديوانه، ص313

[45] شرح ديوانه، ص 250

[46] ديوانه، ص 46

[47] شرح ديوان الحماسة، 1/513

[48] شرح ديوان الحماسة، 2/907

[49] ديوانه، ص 41

[50] ديوانه، 2/628

[51] ديوانه، ص 11

[52] شرح ديوانه، ص 82

[53] ديوانه، 2/612

[54] شعره، س 190

[55] ديوانه، ص 135

[56] ديوانه، ص 154

[57] شعره، ص 334، يد: معروف

[58] نوادر أبي زيد، ص 207

[59] ديوانه، ص 42





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • سجود الشكر
  • عبودية الشكر
  • الشكر على نعم الله تعالى
  • خطبة عن الشكر والشاكرين
  • سجود السهو والتلاوة والشكر
  • خطبة: المعلم بين الأجر والشكر (خطبة)
  • حقيقة الشكر

مختارات من الشبكة

  • فضل الشكر وجزاء الشاكرين (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المسلم وشكر الله على نعمه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • لحظات الشكر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة المسجد الحرام 17 / 9 / 1434 هـ - الشكر وفضل الشاكرين(مقالة - آفاق الشريعة)
  • رسالة للحسن بن وهب (255هـ) في الشكر ووصية صاحبه(مقالة - حضارة الكلمة)
  • فن الشكر(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • سجود الشكر: آداب وأحكام (خطبة)(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • خطبة فضائل الشكر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • (مالكم لا ترجون لله وقارا) من أعظم التوقير إحسان الشكر(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب