• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أوصاف القرآن الكريم في الأحاديث النبوية الشريفة
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    تحريم أكل ما لم يذكر اسم الله عليه
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    أفضل أيام الدنيا (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    الحج وما يعادله في الأجر وأهمية التقيّد بتصاريحه ...
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    تفسير قوله تعالى: { إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
  •  
    سمات المسلم الإيجابي (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    المصافحة سنة المسلمين
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    الدرس الثامن عشر: الشرك
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    مفهوم الموازنة لغة واصطلاحا
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (5)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    من نفس عن معسر نجاه الله من كرب يوم القيامة
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    خطر الظلمات الثلاث
    السيد مراد سلامة
  •  
    تذكير الأنام بفرضية الحج في الإسلام (خطبة)
    جمال علي يوسف فياض
  •  
    حجوا قبل ألا تحجوا (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    تعظيم المشاعر (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الرقائق والأخلاق والآداب
علامة باركود

التضحية ومجالاتها في الإسلام (خطبة)

التضحية ومجالاتها في الإسلام (خطبة)
السيد مراد سلامة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 20/2/2021 ميلادي - 8/7/1442 هجري

الزيارات: 90593

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

التضحية ومجالاتها في الإسلام


الخطبة الأولى

أحباب رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيَّاكم الله - والتحايا مفاتيح القلوب - تحيةً طيبةً لطالما ثملت في الصدر ثمول النار في الحجر، ثم وافتكم اليوم كعبير السحر، تتنفس في لقائكم شذى الريحان والورد والمسك والعنبر،

أهلًا وسهلًا والسلام عليكم
وتحية منا تزف إليكم
أحبابنا ما أجمل الدنيا بكم
لا تقبح الدنيا وفيها أنتم

 

حديثنا اليوم حديث ذو شجون، حديث يشعل الهمم وترقى به الأمم، إنه حديث عن مفتاح كل نجاح، وسبيل كل كفاح، وأصل كل صلاح، حديثنا عن التضحية ومجالاتها في الإسلام، فما معنى التضحية؟ وما مجالاتها؟

 

العنصر الأول: تعريف التضحية:

أيها الأحباب، التضحية في أدق عبارة وأرق إشارة هي بذل النَّفس أو الوقت أو المال، لأجل غاية أسمى، ولأجل هدف أرجى، مع احتساب الأجر والثواب على ذلك عند الله عزَّ وجلَّ، والمرادف لهذا المعنى: الفداء، ومن معانيها: البذل والجهاد.

 

العنصر الثاني: مجالات التضحية:

المجال الأول: التضحية من أجل الدين: فإن هذا المجال هو أساس التضحية، وكل تضحية دونه هباء، والله تعالى أمَرنا وحثَّنا على التضحية، من أجْل رفع لواء دينه ونُصرة شرعه، وعقد مع المضحين عقدًا بموجبه يبذل المضحي نفسه وماله لله تعالى، ويجزيه الله تعالى جنات تجري من تحتها الأنهار؛ قال العزيز القهار: ﴿ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة: 111].

 

ويقول عز وجل: ﴿ مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ [البقرة: 245].

دفعوا ضريبة نصر الدين من دمهم  ♦♦♦ والناس تزعم نصر الدين مجانَا

 

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "‌مَا ‌مِنْ ‌مَجْرُوحٍ ‌يُجْرَحُ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُجْرَحُ فِي سَبِيلِهِ، إِلَّا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالْجُرْحُ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ جُرِحَ، اللَّوْنُ لَوْنُ دَمٍ، وَالرِّيحُ رِيحُ مِسْكٍ"[1].

 

وفي المقابل فإن للقاعدين عن التضحية من غير عذر عقابًا أليمًا؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ * إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [التوبة: 38، 39].

 

وحذَّر الله عباده من الركون إلى الدنيا وزينتها، وأن يحول بين المر وبين التضحية أي شيء من أهل أو عشيرة أو مال، فقال الكبير المتعال سبحانه: ﴿ قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴾ [التوبة: 24].

 

وقال جل شأنه: ﴿ هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ ﴾ [محمد: 38].

 

المجال الثاني: التضحية من أجل الوطن:

أمة الحبيب الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم، ومن مجالات التضحية والفداء: التضحية من أجل الوطن، فمتى كان وطن المرء وطنًا مسلمًا يُقيم شعائر الله تعالى، فإن التضحية في سبيله واجبة على جميع أفراده، وللوطن في نفس المرء قيمة وقامة ومنزلة عظيمة، ولِمَ لا والله تعالى سوَّى بين القتل وبين الخروج من الأوطان؛ قال الرحيم الرحمن: ﴿ وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا ﴾ [النساء: 66].

 

فالدفاع عن البلاد وأهلها من الجهاد المشروع، ومن يقتل في ذلك وهو مسلم يُعد شهيدًا؛ عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلم يَقُولُ: مَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دَونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دَونَ دَمِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دَونَ أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ)) [2].

 

فالمرابطة على الثغور وحفظ أمن الأوطان، سببُ الفلاح والنجاح؛ قال الله: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 200].

 

فجنودنا البواسل الذين يسهرون ليلهم ويكابدون نهارهم، أجرهم عظيم وثوابهم جليل؛ عَنْ سَلْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "‌رِبَاطُ ‌يَوْمٍ ‌وَلَيْلَةٍ ‌خَيْرٌ ‌مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ، وَإِنْ مَاتَ جَرَى عَلَيْهِ عَمَلُهُ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُهُ، وَأُجْرِيَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ، وَأَمِنَ الْفَتَّانَ"[3].

 

وفي الصحيحين عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «‌رِبَاطُ ‌يَوْمٍ ‌فِي ‌سَبِيلِ ‌اللَّهِ ‌خَيْرٌ ‌مِنَ ‌الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا، وَمَوْضِعُ سَوْطِ أَحَدِكُمْ مِنَ الجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا، وَالرَّوْحَةُ يَرُوحُهَا العَبْدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَوِ الغَدْوَةُ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا»[4].

 

ومما يدل على وجوب التضحية والدفاع عن الوطن قوله تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ﴾ [البقرة: 246].

 

فدلالات هذه الآية تشير إلى أهمية القتال من أجل الديار والأبناء فيما لا يتعارض مع الإسلام، وإن هذا جهاد في سبيل الله، ويأتي هذا بناءً على القاعدة الشرعية شرعُ مَن قبلَنا شرعٌ لنا مالم يرد في شرعنا ما ينسَخه.

 

المجال الثالث: التضحية من أجل النفس والعرض والمال:

أيها الإخوة الأعزاء، إن من مجالات التضحية أن يدافع المسلم عن نفسه وعرضه وماله، وهذا ما يسمى دفع الصائل، فواجب على المسلم أن يصون نفسه وعرضه، ويحمي ماله، وأن يضحي من أجل ذلك.

 

اسمعوا يا رعاكم الله إلى ما رَوَاهُ مسلمٌ وغيرُه أن رجُلًا قال: يا رسولَ الله، أرأَيْتَ إنْ جاءَ رجُلٌ يُرِيدُ أَخْذَ مالِي؟ قال: "فَلا تُعْطِه مالَك"، قال: أرأَيْتَ إنْ قَاتَلَنِي؟ قال: "قاتِلْهُ"، قال: أرَأَيْتَ إن قَتَلَنِي؟ قال: "فأنت شهيدٌ"، قال: أرأيْتَ إن قتلتُه؟ قال: "هو في النار"[5].

 

وفي الصحيحَيْنِ عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنْهُما قالَ: سَمِعْتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم يقولُ: "مَنْ قُتِلَ دُونَ مالِه فَهُوَ شهيدٌ".

 

والدفاع عن العرض واجب كذلك باتفاق الفقهاء، فلا تحل إباحته بحال؛ لأنه لا يقل أهمية عن غيره من الضروريات، بل إن عادة العقلاء بذلُ نفوسهم وأموالهم دون أعراضهم، وما فدي بالضروري فهو بالضرورة أَوُلى، ولهذا قال قائلهم:

يَهُونُ عَلَيْنَا أَنْ تُصَابَ جُسُومُنَا  ♦♦♦ وَتَسْلَمَ أَعْرَاضٌ لَنَا وَعُقُولُ

 

العنصر الثالث: ضحَّوْا وضحَّينا، لكن أين الثَّرى من الثُّريَّا؟

أيها الأحباب، هيَّا نقلِّب صفحات أمتنا المجيدة؛ لنرى صورًا مشرقة من التضحية والفداء، إذا قوبلت هذه التضحية بما نقدِّمه نحن، لوُجد الفرق شاسعًا كما بين الثرى والثريا!

ما كانَ إلا الشمسُ يَسطَع ضَوْءُها
والخِصْب في أرض الضَّلال المَاحلِ
قفْ أيُّها التاريخُ سجِّل صفحةً
غرَّاءَ تَنطِق بالخلود الكاملِ
حَرِّك بسِيرته القلوبَ وقد قسَت
وغَدَتْ بقَسْوتها كصُمِّ جَنادِلِ

 

قال ابن القيم عليه رحمة الله: (يا مخنث العزم، أين أنت والطريق تعِب فيه آدم، وناح لأجله نوح، ورُمي في النار الخليل، وأُضجع للذبح إِسماعيلُ، وبيع يوسفُ بثمن بخس، ولبث في السجن بضع سنين، ونُشر بالمنشار زكريا، وذُبح السيد الحصورُ يَحيى، وقاسى الضُّرَّ أيوب، وزاد على المقدار بكاءُ داودَ، وسار مع الوحش عيسى، وعالج الفقرَ وأنواعَ الأذى محمد صلى الله عليه وسلم، تُزهى أنت باللهو واللعب؟).

 

صور مشرقة من التضحية:

لقد ضحَّى صلى الله عليه وسلم تضحيات جسامًا، وكان قدوة لكل مسلم إلى قيام الساعة، وسار الصحابة رضي الله عنهم على هذا الطريق، فقدموا من أجل دينهم ما لم يعرف التاريخ له مثيلًا، وقد زخر التاريخ الإسلامي بأمثلة رائعة على تضحيات عظيمة قدمها المسلمون كلما دعا الداعي لذلك، وإليكم بعض الصور:

تضحية إمام المضحين صلى الله عليه وسلم:

إخوة الإسلام، هيَّا لنرى كيف ضحى وقدَّم التضحيات أفضل المخلوقات، كيف ضحى بكل غال ونفيس، من أجل أن يبلغ رسالة ربِّه عز وجل، من أجل أن يخرج الناس من الظلمات إلى النور.

 

عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَاللَّهِ بْنَ عَمْرٍو، عَنْ أَشَدِّ مَا صَنَعَ المُشْرِكُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: رَأَيْتُ عُقْبَةَ بْنَ أَبِي مُعَيْطٍ، جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُصَلِّي، "فَوَضَعَ رِدَاءَهُ فِي عُنُقِهِ فَخَنَقَهُ بِهِ خَنْقًا شَدِيدًا، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ حَتَّى دَفَعَهُ عَنْهُ، فَقَالَ: ﴿ ‌أَتَقْتُلُونَ ‌رَجُلًا ‌أَنْ ‌يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ، وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ ﴾ [غافر: ٢٨][6].

 

قال عُرْوَةُ أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَتْهُ أَنَّهَا قَالَتْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَلْ أَتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ كَانَ أَشَدَّ مِنْ يَوْمِ أُحُدٍ، قَالَ: "لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ مَا لَقِيتُ، وَكَانَ أَشَدَّ مَا لَقِيتُ مِنْهُمْ يَوْمَ العَقَبَةِ، إِذْ عَرَضْتُ نَفْسِي عَلَى ابْنِ عَبْدِيَالِيلَ بْنِ عَبْدِكُلَالٍ، فَلَمْ يُجِبْنِي إِلَى مَا أَرَدْتُ، فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا مَهْمُومٌ عَلَى وَجْهِي، فَلَمْ أَسْتَفِقْ إِلَّا وَأَنَا بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ فَرَفَعْتُ رَأْسِي، فَإِذَا أَنَا بِسَحَابَةٍ قَدْ أَظَلَّتْنِي، فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِيهَا جِبْرِيلُ، فَنَادَانِي فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ، وَمَا رَدُّوا عَلَيْكَ، وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْكَ مَلَكَ الجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئْتَ فِيهِمْ، فَنَادَانِي مَلَكُ الجِبَالِ فَسَلَّمَ عَلَيَّ، ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، فَقَالَ، ذَلِكَ فِيمَا شِئْتَ، ‌إِنْ ‌شِئْتَ ‌أَنْ ‌أُطْبِقَ ‌عَلَيْهِمُ ‌الأَخْشَبَيْنِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلَابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ، لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا"[7].

 

تضحيات الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين:

تضحيات الصحابة وما مِن صحابي من الصحب الكرام إلا وله قصة عجيبة في التضحية والبذل، فقد خرج أبو بكر رضي الله عنه عن ماله كله أكثر من مرة.

 

وتبرع عمر رضي الله عنه بنصف ماله.

وتبرع عثمان لجيش العسرة وجهزه من ماله.

نام علي رضي الله عنه في فراش النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة الهجرة.

نماذج من تضحيات الصحابة وأبنائهم.

 

مواكبُ الله سارَتْ لا يُزَعْزِعُهَا
عاتٍ منَ البحرِ أو عالٍ من الأطم
لا يهتفونَ لمخلوقٍ فقدْ علمُوا
أنَّ الخلائقَ والدنيا إلَى العَدَمِ

 

وهذه صور من تلك النماذج على سبيل المثال لا الحصر:

تضحية أنس بن النضر:

هذا أنس بن النضر رضي الله عنه يسمع في غزوة أحد أن رسول الله قد مات، وأن رسول الله قد قُتل، فيمر على قوم من المسلمين قد ألقوا السلاح من أيديهم، فيقول لهم: ما بالكم قد ألقيتم السلاح؟! فقالوا: قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أنس: فما تصنعون بالحياة بعد رسول الله؟ قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، واندفع أنس بن النضر في صفوف القتال، فلقي سعد بن معاذ، فقال أنس: يا سعد والله إني لأجد ريح الجنة دون أُحد، وانطلق في صفوف القتال فقاتل حتى قُتل، وما عرفته أختُه إلا ببنانه، وبه بضع وثمانون ما بين طعنة برمح وضربة بسيف ورمية بسهم[8].

 

أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان، ولك الحمد أن جعلتنا من أمة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، أما بعد:

تضحية سعد بن الربيع:

قال عَبْدُاللَّهِ بْنَ عَبْدِالرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ‌‌«مَنْ يَنْظُرُ لِي مَا فَعَلَ سَعْدُ بْنُ الرَّبِيعِ»، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: فَخَرَجَ يَطُوفُ فِي الْقَتْلَى حَتَّى وَجَدَ سَعْدًا جَرِيحًا قَدْ أَثْبَتَ بِآخِرِ رَمَقٍ، فَقَالَ: يَا سَعْدُ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَنِي أَنْ أَنْظُرَ لَهُ أَمِنَ الْأَحْيَاءِ أَنْتَ أَمْ فِي الْأَمْوَاتِ؟ قَالَ: فَإِنِّي فِي الْأَمْوَاتِ أَبْلِغْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنِّي السَّلَامَ، وَقُلْ لَهُ: إِنَّ سَعْدًا يَقُولُ لَكَ جَزَاكَ اللَّهُ عَنَّا خَيْرَ مَا جُزِيَ نَبِيًّا عَنْ أُمَّتِهِ، وَأَبْلِغْ قَوْمَكَ عَنِّي السَّلَامَ، وَقُلْ لَهُمْ: إِنَّ سَعْدًا يَقُولُ لَكُمُ: إِنَّهُ لَا عُذْرَ لَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ إِنْ خُلِصَ إِلَى نَبِيِّكُمْ، ‌وَفِيكُمْ ‌عَيْنٌ ‌تَطْرِفُ"[9]؛ أخرجه الحاكم.

 

تضحية أطفال الصحابة:

أيها المسلمون، حتى الصبيان، حتى الأطفال، حتى الغلمان ضحوا لله ولدين الله جل وعلا، ومن أروع وأعجب ما قرأت: عَبْدِالرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا وَاقِفٌ فِي الصَّفِّ يَوْمَ بَدْرٍ فَنَظَرْتُ عَنْ يَمِينِي وَشِمَالِي، فَإِذَا بِغُلامَيْنِ مِنَ الأَنْصَارِ حَدِيثَةٌ أَسْنَانُهُمَا، فَتَمَنَّيْتُ أَنْ أَكُونَ بَيْنَ أَضْلُعِ مِنْهُمَا، فَغَمَزَنِي أَحَدُهُمَا، فَقَالَ: يَا عَمِّ، ‌هَلْ ‌تَعْرِفُ ‌أَبَا ‌جَهْلٍ؟ قُلْتُ: نَعَمْ وَمَا حَاجَتُكَ إِلَيْهِ يَا بْنَ أَخِي، قَالَ: أُخْبِرْتُ أَنَّهُ كَانَ يَشْتُمُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَئِنْ رَأَيْتُهُ لا يُفَارِقُ سَوَادِي سَوَادَهُ حَتَّى يَمُوتَ الأَعْجَلُ مِنَّا، قَالَ: فَغَمَزَنِي الآخَرُ، فَقَالَ مِثْلَهَا، فَلَمْ أَلْبَثْ أَنْ نَظَرْتُ إِلَى أَبِي جَهْلٍ فِي النَّاسِ، فَقُلْتُ: أَلا تَرَيَانِ هَذَا صَاحِبُكُمَا الَّذِي تَسْأَلانِ عَنْهُ، فَابْتَدَرَاهُ بِسَيْفَيْهِمَا، فَضَرَبَاهُ حَتَّى قَتَلاهُ، ثُمَّ انْصَرَفَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَاهُ، فَقَالَ: أَيُّكُمَا قَتَلَهُ، فَقَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا: أَنَا قَتَلْتُهُ.

 

قَالَ: هَلْ مَسَحْتُمَا سَيْفَكُمَا؟ قَالَا: لا، فَنَظَرَ فِي سَيْفَيْهِمَا، فَقَالَ: كِلاكُمَا قَتَلَهُ فَقَضَى بِسَلَبِهِ لِمُعَاذِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ، وَهُمَا مُعَاذُ بْنُ عَفْرَاءَ، وَمُعَاذُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ [10].

 

تضحية النساء:

عن الحارث بن عبد الله قال: سمعت عبد الله بن زيد بن عاصم يقول: شهدت أحدًا مع رسول الله، فلما تفرق الناس عنه، دنوت منه أنا وأمي نذب عنه، فقال: "ابن أم عمارة"، قلت: نعم، قال: "ارم"، فرميت بين يديه رجلًا من المشركين بحجر وهو على فرس، فأصبت عين الفرس، فاضطرب الفرس حتى وقع هو وصاحبه، وجعلت أعلوه بالحجارة حتى نضدت عليه منها وقرًا، والنبي ينظر يتبسَّم، ونظر جرح أمي على عاتقها، فقال: "أمك أمك، اعصب جرحها، بارك الله عليكم من أهل البيت، مقام أمك خير من مقام فلان وفلان، رحمكم الله أهل البيت، ومقام ربيبك يعني زوج أمه خير من مقام فلان وفلان، رحمكم الله أهل البيت"، قالت: ادع الله أن نرافقك في الجنة، فقال: "اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة"، فقالت: ما أبالي ما أصابني من الدنيا؛ (ذكره بن سعد في طبقاته) [11].

 

فلو كان النساءُ كمن ذكرنا
لفضلت النساءِ على الرجالِ
وما التأنيث لاسم الشمس
عيب وما التذكيرُ فخرُ للهلالِ

الدعاء...



[1] «مسند أحمد»، (16/ 433 ط الرسالة)، «وأخرجه ابن ماجه (2790)».

[2] أخرجه أحمد في المسند 1١/ 190، أخرجه أبو داود في السنن 5/ 128- 129، كتاب السنة (34)، باب في قتال اللصوص (32)، الحديث (4772)،

[3] مسلم: (3/ 1520) (33)، كتاب الإمارة (50)، باب فضل الرباط في سبيل الله، رقم (163).

[4] أخرجه البخاري 4/ 43(2892)، ومسلم 6/ 36(1881) (113) و(114).

[5] أخرجه: مسلم 1/ 87 (140) (225).

[6] أخرجه أحمد 2/204، والبخاري (3678) في فضائل الصحابة: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لو كنت متخذًا خليلًا".

[7] أخرجه البخاري (3231) في بدء الخلق: باب إذا قال أحدكم: آمين والملائكة في السماء ...، و(7389) في التوحيد، باب: ﴿ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا ﴾ [النساء: 134].

[8] تاريخ الطبري 3/ 25، ابن هشام 2/ 97، «الدرة الثمينة في أخبار المدينة» (ص70).

[9] أخرجه الحاكم في المستدرك (3: 201) في مناقب سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ، وَقَالَ: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه»، ووافقه الذهبي، ونقله الصالحي في السيرة الشامية (4: 326)، وعزاه للحاكم والبيهقي، ومن طريق ابن إسحاق في سيرة ابن هشام (3: 38- 39)، ونقله الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (4: 39).

[10] وأخرجه البخاري (3141) و(3964)، ومسلم (1752)، وأبو يعلى (866)، والطحاوي 3 /227-228، وابن حبان (4840).

[11] «مناقب النساء الصحابيات لعبدالغني المقدسي» (ص56).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • التضحية بين أفراد النمل
  • التضحية
  • التضحية: مفهومها ونماذج منها

مختارات من الشبكة

  • ضحوا تصحوا(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • من دروس الهجرة: التضحية في سبيل الدين (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التضحية في سبيل الله (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التضحية قبل الأضحية (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • من وحي الهجرة: درس التضحية (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة عيد الأضحى: أسرة أبي الأنبياء تعلمنا خلق التضحية(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطبة عيد الأضحى 1442 هـ (إبراهيم عليه السلام أول من سن التضحية)(مقالة - ملفات خاصة)
  • تحذير الأنام من العيوب المانعة من التضحية ببهيمة الأنعام (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطبة: عيد الأضحى يوم التضحية والفداء(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة عيد الأضحى (اليوم يوم التضحية)(مقالة - ملفات خاصة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 21/11/1446هـ - الساعة: 10:16
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب