• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أفضل أيام الدنيا (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    أحكام عشر ذي الحجة (خطبة)
    الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري
  •  
    أحكام عشر ذي الحجة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    أدلة الأحكام المتفق عليها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    الأنثى كالذكر في الأحكام الشرعية
    الشيخ أحمد الزومان
  •  
    الإنفاق في سبيل الله من صفات المتقين
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    النهي عن أكل ما نسي المسلم تذكيته
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    الحج: آداب وأخلاق (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    يصلح القصد في أصل الحكم وليس في وصفه أو نتيجته
    ياسر جابر الجمال
  •  
    المرأة في القرآن (1)
    قاسم عاشور
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (11)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    الإنصاف من صفات الكرام ذوي الذمم والهمم
    د. ضياء الدين عبدالله الصالح
  •  
    الأسوة الحسنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    أحكام المغالبات
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    تفسير: (ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تخريج حديث: الاستطابة
    الشيخ محمد طه شعبان
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / فقه وأصوله
علامة باركود

معالم منهجية وتربوية في الإفتاء عند العلامة ابن عثيمين

فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 1/11/2018 ميلادي - 21/2/1440 هجري

الزيارات: 7481

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

معالم منهجية وتربوية في الإفتاء عند العلامة ابن عثيمين


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:

فمن الأعمال الجليلة للعلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: الإفتاء وإجابة الناس عن أسئلتهم، ومن أشهر البرامج التي كان الشيخ يُفتي فيها: برنامج "نور على الدرب" الذي كان ينطلق من إذاعة القرآن الكريم بالمملكة العربية السعودية، والذي انتفع به كثيرٌ من المسلمين؛ قال الشيخ رحمه الله: أشكُر الله عز وجل على هذه النعمة العظيمة الجليلة في هذا البرنامج "نور على الدرب"؛ حيث يصل إلى بلاد أخرى غير بلادنا، وينتفع به المسلمون، وهذا من توفيق الله سبحانه وتعالى للقائمين بهذا البرنامج، وعلى هذا البرنامج، وعلى مَنْ ينتفع به من المسلمين في كل مكان، فنسأل الله تعالى أن يزيد الجميع من فضله، ويرزقنا جميعًا العلم النافع، والعمل الصالح.


وقال رحمه الله: نشكُر الله سبحانه وتعالى على تيسير هذا المنبر الرائد النافع لعباد الله في هذه المملكة وخارجها، ألا وهو "نور على الدرب"، فإنه ولله الحمد نافع جدًّا، ونشكر الحكومة وفَّقَها الله على تيسير مثل هذا المنبر الذي ينتفع به المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، ممَّن يبلغهم صوته، ونحثُّ إخواننا المسلمين على الاستماع إليه؛ لما فيه من الفائدة الكبيرة، فإن الله تعالى يفتح فيه أبوابًا كثيرة من العلم لسامعه، وربما يحصل عنده أسئلة لولا سماع هذا البرنامج لم تكن منه على بال.


وقد كان لهذا البرنامج أثره العظيم في المستمعين إليه في العالم الإسلامي؛ يقول سائل: نحن في...نعيش في مجتمع تكثُر فيه الشِّركيَّات والخُرافات والبِدَع - نسأل الله الإنقاذ - وبرنامجكم هذا له الدور العظيم في الإنقاذ، وكثير من الأُسَر اتَّجهَتْ إليه.


ويقول آخر: أُهدي أجمل تحيَّاتي واحترامي إلى برنامجكم الموقَّر الذي أفادنا، وأفاد المسلمين كافة من إفتاء المعلومات الدينية والاجتماعية.


ويقول ثالث: زوجة تبلغ من العمر خمسة وعشرين عامًا، وعندها مجموعة من الأطفال، وتحمد الله أنها متدينة، وتلبس الحجاب الشرعي منذ شهرين بعد أن أصبحت تستمع إلى هذا البرنامج المفيد؛ "نور على الدرب".


ويقول رابع: كنت أتابع برنامجكم الأكثر من رائع، بارك الله فيكم، ونفعنا بكم.


وتبلغ الثقة بالبرنامج أن يطلب أحد السائلين الإجابة عن سؤاله؛ لعل أن يكون فيها سببًا لخلاصه من حيرته، يقول السائل: أرجو منكم يا فضيلة الشيخ مأجورين أن تُجيبوا عن سؤالي؛ لعلَّ الله أن يجعل في إجابتكم إنقاذًا لي من حيرتي... [ثم ذكر سؤاله]، وقال: أنا الآن في حيرة شديدة، وجِّهوني مأجورين.


وقد شارك الشيخ رحمه الله في هذا البرنامج لمدة تزيد على العشرين عامًا، وكانت فتاوى الشيخ موضع قبول وثقة لدى المستمعين؛ تقول سائلة بعد أن عرضت مشكلتها: أرجو النصح والإرشاد التامَّ بما فيه الخير والفائدة؛ لأنني أقتنع بكلام ورأي فضيلة الشيخ محمد العثيمين، وهو نِعْمَ المربِّي والموجِّه والمرشِد.


هذا ويوجد في الفتاوى والمصنَّفات التي صدرت للشيخ معالم منهجية وتربوية في الإفتاء، وقد يسَّرَ الله الكريم لي جَمْعَ شيءٍ من تلك المعالم، أسأل الله الكريم أن ينفع بها كاتبها وقارئها، ومَنْ أعان على نشرها في الدنيا والآخرة، إنه جواد كريم.

 

معالم منهجية في الإفتاء

عدم التسرُّع في الإفتاء:

قال الشيخ رحمه الله: من آداب طالب العلم الواجبة ألَّا يتسَرَّع في الإفتاء؛ لأن المفتي مُعبِّر عن شريعة الله ورسوله، فإذا أفتى على وجهٍ لا يجوز له فيه الفتوى كان كاذبًا على الله ورسوله، والعياذ بالله، وما أسرع الذين اتَّخذُوا الإفتاء مهنةً للرِّفْعة، فصاروا يتصدَّرُون للإفتاء بغير علم، وهؤلاء من أشدِّ الناس ضرَرًا بالأُمَّة!


وقال: كل إنسان يُفتي بغير علم فإنه ظالم لنفسه، وظالم لإخوانه، ولا يُوفَّق للصواب؛ لأن الله تعالى قال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ [المائدة: 51]، فعلى هؤلاء أن يتَّقوا الله في أنفسهم، وأن يتَّقوا الله في إخوانهم، وألَّا يتعجَّلُوا، فإن كان الله أراد بهم خيرًا ألهمهم رشدهم، ورزقهم العلم، وصاروا أئمة يُقتدى بهم في الفتوى، فلينتظروا وليصبروا، أما بالنسبة للمستفتين، فإننا نُحذِّرهم من الاستفتاء لأمثال هؤلاء، ونقول: العلماء الموثوق بعلمهم وأمانتهم والحمد لله موجودون، فيمكنهم الاتصال عليهم بالهاتف، فيحصل المقصود إن شاء الله.


وقال رحمه الله: الإفتاء بغير علم مع كونه محرَّمًا خلاف الأدب مع الله ورسوله، فإن الإفتاء بغير علم تقدَّم بين يدي الله ورسوله، وقد قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [الحجرات: 1].


وقال الشيخ رحمه الله: إننا نُحذِّر إخواننا طلبة العلم والعامة أيضًا أن يفتوا بلا علم، بل عليهم أن يلتزموا الوَرَع، وأن يقولوا لما لا يعلمون: لا نعلم، فإن هذا والله هو العلم، فإني أُعِيدُ وأُكرِّر: التحذير من الفتوى بغير علم، وأقول للإنسان: أنت في حلٍّ إذا لم يكن عندك علم أن تصرف المستفتي إلى شخص آخر، وكان الإمام أحمد رحمه الله إذا سُئل عن شيء ولا علم له به، يقول: اسأل العلماء.

 

عدم التسرع في الفتوى في المسائل التي تخالف الجمهور:

قال رحمه الله: لا يتسرَّع الإنسان في الفتوى خصوصًا في المسائل التي تخالف رأي جمهور العلماء، فالمسألة التي تخالف رأي جمهور العلماء لا تتسرَّع فيها إلا بعد التروِّي والتأنِّي والنظر في أدلة الفريقين؛ لأن الأكثر أقربُ إلى الصواب من الأقل.


عدم التسرُّع في الفتوى بمخالفة ما عليه علماء البلد:

قال الشيخ رحمه الله: كذلك ما كان عليه الناس؛ أي: ما أقرَّه علماءُ البلد لا تتسرَّع في مخالفته؛ لأن أُمَّةً قامت على العمل بهذا الرأي مع وجود علمائها ليس بالأمر الهيِّن أن يُنقل إلى رأي آخر بدون دليل واضح، على أن القول الذي هم عليه قول مرجوح؛ ولذلك تجد العامة إذا أفتى إنسان بخلاف ما يعهدونه يقولون: أتى بدين جديد؛ ولذلك إذا رأيت قولًا صوابًا لا إشكال فيه مُخالفًا لما عليه علماء البلد فاجتمِعْ بالعلماء، وناقِشْهم وبيِّن لهم الصواب، واتَّفِقُوا على قولٍ، والحقُّ ضالَّةُ المؤمن، أينما وجدَهُ أخَذَهُ.


عدم الإفتاء في مسألة صدر فيها حكم أو فتوى حتى لا يحدث بلبلة للسائل:

قال الشيخ رحمه الله: أنا لا أُجيب عن مسألة انتهت بواسطة أحد من أهل العلم؛ لأنها فتوى أو حكم انتهى أمَدُه؛ وإنما يُسأل عن المسائل التي لم يتقدَّم فيها فتوى أو حكم، وأنا لا أُحِبُّ لأحد أن يكون وقَّافًا عند باب كل عالم، يسأله عما حصل أو عما جرى عليه، ولو كان قد استفتى عنه؛ لأنه يحصل بذلك بلبلة وتشتيت لفكره، وشكٌّ في أمره؛ وإنما عليه إذا أراد أن يستفتي أو يتحاكم إلى أحد، أن يختار مَنْ يرى أنه أقرب إلى الحق من غيره؛ لعلمه، وأمانته، وصلاحه، ويكتفي بما يفتيه به، أو يحكم به.


التربية والفتوى:

قال الشيخ رحمه الله: لما ظهرت الفتوى من بعض العلماء المعتبرين بأن وجه المرأة لا يجب سَتْرُه، قال بعض العلماء الذين درَّسونا، ونعتبرهم رحمهم الله من أشياخنا، قال: عجبًا لهذا المفتي أن يُفتي بهذا، والناس سائرون على ستر الوجه، وستر الوجه أفضل حتى عند الذي أفتى بجواز كشف الوجه! وهذه في الحقيقة تربية، وما ضَرَّنا إلا أن بعض الناس يُعامل المسلمين في العلوم بحسب النظر فقط دون التربية، مع أن الإنسان إذا تأمَّل القرآن والسنة وهدي السلف يجد أنهم يُلاحظون التربية ملاحظةً عظيمةً.


وكيف يُعقَل أن نقول للمرأة: اكشفي عن هذا الوجه الجميل الجذَّاب، واستري الرجل القبيحة؟ لا يمكن أن تأتي الشريعة بهذا؟

والأمم التي أباحت الكشف عن الوجه هي الآن تئِنُّ من حالها اليوم، وتحِنُّ إلى الحال الأولى؛ لأن النساء ما اقتصرْنَ على الوجه، ولا اقتصرْنَ على الوجه الطبيعي؛ بل بدأت تكشف عن الرأس والرقبة، واليد إلى المرفق، وليتها تُبقي الوجه على حاله؛ بل تُضفي عليه شيئًا من التجميل؛ كالمكياج، وتحمير الشفاة، وتسويد الأجفان، وتزجيج الحواجب، وما أشبه ذلك، فنسأل الله أن يُوفِّق الأُمَّة الإسلامية إلى ما فيه الخير والصلاح.

 

النظر للعواقب التي تنتج عن الفتوى بشيء لا توجبه الحاجة:

قال الشيخ رحمه الله: ينبغي لأهل العلم أن يكونوا علماء مربِّين؛ لا علماء مخبرين فقط، فتجد بعض الناس يعتمد على قول الفقهاء في مسألة ما دون أن ينظر في عواقبها، وما ينتج عنها من مفاسد، وهذا لا ينبغي، بل ينبغي للإنسان أن ينظر ماذا يترتَّب على هذا القول، أليس النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم؛ قال لمعاذ: ((أتدري ما حقُّ الله على العباد، وما حَقُّ العباد على الله؟))، قال: الله ورسوله أعلم، قال: ((حَقُّ الله على العباد أن يعبدوه، ولا يُشركوا به شيئًا، وحَقُّ العباد على الله ألا يُعذِّب مَنْ لا يُشرِك به شيئًا))، فقال: يا رسول الله، أفلا أُبشِّر الناس؟ قال: ((لا تُبشِّرهم فيتَّكِلوا))، فمنعه من نشر هذا العلم العظيم المتعلق بالعقيدة خوفًا من أن يتَّكِل الناس، وألا يعملوا وألا يقوموا بالعمل، فكيف بمسألة دون ذلك بكثير يُخشى أن يترتَّب عليها شَرٌّ كثيرٌ! لذلك أدعو إخواننا المفتين أن يكونوا علماء مربِّين، وأن ينظروا ماذا ينتج عن الشيء المباح أما الشيء الواجب فلا بُدَّ من إعلانه ونشره، ولا يمكن لأحد أن يكتمه؛ لكن الشيء المباح الذي يفتح للناس باب شرٍّ عظيم لا نُخبِر الناس به، وهذه نقطة تفوت كثيرًا من طلاب العلم، وهي النظر إلى العواقب التي تنتج عن الفتوى بشيء لا توجبه الحاجة.


الرجوع إلى الحق متى ما تبيَّن ضعف الرأي الذي كان عليه:

قال الشيخ رحمه الله: الرجوع إلى الحق خيرٌ من التمادي في الباطل.

وقال رحمه الله: متى تبيَّن للإنسان ضعف ما كان عليه من الرأي، وأن الصواب في غيره، وجب عليه الرجوع عن رأيه الأول إلى ما يراه صوابًا بمقتضى الدليل الصحيح.

 

عمل المُفتي بما يُفتى به:

قال الشيخ رحمه الله: المفتي إذا أفتى يكون هو أول الناس عملًا بهذه الفتوى.

 

عدم الإجابة عن سؤال يُطلَب فيه أن تكون إجابته على مذهب من المذاهب:

سُئِل الشيخ: هل لمس المرأة ناقضٌ للوضوء على المذهب الشافعي أم لا؟ فأجاب رحمه الله: في الحقيقة أنا شخصيًّا لا أُجيب عن السؤال الذي يُطلَب فيه أن تكون الإجابة على مذهب من لا يجب اتِّباعه، سواء كان مذهب الشافعي، أم الإمام أحمد، أم الإمام مالك، أم الإمام أبي حنيفة؛ لأن الفرض على المسلم أن يسأل عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه هو الذي يجب اتِّباعه، لا أن أسأل عن مذهب فلان وفلان.

 

معالم تربوية في الإفتاء

نصيحة السائل:

قال الشيخ رحمه الله ينبغي للمفتي إذا سُئِل عن شيءٍ، ورأى أن المستفتي أخطأ فيما هو أهم أن ينصحه، وقال: ينبغي لطالب العلم إذا جاءه مستفتٍ وهو على حال غير مرضية، أن ينتهز الفرصة من أجل نصحه؛ لأنه الآن جاء مُستعطِفًا مُستجديًا، فالفرصة سانحة لنصحه، وقال: لو قال لك رجل أنا طُفْتُ من دون حجر إسماعيل! فصحِّح كلامه أولًا ثم أجبه ثانيًا، والتصحيح قبل الجواب هو دَأْبُ الرسل عليهم الصلاة والسلام، فإن يوسف عليه الصلاة والسلام لما سأله الرجلان عن الرؤيا التي رآها كل واحد منهما دعاهما إلى التوحيد قبل أن يُجيبَهما، وهذه مسألة هامة، فإذا جاء إنسان يسألك، فاعلم أنه جاء مفتقرًا إليك سيقبل ما تريد، فابدأه أولًا بنصيحة إذا كان مُتلبِّسًا بشيء يجب إنكاره، وقد طبق الشيخ رحمه الله ما ذكره، ومن الأمثلة لذلك: أنه سئل: ما الحكم في المرأة التي تخرج من بيت زوجها بدون إذنه؟ فأجاب: أولًا هذا السؤال نوجه فيه نصيحة قبل أن نجيب عليه، وهو أننا ننصح جميع أخواتنا المؤمنات ألَّا يخرُجْنَ من بيوتهن إلَّا في حاجةٍ لا بد من الخروج فيها؛ لأن بيتها أصون لها، وأبعد لها عن الفتنة، وأسلم لدينها وخلقها، وأحفظ لزوجها، ثم نقول في الجواب عن السؤال ثانيًا.


وقال الشيخ رحمه الله لسائل: يجب عليك قبل كل شيء أن تشكر الله تعالى على نعمته عليك بالتزام الدين والشريعة، فإن هذا من أكبر النعم، بل هي أكبر النعم في الواقع، فاحمد الله تعالى على هذا، واشكره عليه، وسَلْهُ الثبات والاستمرار.


وقال الشيخ رحمه الله لسائل: نصيحتي لك أن تتحلَّل من زوجتك، وأن تطلب منها السماح، ونصيحتي لها أن تعفو عنك؛ لأنها أُمُّ أولادك، والحياة بينكما شركة الآن.


الدعاء للسائل:

الشيخ لا يترك السائل دون أن يدعوَ له إذا رأى أنه يحتاج إلى ذلك، ومن الأمثلة:

قال رحمه الله في إجابة سائلة: نسأل الله لنا ولها الهداية والثبات على الحق.

وقال رحمه الله لسائل: أسأل الله أن يُعافيك، وأن يُقوِّيَكَ على العبادة.

وقال رحمه الله في إجابة سائلة: نرجو الله لها الشفاء والعافية.

قال رحمه الله في إجابة سائلة: أسأل الله تعالى أن يصلح حالها مع زوجها.

قال رحمه الله لسائل: بارك الله تعالى في هذا الولد، وجعله بارًّا بوالديه.

قال رحمه الله لسائلة: أسأل الله تعالى أن يمُدَّ في عمر زوجك وفي عمرك على طاعة الله، وأن يرزقنا جميعنا الصبر والاحتساب، والرحمة بمن يستحقُّون الرحمة.

 

شكر السائل:

الشيخ رحمه الله إذا رأى في سؤال السائل ما يستلزم شكره، شكره، ومن ذلك:

قال رحمه الله لزوجة تعامل زوجها المريض معاملةً جيدةً: أنا أشكرك على ما تقومين به، حسب قولك من الرأفة به والإحسان إليه، والقيام بحقِّه.


وقال رحمه الله لرجل ربَّى أبناء عمِّه وهم صِغار: صُنْعُك هذا طيِّب، فجزاك الله خيرًا حيث عملت هذا من أجل إصلاح أولاد عمِّك، وهذا من صِلة الرَّحِم.


وقال رحمه الله لسائل: أولًا نشكرك على التزوُّج بزوجة أخيك بعد وفاته من أجل رعاية أبنائه؛ لأن هذا بلا شك من صلة الرَّحِم ومن الخير والمعروف.


وقال رحمه الله لسائلة: تقول: إنها تدخل الفصل حين أذان الظهر وإن الحصة أو الدراسة تبقى لمدة ساعتين، وإنها تبقى مشغولة في حين الدراسة بالتفكير في صلاتها، فنشكرها على هذه اليقظة وعلى حياة قلبها.


تهنئة السائل:

في بعض الأسئلة التي تُوجَّه للشيخ رحمه الله، يذكر السائل من حاله أن الله عز وجل مَنَّ عليه بالهداية والتوبة، وسلوك طريق الاستقامة، فيقوم الشيخ بتهنئته على ذلك، ويسأل الله له الثبات، ومن الأمثلة على ذلك:

سئل الشيخ عن إنسان كان في ضلال، ثم مَنَّ الله عليه بالهداية، فهل الفترة التي كان فيها في ضلال محسوبة عليه؟ فأجاب رحمه الله: قبل الإجابة عن هذا السؤال أحِبُّ أن أهنِّئ الأخ الذي مَنَّ الله عليه بالاستقامة، ولزوم الصراط المستقيم، بعد أن كان منحرفًا في متاهات البدع والضلال، فإن هذا من نعم الله، بل هو أكبر نعمة ينعم الله بها على عبده، فأسأل الله أن يثبتني وإخواني المسلمين على دينه المستقيم، إنه جواد كريم.


وقال الشيخ رحمه الله لسائل: أقول: الحمد الله الذي هداه، حتى صار يصلي، فهو في الحقيقة أسلم بعد ردَّة، فعليه أن يشكر الله تعالى على هذه النعمة.


وقال رحمه الله لسائل: أقول: هنيئًا له بما منَّ الله عليه من هذا الرجوع إلى ربه عز وجل، والاستقامة على دينه، وبرِّه بوالدته، وحبِّه للخير، وأسأل الله أن يزيده من فضله.


وسئل الشيخ عن ابن نصح والده بعدم الإسهام في أحد البنوك، فأجاب رحمه الله: أقول لهذا الأخ الذي نصح أباه: هنيئًا لك، وثبَّتَك الله، وأكثَرَ من أمثالِكَ، وأقول له أيضًا ولغيره: إن محاولة منع الأب أو الأم من معصية الله هو البر الحقيقي حتى إن غضبوا عليك، فإن القلوب بيد الله، وسوف يجعل الله هذا الغضب رضًا وسرورًا؛ لأن القلوب بيد الله عز وجل.


تنبيه السائل أن سؤاله من فضول العلم وإشغال نفسه به ليس فيه كبير فائدة:

بعض الأسئلة التي تُوجَّه للشيخ ليس في معرفتها كبير فائدة، فيُوجِّه الشيخ السائل إلى الانشغال بما هو أنفع له، ومن الأمثلة على ذلك:

سئل الشيخ هل صحيح أن للأرض حركتين أم لا؟ فأجاب رحمه الله: إن البحث في هذا من فضول العلم، وليس من الأمور العقدية التي يجب على الإنسان أن يحققها ويعمل بما تقتضيه الأدلة، وإشغال النفس بمثل ذلك ليس فيه كبير فائدة.


وقال رحمه الله لسائل: مسألة دوران الأرض وعدم دورانها الخوض فيها في الواقع من فضول العلم؛ لأنها ليست مسألة يتعيَّن على العباد العلم بها، ويتوقَّف صحة إيمانهم على ذلك، ولو كانت هكذا لكان بيانها في القرآن والسنة بيانًا ظاهرًا لا خفاء فيه؛ فلا ينبغي أن يُتعِبَ الإنسان نفسه في الخوض بذلك.


وسُئِل الشيخ: هل هناك أدلة تدل على أفضلية الملائكة على الصالحين من البشر؟ فأجاب الشيخ رحمه الله، ثم قال: وأخيرًا إن الخوض فيها، وطلب المفاضلة بين صالح البشر والملائكة من فضول العلم الذي لا يضطر الإنسان إلى فهمه والعلم به، والله المستعان.


وسئل الشيخ عن مدة حمل مريم عليها السلام، هل كان تسعة أشهر أم ماذا؟ فأجاب رحمه الله: قبل الإجابة عن هذا السؤال أوَدُّ أن أقول: إن مثل هذه الأسئلة التي قد يكون الجواب عنها عديم الفائدة، لا ينبغي للإنسان أن يشغل نفسه بها، فالإنسان لديه مسؤوليات لله عز وجل، ولعباد الله، لديه مسؤوليات لله تعالى عقيدة وقولًا وعملًا، فعليه أن يهتمَّ بذلك دون مثل هذه الأمور التي هي من فضول العلم، فلا ينبغي للإنسان أن يتشاغل بما ليس له فيه فائدة، ويدع ما له فيه فائدة.


وسئل الشيخ: لقمان والخضر، هل هما من الأنبياء، أم رجلان صالحان؟ فأجاب رحمه الله: ما رأيك لو قلتُ: إنهما من الأنبياء هل تتبعهما، والجواب أنك لن تتبعهما، حسنًا، ولو قلتُ: إنهما من غير الأنبياء، هل يضرهما شيء إن كانا من غير الأنبياء ؟! بالطبع لا، إذًا ما الفائدة من هذا البحث؟


توجيه السائل:

الشيخ رحمه الله في إجابته عن أسئلة المستفتين لا يقتصر على الإجابة عن السؤال فقط، إذا كان في سؤال السائل ما يَستلزم التوجيه أو التنبيه، فيقوم الشيخ بالتنبيه والتوجيه، ومن الأمثلة على ذلك:

سُئِل الشيخ عن قول شخص: اللهم ارزُقني زوجة جميلة وهو في الصلاة، ما حكمه؟ فأجاب رحمه الله: لا بأس به؛ لكن أُحِبُّ أن أضيف إلى ذلك شيئًا آخر: ذات دين، تقول: اللهم ارزُقني زوجة جميلة ذات دين.


وقال رحمه الله لسائل: قبل أن أذكر الإجابة عن سؤاله أحب أن أنبهه وغيره على أن قوله: "شاءت الظروف" كلمة منكرة؛ فهذه العبارة "شاءت الظروف" أو "شاءت الأقدار" أو ما أشبه ذلك، لا يجوز، فعلى المرء أن يكُفَّ عن ذلك.


وقال رحمه الله لسائل: وأما قولك في سؤالك: "حكمت عليَّ الظروف الصحية"، فإن الظروف لا تحكم بشيء؛ بل الحكم لله، والتقدير لله، فإن الله هو الحكم وإليه الحكم، والله أعلم.


وقال رحمه الله لسائل: أولًا في قولك: الشيطان لعنه الله، ينبغي أن تقول: أعاذني الله منه، فإن هذا هو الأولى؛ لقوله تعالى: ﴿ وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [الأعراف: 200].


وختامًا:

فالشيخ رحمه الله، كان يحب الأسئلة التي يسأل فيها السائل عن معنى آية في كتاب الله؛ قال: سؤال هذا الرجل من أجود الأسئلة وأحبِّها إليَّ، وذلك أنه سؤال عن تفسير آية من كلام الله سبحانه وتعالى، الذي هو خير الكلام، وقال لسائل آخر: يعجبني مثل هذا السؤال، أعني السؤال عن آيات الله عز وجل، وذلك أن القرآن الكريم لم ينزل لمجرد التعبُّد بتلاوته، بل نزل للتعبُّد بتلاوته، وتدبُّر آياته، وتفكُّر معانيه، وللعمل به، وقال لثالث: أشكر أخي السائل الذي سأل عن معنى الآية الكريمة، وذلك لسروري بتفكُّر الناس في معاني القرآن الكريم وطلبهم تفسيره.

 

كما أن الشيخ كان يدعو للمسلمين في إجابته عن أسئلة السائلين، سئل الشيخ عن رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لله عز وجل، فأجاب رحمه الله، ثم قال: أسأل الله تبارك وتعالى لي ولإخواني النظر إلى وجه الله الكريم، وأسأل الله الهداية لمن أنكروا هذه الرؤية العظيمة التي هي ألذُّ ما يجده أهل الجنة في الجنة، والله على كل شيء قدير.


وسئل الشيخ عن الحوض المورود ما هو؟ وبعد أن أجاب رحمه الله، قال: اللهم اجعلنا ممن يشرب منه، اللهم اجعلنا ممن يشرب منه، اللهم اجعلنا ممن يشرب منه، يا رب العالمين.


وسئل الشيخ رحمه الله عن: رجل أُصيب ابنه بسحر، فهل يجوز له أن يذهب إلى أحد السحرة ليفكَّ عنه السِّحْر، وبعد أن أجاب الشيخ قال: نسأل لنا ولإخواننا المسلمين السلامة من الآفات، وأن يقينا شرَّ عباده.


اللهم وفِّقنا للاستفادة من معالم الفتوى عند الشيخ، واغفر له وارحمه.


المراجع: كتب الشيخ التي تم الرجوع إليها:

• التعليق على صحيح البخاري.

• فتح ذي الجلال والإكرام شرح بلوغ المرام.

• أحكام من القرآن الكريم.

• التعليق على المجموع؛ للنووي.

• مجموع فتاوى ورسائل الشيخ.

• فتاوى نور على الدرب.

• فتاوى على الطريق.

• فتاوى في الصلاة والجنائز.

• دروس وفتاوى من الحرمين الشريفين.

• لقاءات الباب المفتوح.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • التلخيص المعين، في شرح الأربعين، للشيخ العلامة ابن عثيمين
  • من يخلف الشيخ العلامة ابن عثيمين؟!
  • فوائد من مصنفات العلامة ابن عثيمين (1) مدرسة العلم والعمل
  • فوائد من مصنفات العلامة ابن عثيمين (2) من تجارب الشيخ
  • مقتطفات من سيرة العلامة ابن عثيمين رحمه الله
  • فوائد من مصنفات ابن عثيمين: أئمة وأعلام في الميزان
  • ثناء العلامة ابن عثيمين على شيخ الإسلام ابن تيمية

مختارات من الشبكة

  • معالم منهجية حضرمية في خطاب العلامة عبدالرحمن بكير(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • معالم من السياسة الشرعية عند العلامة ابن سعدي رحمه الله (PDF)(كتاب - موقع د. صغير بن محمد الصغير)
  • معالم منهجية في التعامل مع الناس بواقعية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إليكم يا شباب الإسلام: معالم منهجية وتوجيهات دعوية (PDF)(كتاب - آفاق الشريعة)
  • معالم منهجية في الدعوة إلى الله(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (5) التبصير في معالم الدين(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • معالم هامة في تربية الأبناء(مادة مرئية - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • إبراز معالم منهج ابن باديس في الإصلاح والتغيير من خلال تفسيره مجالس التذكير (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • معالم في ترجمة ابن سعدي رحمه الله(مقالة - موقع الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معلا اللويحق)
  • صدر حديثاً (مرشد القارئ إلى تحقيق معالم المقارئ) لابن الطحان السماتي(مقالة - موقع الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 30/11/1446هـ - الساعة: 16:9
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب