• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المحافظة على صحة السمع في السنة النبوية (PDF)
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    اختيارات ابن أبي العز الحنفي وترجيحاته الفقهية في ...
    عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد التويجري
  •  
    القيم الأخلاقية في الإسلام: أسس بناء مجتمعات ...
    محمد أبو عطية
  •  
    فوائد من حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث ...
    محفوظ أحمد السلهتي
  •  
    لم تعد البلاغة زينة لفظية "التلبية وبلاغة التواصل ...
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    البشارة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    حديث: لا نذر لابن آدم فيما لا يملك
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    خطبة: شهر ذي القعدة من الأشهر الحرم
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    تفسير سورة الكافرون
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (4)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    من مائدة الفقه: السواك
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    أهمية عمل القلب
    إبراهيم الدميجي
  •  
    أسوة حسنة (خطبة)
    أحمد بن علوان السهيمي
  •  
    إذا استنار العقل بالعلم أنار الدنيا والآخرة
    السيد مراد سلامة
  •  
    خطبة: أم سليم صبر وإيمان يذهلان القلوب (2)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    تحريم أكل ما ذبح أو أهل به لغير الله تعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / العبادات / الصيام ورمضان وما يتعلق بهما
علامة باركود

رمضان آخره أفضل من أوله فاجتهد ولا تكسل (خطبة)

د. محمد جمعة الحلبوسي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 9/5/2021 ميلادي - 27/9/1442 هجري

الزيارات: 27381

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

رمضان آخره أفضل من أوله فاجتهد ولا تكسل

 

الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، أحمده سبحانه وأثني عليه الخير كله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبع سنته بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

أيها المسلم الكريم:

إن من رحمة الله تعالى ولطفه بالأمة المحمدية أن اختار لها أزمنة محدودة، ومواسم معدودة يتسابقون فيها للطاعات، ويشمرون فيها عن ساعد الجد بالعمل الصالح، فالكيس منا من هيّأ نفسه لهذه المواسم، فيغتنمها ولا يغفل عن العمل الصالح فيها حتى ينال رضا الله عز وجل ويكون من الفائزين.

 

وإن من رحمته تعالى أن جعل مواسم العبادات، والأوقات الفاضلة آخرها أفضل من أولها، فيوم الجمعة آخره أفضل من أوله؛ لأن فيه ساعة استجابة، فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عته -، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: (( يَوْمُ الْجُمُعَةِ اثْنَتَا عَشْرَةَ سَاعَةً لَا يُوجَدُ فِيهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ شَيْئًا إِلَّا آتَاهُ إِيَّاهُ فَالْتَمِسُوهَا آخِرَ سَاعَةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ ))[1]، والصلاة في الثلث الأخير من الليل أفضل من أوله، فعَنْ جَابِرٍ - رضي الله عته -، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (( مَنْ خَافَ أَنْ لَا يَقُومَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ أَوَّلَهُ، وَمَنْ طَمِعَ أَنْ يَقُومَ آخِرَهُ فَلْيُوتِرْ آخِرَ اللَّيْلِ، فَإِنَّ صَلَاةَ آخِرِ اللَّيْلِ مَشْهُودَةٌ، وَذَلِكَ أَفْضَلُ)) ومعنى(مشهودة) أي: محضورة تحضرها ملائكة الرحمة [2]، وفي يوم عرفة آخره أفضل من أوله، وأفضل لحظاته على الإطلاق هي عشيّة ذلك اليوم المبارك، إذ يتنزّل الله تعالى إلى السماء الدنيا، ويباهي بهم ملائكته، قال صلى الله عليه وسلم: (( مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمِ الْمَلَائِكَةَ، فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟ ))[3]، وفي شهر رمضان إذا كان العلماء قد اتفقوا على أنه هو خير الشهور وأفضلها، فإنهم قد اتفقوا كذلك على أن العشر الأواخر منه هي أفضل ما في شهر رمضان.

 

وها نحن اليوم على أبواب العشر الأواخر من شهر رمضان، هذه العشر التي هي من أفضل أيام رمضان ولياليه، ألا يكفي هذه العشر شرفًا ومكانةً أن الليالي فيها أفضل الليالي في العام على الدوام، ألا يكفي هذه العشر فضلًا ومنزلة أن فيها ليلة القدر التي هي خير من الف شهر،هذه الليلة التي قال عنها نبينا صلى الله عليه وسلم: (( إِنَّ هَذَا الشَّهْرَ قَدْ حَضَرَكُمْ، وَفِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَهَا فَقَدْ حُرِمَ الْخَيْرَ كُلَّهُ، وَلَا يُحْرَمُ خَيْرَهَا إِلَّا مَحْرُومٌ ))[4]، وهي الليلة التي أنزل فيها القرآن الكريم؛ ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴾ [القدر: 1 - 5]، هذه الليلة التي قال عنها نبينا صلى الله عليه وسلم: (( مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)) [5]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ...))[6].

 

ألا يكفي هذه العشر شرفًا وقدرًا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجتهد فيها اجتهادًا ما لا يجتهد في غيرها ذكرًا، واعتكافًا، وقيامًا، وقراءةً للقرآن، وغيرها من الطاعات والقربات، وما ذاك الإ علامة وإشارة واضحة على عِظَمِ مكانتها، وعلو قدرها.

 

هذه السيدة عَائِشَةَ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا)، تقول: (( كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ وَأَحْيَا لَيْلَهُ وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ ))[7]، وتقـول أيضًا (رضي الله عنها): (( كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَجْتَهِدُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ، مَا لَا يَجْتَهِدُ فِي غَيْرِهِ ))[8]

 

وتأملوا معي أيها الناس في كلام السيدة عائشة (رضي الله عنها) وهي تصف لنا عبادة النبي صلى الله عليه وسلم في العشر الأواخر من رمضان فتقول: (( كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَجْتَهِدُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ، مَا لَا يَجْتَهِدُ فِي غَيْرِهِ )).

 

ونحن كلنا نعلم كيف كانت عبادة نبينا صلى الله عليه وسلم واجتهاده في غير رمضان، فقد كان صلى الله عليه وسلم يقوم حتى تتفطر قدماه[9]، وكان لا يدع قيام الليل في سفر ولا حضر، وكان يذكر الله تعالى في كل أحواله، وكان يقول: (( وَاللَّهِ إِنِّي لأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً ))[10]، وكان الصحابة رضي الله عنهم يعدّون له في المجلس الواحد قبل أن يقوم مِائَةَ مَرَّةٍ: (( رَبِّ اغْفِرْ لِي، وَتُبْ عَلَيَّ، إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ))[11]، وكان من أعظم عباد الله عبادة لله تعالى.

 

ومع هذا كله كيف تتصور انه صلى الله عليه وسلم كان يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره، فأي اجتهاد فوق هذا الاجتهاد؟ وأي عبادة تزيد على هذه العبادة!

 

فالنبي صلى الله عليه وسلم أراد من خلال اجتهاده في العشر الأواخر أن يلفت أنظار الأمة إلى أهمية العبادة في هذه العشر، وأنها فرصة لتعويض ما فات من أيام رمضان، فهي موسم المتسابقين، وسوق العابدين، وفرصة المجتهدين.

 

إن النبي صلى الله عليه وسلم من خلال اجتهاده في هذه العشر أراد أن يقول لنا:

يا من تبحثون عن مغفرة الله في رمضان، هذه هي أيام المغفرة.. ويامن تبحثون عن رحمة الله، هذه هي أيام الرحمة.. ويامن تريدون ان يعتق الله رقابكم من النار هذه هي أيام العتق من النار.. ويامن تريدون العفو من الله، هذه هي أيام العفو.. يامن تريدون مضاعفة الأجور والحسنات، هذه هي أيام مضاعفة الأجور.. فأين المشمرون والمشمرات؟

 

إن ليالي العشر ليست للجلوس في مجالس القيل والقال.. وليست للسهر طوال الليل على مواقع التواصل الاجتماعي، ولا للجلوس أمام الفضائيات لمشاهدة المسلسلات الرمضانية والمقالب المضحكة، ولا للذهاب الى الأسواق والكماليات، وانما ليالي العشر هي للاجتهاد في الأعمال الصالحات.

 

هذه امرأة أبي محمد حبيب الفارسي (رحمها الله) كانت توقظ زوجها بالليل وتقول له: ( قد ذهب الليل وبين أيدينا طريق بعيد، وزادنا قليل، وقوافل الصالحين قد سارت قدامنا، ونحن قد بقينا)[12]، وهذا سيدنا عمر بن الخطاب(رضي الله عنه) كان يصلي من الليل ما شاء الله أن يصلي، حتى إذا كان نصف الليل أيقظ أهله للصلاة، يقول لهم: الصلاة الصلاة، ويتلو هذه الآية: ﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ﴾ [13].

 

فهل سنغتنم هذه العشر الأواخر من رمضان كما كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يغتنمونها في طاعة الله تعالى؟ وهل سيهيأ الواحد منا نفسه للقيام في هذه الليالي العشر المباركات؟ وهل سيحاول أن يترك كل ما يشغله عن العبادة في هذه الليالي العشر؟

 

أيها المسلم:

رمضان أتى علينا ضيفًا مباركًا كريمًا، فإن لم نحسن الاستقبال فلنحسن الوداع، من لم يفوز بهذه الليالي الأواخر من رمضان ففي أي وقت يفوز؟ ومن لم يتزود من الطاعات في هذه الليالي فمتى سيتزود؟

 

والله إنها فرصة، والسعيد من اغتنمها، وحظ بليلة هي خير من الف شهر، والمحروم من حرم خيرها وبركتها ومغفرتها... أسال الله العظيم أن يجعلنا وإياكم من المجتهدون لهذه العشر ومن الذين يفوزون بليلة القدر المباركة أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين.

 

الخطبة الثانية:

الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وبعد:

ربما سائل يسأل: كيف اجتهد في العشر الأواخر من رمضان؟ ما هي الخطوات العملية لاغتنام هذه الليالي المباركات والفوز بليلة القدر؟

والجواب على هذا السؤال:

أولًا: على المسلم ان يعلم ان ليلة القدر هي واحدة من هذه الليالي العشر، فمن عَبَدَ الله في ليلـة القـدر بصـلاة، وصدقة، وتلاوة للقرآن، واستغـفار، وتسبيـح، فهي أفضَـلُ عنـد اللهِ من عبـادة (83) سنة و(4) أشهر، فهل هناك عاقل يضيع هذه الليلة بالغفلة، والتفريط، والتقصير.

 

ثانيًا: احرص في هذه الليالي على أن تقلل من الجلوس على الفضائيات، ومواقع التواصل الاجتماعي التي سرقت أغلب أوقاتنا، وحاول التقليل من الاختلاط مع الناس؛ لأن هذه الليالي ليست ليالي المسلسلات ولا التصفح في مواقع التواصل، ولا ليالي القال والقيل، بل هي ليالي القرآن، والدعاء، والصلاة، والاستغفار، والاجتهاد في العمل الصالح.

 

ثالثًا: احرص فيها على:

1- المحافظة على الصلوات المكتوبات بجماعة: خصوصًا المغرب والعشاء والفجر، وهذا هو الحد الأدنى، وأقل القليل الذي به تكون قد أصبت من ليلة القدر، فقد وري عنه صلى الله عليه وسلم أنه: (( مَنْ صَلَّى الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ حَتَّى يَنْقَضِيَ شَهْرُ رَمَضَانَ فَقَدْ أَصَابَ مِنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ بِحَظٍّ وَافِرٍ ))[14]، وقال امام التابعين سعيد بن الْمُسَيَّبِ (رحمه الله): ( مَنْ صَلَّى الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ لَيْلَةَ الْقَدْرِ فَقَدْ أَخَذَ بِنَصِيبَهُ مِنْهَا).[15] فأقل شيء يفعله الإنسان في تلك الليالي: هو أن يحافظ على الأوقات في جماعة خاصة العشاء الأخيرة والفجر.

 

2- قراءة ختمة كاملة من القرآن الكريم في هذه الليالي، وذلك بتخصيص ساعة واحدة يوميا لقراءة القرآن، فلقد كان سلفنا الصالح من يختم القران في ست ليالي، فاذا دخل رمضان ختمه في ثلاث ليالٍ، واذا دخلت العشر الأواخر ختمه في كل ليلة.

 

3- المحافظة على صلاة التراويح، وتخصيص نصف ساعة في الثلث الأخير لتصلي فيها مع أهل بيتك صلاة القيام والوتر.

 

4- الإكثار من الاستغفار والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم على الأقل 100 مرة.

 

5- المحافظة على هذا الدعاء: ( اللهمَّ إنَّك عَفُوٌّ تُحبُّ العفوَ، فاعْفُ عني)؛ لأن السيدة عائشة (رضى الله عنها) عندما سألت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسولَ اللهِ، أرأيتَ إنْ عَلِمْتُ أيُّ ليلةٍ ليلةُ القَدرِ، ما أقولُ فيها؟ قال: قُولي: اللَّهُمَّ، إنِكَّ عَفُوٌّ تُحِبُّ العَفوَ فاعْفُ عَنِّي)) [16]

 

6- الاعتكاف فهو سنة النبي صلى الله عليه وسلم في العشر الأواخر: وبعض الناس يظن أن الاعتكاف في العشر الأواخر لا يصح الا بالبقاء داخل المسجد طيلة أيام العشر الأواخر، طبعا هذا هو الأفضل، لكن لانشغال الناس في وظائفهم واعمالهم، فالفقهاء جوزوا الاعتكاف ولو لحظة[17]، فنحن حتى نحظى بإحياء سنة الاعتكاف في أيام العشر، على كل واحد أن ينوي كلما دخل المسجد أن يقول: نويت الاعتكاف مدة اقامتي في هذا المسجد، لينال أجر الاعتكاف.

 

فاجتهد أخي المسلم في هذه الليالي المباركات بالصلاة، والدعاء، والاستغفار، والأعمال الصالحة، فإنها فرصة العمر، بل هي فرصتك الذهبية لتنال بها مغفرة الله تعالى، قال صلى الله عليه وسلم: (( مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ...)) [18].

 

اللهم اجعلنا ممن وفق لقيام ليلة القدر، اللهم واجعلنا ممن نال فيها أعظم الأجر، ومحوت عنه أكثر الوزر، بكرمك يا رب العالمين! اللهم واجعلنا ممن كتبته فيها من السعداء، ممن يدخلون جنات النعيم، برحمتك يا ارحم الراحمين، اللّهمّ إنّك عفوٌّ كريمٌ تحب العفو فاعفُ عنّا يا اللّه.



[1] سنن النسائي، كتاب الجمعة- وَقْتُ الْجُمُعَةِ: (3/ 99)، برقم (1389)، وسنن أبي داود، أبواب الجمعة- باب الإجابة، أية ساعة هي في يوم الجمعة: (2/ 281)، برقم (1048) قال شعيب الأرنؤوط: إسناده قوي.

[2] صحيح مسلم، كِتَابُ صَلَاةِ الْمُسَافِرِينَ وَقَصْرِهَا- بَابُ مَنْ خَافَ أَنْ لَا يَقُومَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ أَوَّلَهُ: (1/ 520)، برقم (755).

[3] صحيح مسلم، كتاب الحج - بَابٌ فِي فَضْلِ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، وَيَوْمِ عَرَفَةَ:(2/ 982)، برقم (1348).

[4] سنن ابن ماجه، كتاب أبواب الصيام- بَابُ مَا جَاءَ فِي فَضْلِ شَهْرِ رَمَضَانَ:(2/ 560) بإسناد حسن.

[5] صحيح البخاري، كتاب الصوم - باب مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا وَنِيَّةً: (3/ 33)، برقم (1901)، وصحيح مسلم، كِتَابُ صَلَاةِ الْمُسَافِرِينَ وَقَصْرِهَا - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي قِيَامِ رَمَضَانَ، وَهُوَ التَّرَاوِيحُ: (1/ 523)، برقم (760).

[6] صحيح البخاري، فضل ليلة القدر- باب تحرى ليلة القدر فى الوتر من العشر الأواخر: (3/ 61)، برقم (2021).

[7] صحيح البخاري، فضل ليلة القدر- باب العمل في العشر الأواخر من رمضان: (3/ 61)، برقم (2024).

[8] صحيح مسلم، كتاب الاعتكاف - بَابُ الِاجْتِهَادِ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ: (2/ 832)، برقم (1175).

[9] عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذَا صَلَّى قَامَ حَتَّى تَفَطَّرَ رِجْلَاهُ، قَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَتَصْنَعُ هَذَا، وَقَدْ غُفِرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ، فَقَالَ: (( يَا عَائِشَةُ أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا)). صحيح مسلم، كتاب صِفَةِ الْقِيَامَةِ وَالْجَنَّةِ وَالنَّارِ - بَابُ إِكْثَارِ الْأَعْمَالِ وَالِاجْتِهَادِ فِي الْعِبَادَةِ: (4/ 2172)، برقم (2820).

[10] صحيح البخاري، كتاب الدعوات- باب اسْتِغْفَارِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ: (8/ 83)، برقم (6307).

[11] سنن أبي داود، أبواب الوتر- بَابٌ فِي الِاسْتِغْفَارِ: (2/ 85)، برقم (1516)، وسنن الترمذي، أبواب الدعوات- بَاب مَا يَقُولُ إِذَا قَامَ مِنْ مَجْلِسِهِ: (5/ 372)، برقم (3434)، وقال الترمذي: حسن صحيح غريب.

[12] لطائف المعارف لابن رجب: (ص: 186).

[13] لطائف المعارف لابن رجب: (ص: 186)، والآية (132) من سورة طه.

[14] شعب الإيمان، كتاب الصيام- التماس ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من شهر رمضان: (5/ 284)، برقم (3433).

[15] مُصنف ابن أبي شيبة، كتاب الصلاة - في ليلة الْقَدْرِ، أَيُّ لَيْلَةٍ هِيَ؟: (2/ 515)، برقم (8786).

[16] سنن الترمذي، كتاب أَبْوَابُ الدَّعَوَاتِ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم - باب: (5/416)، برقم (3513)، قال الترمذي: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.

[17] قال الإمام النووي رحمه الله من الشافعية: "الصحيح المنصوص الذي قطع به الجمهور أنه يشترط لبثٌ في المسجد، وأنه يجوز الكثير منه والقليل، حتى ساعة أو لحظة".المجموع شرح المهذب (6/ 489).

[18] صحيح البخاري، كتاب فضل ليلة القدر- باب فَضْلِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ: (3/59)، برقم (2014)، وصحيح مسلم، كِتَابُ صَلَاةِ الْمُسَافِرِينَ وَقَصْرِهَا- بَابُ التَّرْغِيبِ فِي قِيَامِ رَمَضَانَ، وَهُوَ التَّرَاوِيحُ:(1/523)، برقم (760).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • فضل العشر الأواخر من رمضان والحث على إحيائها في العبادة
  • فضل العشر الأواخِر من رمضان
  • العشر الأواخر من رمضان وليل الصالحين
  • اجتهد ولا تتوقف عن العمل
  • ويستحب القضاء متتابعا ولا يجوز إلى رمضان آخر من غير عذر

مختارات من الشبكة

  • البرهان في نقد حديث رمضان أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار (PDF)(كتاب - ملفات خاصة)
  • أول العمل آخر الفكرة، وأول الفكرة آخر العمل(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • علمني رمضان(مقالة - ملفات خاصة)
  • برنامج يومي للعشر الأواخر من شهر رمضان وجدول للعبادات في العشر الأواخر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • "رمضان ليس من أجل رمضان، رمضان من أجل بقية السنة"(مقالة - ملفات خاصة)
  • حالنا بعد رمضان (أول خطبة بعد رمضان)(مقالة - ملفات خاصة)
  • بسم الله أوله وآخره(مقالة - آفاق الشريعة)
  • دليل الطالب لمرعي الكرمي، ناقص الآخر، آخره باب ميراث المطلقة(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • صلاة قيام رمضان أول الليل وآخره، هل هو من التعقيب؟(مقالة - موقع الشيخ أحمد بن عبدالرحمن الزومان)
  • لماذا اجتهادنا في العشر الأول من ذي الحجة أقل منه في العشر الأواخر من رمضان؟(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 18/11/1446هـ - الساعة: 8:24
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب