• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    ذكر الله خير من إنفاق الذهب والفضة
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    أين تقف حريتك؟! (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    تحريم الحلف بالطواغيت والأنداد كاللات والعزى ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    المعالجات النبوية لأزمة الفقر (خطبة)
    د. مراد باخريصة
  •  
    فوائد وأحكام من قوله تعالى: { وإذ أخذ الله ميثاق ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
  •  
    من محاسن الدين الإسلامي وجود بدائل لكل عمل صالح ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    هل من خصائص النبي محمد عليه الصلاة والسلام أنه لا ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    ووقفات مع شهر الله المحرم (خطبة)
    د. عبد الرقيب الراشدي
  •  
    الإيثار صفة الكرام
    الشيخ صلاح نجيب الدق
  •  
    خطبة: التدافع سنة ربانية وحكمة إلهية
    يحيى سليمان العقيلي
  •  
    خطبة: حر الصيف عبر وعظات
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    شذا الريحان من مزاح سيد ولد عدنان صلى الله عليه ...
    السيد مراد سلامة
  •  
    التحذير من الافتتان والاغترار بالدنيا الفانية ...
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    وقفات مع اسم الله العليم (خطبة)
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    مقاربات بيانية إيمانية لسورة الفجر
    د. بن يحيى الطاهر ناعوس
  •  
    تخريج حديث: من أتى الغائط فليستتر
    الشيخ محمد طه شعبان
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / خطب المناسبات
علامة باركود

خطبة عن المطر وشكر نعم الله

د. سعود بن غندور الميموني

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 18/4/2018 ميلادي - 3/8/1439 هجري

الزيارات: 213279

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خطبة عن المطر وشكر نعم الله

 

الحمدُ للهِ حَمداً كَثيراً طَيباً مُباركاً فيهِ، مِلءَ السَّماواتِ ومِلءَ الأرضِ ومِلءَ مَا شاءَ مِن شَيءٍ بَعدُ، الحمدُ للهِ على نِعمِهِ الكثيرةِ، وعَطائِه الجَزيلِ، وفَضلِهِ العَمِيمِ، أَحمَدُهُ سُبحانَهُ حَمداً يَليقُ بِعظَمَتِهِ، ويُوافِي جُودَهُ وكَرَمَهُ، وأشهدُ أنْ لاَ إلهَ إلاَّ اللهُ وَحدَهُ لاَ شَريكَ لَه المتَفَرِّدُ بالعَطَاءِ والكَرَمِ، وأَشهَدُ أَنَّ محمَّداً عَبدُهُ ورَسُولُهُ خَيرُ مَن شَكرَ اللهَ تعالى علَى نِعَمِهِ صلَّى اللهُ عليهِ وعلَى آلهِ وصَحبِهِ وسَلَّمَ تَسليماً كثيراً... أمَّا بَعدُ:


فاتَّقُوا اللهَ - عِبادَ اللهِ - واشكُرُوهُ علَى وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ، فمَنْ سِواهُ نَشْكُرُ، ومَن سِوَاهُ نَذكُرُ، ومَن سِواهُ نَتُوبُ إليهِ ونَستَغفِرُ! ﴿ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾.


أيهَا المؤمنونَ.. كَم مِن ضِيقٍ مَرَّ بالنَّاسِ ولَم يَكشِفْهُ إلاَّ اللهُ؟! وكَم مِن بَأسٍ نَزَلَ بِهم ولَم يَرْفَعْهُ إلاَّ اللهُ؟! وكَمْ مِن بَلاءٍ أَلَمَّ بِهِمْ ولَمْ يُفَرِّجْهُ إلاَّ اللهُ؟! ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾.


كَمْ تَوَسَّلَ إليهِ المتوسِّلُونَ.. وكَم بَكَى إليهِ العَابِدونَ.. وكَم تَضَرَّعَ إليهِ الخَاشِعونَ.. سُبحانَهُ لاَ إلهَ غَيرُهُ ولاَ رَبَّ سِوَاهُ...

يَا مَنْ يَرَى مَا فِي الضَّمِيرِ وَيَسْمَعُ = أَنْتَ المُعَدُّ لِكُلِّ مَا يُتَوَقَّعُ

يَا مَنْ يُرَجَّى لِلشَّدَائِدِ كُلِّهَا = يَا مَنْ إِلَيْهِ المُشْتَكَى وَالمَفْزَعُ

يَا مَنْ خَزَائِنُ رِزْقِهِ فِي قَوْلِ (كُنْ) = امْنُنْ فَإِنَّ الخَيْرَ عِنْدَكَ أَجْمَعُ

مَا لِي سِوَى فَقْرِي إِلَيْكَ وَسِيلَةٌ = فَبِالاِفْتِقَارِ إِلَيْكَ فَقْرِي أَدْفَعُ

مَا لِي سِوَى قَرْعِي لِبَابِكَ حِيلَةٌ = فَلَئِنْ رُدِدْتُ فَأَيَّ بَابٍ أَقْرَعُ

وَمَنِ الَّذِي أَدْعُو وَأَهْتِفُ بِاسْمِهِ = إِنْ كَانَ فَضْلُكَ عَنْ فَقِيرِكَ يُمْنَعُ

حَاشَا لِفَضْلِكَ أَنْ يُقَنِّطَ عَاصِيًا = الْفَضْلُ أَجْزَلُ وَالمَوَاهِبُ أَوْسَعُ

 

عِبادَ اللهِ: نَحنُ نَتَقَلَّبُ لَيلاً ونَهَاراً في كَثيرٍ مِنَ النِّعَمِ، وكُلُّهَا مِنهُ سُبحَانَهُ وتعَالى، وقَدْ أَمَرَ اللهُ سُبحانَهُ وتعَالى عِبادَهُ أَن يَشكُرُوهُ، ويَحمِدُوهُ، ويُرجِعُوا الفَضلَ إِليهِ.. وإنَّ شُكرَ اللهِ وَاجِبٌ على الجميعِ كَبِيراً وصَغِيراً، ذَكَراً وأُنثَى، فالشُّكرُ سَبَبُ الزِّيادَةِ وطَريقُ السَّعَادَةِ، كمَا قَالَ سُبحَانَهُ: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ ﴾.. والشُّكرُ يُنَافِي الكُفرَ، قَالَ تَعَالى: ﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ ﴾.


ومِنْ أَفضَلِ صِفَاتِ عِبادِ اللهِ تعَالَى: صِفَةُ الشُّكرِ، وكَيفَ لاَ؟! وقَدْ أَثنَى اللهُ تعَالى علَى عَبدِهِ نُوحٍ بأنَّهُ كَانَ ﴿ عَبْداً شَكُوراً ﴾، وَوَصَفَ خَليلَهُ إِبراهيمَ عَليهِ الصلاةُ والسلامُ بقولِهِ: ﴿ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾.. بَل لَقدْ جَعَلَ اللهُ تعالى الشُّكرَ الغَايةَ مِن خَلْقِهِ وأَمْرِهِ، فقالَ تعَالَى: ﴿ وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمْ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾.


وأَخبرَ سُبحانَهُ أنَّهُ إِنَّمَا يَعبُدُهُ مَن شَكَرَهُ، ومَن لَم يَشكُرْهُ لَم يَكُنْ مِن أَهلِ عِبادَتِهِ، فقالَ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴾.


وهَكَذَا عَلَّمَ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلم أصحَابَهُ والأُمَّةَ كُلَّهَا كَيفَ يَكُونُ الْحَمدُ والشُّكرُ للهِ عزَّ وجلَّ قَولاً وفعلاً؛ فقَدْ أَخَذَ عَليهِ الصَّلاةُ والسلامُ بِيَدِ مُعاذِ بنِ جَبلٍ رضي اللهُ عنه وقالَ لَهُ:

"يَا مُعاذُ: واللهِ إنِّي لأُحبُّكَ، أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ لَا تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ أَنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ" رواهُ أَحمدُ وأَبُو دَاودَ.


وكانَ صَلَّى اللهُ عليه وسلم إذا أَكَلَ أَو شَربَ قَالَ: "الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَ، وَسَقَى وَسَوَّغَهُ وَجَعَلَ لَهُ مَخْرَجًا".

وإِذَا خَلدَ إِلى النَّومِ يَشكُرُ الله تعَالى علَى نِعَمِهِ الكَثيرةِ؛ فعَن أَنَسٍ رضي اللهُ عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ قَالَ: "الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنَا وَسَقَانَا، وَكَفَانَا وَآوَانَا، فَكَمْ مِمَّنْ لَا كَافِيَ لَهُ وَلَا مُؤْوِيَ" رواهُ مُسلمٌ.


وبالليلِ كَانَ يَقومُ ويُصَلِّي حَتَّى تَرِمُ قَدَمَاهُ أَوْ سَاقَاهُ، فَيُقَالُ لَهُ: قَد غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ! فَيَقُولُ: "أَفَلاَ أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا" متفقٌ عليهِ.


أيهَا الموحِّدُونَ.. نِعَمُ اللهِ عَزَّ وجلَّ أَكثَرُ مِن أَنْ تُحصَى؛ فتِلكَ نِعمُهُ ظَاهرةٌ في كُلِّ صَغيرٍ وكَبيرٍ، وأَعظَمُ النِّعَمِ وأَكبَرُهَا نِعمَةُ الإِسلامِ وكَفَى بهَا نِعمةٌ، فالحمدُ للهِ الذي هَدَانَا لَه، وأَكرَمَنَا بهِ.


وَلاَ يَخْفَى أحَدٌ تِلْكَ النِّعَمَ الَّتِي يَرَاهَا فِي أهْلِهِ وَأَوْلاَدِهِ، وَمَالِهِ وَمُمْتَلَكَاتِهِ.. نِعَمٌ فِي سَمْعِهِ وَبَصَرِهِ، وَقَوَّتِهِ وَصِحَّتِهِ، يَمْشِي عَلَى الأرْضِ بِرِجْلَيْهِ، وَيَقْضِى حَوائِجَهُ بَلاَ حاجَةٍ لِلْخَلْقِ، يَأْكُلُ الطَّعَامَ، وَيَشْرَبُ الْمَاءَ بِلا تَعَبٍ ولاَ أَلَمٍ ولاَ حَبْسٍ...


وَلَوْ حَبَسَ اللهُ فِي جَسَدِهِ الْمَاءَ فَلَمْ يُخْرِجْهُ لأَنْفَقَ مَالَهُ كُلَّهُ، سَأَلَ أحَدُ الْخُلَفَاءِ أعْرَابِيًّا فَقَالَ لَهُ: "كَمْ يُسَاوِي مُلْكِي؟" فَقَالَ: شَرْبَةُ مَاءٍ. فَقَالَ الْخَلِيفَةُ: وَكَيْفَ؟ قَالَ الْأعْرَابِيُّ: أَرَأَيْتَ إِنْ مُنِعَ عَنْكَ الْمَاءُ بِكَمْ تَشْتَرِيهِ؟ قَالَ: بِنِصْفِ مُلْكِي. قَالَ: فَإِنْ شَرِبْتَهُ فَحُبِسَ فِيكَ وَلَمْ يَخْرُجْ بِكَمْ تُخْرِجُهُ؟ قَالَ: بِباقِي مُلكِي.. فَسُبْحَانَ مَنْ أَنْعَمَ عَلَينَا بِنِعَمِهِ، وَصَدَقَ اللهُ حَيْثُ قَالَ: ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾.


أيهَا النَّاسُ.. مَا رَأيْتُمُوهُ في الأيامِ المَاضِيةِ مِنَ الأَمطَارِ، هِيَ نِعمَةٌ مِن نِعَمِ اللهِ، فبَعدَ أنْ كُنَّا مُجْدَبِينَ مُقْحَطِينَ مَنَّ اللهُ عَلينَا فَأنزَلَ غَيثاً مُغِيثاً، ولاَ يَقدِرُ علَى ذَلكَ إلاَّ اللهُ سُبحانَهُ القَائِلُ:

﴿ أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ * أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ * لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ ﴾.. بِمَاءِ الغَيثِ تَحيَا الأَرضُ وتَزدَانُ، ويَفرَحُ النَّاسُ بهِ والأنعَامُ، فهُوَ أَثرٌ لِرحمَةِ الرَّحيمِ الرَّحمنِ.. بهِ يُزِيلُ اللهُ تعالى يَأسَهُمْ، ويُذهِبُ رِجْزَهُمْ، ويُجلِي هَمَّهُم، ويَكشِفُ كَربَهُم، ويَرفَعُ الضُرَّ عَنهُم: ﴿ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ ﴾.. مِن غَيثِهِ المبَاركِ يَشرَبُونَ، ومِن نِتَاجِهِ يَأكُلونَ، وبهِ يَتطَهَّرُونَ: ﴿ هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ * يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾.


لَكَ الحَمدُ حَمداً نَستلِذُّ به ذِكْراً = وإنْ كُنتُ لا أُحصِي ثَناءً ولا شُكْرَا

لكَ الحمدُ حمداً طَيباً يَمَلأُ السَّمَا = وأقطارَهَا والأرضَ والبرَّ والبَحرَا

لكَ الحمدُ حَمداً سَرمدِياً مُبارَكاً = يَقِلُّ مِدَادُ البَحرِ عَنْ كُنهِهِ حَصَرَا

لكَ الحمدُ تعظِيماً لِوجهِكَ قَائِماً = يَخُصُّكَ في السَّرَّاءِ مِنِّي وفي الضَّرَا

لكَ الحَمدُ مَقرُوناً بشُكرِكَ دَائماً = لكَ الحمدُ في الأُولى لكَ الحَمدُ في الأُخرَى

لكَ الحمدُ يا ذَا الكِبريَاءِ ومَنْ يَكُنْ = بحَمدِكَ ذَا شُكرٍ فقَد أَحرَزَ الشُّكَرا

لكَ الحَمدُ حَمداً لا يُعدُّ لحَاصِرٍ = أَيُحصَي الحَصَىَ والنَّبْتَ والرَّملَ والقَطْرَا

لكَ الحمدُ مَا أَوْلاكَ بالحَمدِ والثَّنَا = علَى نِعَمٍ أَتبَعْتَها نِعَماً تَتْرَى

 

فاتَّقُوا اللهَ - عِبادَ اللهِ - والْزَمُوا شُكرَهُ، فبِالشُّكرِ تَزدَادُ النِّعَمُ.

نَسألُ اللهَ أَن يُعِينَنَا وإيَّاكُمْ علَى ذِكْرِهِ وشُكْرِهِ وحُسنِ عِبادَتِهِ.. والحمدُ للهِ ربِّ العَالمينَ.

 

الخطبة الثانية:

الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ الْعَلِيُّ الْأَعْلَى، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيراً إِلَى يَوْمِ الدِّينِ... أَمَّا بَعْدُ:

فاتَّقوا اللهَ - عِبادَ اللهِ - واعلمُوا أنَّكُم رَاحِلُونَ عَن دُنيَا النَّاسِ فَأعِدُّوا واسْتَعِدُّوا، وتَذكَّرُوا الموتَ ومَا بَعدَهُ، أينَ الملوكُ والرؤساءُ المحرُوسونَ؟! وأينَ الممَالِيكُ والمرؤوسونَ الحَارِسونَ؟! وأينَ الأَغنياءُ الْمُترَفُونَ؟! وأينَ الصَّعالِيكُ المدْقَعُونَ؟! أينَ الأَصحابُ والجِيرانُ؟! أينَ الآباءُ والأمهَاتُ؟!!


لقدْ جَاءَهُم مَا كَانُوا يُوعَدُونَ، ونَحنُ علَى أَثَرِهِمْ غَداً أَو بَعدَهُ رَاحِلونَ، فرَحِمَ اللهُ مَن ارتَحَلَ بقَلبِهِ إلى الدَّارِ الآخِرَةِ قَبلَ أَنْ يَرتَحِلَ بِبَدَنِهِ.


أيهَا المسلمونَ... إنَّه مِن الوَاجِبِ عَلينَا أَنْ نَشكُرَ اللهَ تعَالَى الذِي يُنعِمُ عَلينَا بهذِهِ النِّعمَةِ العَظيمةِ التي لَولاَهَا لمَا كانَ حَياةٌ، قالَ تعَالَى: ﴿ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ﴾ فأَكثِرُوا مِن شُكرِهِ، فهُوَ سُبحَانَهُ يُحِبُّ الشَّاكِرينَ، ويَزيدُ نِعَمَهُ لِمنْ شَكَرَهَا.. اشكُرُوهُ علَى نِعَمِهِ بالقَولِ والفِعلِ، اشكُرُوهُ على نِعَمِهِ بالجوارِحِ والأَركانِ، اشكُرُوهُ علَى نِعمِهِ في الصَّباحِ والمسَاءِ، اشكُروهُ على نعَمِهِ في القُعُودِ والقِيامِ، فاللهمَّ لكَ الشُّكرُ علَى آلائِكَ التي لا تُعَدُّ ولا تُحصَى.

 

ثُمَّ صَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى خَيْرِ عِبَادِ اللهِ، مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِاللهِ صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ..


نَسْأَلُ اللهَ أَنْ يُحْيِيَ قُلُوبَنَا بِطَاعَتِهِ، وَأَنْ يَغْفِرَ لَنَا مَا قَدَّمْنَا وَمَا أَخَّرْنَا، إِنَّه حَسْبُنَا وَنِعْمَ الْوَكِيلُ.

اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تَجْزِيَ آبَاءَنَا وَأُمَّهَاتِنَا عَنَّا خَيْرَ الْجَزَاءِ.. اللَّهُمَّ اجْزِهِمْ عَنَّا رِضَاكَ وَالْجَنَّةَ.. اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُمْ وَارْحَمْهُمْ وَعَافِهِمْ واعْفُ عَنْهُمْ.

اللهمَّ انْصُرْ المُجَاهِدِينَ الَّذِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِكَ فِي كُلِّ مَكَانٍ.

اللهمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا لِمَا تُحِبُّ وتَرضَى، وخذْ بناصِيَتِه إلى البرِّ والتقوَى، وارزقه البطانةَ الصالحةَ التي تدلُّه على الخيرِ وتأمرُه بهِ.

رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • آداب من الأثر عند سقوط المطر
  • من أسباب منع القطر من السماء
  • خطبة المطر وجمع الصلاة
  • خطبة: شكر النعم

مختارات من الشبكة

  • أسباب منع وجلب المطر من السماء (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أين تقف حريتك؟! (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المعالجات النبوية لأزمة الفقر (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ووقفات مع شهر الله المحرم (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: التدافع سنة ربانية وحكمة إلهية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: حر الصيف عبر وعظات(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وقفات مع اسم الله العليم (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الثبات عند الابتلاء بالمعصية (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • اللسان بين النعمة والنقمة (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: كيف أتعامل مع ولدي المعاق؟(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
1- شكر
Ebraheem - Tanzania 18/04/2018 02:39 PM

بارك الله فيكم

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • نواكشوط تشهد تخرج نخبة جديدة من حفظة كتاب الله
  • مخيمات صيفية تعليمية لأطفال المسلمين في مساجد بختشيساراي
  • المؤتمر السنوي الرابع للرابطة العالمية للمدارس الإسلامية
  • التخطيط لإنشاء مسجد جديد في مدينة أيلزبري الإنجليزية
  • مسجد جديد يزين بوسانسكا كروبا بعد 3 سنوات من العمل
  • تيوتشاك تحتضن ندوة شاملة عن الدين والدنيا والبيت
  • مسلمون يقيمون ندوة مجتمعية عن الصحة النفسية في كانبرا
  • أول مؤتمر دعوي من نوعه في ليستر بمشاركة أكثر من 100 مؤسسة إسلامية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 16/2/1447هـ - الساعة: 12:20
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب