• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    واجب ولي المرأة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (9)
    د. عبدالسلام حمود غالب
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

حكم نسيان القرآن

حكم نسيان القرآن
د. محمود بن أحمد الدوسري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 21/12/2017 ميلادي - 2/4/1439 هجري

الزيارات: 51276

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حُكم نسيان القرآن

 

الحمد لله... الإعراض عن تعاهد القرآن، وعدم الاعتناء بذلك، تهاون كبير، وتفريط شديد، بحقِّ كتاب الله تعالى، الذي أنزله الله عزّ وجل؛ ليقرأه النَّاس، ويتعاهدوه، ويعملوا وِفْقَ أحكامه[1].

 

وقد حكى الله تعالى شِكايةَ الرَّسول صلّى الله عليه وسلّم لربِّه هجران قومه للقرآن، فقال سبحانه: ﴿ وَقَالَ الرَّسُولُ يَارَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴾ [الفرقان: 30]. ومعنى قوله: ﴿ مَهْجُورًا ﴾ أي: أنَّه متروك بالكليَّة، فلم يؤمنوا به، ولم يرفعوا إليه رأساً، ولم يتأثَّروا بوعيده[2].

 

وقد قرَّر جَمْعٌ من المفسِّرين: بأنَّ في الآية تلويحاً إلى أنَّ الواجب على المؤمن أن يكون كثير التَّعاهد للقرآن؛ كي لا يندرج تحت ظاهر النَّظْم الكريم، فإنَّ ظاهره ذمُّ الهجر مطلقاً[3].

 

آثار في التَّحذير من نسيان القرآن:

• عن أبي العالية - رحمه الله - أنَّه قال: «كنَّا نَعُدُّ من أعظم الذُّنوب، أن يتعلَّم الرَّجل القرآن ثمَّ ينام عنه، حتَّى ينساه»[4].

• وجاء عن ابن سيرين رحمه الله - بإسنادٍ صحيح - في الذي ينسى القرآن: «كانوا يكرهونه، ويقولون فيه قولاً شديداً»[5].

 

• وعن طلق بن حبيب - رحمه الله، أنه قال: «مَنْ تعلَّم القرآنَ ثمَّ نَسِيَه من غير عذرٍ، حُطَّ عنه بكلِّ آيةٍ درجة، وجاء يوم القيامة مخصوماً»[6].

• وقال ابن المُنَادي - رحمه الله: «ما زال السَّلف يُرهِّبون نسيان القرآن بعد الحفظ؛ لما في ذلك من النَّقْص»[7].

 

نسيان القرآن نوعان:

النَّوع الأول: الذي ينشأ لاشتغاله بأمرٍ دنيويٍّ - ولا سيَّما إنْ كان محظوراً[8] - حتَّى يؤدِّيَ بصاحبه إلى إهمال مراجعة القرآن، وترك تلاوته، وهذا هو المذموم الذي ورد فيه الوعيد.

 

وليس المقصود (بالأمر الدُّنيوي): بذل الوقت في كسب قُوْتِه، فهذا مأمور به، ولكن المقصود هو الإفراط، واللُّهاث وراء الدُّنيا وشهواتها، بحيث يتعلَّق قلبه بها، ممَّا يؤدِّي إلى هجر القرآن[9].

 

وقد سُئِل أبو الحسن القابسيُّ - رحمه الله - عمَّن حَفِظَ القرآنَ ثمَّ نسيه، فأجاب قائلاً: «وأمَّا سؤالك عمَّن تعلَّم، ثمَّ ضيَّعه حتَّى نَسِيَه، فإنْ كان تضييعه إيَّاه زهادةً فيه - ليس بغالبٍ عليه عَمَلٌ يقومُ له به عذرٌ - فهو الذي أخشى عليه من شيء قد جاء فيمَنْ تعلَّم القرآن ثمَّ نَسِيَه، فهي نِعمةٌ كَفَرَها، وإنَّما يكون ذلك فيمَنْ تعمَّد التَّشاغل به عنه. فإنْ كان تشاغله عنه بعملٍ من أعمالِ السُّفهاء كان أشدَّ.

 

وما يُدريك أنَّ ذلك النِّسيان إنَّما أصابه عقوبةً؛ لاشتغاله عنه بسوء الاكتساب، فكان اكتسابُه السُّوءَ ذنباً منه عُجِّلَتْ له عقوبتُه، بأنْ نَسِيَ القرآنَ بعد ما حفظه»[10].

 

النَّوع الثاني: الذي لا ينشأ عن تقصيرٍ وإهمال، وإنَّما هو ناتج عن ضعف الذَّاكرة، أو تقدُّم السنِّ، أو الانشغال بأمورٍ لا طاقة له في دفعها، ولا سيَّما إنْ كان نسيانه عن اشتغالٍ بأمرٍ دينيٍّ كالجهاد - كما صرَّح به ابن حجر[11]، وكذا تعلُّم العلم الواجب أو المندوب، ومِثْلُه الاشتغال بتعليم العلوم الشَّرعية، فكلُّ ذلك لا يدخل - إنْ شاء الله - في هجر الحفظ المذموم.

 

وقد نقل ابن رشدٍ المالكي رحمه الله الإجماعَ على ذلك، بقوله: «لا إثم على مَنْ ترك المعاهدة على درس القرآن غفلةً عن ذلك، واشتغالاً بما سواه من الواجبات والمندوبات، حتَّى نَسِيَ منه سورةً أو آيةً، بإجماعٍ من أهل العلم»[12].

 

الفَرْق بين السَّهو العارض والنِّسيان الدَّائم:

هناك فرق بين النِّسيان الذي ينشأ عن التَّقصير وإهمال الحفظ، وبين السَّهْو العارض الذي هو أمْرٌ جُبِلَ عليه الإنسان، فهذا السَّهْو غير مستبعد ولا مستغرب، ناهيك أنْ يكون مستنكراً، وقد قيل: الإنسان مَحَلُّ النِّسيان، وعليه يُحمل قول القائل: وما سُمِّي الإنسانُ إلاَّ لِنَسْيِهِ    ولا القَلْبُ إلاَّ أنَّهُ يَتَقَلَّبُ[13].

 

وكيف يُستنكر مثل هذا، وقد قال الله تعالى - لإمام الحفَّاظِ وسيِّدِهم صلّى الله عليه وسلّم: ﴿ سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنسَى * إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ ﴾ [الأعلى: 6-7]، «عن ابن عباس رضي الله عنهما: إلاَّ ما أراد الله أنْ ينسيكَهُ لِتَنْسَى، وقيل: لما جُبِلْتَ عليه من الطِّباع البشريَّة لكن سَتَذْكُره بعد»[14].

 

ومعنى الآية: سنحفَظُ ما أوحيناه إليك من القرآن، ونُوعِيه قلبَك، فلا تنسى منه شيئاً. وهي بشارةٌ عظيمة من الله تعالى للنَّبيِّ صلّى الله عليه وسلّم، أنَّ الله عزّ وجل سيعلِّمه عِلْماً لا ينساه، إلاَّ ما شاء الله ممَّا اقتضت حِكمتُه تعالى أن يُنْسيكَهُ لمصلحةٍ، وحِكمةٍ بالغة[15].

 

وعَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: سَمِعَ رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم رَجُلاً يَقْرَأُ في سُورَةٍ بِاللَّيْلِ فَقَالَ: «يَرْحَمُهُ اللهُ، لَقَدْ أَذْكَرَنِي كَذَا وَكَذَا آيَةً، كُنْتُ أُنْسِيتُهَا مِن سُورَةِ كَذَا وَكَذَا»[16].

 

نسيان النَّبيِّ صلّى الله عليه وسلّم لشيء من القرآن نوعان:

قال الإسماعيلي رحمه الله: «النِّسيان من النَّبيِّ صلّى الله عليه وسلّم لشيء من القرآن يكون على قسمين: أحدهما: نسيانه الذي يتذكَّره عن قُرب، وذلك قائم بالطِّباع البشريَّة، وعليه يدلُّ قوله صلّى الله عليه وسلّم - في حديث ابن مسعودٍ، في السَّهو: «إنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ، أَنْسَى كَمَا تَنْسَوْنَ»[17]. والثَّاني: أنْ يرفَعَه الله عن قلبه على إرادة نسخ تلاوته، وهو المشار إليه بالاستثناء في قوله تعالى: ﴿ سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنسَى * إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ ﴾ [الأعلى: 6-7].

 

قال: فأمَّا القِسْمُ الأوَّل: فعَارِضٌ سريعُ الزَّوال؛ لِظَاهِرِ قولِه تعالى: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9].

وأمَّا الثَّاني: فداخِلٌ في قوله تعالى: ﴿ مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا ﴾ [البقرة: 106]»[18].

 

ومن الفوائد التي ذكرها ابن حجرٍ رحمه الله - في شرحه للحديث - قوله: «وفي الحديث: حُجَّةٌ لمَنْ أجاز النِّسيان على النَّبيِّ صلّى الله عليه وسلّم فيما ليس طريق البلاغ مطلقاً، وكذا في طريقة البلاغ لكن بشرطين: أحدهما: أنَّه بعد ما يقع منه تبليغه، والآخر: أنَّه لا يستمر على نسيانه بل يحصل له تَذَكُّره، إمَّا بنفسه وإمَّا بغيره... فأمَّا قبلَ تبليغه: فلا يجوز عليه النِّسيان أصلاً...

 

وفي الحديث أيضاً: جواز رفع الصَّوت بالقراءة في اللَّيل، وفي المسجد، والدُّعاء لمَنْ حَصَلَ له من جهته خير، وإنْ لم يقصدِ المحصولَ منه ذلك»[19].

 

فالذي حصل للنَّبيِّ صلّى الله عليه وسلّم هو من السَّهْو العارض بمقتضى بشريَّته صلّى الله عليه وسلّم، ومَنْ حصل له ذلك في حِفْظِه فلا يُلام، وهو أمرٌ ملازم للبشر، ولذلك قال ابن رشدٍ رحمه الله: «فلو كان نسيانُ شيءٍ من القرآن ذنباً لما نسيه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وليس النِّسيان لشيءٍ من القرآن أو غيره بكسبٍ للعبد[20]؛ إذْ لا يكون بقصده واختياره فيأثم بفعله، وإنَّما يأثم بأنْ يفعلَ ما يُنْسِيه اللهُ به ذلك على الوجه المنهيِّ عنه، وذلك بَيِّنٌ من قولِ النَّبيِّ صلّى الله عليه وسلّم: «بِئْسَمَا لأَحَدِهِمْ أنْ يَقُولَ: نَسِيْتُ آيَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ، بَلْ هُوَ يُنَسَّى»[21]، فنهى صلّى الله عليه وسلّم أنْ يقول رجل: نَسِيْتُ، فَيُضيف إلى نفسِه ما ليس من كسبه، وأَمَرَهُ أنْ يقول: أُنْسِيت»[22].

 

فالحريص على حفظ القرآن، وهو دائبٌ على تلاوته، إلاَّ أنَّ النِّسيان يغلبه، فنسيانه عارضٌ، وليس بدائم، ولا يدخل في الذَّم، بدليل: حديث عائشة رضي الله عنها[23].

 

قال سفيان بن عيينة رحمه الله: «ليس مَنِ اشْتُهِرَ بحفظ شيءٍ من القرآن، وتَفَلَّت منه بناسٍ، إذا كان يُحِلُّ حلاله، ويُحَرِّم حرامه»[24].

 

والخلاصة: أن النِّسيان المذموم، هو ما أشار إليه ابن حجر الهيتمي رحمه الله بقوله: «المراد بالنِّسيان المحرَّم: أنْ يكون بحيثُ لا يُمكنه مُعاودةُ حِفْظِه الأوَّل إلاَّ بعد مزيد كُلْفَةٍ وتَعَبٍ؛ لِذَهَابِه عن حافظته بالكُلِّيَّة، وأمَّا النِّسيان الذي يُمْكِنُ معه التَّذَكُّرُ بمجرَّد السَّماع أو إعمالِ الفِكرِ، فهذا سَهْوٌ، لا نسيانٌ في الحقيقة، فلا يكون مُحَرَّماً»[25].

 

حُكْم نسيان القرآن:

ذكر جَمْعٌ من أهل العلم: أنَّ نسيان القرآن، أو شيء منه - بعد حفظه - ذنبٌ عظيم، بل صرَّح بعضهم: بأنَّه كبيرة من الكبائر، ومن هؤلاء: الرَّافعي، والنَّووي. وتبعهم في ذلك: السُّيوطي، وابن حجرٍ الهيتمي، والمُناوي.

 

قال ابن حجر - رحمه الله: «واختلف السَّلف في نسيان القرآن، فمنهم مَنْ جعل ذلك من الكبائر»[26].

وقال السُّيوطي - رحمه الله: «نسيانه كبيرة، صرَّح به النَّووي في الرَّوضة وغيرها»[27].

وقال ابن حجر الهيتمي - رحمه الله: «عَدُّ نسيانِ القرآنِ كبيرةٌ، هو ما جرى عليه الرَّافعي وغيرُه»[28].

 

وبيَّن المُناوي رحمه الله سَبَبَ كونِ النِّسيان كبيرة، بقوله: «لأنَّه (أي: النِّسيان) إنَّما نشأ عن تشاغله عنها (أي: الآيات القرآنيَّة) بلهوٍ أو فضولٍ، أو لاستخفافه بها، وتهاونه بشأنها، وعدم اكتراثه بأمرها، فيعظم ذنبُه عند الله؛ لاستهانة العبد له، بإِعراضه عن كلامه»[29].

 

وقال أيضاً: «نسيانُ القرآنِ كبيرةٌ، ولو بَعْضاً منه، وهذا لا يناقضه خَبَرُ: (رُفِعَ عَنْ أُمَّتِي الخَطَأُ والنِّسْيَانُ)[30]؛ لأنَّ المعدود هنا ذنباً، التَّفريطُ في محفوظه، بعدم تعاهده ودَرْسه»[31].

 

وذكر الزَّركشي رحمه الله أنَّ الله عزّ وجل توعَّد المُعْرِضَ عن القرآن، ومَنْ تعلَّمه ثمَّ نَسِيَه[32].

والمراد بنسيان القرآن - الذي هو كبيرة من الكبائر: هو النَّاتج عن التَّشاغل بالدُّنيا، واللُّهاث وراء شهواتها، وترك تلاوة القرآن واستذكاره، كما تقرَّر سابقاً.

 

النِّسيان الذي يُعذر صاحبه:

إذا انشغل العبد بالعلم الواجب أو المندوب، وترتَّب على ذلك نسيان شيء من القرآن المحفوظ، فلا يُعَدُّ صاحبُه آثماً، وقد مضى أنَّ ابن رشدٍ المالكيَّ رحمه الله نقل إجماعَ أهل العلم على ذلك[33]، كمَنْ ينشغل بتعليم العلوم الشَّرعية وغيرها في المساجد أو المدارس أو الجامعات ونحوها، وكذلك المعلِّمون المنشغلون بالعلوم الواجبة أو المندوبة. ويدخل في ذلك أيضاً المنشغلون بفروض الكفايات كالدَّعوة إلى الله تعالى، والأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر، ونحوها[34].

 

وقد نقل ابن حجرٍ الهيتمي رحمه الله عن بعض العلماء أنَّ محلَّ كون نسيان القرآن كبيرة مشروطٌ بأنْ يكون عن تكاسل وتهاون، وهذا احترازٌ عمَّا لو اشتغل عن القرآن بمرضٍ مانعٍ من القراءة، وعدمُ التَّأثيم بالنِّسيان حينئذٍ واضح؛ لأنَّه مغلوبٌ عليه، لا اختيار له فيه[35].



[1] انظر: فضائل القرآن، لابن كثير (ص 221).

[2] انظر: تفسير الطبري، (11/ 15).

[3] انظر: تفسير البيضاوي (4/ 215)؛ تفسير أبي السعود (6/ 215)؛ روح المعاني (19/ 13-14)؛ تفسير الثعالبي (3/ 134).

[4] رواه أحمد في «الزهد» (1/ 303)؛ وأورده ابن الجوزي في «صفة الصفوة» (3/ 212)؛ وابن حجر في «المطالب العالية بزوائد المسانيد الثَّمانية» (14/ 409) (رقم 3502)، وقال في «فتح الباري» (9/ 86): «إسناده جيد».

[5] أورده ابن حجر - رحمه الله - في «فتح الباري» (9/ 86) وصحَّحه.

[6] رواه ابن أبي شيبة في «مصنفه» (6/ 124) (رقم 29997)؛ وعبد الرزاق في «مصنفه» (3/ 360) (رقم 5970).

[7] متشابه القرآن العظيم، لابن المُنادي (ص 52).

[8] انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري (9/ 85).

[9] انظر: خصائص القرآن الكريم (ص 182).

[10] آداب المعلِّمين والمتعلِّمين، لابن سحنون (ص 278).

[11] انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري (9/ 85).

[12] فتاوى ابن رشد (2/ 773).

[13] انظر: تاج العروس من جواهر القاموس (1/ 124).

[14] فتح الباري شرح صحيح البخاري (9/ 85).

[15] انظر: تفسير السعدي (5/ 403-404).

[16] رواه البخاري، كتاب فضائل القرآن، باب: نِسيان القرآن، وهل يقول: نَسِيتُ آيةَ كذا وكذا (3/ 1622) (ح 5038).

[17] رواه البخاري، كتاب الصلاة، باب: التَّوجُّه نَحْوَ القبلةِ حَيْثُ كان (1/ 146) (ح401)؛ ومسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب: السَّهو في الصَّلاة والسُّجود له (1/ 402) (ح 572).

[18] فتح الباري شرح صحيح البخاري (9/ 85-86).

[19] المصدر نفسه (9/ 86).

[20] أي: بمقدور العبد واختياره.

[21] رواه البخاري - بألفاظٍ مُقاربة. انظر: كتاب فضائل القرآن، باب: استذكار القرآن وتعاهده (3/ 1621).

[22] فتاوى ابن رشد (2/ 776).

[23] انظر: غريب الحديث، لأبي عبيد (3/ 149)؛ تفسير الطبري (16/ 31)؛ مرقاة المفاتيح (5/ 72).

[24] التذكار في أفضل الأذكار (ص 214). وانظر: التمهيـد لما في الموطـأ من المعاني والأسانيد (14/ 132)؛ الاستذكار (2/ 489).

[25] الفتاوى الفقهية الكبرى (1/ 36).

[26] فتح الباري شرح صحيح البخاري (9/ 86).

[27] الإتقان في علوم القرآن (ص 260).

[28] الزواجر عن اقتراف الكبائر (1/ 257). وانظر: الفتاوى الفقهية الكبرى (1/ 36-37).

[29] فيض القدير (4/ 313).

[30] قال الألباني رحمه الله في «إرواء الغليل» (1/ 123): «المشهور في كتب الفقه والأصول، بلفظ: (رُفِعَ عَنْ أُمَّتِي...) ولكنَّه مُنكر». ثمَّ ذَكَر أنَّ المعروف: ما أخرجه ابن ماجه عن ابن عباسٍ مرفوعاً، بلفظ: «إِنَّ اللهَ وَضَعَ عَنْ أُمَّتِي الخَطَأَ والنِّسْيَانَ...» . رواه ابن ماجه (1/ 659) (ح 2045)؛ وصحَّحه الألباني في «صحيح ابن ماجه» (2/ 179) (ح 1677)؛ وعند الطَّبراني في «الأوسط» (8/ 161) (ح 8273) عن ابن عباسٍ مرفوعاً، بلفظ: «وُضِعَ عَنْ أُمَّتِي الخَطَأُ والنِّسْيانُ...» وصحَّحه الألباني في «صحيح الجامع» (1/ 659) (ح 3515).

[31] فيض القدير (4/ 313). وانظر: التيسير بشرح الجامع الصغير (2/ 358).

[32] انظر: البرهان في علوم القرآن (1/ 458).

[33] انظر: فتاوى ابن رشد (2/ 773)؛ مطالب أولي النهى (1/ 605).

[34] انظر: فيض الرحمن في الأحكام الفقهية الخاصة بالقرآن (ص 454).

[35] انظر: الزواجر عن اقتراف الكبائر (ص 258).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • كيف تعالج نسيان القرآن؟
  • نسيان القرآن
  • بلسمي القرآن
  • التأدب مع القرآن العظيم (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • تعاهد القرآن الكريم والترهيب من نسيانه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • كلمات وصفت القرآن(مقالة - آفاق الشريعة)
  • نسيان القرآن(استشارة - الاستشارات)
  • واجبنا نحو القرآن الكريم (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التربية في القرآن الكريم: ملامح تربوية لبعض آيات القرآن الكريم - الجزء الثاني (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • محاضرات في الدفاع عن القرآن: المحاضرة الرابعة: رد دعوى الطاعنين بالقول بنقص القرآن(مادة مرئية - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • محاضرات في الدفاع عن القرآن: المحاضرة الثالثة: أصول وقواعد في الدفاع القرآن(مادة مرئية - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • محاضرات في الدفاع عن القرآن: المحاضرة الأولى: تعريف القرآن عند أهل السنة والجماعة(مادة مرئية - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • رحلتي مع القران (76) وعاء القرآن(مقالة - مكتبة الألوكة)
  • رحلتي مع القران (69): (مثل من القرآن)(مقالة - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب