• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    واجب ولي المرأة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (9)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    علامات الساعة (1)
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    تفسير: (يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان ...
    تفسير القرآن الكريم
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

تفسير سورة الإنسان كاملة

تفسير سورة الإنسان كاملة
رامي حنفي محمود

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 18/4/2021 ميلادي - 6/9/1442 هجري

الزيارات: 304617

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سلسلة كيف نفهم القرآن؟[*]

تفسير سورة الإنسان


الآية 1: ﴿ هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا ﴾؟ (وهذا الاستفهام غرضه التقرير والتأكيد)، أي لقد جاء على الإنسان وقتٌ من الزمان - قبل أن تُنفَخ فيه الروح - لم يكن وقتها شيئاً يُذكَر، ولا يُعرَف له أثر.


الآية 2، والآية 3: ﴿ إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ ﴾ أي خلقناه من نطفة مختلطة من ماء الرجل وماء المرأة، ﴿ نَبْتَلِيهِ ﴾: أي نختبره بالتكاليف الشرعية بعد بلوغه، ﴿ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا ﴾: أي فجعلناه - مِن أجْل ذلك التكليف - ذا سمعٍ وبصر؛ ليسمع الآيات، ويرى الأدلة،﴿ إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ ﴾: أي وَضَّحنا له طريق الهدى والضلال والخير والشر; ليَكونَ ﴿ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا ﴾: يعني إما مؤمنًا شاكرًا، وإما كفورًا جاحدًا.


♦ ولَعَلَّ اللهَ تعالى ذَكَر لفظ (نَبْتَلِيهِ) بعد أن ذَكَرَ النُطفة، ليَختبر الإنسان بذلك: (هل يتذكر أصل نشأته، فينقاد لربه ويتواضع مع خَلْقه؟، أم يَغتر بنفسه ويتكبرعلى أوامر ربه؟).


الآية 4: ﴿ إِنَّا أَعْتَدْنَا ﴾ أي أعددنا ﴿ لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَ ﴾ تُشَدُّ بها أرجلهم، فيُسحَبون بها إلى جهنم، ﴿ وَأَغْلَالًا ﴾: أي قيودًا تُجمَع بها أيديهم مع أعناقهم، ﴿ وَسَعِيرًا ﴾ أي نارًا يُحرَقون بها وهم مُقيَّدون.


من الآية 5 إلى الآية 10: ﴿ إِنَّ الْأَبْرَارَ ﴾ (وهم أهل الطاعة والإخلاص، الذين يؤدون حق الله تعالى وحق عباده)، أولئك ﴿ يَشْرَبُونَ ﴾ في الجنة ﴿ مِنْ كَأْسٍ ﴾ فيها خمر (لأنّ الكأس - في عُرف السابقين - كانت تُطلَق على الخمر، فلا يُقال (كأس) ما لم يكن بها خمر) ﴿ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا ﴾ أي هذه الخمر ممزوجة (أي مخلوطة) بماء الكافور ليَزيدها لذة،﴿ عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ ﴾ يعني: وهذا الشراب اللذيذ هو عينٌ جارية في الجنة يَشرب منها عباد الله، (هذا باعتبار أنّ (يَشْرَبُ بِهَا) معناها (يشرب منها)، ويُحتمَل أن يكون المقصود: (عيناً يشرب عباد الله خَمْرهم بها) أي مخلوطاً بمائها)، ﴿ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا ﴾ أي يُجْرونها إجراءً سهلاً حيث شاؤوا، فحيثُما ذهبوا تمكنوا من تفجيرها ليشربوا منها (سواء في غُرَفهم أو قصورهم أو مجالس سعادتهم وأُنسِهم).


♦ إنهم كانوا في الدنيا ﴿ يُوفُونَ بِالنَّذْرِ ﴾: أي يوفون بما أوجبوه على أنفسهم من طاعة الله تعالى واجتناب معصيته، (واعلم أن النذر ثلاثة أنواع: (النذر المشروط بشرط معين)، كأن يقول العبد مثلاً: (إنْ شَفَى اللهُ فلانًا: فللهِ عَلَيَّ أن أصوم ثلاثة أيام)، وهذا النوع مكروه؛ لأنه لا يَصدر إلا من البخيل الذي يَشترط على ربه، والنوع الثاني: هو (النذر المُطْلَق) أي بدون شرط أو مقابل؛ كأنْ يقول العبدُ مثلاً: (للهِ عليَّ أن أصوم ثلاثة أيام، أو للهِ عليَّ أن أقرأ نصف جزء من القرآن يومياً، أو للهِ عليَّ ألاّ أفعل المعصية الفلانية أبدًا، أو لمدة أسبوع مثلاً)، وذلك على سبيل إلزام النفس وتربيتها، وترويضها على فِعل الطاعات واجتناب المعاصي، وهذا النوع هو قُربة من أفضل القُرُبات، وأما النوع الثالث: فهو (النذر لغير الله تعالى)، كالنذر للأولياء والصالحين وغير ذلك، وهذا شِرك.


♦ واعلم أنّ الإنسانَ إذا نذرَ نذرًا جائزًا: (سواء كانَ نذرًا مُطلَقًا، أو كانَ نذرًا مَشروطًاً) فعليه أن يُوفِي بنذره، فإذا نَقَضَ نذرَهُ، فليَعلم أنَّ كفارة النذر هي نفسها كفارة اليمين، وأمّا نَذْرُ الشِّرك، فلا يَجوز للإنسان أن يَفعله ولا أن يُوفِي به.


﴿ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا ﴾ أي: وكان هؤلاء الأبرار يخافون عقاب الله يوم القيامة، ذلك اليوم الذي يكون ضرره خطيرًا، وشَرُّه منتشرًا على الناس (إلا مَن رحمه الله تعالى)،﴿ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ ﴾ - أي رغم حُبّهم له وحاجتهم إليه - فيُطعمونه ﴿ مِسْكِينًا ﴾ أي فقيرًا عاجزًا عن الكسب، لا يملك شيئًا من الدنيا ﴿ وَيَتِيمًا ﴾: أي طفلا مات أبوه، ولا مالَ له، ﴿ وَأَسِيرًا ﴾ قد أُسِرَ في الحرب (من المُشرِكين وغيرهم)، ويقولون في أنفسهم:﴿ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ ﴾ أي طلباً لرضا الله وجنّته ﴿ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا ﴾: أي لا نريد منكم عِوَضًا ولا ثناءً ﴿ إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا ﴾ أي يومًا شديدًا تَعبس فيه الوجوه (مِن فظاعة أمْره وشدة هَوله)، ﴿ قَمْطَرِيرًا ﴾ أي ثقيلاً طويلاً يشتد فيه الحر والعَرَق.


من الآية 11 إلى الآية 22: ﴿ فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ ﴾: أي فحفظهم الله من شدائد ذلك اليوم ﴿ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا ﴾ يعني: وأعطاهم حُسنًا ونورًا في وجوههم، وبهجةً وفرحًا في قلوبهم،﴿ وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا ﴾ يعني: وأثابهم - بسبب صبرهم على فِعل الصالحات وترْك المُحَرّمات - جنة عظيمة يأكلون منها ما شاؤوا، ويَلْبَسون فيها الحرير الناعم، (ولَعَلَّ اللهَ تعالى خَصّ الحرير من بين نعيم الجنة، لأنه هو ثوبهم الظاهر الذي يدل على الرفاهية والنعيم الذي يعيشون فيه)،﴿ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ ﴾ (والأرائك جمع أرِيكة، وهي السرير المُزَيّن بالستائر الجميلة)، ﴿ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا ﴾: أي لا يرون فيها حَرَّ شمس، ولا شدة بَرد، بل جميع أوقاتهم في ظِلٍّ ظليل، بحيث تتلذذ به الأجساد، ولا تتألم من حَرٍّ ولا برد، ﴿ وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا ﴾ يعني: وقريبةً منهم أشجار الجنة، مُظَلّلةً عليهم ﴿ وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا ﴾ يعني: وسُهِّل لهم أَخْذُ ثمارها تسهيلاً عظيماً (إذ يتناولها القائم والقاعد والمتكئ)﴿ وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآَنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ ﴾ يعني: ويدور عليهم الخدم بأواني الطعام من الفضة ﴿ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَاْ ﴾ يعني: وبأكواب الشراب من الزجاج﴿ قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ ﴾ أي يَجمع بين صفاء الزجاج وبياض الفضة، ﴿ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا ﴾ أي قدَّر السُقاة هذه الأكواب على مقدار ما يَشتهي الشاربون، ﴿ وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا ﴾: أي يُسقَى هؤلاء الأبرار في الجنة كأسًا مملوءةً خمرًا مُزِجَت بالزنجبيل.


♦ واعلم أن زنجبيل الجنة يكون خالياً من أي مُنَغِّص أو مُكَدِّر موجود في زنجبيل الدنيا (إذ كان الزنجبيل في الدنيا له طعم حار لاذع، لا يستسيغه بعض الناس)، قال "مُقاتِل" رحمه الله: (لا يُشبه زنجبيل الدنيا)، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: (كل ما ذَكَرَ اللهُ في القرآن مِمّا في الجنة وسَمَّاه، ليس له في الدنيا مِثل)، فالأشياء في الجنة يُنزَع منها المُنَغِّصات التي كانت في الدنيا، كما قال تعالى: (فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ) أي شَجَر نَبْق ليس له شوك (رغم أنه كان فيه شوك في الدنيا)، وكما قال تعالى عن نساء الجنة: (وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ).


♦ ويُسقَون أيضاً في الجنة ﴿ عَيْنًا ﴾ أي مِن عينٍ ﴿ فِيهَا ﴾ أي موجودة في الجنة ﴿ تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا ﴾ (ولَعَلّها سُمِّيَت بذلك لسَلاستها ولذتها وحُسنها)، ﴿ وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ ﴾ أي يدور عليهم - لخدمتهم - أطفال صغار لا يَشيبون ولا يموتون ﴿ إِذَا رَأَيْتَهُمْ ﴾ أي هؤلاء الأطفال: ﴿ حَسِبْتَهُمْ ﴾ أي ظننتهم - لجمالهم وانتشارهم في الخدمة هنا وهناك - ﴿ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا ﴾ أي كأنهم اللؤلؤ المُضيئ المنثور على الأرض.


﴿ وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ ﴾ يعني: وإذا رأيتَ هناك (في أيّ مكان في الجنة): ﴿ رَأَيْتَ نَعِيمًا ﴾ لا يُدْركه الوصف ﴿ وَمُلْكًا كَبِيرًا ﴾ أي عظيمًا واسعًا لا نهايةَ له،﴿ عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ ﴾ أي يَعلوهم ويُجَمِّل أجسادهم: ثيابٌ بطائنها من الحرير الرقيق الأخضر، ﴿ وَإِسْتَبْرَقٌ ﴾ يعني: وظاهرها من الحرير الغليظ، ﴿ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ ﴾ يعني: ويُحَلَّون - من الحُليِّ - بأساور من الفضة، ﴿ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا ﴾ أي شرابًا نقياً من كل أذى، فائقاً في الجودة (ألَذّ من النوعين السابقين)، ولذلك أُسنِدَ إسقاؤه إلى الله عز وجل، (واعلم أنّ مِن طُهر هذا الشراب أنه لا يصير بولاً نَجِساً، ولكنه يصير رشحاً من جلودهم كرشح المِسك).


♦ ويُقال لهم: ﴿ إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً ﴾: يعني إن هذا النعيم قد أُعِدَّ لكم بسبب أعمالكم الصالحة، ﴿ وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا ﴾ أي: وكان عملكم في الدنيا عند الله مَرضيًا مقبولاً.


من الآية 23 إلى الآية 26: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ تَنْزِيلًا ﴾ أي نَزَّلْناه عليك أيها الرسول آية بعد آية - بحسب الحوادث والأحوال - لتُذَكِّر الناس بما فيه من الوعد والوعيد والثواب والعقاب،﴿ فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ ﴾ أي اصبر على أمْر الله لك (بإبلاغ رسالته والصبر على أذى المُشرِكين)، ﴿ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آَثِمًا أَوْ كَفُورًا ﴾ يعني: ولا تطع اقتراحات وأهواء المُشرِكينَ المُنغمسينَ في الشهوات، المُبالغينَ في الكفر والضلال، (ولَعَلَّ الله تعالى قال: ﴿ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آَثِمًا أَوْ كَفُورًا ﴾، ولم يقل: (ولا تطع منهم أحداً)، للإِشارة إلى أن طاعتهم تؤدي إلى ارتكاب إثم أو كُفر).


﴿ وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴾: أي استعن على الصبر وتحَمُّل الأذى بالمداومة على ذِكر ربك ودعائه بأسمائه في أول النهار وآخره، (ويدخل في ذلك: صلاة الصبح والظهر والعصر)﴿ وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ ﴾ أي صَلِّ له صلاة المغرب والعشاء ﴿ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا ﴾ يعني: وصَلِّ له - في الليل - وقتاً طويلاً فيه.


الآية 27، والآية 28: ﴿ إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ ﴾ يعني إن هؤلاء المُشرِكين يحبون الدنيا وينشغلون بها ﴿ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا ﴾ يعني: ويتركون خلف ظهورهم العمل بما فيه نجاتهم من يومٍ عظيم الشدائد.


♦ ثم يُذَكِّرهم سبحانه بأنه خالقهم والقادر على تبديلهم بغيرهم، فيقول: ﴿ نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ ﴾ أي أوجدناهم من العدم﴿ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ ﴾ أي أحْكمنا خَلْقهم، وقوَّينا أعضاءهم ومَفاصلهم ﴿ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا ﴾ يعني: وإذا شئنا أهلكناهم، وجئنا بقومٍ مؤمنينَ ممتثلينَ لأوامر ربهم.


من الآية 29 إلى الآية 31: ﴿ إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ ﴾: يعني إن هذه السورة عبرة وموعظة للناس، ﴿ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا ﴾: يعني فمَن أراد الخير لنفسه في الدنيا والآخرة، اتخذ بالإيمان والتقوى طريقًاً يوصله إلى مغفرة الله ورضوانه،﴿ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ ﴾ يعني: وما تريدون أمرًا من الأمور إلا بتقدير الله ومشيئته، (واعلم أن الآية قد أثبتت أن العبد له مشيئة وإرادة، ولكنها تابعة لمشيئة الله وإرادته، فما شاءه الله كان، وما لم يشأ لم يكن)، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: (لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان) (انظر حديث رقم: 7406 في صحيح الجامع)، ويدخل في ذلك قولهم: (اعتمدتُ على الله وعليك)، والصحيح أن يقول: (اعتمدت على الله ثم عليك)، أو: الفضل لله تعالى ثم لك، وهكذا)، وقد ثبت أيضاً أنّ رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: (ما شاء الله وشئتَ)، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (جعلتَ لله نِدّاً؟! - وفي رواية: أجعلتَني نِدّاً لله؟! -، ما شاء الله وحده) (انظر صحيح الأدب المفرد ج: 1/274)، وفي هذا دليل على أن العُذر بالجهل قاعدة شرعية أصولية، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل للرجل: اسكت يا كافر أو: اسكت يا فاسق، ولكنه عَذَرَه بجهله وعلَّمه، فلذلك يجب أن نرحم الناس، وأن نَعذرهم بجهلهم، وأن نُعَلِّمهم كما أنعم اللهُ علينا بالعلم.


﴿ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا ﴾ بأحوال خلقه، ﴿ حَكِيمًا ﴾ في تدبيره وصُنْعه،﴿ يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ ﴾ مِن عباده ﴿ فِي رَحْمَتِهِ ﴾ ورضوانه (وهم المؤمنونَ به وبرسوله)، ﴿ وَالظَّالِمِينَ ﴾ المتجاوزين لحدود الله تعالى: ﴿ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾.


♦ واعلم أنّ الفعل (كان) إذا جاء مع صفة معينة، فإنه يدل على أنّ هذه الصفة مُلازِمة لصاحبها، كقوله تعالى - واصفاً نفسه بالرحمة والمغفرة -: (وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) أي كانَ - دائماً وأبَداً - غفوراً رحيماً (لمَن رجع إليه نادماً على ذنوبه).



[*] وهي سلسلة تفسير لآيات القرآن الكريم، وذلك بأسلوب بسيط جدًّا، وهي مُختصَرة من (كتاب: "التفسير المُيَسَّر" (بإشراف التركي)، وأيضًا من "تفسير السّعدي"، وكذلك من كتاب: " أيسر التفاسير" لأبي بكر الجزائري) (بتصرف)، عِلمًا بأنّ ما تحته خط هو نص الآية الكريمة، وأما الكلام الذي ليس تحته خط فهو التفسير.

واعلم أن القرآن قد نزلَ مُتحدياً لقومٍ يَعشقون الحَذفَ في كلامهم، ولا يُحبون كثرة الكلام، فجاءهم القرآن بهذا الأسلوب، فكانت الجُملة الواحدة في القرآن تتضمن أكثر مِن مَعنى: (مَعنى واضح، ومعنى يُفهَم من سِيَاق الآية)، وإننا أحياناً نوضح بعض الكلمات التي لم يذكرها الله في كتابه (بَلاغةً)، حتى نفهم لغة القرآن.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • إعراب سورة الإنسان
  • تفسير الزركشي لآيات من سورة الإنسان
  • تفسير سورة الإنسان للناشئين
  • سورتا فجر الجمعة (4) سورة الإنسان
  • التوحيد في سورة الإنسان
  • قصة حياتك في سورة الإنسان

مختارات من الشبكة

  • تفسير: (ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير وكان الإنسان عجولا)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ظلم الإنسان لأخيه الإنسان(مقالة - موقع أ. د. فؤاد محمد موسى)
  • ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير وكان الإنسان عجولا(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من أنت أيها الإنسان؟ (2) بداية خلق الإنسان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان تدين روسيا بانتهاك حقوق الإنسان في الشيشان(مقالة - المترجمات)
  • الإنسان ذئب الإنسان خصوصًا في هذا الزمان...(مقالة - موقع أ. حنافي جواد)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (135 - 152) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (102 - 134) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (65 - 101) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (1 - 40) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب