قيد سماع لكتاب الأربعين حديثا النووية مقرونا بالإجازة، كتبه الإمام النووي لتلميذه العلامة ابن العطار سنة 673هـ (نص محقق)

[1] طُبع مرَّات تفوق الحصر، منها: طبعة دار المنهاج بجدَّة، بعناية: قصي محمد نورس الحلاق وأنور بن أبي بكر الشيخي، وطبعة دار الحديث الكتانية بطنجة، بعناية: شيخنا نظام يعقوبي، وطبعة الدار الأثرية بالأردن، بضبط وإخراج: رياض حسين الطائي، وقد رغَّب فيه الإمام النَّووي، فقال في مقدمة «الأربعين« (ص 97): (ينبغي لكلِّ راغبٍ في الآخرة أن يعرف هذه الأحاديث، لما اشتملت عليه من المهمَّات، واحتوت عليه من التَّنبيه على جميع الطَّاعات، وذلك ظاهرٌ لمن تدبَّره) ا.هـ، وقال في «المجموع« (1/ 16): (وقد جمعتُها كلّها في جزء الأربعين، فبلغت أربعين حديثًا، لا يستغني مُتديِّن عن معرفتها؛ لأنَّها كلّها صحيحة جامعة قواعد الإسلام في الأصول، والفروع، والزُّهد، والآداب، ومكارم الأخلاق، وغير ذلك) ا.هـ، وهو كتاب مُباركٌ نافعٌ، عظمت منزلته، وارتفعت رتبته، وتوالت به العناية، وتتابعت عليه الرِّعاية، ببركة نيَّة مصنِّفه، وحُسن قصده، فلا يُحصى من حفظه واستظهره، ومن شرحه وقرَّره، قديمًا وحديثًا.

[2] انظر: «المشتبه« (1/ 287) للذهبي، و«مجمع الآداب« (4/ 429) لابن الفوطي، و«توضيح المشتبه« (4/ 40) لابن ناصر الدين الدمشقي.

[3] أفرده جماعة من المتقدِّمين والمتأخِّرين بالتَّرجمة في تصنيفٍ مستقلٍّ، كـ: «تحفة الطَّالبين في ترجمة الإمام محيي الدِّين« لتلميذه الخاص ابن العطَّار، وهو عُمدة كل من أتى بعده، و«ترجمة الشَّيخ محيي الدِّين يحيى الحزامي النَّووي الدِّمشقي الشَّافعي« لتقي الدِّين اللَّخْمي، و«بغية الرَّاوي في ترجمة الإمام النَّواوي« لابن إمام الكامليَّة، و«المنهاج السَّوي في ترجمة الإمام النَّووي« للسُّيوطي، و«المنهل العذب الرَّوي في ترجمة شيخ مشايخ الإسلام النَّووي« للسَّخاوي، و«الإمام النَّووي« لعلي الطَّنطاوي، و«الإمام النَّووي شيخ الإسلام والمسلمين وعمدة الفقهاء والمحدِّثين وصفوة الأولياء والصَّالحين« لعبد الغني الدقر، و«الإمام النَّووي وأثره في الحديث وعلومه« لأحمد الحداد، و«الإمام النَّووي شيخ المحدِّثين والفقهاء« لكامل عويضة، أما من ترجم له ضمن كتاب من غير إفراد، فـ (استيفاء الكلام في هذا المعنى يَعسُر) ا.هـ كما نصَّ السَّخاوي في «المنهل العذب الروي« (ص 158).

[4] انظر: «معجم الشيوخ الكبير« (2/ 7-8) ، و«ذيل تاريخ الإسلام« (ص 281-283)، و«تذكرة الحفاظ« (4/ 198)، و«ذيل العبر« (4/ 71)، و«المعجم المختص بالمحدثين« (ص 156-157)، و«المعين في طبقات المحدثين« (ص 235) لأخيه من الرضاعة الذهبي، و«برنامج الوادي آشي« (ص 86-88)، و«أعيان العصر وأعوان النصر« (3/ 245-248)، و«الوافي بالوفيات« (20/ 10) للصفدي، و«مرآة الجنان« (4/ 204-205) لليافعي، و«طبقات الشافعية الكبرى« (10/ 130) للتاج السبكي، و«البداية والنهاية« (18/ 251-252) لابن كثير، و«العقد المذهب في طبقات المذهب« (ص 428) لابن الملقن، و«ذيل التقييد« (2/ 183-184) للتقي الفاسي، و«التبيان لبديعة الزمان« (3/ 1457-1459) لابن ناصر الدين الدمشقي، و«طبقات الشافعية« (2/ 270-271) لابن قاضي شهبة، و«الدرر الكامنة« (4/ 4-6) لابن حجر العسقلاني، وغيرهم، وقد توسّع في ترجمته جمع من المعاصرين، منهم: شيخنا مشهور آل سلمان في تحقيقه لـ«تحفة الطالبين« (ص 26-33) و«الإيضاح في تحريم الحرير والذهب« (ص 31-99)، والدكتور محمد السليماني في تحقيقه لـ«أدب الخطيب« (ص 21-59)، وشيخنا المحقِّق نظام يعقوبي في عنايته بـ«العدة في شرح العمدة في أحاديث الأحكام« (1/ 13-21)، والدكتورة إيمان بنت محمد علي في تحقيقها لـ«أحكام النساء« (1/ 29-136).

[5] قال النَّاسخ الشَّيخ عبد الله بن إبراهيم الدُّقَيقِي بعد فراغه من نسخ كتاب «الأربعين»: (وجدتُ على نسخة الشَّيخ الإمام العلَّامة الفاضل المحقِّق المتقن علاء الملَّة والدِّين أبي الحسن علي بن إبراهيم المعروف بابن العطَّار الدِّمشقي، نفع الله ببقائه المسلمين، بخطِّ المؤلِّف لهذه الأربعين، وهو الشَّيخ الإمام محيي الدِّين النَّواوي -رحمه الله-) ا.هـ، فساق قيد السَّماع أعلاه، وقد نقله مختصرًا الوادي آشي الأندلسي في برنامجه (ص 271-272)، فقال: (الأربعون حديثًا، تخريج: الإمام محيي الدِّين، أبي زكريا بن شرف بن مِرَى النَّواوي، قرية من قرى الجولان من عمالة حوران من عمالة دمشق، قرأتُها بدمشق على الشَّيخ علاء الدِّين بن العطَّار، ويُعرف بالنَّواوي الصَّغير لملازمته إيَّاه، وقال مؤلِّفها ومن خطِّهِ نَقَلتُ: قَرَأَها عَلَيَّ قراءةً مجوَّدةً مهذَّبةً، وهو يقابلُ نسخته بنسختي في مجلسٍ واحدٍ يوم الثُّلاثاء الثَّاني عشر من رمضان ثلاث وسبعين وستمائة بالمدرسة الرَّواحِيَّة بدمشق) ا.هـ.

[6] كَتَب الإمام النَّووي قيد السَّماع هذا وعمره وقتها 42 سنة تقريبًا بعد مرور قُرابة خمس سنوات من تأليفه لكتاب «الأربعين«، وذلك خلال فترة انقطاع تلميذه ابن العطَّار - الذي كان يبلغ وقتها 19 سنة تقريبًا - إلى التَّتلمذ عليه وحده والأخذ عنه التي عبَّر عنها في «تحفة الطَّالبين« (ص 53) فقال: (كانت مدَّة صُحبتي له مقتصرًا عليه دون غيره، من أوَّل سنة سبعين وست مئة وقبلها بيسيرْ إلى حين وفاته) ا.هـ.

[7] المدرسة الرَّواحيَّة: تقع شرقي مسجد ابن عروة بالجامع الأموي ولصيقه، شمالي جيرون، وغربي الدولعية، وقبلي الشريفية الحنبلية، أنشأها في العهد الأيوبي التاجر أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن رواحة الحموي نحو سنة 600 هـ، ووقفها على الشَّافعية، درَّس بها ابن الصَّلاح، وابن البارزي، وابن الزملكاني، وبهاء الدين السبكي، وأبناؤه: ولي الدين، وبدر الدين، وغيرهم، ولمَّا بلغ الإمام النَّووي 19 سنة قدم به والده إلى مدينة دمشق سنة 649 هـ، فبعث به الشيخ تاج الدين الفزاري الفركاح إلى المدرسة الرَّواحيَّة، ليحصل له بها بيت، ويترفق بمعلومها، واستمرَّ بها حتى مات، ولم ينتقل منها حتى بعد ولايته دار الحديث الأشرفيَّة، وبيته فيها لطيفٌ عجيب الحال، اختار الإقامة بها على غيرها لحلِّها، ولا تزال آثار هذه المدرسة باقية إلى اليوم، وبمكانها الآن مدرسة شرعيَّة للبنات كما أفاد الشَّيخ محمد وائل الحنبلي، انظر: «تحفة الطَّالبين في ترجمة الإمام محيي الدِّين« (ص 45-46) لابن العطَّار، و«المنهل العذب الرَّوي« (ص 38-39، 45) للسَّخاوي، و«الدارس في تاريخ المدارس« (1/ 199-207) للنعيمي، و«منادمة الأطلال ومسامرة الخيال« (ص 100-103) لابن بدران، و«خطط الشام« (6/ 79) لكرد علي، و«معجم دمشق التاريخي « (2/ 184) للشهابي.

[8] هكذا: «مرا« بألف ممدودة نَقَلَهُ النَّاسخ الشَّيخ عبد الله الدُّقَيقِي من خطِّ الإمام النَّووي على نسخة شيخه ابن العطَّار لكتاب «الأربعين»، وهكذا هو في النُّسخة الخطِّية لـ «تحفة الطالبين في ترجمة الإمام محيي الدين« [2/ أ] -بخطِّ جمال الدِّين داود بن إبراهيم ابن العطَّار شقيق علاء الدِّين، وقد عارضها بأصل مؤلِّفه بخطِّه-، وذلك للتَّأكيد على فتح الرَّاء المهملة، وكتبهُ النَّووي بخطِّه -كما رأينا في قيد السَّماع وغيره-: «مرى« بألف مقصورة، وقد ضبطَهُ بكسر الميم، وفتح الرَّاء المهملة، بعدها ألف مقصورة «مِرَى«: كلٌّ من: تلميذه ابن العطَّار في إملائه لكتاب شيخه «الأذكار« بخطِّ ابن الزملكاني سنة 695 هـ في النُّسخة الخطِّيَّة المحفوظة بمكتبة تشستربيتي رقم (4962)، والذَّهبي بخطِّه كما في «تاريخ الإسلام« (15/ 324)، والسَّخاوي بخطِّه في «ترجمة شيخ الإسلام النَّووي« (ص 10 و 14)، ونقل فيه مجلس سماع لكتاب «الأذكار« (ص 53-54) ورد في آخره: (كتبه: يحيى بن شرف بن مِرَى بن حسن النواوي عفا الله عنه)، ثم قال: (قلتُ: ونقلتُ جميع ذلك من خطِّه على نسخته بالأذكار) ا.هـ، وسليمان بن عمر العجيلي الجمل في «فتوحات الوهاب« (1/ 24) حيث قال: (مِرَى: بكسرٍ ففتح المهملة المخفَّفة وبالقصر) ا.هـ، والزَّبيدي في «تاج العروس من جواهر القاموس« (39/ 528) حيث قال: (ومِرَى: بالكسر والقصر، الجدُّ الأعلى للإمام أبي زكريا النَّووي) ا.هـ، بينما قال السُّيوطي في «المنهاج السوي في ترجمة الإمام النووي« (ص 25): (مُرِي: بضم الميم، وكسر الرَّاء، كما رأيتُه مضبوطًا بخطِّه) ا.هـ.

[9] هكذا في الأصل، والصَّواب: «محمَّد«، كما كَتبهُ النَّاسخ الشَّيخ عبد الله الدُّقَيقِي في بداية نسخه لكتاب «الأربعين» [27/ ب].

[10] قال النَّاسخ الشَّيخ عبد الله الدُّقَيقِي بعد نقله لقيد السَّماع أعلاه: (نَقَلَهُ: عبد الله بن إبراهيم بن عبد اللَّطيف الدُّقَيقِي -رحمهم الله-، ثمَّ قرأتُ جميع هذا الكتاب على شيخنا الإمام العلَّامة المحقِّق المدقِّق الأفضل الأكمل علاء الدِّين المذكور أعلاه، بحقِّ سماعه عن مؤلِّفه المذكور رحمه الله مُقابلًا بيده نسخة سماعه معي بهذه النُّسخة، وسمعها معي: الشَّيخ الصَّالح أبو نصر فتح بن سعيد بن جابر الإشبيلي، في مجلسٍ واحدٍ يوم الأحد رابع عشر من رمضان سنة ست وسبعمائة، وأملى عليَّ الشَّيخ المذكور حواشيه، وأجاز لي جميع ما يجوز له روايته، كَتَبَهُ: قارئه وكاتبه ومالكه: الفقير إلى رحمة ربه: عبد الله بن إبراهيم بن عبد اللَّطيف الدُّقَيقِي الواسطي، عفا الله عنهم، وصلَّى الله على أشرف المرسلين محمَّد وآله وسلَّم، وكان السَّماع بدار السُّنَّة النُّوريَّة بدمشق المحروسة) ا.هـ، وقد كتب له العلَّامة ابن العطَّار قيد سماع لكتاب «الأربعين» وإجازة له هذا نصُّها: (صحيحٌ ذلك، وكَتَبَ: علي بن إبراهيم بن داود بن سُليمان بن سلمان ابن العطَّار، وكانت قراءة الفقيه الفاضل النَّابه مجد الدِّين أبو محمَّد المسمَّى، نفعه الله تعالى .. مضبوطةً، مهذَّبة..) ا.هـ.