• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    واجب ولي المرأة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (9)
    د. عبدالسلام حمود غالب
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / دراسات شرعية / فقه وأصوله
علامة باركود

الصور الفوتوغرافية: مقالة للعلامة المحدث محمد يوسف البنوري رحمه الله

محمد شريف راشد


تاريخ الإضافة: 15/4/2018 ميلادي - 29/7/1439 هجري

الزيارات: 8728

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الصُّورُ الفوتوغرافيَّةُ

للمُحدِّث العلَّامة محمَّد يوسف البَنُّوْريُّ رحمه الله

مؤسّس جامعة العلوم الإسلامية، بَنّوري تاون كراتشي

ترجمه إلى العربية/ أبوالمجد محمّد شريف راشد

مُدَرّس بالجامعة الحمادية شاه فيصل كالوني كراتشي

1- التّمهيد[1]:

بسب اقترابِ الساعة، تقومُ فتنةٌ إثرَ فتنةٍ، حتى تستصعبُ سلامةُ الإيمان، ويُسلَب توفيقُ الأعمال الصالحة. بعض الفتن تكون فتنةً في ذاتها فقط، وأخرى تلدُ الفتنَ. قد بدأت فتنة الصّور الفوتوغرافية، وما كانت صغيرة في ذاتها، حتى وُجِدَتْ منها مئات الفتن.

 

2- حِكَمُ التّرهيب الإلهيّ:

عِلمُ الله جلّ شأنُه محيطٌ، هو يعلم أسباب كلّ فتنة وذرائعها، لذلك يُمنَعُ في الشرع كلُّ ما كان سببًا وذريعةً للمعاصي والذّنوب، ولا يُدرِك العقلُ الإنسانيّ تلك العلَل والحِكَم، لقصور العلم وقلّة الفهم، وربّما يتعجّب الإنسان من التّعنيف الواقع في محظورٍ ما، وبعد مرور الزّمن يظهر من الشواهد والواقعات تصديقُ حكمِ الشرع الإلهي.

 

3- تحريم التّصوير في السنة:

كم من فتنة وُلِدَتْ من الصّور، والإسلامُ قد أخبر من البداية بأن أشدّ العذاب يوم القيامة للمصوّرين[2]. و مرةً قال: يُقال للمصوّرين أَحْيُوْا ما خَلَقْتُمْ[3]. ومرةً قال: لا يدخل الملائكةُ بيتًا فيه كلبٌ ولا صورةٌ[4]. وإن التصوير محاكاةُ صفةِ الخلق[5].

 

4- استئصال أسباب الشّرك في الإسلام:

الإسلام دين قَيِّمٌ، بحثَ عن أشواك الكفر والشّرك والبدعة والضّلال والانحراف- فاستأصلها شوكةً شوكةً، وطَهَّرَ السّبيل، وأعطى لجميع بني آدم طريقًا نقيًّا مستقيمًا مجلوًّا، الذي إذا سار به السائر يحيى حياةً طيبةً آمنةً مطمئنةً في عافيةٍ وراحةٍ، ويَرثُ الرّضوان في جنّت النّعيم. قال الله تعالى: ﴿ تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ (القصص: 183)

 

5- تحريم منابع الشّر في الإسلام:

قد حرّم الإسلامُ جميعَ طُرُقِ الشّر والفساد لتزكيةِ أعمال الإنسانيّة وأخلاقها، ويشهدُ التّاريخ أنّ الشّرك -الذي هو الظلم الأكبر- كان سببُه التصاويرَ والتماثيلَ والأصنامَ، لذلك سَدَّ الإسلام هذا السّبيل، فحَرّمَ الإسلام منبع الشّركِ هذا، وجعل المصوّرين مِن الملعونين وأقبحِ خلق الله.

 

ففي الصّحيحين (واللفظ للبخاري): عن عائشة، رضي الله عنها، قالت لما اشتكى النّبيّ صلى الله عليه وسلم- ذكرَتْ بعضُ نسائه كنيسةً رَأَيْنَها بأرض الحبشة، يقال لها "مارية" وكانت أمّ سلَمة وأم حبيبة رضي الله عنهما أَتَتَا أرضَ الحبشة، فذكرَتَا مِنْ حُسنِها وتصاويرَ فيها- فَرَفَعَ (رسولُ الله صلى الله عليه وسلم) رأسَه فقال: "أولئك إذا مات منهم الرجلُ الصالحُ بَنَوْا على قبره مسجدًا، ثم صَوَّرُوْا فيه تلكَ الصورةَ، أولئك شِرارُ الخلقِ عند الله [6].

 

عن عَائِشَةَ رضي الله عنها قالت: قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ سَفَرٍ، وقد سَتَرْتُ بِقِرَامٍ لِي على سَهْوَةٍ لِي فِيهَا تَمَاثِيلُ، فلما رآهُ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم هَتَكَهُ، وقال: أَشَدُّ النَّاسِ عذابًا يَوْمَ القيامةِ الذين يُضَاهُونَ بِخَلْقِ اللهِ[7]. ووَرَدَ في صحيح مسلم ومسند أحمد: إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْمُصَوِّرُونَ[8].

توجد في الصحيحين وكتب السنة أحاديث مباركة صحيحة أخرى التي تُبَيِّنُ تحريمَ صورة ذي الرّوح وأنها ملعونة، وقد اتفق جميع فقهاء الأمّة على تحريم تصاوير ذوي الأرواح.

 

6- رؤية إلى قيادة العالم الإسلامي:

من سوء الحظ أن زمامَ قيادة العالم الإسلاميّ أصبح في أيدي الأقوام والثقافات الجاهلةِ بالله، البعيدةِ عن دين الله، الذين لا يوجد عندهم شيءٌ باسم الدّين والدّيانة – إلا ما شاء الله-، وقد خرجت العفة والحياء والعصمة والغَيرة والحميّة عن قاموسهم. ويسمى الفكر والفن (الغربي) والكيد والمكر عندهم سياسةً، وقتل الإنسانية وأسباب هذا القتل يسمى التّرقي.. الفواحش والمنكرات يسمّى الفن والمهارة، الاختلاط الغير الفطري بين الرّجال والنّساء يسمى عندهم التنوير وحسنُ الخلُق، هتك الحجاب والسفور والعريانية يسمى الثقافة. والدّول المتخلِّفة ترى هذا التّقليد الأعمى وتلك المحاكاةَ فخرًا- لذلك أصبح هذا العصر عصر الفتن، ولعلّ فيه الإعداد لفتنة الدّجال الأكبر، وأصبح العالم الإسلامي خاصةً وَكْرًا لكلّ فتنةٍ ومعصيةٍ وذنبٍ.

 

7- عموم فتنة التصوير:

من فتن هذه الأيام- فتنةُ "الصّور الفوتوغرافية" يوجد المصور في كل مكان؛ في الوليمة والضّيافة والنّكاح والمجلس العام، تجدُ المصوِّر في كلّ مكان والكاميرة في الأمام، وقد أصبحت هذه الفتنة كالطاعون في العموم، وأشكل التّحرّز عنها، لا يُغفَرُ أحدٌ ولو أراد التّحفظ؛ تُلتَقطُ صورتُه وتنشر غدًا على صفَحات الجرائد.

 

8- تسرّب النجاسة الأخلاقية إلى البيوت:

واليومَ تدخل آكامٌ من تلك النّجاسة العارية إلى بيوتنا، وكلّ ذلك بسبب الصُّحْفِيِّيْنَ والمصوّرين، ويتأثر منها المجتمع بل يَتَعَفَّنُ، والعجَبُ أن لا مؤاخذ على هذه الجريمة! وأكبر من ذلك إزالة فكرة تحريمها عن أذهان العامة، لأن من خواص الذّنب، أنّه إذا عمّ واُرْخِيَ عنانُ المؤاخذة عليه- تذهب نفرتُها وحقارتُها عن القلوب تدريجًا، ويمسخ القلوب، ويصل الأمر إلى أنْ يَصبحَ ذاك الذّنب معيارًا للشّرافة:

بود كه ناخوب بتدريج خوب شد
كه در غلامى بدل ميشود مزاج قومها

(صار القبيح حسنا، لأن طبيعة الأقوام تتغير في التبعية والعبودية)

 

وهذا الذي يسمّيه أصحاب الفكر المُعْوَجِّ الضّالين بـ " تبديل الاعتبارات الإنسانيّة"، وإلا فقد تبيّن -لكل ذي رُشد- أن الإنسان ما دام إنسانًا لا يصحّ (فيه) تبديل "الاعتبار الإنساني"، نعم! لو تبدّل "الحيوانُ الإنسانيُّ الشكل"ِ إلى نوع آخر ولا يبقى إنسانًا- فهو موضوع آخر.

 

9- قصة مأدُبة أحد العلماء:

قبل أيام كانت عند عالم مأدُبة خاصّة، حضرها بعض كبار الرّجال وحضرتُها أنا أيضًا، ومن سوء الحظّ أنّهم أجلسوني معهم، ما كنّا نتصوّر أن مُصَوِّرًا يحضر مع الكاميرا في بيت عالِم ومأدبةٍ خاصةٍ، فلمّا تقدّم المصوّر منعتُه بشدّة، ومنعه عالمٌ آخرٌ أيضًا، واطمأنت النفوس بأن الفتنة قد رُدَّتْ، لكنّا رأينا المصَوّرَ بعد برهة على بُعدٍ عند الباب، وعلمنا أنه استفاد من الغفلة و أَتَمَّ ما أراده، وفي اليوم التّالي رأينا على صفحات جريدة "جنك" صورةً لثلاثة أشخاص، كنتُ أنا فيهم، ومن الظلم أنّهم كتبوا تحت الصورة: "صورة جماعية".

 

10- الإجماع على تحريم الصّور:

الوعيد الشّديد الذي جاء في الأحاديث النّبويّة حول التّصوير- يشمُلُ صورةَ كلِّ ذي روح، واتّفق جميع الأمّة على تحريم تصاوير ذوي الأرواح، لكن قاتلَ اللهُ هذا التّجدد الغربيّ الّذي بدأ يُحَلِّلَ حرامًا مُتَّفَقًا.

 

11- أول من أفتى بإباحة الصّور الفوتوغرافية:

كان المركز الأول والأكبر لفتنة الإباحية هذه – "مصرَ" والقاهرةَ.

قبل نصف قرن أَلَّفَ -شيخ مشهور في القاهرة -الشيخ محمد نجيت المطيعي -الذي كان شيخ الأزهر في ذلك العهد- رسالةً باسم "إباحة الصّور الفوتوغرافية"؛ أفتى فيها بجواز صورة الكاميرا، فخالف عامةُ علماءُ مصرَ في ذلك الوقت فَتواهُ، حتى إنّ تلميذَه الرّشيد- العلّامة الشّيخ مصطفى الحمامي- ردَّ عليه (في كتابه " النهضة الإصلاحية للأسرة الإسلامية") ردًّا بليغاً، وقال في موضع: "وِزْرُ جميعِ ذنوب الأمة تكون على الشيخ؛ لأنه فتح باب الشّر والمعاصي لجميع الأمّة".

 

12- توافق السيد سليمان الندوي مع المبيحين:

في تلك الفترة كتب الشّيخ مولانا السيّد سليمان النّدويُّ رحمه الله مقاًلة طويلة في ضوء رسالة الشيخ المطيعي ونشرت في مجلة "معارف".

 

13- رد الإمام الكشميري والمفتي محمد شفيع على المبيحين:

ولما علِمَ إمام العصر مولانا محمّد أنور شاه الكشميريُّ بهذا الموضوع أمر تلميذَهُ مولانا المفتي محمّد شفيع[9] فكتب مقالةً، رَدَّ فيها على النّدويّ والمطيعيّ، ونشرت في مجلة دار العلوم ديوبند الشّهريّة " القاسم". تلك المقالة رُتِّبَتْ بإرشاد الشيخ الكشميري رحمه الله، والتي نشرها سماحة المفتي [محمد شفيع] باسم "التصوير لأحكام التصاوير".

 

14- رجوع الندوي وأبي الكلام رحمهما الله عن إباحة الصور:

لِيُعْلَم أن سماحة الشيخ السيد [سليمان النّدوي] قد رجع عن مسألة جواز الصّور الفوتوغرافيّة في آخر حياته، حين كان عمره ستّين سنةً مع بعض المسائل الأخرى. ومولانا أبو الكلام آزاد (وآزاد: معناه الحر) الكاتب الحر الذي جعل "ذا القرنين" سايروسَ، ونشر صورة ثمثاله في تفسيره "ترجمان القرآن"، لكنّه أخيرا أخرجَها عن جميع نُسَخِ ترجمان القرآن وأفتى بتحريم التصوير.

 

15- اتفاق فقهاء الأمّة على تحريم الصّور:

الاتفاق على تحريم الصّورة ليست بين كبار علماءنا فحسب، بل جميع فقهاء الأمّة مُتّفقون على أنّ الصورة حرام. ويستثنى منها الصّورة الصّغيرة النِّصفيّة لجواز السفر وغيرها من الضّروريات، ووِزْرُها يكون على الذين ألْجَئُوْا الناسَ إلى هذه الضّرورات.

 

16- مسلك الشّيخ البَنُّوري رحمه اللهُ في مسألة الصور:

هذا، ومسلكي أن الصورة حرام سوى هذه الضرورات، وأما لو التقط أحد صورتي خفيةً بِمَكْرِه فذنبه عليه.

 

17- رَواج الذّنب لا يأتي بالجواز:

مع العلم بأن النّفرة تِجاه هذا الفنّ الملعون لم تعم في المجتمع الإسلاميّ، جهّال العوام يحسبونه هيّنًا، وبعض الناس يبحثون عن حِيَلٍ وطرُقٍ لجوازه، لكن من ذا الذي يجهل أن عمومَ الذّنب والمعصية أو رَواجه في العامة لا تنفي تحريمَها؛ لأن أحدًا لا يقدر على تحليل ما حرّمَهُ الله سبحانه وتعالى ورسولُه. قد عمّ الرّبا والتّأمين وأشياء أخرى (التي ولدتها الثّقافة الغربيّة اللّادينيّة ودخلت في مَدَنِيَّتِنا الجديدة وأصبح لها رَواجا كليًّا بين النّاس) لكن من ذا الذين يجترأ -من المسلمين-على القول بجواز هذه الأمور كلها؟

نعم! يمكن أن يُخَفَّفَ شيءٌ من العذاب في الآخرة؛ بسبب عموم البلوى في المعصية. وعلمُ ذلك عند الله تعالى، فحسب.

 

18- سبب التَّعَنُّتِ الواقع في مسألة التصوير:

وأساس التّعنّت الواقع في مسألة التّصوير هو أن بنيان العقيدة في الإسلام هو التّوحيدُ: وهو إقرار وحدانيّة الرّب سبحانه وتعالى من صميم القلب وظاهر البدن، أعني التّوحيد في الذات، والتّوحيد في الصّفات والتّوحيد في الأفعال، لا يجوز الشرك في الإسلام بأيّ قسمٍ كان، لذلك حظر الإسلام جميع أسباب الشرك حظرًا شديدًا، وكما قلتُ: إن التصوير الذي ليس بالذّنبِ الضّئيل في نفسه، لكن في ذلك العهد الذي أعلن فيه الرّب سبحانه وتعالى على لِسان نبيّه محمّد صلى الله عليه وسلم-وأنزل هذه الأحكام –ما كان يخطر ببال أحد أن هذه الفتنة ستصبح ذريعةً للفتن العظيمة في المستقبل!

 

19- نتائج الفوتوغرافية الخبيثة الفاتنة:

(1) بتلك الصور يقوم اليوم معرِض الحسن والجمال.

(2) وبالفوتوغرافية أصبحت الصّور العارية (لنساء الأقوام الفاسقة) ذريعةً للفجور والزّنا.

(3) وهذه اللعنة سبب لإشعال العزائم الشهوانية والحيوانية.

(4) وكم قُتِل من المعصومين بسبب هذه اللعنة وضاعت النفوس الكثيرة، وحدَثَتْ جرائم قتل النفس والانتحار.

(5) وبالفوتوغرافية تظهر مناظر الفسق الخبيثة على صفحة السّينما والتلفاز.

(6) بسبب تلك الفتنة تُهتك الأعراض ولا يقدر أحد أن يحفظ نفسه من التّهمة، يؤخَذُ الرّأسُ من واحدٍ والبدن من الآخر ويُلصق أحدهما بالآخر. وإذا أرادوا تشويهَ امرأة يأخذون بدنها الأعلى ويلصقونَه بجسم إحدى العرايا، فتصبح لها صورة عارية.

ولعكم تتعجبون بأن الفوتوغرافية كان سببا وعاملًا مؤثّرًا في إبادة وتدمير مملكة إسلامية قويّة وإجلاء حاكمها: أشاعوا أخبار فسقه وفجوره ولادِيْنِيَّتِه بصوره العارية مع الإفراط في البيان والدّعاية- إلى أن اضطرّ الْمَلِكُ وترك العرش والتّاج. وأعتذر إتمام القصة [10].

 

20- موقف الشيخ مع مَلِكِ مصرَ:

في مارس 1970م ذهبتُ إلى القاهرة للمشاركة في المؤتمر الخامس لمجمع البحوث الإسلامية، وكنتُ أنا مندوب باكستان في المجمع، وفي نهاية المؤتمر دَعى الملك (جمال عبدالناصر) جميع المندوبين للقاءه إلى القصر الجمهوريّ، واستقبل المندوبين بالاستقبال الملكيّ الذي هو من مِيزات دولة مصر، ولسنا هنا بصدد بيانه، كل شخص كان يذهب للقاء الملك على الترتيب ويصافحه، ومن كان يريد كلامَ الملك كان له أيضًا.

 

بعدَ المصافحة واللّقاء، أمرَ الملِكُ المصَوِّرَ أن يلتقط لكل مندوبٍ صورةً معه إكرامًا للمندوبين، فرِحَ الجميعُ وخاصةً علماء العرب أَعظموا التقاطَ الصُّورة مع الجمال عبدالناصر، كلٌّ كان يقف عن يمينِ الملِك والتقطوا الصور، ولما دَنَتْ نوبَتِيْ خرجتُ من الصّفّ وذهبتُ إلى داخل الغرفة وجلست على الكرسي وحيدًا، وحيث كنتُ أمام الملك، لذلك كان يشاهدني، ولما كانت نوبتي أرسل عالمين من علماء الأزهر وقال لهم: ائتيا بذلك الشيخ الباكستاني ليلتقط صورة معي! وهنا جاشت فيَّ الحمية الدينية وقلت في نفسي: اليوم أقفُ موقفَ السلف وأتشبَّثُ بمسلكهم في هذه المسألة، اليوم لابد من العمل على هذا الحديث النبوي: "لا طاعةَ لمخلوقٍ في معصيةِ الخالقِ، إنما الطاعة للهِ". ولما قال لي هاذان الرجلان: سيادة الرئيس يدعوك لأخذ الصورة معه". قلت لهما: "لا أُحِبُّ ذلك وليستْ للصّورة عندي قيمةٌ دِينيةٌ فلا أُحِبُّها". ذهب الرجلان وقدَّما للسيد الرئيس اعتذاري، لا أحفظ ألفاظهما، ولا أدري كيف تَرْجَمَا عني.

 

وعند الوداع -وإن لم يكن هناك عادة المصافحة عند الوداع- لكني ذهبتُ إلى السيد الرئيس وقلتُ في نفسي: الفرصة مُعَدَّةٌ للنّصيحة، ولا أدري هل يُتاح مثل هذه الفرصة أم لا، لذلك لما مددتُ يدي للوداع قلت له: "سيادة الرئيس! إن اللهَ تعالى قد مَنَحَكَ قلبًا قويًّا بين حنايا ضلوعك، فأرجو أن يكون لهذا القلب القويّ رابطةٌ قويّةٌ مع الخالق القويّ، الذي بيده ملكوتُ كلِّ شيءٍ".

تَبَسّم الرئيس وسمع كلمتي، وصافحني وشدّ على يدي كما يُفعَلُ عند الفرح، هذا كان آخر لقائي مع سيادة الرئيس، وانتهى بهذه النصحية.

تعليق: هذا المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه، ولا يعبر بالضرورة عن رأي شبكة الألوكة



[1]أصل هذه المقالة –بـ"أردو" – موجود في مجموع مقالات الشيخ: "بصائر وعبر".

[2] روى البخاري عن عبدالله بن مسعود مرفوعًا: إن أشد الناس عذابا عند الله يوم القيامة المصوّرون.( كتاب اللباس،باب عذاب المصورين يوم القيامة:2/ 880)

[3]وروى أيضًا عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما مرفوعًا: إن الذين يصنعون هذه الصورَ، يُعَذَّبُوْنَ يوم القيامة، يقال لهم "أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ". (2/ 880)

[4] روى مسلم عن أبي طلحة مرفوعًا:لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة . (كتاب اللباس، باب لاتدخل الملائكة..: 2/199)

[5] روى البخاري: عن أبي زُرْعَةَ قال: دخلتُ مع أبي هريرة دارًا بالمدينة، فرأى أعلاها مُصَوِّرًا يُصَوِّرُ قال : سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :ومن أظلمُ ممن ذهبَ يخلقُقُ كخلقي، فَلْيَخْلُقُوا حَبَّةً ولْيَخْلُقُوا ذَرَّةً. ( 2/ 880 )

[6] البخاري: كتاب الجنائز، باب بناء المسجد على القبر:1/179.

[7] مسلم: كتاب اللباس، باب لاتدخل الملائكة: 2/199.

[8] مسلم: كتاب اللباس، باب لا تدخل الملائكة: 2/199،مسند أحمد:1/375.

[9]رحمه الله، والد المفتي محمد تقي العثماني حفظه الله.

[10] يشير الشيخ رحمه الله إلى قصة الغازي أمان الله خان ملكُ بلاد الأفغان: فإنه حارب بريطانيا وهزم الجيشَ البريطانيَّ وحرَّر بلاد الأفغان، لكنّه مال في الأخير إلى التّفرنُج، وبدأ بنفسه؛ فلبس القبَّعة الفرنجية، وأسفرَ زوجتَه أيضاً، وكان العدوُّ بالمرصاد، فأشاع إعلامُ الحركات السّرية البريطانية جميعَ تلك الصّور بين الأفغان، وأذاعوا أنه ارتدّ عن الإسلام، وكانت رجالُ الدّعاية ضدّ الغازي هؤلاء المستشرقين الذي تعلموا "بشتو" وكانوا يتجوّلون باسماء مختلفة بين القبائل الأفغانية السّاذجة، فثارت الثوّارُ وذهب عرشُه. والتّفصيل عند شكيب أرسلان، في حاضر العالم الإسلامي:(2/216)





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • الصور الفوتوغرافية من الناحية الشرعية(استشارة - موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي)
  • حكم الصور الفوتوغرافية من الناحية الشرعية(استشارة - موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي)
  • حضور الجن في صورة الإنس والحيوانات(مقالة - آفاق الشريعة)
  • عالم الصور والبلادة(مقالة - ملفات خاصة)
  • خصائص الجمعة وحديث "ما من دابة إلا وهي مصيخة تنتظر النفخ في الصور يوم الجمعة"(محاضرة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • حكم الصور والتماثيل(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الانتحار في ضوء السنة النبوية: دراسة حديثة تحليلية (التعريف، الحكم، الصور، الأسباب، العلاج) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • من منطلقات العلاقات الشرق والغرب (الصور النمطية)(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • زوجي يصور نفسه ويرسل الصور للفتيات(استشارة - الاستشارات)
  • الحلول الشرعية والعملية للوقاية من النظر إلى الصور المحرمة(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب