• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة عيد الأضحى لعام 1446 هــ
    أ. شائع محمد الغبيشي
  •  
    خطبة عيد الأضحى المبارك: تضحية وفداء، صبر وإخاء
    الشيخ الحسين أشقرا
  •  
    خطبة عيد الأضحى 1446هـ
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    خطبة عيد الأضحى 1446
    عبدالعزيز أبو يوسف
  •  
    حكم صلاة الجمعة لمن صلى العيد إذا وافق يوم الجمعة ...
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    المسائل المختصرة في أحكام الأضحية
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    الثامن من ذي الحجة
    د. سعد مردف
  •  
    خطبة عيد النحر 1446
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    التشويق لفضائل النحر والتشريق (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    ما الحكم إذا اجتمع يوم العيد ويوم الجمعة في يوم ...
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    وقفات مع عشر ذي الحجة (2)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    خطبة عيد الأضحى المبارك: لزوم الإيمان في الشدائد
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    خطبة عيد الأضحى 1446هـ
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    دروس وأسرار من دعاء سيد الاستغفار
    د. محمد أحمد صبري النبتيتي
  •  
    تفسير قوله تعالى: { وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق ...
    سعيد مصطفى دياب
  •  
    حكم الأضحية
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

تفسير الربع الثالث من سورة القصص

رامي حنفي محمود

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 30/8/2017 ميلادي - 8/12/1438 هجري

الزيارات: 10094

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سلسلة كيف نفهم القرآن؟ [*]

الربع الثالث من سورة القصص


• الآية 51: ﴿ وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ ﴾ أي فصَّلنا القرآن لقومك أيها الرسول، وبَيَّنّا فيه الأدلة والحُجَج، وواصَلنا نزوله شيئاً فشيئاً بحسب الحاجة إليه ﴿ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴾ أي ليَتعظوا به فيؤمنوا (فيَنجوا من العذاب ويَدخلوا الجنة).

♦ ويُحتمَل أن يكون معنى قوله تعالى: (وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ) أي وَصَّّلنا لهم القول بأخبار الأولين، وما نزل بهم من عذاب الله لمّا كَذّبوا رُسُله وأنكروا توحيده، (لأن الآيات السابقة كانت تتحدث عن إهلاك فرعون وقومه لمّا كَذّبوا موسى)، واللهُ أعلم.

 

• الآية 52، والآية 53، والآية 54، والآية 55: ﴿ الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ ﴾ يعني: الذين أعطيناهم التوراة والإنجيل (وهم اليهود والنصارى الذين لم يُبَدِّلوا، ولم يُحَرّفوا كتابهم) ﴿ مِنْ قَبْلِهِ ﴾ أي مِن قبل القرآن ﴿ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ ﴾ أي يؤمنون بالقرآن وبمحمد عليه الصلاة والسلام، ﴿ وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ ﴾ هذا القرآن ﴿ قَالُوا آَمَنَّا بِهِ ﴾ ﴿ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا ﴾ ﴿ إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ ﴾ أي كنا قبل نزوله مسلمين مُوَحّدين، نعبد الله بما شَرَعَ على لسان موسى وعيسى عليهما السلام (إذ دين الله واحد، وهو الإسلام)، ﴿ أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ ﴾ أي يُعطيهم الله ثواب عملهم مرتين: (مرة على الإيمان بكتابهم، ومرة على إيمانهم بالقرآن)، وذلك ﴿ بِمَا صَبَرُوا ﴾أي بسبب صَبْرهم على الإيمان بالقرآن، إذ لم يُزَعزعهم عن ذلك رئاسة ولا دنيا (كما حدث مع غيرهم).

 

♦ ثم ذَكَرَ سبحانه بعض صفات هؤلاء المؤمنين بقوله: ﴿ وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ ﴾ أي يَدفعون السيئةَ بالحسنة فتمحوها (والمعنى أنهم يَتوبون من المعاصي، ويَجتهدون في فِعل الطاعات، حتى يَمحو الله بها السيئات، وكذلك يكونون حَلِيمينَ على الجُهَلاء، صابرينَ على مَن يؤذونهم، فيُقابلون إساءتهم بالقول الطيب)، ﴿ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾ أي يُخرِجون صَدَقة أموالهم الواجبة والمُستحَبة، (وكذلك يُنفقون مِمَّا رزقهم اللهُ مِن عِلمٍ أو صِحَّةٍ أو سُلطة في خدمة المسلمين، فيُعَلِّمونَ الناس، ويَسعونَ في قضاء حوائجهم)، ﴿ وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ ﴾ يعني إذا سمعوا الباطل من القول: ﴿ أَعْرَضُوا عَنْهُ ﴾ ﴿ وَقَالُوا ﴾ لأهل الباطل: ﴿ لَنَا أَعْمَالُنَا ﴾ أي لنا ثوابها، فلا نتركها أبداً، ﴿ وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ ﴾ وإثمها عليكم، ﴿ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ﴾ فنحن لا نُشغِل أنفسنا بالرد عليكم، ولا تسمعون منَّا إلا الخير، ولا نخاطبكم بمِثل جهلكم; لأننا ﴿ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ ﴾ أي لا نريد صُحبة الجاهلين ولا نحب طريقهم، (وفي هذا إرشادٌ إلى حُسن الرد على الجهلاء من أهل الباطل).

 

• الآية 56: ﴿ إِنَّكَ ﴾ - أيها الرسول - ﴿ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ ﴾ (والمقصود بهذه الهداية: هداية التوفيق)، وإنما عليك فقط بيان الطريق المستقيم، كما قال تعالى: (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) (أي هِداية الإرشاد والبيان) ﴿ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ﴾لأنه سبحانه الأعلم بخلقه، ولهذا قال: ﴿ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴾ أي الذين يستحقون الهداية، ويطلبونها من ربهم بصدق فيهديهم.

 

• الآية 57: ﴿ وَقَالُوا ﴾ أي قال كفار "مكة" للرسول صلى الله عليه وسلم: ﴿ إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ ﴾ يعني إن نتَّبع الحق الذي جئتَنا به، ونتبرأ من الأصنام: ﴿ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا ﴾ أي بالقتل والأسْر والسرقة، وتتجرأ علينا قبائل العرب، (وقد كان هذا اعتذارٌ اعتذر به بعض رجال قريش فقالوا - ما مختصره -: (نحن نعرف أن ما جئتَ به حق، ولكننا نخشى إن آمنا بك واتّبعناك أن يتجرأ علينا العرب ويتخطفوننا كما هو حاصلٌ لغيرنا، وبذلك تسُوء أحوالنا).

♦ فرَدَّ اللهُ عليهم بقوله: ﴿ أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آَمِنًا ﴾: يعني ألم نجعلهم متمكنين في بلدٍ آمِن (حَرَّمنا على الناس سفك الدماء فيه والصيد والسرقة)، و ﴿ يُجْبَى إِلَيْهِ ﴾ أي يُحمَل إليه ﴿ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ ﴾ مِن مختلف البلاد في موسم الحج، وأثناء رِحلتَي قريش إلى الشام واليمن، وقد كان ذلك ﴿ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا ﴾ أي مِن عندنا، (أليس هذا كافياً في أن يعلموا أن الذي جعل لهم حرماً آمناً قادرٌ على أن يُؤَمِّنهم إذا أسلموا؟!) ﴿ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ أي لا يعلمون قَدْر هذه النعم، فيشكروا اللهَ عليها بتوحيده وطاعته.

 

• الآية 58: ﴿ وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ ﴾ يعني: وكثير من القرى المُكَذِّبة أهلكناها حين ﴿ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا ﴾ أي حين أَلْهَتهم مَعيشتهم عن الإيمان بالرُسُل، فلم يشكروا ربهم، بل كفروا وطَغَوا في المعاصي فأهلكناهم، ﴿ فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ ﴾ خالية - كديار عاد وثمود وقوم لوط - ﴿ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ (كالمسافرين الذين ينزلون بها ساعةً ثم يغادرونها)، ﴿ وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ ﴾ أي الوارثين لهذه الديار، فلم نُورثها أحداً بعدهم، وتركناها خالية لم تُسكَن، (ألاَ يَذكر كفار قريش هذا، فيَعلموا قدرتنا، ويَتّقوا عذابنا، ويستقيموا على منهج الحق الذي جاءهم؟).

 

• الآية 59: ﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى ﴾ - أي القرى الظالمة المُشرِكة - ﴿ حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا ﴾ - أي في أعظم مُدُنها (وهي العاصمة) - ﴿ رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِنَا ﴾ ويُعَلّمهم، ﴿ وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ ﴾ أي ظالمونَ لأنفسهم بالكفر والمعاصي.

 

• الآية 60: ﴿ وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ ﴾ - من الأموال والأولاد وغير ذلك - ﴿ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا ﴾: يعني فإنما هو متاعٌ تتمتعون به في هذه الحياة الدنيا، وزينةٌ تتزينون بها ثم تزول سريعاً، أو تموتون عنها وتتركونها لغيركم، ﴿ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ ﴾ أي: ما أعَدَّه اللهُ لأهل طاعته من النعيم، هو ﴿ خَيْرٌ ﴾ مِن مُتَع الدنيا الفانية التي تصحبها المُنَغِّصات ﴿ وَأَبْقَى ﴾ منها، حيثُ لا انقطاعَ لها ولا مُنَغِّصات، ﴿ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾ أيها المُغترون بزينة الدنيا، فتقدِّموا ما يَبقى على ما يَفنى؟!

♦ وفي هذا تذكيرٌ لقريش التي فَضَّلتْ الدنيا على الآخرة، فرفضت الدخول في الإسلام خوفاً من أن يُؤَثِّر ذلك على حياتها الاقتصادية والأمنية كما زعمتْ.

 

• الآية 61: ﴿ أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ ﴾ على طاعته ﴿ وَعْدًا حَسَنًا ﴾ - وهو الجنة - ﴿ فَهُوَ لَاقِيهِ ﴾ يوم القيامة، فهل يتساوى هذا ﴿ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾ (ففَضَّل لذة عاجلة على لذة دائمة) ﴿ ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ ﴾ أي من المُحضَرين للعذاب؟ لا يستويان أبداً، إذاً فليَختر العاقل لنفسه ما هو أوْلى بالاختيار.

 

• الآية 62، والآية 63: ﴿ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ ﴾ سبحانه - يوم القيامة - ﴿ فَيَقُولُ ﴾ لهم: ﴿ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ ﴾ أي الذين كنتم تزعمون أنهم شركاء لي فعبدتموهم معي؟!، فحينئذٍ تبَيَّنَ لهم أنّ ما عبدوه كان باطلاً، وأَقَرّوا على أنفسهم بالضلال، فـ ﴿ قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ ﴾ أي قال الذين وَجَبَ عليهم العذاب - وهم الشياطين ورؤساء الضلال - مُتبرئينَ مِمّن عَبَدوهم: ﴿ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ ﴾ - وأشاروا إلى أتْباعهم - هم ﴿ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا ﴾ أي الذين أضللناهم،وقد ﴿ أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا ﴾ يعني دعوناهم إلى الضَلالة التى كنا عليها فأطاعونا، ولم نُكْرِههم على ذلك، ﴿ تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ ﴾ مِن أن نكون قد أجبرناهم على الضلالة، وتبرَّأنا مِن أن نكون نحن الشركاء المزعومين، وإنما كنا مُضِلِّين فقط، ﴿ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ ﴾ (بل كانوا يعبدون أهوائهم وشهواتهم) (إذ لا يقدر أحد من الإنس أو الجن في هذا الموقف أن يقول: (إنّ هذا كان يعبدني)).

 

• الآية 64: ﴿ وَقِيلَ ﴾ للمشركين يوم القيامة: ﴿ ادْعُوا ﴾ أي نادوا ﴿ شُرَكَاءَكُمْ ﴾ الذين كنتم تعبدونهم من دون الله، ليُخَلِّصوكم مما أنتم فيه ﴿ فَدَعَوْهُمْ ﴾ أي نادوهم بالفعل ﴿ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ ﴾ لأنّ كل معبود قد تبَرّأ مِمّن عَبَده، ﴿ وَرَأَوُا الْعَذَابَ ﴾ فاشتدت حسرتهم، ﴿ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ ﴾ يعني: (لو أنهم كانوا مهتدينَ إلى الحق في الدنيا، لَمَا عُذِّبوا في الآخرة).

 

• الآية 65، والآية 66: ﴿ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ ﴾ سبحانه ﴿ فَيَقُولُ ﴾ لهم: ﴿ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ ﴾؟ هل آمَنتم بهم واتَّبعتموهم أم كَذَّبتموهم وحاربتموهم؟، ﴿ فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْبَاءُ يَوْمَئِذٍ ﴾: أي خَفِيَتْ عليهم الحُجَج التي يُمكِنهم أن يَحتجُّوا بها ﴿ فَهُمْ لَا يَتَسَاءَلُونَ ﴾ أي لا يسأل بعضهم بعضًا عن إجابةٍ يُجيبون بها على سؤال ربهم.

 

• الآية 67: ﴿ فَأَمَّا مَنْ تَابَ ﴾ مِن شِركه وذنبه، ﴿ وَآَمَنَ ﴾ بالله ورسوله والدار الآخرة، ﴿ وَعَمِلَ صَالِحًا ﴾ فأخلص العبادة لله وحده، وعمل بما أمَرَ الله ورسوله: ﴿ فَعَسَى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ ﴾ أي الفائزين بجنات النعيم (فهل من تائب؟)، (واعلم أنّ كلمة (عسى) وكلمة (لَعَلّ) إذا جاءت من اللهِ تعالى، فإنها تفيد الوجوب وتأكيد الوقوع).

 

• الآية 68: ﴿ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ﴾ ﴿ وَيَخْتَارُ ﴾ أي يَختار مَن يشاء مِن خَلقه لرسالته، ﴿ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ﴾ أي ليس لأحد منهم الاختيار، لأنهم لم يخلقوا شيئاً، ولأنه سبحانه هو الأعلم بمَن يَستحق الاختيار، ﴿ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ (وفي الآية رَدٌّ على المشركين الذين اعترضوا على اختيار الله تعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم مِن بينهم).

 

• الآية 69: ﴿ وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ ﴾ أي يعلم سبحانه ما تخفيه صدور خلقه من النيات والخواطر، ﴿ وَمَا يُعْلِنُونَ ﴾ أي: ويعلم سبحانه ما يُظهرونه من الأقوال والأفعال، وسيُجازيهم عليها.

 

• الآية 70: ﴿ وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ﴾ أي الذي لا معبود بحقٍ إلا هو، ﴿ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآَخِرَةِ ﴾: أي له سبحانه الشكر والثناء الجميل في الدنيا (على نعمه الظاهرة والباطنة)، وفي الآخرة (على إدخاله المؤمنين جنته)، إذ يَحمده أهل الجنة بقولهم: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ﴾، وبقولهم: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ﴾، ﴿ وَلَهُ ﴾ سبحانه ﴿ الْحُكْمُ ﴾ أي القضاء العادل بين عباده في الدنيا والآخرة، ﴿ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ بعد موتكم للحساب والجزاء.

 

• الآية 71: ﴿ قُلْ ﴾ - أيها الرسول للناس -: ﴿ أَرَأَيْتُمْ ﴾ يعني أخبروني ﴿ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا ﴾ أي دائمًا ﴿ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ﴾ ﴿ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ ﴾ تستضيئون به لطلب رزقكم؟! لا أحد ٌغير الله تعالى، (إذاً فكيف تشركون به؟!) ﴿ أَفَلَا تَسْمَعُونَ ﴾ يعني ألاَ تسمعون القرآن سماع تدبر وانتفاع؟!

 

• الآية 72: ﴿ قُلْ ﴾ لهم: ﴿ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا ﴾ أي دائمًا ﴿ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ﴾ ﴿ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ ﴾ أي تستقرون فيه وتنامون؟! لا أحدٌ غير الله تعالى، (إذاً فكيف تشركون به؟!)، ﴿ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴾: يعني ألاَ ترون هذه الآيات، وما تحمله من دلالات، على أنه لا معبودَ بحقٍ إلا رب السماوات؟!، (وفي الآيات إشارة علمية إلى أن السماع يكون مع السكون وقلة الضجيج، وأن الإبصار يكون مع الضوء، ولا يتم أبداً مع الظلام).

 

• الآية 73: ﴿ وَمِنْ رَحْمَتِهِ ﴾ بكم - أيها الناس - أن ﴿ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ﴾ أي جعلهما يَخلف أحدهما الآخر لمصالحكم ومنافعكم، فجعل ظلام الليل ﴿ لِتَسْكُنُوا فِيهِ ﴾ وترتاح أجسادكم من التعب في طلب الرزق بالنهار، ﴿ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ ﴾ أي: وجعل لكم ضياء النهار لتطلبوا فيه معايشكم، ﴿ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ أي لتشكروه سبحانه على هذه النعم (بالاجتهاد في طاعته ليلاً ونهاراً).

 

• الآية 74، والآية 75: ﴿ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ ﴾ سبحانه - يوم القيامة - ﴿ فَيَقُولُ ﴾ لهم: ﴿ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ ﴾ أي الذين كنتم تزعمون أنهم شركاء لي، فعبدتموهم معي؟!، (واعلم أنّ الله تعالى قد أعاد ذِكر هذا الموقف، ليَذكر فيه حالاً لم تُذكَر في الآيات السابقة، وهي: (إشهاد الأنبياء على أُمَمهم)، كما قال تعالى: ﴿ وَنَزَعْنَا ﴾ أي أخرَجنا ﴿ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ ﴾ من الأمم المكذبة ﴿ شَهِيدًا ﴾ - وهو نَبِيُّهم - ليَشهد عليهم، ﴿ فَقُلْنَا ﴾ لهم: ﴿ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ ﴾ على صحة ما أشركتم به في عبادة ربكم؟، ﴿ فَعَلِمُوا ﴾ حينئذٍ ﴿ أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ ﴾ أي تبَيَّنَ لهم أن العبادة الحق لله وحده، وأنه سبحانه له الحُجّة البالغة عليهم، ﴿ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴾ أي ذهب وغاب عنهم ما كانوا يَزعمونه كَذِباً مِن شفاعة آلِهَتهم لهم عند ربهم.



[*] وهي سلسلة تفسير لآيات القرآن الكريم، وذلك بأسلوب بسيط جدًّا، وهي مُختصَرة من (كتاب: "التفسير المُيَسَّر" (بإشراف التركي)، وأيضًا من "تفسير السّعدي"، وكذلك من كتاب: " أيسر التفاسير" لأبي بكر الجزائري) (بتصرف)، عِلمًا بأنّ ما تحته خط هو نص الآية الكريمة، وأما الكلام الذي ليس تحته خط فهو تفسير الآية الكريمة.

• واعلم أن القرآن قد نزلَ مُتحدياً لقومٍ يَعشقون الحَذفَ في كلامهم، ولا يُحبون كثرة الكلام، فجاءهم القرآن بهذا الأسلوب، فكانت الجُملة الواحدة في القرآن تتضمن أكثر مِن مَعنى: (مَعنى واضح، ومعنى يُفهَم من سِيَاق الآية)، وإننا أحياناً نوضح بعض الكلمات التي لم يذكرها الله في كتابه (بَلاغةً)، حتى نفهم لغة القرآن.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تفسير الربع الأول من سورة القصص
  • تفسير الربع الثاني من سورة القصص
  • تفسير الربع الأخير من سورة القصص

مختارات من الشبكة

  • تفسير ربع: يسألونك عن الخمر والميسر (الربع الرابع عشر من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: واذكروا الله في أيام معدودات (الربع الثالث عشر من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: يسألونك عن الأهلة (الربع الثاني عشر من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب (الربع الحادي عشر من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: إن الصفا والمروة من شعائر الله (الربع العاشر من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: سيقول السفهاء من الناس (الربع التاسع من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم (الربع الثامن من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: ما ننسخ من آية أو ننسها (الربع السابع من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: ولقد جاءكم موسى بالبينات (الربع السادس من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: أفتطمعون أن يؤمنوا لكم (الربع الخامس من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بعد عامين من البناء افتتاح مسجد جديد في قرية سوكوري
  • بعد 3 عقود من العطاء.. مركز ماديسون الإسلامي يفتتح مبناه الجديد
  • المرأة في المجتمع... نقاش مفتوح حول المسؤوليات والفرص بمدينة سراييفو
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 8/12/1446هـ - الساعة: 14:24
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب