• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أين تقف حريتك؟! (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    تحريم الحلف بالطواغيت والأنداد كاللات والعزى ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    المعالجات النبوية لأزمة الفقر (خطبة)
    د. مراد باخريصة
  •  
    فوائد وأحكام من قوله تعالى: { وإذ أخذ الله ميثاق ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
  •  
    من محاسن الدين الإسلامي وجود بدائل لكل عمل صالح ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    هل من خصائص النبي محمد عليه الصلاة والسلام أنه لا ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    ووقفات مع شهر الله المحرم (خطبة)
    د. عبد الرقيب الراشدي
  •  
    الإيثار صفة الكرام
    الشيخ صلاح نجيب الدق
  •  
    خطبة: التدافع سنة ربانية وحكمة إلهية
    يحيى سليمان العقيلي
  •  
    خطبة: حر الصيف عبر وعظات
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    شذا الريحان من مزاح سيد ولد عدنان صلى الله عليه ...
    السيد مراد سلامة
  •  
    التحذير من الافتتان والاغترار بالدنيا الفانية ...
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    وقفات مع اسم الله العليم (خطبة)
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    مقاربات بيانية إيمانية لسورة الفجر
    د. بن يحيى الطاهر ناعوس
  •  
    تخريج حديث: من أتى الغائط فليستتر
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    من أقوال السلف في معاني أسماء الله الحسنى: ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / خطب المناسبات
علامة باركود

خطبة عيد الأضحى المبارك 1440هـ

أحمد بن عبدالله الحزيمي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 8/8/2019 ميلادي - 7/12/1440 هجري

الزيارات: 183597

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خطبة عيد الأضحى المبارك 1440هـ


♦ الركعةُ الأولى: تكبيرةُ الإحرامِ، ثمَّ يستفتحُ، ثمَّ ستُّ تكبيراتٍ.

♦ الركعةُ الثانيةُ: تكبيرةُ الانتقالِ، ثمَّ خمسُ تكبيراتٍ.


الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، الحمدُ للهِ الذي بنعمتِهِ تتمُّ الصالحاتُ، وبعَفوِه تُغفَر الذُّنوبُ والسيِّئاتُ، وبكرَمِهِ تُقبَلُ العَطايا والقُربَاتُ، وبلُطفِه تُستَرُ العُيُوبُ والزَّلاَّتُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ محمَّداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَاحِبُ الْوَجْهِ الأَنْوَرِ، وَالْجَبِينِ الأَزْهَرِ، وَأَفْضَلُ مَنْ صَلَّى وَزَكَّى وَصَامَ وَحَجَّ وَاعْتَمَرَ، صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا مَدِيدًا وَأَكْثَرَ.


أَمَّا بَعْدُ:

فَاتَّقُوا اللَّهَ -تَعَالَى- فِي هَذَا الْيَوْمِ الْعَظِيمِ؛ فَإِنَّهُ أَفْضَلُ الْأَيَّامِ، وَفِيهِ أَكْثَرُ أَعْمَالِ الْحَاجِّ، وَفِيهِ التَّقَرُّبُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى بِإِرَاقَةِ الدِّمَاءِ؛ شُكْرًا لَهُ سُبْحَانَهُ عَلَى مَا شَرَعَ مِنَ التَّقَرُّبِ إِلَيْهِ بِذَبْحِهَا، وَشُكْرًا لَهُ تَعَالَى عَلَى مَا رَزَقَ مِنْ أَثْمَانِهَا، وَشُكْرًا لَهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى التَّمَتُّعِ بِلُحُومِهَا ﴿ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [الحج: 36، 37].


اللهُ أَكبرُ، اللهُ أَكبرُ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَاللهُ أَكبرُ، اللهُ أَكبرُ، وللهِ الحمدُ.


اللهُ أَكْبَرُ ما أَهَلَّ الْحُجَّاجُ بِالمَنَاسِكِ، اللهُ أَكْبَرُ ما مَلَؤوا الْفِجَاجَ وَالمَسَالِكَ، اللهُ أَكْبَرُ ما وَفَدُوا مِنَ الْأَصْقَاعِ وَالمَمَالِكِ. اللهُ أَكْبَرُ ما انْتَشَرُوا فِي الْحَرَمِ وَالمَشَاعِرِ، اللهُ أَكْبَرُ ما عَظَّمُوا الْحُرُمَاتِ وَالشَّعَائِرَ.


اللهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا، وَسُبْحَانَ اللهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا.


عبادَ اللهِ:

وَقَفَ الْحُجَّاجُ لَربِّهِم بِالْأَمْسِ يَذْكُرُونَهُ وَيَدْعُونَهُ، وَصَامَ مَلَايِينُ الْمُسْلِمِينَ فِي مَشَارِقِ الْأَرْضِ وَمَغَارِبِهَا يَلْتَمِسُونَ ثَوَابَهُ، وبالأَمسِ انطلَقَتِ المسِيرةُ الأَضخَمُ والأَجمَلُ في العَالَمِ، إنَّها مَسيرةٌ للهِ وإلى اللهِ وَحدَهُ. وَفِي عَشِيَّةِ الْأَمْسِ رُفِعَتْ أَكُفُّ الْمَلَايِينِ مِنَ الدَّاعِينَ يَتَحَرَّوْنَ سَاعَةَ الإجابةِ فِي يَوْمِ عَرَفَةَ، وَهُمْ بَيْنَ صَائِمٍ وَوَاقِفٍ بِعَرَفَةَ، فَيَا لَلَّـهِ الْعَظِيمِ مَا أَعْظَمَ عُبُودِيَّةَ الدُّعَاءِ! وَمَا أَجْمَلَ الرَّجَاءَ! وَلَيْسَ يَدْعُونَ وَلَا يَرْجُونَ إِلَّا رَبًّا كَرِيمًا، جَوَّادًا عَظِيمًا، عَفُوًّا حَلِيمًا، غَفُورًا رَحِيمًا، عَلِيمًا حَكِيمًا.


اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أكبرُ كَبيراً.


اليومُ -أيُّها المسلمونَ- يومُ فرحٍ وسَعادةٍ, يومُ أُنسٍ وبهجةٍ، فافرَحُوا واسْعَدُوا بيومِكُم, فإنَّ فَرحَكُمْ بهذَا اليومِ عِبادةٌ تُؤجرُونَ عليهَا. اِفرَحُوا بِعِيدِكُم، وَكُلُوا وَاشرَبُوا وَلا تُسرِفُوا، ولا يَشْغَلَنَّكُمُ الذَّبحُ وتَقطيعُ اللَّحمِ في هذِه الأَيامِ عَنِ الشُّعُورِ بسعَادَةِ هذا اليومِ؛ فأَنتُم في عِيدٍ سَعيدٍ بإذنِ اللهِ, اسْعِدُوا أَطفالَكمْ ونِساءَكمْ, ولا تَنسَوا كذَلكَ مَنْ تَحتَ أَيدِيَكُمْ مِنَ الخدمِ والسائقينَ وغيرِهمْ، أَدْخِلُوا عَليهمُ الفرحَ والبهجةَ بهذا العيدِ وأَسعِدُوهُمْ بالهَدايا المُنَاسِبةِ.


ومِنْ حَقِّ أهلِ الإسلامِ في يومِ بَهجتِهِمْ أنْ يَسمَعُوا كَلامًا جَمِيلاً، وحَديثًا مُبهِجًا، وأنْ يرقُبوا آمالًا عِراضًا ومُستقبلاً زَاهِرًا لهمْ ولِدِينِهِمْ ولأُمَّتِهِمْ.


اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ، وللهِ الحمدُ.


أيُّهَا المُسلِمُونَ:

إِنَّكُمْ في يَومٍ عَظِيمٍ مِن أَيَّامِ اللهِ، خُتِمَتْ بِهِ أَيَّامٌ مَعلُومَاتٌ، وَتَتلُوهُ أَيَّامٌ مَعدُودَاتٌ، وَكُلُّهَا أَيَّامٌ شَرِيفَةٌ مُبَاركَاتٌ، شُرِعَت لِلمُسلِمِينَ فِيهَا أَعمَالٌ هِيَ مِن أَجَلِّ العِبَادَاتِ وَأَعظَمِ الطَّاعَاتِ وَأَزكَاهَا عِندَ اللهِ، مِن حَجِّ بَيتِ اللهِ الحَرَامِ، وَالوُقُوفِ بِالمَشَاعِرِ العِظَامِ، وَصَلاةِ العِيدِ وَذَبحِ الهَديِ وَالأَضَاحِي، وَذِكرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالتَّلبِيَةِ، في أَقوَالٍ وَأَعمَالٍ وَأَنسَاكٍ يَتَجَلَّى فِيهَا تَوحِيدُ اللهِ وَإِفرَادُهُ بِالعِبَادَةِ، وَالانقِيَادُ لَهُ بِالطَّاعَةِ وَالخُلُوصُ مِنَ الشِّركِ، فاحْمَدُوا اللهَ على ذَلكَ.


اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكبرُ كَبيراً.


هذِه أَيامُ رَحمةٍ -يا عبادَ اللهِ-، نَعمْ أَيامُ رَحمةٍ وتَسامُحٍ وفَرحٍ وسُرورٍ، أَيامُ أَكلٍ وشُربٍ، يَحرُمُ صِيامُ يَومِ العِيدِ وأيامِ التَّشريقِ الثَّلاثةِ، ومَن كَانَ مُتخاصِمًا معَ قَريبِهِ أَو صَديقِهِ أو جَارِهِ فلْيُسامِحْ، ولْيتخَلَّقْ بخُلُقِ اللهِ، فإنَّ اللهَ غَفورٌ رَحيمٌ، "ارْحَمُوا مَن في الأرضِ يَرْحَمْكُمْ مَن في السَّماءِ"، ﴿ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ﴾ [الشورى: 40] كمَا تَقرَّبتَ إلى اللهِ بالنُسُكِ والذَّبحِ والصلاةِ فتَقَرَّبْ إليهِ بصِلةِ رَحِمِكَ ومُسامحَةِ مَن أَساءَ إِليكَ، تقرَّبُوا إلى النَّاسِ بالابتسامةِ والكَلمةِ الطَّيبةِ، فالكَلمةُ الطَّيبةُ صَدقةٌ، واتقُوا النَّارَ ولو بِشِقِّ تَمرَةٍ، والهَدِيَّةُ تُؤلِّفُ بينَ القلوبِ، فتَهادُوا تَحَابُّوا، وأَلقِ السَّلامَ علَى مَن عَرفْتَ ومَن لَمْ تَعرِفْ.


انظُرْ إلى أَحوالِ البَائسينَ لِترْفَعَ عَنهُم بَأسَهُم، أَنفِقْ على المحتَاجِينَ، وسَاعِدْ ذَوِي العَاهاتِ وكِبارِ السِّنِّ، "واللهُ في عَونِ العَبدِ مَا كانَ العَبدُ في عَونِ أَخيهِ".


زُورُوا الغُرباءَ والمنقَطعينَ عَن أَهلِيهِم، وارفَعُوا عَنهُم حُزنَ الغُربةِ والحَنينَ إلى الدِّيارِ والوَطنِ، وأَدخِلُوا عَليهِمُ الفَرحةَ ببعضِ الأَطعمَةِ والكَلامِ الطَّيبِ.


أُمةَ الإِسلامِ: لقدْ أَعزَّ الإِسلامُ المرأةَ، ورَفعَ مكَانَتَهَا، وأَعلَى مِن شَأنِهَا، ولهذَا أَمرهَا بالحِجابِ والسَّترِ والعَفافِ والقَرارِ في البُيوتِ، كي لا تَصِلَ إليها يَدُ العَابثينَ بالأعراضِ، قال تعالى: ﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى ﴾ [الأحزاب: 33]، وقالَ تعالَى: ﴿ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ﴾ [الأحزاب: 53]، وقالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ"، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَفَرَأَيْتَ الْحَمْوَ؟ قَالَ: "الْحَمْوُ الْمَوْتُ" متفقٌ عليهِ.


ارْفُقُوا ببناتِكُم وأَخواتِكُم ومَن هُنَّ تَحتَ وِلايَتِكُم، فهُنَّ الحِجابُ مِنَ النَّارِ، وجِسرٌ إلى الجِنانِ، أَخرجَ البخاريُّ ومُسلمٌ أنَّ النبيَّ صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ: "مَنْ يَلِي مِنْ هَذِهِ الْبَنَاتِ شَيْئًا فَأَحْسَنَ إِلَيْهِنَّ كُنَّ لَهُ سِتْرًا مِنَ النَّارِ".


فاتَّقُوا اللهَ -أيها الناسُ- وسَهِّلُوا أَمرَ الزَّواجِ، ويَسِّروا أَمرَ المُهُورِ، واستَوصُوا بالنساءِ خَيراً، تِلْكُمْ هِيَ وَصيةُ ربِّكُم جَلَّ شَأنُهُ، فقالَ سُبحانَهُ: ﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ [النساء: 19]، وقال صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي" أخرجهُ التِّرمذيُّ.


بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْعِيدِ السَّعِيدِ، وَأَعَادَهُ اللهُ عَلَينَا وَعَلَيكُمْ بِالْعُمُرِ الْمَزِيدِ لِلْأَمَدِ الْبَعيدِ. أَقَوْلُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي ولَكُمْ.


الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ

الْحَمْدُ للَّـهِ خَالِقِ الْخَلْقِ، مَالِكِ الْمُلْكِ، مُدَبِّرِ الْأَمْرِ؛ امْتَلَأَتْ بِحُبِّهِ وَتَعْظِيمِهِ قُلُوبُ الْمُؤْمِنِينَ، وَانْصَرَفَتْ عَنْهُ قُلُوبُ الْمَفْتُونِينَ وَالْمُنَافِقِينَ، لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَاهُ، وَلَا يَعِزُّ مَنْ عَادَاهُ، وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ، نَحْمَدُهُ عَلَى مَا سَخَّرَ لَنَا مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ، وَمَا شَرَعَ لَنَا مِنَ التَّقَرُّبِ إِلَيْهِ بِالْأَنْسَاكِ.


وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ؛ لَا يَحِلُّ الذَّبْحُ عَلَى وَجْهِ التَّعَبُّدِ إِلَّا لَهُ، وَلَا يُذْكَرُ عَلَى الذَّبِيحَةِ إِلَّا اسْمُهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الذي ضَحَّى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.


اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، وَللَّـهِ الْحَمْدُ.


أَمَّا بَعْدُ:

أمّةَ الإسلامِ: تفكَّرُوا في نِعَمِ اللهِ عليكمْ، الظاهرةِ والباطنةِ، فكلَّما تذكَّرَ العبادُ نِعَمَ اللهِ ازدادُوا شكرًا للهِ. تذكَّروا نعمةَ الإسلامِ أعظمَ النعَمِ، وتحكيمَ الشريعةِ وتطبيقَها. تذكَّرُوا أمنَكمْ واستقرارَكم. تذكَّرُوا ارتباطَ قيادتِكم معَ مواطنِيها. تذكَّروا هذهِ النعمَ، وتفكَّروا في حالِ أقوامٍ سُلِبوا هذهِ النعمَ، ادْعُوا ربَّكُم أَن يُدِيمَ أَمنكُم واستِقرَارَكُم واشْكروا نِعَمَهُ يَزدْكُمْ.


اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، وللهِ الحمدُ.


أيها المؤمنونَ:

إنَّ مِن أَعظَمِ مَا يُتقَرَّبُ بهِ إلى اللهِ في هذهِ الأَيامِ ذَبحُ الأَضاحِي فطِيبُوا بِهَا نَفْسًا، وَأَخْلِصُوا للَّـهِ تَعَالَى فِيهَا؛ وإياكمْ والمفاخرةَ بكثرتِها أوْ عُلُوِّ أَسعارِهَا فَإِنَّهَا مِنْ أَجَلِّ الشَّعَائِرِ: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأنعام: 162، 163].


أيهَا المسلمونَ:

ضَحُّوا عَن أَنفُسِكُم وعَن أَهلِيكُم مُتقرِّبينَ بذلكَ إلى ربِّكُم، مُتَّبعِينَ لسُنَّةِ نَبيِّكُم محمدٍ صلَّى اللهُ عَليهِ وسَلمَ؛ حَيثُ ضَحَّى عَنهُ وعَن أَهلِ بَيتِهِ، ومَن كَانَ مِنكُم لا يَجِدُ الأُضحِيةَ فقدْ ضَحَّى عَنهُ الكَريمُ صلَّى اللهُ عليه وسلم .


عبادَ اللهِ:

ضَحُّوا تقبلَ اللهُ ضحاياكُم، سَمُّوا اللهَ عندَ الذَّبحِ. وتَصَدَّقُوا وأهدُوا ولا تُعطُوا الجزَّارَ أجرَتَه منها، وأريحوا الذَّبِيحَةَ عندَ اقتيادِها ولا تؤذُوها بِحَدِّ السِّكينِ أمامَها, ومِنَ السنَّةِ كذلكَ ألاَّ تأكُلَ شيئًا قبلَ الصلاةِ، بل تَأكلُ بعدَ الصلاةِ منْ أُضحيتِكَ.


ووقتُ الأُضحِيةِ المُعتَبَرُ مِن بَعدِ صَلاةِ العِيدِ، والأَفضلُ بعدَ انتهاءِ الخُطبةِ، وَيَمْتَدُّ وَقْتُ الذَّبْحِ إِلَى غُرُوبِ شَمْسِ يَوْمِ الثَّالِثَ عَشَرَ آخِرِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ، وَمَنْ طَرَأَتْ عَلَيْهِ الْأُضْحِيَةُ الْيَوْمَ أَوْ خِلَالَ الْأَيَّامِ الثَّلَاثَةِ الْقَادِمَةِ جَازَ لَهُ أَنْ يُضَحِّيَ، وَلَوْ كَانَ قَدْ أَخَذَ مِنْ شَعَرِهِ وَأَظْفَارِهِ خِلَالَ الْعَشْرِ.


واعلَمُوا أنَّه لا يَجوزُ بَيعُ جُلودِ الأَضاحِي، ولا بَأسَ أَنْ تَتصدَّقَ بهِ، أَو تَنتفِعَ بهِ، ومِنَ السُّنَّةِ تَوجِيهُهَا للقِبلةِ، وأَنْ يَذْكُرَ اسْمَ اللهِ عليهاَ بقولِه: (بسمِ اللهِ واللهُ أَكبرُ، اللهمَّ هذا مِنكَ ولَكَ، اللهمَّ هذه عَن فلانٍ أو فلانةٍ)، ويُسَمِّي صَاحِبَهَا.


عبادَ اللهِ:

إنْ كانَ لعشرِ ذِي الحَجَّةِ مِنَ الفضلِ ما قدْ عَلِمتُمْ، فإنَّ لأيامِ التَّشريقِ فَضلُها ومكانتُها؛ فهيَ الأيامُ المعلوماتُ التي أُمِرْنَا بذكرِ اللهِ فيها كما قالَ سبحانَهُ: ﴿ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ ﴾ [الحج: 28]، وقالَ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ: "أيامُ التشريقِ أيامَ أكلٍ وشربٍ وذكرٍ للهِ" رواهُ مسلمٌ.


وأيامُ التشريقِ ثلاثةُ أيامٍ بعدَ يومِ العيدِ. وقدْ وردَ النهيُ عنْ صيامِهَا فينبغي لنَا اغتنامُهَا بالذكرِ والتكبيرِ، وألاَّ نَقتصِرَ على الأكلِ والشربِ فحَسب، وأنَّهُ يُشرَعُ في هذهِ الأيامِ التكبيرُ المقَيَّدُ بأدبارِ الصَّلَواتِ المَكتُوبةِ, فكَبِّرُوا وارْفَعُوا بها أَصوَاتَكُم وأَحيُوا سُنَّةَ نَبيِّكمْ صلى اللهُ عليهِ وسَلَّم.


أيُّها المسلمونَ:

تقبَّلَ اللهُ طاعاتِكم وصالحَ أعمالِكمْ، وقبِلَ صَيامَكُم وصَدقَاتِكمْ ودُعَاءَكمْ، وضحاياكُم وضاعفَ حسناتِكمْ، وجعلَ عيدَكم مباركًا وأيَّامَكمْ أيامَ سعادةٍ وهناءٍ وفضلٍ وإحسانٍ.


وأعادَ اللهُ علينا وعلى المسلمينَ مِنْ بركاتِ هذا العيدِ، وجعلنَا في القيامةِ منَ الآمنينَ، وحَشَرَنَا تحتَ لواءِ سيدِ المرسلينَ.


اللَّهُمَّ احْفظْ حُجَّاجَ بَيتِكَ الْحَرَامِ مِنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ وَسُوءٍ، اللَّهُمَّ أَعِدْهِمْ إِلَى دِيَارِهِمْ وَأَبْنَائِهِمْ؛ سَالِمِينَ غَانِمِينَ، اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ حَجَّهُمْ، وَاِغْفِرُ ذُنُوبَهُمْ، وَاِجْعَلْ الْجَنَّةَ جَزَاءَهُمْ، الَّلهُمَّ احْمِ بِلَادَنَا وَسَائِرَ بِلَادِ الإِسْلَامِ مِنَ الفِتَنِ وَالمِحَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، الَّلهُمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا لِمَا تُحِبُ وَتَرْضَى، وَخُذْ بِنَاصِيَتِهِ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى.


اللَّهُمَّ انْصُرِ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى حُدُودِ بِلَادِنَا، اللَّهُمَّ اخْلُفْهُمْ فِي أَهْلِيهِمْ خَيْـرًا، وَاحْفَظْهُمْ بِحِفْظِكَ.

سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ العزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ عَلَى المُرْسَلِينَ، وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • خطبة عيد الأضحى 10/ 12/ 1437هـ
  • خطبة عيد الأضحى 1438 هـ
  • خطبة عيد الأضحى 1438هـ
  • خطبة عيد الأضحى 1438هـ: عيدان في يوم واحد
  • خطبة عيد الأضحى المبارك لعام 1439 هـ
  • خطبة عيد الأضحى المبارك (الأمن في المخاوف)
  • خطبة عيد الأضحى 1441هـ (الأضحى إرث إبراهيم)
  • إن الله كتب الإحسان على كل شيء (خطبة عيد الأضحى 1441هـ)

مختارات من الشبكة

  • أين تقف حريتك؟! (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المعالجات النبوية لأزمة الفقر (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ووقفات مع شهر الله المحرم (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: التدافع سنة ربانية وحكمة إلهية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: حر الصيف عبر وعظات(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وقفات مع اسم الله العليم (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الثبات عند الابتلاء بالمعصية (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • اللسان بين النعمة والنقمة (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: كيف أتعامل مع ولدي المعاق؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: المصافحة(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
1- شكر
عصام - المغرب 10/08/2019 12:33 PM

شكرا جزاكم الله خيرا

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • نواكشوط تشهد تخرج نخبة جديدة من حفظة كتاب الله
  • مخيمات صيفية تعليمية لأطفال المسلمين في مساجد بختشيساراي
  • المؤتمر السنوي الرابع للرابطة العالمية للمدارس الإسلامية
  • التخطيط لإنشاء مسجد جديد في مدينة أيلزبري الإنجليزية
  • مسجد جديد يزين بوسانسكا كروبا بعد 3 سنوات من العمل
  • تيوتشاك تحتضن ندوة شاملة عن الدين والدنيا والبيت
  • مسلمون يقيمون ندوة مجتمعية عن الصحة النفسية في كانبرا
  • أول مؤتمر دعوي من نوعه في ليستر بمشاركة أكثر من 100 مؤسسة إسلامية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 16/2/1447هـ - الساعة: 16:2
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب