• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    شموع (107)
    أ.د. عبدالحكيم الأنيس
  •  
    المنة ببلوع عشر ذي الحجة (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    أهمية التعلم وفضل طلب العلم
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    حديث: رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، ...
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    حقوق المسنين (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة النصر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    المرأة في الإسلام: حقوقها ودورها في بناء المجتمع
    محمد أبو عطية
  •  
    مفهوم الفضيلة لغة واصطلاحا
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (7)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    خطبة أحداث الحياة
    الشيخ إسماعيل بن عبدالرحمن الرسيني
  •  
    {هماز مشاء بنميم}
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    الإيمان بالقرآن أصل من أصول الإيمان
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أسباب اختلاف نسخ «صحيح البخاري»
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    خطبة: اشتداد المحن بداية الفرج
    يحيى سليمان العقيلي
  •  
    خطبة: إن الله لا يحب المسرفين
    عبدالعزيز أبو يوسف
  •  
    فضل عشر ذي الحجة (خطبة)
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الرقائق والأخلاق والآداب
علامة باركود

الأرزاق والأعمار وعمران الديار تزيد بصلة الأرحام وحسن الأخلاق وحسن الجوار (خطبة)

الأرزاق والأعمار وعمران الديار تزيد بصلة الأرحام وحسن الأخلاق وحسن الجوار (خطبة)
الشيخ فؤاد بن يوسف أبو سعيد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 27/2/2021 ميلادي - 15/7/1442 هجري

الزيارات: 22383

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الأرزاق والأعمار وعمران الديار

تزيد بصلة الأرحام وحسن الأخلاق وحسن الجوار


إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

 

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].

 

أما بعد؛ فإنّ أصدق الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النار.

 

أعاذني الله وإياكم وسائر المسلمين من النار، ومن كل عمل يقرب إلى النار، اللهم آمين.

 

إخواني في دين الله؛ ما يهمُّ الإنسان في هذه الحياة الدنيا؛ رزقه وحياته وعمره، كيف يعيش؟


لذلك هذه مضمونةٌ عند الله سبحانه وتعالى، فالأرزاق والأعمار وعمران الديار، تزيد بصلة الأرحام، وحسن الجوار، وحسن الأخلاق، هذه الأرزاق تكفّل الله بها ليس للإنسان فقط، بل تكفّلَ اللهُ لكلِّ المخلوقات، ما هبَّ منها وما ودرجَ ودبَّ على الأرض، قال سبحانه: ﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [هود: 6].

 

فالرزق مقسوم، مهما جريت وتعبت، فلن تنالَ أكثر من رزقك، امشِ! امشِ في الأرض، فـ﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ﴾ [الملك: 15] ابحث عن رزقك أين هو وخذه، فـعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللهَ تَعَالَى قَسَمَ بَيْنَكُمْ أَخْلَاقَكُمْ، كَمَا قَسَمَ بَيْنَكُمْ أَرْزَاقَكُمْ"، أخرجه الإسماعيلي في معجم أسامي شيوخ أبي بكر الإسماعيلي (3/ 726) ح (342)، (خد) (275)، (حم) (3672)، صحح وقفه جماعة؛ ولكنه في حكم المرفوع، انظر الصحيحة: (2714).

 

فالرزق مقسوم، والأخلاق التي جبل عليها الإنسان أيضا مقسومة من الرحمن سبحانه.

 

والرزق مقدّر مكتوب عند الله سبحانه وتعالى، وهذا التقدير في اللوح المحفوظ ثم نزل إلى السماء الدنيا، نزلت أنت في عالم الأرواح ومعك رزقك، ثم في الرحم، ثم في الحياة الدنيا التي نعيشها، ورزقك معك، وعمرك معك، وعملك معك، يرافقك رويدا رويدا، ثبت عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللهَ وَكَّلَ فِي الرَّحِمِ مَلَكًا، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ نُطْفَةٌ؟ يَا رَبِّ عَلَقَةٌ؟ يَا رَبِّ مُضْغَةٌ؟


فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْلُقَهَا قَالَ: يَا رَبِّ أَذَكَرٌ؟ يَا رَبِّ أُنْثَى؟ يَا رَبِّ شَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ؟ فَمَا الرِّزْقُ؟ فَمَا الْأَجَلُ؟ فَيُكْتَبُ كَذَلِكَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ"، وهذا الحديث رواه (خ) (3333)، (م) (2646).

 

كل هذه مكتوبة بدون زيادة ولا نقصان.

 

وعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنهُ قَالَ: قَالَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ زَوْجُ النَّبِيِّ صلَّى الله عليه وسلم وأم المؤمنين رضيَ الله عنها وهي تجلس بين زوجها رسول الله صلَّى الله عليه وسلم، وأبيها أبي سفيان رضي الله عنهُ، وأخيها معاوية، فماذا قالت؟ قالت: (اللَّهُمَّ أَمْتِعْنِي بِزَوْجِي؛ رَسُولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلم، وَبِأَبِي أَبِي سُفْيَانَ، وَبِأَخِي مُعَاوِيَةَ)، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلم: "قَدْ سَأَلْتِ اللهَ لِآجَالٍ مَضْرُوبَةٍ، وَأَيَّامٍ مَعْدُودَةٍ، وَأَرْزَاقٍ مَقْسُومَةٍ، لَنْ يُعَجِّلَ مِنْهَا شَيْئًا قَبْلَ حِلِّهِ، أَوْ يُؤَخِّرَ مِنْهَا شَيْئًا بَعْدَ حِلِّهِ، وَلَوْ كُنْتِ سَأَلْتِ اللهَ أَنْ يُعَافِيَكِ مِنْ عَذَابٍ فِي النَّارِ، وَعَذَابٍ فِي الْقَبْرِ، كَانَ خَيْرًا لَكِ وَأَفْضَلَ"، (م) 2663، (حم) (3700).

 

فالأجل محتوم، والرزق مقسوم، وليس هناك عبادة في أن تقول: اللهم أطل عمري، أو طال عمرَك، هذا دعاء ليس فيه عبادة، دعاء العبادة طلب الرزق.

 

وهناك أسباب جعلها الله سبحانه وتعالى على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم؛ أنها من أسباب الرزق وسعته، ومن أسباب طول العمر بالخير والبركة، العمر مكتوب كم هو؟ لكن قد يفعل إنسانٌ أعمال خير ويكتسب حسنات في ريعان الشباب في ثلاثين سنة ما لم يفعله شيبة، كبير وصل التسعين من الأعمال الصالحات والخيرات.

 

فالبركات هي الأساس وليس بطول العمر بالسنوات، فـصلة الرحم وبرُّ الوالدين هذه من أسباب طول العمر، ومن أسباب سعة الرزق.

 

يا من تقطعون أرحامكم، استمعوا إلى قوله تعالى: ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ* أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ﴾ [محمد: 22، 23].

 

واستمعوا إلى قوله صلى الله عليه وسلم، فقد ورد عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ»، (خ) (2067)، (م) 20- (2557).

 

وفي رواية عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أيضا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُمَدَّ لَهُ فِي عُمْرِهِ، وَأَنْ يُزَادَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، فَلْيَبَرَّ وَالِدَيْهِ، وَلْيَصِلْ رَحِمَهُ"، (حم) (13401)، (13811)، مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (8/ 136) وقال: [رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ].

 

وكذلك عمران الديار، وطول الأعمار، هذه أيضا بصلة الأرحام، وحسن الخلق، وحسن الجوار، كما ثبت عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "صِلَةُ الرَّحِمِ، وَحُسْنُ الْخُلُقِ، وَحُسْنُ الْجِوَارِ، يَعْمُرَانِ الدِّيَارَ وَيَزِيدَانِ فِي الْأَعْمَارِ"، (حم) (25259)، الصَّحِيحَة: (519)، صَحِيح التَّرْغِيبِ: (2524)، وقال الأرناؤوط: إسناده صحيح.

 

ثم الدعاء، من أسباب الرزق، والبركة في الأعمار، فلا تيأس من الدعاء، الدعاء العام، والدعاء الخاص؛ إذا وقعت في ضيقة في الرزق فقل: يا رب، وإن اكتنفتك الديون فقل: يا رب، ليكشف عنك هذا الدين، ويرفع عنك هذا الكرب.

 

ادع الله لكن بأدب، بأدب في الطلب، فـمن أسباب زيادة الرزق ما ورد عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("إِنَّ الرُّوحَ الْأَمِينَ نَفَثَ فِي رُوعِي")؛ أي: إن جبريل ألقى في خاطري ونفسي وقلبي ("أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ نَفْسٍ تَمُوتُ حَتَّى تَسْتَوْفِيَ رِزْقَهَا")، وفي رواية: ("لَا تَسْتَبْطِئُوا الرِّزْقَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَكُنْ عَبْدٌ يَمُوتُ حَتَّى يَبْلُغَهُ آخِرُ رِزْقٍ هُوَ لَهُ")، آخر شيء، آخر لقمة، آخر نفس ستأخذه يا عبد الله، ("فَاتَّقُوا اللهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ")، أجْمِلوا، أي: اطلبوا في قَصْدٍ واعتدال، لا تطلبوا شيئا زائدا عن الحد، اطلب لكن أجمل في الطلب، مع عدم انشغال القلب، ("وَلَا يَحْمِلَنَّكُمُ اسْتِبْطَاءُ الرِّزْقِ عَلَى أَنْ تَطْلُبُوهُ بِمَعَاصِي اللهِ، فَإِنَّهُ لَا يُدْرَكُ مَا عِنْدَ اللهِ إِلَّا بِطَاعَتِهِ")، بمعاصيه لا تدرك مرادك، بل بطاعته، فلا تسرق يا عبد الله حتى تستعجل الرزق، هو لك، لو لم تسرقه لجاءك، لا تغشَّ لا تكذبْ حتى تكون لك الأموال، لا تخدع أو تخادع ("فَخُذُوا مَا حَلَّ، وَدَعُوا مَا حَرُمَ")، الحديث بزوائده في (جة) (2144)، (ك) (2135)، (ش) (35473)، (هق) (10185)، (حب) (3239)، انظر صَحِيح الْجَامِع: (2085)، (7323)، والصحيحة: (2866)، وصَحِيح التَّرْغِيبِ: (1702).

 

الكفار لم ينسهم الله من الأرزاق، ولا من طول الأعمار، فهذه عامة لكل الخلق.

 

والمؤمن هو عند الله يريد الرزق في الدنيا، ويريد الرزق في الآخرة، حتى إبليس جعل الله له رزقا في الأرض، وهو أكفر مخلوق على وجه الأرض، إبليس، فلا تكونوا عونا على رزقه يا عباد الله، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "قَالَ إِبْلِيسُ: يَا رَبِّ، كُلُّ خَلْقِكِ قَدْ سَبَّبْتَ أَرْزَاقَهُمْ، فَمَا رِزْقِي؟ قَالَ: كُلُّ مَا لَمْ يُذْكَرِ اسْمِي عَلَيْهِ"، أخرجه أبو الشيخ في كتاب العظمة: (12/ 128 / 1)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 126)، والضياء المقدسي في الأحاديث المختارة: (257/ 2)، انظر الصَّحِيحَة: (708).

 

كل ما لم يذكر اسم الله، هل نحن نذكر الله عندما نأكل؟ وأبناؤنا هل علمناهم التسمية عند الطعام؟ عند الشراب؟" عند اللباس؟ عند النوم؟ فإذا لم نذكر اسم الله، فهذا من رزق إبليس، وإن ذكرنا الله سبحانه وتعالى على هذه فقد حرمناه وأضنيناه وأضعفناه، فلنكن من ذلك على ذكر دائم لله سبحانه وتعالى.

 

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

 

الخطبة الآخرة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، واهتدى بهداه إلى يوم الدين، أمّا بعد:

رزقك المقسوم المكتوبُ لن يزيدَ ولن ينقصَ، فما بال قطع الرواتب؟ أنقصت من أرزاقنا، إنسان يأخذ مائة بالمائة، صار يأخذ سبعين!! ما بال من يُسرق طعامه ورزقُه؟ ما بال من يحرق طعامه ورزقه، كيف يكون هذا؟ هذا في الدنيا، المكتوب لن يتغيّر، ما حرق ليس من رزقك، ما خصم عليك في الرواتب ليس من رزقك، لو كان لك لأخذته رغما عن أنوف الناس جميعا، لكنه ليس من رزقك فقدّر الله أمرا أن يحرم فلان، ويحرم فلان، وهذه الرواتب والمستحقات دَوَّنًها المسئولون، وكتبوه في قوانين وأنظمة على أنفسهم؛ أن فلانا له مائة بالمائة، فسيحاسب على الثلاثين في المائة التي خصمها وإن لم تكن من رزقك.

 

الحرامي واللص الذي سرق مالك، مع أن المسروق ليس من رزقك، لم يكتبه الله لك، لكن سيحاسب السارق بسبب أخذه وسرقته، وهكذا، لكن لا تحزن كثيرا، ليس هذا مبرِّرًا للحرامية واللصوص ومن يقطعون الرواتب، لا، سيحاسبون عليه، لكن أنت اطمئن أنه ليس رزقك، لو كان لك لأتاك، فلنترك هذه الأرزاق الدنيوية، ولنأتِ إلى أرزاق المؤمنين في الآخرة، رزق دائم لا ينقطع، وهو خير وأبقى بآلاف وملايين ولا مقارنة بينها وبين أرزاق الدنيا، قال سبحانه في حق الشهداء الذين قتلوا في سبيل الله أو ماتوا: ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمران: 169– 171].

 

وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله تعالى عنهما-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الشُّهَدَاءُ عَلَى بَارِقٍ؛ نَهْرٍ بِبَابِ الْجَنَّةِ، فِي قُبَّةٍ خَضْرَاءَ، يَخْرُجُ عَلَيْهِمْ رِزْقُهُمْ مِنَ الجَنَّةِ بُكْرَةً وَعَشِيًّا"، (حم) (2390)، (حب) (4658)، انظر صَحِيح الْجَامِع: (3742)، صَحِيح التَّرْغِيبِ: (1378).

 

هناك لا يوجد شمسٌ ولا ليل، وإنما هو ضوءٌ مستمرٌّ، فكلمة (بكرةً وعشيًّا) كالتوقيت بالساعة، كما قال الله: ﴿ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ ﴾ [سبأ: 12]، هذا توقيت فقط، إذن بكرة وعشيا يعني في كل وقت يحتاجونه.

 

أما عموم المؤمنين الذين لم يقتلوا شهداء ولم يموتوا شهداء، فـقد قال سبحانه في حقهم: ﴿ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ ﴾ [البقرة: 25].

 

وقال سبحانه في حق التائبين؛ الذين أسرفوا على أنفسهم بإضاعة الصلوات، واتباع المحرمات من الشهوات، قال سبحانه في حقهم: ﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ ﴾ أي: من بعد عباد الصالحين السابقين ﴿ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا* إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا * جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا * لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَامًا وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا * تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا ﴾ [مريم: 59- 63].

 

فاللهم يا ربّ العالمين اجعلنا من هؤلاء الأتقياء.

 

ألا وصلوا على نبينا محمد كما صلى عليه الله في كتابه وملائكته فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].

 

اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.

 

اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.

 

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات يا رب العالمين.

 

اللهم لا تدع لنا في مقامنا هذا ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا دينا إلا قضيته، ولا مريضا إلا شفيته، ولا مبتلىً إلا عافيته، ولا فقيرا إلا أغنيته، ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة هي لك رضا ولنا فيها صلاح إلا أعنتنا على قضائها ويسرتها برحمتك يا أرحم الراحمين.

 

﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • في سعة الأخلاق كنوز الأرزاق
  • البركة في الأرزاق
  • سوء الآداب والأخلاق يفسد الأعمال والأرزاق
  • بالإنفاق تقضى الحاجات ويبارك في النعم والأرزاق
  • صلة الأرحام في السنة النبوية المباركة
  • تذكير الأبرار بحسن الجوار (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • آداب الزيارة وشروطها(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مباحث ومشكلات في الأدب المقارن العربي (1)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • هيا بنا نتعلم الآداب الإسلامية - من هدي السنة النبوية (7)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • هيا بنا نتعلم الآداب الإسلامية - من هدي السنة النبوية (4)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الأدب غير الإسلامي(مقالة - موقع د. أحمد الخاني)
  • سلسلة الآداب الشرعية (آداب المزاح)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سلسلة الآداب الشرعية (آداب الزيارة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سلسلة الآداب الشرعية (آداب المجلس)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سلسلة الآداب الشرعية (آداب الاستئذان)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سلسلة الآداب الشرعية (آداب المصافحة والمعانقة والتقبيل)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 26/11/1446هـ - الساعة: 15:30
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب