• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    مجالس من أمالي الحافظ أبي بكر النجاد: أربعة مجالس ...
    عبدالله بن علي الفايز
  •  
    لماذا لا نتوب؟
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    وكن من الشاكرين (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    حكم صيام يوم السبت منفردا في صيام التطوع مثل صيام ...
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    وما الصقور؟
    السيد مراد سلامة
  •  
    آيات عن مكارم الأخلاق
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    عاشوراء بين نهاية الطغاة واستثمار الأوقات (خطبة)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    عاشوراء (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (القابض ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    أشواق وحنين إلى بيت الله الحرام (خطبة)
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    عاشوراء (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    تخريج حديث: إذا أتى أحدكم الغائط فلا يستقبل ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    اغتنام نعمة الوقت (خطبة)
    د. خالد بن حسن المالكي
  •  
    لا تكونوا عون الشيطان على أخيكم.. فوائد وتأملات - ...
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    وصايا إسلامية
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    {يوم التقى الجمعان}
    د. خالد النجار
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

الالتزام في النظم القرآني

الشيخ مسعد أحمد الشايب

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 9/7/2017 ميلادي - 15/10/1438 هجري

الزيارات: 14434

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الالتزام في النظم القرآني [1]


ويقصد بالالتزام في النظم القُرْآني أمران:

الأمر الأول:

التزام المادة الواحدة من الألفاظ صورةً مطردة في جميع القُرْآن الكريم؛ كالتزام الجمع مثلًا دون الإفراد أو التثنية، أو التزام الإفراد دون الجمع أو التثنية، أو التزامها النفي دون الإثبات، إلى غير ذلك من الاعتبارات التي لا تنحصر إلا باستقراء جميع ألفاظ القُرْآن.

 

نماذجه في القُرْآن الكريم:

أ‌- التزام الجمع دون الإفراد أو التثنية: فقد التزم القُرْآن جمع كلمتي (الأرجاء)، و(الألباب) ولم يأتِ منهما بمفرد ولا بمثنى، فجاءت كلمة الألباب في القُرْآن ست عشرة مرة، و(الأرجاء) مرة واحدة في سورة الحاقة آية (17)، والسر في جمع (الألباب) لخفته وثقل المفرد[2].


ب‌- التزام الإفراد دون التثنية أو الجمع، وذلك في كلمة (الأرض)، سواء ذكر معها كلمة (السماء) أو(السماوات) أو أفردت عنهما، وحين يريد القُرْآن صيغة الجمع من (الأرض) فإنه لا يخرج عن هذا الالتزام، فيأتي بالأرض مفردة ويدل على الجمع منها بالوصف؛ قال تعالى: ﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا ﴾ [الطلاق: 12]؛ أي: مثل السموات سبع أرَضين، وقد ذكرت كلمة (الأرض) مضافة وغير مضافة في القُرْآن الكريم إحدى وخمسين وخمسمائة مرة، وردت مفردة مضافة وغير مضافة[3].


والذي أرتضيه من الأقوال في سر إفراد (الأرض) وجمع (السماوات): ما قاله الآلوسي: (الإشارة إلى تفاوتهما في الشرف، فجمع الأشرف اعتناء بسائر أفراده، وأفرد غير الأشرف، وأشرفية السماء لأنها محل الملائكة المقدسين على تفاوت مراتبهم، وقِبلة الدعاء، ومعراج الأرواح الطاهرة، ولعظمها وإحاطتها بالأرض على القول بكريتها الذاهب إليه بعض منا، وعظم آيات الله فيها، ولأنها لم يعصَ الله تعالى فيها أصلًا، وفيها الجنة التي هي مقر الأحباب، ولغير ذلك، والأرض وإن كانت دار تكليف ومحل الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فليس ذلك إلا للتبليغ، وكسب ما يجعلهم متأهلين للإقامة في حضرة القدس؛ لأنها ليست بدار قرار)[4]؛ اهـ.

قلت: وأرى أن بعض ما ذكره الآلوسي فيه نظر؛ ففي السماء وقعت المعصية لله من إبليس بالامتناع عن السجود لآدم، إضافة إلى تكبره وحسده لآدم عليه السلام.

أيضًا من الآراء الوجيهة في سر جمع (السماوات) وإفراد (الأرض) أن العرب كانوا لا يعرفون إلا أرضًا واحدة حتى أثبت الشرع تعددها[5]، أو لأن السماء عوالم كثيرة، والأرض عالم واحد[6].


ت‌- كذلك عند الحديث عن الجنة ونعيمها نجد القُرْآن يلتزم الجمع لكلمتي (الأرائك) و(أكواب)، فقد ذكرت كلمة (الأرائك) خمس مرات[7]، وكلمة أكواب أربع مرات[8]، وكذلك كلمة (أباريق) فقد ذكرت مجموعة مرة واحدة[9].

قلت: ولعل هذا مناسبة لسعة نعيم الجنة، وإشارة إلى كثرته، في حين أن القُرْآن يلتزم الإفراد في كلمة (كأس)، فقد جاءت ست مرات، ثلاث مجرورة، وثلاث منصوبة[10]، والسر في جمع (الأكواب، والأباريق) وإفراد (الكأس) أن ذلك على عادة أهل الشرب أنهم يعدون الخمر في أوانٍ كثيرة، ويؤتى بها، ثم يشربون بكأس واحدة، أو أفردت (الكأس)؛ لأنها لا تسمى كأسًا إلا إذا كانت مملوءة[11].


ث‌- وفي مظاهر الكون التزم القُرْآن الإفراد في (الشمس، والقمر، والضحى، والنهار)، ووجه إفراد (الشمس، والقمر) ظاهر؛ إذ لا ثاني لهما في الوجود، والتأمل إنما في (الضحى، والنهار)، فإذا أريد بالنهار الجمع عدل عن لفظه إلى لفظ (الأيام)؛ قال تعالى: ﴿ سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ ﴾ [الحاقة: 7][12].


ج‌- والتزم القُرْآن التعريف في كلمتي (الناس، والصدور)، سواء جاءتا جمعًا أم مفردة.

قلت: لعل السر في ذلك أنه لا يوجد أناس إلا على هذه الأرض فقط، وتكون (أل) فيهما للعهد، والله أعلم.


ح‌- التزم التنكير في كلمة (شيء) التي وردت في القُرْآن تسعًا وسبعين ومائتي مرة[13].


خ‌- كذلك التزم القُرْآن النفي في كلمة (يشعرون) التي وردت في القُرْآن إحدى وعشرين مرة[14]، وهذا النفي كثيرًا ما يأتي في موضع الذم؛ كقوله تعالى: ﴿ أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ﴾ [النحل: 21]، وقليلًا ما يأتي في غيره؛ كقوله تعالى: ﴿ ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوْا وَقَالُوا قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ فَأَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُون ﴾ [الأعراف: 95].


د‌- والتزم القُرْآن الإثبات في كلمة (طبع) مستخدمًا لها في موضع الذم، وقد وردت في القُرْآن أربع مرات بصيغة (طبع)، ومرتين بصيغة (نطبع)، وثلاث مرات بصيغة (يطبع)، ومرتين بصيغة (طبع)[15].


ذ‌- وورَد فعل الذوق وما تصرف منه في القُرْآن ثلاثًا وستين مرة[16]، معظمها في مجال الوعيد، ولم يذكر إلا في نطاق الاستعارة؛ أي: لم يستخدم على وجه الحقيقة إلا في قوله تعالى: ﴿ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ ﴾ [الأعراف: 22] في الحديث عن آدم عليه السلام وزوجه، ولم يذكر الذوق في بسط جمال الجنة، والتلذذ بمباهجها وشرابها وطعامها، مما يدل على أنه خصص للكافرين والعاصين والجبابرة، وهو يدل على مرتبة بهيمية، هي شأن أهل النار الذين يطعمون من العذاب لتملأ البطون... وحسية التذوق تبعث على التهويل، فكان حقيقًا بأن تقرن بعذاب الآخرة، وفيها أقصى المباشرة في التلقي، وقد وردت أيضًا في تذوق الرحمة، كما وردت في تذوق الوبال والبأس والعذاب؛ إذ تبعث في الذهن صورة النار تأكل الأحشاء بعد أن تصل إلى اللسان؛[17] اهـ.

قلت: والسر في التعبير بالذوق أيضًا هو أن حس الذائق أقوى لإدراك ما يذوقه.

فهذه بعض النماذج المختلفة في القُرْآن للأمر الأول من خاصية الالتزام في النظم القُرْآني.

الأمر الثاني من مقصود كلمة (التزام) في النظم القُرْآني: التفريق في الاستعمال بين الكلمتين المتفقتين في المعنى، فيستعمل الأولى في موضع لا يتعداه، ويستعمل الثانية في موضع آخر لا يتعداه إلى موضع الأولى، والكلمتان عند الناس خاصتهم وعامتهم مستويتان في الدلالة لا فرق بينهما[18].


ومن نماذجه في القُرْآن ما يلي:

أ‌- الأب ليس والدًا: فالكلمتان مترادفتان في الدلالة عند الناس؛ فكلتاهما يصح إطلاقه على المولود له الذكر، فهو أب وهو والد، أما في القُرْآن فالاستعمال مخالف لما ألفه الناس؛ وذلك أن القُرْآن لم يطلق كلمة (الوالد) على الأب الذكر إذا ذكره منفردًا أو مجموعًا جمعًا مقصودًا به الذكور دون الإناث، بل يطلق عليه أو عليهم كلمتي (الأب) و(الآباء)، ومن ذلك قوله تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [الأنعام: 74]، وقوله تعالى: ﴿ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ ﴾ [يس: 6]، والأمثلة في ذلك كثيرة.

إذًا فكلمة (الأب) هي اللفظ المختار في أسلوب القُرْآن للدلالة على المولود له الذكر، فردًا كان أو جمعًا.

أما كلمة (الوالد) فلم تطلق على الذكر المولود له إلا مندرجًا مع الأم (الوالدة)، ودائمًا يسلك القُرْآن هذا المسلك في مقام الإحسان للوالدين، فقال تعالى: ﴿ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾ [البقرة: 83، النساء: 36، والأنعام: 151، والإسراء: 23]؛ فالأب هنا والد على سبيل التغليب؛ لأن الوالد الحقيقي هي الأم، وسر هذا التغليب مراعاة ضعف الأم، وأنها بالإحسان أولى.


وحفاظًا على تلك الدقة في اللفظ القُرْآني، نرى القُرْآن عندما استدعى المقام معنى (الولادة) في جانب الأب لكونه سببًا في حكم شرعي، نراه قد عدل عن اسم الفاعل (والد) إلى اسم المفعول (مولود له) في جانب الأب، فقال تعالى: ﴿ وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلَادَكُمْ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُمْ مَا آتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [البقرة: 233]، وفي الآية ملحوظتانِ:

الأولى: أن القُرْآن أتى بلفظ (مولود له) مكنيًّا به عن (الأب) على وجه الحقيقة في موضعين من الآية؛ لأن الأب مولود له حقيقة، وليس بوالد.


الثانية: أنه أتى باسم الفاعل في الدلالة على الأم على وجه الحقيقة؛ لأنها والدة فعلًا، وذلك في موضعين (والوالدات)، (لا تضار والدة)[19]؛ فالأب في جميع الأحوال ليس والدًا.


ب‌- النعمة ليست نعيمًا: فكلمة (النعمة) في القُرْآن خاصة بما أنعم الله به على عباده في الدنيا، سواء أكانت مادية أم معنوية، فقد ذكرت تلك الكلمة في القُرْآن مضافة إلى الله سبحانه وتعالى، أو إلى ضميره، أو مقطوعة عن تلك الإضافة، لكنها منسوبة إلى الله بطريق آخر من طرق التعبير - اثنتين وخمسين مرة، سواء أكانت مفتوحة النون أم مكسورتها، وسواء أكانت مجموعة أم مفردة، وجاءت كلمة (نعماء) مرة واحدة في قوله تعالى: ﴿ وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ ﴾ [هود: 10][20]، أما كلمة: (النعيم) فقد ذكرت في القُرْآن سبع عشرة مرة[21]، ولا خلاف بين المفسرين أنها فيما أنعم الله به على عباده المؤمنين في الآخرة، إلا في آية واحدة، هي قوله تعالى: ﴿ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ﴾ [التكاثر: 8]، فقد اختلف المفسرون في النعيم المذكور في الآية هل المقصود به نعيم الدنيا أم الآخرة؟ وهل هو سؤال عام أم خاص بالكفار؟ والذين قالوا: إنه نعيم الدنيا، اختلفوا فيه على عشرة أقوال، أعجبها أنه إرسال المصطفى صلى الله عليه وسلم للخلق رسولًا، ومنهم مَن عمم هذا النعيم[22].

والراجح من وجهة نظري: أن السؤال عام لجميع الخَلق، وأن المراد بالنعيم في الآية هو النعيم عمومًا، نعيم الدنيا والآخرة، إعمالًا لما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم تفسيرًا لذلك[23]، وجريًا مع العرف القُرْآني في استعمال كلمة النعيم.


وهنا يثار سؤال مهم: إذا كان المراد بالنعيم النعيمَ عمومًا، فما معنى هذا السؤال؟

قلت: هو للمؤمن سؤال عن شكر تلك النعم، أما للكافر فهو سؤال توبيخ وتحسير، وليس بغريب عن منهج القُرْآن في التقريع والتوبيخ للكفار؛ حيث بدأت السورة بالنعي على هؤلاء الكفرة حظهم من الحياة الفانية؛ حيث شغَلهم وألهاهم عن الحياة الباقية، حتى أنزلهم الموت القبور؛ قال تعالى: ﴿ أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ ﴾ [التكاثر: 1، 2]، وحين يرَوْن ما أعده الله للمؤمنين من جناتٍ وأنهارٍ وحورٍ عين... إلخ يسألهم المولى تبارك وتعالى عن النعيم الحق، ما هو؟ أهو ما أعده الله للمؤمنين أم هو ما كانوا يحظون به في الدنيا وضيَّع عليهم نعيم الآخرة؟! وهذا السؤال يحقق أمرين:

الأول: بيان خطأ مسعاهم، وضلال ما كانوا يتمسكون به.

الثاني: إدخال الحسرة عليهم حين يرون هذا النعيم الخالد الذي غفلوا عنه[24]؛ فالنعمة ليست نعيمًا، والأمثلة على هذا الأمر في القُرْآن كثيرة، وما ذكر فيه التوضيح والإبانة[25].



[1] استفدت هذا العنصر من "خصائص التعبير القرآني وسماته البلاغية"، ومن "من بلاغة النظم القرآني" للدكتور. بسيوني فيود، بالإضافة إلى مراجع أخرى، فقمت بفهم كلامهم وتلخيصه بأسلوبي، وأضفت إليه بعض الجديد من مطالعاتي.

[2] انظر: "روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني" للآلوسي ت (1270هـ)، تحقيق: علي عبدالباري عطية، نشر: دار الكتب العلمية بيروت، الطبعة: الأولى (1415هـ)، (1/ 429) وعزاه لأبي حيان.

[3] انظر: "المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم" لمحمد فؤاد عبدالباقي ت (1388هـ)، نشر: مطابع الشعب القاهرة، الطبعة: الأولى (1378هـ)، (ص26 - 33).

[4] "روح المعاني" (4/ 77).

[5] "السراج المنير في الإعانة على معرفة بعض معاني كلام ربنا الحكيم" للخطيب الشربيني شمس الدين محمد بن أحمد ت (977هـ)، نشر: مطبعة بولاق الأميرية القاهرة (1285هـ)، (3/ 297).

[6] انظر: "التحرير والتنوير = تحرير المعنى السديد وتنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد" لمحمد الطاهر بن عاشور التونسي ت (1393هـ)، نشر: الدار التونسية للنشر تونس (1984م)، (7/ 126).

[7] "المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم" (ص: 33).

[8] السابق (ص: 622).

[9] السابق (ص: 118).

[10] السابق (ص588).

[11] انظر: "اللباب في علوم الكتاب" لابن عادل الحنبلي، تحقيق: عادل أحمد عبدالموجود، وعلي محمد معوض، نشر: دار الكتب العلمية بيروت، الطبعة: الأولى (1419هـ = 1998م)، (18/ 387)، "السراج المنير" (4/ 183).

[12] انظر: "خصائص التعبير القرآني" (1/ 280).

[13] "المعجم المفهرس" (ص: 394 - 398).

[14] المصدر السابق (ص: 383 - 384).

[15] المصدرالسابق (ص: 425).

[16] المصدر السابق (ص: 280، 279).

[17] انظر: "جماليات المفردة القرآنية" لأحمد ياسوف، نشر: دار المكتبي دمشق، الطبعة: الثانية، (1419هـ = 1999م)، (ص: 104، 105).

[18] انظر: خصائص التعبير القرآني (1/ 282، 283).

[19] انظر: "خصائص التعبير القرآني" (1/ 283 - 286).

[20] انظر: "المعجم المفهرس" (ص: 707، 708).

[21] المصدر السابق (ص: 708).

[22] انظر: "زاد المسير" (4/ 486).

[23] انظر: "تفسير ابن كثير" (8/ 474 وما بعدها)، فالأحاديث والآثار التي تفسر ذلك بنعيم الدنيا كثيرةٌ.

[24] انظر: "خصائص التعبير القرآني " (1/ 287 - 292).

[25] انظر: أمثلة أخرى في "الإعجاز البياني للقرآن ومسائل ابن الأزرق" د/ عائشة عبدالرحمن ت (1998م) نشر: دار المعارف القاهرة، الطبعة: الثالثة، (ص: 198 - 220)، "إعجاز القرآن والبلاغة النبوية"، (ص: 241، 242)، "خصائص التعبير القرآني"، (1/ 203، 202).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • خصائص النظم القرآني بين سورة الرعد وغيرها (1)
  • خصائص النظم القرآني بين سورة الرعد وغيرها (2)
  • النظم القرآني عند المفسرين
  • فوائد رعاية النظم القرآني والعلم به
  • خصائص النظم القرآني
  • التكرار في القرآن الكريم
  • الحروف المقطعة في القرآن الكريم
  • ثراء معاني النظم القرآني
  • القصد في اللفظ مع الوفاء بحق المعنى
  • إقناع العقل وإمتاع العاطفة
  • خصائص متعلقة بالنظم القرآني
  • أدلة وجود النظم في القرآن
  • ألفاظ القرآن الكريم
  • ترتيب الآيات في القرآن الكريم
  • عندليب القرآن الكريم الشيخ الدكتور إبراهيم الدوسري وكتابه إبراز المعاني بالأداء القرآني
  • أنواع بناء السورة من حيث الأشكال
  • أسباب الاستمرار في الالتزام وعدم الانتكاسة

مختارات من الشبكة

  • التربية على الالتزام بالأنظمة(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • معنى النظم في اللغة(مقالة - حضارة الكلمة)
  • بذل العناية وتحقيق النتيجة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • نظم الجواهر (وهو نظم في علوم القرآن) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • المختصر المفيد لنظم مقدمة التجويد: (مختصر من نظم "المقدمة" للإمام الجزري) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منهج اللوائح التنفيذية في النظم وتطبيقه في لوائح نظام المرافعات الشرعي السعودي (PDF)(كتاب - موقع الشيخ عبدالله بن محمد بن سعد آل خنين)
  • نظم، بعنوان: (إيناس الغربة بنظم النخبة)(مقالة - موقع الشيخ أحمد بن حسن المعلِّم)
  • منهج تفسير القرآن الكريم بين الالتزام بالمأثور عن السلف والاجتهاد المشروع للخلف (PDF)(كتاب - موقع الشيخ الدكتور عبدالله بن ضيف الله الرحيلي)
  • وجوب الالتزام بالتعليمات المنظمة للحج وأولها التصريح (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فوات قطار الزواج نتيجة الالتزام(استشارة - الاستشارات)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • أزناكايفو تستضيف المسابقة السنوية لحفظ وتلاوة القرآن الكريم في تتارستان
  • بمشاركة مئات الأسر... فعالية خيرية لدعم تجديد وتوسعة مسجد في بلاكبيرن
  • الزيادة المستمرة لأعداد المصلين تعجل تأسيس مسجد جديد في سانتا كروز دي تنريفه
  • ختام الدورة التاسعة لمسابقة "جيل القرآن" وتكريم 50 فائزا في سلوفينيا
  • ندوة في سارنيتسا تبحث تطوير تدريس الدين الإسلامي وحفظ التراث الثقافي
  • مشروع للطاقة الشمسية وتكييف الهواء يحولان مسجد في تيراسا إلى نموذج حديث
  • أكثر من 5000 متطوع مسلم يحيون مشروع "النظافة من الإيمان" في زينيتسا
  • في حفل مميز.. تكريم المتفوقين من طلاب المسلمين بمقاطعة جيرونا الإسبانية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/1/1447هـ - الساعة: 15:10
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب