• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    ما أعظم ملك الله وقدرته!
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    خطبة: {ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب}
    يحيى سليمان العقيلي
  •  
    حقوق الوالدين (خطبة)
    عبد الإله جاورا أبو الخير
  •  
    الإسلام يدعو إلى التكافل
    الشيخ ندا أبو أحمد
  •  
    حكم التفضيل بين الأنبياء عليهم السلام
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
  •  
    دعوة إلى الإصلاح ووحدة الصف والمصير
    د. محمد خالد الفجر
  •  
    لا تنس هذه الصدقات
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    لماذا لا نتغير بالقرآن؟
    سمر سمير
  •  
    الدرس الخامس والعشرون: ليلة القدر
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    تحريم ترك الوفاء بنذر الطاعة لله تعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    حكم زواج المسيار
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    خطبة (المسح على الشراب)
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    سلسلة تذكير الأمة بشرح حديث: "كل أمتي يدخلون ...
    الشيخ حسن حفني
  •  
    شرح لفظ "كواعب" (في ضوء كلام العرب والقرآن
    د. أورنك زيب الأعظمي
  •  
    مكانة إطعام الطعام في الإسلام
    أشرف شعبان أبو أحمد
  •  
    منهج القرآن في بيان الأحكام
    د. أحمد عبدالمجيد مكي
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / دراسات شرعية / علوم قرآن
علامة باركود

علم أداء القرآن الكريم

علم أداء القرآن الكريم
السعيد وديدي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 10/12/2017 ميلادي - 22/3/1439 هجري

الزيارات: 40275

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

علم أداء القرآن الكريم


تمهيد:

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضلَّ له ومن يضلل فلا هاديَ له، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ونشهد أن محمداً عبده ورسوله.

 

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102][1].

﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾[النساء: 1][2].

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71][3].

 

أما بعد، فمِمَّا حداني إلى كتابة هذه السطور، ما رأيتُ من آكد التذكير بموضوع - ترتيل القرآن وحكمه - غير الطارف ولا البكر، بل هو تليد متجدِّدٌ لا يُطوى بفعل الزمانِ، ولا تَطالُهُ يدُ الحدثان، ولا يُنسى شرفُه مَهْما عَظُم الزمان والمكان، لأنَّ كلَّ علم يشرُفُ بموضوعه و متعلَّقِه، وموضُوعُهُ هو أفضل الكلام، كلام رب العزة الدَّيَّان، وهو أحد علوم القرآن الكريم الأبدية السرمدية،ذات العظمة والشان، إنه علم ترتيل وتجويد القرآن، وأدائه وما يتعلق به من أحكام.

 

لكن قبل ذلك، نستظهر على تراجعنا القهقرى، واندحارنا في هذا المضمار، بما سبقنا إليه علماء المسلمين الأماجد، الذين كانت قلوبهم ملأى بالإيمان والقرآن، يوصفون بأهل الحلِّ والتِّرحال، وَكْدُهم ودَيْدَنُهم خدمة القرآن، منذ نزوله على النبي المجتبى من آل عدنان، فقد تناولوه حفظاً وتجويداً، وفهماً ومدارسةً وتدبراً وتطبيقاً، واهتموا بجوانب أخرى كثيرة من علومه أيّمَا اهتمام،لا يتَّسع المجال لعرضها في هذا المقام.

 

قال عز من قائل: ﴿ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾ [فصلت: 42] [4] فلم يتركوا شاردة ولا واردة، ولا صغيرة ولا كبيرة إلا وتناولوها بالدليل والبرهان، بدءاً بترتيله وأسباب نزوله، ومكيِّه ومدنيِّه، وناسخه ومنسوخه، ومحكمه ومتشابهه، ومطلقه ومقيده... ولا يزال هذا المنبع الثَّرُّ خالداً سرمدياً لا ينضبُ معينُه مدَى الزَّمان.

 

قال الله تعالى: ﴿ مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ ﴾ [النحل: 96] [5] وقال عزَّ مِن قائل: ﴿ وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ ﴾ [لقمان: 27] [6].

 

ومع ذلك، نلاحظُ اهتمامَ الأمّة وتعلُّقها في غالبيتها بكتاب ربها، وإقرارها بأفضاله عليها وعلى العالمين، وفي السياق نفسه، تشدُّ انتباه المرء وهو يقرأ ويجوس خلال رياض كتب علوم القرآن الكريم، والحديث النبوي الشريف، دُرَرٌ وجواهرُ من أحاديث المصطفى الأكرم صلى الله عليه وسلم تُؤخذ على سبيل الاسترواح والاستئنآس في هذا المضمار،لايسعُ المؤمنَ إلا أن يأذَنَ لها بإمعان، ويُشنِّف سماعه بها، ويُطْرِق إليها ويرتشف من رحيقها في هذا المجال.

 

قال الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه عثمان بن عفان رضي الله عنه: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)[7] وحديث عائشة رضي الله عنها عن الرسول صلى الله عليه وسلم: (الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران)[8]، وفي صحيح مسلم عن عمر رضي الله عنه (إن الله تعالى يرفع بهذا القرآن أقواما ويضع به آخرين)، وكذلك في الحديث المتفق عليه قول النبي صلى الله وسلم:

(لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار، ورجل أتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار)، والحديث الذي رواه الترمذي وحسنه، وصحَّحه الشيخ الألباني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(من شغله القرآن وذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين، وفضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله تعالى على خلقه)، وقول النبي صلى الله عليه وسلم:(يقال لصاحب القرآن يوم القيامة إقرأ وارق، ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها)[9]. حسَّنه الترمذي.

 

فهذه النصوص الأثيلة، والجوائز العظيمة، كلها تدور كما لا يخفى على ذي بصيرة، حول مائدة القرآن الكريم، وسابغ أفضاله،إنْ حَوْلَ قراءتِه، أو تعلُّمِه، أو تعليمه، أوالتنافس فيه، أو الاشتغال به، أو حول الفضل الكبير، والدُّرِّ النثير،والشرف الأصيل الذي أعدَّه الله عز وجل لهؤلاء الذين وُصِفُوا بأنَّهم أهلُ القرآن، أهلُ الله وخاصَّتُه،حيث حلاّهم الإمام ولي الله العلاّمة الشاطبي المقريء أبو القاسم (ت 590هـ) في قصيدته الخالدة الشاطبية بقوله:

بنفسي مَنِ اسْتَهْدَى إلَى اللهِ وَحْدَهُ
وَكَاَنَ لهُ القُرآنُ شِرْبًا ومِغْسَلاً
وطابَتْ عَلَيْهِ أرْضُهُ فَتَفَتَّقَتْ
بِكُلِّ عَبيٍر حِينَ أصْبَحَ مُخْضَلا
فطُوبَى لهُ والشوقُ يبْعَث همَّهُ
وزَنْدُ الأسَى يهتاجُ في القلْبِ مُشعلاَ
هُوَ المجتَبى يغدُو عَلَى النَّاسِ كُلِّهم
قريبًا غريبًا مُسْتمالا مُؤمَّلاً

 

وقال أيضا في حقِّ حاملِ القرآن يوم لقاء الله عز وجل:

هَنيئًا مَريئًا والدَاكَ عَلَيْهما ♦♦♦ مَلَابِسُ أنْوارٍ مِنَ التَّاجِ وَالحُلاَ

 

لكن ما ينبغي على كلِّ مسلمٍ أن يضعه نصب عينيه تحقُّقاً لدينه، وصيانةً له من التقوُّل والابتداع،والزيغ والانحراف، هو كيف يتعلم القرآن الكريم وكيف يقرأه، حتى يفوز بهذا الفضل الكبير وينعمَ بهذا البِر العميم.

 

إن علماء هذا الفن قرَّروا أنه لا يتحقّق هذا الفضل الذي ذَكرنا آنفا إلا بتعلُّم القرآن وقراءته كما أنزله الملك الديَّان، وكما قرأه الرسول صلى الله عليه وسلم، ونقله عنه الصحابة الكرام غضًّا طريا كما أنزِل، فالله عزَّ وجلَّ أمر أن يُقرأ القرآن الكريم مُرَتّلَا فقال جلَّ في عُلاه: ﴿ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ﴾ [المزمل: 4] [10] وقال أيضا ﴿ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا ﴾ [الفرقان: 32] [11] وقال: ﴿ وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا ﴾ [الإسراء: 106][12] وقال سبحانه ﴿ لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ﴾ [القيامة: 16 - 18][13]

 

من هنا بات لزاما أن يطرح المرء على نفسه طائفة من الأسئلة شغلت بال كلِّ مسلم، له رغبةٌ شديدةٌ في هذا الفضل الكبير، راجياً أن يكون متَّبعا لهديْ الرسول صلى الله عليه وسلم لا مبتدعاً، ومتوكِّلا على الله عز وجل لا متواكلاً، ولا مستنكفاً.

 

ومن هذه الأسئلة: ما الترتيل؟ وما معنى التجويد؟ وهل قراءة القرآن بدون تجويد جائزة؟ وما حكم التجويد شرعا؟ هل هو فرض على كل مسلم؟ أم هو مستحب؟ وإذا كان فرضا، فهل هوفرض كفاية أم فرض عين؟ وهل يمكن الاكتفاء بأخذ القرآن من المصاحف دون الرجوع إلى شيوخ القراءة للأخذ عنهم؟

 

ومما لا شك فيه أنّ هذه الأسئلة قد نالَ شرفَ السَّبقِ للإجابة عنها قبلنا علماءُ أجِلَّاءُ، رسختْ أٌقدامُهم في هذا الفن، وأحكموا أزِمَّتَهُ، وتربّعوا على عرشه، أمثال، الإمام أبو عمر الطلمنكي (429هـ)، والإمام مكي بن أبي طالب القيسي (437هـ) والإمام الكبير أبو عمرو الداني (444هـ) والإمام ابن شريح الإشبيلي (476هـ) والإمام الشاطبي المقريء (590هـ) والإمام أبو الحسن السخاوي (643هـ) وغيرهم رضي الله عن الجميع، ولا ينبغي مقارنة هؤلاء الجهابذة النُّقَّاد بغيرهم، ممن جاءوا بعدهم، فضْلاً عن طالب علمٍ مثلي، وحسبي أن أتمثَّل بقولة للإمام أبي عمرو بن العلاء[14] - وهو من هو - مقارناً نفسه بمن مَضى من العلماء قال: "إنما نحنُ بالإضافة إلى مَنْ كان قبلنا كبقْلٍ في أُصولِ نخْل طوالٍ"[15]وكذا ما قاله الشيخ العلامة أبو عبد الله بن عبد الرحمن الكيكي(ت1185هـ) صاحب النوازل الفقهية التي حلاّها ب: "عنوان الشرعة وبرهان الرفعة في تذييل أجوبة فقيه درعة" قال:استخرت الله أن أجْريَ مع هذا الجهبذ[16] في هذا المضمار، فربما تَبِع السُّكَّيتُ المُجَلِّي لاسيما عند الكَبْوِ والعِثَارِ".

 

فاستخرت الله تعالى بدوري، وجعلتُه عَضُدي ونَصيري، ورجوتُه إعمالي وتوفيقي لجمع بعض ماقيل للإجابة على الأسئلة الآنفة الذكر، وقد عَنَّ لي أن أقسم هذا المقال كالتالي:

• تحديد مصطلحي الترتيل والتجويد:

• حكم التجويد شرعا:

• وجوبُ تحمُّل القرآن عن القراء المشايخ.

• الأنصاص القرآنية.

• نماذج من جهود علماء المالكية المتأخرين في هذا المجال:

 

قد يقال إن هذا الموضوع مطروق ومستهلك، وهذا كلام فيه نسبة من الصحة، لكن في نظرنا، قد حاول هذا المقال أن يركز على أربع نقط نحسبها من الجِدَّة والأهمية بمكان وهي كالآتي:

1 - أنه جمع بعض التعاريف التي تفرقت في بطون الأسفار لمعنى الأداء، ولا توجد إلا هنا.

 

2 - أنه أبرز حكم القراءة شرعا، وحكم تحمل القراءة عن الشيخ حسب علماء هذا الفن، فقد ظهر في زماننا بعض القراء المتعالمين الذين قرأءوا القرآن على مُسطَّحات الهواتف النقالة، وغيرها، ثم عَدُّوا أنفسهم من القراء لكتاب الله.

 

3 - أنه أبرز مفهوما جديدا وضابطا من ضوابط الأداء والتجويد،ونحسبه أنه لا زال بكراً، إنه مفهوم "الأنصاص القرآنية"، ومدى استعمال القراء المغاربة حصراً لهذا الضابط دون غيرهم، سواء في تجويد القرآن، أورسمه أوضبطه.

 

4 - أنه ناقش مفهوم تكفير اللاَّحن في القرآن، وأنه ليس على إطلاقه كما فهم البعض، بل القصد من التكفير هو الذي زاد في القرآن أو نقص منه تعمُّدا أواستهزاءاً. أما المخطىء، أو الذي تعذَّر عليه التعلم لكِبَرِ السِّنِّ أو لعيب في النُّطق، فهذا معفوٌ عنه، لقوله صلى الله عليه وسلم (رُفع عن أمتى الخطأُ والنسيانُ وما اسْتُكْرِهُوا عَلَيهِ).

 

2 - تحديد مصطلحي الترتيل والتجويد:

جاءت لفظة الترتيل في القرآن الكريم مرَّتيْن، في قوله تعالى: ﴿ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ﴾ [المزمل: 4] عن ابن عباس في هذه الآية قال: بيِّنْهُ تبييناً، وعن مجاهد: رَتِّل القرآن ترتيلا: أي ترسَّلْ فيه ترسُّلًا، قال البيضاوي في تفسيره:"أي اقرأه على تؤدة،وتبيَّن حروفه بحيث يتمكن السامع من عدِّها،من قوله: ثغر رتلٌ، ورتلٌ إذا كان مفلجا"[17]، وتجويد القرآن هو الإتيان به جيِّد اللفظ مطابقا لأجود نطق له، وهو نطق الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم.

قال صاحب المختار الصحاح " الترتيل في القراءة الترسُّل فيها والتبيين بغير بَغْيٍ"[18]

 

وقال الإمام أبو عمرو الداني رائد هذا الفن وخِرِّيتُه مُعَرِّفاً التجويد: (اعلموا أيدكم الله بتوفيقه أن التجويد مصدر جوَّدتُ الشيءَ، ومعناه انتهاء الغاية في إتقانه، وبلوغ النهاية في تحسينه، ولذلك يقال: جوَّد فلان في كذا إذا فعل ذلك جيِّدًا، والاسم منه: الجودة، فتجويدُ القرآن هو: إعطاء القاريء الحروف حقوقها وترتيبها مراتبها، وردُّ الحرف من حروف المعجم إلى مخرجه وأصله،وإلحاقه بنظيره وشكله، وإشباع لفظه، وتمكين النُّطق به، على حال صيغته وهيئته، من غير إسراف ولا تعسُّف، ولا إفراط ولا تكلّف، وليس بين التجويد وتركه إلا رياضة من تدبُّره بفَكِّه) [19]

 

وقال الإمام علم الدين السخاوي معرِّفا التجويد:"التجويد مصدر جوّد الشيء تجويدا إذا أتى بالقراءة مجوَّدةَ الألفاظ بريئةً من الجوْر في النطق بها، لم تُهَجِّنها الزيادة، ولم يَشِنْها النقصان، والتحقيق مصدر حقَّق تحقيقا إذا أتى بالشيء على حَقِّه وجانَبَ الباطلَ فيه ". أما قولُه عز وجل ﴿ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ﴾ [المزمل: 4] أي رتِّبه وبيِّنهُ وتأنَّ فيه، يُقال ثغرٌ رتْلٌ إذا لم يرْكبْ بعضُه بعضًا "[20].

وقال في مكان آخر:" إنما التجويد إعطاء الحروف حقَّها، وإخراجها من مخارجها"[21]

 

وقال مسترسلا: "ولا يتمكَّن التجويدُ ولا يتحصَّل التحقيقُ، إلا بمعرفة حقيقة النطق بالمحرَّك والمسَكَّن، والمُخْتلَس، والمرامِ [22]والمشمِّ،[23] والمهموز، والمسَهَّل والمحقّق، والمشدّد والمخفّف، والممدود والمقصور، والمُبيَّن والمدغم والمخفَى، والمفتوح والممَال، قلتُ: ومن جملة التجويد معرفة أحكام النون الساكنة والتنوين في الإدغام والإظهار، والقلب والإخفاء، وقد ذكرت ذلك في: فتح الوصيد"[24]

 

وقال الإمام ابن الجزري في كتابه التمهيد ماتحًا وكارعاً من مَعِينِ أبي عمرو الداني في كتابه التحديد: (أما التجويد فهو مصدر من جوَّد تجويدا: إذا أتى بالقراءة مجوَّدة الألفاظ بريئة من الجوْر في النطق بها، ومعناه: انتهاء الغاية في إتقانه، وبلوغ النهاية في تحسينه، ولهذا يقال: جَوَّدَ فلانٌ في كذا إذا فعل ذلك جيِّدا، والاسم منه الجودة. فالتجويد هو تحلية التلاوة، وزينة الأداء والقراءة، وهو إعطاء الحروف حقوقها وترتيبها مراتبها، ورَدُّ الحرف إلى مخرجه وأصله، وإلحاقه بنظيره، وإشباع لفظه، وتلطيف النطق به على حال صيغته وهيئته، من غير إسراف ولا تعسُّفٍ، ولا إفراطٍ ولا تكلُّفٍ، وليس بين التجويد وبين تركه إلا رياضة لمن تدبره بفكِّه)[25]. وقد نظم الإمام ابن الجزري كلام الإمام الداني:

بقوله:

وَالأخذُ بالتجْويد حتْمٌ لازمُ
منْ لم يجوِّدِ القرآن آثمُ
لأنَّهُ به الإلهُ أنزلاَ
وهكَذا منهُ إلينا وصَلا
وهُوَ أيضًا حِليةُ التلاوةْ
وزينةُ الأداء والقراءةْ
وهُوَ إعْطاءُ الحُروفِ حقَّها
مِن صِفَةٍ لها وَمُسْتَحَقَّها
وردُّ كلِّ واحدٍ لأصْله
واللَّفظ ُفي نظيره كمثْله
مُكَمِّلاً منْ غَيْرِ مَا تَكَلّفِ
في النُّطْقِ باللَّفْظِ بلاَ تَعَسُّف

 

قال الإمام ابن الجزري رحمه الله في كتابه:النشر في القراءات العشر: "التجويد مصدر جوَّد تجويدا، والاسم منه الجودة ضدُّ الرَّداءة، يقال جوَّد فلانٌ كذا إذا فعل ذلك جيِّدًا، فهو عند أهل الأداء عبارة عن الإتيان بالقراءة مجوَّدةَ الألفاظ بريئةً من الرداءة في النطق، ومعناه انتهاء الغاية في التصحيح وبلوغ الغاية في التحسين"[26].

 

وقال الإمام محمد مكي نصر في كتابه القيم " نهاية القول المفيد في علم التجويد" (وأما حقيقة التجويد فهي إعطاء كل حرف حقَّه، أي من كلِّ صفة ثابتة له من الصفات ومُسْتَحَقَّهُ، وهو ما ينشأ عن تلك الصفات، كترقيق المستفل،وتفخيم المستعلي، ونحوهما من بلوغ الغاية والنهاية في إتقان الحروف وتحسينها، وخلوها من الزيادة والنقص، وبراءتها من الرداءة في النطق، والإدمان في تحرير مخارجها، وبيان صفاتها بحيث يصير ذلك للقارئ سجيَّةً وطبيعة)[27].

 

وقال الإمام محمد بن علي بن خلف الحسيني الشهير بالحداد في رسالته القيِّمة" القول السديد في بيان حكم التجويد " معرِّفًا التجويد: "التجويدُ هو إخراج كل حرف من مخرجه وحيِّزه، مع إعطائه صفاته اللاَّزمة له من شِدَّة، وجهْر، واستعلاء، وقلقَة مُقلْقلٍ إلى، غير ذلك، وإلحاقُ اللفظ بنظيره، والنطق به على حالة صفته، وكمال هيئته، من غير إسرافٍ ولا تعسفٍ، ولا إفراطٍ ولا تفريطٍ، ولا تكلفٍ، حتى يُقرأ القرآن على صفته التي نزل بها، ومن أراد أن يقرأ القرآن، غضًّا كما أُنزل فليقرأ قراءة ابن أم عبد، يعني عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وكان رضي الله عنه قد أُعْطيَ حظًّا عظيما في تجويد القرآن وتحقيقه كما أنزله الله تعالى، وناهيك برجل أحبَّ النبي أن يسمع القرآن منه، ولما قرأ أبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ثبت في الصحيحين[28].

 

وعن أبي عثمان النهدي قال، صلَّى بنا ابن مسعود المغرب بقُل هو الله أحد، وإني لوَدِدْتُ أنه قرأ سورة البقرة من حُسْنِ صوته وترتيله، وهذه سنة الله تبارك وتعالى في من يقرأ القرآن مجوَّدا مصحَّحًا كما أنزِل، تلتذُّ الأسماع بتلاوته وتخشعُ القلوب عند قراءته حتى يكاد أن يَسْلُبَ العقول ويأخذ بالألباب، سرٌّ من أسرار الله تعالى يودِعه من يشاء من خلقه.)[29].

 

وخلاصة ما تحصَّل من هذه التعاريف، أن معنى التجويد ليس كما يعتقد من لا علم عنده، أنَّه مجرد التغني برهيف الأنغام، ورفع الصوت بطوال المدود، دون مراعاة فوات الأحكام، أواقتراف لحن[30] في حروف القرآن، فكل لحن خرج عن قواعد التجويد فهو حرام على القارى والمستمع في كل زمان ومكان، وليس التجويد كذلك مُجرَّد مدٍّ مفرَطٍ، ورفع للصوت،وتمطيط للحروف مع تكلُّف، وإنما هو علمٌ له قواعدُه وضوابطُه التي لا مندوحة لأ ي أحد كان من تعلمها ومراعاتها، والحرص على تطبيقها، وقد أحسن الإمام علم الدين السخاوي المقرئ حين قال في نونيته التي وسمها ب"عمدة المفيد وعدة المجيب في معرفة التجويد":[31]

يا مَنْ يَرومُ تِلاوةَ القرآنِ
ويرودُ شَأْوَ أَئِمّة الإتقانِ
لاتحسَبِ التَّجْويد مدًّا مفرطا
أومدَّ مالا مدَّ فيه لوانِ
أوأن تُشدِّدَ بعد مدٍّ همزة
أوْ أن تَلُوكَ الحرفَ كالسَّكْرانِ
أوأن تفُوه بهمزة مُتَهَوِّعًا
فيفِرُّ سامعُها منَ الغَثَيانِ
للحرف ميزانٌ فلا تكُ طاغيًا
فيه ولا تكُ مخسرَ الميزانِ

 

فعلى القارئ أن يحسِّن صوته مراعاةً لمخارج الحروف، وقدرِ المُدود منْ غير تكلّف، وبكل وُضوح وبيانٍ، فمن كان قارئا بهذه الصِّفة كان عاملا بقوله تعالى: ﴿ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ﴾ [المزمل: 4] ويعطيه الله الثواب جزيلاً. لقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (اقرؤوا القرآن فإنكم تؤجرون عليه أما إني لا أقول"ألم" حرف ولكن ألف عشر ولام عشر وميم عشر فتلك ثلاثون)[32]

 

2 - حكم التجويد شرعا:

قال صاحب القول المفيد:" قال ابن غازي المكناسي في شرحه على الجزرية: (اعلم أن علم التجويد لا خلاف في أنه فرض كفاية، والعمل به فرض عين على كل مسلم ومسلمة من المكلفين، وقد ثبتت فرضيته بالكتاب والسنة وإجماع الأمة، أما الكتاب فقوله تعالى: ﴿ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ﴾ [المزمل: 4] وقوله ﴿ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا ﴾ [الفرقان: 32] وأما السنة النبوية: فقوله صلى الله عليه وسلم:(ما أذِنَ اللهُ لشيء ما أذِنَ للنبي صلى الله عليه وسلم يتغنى بالقرآن)، وقوله لقارئ القرآن (اقرأ وارق ورتِّل كما كنت تُرتل في الدنيا فإن منزلتك عندآخر آية تقرؤها).

 

إضافة إلى قراءة الرسول صلى الله عليه وسلم التي تواترت عنه، وأنها كانت مرتلة ومفسرة كما جاءت بها الآثار الصحاح وأما إجماع الأمة، فقد اجتمعت الأمة الإسلامية على وجوب التجويد من زمن النبي صلى الله عليه وسلم إلى زماننا لم يختلف فيه عن أحد منهم وهذا من أقوى الحجج على وجوب التجويد وتواتره)[33].

 

وقد نصَّ الشمس بن الجزري رحمه الله في نشره على أن:" التجويد فرض على كل مكلف، وإنما قلت فرض لأنه متفق عليه بين الأئمة بخلاف الواجب فإنه مختلف فيه.

 

وقال ابن غازي في شرحه على الجزرية:" ولم ينفرد ابن الجزري بذكر فرضية التجويد، فقد ذكر عن أبي عبد الله نصر الشيرازي مصنف الموضِّح، وعن الفخر الرازي،ووافقهم على ذلك جلال الدين السيوطي في الإتقان، والحافظ أحمد القسطلاني الخطيب في لطائف الإشارات، وذكره الإمام النويري في شرحه على الطيبة، وذكره قبله أبو موسى الخاقاني، ومكي بن أبي طالب القيسي، وأبو عمرو الداني، وغيرهم من المشايخ العالمين بتحقيق القراءات وتوثيقها حسبما وصل إليهم من الحضرة الأفصحية.

 

قال الإمام الحسيني الشهير بالحداد:" اعلم أنّ تجويد القرآن واجب وجوبا شرعيا يثاب القاريء على فعله ويعاقب على تركه، وهو فرض عين على من يريد قراءة القرآن، لأنه نزل على نبينا صلى الله عليه وسلم مجوَّدًا ووصل إلينا كذلك بالتواتر يقول شمس الدين ابن الجزري:

والأخْذُ بالتجْويد حتْمٌ لازمُ
منْ لمْ يجوِّد القرآن آثمُ
لأنَّهُ به الإلهُ أنزلاَ
وهَكَذا منه إلينا وَصَلا


وفي النشر لابن الجزري، عن الضحاك قال قال ابن مسعود:" جوِّدوا القرآن وزينوه بأحسن الأصوات وأعربوه فإنه عربي والله يحب أن يعرب به"، ولا شك أن الأمة كما هم متعبدون بفهم معاني القرآن وإقامة حدوده، هم متعبِّدون بتصحيح ألفاظه وإقامة حروفه على الصفة المتلقاة عن أئمة القراءة المتصلة بالحضرة النبوية الأفصحية العربية لا تجوز مخالفتها ولا العدول عنها إلى غيرها.

 

وقال الشيخ أبو عبد الله نصر الشيرازي:"حُسن الأداء فرض في القرآن ويجب على القاريء أن يتلو القرآن حق تلاوته صيانة للقرآن عن أن يجد اللحن إليه سبيلا، لأنه لا رخصة في تغيير لفظ القرآن وتعويجه واتخاذ اللّحن إليه سبيلا قال تعالى ﴿ قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴾ [الزمر: 28].

 

وقد نصَّ الفقهاء على أن القاريء لو أفرط في المد والإشباع حتى ولَّدَ حرفا، أو أدغم في غير موضع الإدغام، حرُم عليه ذلك، لأنَّه عدُول به عن نهجه القويم، ومراعاة نهج القرآن الذي ورد به واجبٌ، وتركه حرامٌ مفسِّقٌ، وقد نقل الشيخ عبد الباقي المالكي في شرحه على متن الشيخ خليل: "إن العلماء اتفقوا على أن القراءة بالتلحين إن أخرجت القرآن إلى كونه كالغناء بإدخال حركة فيه، أو إخراج حركة منه، أو قصر ممدود، أو مد مقصور، أو تمطيط يخفي اللفظ، أو يلتبس به المعنى، فهي حرام والقاريء بها فاسق والمستمع لها آثم."

 

كما نقل ذلك شُرَّاح الحديث مثْلَهُ عن مذهب الإمام الشافعي رضي الله عنه، فقد ظهر أن مراعاة تالي كتاب الله تعالى التجويد المعتبر عند أهل القراءة أمرٌ واجبٌ بلا امتراء، وأن غير ذلك زور وافتراء، وأنه يجب تنبيه الغافلين، وإرشاد الجاهلين فيما يقع لهم من اللحن والخطإ في كلام رب العالمين.

 

ومما يدل على ذلك، تفسير الإمام علي كرم الله وجهه لقوله تعالى:﴿ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ﴾[المزمل: 4] فبعد قوله: الترتيل هو مراعاة الوقوف وتجويد الحروف قال: فمن قدر على تصحيح كلام الله تعالى باللفظ الصحيح العربي الفصيح، وعدل عنه إلى اللفظ الفاسد العجمي أو النبطي القبيح، استغناءً بنفسه واستبدادًا برأيه وحدسه، واتكالا على ما أَلِفَ من حفظه، أو استكبارا عن الرجوع إلى عالم يوقفه على تصحيح لفظه، فإنه مُقصِّرٌ بلا شكّ وآثم بلا مِريةٍ، فإنّ القرآن أُنزل بأفصح اللغات، وهي لغة العرب العرباء، فوجب أن يراعى فيه لغة العرب، من حيث قواعدُهم من ترقيق المرقَّق وتفخيم المفخَّم وإدغام المُدغم إلى غير ذلك ممَّا هو لازم في كلامهم، فإذا لم يراع القاريء ذلك فكأنه قرأ القرآن بغير لغة العرب، والقرآن ليس كذلك، فهو ليس بقاريء بل هادمٌ، وعدم قراءته خيرٌ له، وهو بهذا داخل في قول النبي صلى الله عليه وسلم: "رب قاريء للقرآن والقرآن يلعنه"[34].

 

3 - وجوبُ تحمُّل القرآن عن القراء المشايخ:

وحاصل الكلام، أن التجويد واجبٌ وجوباً شرعياً، وأن معرفة كيفية الأداء والنطق بالقرآن على الصفة التي نزل بها متوقفة على التلقِّي والأخذ بالسماع، من أفواه المشايخ الآخذين لها كذلك المتصل بسندهم بالحضرة النبوية، لأنّ القاريء لا يمكنه معرفة كيفية الإدغام والإخفاء والتفخيم والترقيق والإمالة المحضة أو المتوسطة والتحقيق والتسهيل والرَّوم والإشمام ونحوها، إلا بالسماع والإسماع حتى يمكنه أن يحترز عن اللحن والخطإ،وتقع القراءة على الصِّفة المعتبرة شرعا.

 

إذا علمنا ذلك، تبيَّن لنا أن التلقِّي المذكور واجبٌ، لأنّه ما لا يتمُّ الواجبُ إلا به فهو واجبٌ، ولأنَّ صحَّة السَّند عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن رب العزة بالصفة المتواترة أمرٌ لا مندوحةَ عنه للكتاب العزيز الذي "لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد". فلا يكفي الأخذ من المصاحف بدون تلقٍّ من أفواه المشايخ المتقنين، با لا بد من شيخ القراءة، ويدلُّ على ذلك ما أخرجه سعيد بن منصور في سننه والطبراني في الكبير بسند معتبر رجاله ثقات عن مسعود بن زيد الكندي قال: كان ابن مسعود رضي الله عنه يقريء رجلا: " إنما الصدقات للفقراء" مرسلةً أي من غير مدٍّ، فقال ابن مسعود ما هكذا أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: كيف أقرأكها يا أبا عبد الرحمان؟ قال: أقرأنيها " إنما الصدقات للفقرآء فمدَّ الفقرآء[35].

 

والمدُّ مُقدَّرٌ بحركات معلومةٍ عند القرّاء لا يُعرف إلا بتوقيف المعلِّمين، فإنَّ الإنسان يعجز عن أداء الحروف بمجرد معرفة مخارجها وصفاتها من المؤلفات، ما لم يسْمعْهُ من فمِ الشيخ، فكيف لا نتعلّم القرآن مع كثرة جهلنا، وعدم فصاحتنا وبلاغتنا من المشايخ الماهرين في علم التجويد،فإنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم مع كمَال فصاحته ونهاية بلاغته تعلَّم القرآن عن جبريل عليه السلام في جمعٍ من السنين، خصوصا في السنة الأخيرة التي توفي فيها ومع أفضليته على جبريل عليه السلام.

 

وتقريرا لما سبق،فقد اتّضح الحال، وانزاح الإشكال، واضمحلّ الخيال، وانقشع السحاب، ولاحت شمس المعرفة لذوي الألباب، والله ولي التوفيق الهادي إلى معالم التحقيق.

 

والعجب من بعض الناس إذا وجد أهل التجويد في أعلى المراتب تعلّم منه، وإذا وجدهم في أدنى المراتب لا يتعلم منهم استكبارا عن الرجوع إليهم، قال بعض العلماء:" رأينا بعضَ منْ لا يقدر على قراءة القرآن قدر ما تجوز به الصلاة وهويدَّعي التَّقوى، وقد هدم التقوى من الأساس، ويتورع عن الشبهات، ويفسد الصلاة كل يوم خمس مرات بسبب لحنه في القرآن، ويتخذ وردا من القرآن يريد أن يعبد الله تعالى بالسيئات، ثم إنَّه يستحيي من النَّاس أن يقعد بين يديْ مُعلِّمٍ من أهل التجويد لأنّه يعتبر ذلك من وظائف المبتدئين، وهو لا يمكنه ذلك استكبارا واستغناء بنفسه.

 

والحاصل، أنه لا بدَّ من التلقي من أفواه الشيوخ الضابطين المتقنين، ولا يُعتَدُّ بالأخذ من المصاحف بدون مُعلِّم أصلاً، ولم يقل أحد بذلك، ومرتكبه لا حظَّ له في الدين لتركه الواجب وارتكابه المحرم، ومما يستأنس ويستروح به لذلك نظم العلامة محمد بن محمد الشمني المغربي قال:[36]

مَنْ يَأخُذِ العِلْمَ عَنِ الشَّيْخِ مُشَافَهةً
يكُنْ عَنِ الزَّيْغِ والتّصْحِيفِ في حُرُم
ومنْ يَكُن آخِذًا للعِلْمِ مِنْ صُحُفٍ
فَعِلْمُهُ عِنْدَ أهْلِ العِلم ِكالعَدَمِ

وقال بعض العلماء: " لا تأخذ القرآن عن مصحفي، ولا العلم عن صحفي".

 

ونظم عالم آخر هذا المعنى فأجاد:

أيَظُنُّ الغُمْرُ أنَّ الكُتْبَ تَهْدِي
أخَا فَهْمٍ لإدْرَاكِ العُلومْ
وَمَا يَدْرِي الجَهولُ بِأَنَّ فِيهَا
غَوَامِضَ حَيَّرتْ عَقْلَ الفَهِيمْ
إِذَا رُمْتَ العُلُومَ بِغَيْرِ شَيْخٍ
ضَلَلْتَ عَنِ الصِّرَاطِ المُسْتَقيمْ

 

4 - الأنصاص القرآنية ضابطا من ضوابط القراءة:

• تعريف لفظة الانصاص:

يقول مؤلف كتاب الأنصاص القرآنية، الأستاذ العروسي معرفا الأنصاص:

"المقصود بالأنصاص القرآنية مجموعة من القواعد التي تؤطرالكلمات الخارجة عن القياس في رسمها أو ضبضها، أو كيفية أدائها، كما تؤطر الكلمات المتشابهة في التقديم والتأخير والحذف والإضافة مع التنصيص على أماكن وجودها في القرآن الكريم إما بواسطة السور أو الأحزاب أو الأرباع أو الأثمان.

 

والأنصاص كلمة مغربية صرفة، نجدها في كثير من الاستعمالات اليومية على شكل جمع أو مفرد،وهي عبارة عن قواعد منظومة في أراجيز مختصرة أو مطولة، ينظمها الفقهاء لتلاميذهم بطريقة عفوية وبلغة عامية أحيانا، أو على شكل الشعر الملحون من أجل تقريب الكلمات التي تقع فيها الأخطاء عند كتابتها أو النطق بها من طلبة القرآن الكريم"[37].

 

• (بعض نماذج الأنصاص):

سبب ترقيق الراء:

يَا سائلاً عنْ سَبَبِ التَّرقيقِ
للرَّاءِ إنْ وَقَفتَ بِالتَّحْقِيق
الكَسْرُ إنْ وَقَعَ قَبْلَ الرَّاءِ
أوِ لإمَالَةِ عَنِ القُرَّاءِ
كذاكَ ياءٌ بالسُّكونِ يَا فَتَى
صَحِيحاً أوْ مُعْتَلاًّ خُذْ مُثْبَتَا
وإنْ حَالَ السُّكُوُن قَلَ الوَاجِبِ
فَهوَ ذُو اسْتِعْلاَءِ فاخِمٍ نَاصِبِ
يَجْمَعُهَا (قِظْ خصَّ ضغْطٍ) مُسْتَنَدْ
مِنْ نُصوصِ الأئِمَّةِ أهْلِ السَّنَدْ
كَقَولهِ ﴿ مِصْرَ ﴾ وَ﴿ عَيْن القِطْرِ ﴾
وَشِبْهِهِ فَقِسْ وَكُنْ عَنْ حِذْرِي
وإنْ يَكُنْ غَيْرَ ذِي اسْتِعْلاَءِ
فَحُكْمُهُ التَّرقيقُ باسْتِيفاءِ
كَقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ مِنْ ﴿ سِدْرِ ﴾
وَنَحْوِهِ (وِزْرًا ذِكْراً) خذْ عَنْ خُبْرِي
وَمَا بَقِيَ فَالْحُكْمُ بِالتَّفْخيمِ
كَأَصْلِهِ عَنْ أصْحَابِ الأعْلاَمِ
أنِ اسْرِي بالتَّفْخِيِم في الوَقْفِ بَدَا
وَالوَصْلُ بِالتَّرْقِيقِ خُذْ مُرْشِداً
وَمَنْ يَقِفْ عَلَيهِ بِالتَّرْقِيقِ
خَالَفَ أهْلَ العِلْمِ وَالتَّحْقِيقِ

 

ضبط قراءة الهمز عند ورش:

ألاَ أَيا القَارِي عَلَى الهَمْزِ كُلِّهِ
بِتَوْسِيطٍ لِوَرْشٍ وَغَيْرُهُ بِالْقَصْرِ
كَمِثْلِ أوُتُوا بِالضَّمِّ وَالفَتْحِ ءامَنُوا
وَبِالْكَسْرِ إيمَاناً فَقِسْ مِثْلَهُمْ يَجْرِي
سِوَى القرآن والظَّمْئانُ مَذْءوماً مَسْؤولاً
جَميعاً إسْرائيلُ وَكُلُّهُمْ بِالْقَصْرِ

 

الرَّوْمُ في يَوْمـَئِذْ:

وَلاَ يَجوزُ الرَّوْمُ في يَوْمَئِذْ
وَشِبْهِهْ كذلكَ قُلْ حِينَئِذْ
لأنَّهُ سُكُونُهُ أصليُّ
وَهذا الذي قَرا بِهِ الدَّانيُّ

 

الوقف عند قوله تعالى: ﴿ أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ ﴾ [فصلت: 21]:

أنَطْقَ كُلَّ شَئٍ بِالْوَقْفِ عُلِمْ
عِنْدَ الأئِمَّةِ فَحَقِّقْ مَا رُسِمْ
هَذَا الذي قَرا بهِ التُّهامِي
عنْ شَيْخِهِ أبِي عَبْدِ السَّلاَمِ
وأنْطَقَ كلَّ شئٍ عِنْدَ الدَّانِي
يَقِفْهُ منْ غَيْرِ خُلْفٍ فَانِ

 

الحروف المبدلة:

وحروفُ المُبْدَلِ اثنا عشرةْ
لِيَلاَّ، فَلْيُوَدِّ، وَالمُوَلَّفَةْ
يُوَيِّدُ، يُوَدِّهِ، مُوَجَّلاَ
يُوَخِّرُ، يُوخذُ، كَيْفَ تلاَ
أنْ تُوَدُّوا، مُوَذِّنٌ، يُوَلِّفُ
لاهَبَ، ضَبْطُهُنَّ يُعْرَفُ

 

5- نموذجان من جهود علماء المالكية المتأخرين في هذا المجال:

• كتاب "عرف الند في حكم حذف المد" لأبي العباس الهلالي المالكي (ت1175).

ألف الإمام أبو العباس أحمد بن عبد العزيز، الهلالي المالكي المغربي كتابا حلاه ب:"عرف الند في حكم حذف المد" ولنسمع إليه وهو يرد على أهل زمانه الذين وقعوا في تحريف كلام الله خصوصا في "حذفهم للمد الطبيعي، يقول:

"إعلموا إخواني حياكم الله وبياكم، وللصواب في القول والفعل أرشدني وإياكم، أن ما تمالأ عليه عوام المغرب الأقصى، وأكثر طلبته وفقهائه، وبعض المتساهلين ممَّن يُعدُّ من مقرئيه وقُرَّائه من إسقاط المدِّ الطبيعي في محلِّه من القرآن خطأ واضح، ولحنٌ فاضحٌ، لا يختلف في تحريمه اثنان، وما زال المحققون من القراء يُنبِّهون عليه، ويُحذِّرون من التورط في شناعة المصير إليه، ولم يزل يُنشدهم لسانُ حالِ الطلبة في الحواضر والبوادي:

لقَدْ أسْمعْتُ لوْ نادَى حيّاً ♦♦♦ ولكنْ لاَ حَياةَ لمنْ تُنادِي

 

وقد تطرق - رحمه الله - لمعالجة هذا الموضوع بالاعتماد على ثلاث دعاوى:

• الدعوى الأولى: بيان أن إسقاط المد الطبيعي إسقاط لحروفه.

فمن خلال العلاقة التي تربط بين المدَّ وحرف المدّ أن المدَّ ليس حرفاً مستقلاًّ بذاته، ولا حركةً ولا سكونًا، بل هو شكل دال على صورة دائمة لحروف المد "الألف، الواو، الياء" وصفة لازمة لا تنفك عنه، ولا يتصور النطق بها بدونه، فالمد الطبيعي كما يقول الهلالي:" هو اللازم لحروف المد الذي لا ينفك عنها،بل ليس له وجود بعدمه، لابتناء بنيتها عليه.

 

وذهب رحمه تعزيزا لكلامه يضر ب أمثلة على المد الطبيعي كيف يجب أن يكون، وكذلك سرد الأخطاء التي يقع فيها القارءون في ذلك،كما مضى –رحمه الله - يسرد أقوال العلماء نظما ونثرا[38].

 

• الدعوى الثانية: إسقاط المد من مواضعها في القرآن حرام.

واستشهد هنا بالقول المشهور للقاضي عياض بتكفير من غيَّر حرفا من القرآن على علم منه[39].

 

وقال وادي الرحمة في منظومته التي نبَّه فيها على أخطاء القراء ومن جملتها قصر المد:

وكَفَّروا من زادَ فيه أو جحدْ
منهُ ولو حرفاً وهذا إنْ عَمَدْ
كذاكَ مَنْ بِهِ اسْتَخَفَّ يُكفرْ
كما عن القاضي عياضٍ يُؤْثرْ

 

• الدعوى الثالثة: كل ما يستلزم الحرام فهو حرام:

وهي قاعدة أصولية ثابثة لا مراء فيها، "فكل ما يقطع بتوصيله الحرام فهو حرام" وإن كان في ذاته مباحا، كما "أن كل ما يؤدي إلى ترك واجب فهو واجب الترك".

 

وإذا رُكبِّتْ هذه الدعاوى الثلاث على الصناعة المنطقية، فكان دليل المقدِّمة الصغرى ما جاء في الدعوى الأولى، والثانية من أن إسقاط المدِّ الطبيعي من محله إسقاط لحروفه، وأن إسقاط حروفه حرام، ودليل المقدمة الكبرى ما تبين في الدعوى الثالثة من أن كلما يستلزم الحرام فهو حرام، وتكون النتيجة: إسقاط المد الطبيعي من محله حرام[40].

 

• "رسالة في لحن القراء والإنكار على من يقول بكفر اللاَّحن" للإمام محمد بن أحمد السنباوي المالكي المغربي الأصل المصري(ت 1232هـ).

 

تطرق - رحمه الله - في رسالته الصغيرة الحجم الكبيرة الفائدة إلى ماهية اللحن لغة، واصطلاحا، كما تطرق إلى أقسام اللحن وأنواعه وأحكامه.

 

وختم الرسالة بمناقشة حكم اللاحن في قراءة القرآن وأنه نوعان:

• نوع حرام وهو المتعمد لفعله، والجاهل المتهاجم من غير مستند،إذ لا يعذر بالجهل في مثل ذلك.

 

• ونوع غير محرم وهو الذي يتحرى صاحبه شيءاً فيخطئ فيه لما ورد عن التجاوز عن الخطإ والنسيان. أما في الصلاة خلافا للمشهور، لا يصح الحكم بكفره، ولا القطع ببطلان صلاته، من غير نظر إلى أقوال العلماء. نعم إن فعل ذلك تهاوناً بالقرآن، أو نفياً للقرآنية عن الصواب المعلوم من الدين بالضرورة، كأغلب حركات الفاتحة، أو المجمع عليه بعد التعليم وإخباره بالإجماع، وعاندَ، صحَّ القول بكفره إن قلت اللحن بمعنى الزيادة والنقص في القرآن، وقد قال الله تعالى: ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا ﴾ [الأنعام: 21] مع قوله ﴿ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ [لقمان: 13][41].

 

هذا ما تيسر لي في هذه العجالة، والحمدُ لله بجميع المحامِدِ كلِّها، ما علمنا منها وما لم نعلمْ، على جميع نِعَمِهِ كلِّها ما علمنا منها وما لم نعلمْ، عدَدَ مخلوقاتهِ كلِّها ما علمنا منها وما لم نعلمْ، وصلَّى الله على سيِّدنا محمَّد وآله وأصحابِه، وأهلِ بيتِه ومن تبِعَهُ، وسلَّم صلاةً وسلاماً دائميْن بدوامِ مولانا الرَّحمانِ، عدَدَ ما تعلَّق بهِ علمُه من واجبٍ وجائزٍ ومستحيلٍ، و حسبنا اللهُ ونعمَ الوكيلُ، وهُوَ المتفضِّلُ الكَريمُ،ولا حولَ ولا قوَّةَ إلا بالله العليِّ العظيمِ.

 

لائحة المصادر والمراجع:

1 - إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر للدمياطي الشهير بالبناء، وضع حواشيه الشيخ أنس مهرة، دار الكتب العلمية بيروت لبنان.

2 - الأنصاص القرآنية للعيادي العروسي.

3 - التحديد في الإتقان والتجويد للإمام أبي عمرو الداني، تحقيق الدكتور غانم قدوري الحمد، دار عمار، عمان، ط1، سنة 2000.

4 - تفسير البيضاوي:" أنوار التنويل وأسرار التأويل"، إعداد وتقديم محمد عبد الرحمن المرعشلي: دار إحياء التراث العربي، مؤسسة التاريخ العربي، بيروت.

5 - التمهيد في علم التجويد للإمام ابن الجزري، تحقيق الدكتور علي حسين البواب، مكتبة المعارف، الرياض، ط 1، سنة 1985

6 - توشيح الديباج للقرافي، تحقيق الدكتور على عمر، الناشر مكتبة الثقافة الدينية ط،1،سنة 2004

7 - جمال القراء وكمال الإقراء للإمام علم الدين السخاوي، تحقيق الدكتور علي حسين البواب، مكتبة الثرات، مكة المكرمة، ط1،سنة 1987.

8 - رسالة في لحن القراء والإنكار على من يقول بكفر اللاَّحن" للإمام محمد بن أحمد السنباوي المالكي المغربي الأصل المصري(ت 1232هـ)

9 - صحيح البخاري. (الصحيح الجامع، للإمام البخاري) دار الريان للتراث، سنة 1986.

10 - صحيح الجامع الصغير وزيادته للألباني، أشرف على طبعه زوهير الشاويش ط. المكتب الإسلامي ط 3.

11 - صحيح سنن الترمذي الشيخ الألباني، مكتبة المعارف للنشر والتوزيع، الرياض، الطبعة الأولة للطبعة الجديدة، سنة 2000.

12 - عرف الند في حكم حذف المد لأبي العباس الهلالي المالكي، دراسة وتحقيق إبراهيم أيت وغوري، دار الكتب العلمية،سنة 1071.

13 - القول السديد في بيان حكم التجويد للإمام الشيخ محمد بن علي بن خلف الحسيني الشهير بالحداد، مكتبة مصطفى البابي الحلبي بمصر،سنة 1349هـ

14 - مختار الصحاح، د،ت.

15 - نزهة الألباء في طبقات الأدباء لأبي البركات عبد الرحمن بن محمد ابن الأنباري ت 577 هـ، تحقيق الدكتور إبراهيم السامرائي، مكتبة المنار، الأردن، ط2، 1985.

16 - النشر في القراءات العشر للإمام ابن الجزري، أشرف على تصحيحه ومراجعته للمرة الأخيرة الأستاذ الجليل علي محمد الضباع، دار الكتب العلمية، بيروت1/ 210.

17 - نهاية القول المفيد في علم التجويد للعلامة السيخ محمد مكي نصر، الطبعة الأميرية بالقاهرة بولاق، ط1،سنة 1308هـ.



[1] سورة آل عمران، آية 102.

[2] سورة النساء، آية 1.

[3] سورة الأحزاب، آية 70.

[4] سورة فصلت، آية 481.

[5]سورة النحل، آية 96.

[6] سورة لقمان، آية 27.

[7] صححه الشيخ الألباني في: صحيح الجامع الصغير وزيادته، رقم الحديث 3319، ص: 626.

[8] قال الشيخ الألباني في صحيح الترمذي: صحيح، ينظر صحيح الترمذي، كتاب ثواب القرآن، 3/ 162.

[9] أخرجه الترمذي وقال حديث حسن صحيح، وقال الشيخ الألباني في صحيح الترمذي: حسن صحيح في المشكاة (2134)، وصحيح أبي داود (1317)، والأحاديث الصحيحة (2240)، ينظر صحيح الترمذي باب ثواب القرآن 3/ 165

[10]سورة المزمل،آية 4

[11] سورة الفرقان، آية 32

[12] سورة الإسراء،آية106

[13] سورة القيامة،آية 16

[14] تنظر ترجمته: نزهة الألباء في طبقات الأدباء لأبي البركات عبد الرحمن بن محمد ابن الأنباري ت 577 هـ، تحقيق الدكتور إبراهيم السامرائي، مكتبة المنار، الأردن، ط2، 1985،ص:30

[15] نزهة الألباء في طبقات الأدباء،ص: 32

[16] - يقصد شيخه الورزازي الدليمي صاحب الأجوبة في الفقه، وهي التي ذيلها العلامة الكيكي في كتابه المشار إليه أعلاه.

[17] ينظر: تفسير البيضاوي:" أنوار التنوير وأسرار التأويل"، إعداد وتقديم محمد عبد الرحمن المرعشلي: دار إحياء التراث العربي، مؤسسة التاريخ العربي، بيروت 5/ 255

[18] مختار الصحاح، ص: 98، مادة ر.ت.ل.

[19] - التحديد في الإتقان والتجويد للإمام أبي عمرو الداني، تحقيق الدكتور غانم قدوري الحمد، دار عمار، عمان، ط1، سنة 2000 ص: 68.

[20] جمال القراء وكمال الإقراء للإمام علم الدين السخاوي، تحقيق الدكتور علي حسين البواب، مكتبة الثرات، مكة المكرمة، ط1،سنة 1987، 2/ 525

[21] نفس المصدر، 2/ 527.

[22] من الروم:"وهو الإتيان ببعض حركة الحروف وقفا، فلذا ضعف صوتها لقصر زمنها، ويسمعها القريب المصغي"، ينظر إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر للدمياطي الشهير بالبناء، وضع حواشيه الشيخ أنس مهرة، دار الكتب العلمية بيروت لبنان،ص135

[23] من الإشمام:" فهو حذف حركة المتحرك في الوقف فضم الشفتين بلا صوت، إشارة إلى الحركة "، نفس المصدر و نفس الصفحة.

[24] نفس المصدر2/ 532،وفتح الوصيد هو أحد شروح الشاطبية للإمام السخاوي.

[25]التمهيد في علم التجويدللإمام ابن الجزري، تحقيق الدكتور علي حسين البواب، مكتبة المعارف، الرياض، ط 1، سنة 1985 ص:47

[26] النشر في القراءات العشر للإمام ابن الجزري، أشرف على تصحيحه ومراجعته للمرة الأخيرة الأستاذ الجليل علي محمد الضباع، دار الكتب العلمية، بيروت1/ 210..

[27] نهاية القول المفيد في علم التجويد للعلامة السيخ محمد مكي نصر، الطبعة الأميرية بالقاهرة بولاق، ط1،سنة 1308هـ، ص:12 - 13.

[28] القول السديد في بيان حكم التجويد للإمام الشيخ محمد بن علي بن خلف الحسيني الشهير بالحداد، مكتبة مصطفى البابي الحلبي بمصر،سنة 1349هـ،ص:3. والحديث المشار إليه، رواه البخاري في: فضائل القرآن، باب البكاء عند قراءة القرآن. وأخرجه مسلم في صلاة المسافرين.

[29] نفس المصدر،ص: 3 - 4.

[30] اللحن عند علماء التجويد والقراءات نوعان: لحن جلي وهو تغيير الإعراب، ولحن خفي وهو أن لا يوفي الحرف حقه، وأن يقصر في صفتة التي هي له، أو يزيد على ذلك كالإفراط في التمطيط والتعسف في التفكيك، والإسراف في إشباع الحركات وفي التشديد، ينظر جمال القراء 2/ 529

[31] ينظر جمال القراء للإمام السخاوي المقريء،،2/ 544.

[32] صحّحه الشيخ العلامة الألباني في الصحيحة 2/ 267.

[33] ينظر نهاية القول المفيد، ص:8.

[34] النشر في القراءات العشر لشمس الدين ابن الجزري 1/ 210 - 212.

[35] أخرجه الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم الحديث 279، ورجاله ثقات.

[36] تنظر ترجمته: توشيح الديباح للقرافي، ص 210.

[37] ينظر الأنصاص القرآنية للعيادي للعروسي 1/ 99.

[38] ينظر: عرف الند في حكم حذف حرف المد للهلالي السجلماسي، دراسة وتحقيق إبراهيم أيت وغوري، دار الكتب العلمية، بيروت، سنة 1971، ص: 83 - 84..

[39] الشفا بتعريف حقوق المصطفى.

[40] ينظر: عرف الند في حكم حذف حرف المد، ص:83 - 85..

[41] رسالة في لحن القراء للسنباوي المالكي، تحقيق عمر حسن المراطي، مكتبة أولاد الشيخ للتراث، ص: 30 - 31.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • العلم في القرآن الكريم
  • علم المناسبات في القرآن الكريم
  • علم التجويد ومراتب قراءة القرآن الكريم
  • علم النفس والقرآن الكريم
  • أهمية علم المناسبات في القرآن الكريم
  • القرآن الكريم وأثره في النفوس
  • إجلال القرآن (خطبة)
  • الإيمان بالقرآن والعناية به (خطبة)
  • التأدب مع القرآن العظيم (خطبة)
  • الاستماع إلى القرآن الكريم
  • الإعراض عن القرآن
  • إنكار البعض لأحاديث صحيحة مع وجود شواهد لها من القرآن الكريم
  • من خصائص القرآن الكريم

مختارات من الشبكة

  • حث الطلاب على الجمع بين علم التفسير والحديث والفقه(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • البحث في علم الترجمة(مقالة - حضارة الكلمة)
  • علم المصطلح وعلم اللغة: أبعاد العلاقة بينهما(مقالة - حضارة الكلمة)
  • طبيعة العلم من المنظور الإسلامي(مقالة - موقع أ. د. فؤاد محمد موسى)
  • خصائص ومميزات علم أصول الفقه: الخصيصة (3) علم أصول الفقه علم إسلامي خالص(مقالة - آفاق الشريعة)
  • نصف العلم لطالب العلم: بحث في علم الفرائض يشتمل على فقه المواريث وحساب المواريث (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • علم الماهية والعلوم المطلوبة للأغراض المحمودة وعلم الظاهر من الحياة الدنيا(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • من أقوال السلف في عمل طالب العلم بعلمه ونشره بين الناس(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من أقوال السلف في أفضل العلوم وأنفعها وأشرفها(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شرف العلم وفضيلته في القرآن الكريم ودلالته الدينية(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
2- تعليق على الدراسة
أ.د. محمد فتح الله مصباح - المغرب 13-04-2022 02:04 AM

من العلماء من يعمل في صمت، تواضعا لله، من غير رياء. كذلك صاحب هذه الدراسة العلمية الرصينة.
دراسة حول علم أداء القرآن الكريم، وهو ليس كاي أداء، لان قراءة القرآن عبادة. والعبادة لا تكون إلا بسماع متواتر صحيح. وأغلب الناس لا ينتبهون إلى هذه الحقيقة فيقعون في اللحن، ونحن هنا لا نقصد اللحن النحوي وإنما لحن الأداء. وصاحب الدراسة يقدم ضوابط القراءة وكيف يجب أن تكون، وفق شروط سماعية، استنبط منها العلماء قواعد لتقويم اللسان عند النطق.
فجزى الله عنا خيرا من أعاننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.

1- دعاء لكاتب هذا البحث
نصار يقين - فلسطين 12-09-2020 10:23 PM

أللهم اجز  عنا من كتب هذا البحث الوافي بعنوان " علم أداء القرآن الكريم"  كل خير واحشره مع الحبيب المصطفى وآل بيته الأطهار وصحابته الأخيار.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • تخرج 220 طالبا من دارسي العلوم الإسلامية في ألبانيا
  • مسلمو سابينسكي يحتفلون بمسجدهم الجديد في سريدنيه نيرتي
  • مدينة زينيتشا تحتفل بالجيل الجديد من معلمي القرآن في حفلها الخامس عشر
  • بعد 3 سنوات أهالي كوكمور يحتفلون بإعادة افتتاح مسجدهم العريق
  • بعد عامين من البناء افتتاح مسجد جديد في قرية سوكوري
  • بعد 3 عقود من العطاء.. مركز ماديسون الإسلامي يفتتح مبناه الجديد
  • المرأة في المجتمع... نقاش مفتوح حول المسؤوليات والفرص بمدينة سراييفو
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 23/12/1446هـ - الساعة: 14:9
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب