• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    واجب ولي المرأة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (9)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    علامات الساعة (1)
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    تفسير: (يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تحية الإسلام الخالدة
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    الشباب والإصابات الروحية
    د. عبدالله بن يوسف الأحمد
  •  
    من فضائل الصدقة (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / خطب المناسبات
علامة باركود

خطبة عيد الأضحى 1442 هـ (إبراهيم عليه السلام أول من سن التضحية)

خطبة عيد الأضحى 1442 هـ (إبراهيم عليه السلام أول من سن التضحية)
الشيخ فؤاد بن يوسف أبو سعيد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 27/7/2021 ميلادي - 17/12/1442 هجري

الزيارات: 24541

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خطبة عيد الأضحى 1442هجرية

إبراهيم عليه السلام أول من سن التضحية

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، واهتدى بهداه إلى يوم الدين، أما بعد:

فكلُّ إنسان مسلمٍ أو كافرٍ له قدوةٌ يقتدي به، له مَثَلٌ يعمل بما يعمل به، فقدوتنا نحن هم الأنبياء، قال الله: ﴿ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ﴾ [الأنعام: 90]، عليهم الصلاة والسلام، قدوتنا في صلاتنا هذه محمد صلى الله عليه وسلم، وقدوتنا في أضحانا، وفي نحرنا وفي ذبحنا في هذا اليوم، ذبحنا للأضاحي؛ قدوتنا إبراهيم عليه السلام، هذا الرجل هذا الإنسان من أوَّل حياته وهو مجاهد في سبيل التوحيد، في سبيل لا إله إلا الله.

 

ابتُلي فصبر، أول من ابتلي بهم أهلُه، أبوه وقف في وجهه، وحاول جاهدا صدَّه عن دعوته، وأمره بالهجرة من عنده؛ ﴿ قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا ﴾، [مريم: 46]، ثم بقي مصرًّا على الدعوة، نجح في هذه عند الله.

 

قومُه أرادوا أن يلقوه في النار، وهذا ابتلاءٌ آخر فصبر، جردوه من ثيابه وألقوه في النار فقال: حسبنا الله ونعم الوكيل. فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ [حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ، قَالَهَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ حِينَ أُلْقِيَ فِي النَّارِ، وَقَالَهَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حِينَ قَالُوا: ﴿ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا، وَقَالُوا: حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ ﴾، [آل عمران: 173]، [خ] [4563].

 

حسبي الله والله لو قلتها وأنت ستلقي في النار سيكفيك الله، فإن حسبك الله، ونجاه الله من النار، ﴿ قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ ﴾ [الأنبياء: 69]. ﴿ فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ ﴾ [الصافات: 98].

 

ابتُلِي إبراهيم عليه السلام حتى خرج من أرضه، وقال: ﴿ وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ ﴾ [الصافات: 99]، فهاجر من العراق إلى الشام ثم إلى مصر، فابتُلِي بفرعون مصر في ذلك الزمان، وأُخذت منه زوجته سارة، لكن حفظها الله سبحانه وتعالى، وردَّها إلى إبراهيم عليه السلام، ومعها جارية أصلها حرّة، هي أمُّ العرب، وأخدمها لسارة،، وسارة وهبتها لإبراهيم عليه السلام، ورحل من تلك البلاد، وجاء إلى هنا إلى الشام إلى أرض الخليل، وهنا أيضا لم يسلم إبراهيم من الابتلاء لأنه إبراهيم عليه السلام، الله قال عنه: ﴿ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِّلَّهِ حَنِيفًا ﴾ [النحل: 120] وحده، رجل وحده كان أمة، ﴿ وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * شَاكِرًا لِّأَنْعُمِهِ ﴾ [النحل: 120- 121]، يشكر الله دائما على الابتلاء، والصبر على البلاء.

 

إبراهيم عليه السلام وصل إلى سنِّ الثمانين، فجاءه الأمر من الله بالاختتان، فاختتن وختن نفسه بنفسه كما جاء في الرواية، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اخْتَتَنَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِينَ سَنَةً بِالقَدُّومِ»، [خ] [3356]، [6298]، "اخْتَتَنَ بِالقَدُّومِ"، بتشديد الدال؛ آلة النجارة، أو القَدُوم بتخفيف الدال مكان الاختتام، كم عمره؟ كان عمره ثمانين عاما.

 

إبراهيم عليه السلام بعد هذا العمر عندما صار ستا وثمانين عاما رزقه الله إسماعيل بكره ووحيده، أما إسحاق عليه السلام من سارة، فرزقه بعد التسعين عاما.

 

وهذا أمر الله سبحانه وتعالى، يبتلي سبحانه وتعالى ثم يجيز على هذا الابتلاء، يمنح ويمنع، ويعطي ويحرم سبحانه وتعالى.

 

وجاء الابتلاء الآخر، أمر إبراهيم عليه السلام أن يأخذ زوجته هاجر القبطية المصرية، ويتوجه بها إلى جبال فاران، أي جبال مكة، فماذا تفعل هناك؟ مكة الآن تغصُّ بالناس بالألوف والملايين، وفي ذلك الزمان لا أنيس ولا جليس، ولا ماء ولا طعام، ليس هناك إلا هذه المرأة هاجر، وهذا الرجل إبراهيم عليه السلام، وذاك الرضيع إسماعيل عليه السلام، قالت له هاجر: [يَا إِبْرَاهِيمُ! أَيْنَ تَذْهَبُ وَتَتْرُكُنَا بِهَذَا الوَادِي، الَّذِي لَيْسَ فِيهِ إِنْسٌ وَلاَ شَيْءٌ؟] فَقَالَتْ لَهُ ذَلِكَ مِرَارًا، وَجَعَلَ لاَ يَلْتَفِتُ إِلَيْهَا، فَقَالَتْ لَهُ: [آللَّهُ الَّذِي أَمَرَكَ بِهَذَا؟] قَالَ [نَعَمْ!] قَالَتْ: [إِذَنْ لاَ يُضَيِّعُنَا]، [خ] [3364] فتركهما في ذاك الوادي؟ والجبال من حولها، [آلله أمرك بهذا؟ قال: نعم]، قالت قولتها المشهورة، قالت قولة، ولو قلناها نحن الشعب المضيع، لو قلناها متوكلين على الله؛ لجاءنا النصر وجاءنا الفرج، قالت: [إذن لا يضيعنا].

 

الله أراد بهذا الشعب هذا الأمر، لن يضيعنا إذا توكلنا عليه، أي والله، لن يضيعنا.

 

لا يوجد عند هاجر سبب من أسباب الحياة، ما في معها إلا سقاء فيه ماء، قربة ماء، وجراب صغير من التمر، فني هذا وفني هذا، والرضيع يتلوى، والمرأة صدرها لا يبقى فيه لبن عند الجوع والعطش، وبأمر الله عز وجل هي المرأة تأخذ بالأسباب، وتتوكل على الوهاب، وهكذا كل إنسان يأخذ بما يستطيع وبما يقدر، توجهت إلى أقرب جبل وكان الصفا، وتنظر يمنة ويسرة، تريد أحدا معه ماء، أو معه طعام فلم تجد، ثم ذهبت إلى المروة ثم رجعت إلى الصفا سبع مرات، فكانت سنة لهذه الأمة، اليوم أنت تسعى في مكان مهيَّأ مبلَّط مبرَّد، لا يوجد فيه تعب ولا مشقة، المشقة التي كانت تعانيها أمُّنا هاجر؛ في الحر والحصى والحجارة وبُعد المسافة: حوالي نصف كيلو تقريبا أو أقل بقليل، أكثر من أربعمائة متر، تمشي وترجع سبع مرات.

 

وفي الشوط السابع من سعيها وهي على المروة جاء الفرج من رب الأرض والسماوات، هزمة جبريل، كما قال صلى الله عليه وسلم زمزم هزمة جبريل، فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شَرِبَ لَهُ، إِنْ شَرِبْتَهُ تَسْتَشْفِي بِهِ؛ شَفَاكَ اللهُ، وَإِنْ شَرِبْتَهُ لِشِبَعِكَ؛ أَشْبَعَكَ اللهُ بِهِ، وَإِنْ شَرِبْتَهُ لِيَقْطَعَ ظَمَأَكَ؛ قَطَعَهُ اللهُ، وَهِيَ هَزَمَةُ جِبْرِيلَ، وَسُقْيَا اللهِ إِسْمَاعِيلَ"، [قط] [ج2ص289ح238]، [ك] [1739]، انظر صَحِيح التَّرْغِيب: [1164].

 

يعني ضربها بجناحه برِجْله أو برِجْله فخرجت زمزم، فسمعت هذه الخبطة، لم تر جبريل؛ لأن جبريل لا يرى إلا للأنبياء، لكنها سمعت الصوت، ثم رأت الأثر، رأت الماء ينبع، جاء الفرج فجاءت زمزم ماؤها شفاء لمن أراد الشفاء، وقضاء حاجة لمن أراد قضاء حاجاته حسب النية، نسأل الله أن يرزقنا جميعا زيارة لبيته الحرام حتى نشرب من زمزم.

 

فالله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيرا.

 

وهناك الماء نبع، وإذا بها تجمعه خشية أن يذهب، [فَجَعَلَتْ تُحَوِّضُهُ، وَتَقُولُ بِيَدِهَا هَكَذَا، وَجَعَلَتْ تَغْرِفُ مِنَ الـمَاءِ فِي سِقَائِهَا وَهُوَ يَفُورُ بَعْدَ مَا تَغْرِفُ]. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَرْحَمُ اللَّهُ أُمَّ إِسْمَاعِيلَ، لَوْ تَرَكَتْ زَمْزَمَ -أَوْ قَالَ: لَوْ لَمْ تَغْرِفْ مِنَ المَاءِ-؛ لَكَانَتْ زَمْزَمُ عَيْنًا مَعِينًا"، قَالَ: [فَشَرِبَتْ وَأَرْضَعَتْ وَلَدَهَا]، [خ] [3364]. فقالت: زم أيها الماء، ومنه الزمام الذي يمنع الدابة من المشي، فهي تمنع الماء أن يسير، يقول صلى الله عليه وسلم: " لَمْ تَغْرِفْ مِنَ المَـاءِ؛ لَكَانَتْ زَمْزَمُ عَيْنًا مَعِينًا"، عينٌ تنبع مثل بحيرة فكتوريا، التي عند أثيوبيا تنبع منذ ذلك الزمان إلى يومنا هذا، وينساب ماؤها في البحر، مرة في السودان، ومرة في مصر من قديم الزمان.

 

لو أن هاجر لمن تمنعها ولم تأمرها بالزم والمنع؛ والله تعالى أعلم، لصارت عينا معينا تصب في البحر الأحمر، ولكن قدر الله أن منسوبها لا يرتفع ولا ينزل يبقي كما هو، إنها زمزم فهي طعام طعم وشفاء سقم، إن شربت فلم تحتج إلى طعام، ولا إلى شراب غير زمزم، وبدأت الطيور تحوم.

 

وبدأت دعوة إبراهيم تتحقق: ﴿ رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ ﴾ [إبراهيم: 37]، ما في ذرية لإبراهيم هناك إلاّ إسماعيل عليهما السلام، ﴿ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ ﴾ [إبراهيم: 37]، فجاءت الأفئدة؛ قبيلة جرهم العرب العاربة، فلما رأوها خافوا أن تكون شيطانة! فمن يكون في هذا المكان بين الجبال وفي هذا الوادي، وعندها ماء؟!

 

فبكل أدب يتقدم هؤلاء الناس العرب الذين عندهم سبي النساء وعندهم استضعاف الضعيف إلى ما شاء الله من المخالفات، لكن هذه المرأة الله ألقى في قلوبهم المهابة منها، [فَقَالُوا: أَتَأْذَنِينَ أَنْ نَنْزِلَ عِنْدَكِ؟ قَالَتْ: نَعَمْ! وَلاَ حَقَّ لَكُمْ فِي الـمَاءِ، قَالُوا: نَعَمْ!] [خ] [2368].

 

فالماء من حقي أنا وابني، يعني تشربون بدون حق لكم، تسقون دوابكم بدون حق لكم، كإنسان يحتفر بئرا له ثم يسقي الناس، فليس البئر حقًّا للناس، ولكنه حقا له هو، ولا يمنع الناس من تناول الماء.

 

وبدأت الأفئدة حول بيت الله الحرام، الذي لم يبن بعد. وجاء الابتلاء الآخر، بعد أن كبر إسماعيل عليه السلام وبلغ معه السعي، بلغ سن المراهقة، أو قاربها وهو وحيده، وهو بكره أُمِرَ بذبحه، ولم يأت لإسماعيل مباشرة، ويريد تنفيذ هذا الأمر، وإنما قال: ﴿ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ﴾ [الصافات: 102[، كأنه يستشيره؟ لا! لكن يعرض عليه الأمر حتى يكون مستعدًّا له، فأسلم إبراهيم لذبح ابنه، واستسلم إسماعيل ليذبح، لكن الله سبحانه وتعالى غني عنا أجمعين، وغني عن ذبح إسماعيل، وغني عن أضاحينا التي نذبحها، وغني عن أموالنا التي نتصدق بها، ﴿ لَن يَنَالَ ٱللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ ٱلتَّقْوَىٰ مِنكُمْ ﴾، [الحج: 37] لا يأكل ولا يشرب سبحانه، هو ربٌّ وإلهٌ، خالقُ كلِّ، شيء فلا يحتاج إلى شيء، ونحن الذين نحتاج إلى التقوى، وجاء الأمر من الله ﴿ وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ﴾ [الصافات: 106، 107]. كبش يرعى في الجنة ذبح فداء لإسماعيل عليه السلام، وهذا هو الابتلاء الذي ابتُلِي به؛ وهو أن يذبح ابنه، وصمم على ذلك لولا أن الله قال له: ﴿ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا ﴾ [الصافات: 105]، انتهى الأمر، وهذا الذي يريده الله منك.

 

كبُر إسماعيل، وأمره الله سبحانه وتعالى مع إسماعيل ببناء البيت الحرام.

 

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيرا.

 

هذا الأمر الذي نتوارده كلَّ عام وتكون الذبائح، وتنتشر الصدقات، ويفرح الفقراء والمساكين، يفرحون بأن جاءته حصته؛ كيلو أو نصف كيلو، وأنت سبب فيها، وأنت مقتدٍ فيها لرسول الله صلى اله عليه وسلم، وناوٍ ذبحَ شاة، أو الاشتراك في سبع بقرة أو سبع بعير، أو نحو ذلك تبتغي بها وجه الله، وتبتغي بها اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعندما تذبح تتذكر هذه الخطبة، وتتذكر فعل إبراهيم عليه السلام.

 

الله أكبر، الله أكبر.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

 

الخطبة الآخرة

الحمد لله؛ الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا، ولا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون.

 

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيرا.

 

في هذه الأيام؛ العيد وثلاثة أيام بعده؛ أيام التشريق هي أيام الذبح، يجوز أن تذبح اليوم وهو أفضل لكن بعد الصلاة.

 

إخواني من ذبح قبل الصلاة فليعد مكانها أخرى إن كان يستطيع، من ذبح قبل الصلاة فهي شاة لحم لا أجر فيها، ولا فيها اقتداء بإسماعيل ولا بإبراهيم عليهم السلام، وإنما تكون بعد صلاة العيد، ويجوز غدا، ويجوز أن تذبح يوم الجمعة القادم، لكن ينتهي وقت الذبح بغروب الشمس يوم الجمعة اليوم الرابع من أيام العيد.

 

وهذه الأيام حرامٌ صيامها، لا يجوز على الإنسان هنا أن يصومها، يجوز للحاج الذي فقد هديه، يجوز له أن يصوم ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجع إلى بلده، لكننا نحن هنا المشروع صيامُ عرفة، أو تلك الأيام التسعة أو الثمانية يصوم ما شاء فيها، لكن هذا اليوم يوم العيد؛ يوم أكل وشرب، وذكر لله سبحانه وتعالى.

 

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيرا.

 

وفي هذه الأيام تكون صلة الأرحام مهمة جدًّا، يا من لا تصل رحمك طوال العام، فَصِلْها في هذه الأيام، حتى تأخذ الأجر والثواب، ويرفع عنك المعاتبة أمام الله يوم القيامة، حتى لا تكون من قاطعي الأرحام.

 

في هذه الأيام كثير من الناس من يشكو هموما كثيرة، والهموم لا تنتهي، فلنا إخوان وأخوات في المسجد الأقصى في حالة يرثى لها، من أعداء الله من المستوطنين، ومن يساعدهم ويعاونهم، فنسأل الله أن يفرج كروبهم، نسأل الله عز وجل أن يفرج كربهم، نسأل الله عز وجل أن يفرج كرب إخواننا في الأقصى، وإخواننا المظلومين في كل مكان.

 

أيضا لنا إخوان وأخوات قد ابتلوا بالأمراض؛ منهم من هم في المستشفيات أو في البيوت، لا يستطيعون قضاء حاجاتهم، تكتنفهم الآلام والأوجاع، فنسأل الله عز وجل لهم الصحة والعافية.

 

ولنا إخوان وأخوات قد أصيبوا بما هو معروف المسِّ والسحر، والحسد والأمراض النفسية وهم كثر، نسأل الله السلامة، فندعو الله في هذا اليوم المبارك أن يرفع عنهم هذا البلاء، وأن يهبهم العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة.

 

ونحن نعلم أن كثيرا منا قد غرق في الديون ومدّ اليد إلى الناس، وربما سجن ظلما وعدوانا لهذا الأمر، فنسأل الله عز وجل أن ينفس الكروب، وأن يقضي عن المدينين ديونهم، اللهم آمين.

 

ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يغفر لنا ذنوبنا، وإسرافنا في أمرنا، وأن يثبت أقدامنا، وأن ينصرنا على القوم الكافرين.

 

اللهم وحد صفوفنا، اللهم ألف بين قلوبنا، اللهم أزل الغل والحقد والحسد والبغضاء من صدورنا، وانصرنا على عدوك وعدونا، برحمتك يا أرحم الراحمين.

 

وسنة الصحابة أن نقول لكم: تقبل الله منا ومنكم.

 

ولا داعي للمصافحة؛ وبقيت الاحترازات نأخذها كي يرفع الله عنا، ونسأله ذلك، أن يرفع عنا الغلا والوبا والربا والزنا.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • خطبة عيد الأضحى 1429هـ
  • خطبة عيد الأضحى المبارك 1430 هـ
  • خطبة عيد الأضحى لعام 1431هـ (1)
  • خطبة عيد الأضحى المبارك لعام 1432هـ
  • خطبة عيد الأضحى 1435 هـ
  • خطبة عيد الأضحى 1436هـ (عيد النحر)
  • خطبة عيد الأضحى لعام 1438 هـ

مختارات من الشبكة

  • خطبة عيد الأضحى المبارك ذو الحجة 1444هـ (الابتلاء في حياة إبراهيم عليه السلام)(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطبة عيد الأضحى: الثقة بالله في حياة خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام(مقالة - ملفات خاصة)
  • إبراهيم عليه السلام ووالده آزر: دروس وعبر (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إبراهيم عليه السلام.. الجوانب الشخصية (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الخليل عليه السلام (8): {وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن} (خطبة)(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
  • سلسلة أولو العزم: إبراهيم عليه السلام (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • يقين إبراهيم عليه السلام (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • السلام في ليلة السلام (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطبة المسجد النبوي 16/11/1432 هـ - قصة إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام بها(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من أفشى السلام وأطاب الكلام ، دخل الجنة بسلام ( خطبة )(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب