• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    واجب ولي المرأة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (9)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    علامات الساعة (1)
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    تفسير: (يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تحية الإسلام الخالدة
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    الشباب والإصابات الروحية
    د. عبدالله بن يوسف الأحمد
  •  
    من فضائل الصدقة (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / النصائح والمواعظ
علامة باركود

حال المؤمن في الدنيا وعند الموت وفي قبره

حال المؤمن في الدنيا وعند الموت وفي قبره
محاسن الشرهان

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 27/8/2019 ميلادي - 25/12/1440 هجري

الزيارات: 117834

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حال المؤمن في الدنيا وعند الموت وفي قبره

 

هذه بعض التساؤلات عن الموت وحال المؤمن عند الموت، التي تتبادر الى ذهن الكثير من الشباب والفتيات، ونطرح بعضًا منها.

 

س: لماذا تنتهي الحياة بالموت؟

فأجبت: من فضل الله وامتنانه على عباده أن خلقهم وأوجدهم فحقُّه عليهم العبادة، ومن رحمة الله بخلقه أن جعل للحياة الدنيا نهاية؛ لأنها دار عمل وألم وابتلاء وامتحان، وكدٍّ وكدح وكَبَدٍ وأمراض، وكل شيء فيها يُولد ويموت.

 

فالساعة تولد وتموت، واللحظة تولد وتموت، واللذة تولد وتموت، بل وكذلك النبات يولد ويموت، والحيوان يولد ويموت، والخلايا تولد وتموت، وكل المخلوقات تولد وتموت، ويبقى الخالق الحي الذي لا يموت.

 

س: ما الفرق بين نظر الكافر للدنيا ونظر المؤمن لها؟

المؤمن يعلم أنه خُلق لغاية العبودية، فهو في الدنيا عبد لله وجزاء عبوديته هو الجنة، أما الحياة الدنيا فكلها طريق للآخرة، فيعمل عمل العبد الذي لا يملك شيئًا إلا حاجته، ولا يلتفت ولا ينخدع بشيء.

 

فتخيل أنك ذاهب لمهمة محددة، وتسير في طريق واضح المعالم، معك زادك الذي يكفيك في طريقك، تسلك الطريق المستقيم الواضح المستنير الذي عليه علامات ودلالات ترشدك في طريقك.

 

فحالك مطمئن وثابت، لا تخدعك مناظر ما حول الطريق مهما كان جمالها، ولا تطمع نفسك بالتنزه في كل حديقة تراها في طريقك، ولا ترغب في الشراء من كل سوق يمر بجانبي الطريق، بل إنك تقطع الطريق بثبات من دون التفات.

 

فإذا شعرت بالجوع أكلت، وإذا احتجت للنوم نمت نوم المسافر الذي يريد أن يدرك الوقت ليقطع الطريق، ولا تقف إلا لحاجة، وإن رأيت في طريقك أحد يحتاج مساعدة ساعدته وبادرت بإكمال طريقك، لا تنسى طريقك ولا تنخدع ولا تُلهيك أيُّ حاجة من حاجاتك في الطريق، بل تكمل المسير وهمُّك هو الوصول.

 

فهذا حال العبد المؤمن في هذه الحياة الدنيا حاله ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5]، ويسأل الله الهداية في طريقه في كل وقت ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾ [الفاتحة: 6]، ﴿ وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ ﴾ [الإسراء: 97].

 

أما الكافر ومن انخدع بحال الكفار وتشبَّه بهم، فإنه يمشي بالطريق بلا معرفة إلى أين يسير، فإذا جرب الطريق وأخذ مسافة وقطع وقتًا فيه، شعر بأنه غير مناسب له وأن الطريق هذا غير جيد، فرجع إلى البداية وسلك طريقًا آخر، وكلما مرت به حديقة أو محطة وقف عندها باهتمام، وأطال الجلوس وأطال النظر وأَكَثَرَ من الشراء، ثم إذا أراد السير وقطع في الطريق مسافة اكتشف أنه طريق غير جيد، وعاد تائهًا يتخبط فيسلك طريقًا ثالثًا.

 

وكلما رأى في طريقه شيئًا أعجبه وقف عنده واشتراه وأخذه معه بلا تفكير، ويطيل الجلوس ويتبع كل صوت، وكلما رأى أناسًا مجتمعين وقف عندهم، ويكثر الالتفات وفي كل طريق يسير ثم يعود، فهو متخبط هائم ضائع يمشي بلا هدف، ومع هذا أَثَقَلَ نفسه بالمشتريات، حتى إذا قطع مسافة بعيدة وهو تائه، تعطل سيره ولم يجد من يُعينُه فوقف تائهًا خائفًا مذعورًا، يمشي ويقع بلا هداية ولا إنارة ولا مستقَّر، فقد انخدع بالطريق عن مقر الوصول والراحة الحقيقية حتى تاه وتعِب ويئس وتوقف، فهؤلاء ضالون ﴿ وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [الأعراف: 178]، ﴿ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا ﴾ [الكهف: 17].

 

س: إذًا على هذا فإن الذي يسلك الطريق الصحيح، لا يخاف من الموت لأن الموت وصول، فهل المؤمن لا يخاف من الموت؟

لا يخاف المؤمن من الموت؛ لأن الحياة الدنيا سَفَرٌ والموت راحة ووصول للغاية، وانتهاء لتكاليف العبد المكلَّف، فليس عند المسافر إلا هم الوصول، فالموت راحة للمؤمن في سفر الدنيا ورحمة من الله للعبد ووصول، فقد نجح في اختبار الدنيا ولم تخدعه محطات الطريق، فهو في راحة ينتظر تسلُّمَ الجائزة، فقد استراح من همِّ السفر في الحياة الناقصة الضيقة المؤلمة.

 

والموت انتقال إلى الحياة الدائمة الكاملة، فالمؤمن مقرُّه ليس الدنيا، وأمله وشوقه وسعادته ليست في الدنيا.

 

إن المؤمن لا يكره لقاء الله ولا يهاب الموت؛ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((اللهم إني أسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وأن تغفر لي وترحمني، وإذا أردت فتنة في قوم فتوفَّني غير مفتون، وأسألك حبك وحبَّ مَن يحبك وحبَّ عملٍ يُقرِّبني إلى حبِّك))، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنها حقٌّ فادرُسوها ثم تعلموها)).

 

وأولياء الله لا يَكرَهُون الموت بل يشتاقون للقاء الله، وقد أخبر الله عن اليهود: ﴿ وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ﴾ [الجمعة: 7]، كما قال بعض السلف: "ما يكره الموت إلا مريب".

 

وفي حديث عمَّار بن ياسر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((أسألك لذَّة النظر إلى وجهِك، والشوق إلى لقائك، في غير ضرَّاء مضرَّة، ولا فتنة مضلة)).

 

س: عرفنا حال المؤمن وحال الكافر في السفر في الحياة الدنيا، فما حال المؤمن عند نزول الموت؟ كيف لا يخشى المؤمن الموت وهو مؤلم؟!

حال المؤمن عن الموت يختلف كثيرًا عن حال الكافر عند الموت، ولا يتألم كما يتألم الكافر.

 

فقبل لحظة الموت تنزل عليه الملائكة تبشره وتطمئنه، يقول الله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ﴾ [فصلت: 30]، تهدئ الملائكة من رَوعه وفزعه وتبشره بالجنة، فكان بعضهم يبتسم ويتهلل وجهه حال الموت.

 

عن السديِّ: ﴿ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا ﴾ [فصلت: 30]، قال: "لا تخافوا ما أمامكم، ولا تحزنوا على ما بعدكم".

 

عن مجاهد، قوله: ﴿ تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا ﴾ [فصلت: 30]، قال: "لا تخافوا ما تقدُمون عليه من أمر الآخرة، ولا تحزنوا على ما خلَّفتم من دنياكم من أهل وولد، فإنا نخلُفكم في ذلك كله"؛ تفسير الطبري.

 

ثم إذا حلَّ بالمؤمن سبب الموت: مرض أو حرق أو غرق أو هدم أو غيره، فإن الله يرحمه وتنزل عليه الملائكة فيسلِّمون عليه، ويسرع ملك الموت في إخراج روحه؛ كي لا يتألم فتخرج روحه تسيل كما تسيل القطرة من فم السِّقاء.

 

عن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس معهم كفن من أكفان الجنة، وحنوط من حنوط الجنة؛ حتى يجلسوا منه مد البصر، ثم يجيء ملك الموت عليه السلام، حتى يجلس عند رأسه، فيقول: أيتها النفس الطيبة، اخرُجي إلى مغفرة من الله ورضوان، قال: فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من فِي السِّقاء فيأخذها، فإذا أخذها لم يَدَعُوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها، فيجعلوها في ذلك الكفن وفي ذلك الحنوط، ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض، قال: فيصعدون بها فلا يمرون يعني بها على ملأ من الملائكة، إلا قالوا: ما هذا الروح الطيب؟ فيقولون: فلان بن فلان بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا حتى ينتهوا بها إلى السماء الدنيا فيستفتحون له، فيُفتح لهم فيُشيِّعه من كل سماء مقرَّبوها إلى السماء التي تليها حتى يُنتهى به إلى السماء السابعة، فيقول الله عز وجل: اكتبوا كتاب عبدي في عليين وأَعيدوه إلى الأرض، فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم، ومنها أخرجهم تارةً أخرى، قال: فتُعاد روحه في جسده فيأتيه ملكان فيُجلسانه...)).

 

دلت الأدلة من الكتاب والسنة أن روح المؤمن تخرج بسهولة بالغة وهي مطمئنة، بخلاف روح الكافر التي تتفرق في الجسد فتُنزع بشدة بلا رفق ولا هوادة، قال الله تعالى في حق المؤمنين: ﴿ الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 32]، وقال تعالى: ﴿ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي ﴾ [الفجر: 27 - 30].

 

إن الدنيا آلام وأحزان، وإن آخر آلامها للمؤمن يكون بخروج الروح وبسكرات الموت، فتبدأ بعدها الراحة والسعادة للمؤمن.

 

فالملائكة تتنزل على المؤمن تبشره وتطمئنه - قبل قبض روحه - بمغفرة الله ورضوانه، ثم يسهِّل الله قبض روحه فتسارع الملائكة، يتلقونها يحنطونها ويطيبونها، ثم يصعدون بها وهي سعيدة إلى ربها سبحانه، فيقول الله عز وجل: ((اكْتُبُوا كِتَابَ عَبْدِي فِي عِلِّيينَ وَأَعِيدُوهُ إِلَى الأَرْضِ)).

 

س: فحينها تبدأ حياة القبر، فكيف يكون حال المؤمن في قبره؟

حينما يُكتب كتاب المؤمن في عليين، يأمر الله بإعادة روحه إلى الأرض، فتُعاد الروح إلى جسدها الذي كانت فيه، ثم يُسأل صاحبها في القبر فيثبِّته الله بالقول الثابت، ويُفسح له في قبره مَدَّ البصر، فهذه الفترة بالنسبة للمؤمن أول رحلة السعادة الأبدية، حيث يُبشَّر بالجنة والنعيم المقيم، ويُكتب كتابه في عليين، وهنالك تفرح روحه وتسعد، فلا تشقى أبدًا.

 

((فينادي منادٍ في السماء أن صدق عبدي فأفرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة، وافتحوا له بابًا إلى الجنة، قال: فيأتيه من رَوحها وطِيبها ويُفسح له في قبره مَدَّ بصره، قال: ويأتيه رجل حَسَنُ الوجه حسن الثياب طيِّب الريح فيقول: أبشر بالذي يسُرُّك هذا يومك الذي كنت تُوعد، فيقول له: من أنت؟ فوجهك الوجه يجيء بالخير فيقول: أنا عملك الصالح، فيقول: ربِّ أقِمِ الساعة حتى أرجع إلى أهلي ومالي...))، وفي حديث آخر: ((ثم يُفسح له في قبره سبعون ذراعًا في سبعين، ثم ينور له فيه ثم يقال له: نَمْ فيقول: أرجع إلى أهلي، فأخبرهم فيقولان: نم كنومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه، حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك)).

 

س: هل يرحم الله العباد يوم القيامة؟

الله ادَّخر تسعة وتسعين جزءًا من رحمته في الآخرة، وجعل لهم واحدًا في الدنيا، ومع هذا وسِعت رحمته كل شيء سبحانه الرحمن الرحيم.

 

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((إن لله مائة رحمة أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوامِّ، فبها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وبها تعطِف الوحش على ولدها، وأخَّر الله تسعًا وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة)؛ رواه مسلم.

 

س: قد كنت أخشى الموت ولا أحب التفكير فيه، ولكن بعد هذا تبيَّن أن للعبد المؤمن كرامة عند الله فهو يُعينه ويهديه في دينه ودنياه في حياته، ويطمئنه ويبشره عند موته، ويهوِّن عليه قبض روحه ويثبته بعد الموت ويكافئه بالجنة، ما أرحم الله وأعظم جزائه! إن العبودية شرف وإن الإيمان كَنَز. فما الواجب على المؤمن؟

الواجب الالتزام بالعبودية في جميع الأحوال، وأن تكون ديدنه ودينه، وأن يصبغ نفسه بصِبغة العبودية التي تكون ملازمة له، فالصبغة ملازمة للمصبوغ وكذلك العبودية ملازمة للعبد في كل أحواله.

 

يقول الله تعالى: ﴿ صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ ﴾ [البقرة: 138]، قال أبو جعفر: "قال لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: قُلْ بل نتبع ملة إبراهيم حنيفًا، صبغةَ الله، ونحنُ له عابدون؛ يعني: ملة الخاضعين لله المستكينين له، في اتِّباعنا ملة إبراهيم، وَديْنُونتنا له بذلك، غير مستكبرين في اتباع أمره، والإقرار برسالته رسلَه، كما استكبرت اليهود والنصارى، فكفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم استكبارًا وبغيًا وحسدًا"؛ في تفسير الطبري.

 

وأخيرًا، الواجب على المؤمن العودة إلى الله، وسلوك الطريق المستقيم الذي سلكه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه والصالحين والأنبياء من قبلهم، وأن يخففوا العدة ولا يغتروا بما يرونه في الطريق ويحذروا قُطَّاع الطريق، ويجِدُّوا السير إلى الله، فإن المؤمن ما دام أنه في الطريق المستقيم، فمهما سقط فلابد أن يحاول القيام ولا يتخاذل.

 

يُروى عن الإمام الشافعي رحمه الله أنه كان يقول: "سيروا إلى الله عُرجًا ومكاسيرَ، ولا تنتظروا الصحة، فإن انتظار الصحة بطالة".

 

قال أحد العلماء في شرحه لها: "أي: لا تؤجل الطاعة حتى تتعافى تمامًا - من الذنوب - تعبَّد بالمقدور عليه ولو كان فيك علة".

 

فحال المؤمن: ﴿ فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ ﴾ [الشرح: 7، 8]، فالمؤمن يستغفر من ذنوبه ويعلن ضعف نفسه، فهو كثير الاستغفار والاستعانة بربه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • حال المؤمن مع الشتاء ( خطبة )
  • حال المؤمنين والمنافقين على الصراط
  • حال المؤمنين عند المرور على الصراط
  • حال المؤمن يوم القيامة
  • المعتصم بن صمادح على فراش الموت
  • ما يفعله من كان عند المحتضر
  • حال المؤمن المقدم على الابتلاء
  • فضل تبشير المسلم عند الموت

مختارات من الشبكة

  • "كيف حالك" في كلام الفصحاء(مقالة - حضارة الكلمة)
  • حال النبي صلى الله عليه وسلم عند رؤية السحب والغيوم وحالنا(مقالة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • حال النبي صلى الله عليه وسلم عند رؤية السحب والغيوم وحالنا(محاضرة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • حالنا وحالهم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • رمضان بين حالنا وحالهم(مقالة - ملفات خاصة)
  • هذا حالي وحالك غدا(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شرح مائة المعاني والبيان (أحوال المسند - أحوال متعلقات الفعل)(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • هذه أحوال السلف الصالح في رمضان فما هي أحوالنا؟(مقالة - ملفات خاصة)
  • إخوتي يتحسن حالهم، وأنا يسوء حالي(استشارة - الاستشارات)
  • حالنا وحال السلف(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
16- اللهم الثبات
نسرين - مصر 04-05-2024 03:08 PM

(اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك) أنا من الذين يخافون الموت والقبر والوحدة والعتمة ولكن بعد قراءة الدرس الحمد لله اطمئن قلبي بعد الآية (تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافو ولا تحزنوا) يا رب ثبات في كل شيء اللهم اجعلني من أهل الجنة أنا ووالدي وذريتي.

15- حال المؤمن أثناء قبض روحه
سندس محمد صالح - مصر 24-04-2024 03:45 PM

تعلمت أن المؤمن عندما يأمر الله عز وجل بقبض روحه أنه يرى أعوان ملك الموت على مد بصره فينظر إليهم فيراهم بيض الوجوه ورائحتهم طيبة عطرة ويكون ملك الموت عند رأسه فيقول: أيتها الروح الطيبة اخرجي إلى رب راض عنك فيقبض ملك الموت روحه بسرعة حتى لا يتألم مثل الكافر.. فالمؤمن لا تخرج روحه بصعوبة وإنما تخرج بسهولة ويسر وتعلمت أن من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه.
نسأل الله أن يرزقنا حسن الخاتمة وأن يتوفانا وهو راض عنا اللهم آمين يا رب العالمين.

14- الحياة الحقيقية
أمينة عبدالعال - مصر 23-04-2024 11:03 PM

تعلمت أن الدنيا ليست إلا وسيلة للحياة الأبدية في الآخرة بكل ما فيها من متع ومغريات فلا أحزن على شيء فاتني منها ولا أفرح بشيء كسبته فيها وأنا أعمل لدار المستقر حتى أفوز بالجنة وأنجو من النار وأنعم في قبري.
وألا أخاف الموت لأنه باب عبوري للآخرة ويجب أن أعمل وأكون مؤمنة قولا وعملا استعدادا للحظة الموت.
وألا أحب الدنيا ويتعلق قلبي بها.

13- حال المؤمن في الدنيا وعند الموت
نورا محمد - مصر 23-04-2024 11:28 AM

تعلمت أن لا أخاف من الموت وأن أحب لقاء الله حتى يحب الله لقائي، تعلمت أن الدنيا زائلة بكل  ما فيها، تعلمت أن لا أتمسك بها ولابأي شيء فيها وأرجو ان أكون أما صالحة حتى أستطيع أن أعلم أولادي وأفقههم في الدين.

12- غربة
أم محمد - مصر 22-04-2024 06:42 PM

تعلمت بفضل الله تعالى أن الدنيا غربة والآخرة هي الوطن فلا بد لنا مهما طالت الغربة لا بد من الرجوع رجوع اشتياق وحب لمقابلة الله عزّ وجل وهذا يتطلب منا جهد وعمل ومثابرة وعدم الالتفات لأي مغريات وهذا لا يتحقق إلا لمن عنده هدف الوصول أسأل الله فى علاه أن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة وأن يهون علينا غربتنا.
وطوبى للغرباء

11- الاستعانه بالله
هدير أشرف يس - مصر 22-04-2024 04:12 PM

قبل كل شيء الاستعانه بالله لأن الاستعانة بالله تؤدي إلى طريق الثبات
ألا أغفل لمداخل الشيطان والدعاء بالثبات
جزاك الله خيرا يا معلمتي

10- إحسان العمل
خديجة فايز - المغرب 22-04-2024 03:54 PM

استفدت من درس الثبات
أن كل واحدة منا تختبر في كل يوم اختبارات متعددة
في أولادها في زوجها في المحيطين بها ورد فعل كل واحدة منا يبين مدى تمسكك باتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم
الله عز وجل يقول (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا)
وقال سبحانه (ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون)
إذا لا بد أن أحسن العمل وأصبر وأستعين بالله وأن أتبرأ من حولي وقوتي وأستقيم على الجادة لكي أصل إلى رضا الله وليختم لي بالفوز.

9- تعلمت بالتجربة
هبة الله - مصر 22-04-2024 01:56 PM

تعلمت بالتجربة توفي عني زوجي فجأة وكنت وحدي كان بين يدي وهو في سكرات الموت لا أعلم ماذا أفعل وماذا أقول أشفقت عليه ولكن سألت لم أنا هنا ويا رب يكون حلم وفجأة كان الصوت من الخارج وصوت التليفزيون أذان الفجر الله أكبر الله أكبر وتذكرت الشهادة ووضعت فمي على أذنه وأنا اموت من داخلي قلت له الله ربك ورسولك محمد لا إله الا الله محمد رسول الله ولكنه لم يقدر على نطقها وسكت وسكتت الدنيا من حولي ومات قلبى والآن أحدث نفسى يوميا من الذي سيلقنني شهادتي من الذي سيكون بجواري ما هو زادي زوجي حبيبي القوي الذي كان يحميني لا يقدر على حماية نفسه من سكرات الموت ومشقتها يا رب هون عليه ضمة القبر واغفر له وارحمه وارحمني وثبتني عند الموت وعند السؤال وفي قبره.

8- حال المؤمن وما يفعله في الدنيا
داليا محمود عمر - مصر 22-04-2024 01:31 PM

ما استفدته هو أن المؤمن يمشي في طريق مستقيم ولا يلتفت أبدا كلما مر عليه شيء ظل مستقيما لله وطريق الاستقامة فيما يحبه الله ورسوله ويرضى وهو طريق الثبات أن أثبت عل كل شيء يرضي الله ومهما تحدني الصعوبات فأستمسك بديني.. الاستقامة هو أن تعبد الله ولا تشرك به شيئا وأن أفعل ما يحبه الله ولا شيطان يبعدني عن الله أن أتبع سنة رسوله ولن تجد السعادة الا في رضى الله كل ما اريده هو أن يرضى عني ربي وكل مشقة أفعلها في هي لي في الآخرة فرح والله يهدي من يشاء ونسأل الله الثبات اللهم آمين وأن يرضي عني ويدخلنا الجنة برحمتة إنه ولي ذلك والقادر عليه اللهم إنا نستعين بك فأعنا اللهم آمين.

7- الثبات
رحمه حسن - مصر 22-04-2024 11:26 AM

تعلمت أننا هنا في الدنيا للاختبار في كل شيء وأننا أصبحنا في زمن غربة الدين وأن القابض على دينه كالقابض على جمرة من نار وأن الثبات والاستقامة بيد الله عز وجل ويجب أن نسأل الله دائما الثبات وأن يحمينا من شر الفتن ما ظهر منها وما بطن.

1 2 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب