• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    واجب ولي المرأة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (9)
    د. عبدالسلام حمود غالب
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

تفسير الربع الأول من سورة الأحزاب

تفسير الربع الأول من سورة الأحزاب
رامي حنفي محمود

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 15/11/2017 ميلادي - 25/2/1439 هجري

الزيارات: 12771

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سلسلة كيف نفهم القرآن؟ [*]

الربع الأول من سورة الأحزاب

 

• الآية 1، والآية 2، والآية 3: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ ﴾ أي استمِرّ على تقوى الله تعالى (بتنفيذ أوامره واجتناب نَوَاهيه)، وليَقتدِ بك المؤمنون في ذلك؛ لأنهم أحوج إليه منك، ﴿ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ ﴾ فيما يقترحونه عليك مِن عدم إظهار عيوب آلهتهم،  وَالْمُنَافِقِينَ﴾ لا تُطِعهم أيضًا فيما يُخَوِّفونك منه (لأنهم جُبناء)، وفيما يَنصحونك به (لأنهم أعداء)، ﴿ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا ﴾ بخَلقه وبما يفعلونه في السر والعلن، ﴿ حَكِيمًا ﴾ في أمْره وتدبيره (فلذلك لن يأمرك سبحانه إلا بما فيه الخير لك)، ﴿ وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ﴾ من القرآن والسُنّة، ولا تترك تبليغ شيءٍ من شريعة ربك، ﴿ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ﴾ أي لا يَخفى عليه شيءٌ من أعمالكم وسيُجازيكم عليها، ﴿ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ﴾ أي اعتمد على ربك وفَوِّضْ أمورك إليه، وثِق بنصره وحِفظه، ﴿ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا ﴾ أي حافظًا ونصيرًا لمن توكل عليه.


♦ وقد بَلَّغَ الرسول صلى الله عليه وسلم رسالة ربه كاملة، تقول السيدة عائشة رضي اللهُ عنها: (لو كانَ النبي صلى الله عليه وسلم كاتمًا شيئًا من الوحي، لَكَتَمَ هذه الآية: (وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ)).


♦ واعلم أنّ الفعل (كان) إذا جاء مع صفة معينة، فإنه يدل على أنّ هذه الصفة مُلازِمة لصاحبها، كقوله تعالى - واصفًا نفسه بالرحمة والمغفرة -: (وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) أي كانَ - أزَلًا وأبَدًا - غفورًا رحيمًا.

 

• الآية 4: ﴿ مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ ﴾: أي لم يجعل سبحانه لأحدٍ من البَشَر قلبين في صدره (كما ادّعى بعض المشركين)، ﴿ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ ﴾ (والظِهار هو أن يقول الرجل لامرأته: (أنتِ عليَّ كظَهر أمي)، أي مُحَرَّمة عليّ كحُرمة أمي التي ولدتني، فلا أقرَبُكِ ولا تَحِلِّين لي، (وقد كان هذا القول يُعتبر طلاقًا في الجاهلية، فبيَّنَ اللهُ أن الزوجة لا تصير أُمًّا بحال)، ﴿ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ ﴾ (والأدعياء هم الأولاد الذين تبَنَّيتموهم وادَّعيتم أنهم أبناءكم)، فلم يجعلهم سبحانه ﴿ أَبْنَاءَكُمْ ﴾ في الحقيقة والنَسَب والشرع كما ادّعيتم، ﴿ ذَلِكُمْ ﴾ - أي ادّعاؤكم الظِهار والتَبَنّي - هو ﴿ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ ﴾ أي هو كلامٌ بالفم لا حقيقة له، ولا يؤخَذ به في الشرع، ﴿ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ ﴾ فاتَّبعوه واعملوا به،﴿ وَهُوَ ﴾ سبحانه ﴿ يَهْدِي السَّبِيلَ ﴾ أي يُرشد عباده إلى طريق الحق والرشاد.


• الآية 5: ﴿ ادْعُوهُمْ لِآَبَائِهِمْ ﴾: أي انسبوا مَن تبنّيتموهم لآبائهم الحقيقيين (الذين كانوا سببًا في إنجابهم)، فـ ﴿ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ ﴾: أي هذا أعدل في حُكم الله وشَرْعه ﴿ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آَبَاءَهُمْ ﴾ الحقيقيين: ﴿ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ ﴾ أي فهُم إخوانكم في الإسلام ﴿ وَمَوَالِيكُمْ ﴾ يعني هم نُصراؤكم وأحِبّاؤكم، وأنتم أيضًا مُكَلَّفون بحمايتهم ونُصرَتهم، ﴿ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ ﴾ أي ليس عليكم إثمٌ ﴿ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ ﴾ أي فيما وقعتم فيه خطأً بغير تعَمُّد، ﴿ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ ﴾: يعني إنما يؤاخذكم الله إذا تعمدتم ذلك، ﴿ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا ﴾ لمن أخطأ بغير عَمْد، ﴿ رَحِيمًا ﴾ لمن تاب من ذنبه.

 

• الآية 6: ﴿ النَّبِيُّ ﴾ محمد صلى الله عليه وسلم ﴿ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ﴾ يعني أقرب وأحَبّ إليهم من أنفسهم، ﴿ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ﴾: يعني إنّ حُرمة أزواج النبي صلى الله عليه وسلم على أُمَّته، كحُرمة أمّهاتهم عليهم، فلا يجوز نكاح زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم من بعده، (وفي هذا إشارة للمؤمن أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم أحبَّ إليه من نفسه، وأن يُقدِّم ما يريده صلى الله عليه وسلم على ما تريده نفسه، وفي الآية أيضًا وجوب احترام زوجاته صلى الله عليه وسلم، لأنهنّ أمّهات المؤمنين، ومَن سَبَّهن فقد استحق الخُسران المبين).


♦ وقد كان المسلمون في أول الإسلام يتوارثون بالهجرة (يعني كان يَتوارث المهاجرون والأنصار، ولا يَرِث الأقرباء شيئًا)، فنسَخَ اللّهُ ذلك بقوله: ﴿ وَأُولُو الْأَرْحَامِ ﴾ أي أصحابُ القَرابة، والمقصود: (الأقرباء المسلمون) ﴿ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ ﴾ يعني بعضهم أحق بميراث بعض ﴿ فِي كِتَابِ اللَّهِ ﴾ أي في حُكمِ اللهِ وشَرْعِه (كما وَضَّحَ سبحانه ذلك في آيات المواريث)، فهُم أوْلى بالتوارث ﴿ مِنَ ﴾ عامَّة ﴿ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ ﴾ ﴿ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا ﴾: يعني إلا أن تُقدِّموا معروفًا لأحدٍ من نُصرائكم وأحِبّائكم المؤمنين (بأن توصوا له بما لا يَتعدى ثلث التَرِكة)، فلا حرج عليكم في ذلك، ﴿ كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ﴾: أي كان هذا الحكم المذكور: مُقَدَّرًا مكتوبًا في اللوح المحفوظ، فيجب عليكم العمل به.

 

• الآية 7، والآية 8: ﴿ وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ ﴾: أي اذكر أيها النبي حين أخذنا من النبيّين العهد المؤكد بتبليغ الرسالة،﴿ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ ﴾: يعني: وكذلك أخذنا هذا العهد - بصفة خاصة - منك ومن نوحٍ ﴿ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ﴾ (وهؤلاء الخمسة هم أولو العَزم من الرُسُل، على المشهور من أقوال العلماء)، ﴿ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا ﴾ أي عهدًا مؤكدًا بأن يُصَدِّق بعضهم بعضًا، ويُبَشِّر بعضهم ببعض، وقد أخذ الله ذلك العهد من الرُسُل ﴿ لِيَسْأَلَ ﴾ - يوم القيامة - ﴿ الصَّادِقِينَ ﴾ وهُم الأنبياء ﴿ عَنْ صِدْقِهِمْ ﴾ في تبلغيهم رسالة ربهم، ووفائهم بما عَهِدَه إليهم، وعمَّا أجابتهم به أُمَمُهم، فحينئذٍ يَجزي سبحانه المؤمنين منهم بالجنة ﴿ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾ في نارجهنم، (ويُحتمَل أن يكون المقصود بالصادقين هنا: مَن آمن بهؤلاء الأنبياء، واللهُ أعلم).


• الآية 9: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ﴾ (أيام غزوة الأحزاب) - وهي غزوة الخَندق - ﴿ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ ﴾: أي حين اجتمع عليكم المُشركون (من خارج "المدينة")، واليهود والمنافقون (من داخل "المدينة" وما حولها)، فأحاطوا بكم وحاصَروكم، ﴿ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ ﴾ أي على هؤلاء الكفار ﴿ رِيحًا ﴾ شديدة (اقتلعت خيامهم، وأطفأت نيرانهم، وألقتْ آنِيَتهم بما فيها مِن طعامٍ وشراب)، حتى اضطروا إلى الرحيل، ﴿ وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا ﴾ يعني: وكذلك أرسلنا عليهم ملائكة من السماء لم تروها، فوقع الرعب في قلوبهم، حتى فقدوا رُشدهم وصوابهم، وقرروا العودة إلى بلادهم، ﴿ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ - مِن حَفْر الخَندق والاستعداد للمعركة - ﴿ بَصِيرًا ﴾ لا يَخفى عليه شيء من تلك الأحداث، وسيجزي المحسن منكم بالإحسان والمُسيء بالإساءة، (واعلم أنّ المقصود بلفظ "الأحزاب": أي الذين تَحَزَّبوا - أي اجتمعوا - لقتال المسلمين).

 

• الآية 10، والآية 11: ﴿ إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ ﴾: أي اذكروا حين جاءكم هؤلاء الكفار مِن فوقكم (أي من أعلى الوادي الذي كنتم فيه، من جهة المَشرق) ﴿ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ ﴾ أي من أسفل الوادي (من جهة المغرب)، ﴿ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ ﴾ أي ضَلَّتْ الأبصار عن كل شيءٍ حولها، وصارت لا تنظر إلا لهؤلاء الأعداء من شدة الخوف منهم ﴿ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ ﴾ أي قاربَتْ قلوبكم أن تصل إلى حَناجركم من شدة الرعب ﴿ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا ﴾ يعني: وفي هذا الموقف الشديد كنتم تظنون بالله الظنون المختلفة (مِن نَصرٍ وهزيمة، ونجاةٍ وهلاك)، ومنهم مَن ظن أن الله لن ينصر دينه، ولن يُعلي كلمته (وهذا كله من وساوس الشيطان)، ﴿ هُنَالِكَ ﴾ أي في ذلك الموقف العصيب: ﴿ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ ﴾: أي اختُبر إيمان المؤمنين، وعُرف المؤمن من المنافق ﴿ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا ﴾ أي اضطرب المؤمنون اضطرابًا شديدًا بالخوف والقلق، ليتبيّن إيمانهم ويزداد يقينهم.


♦ واعلم أنّ الألِف - التي في نهاية كلمة ﴿الظُّنُونَا﴾ - تُسَمَّى: (ألِف زائدة) لرعاية الفواصل في الوقف، ومِثلها في هذه السورة: (وأطعنا الرسولا)، (وأضلونا السبيلا).

 

• الآية 12: ﴿ وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ﴾ أي في قلوبهم شك (وهم ضِعاف الإيمان)، فهؤلاء قالوا لبعضهم - عندما رأوا هذا البلاء نازلًا بالمؤمنين -: ﴿ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ ﴾ من النصر والتمكين ﴿ إِلَّا غُرُورًا ﴾ أي خِداعًا فلا تصدقوه.


• الآية 13: ﴿ وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ ﴾ أي اذكر أيها النبي قول طائفة من المنافقين - يوم الأحزاب - وهم ينادونَ المؤمنين من أهل "المدينة": ﴿ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ ﴾ (وهو الاسم القديم للمدينة المنورة) ﴿ لَا مُقَامَ لَكُمْ ﴾: أي لا إقامة لكم في معركة خاسرة، ولا فائدة من البقاء هنا دونَ قتال، ﴿ فَارْجِعُوا ﴾ إلى منازلكم، (وما قالوا ذلك إلا خوفًا من القتال وهروبًا من المواجهة)، ﴿ وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ ﴾ يعني: وهناك فريق آخر من المنافقين يستأذنون النبي في العودة إلى منازلهم، فـ ﴿ يَقُولُونَ ﴾ له: ﴿ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ ﴾ أي مكشوفة أمام العدو، ونحن نخاف عليها ﴿ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ ﴾ يعني: والحَقُّ أنها ليست كذلك، إذ بيوتهم مُحَصَّنة، و﴿ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا ﴾: أي ما قصدوا بذلك الاستئذان إلا الفرار من القتال.


• الآية 14، والآية 15: ﴿ وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطَارِهَا ﴾ يعني: ولو دَخَلتْ جيوش الأحزاب إلى "المدينةَ" من جوانبها على هؤلاء المنافقين، ﴿ ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ ﴾ أي: ثم طُلِبَ مِنهم أن يُشركوا بالله ويَرجعوا عن الإسلام: ﴿ لَآَتَوْهَا ﴾: أي لأَجابوا تلك الفتنة (وهي الشرك) ﴿ وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيرًا ﴾ أي ما تمهلوا بالإجابة إلا وقتًا قليلًا، (والمعنى أنهم لم يتفكروا قبل أن يُشركوا، بل سارَعوا إلى الشرك حين طَلَبَ منهم المُشركون ذلك)، وذلك لشدة نفاقهم، ﴿ وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ ﴾ أي عاهدوا اللهَ على يد رسوله من قبل هذه الغزوة أنهم ﴿ لَا يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ ﴾ أي لا يَفرُّون إنْ حضروا الحرب، ولا يتأخرون إذا دُعُوا إلى الجهاد، ولكنهم خانوا عهدهم ﴿ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولًا ﴾ أي يسأل سبحانه صاحب العهد عن الوفاء بعهده، ويحاسبه عليه.


• الآية 16: ﴿ قُلْ ﴾ - أيها النبي - لهؤلاء المنافقين: ﴿ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرَارُ ﴾ من المعركة ﴿ إِنْ فَرَرْتُمْ ﴾ خوفًا ﴿ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ ﴾ (فإنّ ذلك الفرار لن يؤخر آجالكم المكتوبة، وسيأتيكم الموت في المعركة أو في غيرها)، ﴿ وَإِذًا ﴾ يعني: وإنْ فررتم ﴿ لَا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ أي لن تتمتعوا في هذه الدنيا إلا قليلًا، ثم تموتون عند نهاية أعماركم، وهو زمن قليل جدًا بالنسبة إلى الآخرة.

 

• الآية 17: ﴿ قُلْ ﴾ لهم - أيها النبي -: ﴿ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ ﴾ ويَمنعكم من عذابه ﴿ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً ﴾؟! لا أحد، ﴿ وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا ﴾ ينفعهم ويتولى أمورهم ﴿ وَلَا نَصِيرًا ﴾ ينصرهم من عذاب ربهم.



[*] وهي سلسلة تفسير لآيات القرآن الكريم، وذلك بأسلوب بسيط جدًّا، وهي مُختصَرة من (كتاب: "التفسير المُيَسَّر" (بإشراف التركي)، وأيضًا من "تفسير السّعدي"، وكذلك من كتاب: " أيسر التفاسير" لأبي بكر الجزائري) (بتصرف)، عِلمًا بأنّ ما تحته خط هو نص الآية الكريمة، وأما الكلام الذي ليس تحته خط فهو تفسير الآية الكريمة.

• واعلم أن القرآن قد نزلَ مُتحديًا لقومٍ يَعشقون الحَذفَ في كلامهم، ولا يُحبون كثرة الكلام، فجاءهم القرآن بهذا الأسلوب، فكانت الجُملة الواحدة في القرآن تتضمن أكثر مِن مَعنى: (مَعنى واضح، ومعنى يُفهَم من سِيَاق الآية)، وإننا أحيانًا نوضح بعض الكلمات التي لم يذكرها الله في كتابه (بَلاغةً)، حتى نفهم لغة القرآن.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • بين سورة الأحزاب وسورة التحريم
  • آيات من سورة الأحزاب مع تفسير الزركشي
  • تفسير سورة الأحزاب للناشئين (الآيات 1 - 22)
  • تفسير سورة الأحزاب للناشئين (الآيات 23 - 43)
  • تفسير الربع الثاني من سورة الأحزاب
  • تفسير الربع الثالث من سورة الأحزاب
  • تفسير الربع الرابع من سورة الأحزاب
  • تفسير الربع الأخير من سورة الأحزاب
  • تفسير الربع الأول من سورة ص

مختارات من الشبكة

  • تفسير ربع: يسألونك عن الخمر والميسر (الربع الرابع عشر من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: واذكروا الله في أيام معدودات (الربع الثالث عشر من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: يسألونك عن الأهلة (الربع الثاني عشر من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب (الربع الحادي عشر من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: إن الصفا والمروة من شعائر الله (الربع العاشر من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: سيقول السفهاء من الناس (الربع التاسع من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم (الربع الثامن من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: ما ننسخ من آية أو ننسها (الربع السابع من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: ولقد جاءكم موسى بالبينات (الربع السادس من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: أفتطمعون أن يؤمنوا لكم (الربع الخامس من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب