اللؤلؤ والمرجان من الأحاديث النبوية في رمضان: الحديث الأول: "باب إيجاب النية الصادقة في كل عمل"

بَابُ إِيجَابِ النِّيَّةِ الصَّادِقَةِ فِي كُلِّ عَمَلٍ

يقول ذو القصور المبين والتقصير، حاتم بن محمد بن عبدالعزيز بن علي شلبي الدمياطي، أخبرنا الشيخ الإمام المعمر الزاهد محمد أسيد أسد الرحماني الهندي-،والشيخ المعمر محمد الأنصاري بن عبد العلي الأعظمي الهندي قراءة عليهما ونحن نسمع متفرقين، أخبرنا شيخنا العلامة محمد أبي القاسم سيف محمد سعيد البنارسي، أخبرنا العلامة المحدث محمد نذير حسين العظيم آبادي الدهلوي، أخبرنا الشاه محمد إسحاق الدهلوي، أخبرنا الشاه عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي، أخبرنا أبي الشاه أحمد ولي الله الدهلوي سماعا، أخبرنا أبو طاهر الكوراني الكردي، أخبرنا الحسن العجيمي، أخبرنا محمد بن العلاء البابلي، أخبرنا سالم بن محمد السنهوري، أخبرنا النجم محمد الغيطي، أخبرنا زكريا بن محمد الأنصاري أخبرنا الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، وهو بسماعه على الحافظ أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد التنوخي البعلي الأصل، ثم الدمشقي، بسماعه على أبي العباس أحمد بن أبي طالب بن نعمة بن الشحنة الحجار، قال: أخبرنا السراج أبو عبد الله بن الحسين بن المبارك الزبيدي الحنبلي، سماعا، قال: أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب السجزي، سماعا عليه، قال: أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر بن معاذ الداودي قراءة عليه، وهو يسمع ببوشنج، في شهور سنة (465)، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمويه السرخسي، قراءة عليه ونحن نسمع سنة (381)، ببوشنج أيضا، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يوسف بن مطر بن صالح بن بشر بن إبراهيم البخاري الفربري، بفربر سنة (316)، أخبرنا الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة الجعفي البخاري رحمه الله مرتين، سنة (248)، وسنة (252) قال: حدثنا الحميدي عبد الله بن الزبير قال حدثنا سفيان قال حدثنا يحيى بن سعيد الأنصاري قال أخبرني محمد بن إبراهيم التيمي أنه سمع علقمة بن وقاص الليثي يقول سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه على المنبر قال سمعت رسول الله ه يَقُولُ: «إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ »[1].

هذا الحديثُ أحدُ الأحاديثِ التي يدُورُ الدِّين عليها [2]، قَالَ الإِمَام الشَّافعيِّ- أنَّهُ قال: هذا الحديثُ ثلثُ العلمِ، ويدخُلُ في سبعينَ بابًا مِن َالفقه.[3]^.

و قَالَ الإمام أحمدَ-: أصولُ الإسلام على ثلاثة أحاديث: حديث عمرَ رضي الله عنه: (الأعمالُ بالنيات) وحديثُ عائشة رضي الله عنها: ( مَنْ أحدثَ في أمرِنا هذا ما ليس منهُ، فهو ردٌّ)[4] وحديثُ النُّعمانِ بنِ بشيرٍ رضي الله عنه: )الحلالُ بيِّنٌ، والحَرامُ بَيِّنٌ([5].

وقال الحاكمُ -: حدَّثُونا عَنْ عبدِ الله بنِ أحمدَ، عن أبيه: أنّه ذكرَ قوله عليه الصَّلاةُ والسَّلام: (الأعمال بالنيات)، وقوله:(إنّ خَلْقَ أحَدِكُم يُجْمَعُ في بطنِأُمِّهِ أربَعينَ يومًا)[6]، وقوله: (مَنْ أَحْدَث في أمرنا هذا ما ليس منهفهو رَدٌّ) فقال: ينبغي أنْ يُبدأ بهذه الأحاديثِ في كُلِّ تصنيفٍ، فإنّها أصولُ الحديث.

وعن إسحاقَ بن راهَوَيْهِ-: قال أربعةُ أحاديث هي مِنْ أُصولِ الدِّين: حديث عُمَر: ( إنّما الأعمالُ بالنِّيَّات)، وحديث: (الحلالُ بيِّنٌ والحرامُ بَيِّنٌ)، وحديث: (إنَّ خَلْقَ أَحدِكُم يُجْمَعُ في بطنِ أمّه).

قُلْت: فِى الْحَدِيثِ وُجُوبَ إخْلَاصِ النِّيَّةِ فِى جَمِيعِ الْأَعْمَالِ و التَّحْذِيرِ مِنْ إِرَادَة الدُّنْيَا بِعَمَلِ الْآخِرَةِ، وعلى أنه لا يجوز الإِقدام على العمل قبل معرفة الحكم، لأنّ فيه أن العمل يكون منتفيًا إذا خلا عن النية، ولا تصح نية فعل الشيء إِلا بعد معرفة حكمه، وَفِيه التَّحْذِير مِنْ فِتْنَةِ النِّسَاء لِقَوْلِه ( أَوْ امْرَأَةً ) وَخَصَّهَا بِالذِّكْرِ لِشِدَّةِ الِافْتِتَان بِهَا، وَالتَّحْذِير مِنْ السَّفَرِ إلَى بِلَادِ الْكُفْرِ.