• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حفظ اللسان (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    خطبة: التحذير من الغيبة والشائعات
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    {أو لما أصابتكم مصيبة}
    د. خالد النجار
  •  
    خطبة: كيف ننشئ أولادنا على حب كتاب الله؟
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    خطبة قصة سيدنا موسى عليه السلام
    الشيخ إسماعيل بن عبدالرحمن الرسيني
  •  
    شكرا أيها الطائر الصغير
    دحان القباتلي
  •  
    خطبة: صيام يوم عاشوراء والصيام عن الحرام مع بداية ...
    د. أيمن منصور أيوب علي بيفاري
  •  
    منهج المحدثين في نقد الروايات التاريخية ومسالكهم ...
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    كيفية مواجهة الشبهات الفكرية بالقرآن الكريم
    السيد مراد سلامة
  •  
    خطبة: الشائعات والغيبة والنميمة وخطرهم على
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    أيهما أسهل فتح المصحف أم فتح الهاتف؟ (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    فوائد من سورة الفاتحة جمعتها لك من كتب التفسير ...
    د. محمد أحمد صبري النبتيتي
  •  
    حديث: كان الإيلاء الجاهلية السنة والسنتين
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    من عمل صالحا فلنفسه (خطبة) - باللغة النيبالية
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    قصة نجاة (خطبة)
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    فقه السير إلى الله تعالى (خطبة)
    د. عبدالرزاق السيد
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / خطب المناسبات
علامة باركود

رمضان على الأبواب (خطبة)

رمضان على الأبواب (خطبة)
الشيخ عبدالله بن محمد البصري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 9/4/2021 ميلادي - 27/8/1442 هجري

الزيارات: 22999

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

رمضان على الأبواب

 

أَمَّا بَعدُ، فَاتَّقُوا اللهَ - أَيُّهَا المُؤمِنُونَ - وَانظُرُوا مَا أَنتُم عَلَيهِ قَادِمُونَ، فهَا هُوَ ذَا رَمَضانُ قَد جَاءَكُم مُقبِلاً، وَمَا أَسرَعَ وَاللهِ مَا تَتَصَرَّمُ أيَّامُهُ وَتَتَسَابَقُ لَيَالِيهِ ثم يُولِّي مُدبِرًا، فَمَا هُوَ إِلاَّ كَمَا وَصَفَهُ اللهُ في كِتَابِهِ أَيَّامٌ مَعدُودَاتٌ، ثَلاثُونَ يَومًا أَو تِسعَةٌ وَعُشرُونَ، يَصُومُ المُوَفَّقُ نَهَارَهَا وَيَقُومُ جُزءًا مِن لَيلِهَا، وَيَحفَظُ فِيهَا جَوَارِحَهُ عَنِ المَعَاصِي وَيُصَوِّمُ سَمعَهُ وَبَصَرَهُ عَنِ الحَرَامِ، وَيُتَاجِرُ مَعَ رَبِّهِ فِيمَا يَستَطِيعُهُ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَالقُرُبَاتِ، وَيَسعَى جُهدَهُ في جَمعِ الأُجُورِ وَاكتِسَابِ الحَسَنَاتِ، ثم يَخرُجُ مِن شَهرِهِ مَغفُورًا ذَنبُهُ مُكَفَّرَةً خَطَايَاهُ، فَمَا أَعظَمَهُ مِن مَوسِمٍ مِن مَوَاسِمِ الآخِرَةِ، وَمَا أَكرَمَهُ مِن رَبٍّ يُعطِي الكَثِيرَ مِنَ الأَجرِ عَلَى القَلِيلِ مِنَ العَمَلِ، وَمَا أَزكَاهَا مِن نُفُوسٍ تَتَسَابَقُ إِلى المَسَاجِدِ لأَدَاءِ الصَّلَوَاتِ المَكتُوبَةِ مَعَ الجَمَاعَةِ، وَتَتَنَافَسُ في البَقَاءِ فِيهَا لِتِلاوَةِ آيَاتِ الذِّكرِ الحَكِيمِ، وَتَعمُرُهَا بِالقِيَامِ مَعَ الأَئِمَّةِ في صَلاةِ التَّرَاوِيحِ، وَتُنفِقُ وَتَتَصَدَّقُ وَتُفَطِّرُ الصَّائِمِينَ، وَتَتَفَقَّدُ الضُّعَفَاءَ وَالمَسَاكِينَ وَالمُحتَاجِينَ، وَمَا أَدسَاهَا في المُقَابِلِ مِن نُفُوسٍ لا يَرفَعُ أَصحَابُهَا بِهَذَا الشَّهرِ العَظِيمِ رَأسًا، وَلا يَشعُرُونَ فِيهِ بِشَوقٍ إِلى طَاعَةٍ وَلا يَخِفُّونَ إِلى عِبَادَةٍ، عَن أَبي هُرَيرَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ -: «... وَرَغِمَ أَنفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيهِ رَمَضَانُ ثُمَّ انسَلَخَ قَبلَ أَن يُغفَرَ لَهُ »؛ رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.

 

وَقَولُهُ – عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ -: « وَرَغِمَ أَنفُ رَجُلٍ " أَيْ التَصَقَ أَنفُهُ بِالرَّغامِ وَهُوَ التُّرَابُ، وَأَيُّ عِبَارَةٍ هِيَ أَوضَحُ دِلالَةً مِن هَذِهِ العِبَارَةِ عَلَى خَيبَةِ مَن لم يُغفَرْ لَهُ في رَمَضَانَ وَخَسَارَتِهِ، أَجَلْ - أَيُّهَا الإِخوَةُ - إِنَّهَا لَخَيبَةٌ عَظِيمَةٌ وَخَسَارَةٌ فَادِحَةٌ، أَن تُدرِكَ شَهرَ المَغفِرَةِ وَالرَّحمَةِ، وَتَتَمَكَّنَ فِيهِ مِن أَسبَابِ العِتقِ مِنَ النَّارِ، وَتَستَطِيعَ أن تَبلُغَ مُوجِبَاتِ دُخُولِ الجَنَّةِ، وَأَن تَكسِبَ آلافَ الحَسَنَاتِ بِأَعمَالٍ يَسِيرَةٍ في أَيَّامٍ مَعدُودَاتٍ، ثم تُعرِضَ عَنهَا وَلا تَطلُبَهَا مَعَ المُنَافِسِينَ، وَلا تُسَابِقَ مَعَ المُسَابِقِينَ الصَّائِمِينَ القَائِمِينَ المُحتَسِبِينَ، قَالَ - عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ -: « مَن صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِهِ ».

 

وَقَالَ - عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ -: " مَن قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِهِ " وَقَالَ - عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ -: " مَن قَامَ لَيلَةَ القَدرِ إِيمَانًا وَاحتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِهِ " رَوَاهَا البُخَارِيُّ وَمُسلِمٌ.

 

وَقَالَ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ -: " إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيلَةٍ مِن شَهرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الجِنِّ، وَغُلِّقَت أَبوَابُ النَّارِ فَلَم يُفتَحْ مِنهَا بَابٌ، وَفُتِحَت أَبوَابُ الجَنَّةِ فَلَم يُغلَقْ مِنهَا بَابٌ، وَيُنَادِي مُنَادٍ يَا بَاغِيَ الخَيرِ أَقبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقصِرْ، وَللهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ وَذَلِكَ كُلَّ لَيلَةٍ " رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَابنُ مَاجَه وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.

 

أَيُّهَا المُسلِمُونَ، إِنَّ شَهرًا صِيَامُهُ مَغفِرَةٌ، وَقِيَامُهُ مَغفِرَةٌ، بَل وَقِيَامُ لَيلَةٍ مِن لَيَالِيهِ يَعدِلُ عِبَادَةَ سِنِينَ مَدِيدَةٍ، وَأَبوَابُ الجَنَّةِ فِيهِ مُفَتَّحَةٌ، وَأَبوَابُ النَّارِ مُغلَقَةٌ، وَالشَّيَاطِينُ مُصَفَّدَةٌ، إِنَّهُ لَشَهرٌ يَنبَغِي أَن يُستَقبَلَ بِالفَرَحِ بِإِدرَاكِهِ، وَالنِّيَّةِ عَلَى إِحسَانِ العَمَلِ فِيهِ، وَالتَّوبَةِ إِلى اللهِ مِنَ التَّكَاسُلِ عَنِ الخَيرِ وَالتَّباطُؤِ في الطَّاعَةِ، مَعَ دُعَاءِ اللهِ بِبُلوغِهِ وَالتَّوفِيقِ فِيهِ لِمَا يُرضِيهِ، إِنَّهُ لَشَهرٌ يَنبَغِي أَن يُبَشِّرَ النَّاسُ بَعضُهُم بَعضًا بِقُدُومِهِ كَمَا كَانَ نَبيُّنا - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - يَفعَلُ، فَعَن أَبي هُرَيرَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنهُ - أَنَّ النَّبيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ – قَالَ: " أَتَاكُم شَهرُ رَمَضَانَ، شَهرٌ مُبَارَكٌ، فَرَضَ اللهُ عَلَيكُم صِيَامَهُ، تُفتَحُ فِيهِ أَبوَابُ الجَنَّةِ، وَتُغلَقُ فِيهِ أَبوَابُ الجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ، وَفِيهِ لَيلَةٌ خَيرٌ مِن أَلفِ شَهرٍ، مَن حُرِمَ خَيرَهَا فَقَد حُرِمَ " أَخرَجَهُ النَّسَائِيُ وَغَيرُهُ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانِيُّ.

 

إِنَّهَا لَنِعمَةٌ مِنَ اللهِ وَأَيُّ نِعمَةٍ، أَن يَمُنَّ المَولى - سُبحَانَهُ - عَلَى عَبدٍ مِن عِبَادِهِ فَيُطِيلَ عُمُرَهُ وَيَمُدَّ في أَجلِهِ إِلى أَن يُدرِكَ هَذَا الشَّهرَ ثم يُوَفِّقَهُ لأَن يَعمَلَ فِيهِ صَالِحًا، قَالَ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ -: " خَيرُ النَّاسِ مَن طَالَ عُمُرُهُ وَحَسُنَ عَمَلُهُ "؛ رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانِيُّ.

 

وَعَن أَبي هُرَيرَةَ – رَضِيَ اللهُ عَنهُ - قَالَ: كَانَ رَجُلانِ مِن بَلِيٍّ حَيٍّ مِن قُضَاعَةَ، أَسلَمَا مَعَ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - فَاستُشهِدَ أَحَدُهُمَا وَأُخِّرَ الآخَرُ سَنَةً، قَالَ طَلحَةُ بنُ عُبَيدِاللهِ: فَرَأَيتُ المُؤَخَّرَ مِنهُمَا أُدخِلَ الجَنَّةَ قَبلَ الشَّهِيدِ فَتَعَجَّبتُ لِذَلِكَ، فَأَصبَحتُ فَذَكَرتُ ذَلِكَ لِلنَّبيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - أَو ذُكِرَ لِرَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: " أَلَيسَ قَد صَامَ بَعدَهُ رَمَضَانَ وَصَلَّى سِتَّةَ آلافِ رَكعَةٍ وَكَذَا وَكَذَا رَكعةً صَلاةَ سَنَةٍ؟! "؛ رَواهَ الإِمَامُ أَحمَدُ وَقَالَ الأَلبَانيُّ: حَسَنٌ صَحِيحٌ.

 

إِنَّهَا حَسَنَاتٌ مُضَاعَفَةٌ وَأُجُورٌ مُتَكَاثِرَةٌ، لا يَجُوزُ وَلا يَنبَغِي أَن يُمَكَّنَ مِنهَا مُسلِمٌ ثم لا يَملأَ مِيزَانَهُ مِنهَا، وَإِنَّهَا لأَيَّامٌ وَلَيَالٍ مُبَارَكَاتٌ، وَسَاعَاتٌ فَاضِلَةٌ وَلَحَظَاتٌ غَالِيَةٌ، لا يُمكِنُ أَن يَربَحَ فِيهَا مَن لم يُجَدِّدْ صِلَتَهُ برَبِّهِ ويُعَجِّلَ بِالتَّوبَةِ مِن ذَنبِهِ، وَيَا لَخَسَارَةِ مَن أَمضَى شَهرَهُ مُتَكَاسِلاً مُتَثَاقِلاً، مُتَقَلِّبًا بَينَ نَومٍ وَأَكلٍ وَشُربٍ فَحَسبُ، غَيرَ مُسَابِقٍ في مَشرُوعاتِ الفَوزِ وَلا مُسَارِعٍ إِلى فُرَصِ الرِّبحِ وَالاكتِسَابِ، أَلا فَلْنَتَّقِ اللهَ – أَيُّهَا المُسلِمُونَ – وَلْنَنوِ الخَيرَ مِنَ الآنَ، وَلْنُعِدَّ العُدَّةَ لاستِثمَارِ أَوقَاتِ شَهرِنَا، وَتَرتِيبِ حَيَاتِنَا فِيهِ عَلَى مَا يُرضِي رَبَّنَا، فَنَكُونَ فِيهِ مِن أَهلِ الجَمَاعَاتِ وَالصَدَقَاتِ وَالخَتَمَاتِ، والبِرِّ وَالصِّلَةِ وَبذلِ المَعرُوفِ وَتَفطِيرِ الصَّائِمِينَ، وَالإِحسَانِ إِلى الفُقَرَاءِ وَالـمَسَاكِينِ، وَإِغَاثَةِ المَكرُوبِينَ وَالمُحتَاجِينَ، وَالقِيَامِ عَلَى الأَيتَامِ وَالأَرَامِلِ وَرِعَايَتِهِم وَخِدمَتِهِم وَإِيصَالِ كُلِّ صَاحِبِ فَضلٍ إِلَيهِم، إِنَّ الحَيَاةَ فُرَصٌ وَنَفَحَاتٌ، وَمَوَاسِمُ لِلعِبَادَةِ وَالطَّاعَاتِ، وَأَسوَاقٌ لاكتِسَابِ الحَسَنَاتِ وَالتَّرَقِّي في الدَّرَجَاتِ، وَالسَّعِيدُ مَن بَادَرَ قَبلَ الفَوَاتِ، وَاغتَنَمَ عُمُرَهَ قَبلَ الوَفَاةِ، قَالَ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ -: " اِفعَلُوا الخَيرَ دَهرَكُم، وَتَعَرَّضُوا لِنَفَحَاتِ رَحمَةِ اللهِ، فَإِنَّ للهِ - عَزَّ وَجَلَّ - نَفَحَاتٍ مِن رَحمَتِهِ يُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاءُ مِن عِبَادِهِ، وَسَلُوا اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - أَن يَستُرَ عَورَاتِكُم وَأَن يُؤَمِّنَ رَوعَاتِكُم "؛ رَوَاهُ الطَّبَرَانيُّ وَحَسَّنَهُ الأَلبَانيّ.

 

أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيطَانِ الرَّجِيمِ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبلِكُم لَعَلَّكُم تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَعدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَرِيضًا أَو عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِن أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِديَةٌ طَعَامُ مِسكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيرًا فَهُوَ خَيرٌ لَهُ وَأَن تَصُومُوا خَيرٌ لَكُم إِن كُنتُم تَعلَمُونَ * شَهرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ القُرآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الهُدَى وَالفُرقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهرَ فَليَصُمهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَو عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِن أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ اليُسرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ العُسرَ وَلِتُكمِلُوا العِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُم وَلَعَلَّكُم تَشكُرُونَ * وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَستَجِيبُوا لي وَليُؤمِنُوا بي لَعَلَّهُم يَرشُدُونَ ﴾ [البقرة: 183 – 186].

 

الخطبة الثانية

أَمَّا بَعدُ، فَاتَّقُوا اللهَ - تَعَالى - وَأَطِيعُوهُ ولا تَعصُوهُ، وَاشكُرُوهُ وَلا تَكفُرُوهُ ﴿ وَاتَّقُوا يَومًا تُرجَعُونَ فِيهِ إِلى اللهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفسٍ مَا كَسَبَت وَهُم لا يُظلَمُونَ ﴾ [البقرة: 281] وَاعلَمُوا أَنَّ رَمَضَانَ شَهرُ عِبَادَةٍ وَإِقبَالٍ عَلَى اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ – وَتَزَوُّدٍ مِن خَيرِ الزَّادِ لِيَومِ المَعَادِ، وَمِن ثَمَّ فَإِنَّ استِقبَالَهُ لا يَكُونُ بِإِعدَادِ أَنوَاعِ الأَطعِمَةِ وَمُختَلَفِ الأَشرِبَةِ كَمَا هِيَ حَالُ كَثِيرٍ مِنَ النَّاسِ اليَومَ، مِمَّن لَيسَ لَهُم حَظٌّ مِن رَمَضَانَ إِلاَّ تَغيِيرُ وَقتِ النَّومِ وَالوَجَبَاتِ، وَاختِلافُ أَنوَاعِ المَأكُولاتِ وَالمَشرُوبَاتِ، دُونَ اهتِمَامٍ بِمَا وَرَاءَ ذَلِكَ مِمَّا يَتَنَافَسُ فِيهِ الصَّالِحُونَ وَيَتَسَابَقُ إِلَيهِ المُتَّقُونَ، وَيُشغَلُ بِهِ الوَاعُونَ وَيَنهَمِكُ فِيهِ العَارِفُونَ، إِنَّهُ لا بَأسَ أَن يَتَنَاوَلَ المُسلِمُ مَا أَحَلَّهُ اللهُ لَهُ مِنَ الأَكلِ وَالشَّرَابِ، وَلا مَانِعَ مِن أَن يَتَمَتَّعَ بِمَا لَذَّ مِنهُ وَطَابَ، وَلَكِنَّهُ مَعَ هَذَا لا بُدَّ أَن يَحرِصَ عَلَى عِمِارَةِ شَهرِهِ بِسَائِرِ أَنوَاعِ الطَّاعَاتِ وَالقُرُبَاتِ , وَاجتِنَابِ الآفَاتِ وَالمُكَدِّرَاتِ الَّتي تُذهِبُ بَرَكَةَ الشَّهرِ الكَرِيمِ وَتحرِمُ صَاحِبَهَا مِنَ الخَيرِ العَظِيمِ، وَمِنهَا النَّومُ عَنِ الصَّلَوَاتِ المَكتُوبَةِ، وَالسَّهرُ لِمُشَاهَدَةِ الفَضَائِيَّاتِ وَالجَوَّالاتِ، وَمُتَابَعَةُ الفَارِغِينَ وَمَن يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ ﴿ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا * يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا ﴾ [النساء: 27، 28].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • متى فرض صوم شهر رمضان على الأمة؟
  • رمضان على ألسنة الشعراء
  • الإِفطار في رمضان على الطريقة النبوية
  • رمضان على الأبواب
  • طلائع رمضان (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • علمني رمضان(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • "رمضان ليس من أجل رمضان، رمضان من أجل بقية السنة"(مقالة - ملفات خاصة)
  • حال السلف في رمضان(مقالة - ملفات خاصة)
  • فانوس رمضان ( قصة قصيرة )(مقالة - حضارة الكلمة)
  • هيا بنا نستقبل رمضان؟ (استعداد)(مقالة - ملفات خاصة)
  • انتصف رمضان فاحذر!(مقالة - ملفات خاصة)
  • شهر رمضان شهر مبارك وشهر عظيم(مقالة - ملفات خاصة)
  • من حصاد رمضان (1)(مقالة - ملفات خاصة)
  • استعراض الصحف الإيطالية لشهر رمضان 2014 في إيطاليا(مقالة - المترجمات)
  • قراءة لمقال: طول القرع يفتح الأبواب: درس من رمضان(محاضرة - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بعد 14 عاما من البناء.. افتتاح مسجد منطقة تشيرنومورسكوي
  • مبادرة أكاديمية وإسلامية لدعم الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي في التعليم بنيجيريا
  • جلسات تثقيفية وتوعوية للفتيات المسلمات بعاصمة غانا
  • بعد خمس سنوات من الترميم.. مسجد كوتيزي يعود للحياة بعد 80 عاما من التوقف
  • أزناكايفو تستضيف المسابقة السنوية لحفظ وتلاوة القرآن الكريم في تتارستان
  • بمشاركة مئات الأسر... فعالية خيرية لدعم تجديد وتوسعة مسجد في بلاكبيرن
  • الزيادة المستمرة لأعداد المصلين تعجل تأسيس مسجد جديد في سانتا كروز دي تنريفه
  • ختام الدورة التاسعة لمسابقة "جيل القرآن" وتكريم 50 فائزا في سلوفينيا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 17/1/1447هـ - الساعة: 15:53
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب