• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    تخريج حديث: الاستطابة
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    ثمرات الإيمان بالقدر
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    العشر وصلت... مستعد للتغيير؟
    محمد أبو عطية
  •  
    قصة موسى وملك الموت (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الشاكر، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (12)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    تلك الوسائل!
    التجاني صلاح عبدالله المبارك
  •  
    حقوق المسنين (2)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تعوذوا بالله من أربع (خطبة)
    عبدالله بن عبده نعمان العواضي
  •  
    حكم المبيت بالمخيمات بعد طواف الوداع
    د. محمد بن علي اليحيى
  •  
    الخواطر والأفكار والخيالات وآثارها في القلب
    عبدالعزيز أبو يوسف
  •  
    طائر طار فحدثنا... بين فوضى التلقي وأصول طلب
    محفوظ أحمد السلهتي
  •  
    محبة القرآن من علامات الإيمان
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (10)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    نبذة عن روايات ورواة صحيح البخاري
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    المهاجرون والأنصار رضي الله عنهم والذين جاؤوا من ...
    أ. د. عبدالله بن ضيف الله الرحيلي
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

تفسير الربع الثاني من سورة النمل

تفسير الربع الثاني من سورة النمل
رامي حنفي محمود

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 19/7/2017 ميلادي - 24/10/1438 هجري

الزيارات: 10246

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سلسلة كيف نفهم القرآن؟ *

الربع الثاني من سورة النمل

 

• الآية 27 إلى الآية 31: ﴿ قَالَ ﴾ سليمان للهدهد: ﴿ سَنَنْظُرُ ﴾؛ أي: سنتأمل فيما جئتَنا به من الخبر عن أهل "سبأ": ﴿ أَصَدَقْتَ ﴾ في ذلك ﴿ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴾؟ ثم كَتَبَ سليمانُ خطاباً لملكة سبأ، وقال للهدهد: ﴿ اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ﴾؛ يعني: ألقِهِ إلى المَلكة ومَن معها، ﴿ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ ﴾؛ أي: تَنَحَّ عنهم قريبًا منهم (بحيث تَسمع كلامهم)، ﴿ فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ ﴾؛ أي: فتأمَّل ما يَتردد بينهم من الكلام بشأن هذا الكتاب.

♦ فذهب الهدهد، وألقى الكتاب إلى الملكة، فقرأته، وجمعتْ أشراف قومها، و﴿ قَالَتْ ﴾ لهم: ﴿ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ ﴾؛ يعني: إني وصل إليَّ كتابٌ عظيم القدر مِن شخصٍ عظيم الشأن، ﴿ إِنَّهُ مِنْ ﴾ المَلِك ﴿ سُلَيْمَانَ ﴾، ﴿ وَإِنَّهُ ﴾ مُفتتَح بـ ﴿ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾، ومَضمونُ كتابه: ﴿ أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ ﴾؛ أي: لا تتكبروا عَمّا دَعَوتكم إليه، ﴿ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ﴾؛ أي: مُنقادينَ لله بالوحدانية والطاعة.

• الآية 32: ﴿ قَالَتْ ﴾ الملكة: ﴿ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي ﴾؛ يعني: أشيروا عليَّ في هذا الأمر، فـ﴿ مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ ﴾؛ يعني: ما كنتُ لأفصِل في أمْرٍ إلا بحضوركم ومشورتكم.

• الآية 33: ﴿ قَالُوا ﴾ لها: ﴿ نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ ﴾: يعني: نحن أصحاب قوة في العدد والسلاح، وأصحابُ شجاعة وشدة في الحرب، (وهذا تصريح منهم بأنهم مستعدُّون للدفاع عن مَملكتهم)، وقالوا لها: ﴿ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ ﴾؛ فأنتِ صاحبة القرار، ﴿ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ ﴾؛ أي: ماذا تأمريننا به؟ فنحن سامعونَ لكِ، مُطيعونَ لأمرك.

• الآية 34، والآية 35: ﴿ قَالَتْ ﴾ - مُحَذِّرةً لهم مِن مواجهة سليمان بالعداوة، ومُبيِّنة لهم سوء عاقبة القتال -: ﴿ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً ﴾ بجيوشهم ﴿ أَفْسَدُوهَا ﴾؛ أي: خَرَّبوها، ﴿ وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً ﴾؛ (فيَقتلونهم ويأسرونهم، ويُهِينونهم)، ﴿ وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ ﴾؛ يعني: وهذه هي عادتهم حتى يَخافهم الناس، ﴿ وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ ﴾؛ يعني: إلى سليمان وقومه ﴿ بِهَدِيَّةٍ ﴾ مشتملة على نفائس الأموال، ﴿ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ ﴾؛ أي: فمنتظرةٌ ما يَرجع به الرُسُل الذين أرسلتهم إليه، وعلى ضوء ذلك نتصرف، فإنْ أخَذَ سليمان الهدية فهو صاحب دنيا، وإنْ رَفَضَها فهو صاحب دِين، وعندئذٍ نُقَرِّر ما نفعله معه.

• الآية 36، والآية 37، والآية 38: ﴿ فَلَمَّا جَاءَ ﴾ رسولُ الملكة إلى ﴿ سُلَيْمَانَ ﴾ بالهديَّة ﴿ قَالَ ﴾ له - مستنكرًا عليه الهدية، ومتحدثًا بنعم الله عليه -: ﴿ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ ﴾ تُرضونني به؟! ﴿ فَمَا آَتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آَتَاكُمْ ﴾؛ أي: فما أعطاني الله مِن النُبُوّة والمُلك خيرٌ مما أعطاكم، ﴿ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ ﴾؛ يعني: بل أنتم الذين تفرحون بالهدية التي تُهدى إليكم؛ لأنكم أهل مُفاخَرة بالدنيا، وقال له سليمان: ﴿ ارْجِعْ إِلَيْهِمْ ﴾؛ أي: ارجع إلى قومك ﴿ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا ﴾؛ أي: لا طاقة لهم بمقاومتها، ﴿ وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا ﴾؛ أي: مِن أرضهم ﴿ أَذِلَّةً ﴾؛ أي: خاضعين، ﴿ وَهُمْ صَاغِرُونَ ﴾؛ أي: مُهانون (إن لم ينقادوا لدين الله وحده، ويتركوا عبادة مَن سواه).

♦ فلمّا ذهب رسول الملكة ﴿ قَالَ ﴾ سليمانُ مخاطبًا أشراف دولته، ومَن سَخَّرهم الله له من الجن والإنس: ﴿ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا ﴾؛ أي: بعرش الملكة ﴿ قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ﴾؟

• الآية 39: ﴿ قَالَ عِفْريتٌ ﴾؛ أي: مارد قويٌّ ﴿ مِنَ الْجِنِّ ﴾: ﴿ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ ﴾؛ أي: قبل أن تقوم من مجلسك هذا، ﴿ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ ﴾؛ أي: قويٌّ على حَمْله، ﴿ أَمِينٌ ﴾ على ما فيه من الجواهر وغيرها، (فسبحان الله العظيم، إذا كانت هذه هي قدرة مخلوق، فكيف بقدرة خالقه سبحانه وتعالى؟!).

• الآية 40: ﴿ قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ ﴾، (وقد قيل: إنّ هذا الرجل كان يَعلم اسم الله الأعظم الذي إذا دُعِيَ به أجاب)، فقال لسليمان عليه السلام: ﴿ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ﴾؛ أي: قبل ارتداد أجفانك إذا تحرَّكَتْ للنظر في شيء، فأذِنَ له سليمان، فدعا اللهَ تعالى فأتى بالعرش، ﴿ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ ﴾ سليمانُ لمن حوله: ﴿ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي ﴾؛ أي: ليختبرني: ﴿ أَأَشْكُرُ ﴾ - اعترافًا بنعمته عليَّ - ﴿ أَمْ أَكْفُرُ ﴾ بترك الشكر؟ ﴿ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ﴾؛ يعني: فإنَّ ثواب ذلك الشكر يَرجع إليه في الآخرة، ﴿ وَمَنْ كَفَرَ ﴾؛ أي: جَحَدَ النعمة، وتَرَكَ الشكر: ﴿ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ ﴾ عن شُكره، ﴿ كَرِيمٌ ﴾؛ إذ يَعُمّ بخيره الشاكر والكافر في الدنيا، ثم يحاسبهم ويجازيهم في الآخرة.

• الآية 41: ﴿ قَالَ ﴾ سليمان لمن عنده: ﴿ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا ﴾؛ أي: غيِّروه إلى حالٍ تُنكِره إذا رأته، ﴿ نَنْظُرْ ﴾؛ أي: حتى نرى: ﴿ أَتَهْتَدِي ﴾ إلى معرفة عرشها، ﴿ أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ ﴾؟

• الآية 42، والآية 43: ﴿ فَلَمَّا جَاءَتْ ﴾ الملكة إلى سليمان ﴿ قِيلَ ﴾ لها: ﴿ أَهَكَذَا عَرْشُكِ ﴾؟ ﴿ قَالَتْ ﴾: ﴿ كَأَنَّهُ هُوَ ﴾؛ يعني: إنه يُشبهه، (فظهر لسليمان أنها أصابت في جوابها بعد أن علمتْ قدرة الله تعالى، وصِدق نُبُوّة سليمان)، فقال سليمان في نفسه: ﴿ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ ﴾؛ أي: باللهِ تعالى وقدرته ﴿ مِنْ قَبْلِهَا ﴾، ﴿ وَكُنَّا مُسْلِمِينَ ﴾؛ أي: كنا مُنقادينَ لأمر الله، مُتَّبعينَ لدين الاسلام، ﴿ وَصَدَّهَا ﴾؛ أي: مَنَعَها عن عبادة الله وحده ﴿ مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ ﴾؛ ﴿ إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ ﴾؛ يعني: إنها كانت كافرة، ونشأتْ بين قوم كافرينَ، واستمرتْ على دينهم، وإلا فإنّ لها من الذكاء ما تعرف به الحق من الباطل، ولكنّ العقائد الباطلة تُذهب بصيرة القلب.

• الآية 44: ﴿ قِيلَ لَهَا ﴾: ﴿ ادْخُلِي الصَّرْحَ ﴾؛ أي: ادخلي القصر، (وكانت ساحته مِن زجاجٍ تحته ماء)، ﴿ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً ﴾؛ أي: ظنَّتْ أنه ماء ذات أمواج، ﴿ وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا ﴾ لتخوض الماء، فـ﴿ قَالَ ﴾ لها سليمان: ﴿ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ ﴾؛ يعني: إنه قصرٌ أملس من زجاجٍ صافٍ والماء تحته، فأدركتْ عظمة مُلك سليمان، و﴿ قَالَتْ ﴾: ﴿ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ﴾ بما كنتُ عليه من الشرك، ﴿ وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾؛ أي: دخلتُ منقادة - تابعة لسليمان - في دين رب العالمين.

• الآية 45، والآية 46: ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ ﴾ وحده، فلا يوجد مَن يستحق العبادة غيره، فلمّا جاءهم صالحٌ بدعوة التوحيد: ﴿ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ ﴾؛ أي: صار قومه فريقين: أحدهما مؤمن بدَعْوته، والآخر كافر بها، وكُلٌّ من الفريقين يَزعم أنه على الحق، فـ﴿ قَالَ ﴾ صالح عليه السلام للفريق الكافر: ﴿ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ ﴾؛ يعني: لماذا تُسارعون بالكفر والأعمال السيئة التي تجلب لكم العذاب، وتؤخرون الإيمان والأعمال الحسنة التي تجلب لكم الرحمة؟، (ويُحتمَل أن يكون المعنى: لماذا تطالبونني بإنزال العذاب - الذي أنذرتُكم به - ليكون دليلًا لكم على نُبُوَّتي، بدلًا مِن أن تَطلبوا إنزال الرحمات والبركات وسعة الرزق، مع إنَّ ذلك سيكونُ دليلًا أيضًا على نُبُوَّتي - بعد أن أطلبها لكم مِن اللهِ تعالى - وأفضل لكم مِن طلب العذاب والهلاك؟!) ﴿ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾؛ يعني: هَلَّا تَطلبون مغفرة الله تعالى وتتوبون إليه حتى يرحمكم، (وفي هذا دليل على أن الاستغفار سبب من أسباب الرحمة).

• الآية 47: ﴿ قَالُوا ﴾؛ أي: قال له الفريق الكافر: ﴿ اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ ﴾؛ أي: تَشاءَمْنا بك وبمن دخل في دينك، فـ﴿ قَالَ ﴾ لهم صالح: ﴿ طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ ﴾؛ يعني: إنَّ ما أصابكم مِن خيرٍ أو شر، هو مُقدَّر عليكم من الله تعالى، وليست القضية قضية تشاؤم، ﴿ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ ﴾؛ أي: تُخْتَبرون بالسَرّاء والضَرّاء والخير والشر.

• الآية 48، والآية 49: ﴿ وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ ﴾؛ (أي: في مدينة صالح - وهي "الحِجْر" - الواقعة شمال غرب الجزيرة العربية)، فكانَ فيها ﴿ تِسْعَةُ رَهْطٍ ﴾؛ أي: تسعة رجال ﴿ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ ﴾؛ أي: جمعوا بين الفساد وترْك الإصلاح، وهم الذين اشتركوا في ذبْح الناقة، فـ﴿ قَالُوا ﴾؛ أي: قال هؤلاء التسعة بعضهم لبعض - في اجتماعٍ خاص -: ﴿ تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ ﴾؛ أي: ليَحلف كل واحد منكم بالله: ﴿ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ﴾؛ أي: لنَأتينَّ صالحًا فجأةً في الليل، فنقتله ونقتل أتْباعه، ﴿ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ ﴾؛ أي: لوليِّ الدم مِن أقرباء صالح - وهو الذي يطالب بالثأر له -: ﴿ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ ﴾؛ أي: ما حَضَرنا قتْلهم، ﴿ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ ﴾، (وقد أرادوا قَتْل صالح وأتْباعه، مُعتقدينَ أنهم بذلك سوف يَمنعون وقوع العذاب الذي وَعَدَهم به بعد ثلاثة أيام مِن ذبْح الناقة).

• الآية 50، والآية 51: ﴿ وَمَكَرُوا مَكْرًا ﴾؛ أي: دبَّروا هذه الحيلة الدنيئة؛ (حيثُ جاءوا إلى صالح وهو يصلي ليلًا تحت الجبل ليقتلوه)، ﴿ وَمَكَرْنَا مَكْرًا ﴾؛ أي: دَبَّرنا طريقة لنجاته وإهلاك الظالمين؛ (حيث أسقط اللهُ عليهم صخرة من الجبل فأهلكتْ التسعة كلهم)، وهكذا مَكَرَ اللهُ بهم ﴿ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴾؛ أي: وهُم لا يتوقعون أنه يُدَبِّر لهم طريقًا لهلاكهم، جزاءً لهم على كَيدهم بنَبيِّهم.

♦ ثم أهلك اللهُ القوم كلهم بالصيحة - وذلك بعد مرور ثلاثة أيام مِن ذبْح الناقة - كما وَعَدهم صالح، فماتوا في ديارهم، ﴿ فَانْظُرْ ﴾ أيها الرسول ﴿ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ ﴾؛ يعني: كيف كان مصير غَدْر هؤلاء الرجال بنَبيِّهم صالح ﴿ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ ﴾.

• الآية 52، والآية 53: ﴿ فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً ﴾؛ أي: خالية ليس فيها أحد؛ إذ أهلكهم اللهُ ﴿ بِمَا ظَلَمُوا ﴾؛ أي: بسبب ظُلمهم لأنفسهم (بشِركهم وتكذيب نَبِيِّهم)، ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ ﴾؛ أي: في إهلاك الرجال التسعة، وتدمير أهل ثمود المشركين ﴿ لَآَيَةً ﴾؛ أي: عِبرة ﴿ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴾؛ أي: يَعلمون أنَّ هذه سُنَّتنا فيمَن يُكَذِّب رُسُلنا، فهؤلاء هم الذين يَعتبرون بآياتنا، ﴿ وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴾؛ أي: كانوا يتقون عذاب ربهم بالتوحيد والعمل الصالح.

♦ وفي هذه الآيات إثبات صفة المَكْر للهِ تعالى على النحو الذي يَليقُ بجلاله وكماله؛ لأنه مَكْرٌ بحق، وفي مقابلة مَكْر الماكرين، وقد كانَ النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه: ((وامكُر لي، ولا تمْكُر عَلَيّ))؛ (انظر صحيح الترمذي: 355)، ومِمَّا يَجب أن يُعلَم أنَّ أفعالَ اللهِ تعالى لا تُشبه أفعال العباد، لأنّ ذاتَهُ سبحانه لا تُشبه ذَواتِهم.

• الآية 54، والآية 55: ﴿ وَلُوطًا ﴾؛ أي: اذكر أيها الرسول خبر لوط عليه السلام ﴿ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ ﴾: ﴿ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ ﴾؛ يعني: أتفعلون هذه الفعلة المُنكَرة التي بَلغتْ نهاية القبح ﴿ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ ﴾؛ أي: تُبصرون قُبحها؟! (إذ كانوا يأتونها في أنْدِيَتهم علانيةً بلا سِترٍ أو حجاب)، ﴿ أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ ﴾؛ أي: تنكحون الرجال للشهوة عِوَضًا عن النساء؟! ﴿ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ﴾؛ أي: تجهلونَ حقَّ الله عليكم، فلذلك خالفتم أمْره بهذه الفعلة القبيحة التي لم يَسبقكم بها أحد من العالمين.

• الآية 56: ﴿ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ ﴾ - بعد أن أنكر عليهم فِعلهم - ﴿ إِلَّا أَنْ قَالُوا ﴾ لبعضهم - سُخريةً واستهزاءً -: ﴿ أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ ﴾؛ فـ﴿ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ ﴾؛ أي: يتنزهون عن فِعل الفواحش.

• الآية 57: ﴿ فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ ﴾ - المستجيبين لدعوته - من العذاب الذي سيَقع بقومه؛ ﴿ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ ﴾؛ أي: حَكَمنا عليها أن تكون من الباقين في العذاب؛ لأنها كانت عونًا لقومها على أفعالهم القبيحة.

• الآية 58: ﴿ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا ﴾؛ أي: حجارة صَلبة شديدة الحرارة، نزلتْ عليهم كالمطر من السماء، ﴿ فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ ﴾؛ أي: قَبُحَ مطر مَن أنذرهم رسولهم، وقامت عليهم الحُجّة، فلم يستجيبوا له.



* وهي سلسلة تفسير لآيات القرآن الكريم، وذلك بأسلوب بسيط جدًّا، وهي مُختصَرة من (كتاب: "التفسير المُيَسَّر" (بإشراف التركي)، وأيضًا من "تفسير السّعدي"، وكذلك من كتاب: " أيسر التفاسير" لأبي بكر الجزائري) (بتصرف)، عِلمًا بأنَّ ما تحته خط هو نص الآية الكريمة، وأما الكلام الذي ليس تحته خط فهو تفسير الآية الكريمة.

• واعلم أن القرآن قد نزلَ مُتحديًا لقومٍ يَعشقون الحَذفَ في كلامهم، ولا يُحبون كثرة الكلام، فجاءهم القرآن بهذا الأسلوب، فكانت الجُملة الواحدة في القرآن تتضمن أكثر مِن مَعنى: (مَعنى واضح، ومعنى يُفهَم من سِيَاق الآية)، وإننا أحيانًا نوضح بعض الكلمات التي لم يذكرها الله في كتابه (بَلاغةً)، حتى نفهم لغة القرآن.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تفسير الربع الأول من سورة النمل
  • تفسير الربع الثالث من سورة النمل
  • تفسير الربع الأخير من سورة النمل

مختارات من الشبكة

  • تفسير: (حتى إذا أتوا على واد النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم...)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من الكتب المؤلفة عن سورة النمل(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • {حتى إذا أتوا على وادي النمل} سياحة في مملكة النمل(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من أنواع النمل: النملة الطائرة والنمل الأبيض(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • طرائف النمل في الزراعة ومعلومات أخرى(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • التضحية بين أفراد النمل(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • تفسير ربع: يسألونك عن الخمر والميسر (الربع الرابع عشر من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: واذكروا الله في أيام معدودات (الربع الثالث عشر من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: يسألونك عن الأهلة (الربع الثاني عشر من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب (الربع الحادي عشر من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
4- الشكر لكل من كتب
رامي حنفي - مصر 24-07-2017 10:21 PM

جزاكم الله خيرا

3- عمل رائع
أبو إسراء - مصر 20-07-2017 01:47 PM

جزيتم خيراً

2- دعاء
هاني - الجيزة مصر 19-07-2017 05:29 PM

جزاكم الله خيراً والقائمين على الموقع

1- ما شاء الله اللهم بارِك
hend - egypt 19-07-2017 03:34 PM

جزاكم الله عنا خيرا

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 29/11/1446هـ - الساعة: 21:31
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب