• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: أم سليم صبر وإيمان يذهلان القلوب (2)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    تحريم أكل ما ذبح أو أهل به لغير الله تعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    الكبر
    د. شريف فوزي سلطان
  •  
    الفرق بين إفساد الميزان وإخساره
    د. نبيه فرج الحصري
  •  
    مهمة النبي عند المستشرقين
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (3)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    ماذا سيخسر العالم بموتك؟ (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    فقه الطهارة والصلاة والصيام للأطفال
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    ثمرة محبة الله للعبد (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    خطبة: القلق من المستقبل
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    فوائد وعبر من قصة يوشع بن نون عليه السلام (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    خطبة: المخدرات والمسكرات
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    {وما النصر إلا من عند الله} ورسائل للمسلمين
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرزاق، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    الأحق بالإمامة في صلاة الجنازة
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    فضل الصبر على المدين
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / النصائح والمواعظ
علامة باركود

من معاني التقوى

من معاني التقوى
فواز بن علي بن عباس السليماني

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 8/1/2020 ميلادي - 12/5/1441 هجري

الزيارات: 17498

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من معاني التقوى

 

المعنى الأول: توحيد الله سبحانه وتعالى:

1- قال الله تعالى: ﴿ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى ﴾ [الفتح: 26].

وعن أبي بن كعب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «كلمة التقوى هي لا إله إلا الله»، رواه الترمذي برقم (3265)، وغيره، وهو من طريق: ثوير بن أبي فاختة؛ قال الدارقطني: متروك. وقال ابن عدي: ضعَّفه جماعة، وأثر الضعف على رواياته بيِّن، وهو إلى الضعف أقرب منه إلى غيره؛ اهـ من "التهذيب" (2/ 32). وأبقيته مع ضعفه لشواهده، وهو في "صحيح الترمذي" بالرقم السابق. وقد ساق له الحافظ ابن كثير: في "تفسيره" (7/ 345) شواهد عند الآية المذكورة.

 

وروى ابن جرير في "تفسيره" (21/ 310ـ313)، عن علي، وابن عمر، والمسور بن مخرمة، وابن زيد، ومجاهد، وعكرمة، وابن عباس، وعمرو بن ميمون، وقتادة، والضحاك، وسلمة بن كهيل، وعبيد بن عمير، وطلحة بن مصرف، والربيع، والسدي، وجماعة - أن كلمة التقوى: هي لا إله إلا الله. زاد عطاء، وجماعة: وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير. وعزاه العلامة الشوكاني في "تفسيره" (5/ 72ـ73) إلى الجمهور، ورجحه الحافظ ابن كثير في "تفسيره" (4/ 266)، وهو الراجح، والله أعلم.

 

2- قال الله تعالى: ﴿ قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ ﴾ [المؤمنون: 86، 87].

 

ذكر العلامة الشنقيطي: في "أضواء البيان" (3/ 411 ـ 412)، عن جماعة من المفسرين: أن معنى الآية: هو توحيد الربوبية.

 

ثم قال: وتوحيد الربوبية جُبلت عليه فطرة العقلاء، واستدل بالآية السابقة، وبقوله تعالى: ﴿ قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ ﴾ [يونس: 31]، وغيرها من الآيات؛ اهـ بتصرف.

 

3- قال الله تعالى: ﴿ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ * إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ﴾ [الشعراء: 106 - 108].

 

ومثلها ما يماثلها من الآيات في سورة الشعراء، وغيرها.

قال الإمام القرطبي في "تفسيره" (7/ 119) عند الآية الأولى: والمعنى: ألا تتقون الله في عبادة الأصنام؛ اهـ.

وقال ابن كثير في "تفسيره" (3/ 49) عند الآية الأولى: أي: ألا تخافون الله، في عبادتكم غيره.

 

وقال في "تفسيره" (3/ 49 ـ 55) عند الآية الثانية: أي: أَقبِلُوا على ما يعود نفعه عليكم في الدنيا والآخرة، من عبادة ربكم الذي خلقكم ورزقكم؛ لتعبدوه وتوحدوه، وتسبحوه بكرة وأصيلًا؛ اهـ.

 

قلت: وبه قال العلامة السعدي في "تفسيره" (ص545).

 

وقال الإمام الشوكاني في "تفسيره" (4/ 105) عند عموم قوله تعالى: ﴿ أَلَا تَتَّقُونَ ﴾: أي: ألا تتقون الله بترك عبادة الأصنام؛ اهـ.

 

وقال الإمام القرطبي في "تفسيره" (7/ 135) قوله: ﴿ فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ ﴾ في شأن نبيه شعيب: إنما كان جواب هؤلاء الرسل واحدًا، على صيغة واحدة؛ لأنهم متفقون على الأمر بالتقوى، والطاعة، والإخلاص في العبادة؛ اهـ.

 

4- عن أبي أمامة صدي بن عجلان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اتقوا الله ربكم، وصلوا خمسكم، وصوموا شهركم، وأدوا زكاة أموالكم، وأطيعوا ذا أمركم؛ تدخلوا جنة ربكم»، رواه الترمذي برقم (616)، وغيره.

وهو في "الصحيحة" برقم (867)، وفي "الصحيح المسند" (481).

 

ويوضحه: حديث عمر رضي الله عنه عند "مسلم" برقم (1)، وجاء عن غيره مرفوعًا: «بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله»...الحديث.

 

ووجه الدلالة من حديث عمر وغيره: أن التقوى في حديث أبي أمامة حلَّت محل الشهادتين، والله أعلم.

وذكر ابن الجوزي في "جامع السيرة" (ص176): أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سرية إلى الحرقة، وكان فيهم أسامة ابن زيد، ذكر القصة وفيها أن الأمير بعث الطلائع، فلما رجعوا قام خطيبًا، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أوصيكم بتقوى الله وحده لا شريك له، وأن تطيعوني ولا تعصوني.

 

وحديث أسامة رضي الله عنه في هذه السرية، رواه البخاري برقم (4269)، ومسلم (279).

وفي "بصائر ذو التمييز" (2/ 116): أن من معاني التقوى: التوحيد، والشهادة، واستدل بقوله تعالى: ﴿ اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ﴾ [الأحزاب:70]؛ أي: وحِّدوا الله؛ اهـ.

 

المعنى الثاني: الإخلاص وصلاح النية:

قال الله تعالى: ﴿ لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ ﴾ [الحج: 37].

 

قال إبراهيم النخعي: قوله: ﴿ وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ ﴾: أي: ما أريد به وجه الله، رواه ابن جرير في "تفسيره" (16/ 570).

 

وقال البغوي في "تفسيره" (3/ 18) قوله: ﴿ وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ ﴾: أي: ولكن ترفع إليه منكم الأعمال الصالحة، والتقوى والإخلاص ما أُريد به وجه الله؛ اهـ.

 

قلت: وبه قال الخازن في "تفسيره" (3/ 19).

وقال ابن كثير في "تفسيره" (3/ 309): قوله: ﴿ وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ ﴾، لتحَقق القبول من الله لمن أخلص في عمله، وليس له معنى يبادر عند العلماء سوى هذا، والله أعلم؛ اهـ.

 

قلت: وكلامه هذا في غاية السداد، وبه قال الشوكاني في "تفسيره" (3/ 620).

وقال السعدي في "تفسيره" (ص539) قوله: ﴿ وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ ﴾: في هذا حث وترغيب على الإخلاص في النحر، وأن يكون القصد وجه الله وحده لا فخرًا، ولا رياءً، ولا سمعةً، ولا مجرد عادة، وهكذا سائر العبادات إن لم يقترن بها الإخلاص والتقوى، كانت كالقشور لا لب فيه، وكالجسد لا روح فيها؛ اهـ.

 

وقال في "بصائر ذو التمييز" (2/ 116): ومن معاني التقوى: الإخلاص واليقين، قال الله تعالى: ﴿ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾ [الحج:32]، وقال تعالى: ﴿ أوْلَئِكَ الذِينَ امْتَحَنَ اللهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾ [الحجرات:3]؛ اهـ بتصرف يسير.

 

المعنى الثالث: العلم والمعرفة:

قال الله تعالى: ﴿ أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 187].

 

قال ابن كثير في "تفسيره" (1/ 318): أي: يعرفون كيف يهتدون ويطيعون، كما قال تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحديد: 9]؛ ا هـ.

 

وقال السعدي في "تفسيره" (ص88) بعد ذكره لهذه الآية: فإنهم إذا بان لهم الحق من الباطل اتبعوه، وإذا تبيَّن لهم الباطل اجتنبوه ـ إلى أن قال ـ: فإذا بيَّن الله للناس آياته لم يبق لهم عذر ولا حجة، فكان ذلك سببًا للتقوى؛ اهـ.

 

وفي "بصائر ذوي التميز" (2/ 300): أن من معاني التقوى، العلم والمعرفة، واستدل بقوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾ [الحجرات: 3]؛ ا هـ.

 

المعنى الرابع: الأعمال الصالحة من صلاة وغيرها:

قال الله تعالى: ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [الأنعام: 153].

 

قال الضحاك: قوله: ﴿ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾: يقول: لعلكم تتقون النار بالصلوات الخمس، رواه ابن أبي حاتم، في "تفسيره" (5/ 1422).

 

وقال مجاهد: قوله تبارك وتعالى: ﴿ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾: لعلَّكم تطيعوه، رواه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (5/ 1422).

 

ونقل الفيروز آبادي في "بصائره" (5/ 275) عن الغزالي أنه قال: التقوى على ثلاثة أشياء: ومنها الطاعة والعبادة، قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ ﴾ [آل عمران: 102]، قال ابن عباس: أطيعوا الله حق طاعته، وقال مجاهد: هو أن يطاع ولا يعصى، وأن يذكر فلا ينسى، وأن يشكر فلا يكفر؛ اهـ.

 

المعنى الخامس: الخوف:

1- قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [البقرة: 278].

قال ابن كثير في "تفسيره" (1/ 402): قوله: ﴿ اتَّقُواْ اللهَ ﴾: أي: خافوه وراقبوه فيما تفعلون؛ اهـ، وبنحوه قال الطبري في "تفسيره" (5/ 48)، والخازن في "تفسيره" أيضًا (1/ 301)، عند الآية السابقة، والله أعلم.

 

2- قال الله تعالى: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ [المائدة: 96] في سورة المائدة، وغيرها.

قال ابن جرير في "تفسيره" (22/ 74): قوله: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ [المجادلة: 9]، يقول: وخافوا الله الذي إليه مصيركم وعنده مجتمعكم، في تضييع فرائضه، والتقدم على معاصيه أن يعاقبكم عليه عند مصيركم؛ اهـ.

وبنحوه قال الشوكاني في "تفسيره" (5/ 248)، عند آية المجادلة.

 

3- قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [الحشر: 18].

قال ابن جرير في "تفسيره" (22/ 547): قوله: ﴿ وَاتَّقُوا اللهَ ﴾: وخافوا الله؛ اهـ.

 

وفي "بصائر ذوي التمييز" (2/ 116): أن من معاني التقوى: التحذير والتخويف، واستدل بقوله تعالى: ﴿ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ ﴾ [النحل: 2]؛ ا هـ.

 

المعنى السادس: الخشية:

قال الله تعالى: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ [المجادلة: 9].

 

قال ابن وهب في "تفسيره" (1/ 212): قوله: ﴿ وَاتَّقُواْ اللهَ ﴾: أي: اخشوا الله الذي إليه تحشرون؛ اهـ.

 

وقال ابن جرير في "تفسيره" (5/ 16): قوله: ﴿ وَاتَّقُواْ اللهَ ﴾: يقول: واخشوا الله أيها الناس، واحذروه بطاعته فيما أمركم به من فرائضه، وفيما نهاكم عنه، في هذه الآيات التي انزلها على نبيكم صلى الله عليه وسلم.

 

وفي "بصائر ذوي التمييز" (2/ 116): أن من معاني التقوى الخوف، والخشية، قال الله تعالى: ﴿ اتَّقُوا رَبَّكُمُ ﴾ [النساء: 1]؛ اهـ.

 

المعنى السابع: التحذير:

1- قال الله تعالى: ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 281].

قال القرطبي في "تفسيره" (3/ 376): قوله: ﴿ وَاتَّقُواْ يَوْمًا ﴾: جمهور العلماء على أن هذا اليوم المحذر منه، هو يوم القيامة والحساب، والتوقية؛ اهـ.

 

ونقله عنه الشوكاني في "تفسيره" (3/ 504): وزاد: وجعله الله نكرة؛ لهول ذلك اليوم؛ اهـ.

وقال ابن كثير في "تفسيره" (1/ 446): قال تعالى: يعظ عباده ويذكرهم زوال الدنيا وفناء ما فيها من الأموال وغيرها، وإتيان الآخرة والرجوع إليه تعالى، ومحاسبه خلقة على ما عملوا، ومجازاته إياهم بما كسبوا من خير وشر، ويحذرهم عقوبته ﴿ وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ... ﴾ الآية؛ ا هـ.

 

2- قال الله تعالى: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ [المائدة: 96].

قال القرطبي في "تفسيره" (6/ 344): قوله: ﴿ وَاتَّقُواْ اللهَ ﴾: تشديد وتنبيه عقب هذا التحليل والتحريم، ثم ذكَّر بأمر الحشر والقيامة؛ مبالغة في التحذير؛ ا هـ.

 

وبه قال القاسمي في "تفسيره" (4/ 376): عند هذه الآية.

وفي "بصائر ذوي التمييز" (2/ 116): أن من معاني التقوى التحذير والتخويف، قال تعالى: ﴿ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ ﴾ [النحل: 2]؛ ا هـ.

 

المعنى الثامن: اتقاء جميع المحرمات:

1- قال الله تبارك وتعالى: ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 103].

قال قتادة: قوله: ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُواْ ﴾ الآية، قال: آمنوا بما أنزل، وقوله: ﴿ وَاتَّقَوْا ﴾، قال: اتقوا ما حرم الله، رواه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (1/ 195).

 

وقال ابن كثير في "تفسيره" (1/ 201): قوله: ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُواْ واتَّقَوْا ﴾ الآية؛ أي: ولو أنهم آمنوا بالله ورسله، واتقوا المحارم، لكان مثوبة الله على ذلك خيرًا لهم مما استجاروا لأنفسهم ورضوا به؛ كما قال تعالى: ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ ﴾ [القصص: 80].

 

2- قال الله تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴾ [الأعراف: 164].

 

روى الإمام الطبري في "تفسيره" (10/ 517)، عن ابن زيد، في قوله تعالى: ﴿ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴾، قال: لعلهم يتركون ما هم عليه.

 

وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (5/ 1601) بلفظ: لعلهم يتركون هذا الفعل الذي هم عليه؛ ا هـ.

 

3- قال الله تعالى: ﴿ أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴾ [الزمر: 57].

قال القرطبي في "تفسيره" (12/ 272): قوله: ﴿ لَوْ أَنَّ اللهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴾ أي: أرشدني إلى دينه لكنت من المتقين الشرك والمعاصي؛ ا هـ.

 

وذكر الفيروزآبادي في "بصائر ذوي التمييز" (2/ 116): أن من معاني التقوى: الاحتراز عن المعصية، واستدل بقول الله تعالى: ﴿ وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [البقرة: 189]، والله أعلم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • التقوى
  • تعريف التقوى لغة واصطلاحا
  • حقيقة التقوى وأصلها ومكانها
  • مراتب التقوى
  • شروط تحقيق التقوى
  • الأمر بالتقوى
  • أهمية التقوى وفوائدها (1)
  • أهمية التقوى وفوائدها (2)

مختارات من الشبكة

  • مخطوطة مباني الأخبار في شرح معاني الآثار ج18 ( شرح معاني الآثار )(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • الجواهر الكبرى في بيان معاني وصفات وشروط وفضائل وما تحتويه التقوى (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الصرف بين معاني القرآن للفراء ومعاني القرآن للأخفش(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة كشف معاني البديع في بيان مشكلات المعاني(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة معاني القرآن (إعراب القرآن ومعانيه)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • جدول معاني الكلمات لبعض قصار السور(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أقوال المفسرين في معنى لباس التقوى(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التقوى (أوصيكم بتقوى الله)(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • لعلكم تتقون (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • تحري معاني النصوص(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 17/11/1446هـ - الساعة: 9:44
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب