• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    واجب ولي المرأة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (9)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    علامات الساعة (1)
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    تفسير: (يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تحية الإسلام الخالدة
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    الشباب والإصابات الروحية
    د. عبدالله بن يوسف الأحمد
  •  
    من فضائل الصدقة (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

تفسير آية أمر النساء بغض أبصارهن وإخفاء زينتهن

تفسير آية أمر النساء بغض أبصارهن وإخفاء زينتهن
د. محمد بن علي بن جميل المطري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 7/8/2017 ميلادي - 14/11/1438 هجري

الزيارات: 33201

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تفسير آية أمر النساء بغض أبصارهن وإخفاء زينتهن


قال تعالى: ﴿ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [النور: 31].


تفسير الآية الكريمة:

أي: وقل - يا محمد - للمؤمناتِ يكففن النظر إلى مَن يشتهين رؤيتَه من الرجال الأجانب، وينقصن من أبصارهن عن النظر إلى الشهوات؛ حذرًا من الفتنة في الدين.

ويحفظن فروجهن عن الزنا والسحاق، وعن أن يراها أحدٌ لا يحل له النظرُ إليها.

 

ولا يُظهِرن للرجال الأجانب زينتَهن اللاتي يُخفِينها بثيابِهن، إلا ما ظهر منها مما لا يمكن إخفاؤه؛ كالثياب الظاهرة، أو ما قد يبدو من غير قصد التبرج؛ كالوجه والكفين.

وليُلقِ النساءُ طرفَي الخمار - الذي تُغطِّي به المرأة رأسها - على فتحةِ القميص مما يلي الرقبة، ويشدُدنه ليسترن شعورَهن وآذانهن وأعناقهن ونحورَهن وصدورهن.

 

ولا يُظهِرن زينتَهن الخفية إلا لأزواجِهن أو لآبائهن وأجدادهن من جهة آبائهن، وأمهاتهن، أو لآباء أزواجهن، وأجدادهن من جهة آبائهن وأمهاتهن، أو لأبنائهن وأحفادهن من جهة أبنائهن وبناتهن، أو لأبناء أزواجهن من غيرهن وأحفادهم، أو لإخوانهن الأشقاء أو لأب أو لأم، أو لبني إخوانهن وأبنائهم، أو لبنِي أخواتهن وأبنائهم، أو للنساء المسلمات أو لمماليكهن، أو للذين يتبعون القوم للطعام ممَّن لا شهوة لهم في النساء من الرجال البُلْه، أو للأطفال الذين لم يطَّلِعوا على عورات النساء بجماعِهن، ولا يشتهونَهن لصغرهم.

 

ولا تضرِبِ النساء بأرجلهن الأرض، أو بإحدى الرِّجْلين على الأخرى، لتقرع الخلخال بالخلخال، فيسمع الرجال صوتَ الخلاخل المستورة من وراء الثياب.

وتوبوا إلى الله - أيها المؤمنون والمؤمنات - بإخلاصٍ في كل حال، واتركوا ما نهاكم الله عنه، وأطيعوه فيما أمركم به من غض البصر وحفظ الفرج، وما نهى عنه النساء من إظهار الزينة للأجانب؛ لتفوزوا في دنياكم وآخرتكم.

 

يُنظر: (تفسير ابن جرير) (17/ 256، 261 - 265، 271 - 273)، (تفسير السمرقندي) (2/ 509)، (الوسيط) للواحدي (3/ 316)، (تفسير ابن عطية) (4/ 178، 179)، (إحكام النظر) لابن القطان (ص: 102، 209، 210، 250، 280 - 282، 338)، (زاد المسير) لابن الجوزي (3/ 292)، (تفسير القرطبي) (12/ 223، 226، 229، 232، 233، 237، 238)، (مجموع الفتاوى) لابن تيمية (15/ 369، 372)، (عمدة الحفاظ) للسمين الحلبي (3/ 165)، (تفسير ابن كثير) (6/ 44 - 50)، (فتح القدير) للشوكاني (4/ 28 - 30)، (تفسير الألوسي) (9/ 335)، (مراح لبيد) للجاوي (2/ 109)، (تفسير السعدي) (ص: 566، 567)، (التحرير والتنوير) لابن عاشور (18/ 203، 208، 214)، (أضواء البيان) للشنقيطي (5/ 506).

 

آيات في معنى الآية:

• ﴿ وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴾ [طه: 131].

• ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا ﴾ [الإسراء: 32].

• ﴿ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 35].

• ﴿ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ﴾ [الأحزاب: 53].

• ﴿ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى ﴾ [الأحزاب: 33].

• ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الأحزاب: 59].

• ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ﴾ [التحريم: 8].

 

أحاديث في معنى الآية:

• عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كُتِب على ابن آدم نصيبُه من الزنا، مُدرِك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرِّجل زناها الخُطى، والقلب يهوى ويتمنَّى، ويصدِّق ذلك الفرجُ ويُكذِّبه))؛ رواه البخاري (6243) ومسلم (2657).

 

• عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا ينظر الرجلُ إلى عورة الرجل، ولا المرأةُ إلى عورة المرأة، ولا يُفضي الرجل إلى الرجل في ثوبٍ واحد، ولا تفضي المرأة إلى المرأة في الثوب الواحد))؛ رواه مسلم (338).

 

• عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((انظروا إلى مَن أسفل منكم، ولا تنظروا إلى مَن هو فوقكم؛ فهو أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم))؛ رواه مسلم (2963).

 

• عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن يضمنْ لي ما بين لَحْيَيْه وما بين رِجْليه أضمنْ له الجنة))؛ رواه البخاري (4308).

 

• عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((المرأة عورةٌ، فإذا خرجت استشرَفها الشيطان))؛ رواه الترمذي (1173)، وصحَّحه الألباني.

 

• عن أنسٍ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى فاطمة بعبدٍ كان قد وهبه لها، وعلى فاطمة رضي الله عنها ثوب، إذا قنَّعت به رأسَها لم يبلغ رِجلَيْها، وإذا غطَّت به رِجليها لم يبلغ رأسها، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم ما تلقى قال: ((إنه ليس عليك بأسٌ؛ إنما هو أبوك وغلامك))؛ رواه أبو داود (4106)، وصححه الألباني.

 

• عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تباشر المرأة المرأةَ فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها))؛ رواه البخاري (5240).

 

• عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كل عين زانية، والمرأة إذا استعطرت فمرَّت بالمجلس فهي كذا وكذا))؛ يعني زانية، رواه الترمذي (2786)، وحسنه الألباني.

 

• عن الأغر المُزنِي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أيها الناس، توبوا إلى الله، فإني أتوبُ في اليوم إليه مائة مرة))؛ رواه مسلم (2702).

 

• عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمِعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((والله إني لأستغفرُ الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرةً))؛ رواه البخاري (6307).

 

آثار عن السلف في معنى الآية:

• عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: (الزينة زينتان: فالظاهرة منها الثياب، وما خفي: الخلخالان والقرطان والسواران)؛ رواه ابن جرير في تفسيره (17/ 256).

 

• عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: ﴿ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ﴾ [النور: 31]، قال: (الزينة الظاهرة: الوجه، وكحل العين، وخضاب الكف، والخاتم؛ فهذه تظهر في بيتها لمن دخل من الناس عليها)؛ رواه ابن جرير في تفسيره (17/ 259).

 

• عن عائشة رضي الله عنها قالت: (يرحَمُ الله نساء المهاجرات الأُوَل، لَمَّا أنزل الله: ﴿ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ﴾ [النور: 31]، شَقَقْنَ مُرُوطَهن فاختَمَرن بها)؛ رواه البخاري (4758).

 

• عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: ﴿ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ﴾ [النور: 31]، قال: (الزينة التي يُبْدِينها لهؤلاء: قرطاها وقلادتها وسوارها، فأما خلخالاها ومعضداها ونحرها وشعرها، فإنه لا تبديه إلا لزوجها)؛ رواه ابن جرير في تفسيره (17/ 264).

 

• عن مجاهد في قوله: ﴿ أَوْ نِسَائِهِنَّ ﴾ [النور: 31] قال: (نسائهن المسلمات، ليس المشركاتُ من نسائهن، وليس للمرأة المسلمةِ أن تكشف بين يدي المشركين)؛ رواه ابن أبي حاتم (14416).

 

• عن الحارث بن قيس قال: كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أبي عُبيدة رضي الله عنه: (أما بعد، فإنه بلغني أن نساءً من نساء المسلمين يدخلن الحمامات مع نساء أهل الشرك، فانْهَ مَن قِبلك عن ذلك؛ فإنه لا يحلُّ لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن ينظر إلى عورتِها إلا أهل ملَّتِها)؛ رواه البيهقي في السنن الكبرى (13543)، وقال الألباني في (جلباب المرأة المسلمة) (ص 116): رجاله ثقات؛ غير نُسَي، فإنه لم يوثِّقه غير ابن حبان.

 

• عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: ﴿ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ ﴾ [النور: 31] قال: (هذا الرجل يتبع القوم، وهو مغفل في عقله، لا يكترث للنساء ولا يشتهيهن)؛ رواه ابن جرير في تفسيره (17/ 266).

 

• عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: ﴿ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ ﴾ [النور: 31] قال: (هو أن تقرع الخلخال بالآخر عند الرِّجال، ويكون في رِجلَيْها خلاخل فتحركهن عند الرجال، فنهى الله سبحانه وتعالى عن ذلك؛ لأنه مِن عمل الشيطان)؛ رواه ابن جرير في تفسيره (17/ 273).

 

من أقوال العلماء في أحكام الآية وما يستنبط منها:

• قال ابن عطية: "المرأة مأمورةٌ بألا تُبْدِيَ، وأن تجتهد في الإخفاء لكل ما هو زينة، ووقع الاستثناء في كل ما غلبها، فظهر بحكم ضرورة حركة فيما لا بد منه، أو إصلاح شأن، ونحو ذلك، فما ظهر على هذا الوجه فهو المعفوُّ عنه"؛ (تفسير ابن عطية) (4/ 178).

 

• قال السمعاني: "ما كان من الزينة الظاهرة يجوز للأجنبي النظر إليه من غير شهوة، وما كان من الزينة الباطنة لا يجوز للأجنبي النظر إليها، وأما الزوج ينظر ويتلذذ، وأما المحارم ينظرون من غير تلذذ"؛ (تفسير السمعاني) (3/ 521).

 

• قال القرطبي: "الزينة على قسمين: خلقية ومكتسبة، فالخلقية وجهها، فإنه أصل الزينة وجمال الخلقة...، وأما الزينة المكتسبة، فهي ما تحاوله المرأة في تحسين خلقتها؛ كالثياب والحلي، والكحل والخضاب"؛ (تفسير القرطبي) (12/ 229).

 

• قال ابن تيمية: (السلف قد تنازعوا في الزينة الظاهرة على قولين: فقال ابن مسعود ومَن وافقه: هي الثياب، وقال ابن عباس ومَن وافقه: هي في الوجه واليدين؛ مثل الكحل والخاتم...، وحقيقة الأمر: أن الله جعل الزينة زينتين: زينة ظاهرة وزينة غير ظاهرة، وجوَّز لها إبداء زينتها الظاهرة لغير الزوج وذوي المحارم، وكانوا قبل أن تنزل آية الحجاب كان النساء يخرُجن بلا جلباب يرى الرجل وجهها ويدَيْها، وكان إذ ذاك يجوز لها أن تُظهر الوجه والكفين، وكان حينئذٍ يجوز النظر إليها؛ لأنه يجوز لها إظهاره، ثم لما أنزل الله عز وجل آية الحجاب بقوله: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ﴾ [الأحزاب: 59]، حُجِب النساء عن الرجال...، وفي الصحيح أن المُحرِمة لا تنتقب ولا تلبس القفَّازين، فإذا كن مأموراتٍ بالجلباب لئلا يُعرَفن، وهو ستر الوجه أو ستر الوجه بالنقاب؛ كان الوجه واليدان من الزينة التي أُمرِت ألا تظهرها للأجانب، فما بقي يحل للأجانب النظر إلا إلى الثياب الظاهرة، فابن مسعود ذكر آخر الأمرين، وابن عباس ذكر أول الأمرين)؛ (مجموع الفتاوى) (22/ 109 - 111)، وينظر: (فتح الباري) لابن رجب (2/ 346، 347)، (أضواء البيان) للشنقيطي (5/ 515 - 517).

 

• قال ابن القطان: "مَن أجازت الآية التبسط بحضرتهم والتكشف لهم - ليسوا سواءً؛ فإنا لا نشكُّ في أن ابن بَعْلها مِن غيرها ليس كابنِها، وأن أبا بعلها ليس كأبيها، وأن إخوتَها وبَنِيهم ليسوا كأبيها وابنها، ولا كابنِ بَعْلها وأبيه، هذا مما لا يختلف فيه كلُّ من رأيته عرَض للآية بتفسير أو أجال فيها نظرًا"؛ (إحكام النظر) (ص: 240).

 

• قال ابن القطان: "الإجماعُ منعقدٌ على أن ما تُبْديه للمذكورين أكثرُ مما تبديه للأجانب، وعلى أن المذكورين متفاوتون فيما تبديه لهم، فإذًا قد انقسَمَتِ الزينة إلى ظاهرة تُبدَى لكل أحد؛ أجنبي أو قريب أو صهر، وإلى باطنة، منها ما يُبدى لجميع المذكورين، ومنها ما يبدى لبعضهم"؛ (إحكام النظر في أحكام النظر) (ص: 171).

 

• قال ابن تيمية: "الراجحُ في مذهب الشافعي وأحمد أن النظر إلى وجه الأجنبية من غير حاجة لا يجوز، وإن كانت الشهوة منتفيةً، لكن لأنه يخاف ثورانها؛ ولهذا حرمت الخلوة بالأجنبية؛ لأنها مظنة الفتنة، والأصل أن كل ما كان سببًا للفتنة فإنه لا يجوز، فإن الذريعة إلى الفساد يجب سدُّها إذا لم يعارضها مصلحةٌ راجحة؛ ولهذا كان النظر الذي يفضي إلى الفتنة محرمًا، إلا إذا كان لمصلحة راجحة؛ مثل نظر الخاطب والطبيب وغيرهما، فإنه يباح النظر للحاجة، لكن مع عدم الشهوة، وأما النظر لغير حاجة إلى محل الفتنة، فلا يجوز، ومَن كرَّر النظر إلى الأمرد ونحوه أو أدامه، وقال: إني لا أنظر لشهوة، كذب في ذلك؛ فإنه إذا لم يكن معه داعٍ يحتاج معه إلى النظر، لم يكن النظر إلا لِمَا يحصل في القلب من اللذة بذلك"؛ (مجموع الفتاوى) (21/ 251).

 

• قال ابن عاشور: "التزيُّن يزيد المرأة حسنًا ويَلفِت إليها الأنظار...؛ فلذلك نُهِي النساء عن إظهار زينتهن إلا للرجال الذين ليس مِن شأنهم أن تتحرَّك منهم شهوة نحوها؛ لحرمة قرابة أو صهر"؛ (التحرير والتنوير) (18/ 206).

 

• قال ابن عاشور: "الظاهر أن سكوتَ الآيةِ عن العم والخال ليس لمخالفةِ حكمِهما حكمَ بقية المحارم، ولكنه اقتصارٌ على الذين تكثُرُ مزاولتهم بيت المرأة، فالتعداد جرى على الغالب"؛ (التحرير والتنوير) (18/ 213).

 

• قال ابن القطان: "تُبدِي المرأة للمرأة ما تبديه لذوي محارمها، وهي ممنوعةٌ مما زاد عليه"؛ (إحكام النظر) (ص: 284).

 

• قال ابن تيمية: "قوله: ﴿ أَوْ نِسَائِهِنَّ ﴾ [النور: 31] قال: احترازٌ عن النساء المشركات، فلا تكون المشركة قابلةً للمسلمة، ولا تدخل معهن الحمام، لكن قد كن النسوة اليهوديات يدخُلْن على عائشة وغيرها فيَرين وجهَها ويدَيْها، بخلاف الرجالِ، فيكون هذا في الزينة الظاهرة في حق النساء الذمِّيات، وليس للذمِّيات أن يطَّلعن على الزينة الباطنة"؛ (مجموع الفتاوى) (22/ 112).

 

• قال ابن كثير: "وكذلك إذا كان شيء من زينتها مستورًا فتحركت بحركة لتُظهر ما هو خفيٌّ، دخل في هذا النهي؛ لقوله تعالى: ﴿ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ ﴾ [النور: 31]، ومن ذلك أيضًا أنها تُنهَى عن التعطر والتطيب عند خروجها من بيتها ليشتم الرجال طِيبها"؛ (تفسير ابن كثير) (6/ 49).

 

• قال الزمخشري: "أوامر الله ونواهيه في كل باب لا يكاد العبد الضعيف يقدر على مراعاتها، وإن ضبط نفسَه واجتهد، ولا يخلو مِن تقصير يقع منه؛ فلذلك وصَّى المؤمنين جميعًا بالتوبة والاستغفار، وبتأميل الفلاح إذا تابوا واستغفروا"؛ (الكشاف) (3/ 233).

 

• قال ابن تيمية: "في قوله في آخر الآية: ﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [النور: 31]، فوائد جليلة: منها أن أمره لجميعِ المؤمنين بالتوبة في هذا السياق تنبيهٌ على أنه لا يخلو مؤمن من بعض هذه الذنوب، التي هي ترك غض البصر، وحفظ الفرج، وترك إبداء الزينة، وما يتبع ذلك، فمستقلٌّ ومستكثرٌ، كما في السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((كلُّ بني آدم خطَّاء، وخير الخطَّائين التوابون))، وفي الصحيح عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((يقول الله تعالى: يا عبادي، إنكم تُخطِئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعًا، ولا أبالي، فاستغفِروني أغفِرْ لكم))"؛ (مجموع الفتاوى) (15/ 403).

 

تنبيه: اعلَم أن الفقهاء القائلين بأن وجهَ المرأة ليس بعورةٍ، يعتبرونه زينةً ظاهرة، على المرأة أن تجتهد في إخفائه؛ كما قال الله: ﴿ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ﴾ [النور: 31]؛ أي: ظهر من غير قصد منها لإظهاره، وسترُ المرأة وجهَها عن الأجانب عبادةٌ تُؤجَر المرأة عليها، وعلى هذا كان العمل مستمرًّا منذ عصر نساء الصحابة رضي الله عنهن، فلم يكن مِن عادة نساء المسلمين الخروجُ سافراتِ الوجوه؛ ينظر: (تفسير ابن عطية) (4/ 178)، (حراسة الفضيلة) لبكر أبو زيد (ص: 30)، (عودة الحجاب) لمحمد إسماعيل المقدم (ص 451، 457 - 476).

 

اللهم اغفر لنا وتب علينا، وحبِّب إلينا الإيمان وزيِّنه في قلوبنا، وكرِّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تفسير آية أمر الرجال بغض البصر وفوائده

مختارات من الشبكة

  • خطبة: خطورة الخلوة بالنساء وحكمة الأمر بغض الأبصار(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سورة النساء تكريم للمرأة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • البناء التفسيري لآيات الأحكام في القرآن الكريم "سورة النساء أنموذجا"(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • تفسير آية: (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض ...)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير آية: (وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء ...)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير سورة " النساء " للناشئين ( الآيات 171 : 176 )(مقالة - موقع أ. د. عبدالحليم عويس)
  • تفسير سورة " النساء " للناشئين ( الآيات 148 : 170 )(مقالة - موقع أ. د. عبدالحليم عويس)
  • تفسير سورة " النساء " للناشئين ( الآيات 122 : 147 )(مقالة - موقع أ. د. عبدالحليم عويس)
  • تفسير سورة " النساء " للناشئين ( الآيات 102 : 121 )(مقالة - موقع أ. د. عبدالحليم عويس)
  • تفسير سورة " النساء " للناشئين ( الآيات 87 : 101 )(مقالة - موقع أ. د. عبدالحليم عويس)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب