• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطر الظلمات الثلاث
    السيد مراد سلامة
  •  
    تذكير الأنام بفرضية الحج في الإسلام (خطبة)
    جمال علي يوسف فياض
  •  
    حجوا قبل ألا تحجوا (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    تعظيم المشاعر (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرفيق، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (10)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    القلق والأمراض النفسية: أرقام مخيفة (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    آفة الغيبة.. بلاء ومصيبة (خطبة)
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    تخريج حديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    الإسلام هو السبيل الوحيد لِإنقاذ وخلاص البشرية
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    خطبة: فاعبد الله مخلصا له الدين (باللغة
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    المحافظة على صحة السمع في السنة النبوية (PDF)
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    اختيارات ابن أبي العز الحنفي وترجيحاته الفقهية في ...
    عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد التويجري
  •  
    القيم الأخلاقية في الإسلام: أسس بناء مجتمعات ...
    محمد أبو عطية
  •  
    فوائد من حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث ...
    محفوظ أحمد السلهتي
  •  
    لم تعد البلاغة زينة لفظية "التلبية وبلاغة التواصل ...
    د. أيمن أبو مصطفى
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

تفسير الربع الثالث من سورة الشعراء

رامي حنفي محمود

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 7/6/2017 ميلادي - 12/9/1438 هجري

الزيارات: 9380

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سلسلة كيف نفهم القرآن؟ [*]

تفسير الربع الثالث من سورة الشعراء


• من الآية 105 إلى الآية 111: ﴿ كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ ﴾ يعني إنهم كَذَّبوا نوحاً عليه السلام، فكانوا بذلك مُكَذّبين لجميع الرُسُل؛ لأنّ دعوتهم واحدة وهي التوحيد، ﴿ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ ﴾: ﴿ أَلَا تَتَّقُونَ ﴾ يعني ألاَ تخافون عقاب الله تعالى إن عبدتم معه غيره وعصيتموه؟، ﴿ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ﴾ فيما أُبَلِّغكم به عن الله، ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ ﴾ أي اجعلوا توحيدكم وقايةً لكم من عذاب ربكم ﴿ وَأَطِيعُونِ ﴾ فيما أدعوكم إليه، ﴿ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ﴾ يعني: إنني لا أطلب منكم أجرًا على تبليغ رسالة ربي (حتى لا يكون ذلك مانعاً لكم عن اتِّباعي) ﴿ إِنْ أَجْرِيَ ﴾ يعني: ما أجري على دَعْوتي لكم ﴿ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾، ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ﴾ أي احذروا عقاب الله تعالى واقبلوا نصيحتي، فـ﴿ قَالُوا ﴾ له: ﴿ أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ ﴾ يعني: كيف نُصَدِّقك وقد اتَّبعك أسافل الناس؟ (وقد قالوا ذلك عندما رأوا أنّ أتْباعه من الفقراء وأصحاب المِهَن الحِرَفيّة البسيطة).

 

• من الآية 112 إلى الآية 116: ﴿ قَالَ ﴾ لهم نوح: ﴿ وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾: يعني إنني لستُ مُكلَّفًا بمعرفة أعمالهم، إنما كُلِّفتُ أن أدعوهم إلى الإيمان ﴿ والعبرة عند الله تعالى بالإيمان، وليست بالنَسَب والجاه والحِرَف والصنائع ﴾، ﴿ إِنْ حِسَابُهُمْ ﴾ أي: ما حسابهم - وجزاؤهم على أعمالهم - ﴿ إِلَّا عَلَى رَبِّي ﴾ المُطَّلِع على النيات والسرائر ﴿ لَوْ تَشْعُرُونَ ﴾ يعني: لو كنتم تشعرون بذلك ما قلتم هذا الكلام، ﴿ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾: يعني: وليس لي أن أطرد المؤمنين مِن حَولي - كما اقترحتم عليّ - بحُجَّة أنهم فقراء ضعفاء، حتى أُرضِيكم فتَقبلوا الاستماعَ مِنِّي، ﴿ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ ﴾ يعني: ما أنا إلا نذيرٌ لكممِن عذاب اللهِ تعالى، ﴿ مُبِينٌ ﴾ أي أُوَضِّح لكم ما أُرْسِلتُ به إليكم، فـ ﴿ قَالُوا ﴾ له - مائلينَ عن الحوار إلى التهديد -: ﴿ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا نُوحُ ﴾ عن دَعْوتك لنا ﴿ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ ﴾ أي المقتولين رَميًا بالحجارة.

 

• الآية 117، والآية 118، والآية 119، والآية 120: ﴿ قَالَ ﴾ نوحٌ داعياً ربه - بعد أن سَمِعَ تهديدهم -: ﴿ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ ﴾ أي أصَرّوا على تكذيبي ﴿ فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا ﴾: أي احكم بيني وبينهم حُكمًا تُهلِك به مَن جَحَدَ توحيدك وكذَّب رسولك ﴿ وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ مِمّا تُعَذّب به الكافرين، ﴿ فَأَنْجَيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ﴾ أي في السفينة المملوءة بأنواع المخلوقات التي حَمَلها، ﴿ ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ ﴾ - أي بعد إنجاء نوح ومَن معه - أغرقنا ﴿ الْبَاقِينَ ﴾ وهُم الذين لم يؤمنوا مِن قومه وردُّوا عليه النصيحة.

 

• الآية 121، والآية 122: ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ ﴾: أي في خبر نوح عليه السلام، وما كانَ من إنجاء المؤمنين وإهلاك المُكَذّبين ﴿ لَآَيَةً ﴾ أي عبرةً عظيمة لمَن بَعدهم ﴿ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ يعني: وما كان أكثر قوم نوح مؤمنين، (ويُحتمَل أن يكون المعنى: وما كان أكثر الذين سمعوا هذه القصة مؤمنين بك أيها الرسول)، ﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ ﴾ في انتقامه مِمّن كَفَرَ به وخالف أمْره، ﴿ الرَّحِيمُ ﴾ بعباده المؤمنين.

 

• من الآية 123 إلى الآية 135: ﴿ كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ ﴾ أي: كذَّبت قبيلة عاد رسولهم هودًا عليه السلام، فكانوا بذلك مُكَذّبين لجميع الرُسُل ﴿ لأنّ دعوتهم واحدة وهي التوحيد، ولأنّ كل رسول كان يأمر قومه بتصديق جميع الرُسُل ﴾، ﴿ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ ﴾: ﴿ أَلَا تَتَّقُونَ ﴾ يعني ألاَ تخافون عقاب الله تعالى إن عبدتم معه غيره وعصيتموه؟، ﴿ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ﴾ فيما أُبَلِّغكم به عن الله، ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ ﴾ أي اجعلوا توحيدكم وقايةً لكم من عذاب ربكم ﴿ وَأَطِيعُونِ ﴾ فيما أدعوكم إليه، ﴿ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ﴾ يعني: إنني لا أطلب منكم أجرًا على تبليغ الرسالة (حتى لا يكون ذلك مانعاً لكم عن اتِّباعي) ﴿ إِنْ أَجْرِيَ ﴾ يعني: ما أجري على دَعْوتي لكم ﴿ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ ﴿ أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ ﴾ يعني أتبنون بكل مكانٍ مرتفع من الأرض ﴿ آَيَةً ﴾ أي بناءً عاليًا (هو آية في الفنّ المعماري)، فتُشرِفون منه، و﴿ تَعْبَثُونَ ﴾ أي تَسخرون مِنَ المارة (مع عِلمكم أنّ ذلك عبثٌ لا يعود عليكم بفائدة؟!)﴿ وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ ﴾: أي تتخذون قصورًا عالية وحصونًا مَنيعة، كأنكم ستُخَلّدون في الدنيا ولا تموتون، ﴿ وَإِذَا بَطَشْتُمْ ﴾ بأحد من الخلق قتلاً أو ضربًا: ﴿ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ ﴾ أي فعلتم ذلك قاهرينَ ظالمين﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ﴾: أي خافوا عقاب الله تعالى واقبلوا نصيحتي، ﴿ وَاتَّقُوا ﴾ اللهَ ﴿ الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ ﴾: أي الذي أعطاكم نعماً كثيرة لا تَخفى عليكم، فقد﴿ أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ ﴾ أي أعطاكم الأنعام (من الإبل والبقر والغنم)، وأعطاكم الأولاد، ﴿ وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ﴾: أي أعطاكم البساتين المُثمِرة، وفجَّرَ لكم الماء من العيون الجارية، ﴿ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ ﴾ - إن أصررتم على ما أنتم عليه من التكذيب والظلم وكُفْر النِّعم - ﴿ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴾.


• الآية 136، والآية 137، والآية 138: ﴿ قَالُوا ﴾ له: ﴿ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ ﴾ فلن نؤمن لك، ﴿ إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ ﴾ يعني: ما هذا الذي نحن عليه إلا دين الأولين وعاداتهم، ﴿ وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ ﴾ على ما نفعل.

 

• الآية 139، والآية 140: ﴿ فَكَذَّبُوهُ ﴾ أي استمَرُّوا على تكذيبه ﴿ فَأَهْلَكْنَاهُمْ ﴾ بريح باردة شديدة، ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ ﴾ الإهلاك ﴿ لَآَيَةً ﴾ أي عِبرة عظيمة لمن بعدهم، ﴿ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ يعني: وما كان أكثر قوم عاد مؤمنين (ويُحتمَل أن يكون المعنى: وما كان أكثر الذين سمعوا هذه القصة مؤمنين بك أيها الرسول)، ﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ ﴾ القادر على الانتقام من المُكَذّبين، ﴿ الرَّحِيمُ ﴾ بعباده المؤمنين.

 

• من الآية 141 إلى الآية 152: ﴿ كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ ﴾ أي كذَّبت قبيلة ثمود أخاهم صالحًا في رسالته ودَعْوته، فكانوا بذلك مُكَذّبين لجميع الرُسُل؛ لأنّ دعوتهم واحدة وهي التوحيد، ﴿ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ ﴾: ﴿ أَلَا تَتَّقُونَ ﴾ يعني ألاَ تخافون عقاب الله تعالى إن عبدتم معه غيره وعصيتموه؟، ﴿ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ﴾ فيما أُبَلِّغكم به عن الله، ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ ﴾ أي اجعلوا توحيدكم وقايةً لكم من عذاب ربكم ﴿ وَأَطِيعُونِ ﴾ فيما أدعوكم إليه، ﴿ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ﴾ يعني: إنني لا أطلب منكم أجرًا على تبليغ الرسالة (حتى لا يكون ذلك مانعاً لكم عن اتِّباعي)، ﴿ إِنْ أَجْرِيَ ﴾ يعني: ما أجري على دَعْوتي لكم ﴿ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ ﴿ أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آَمِنِينَ ﴾: يعني أيَترككم ربكم فيما أنتم فيه من النعيم، آمنينَ من العذاب والهلاك؟!، (وهذا الاستفهام إنكاري يَحُثهم على شُكر ربهم على ما هم فيه من النعم)، فإنكم تعيشونَ ﴿ فِي جَنَّاتٍ ﴾ أي حدائق مُثمِرة ﴿ وَعُيُونٍ ﴾ جارية ﴿ وَزُرُوعٍ ﴾ كثيرة ﴿ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ ﴾: أي نخلٍ ثَمَرها ناضج لَيّن، ﴿ وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا ﴾ لتسكنوها ﴿ فَارِهِينَ ﴾ أي ماهرينَ بنَحتها، متكبرينَ على الناس بقوتكم وصناعتكم، إذاً ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ﴾: أي خافوا عقوبة الله تعالى واقبلوا نصيحتي﴿ وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ ﴾ الذين يُسرفون على أنفسهم بالمعاصي، وهم ﴿ الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ ﴾ أي جمعوا بين الفساد وترْك الإصلاح.

 

• الآية 153، والآية 154: ﴿ قَالُوا ﴾ له: ﴿ إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ ﴾ أي الذين سُحِروا سِحْرًا كثيرًا، حتى غَلَبَ السِحر على عقولهم، ﴿ مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا ﴾ فكيف تتميز علينا بالرسالة؟، ﴿ فَأْتِ بِآَيَةٍ ﴾ تدل على صِدق رسالتك ﴿ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴾.


• الآية 155، والآية 156: ﴿ قَالَ ﴾ لهم صالح - بعد أن أتاهم بناقةٍ أخرجها اللهُ له من الصخرة -: ﴿ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ ﴾ أي لها نصيب من الماء في يوم مُعَيَّن ﴿ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ ﴾ أي: ولكم نصيبٌ منه في يومٍ آخر، (فليس لكم أن تشربوا في يومها ولا هي تشرب في يومكم)، ﴿ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ ﴾ كضَرْبٍ أو قتل أو نحو ذلك ﴿ فَيَأْخُذَكُمْ ﴾ أي يُهلككم ﴿ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴾.


• الآية 157، والآية 158، والآية 159: ﴿ فَعَقَرُوهَا ﴾ أي ذبحوا الناقة ﴿ فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ ﴾ على ما فعلوا ﴿ لَمَّا أيقنوا بالعذاب ﴾ فلم يَنفعهم ندمهم، ﴿ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ ﴾ أي نزل بهم عذاب الله الذي توَعَّدهم به صالح عليه السلام فأهلكهم، ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ ﴾ الإهلاك ﴿ لَآَيَةً ﴾ أي عبرة لمن اعتبر بهذا المصير، ﴿ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ يعني: وما كان أكثر قوم صالح مؤمنين، (ويُحتمَل أن يكون المعنى: وما كان أكثر الذين سمعوا هذه القصة مؤمنين بك أيها الرسول)، ﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ ﴾ المنتقم من أعدائه المُكَذّبين، ﴿ الرَّحِيمُ ﴾ بعباده المؤمنين.

 

• من الآية 160 إلى الآية 166: ﴿ كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ ﴾: يعني إنهم كَذَّبوا لوطاً عليه السلام، فكانوا بذلك مُكَذّبين لجميع الرُسُل؛ لأنّ دعوتهم واحدة وهي التوحيد، ﴿ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ ﴾: ﴿ أَلَا تَتَّقُونَ ﴾ يعني ألاَ تخافون عقاب الله تعالى إن عبدتم معه غيره وعصيتموه؟، ﴿ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ﴾ فيما أُبَلِّغكم به عن الله، ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ ﴾ أي اجعلوا توحيدكم وقايةً لكم من عذاب ربكم ﴿ وَأَطِيعُونِ ﴾ فيما أدعوكم إليه، ﴿ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ﴾ يعني: إنني لا أطلب منكم أجرًا على تبليغ الرسالة (حتى لا يكون ذلك مانعاً لكم عن اتِّباعي)، ﴿ إِنْ أَجْرِيَ ﴾ يعني: ما أجري على دَعْوتي لكم ﴿ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾، ﴿ أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ ﴾: يعني أتنكحون الذكور مِن بني آدم؟!، ﴿ وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ ﴾ أي: تتركون ما خلق الله لاستمتاعكم وتناسلكم مِن أزواجكم؟!، ﴿ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ ﴾ - بهذه المعصية - ﴿ عَادُونَ ﴾ أي متجاوزونَ الحلال إلى الحرام.

 

• الآية 167، والآية 168، والآية 169: ﴿ قَالُوا ﴾ له: ﴿ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ ﴾ عَمّا تنهانا عنه من إتيان الذكور: ﴿ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ ﴾ أي المطرودين من بلادنا، فـ﴿ قَالَ ﴾ لهم لوط: ﴿ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ ﴾ الذي تعملونه ﴿ مِنَ الْقَالِينَ ﴾أي من الكارهين له كرهاً شديدًا، ثم دعا لوطٌ ربه عندما يئس من استجابة قومه قائلاً: ﴿ رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ ﴾: يعني أنقِذني وأنقِذ أهلي مما يعمله قومي مِن هذه المعصية القبيحة، ومِن عقوبتك التي ستصيبهم.

 

• الآية 170، والآية 171، والآية 172، والآية 173: ﴿ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ ﴾ المستجيبين لدعوته ﴿ أَجْمَعِينَ ﴾ ﴿ إِلَّا عَجُوزًا ﴾ (وهي امرأته)، إذ لم تشاركهم في الإيمان، فأصبحتْ ﴿ فِي الْغَابِرِينَ ﴾ أي مع الباقين في العذاب والهلاك، ﴿ ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآَخَرِينَ ﴾: أي نزل بهم أشدُّ أنواع الهلاك والتدمير (وذلك بقلب بلادهم سافلها على عالِيها)، ﴿ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا ﴾ أي حجارة من السماء كالمطر فأهلكتهم، ﴿ فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ ﴾ أي: قَبُحَ مَطَر مَن أنذرهم رسولهم فلم يستجيبوا له.

 

• الآية 174، والآية 175: ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ ﴾ العقاب الذي نزل بقوم لوط ﴿ لَآَيَةً ﴾ أي عبرة وموعظة يَتَّعظ بها المُكَذّبون، ﴿ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ يعني: وما كان أكثر قوم لوط مؤمنين، (ويُحتمَل أن يكون المعنى: وما كان أكثر الذين سمعوا هذه القصة مؤمنين بك أيها الرسول)، ﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ ﴾ أي الغالب الذي يَقهر المُكَذّبين، ﴿ الرَّحِيمُ ﴾ بعباده المؤمنين.



[*] وهي سلسلة تفسير لآيات القرآن الكريم، وذلك بأسلوب بسيط جدًّا، وهي مُختصَرة من (كتاب: "التفسير المُيَسَّر" (بإشراف التركي)، وأيضًا من "تفسير السّعدي"، وكذلك من كتاب: " أيسر التفاسير" لأبي بكر الجزائري) (بتصرف)، عِلمًا بأنّ ما تحته خط هو نص الآية الكريمة، وأما الكلام الذي ليس تحته خط فهو تفسير الآية الكريمة.

- واعلم أن القرآن قد نزلَ مُتحدياً لقومٍ يَعشقون الحَذفَ في كلامهم، ولا يُحبون كثرة الكلام، فجاءهم القرآن بهذا الأسلوب، فكانت الجُملة الواحدة في القرآن تتضمن أكثر مِن مَعنى: (مَعنى واضح، ومعنى يُفهَم من سِيَاق الآية)، وإننا أحياناً نوضح بعض الكلمات التي لم يذكرها الله في كتابه (بَلاغةً)، حتى نفهم لغة القرآن.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تفسير الربع الأول من سورة الشعراء
  • تفسير الربع الثاني من سورة الشعراء
  • تفسير الربع الأخير من سورة الشعراء
  • تفسير الربع الأول من سورة النمل

مختارات من الشبكة

  • تفسير سور المفصل 212 - سورة الأعلى ج 1 - مقدمة لتفسير السورة(مادة مرئية - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • تفسير ربع: يسألونك عن الخمر والميسر (الربع الرابع عشر من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: واذكروا الله في أيام معدودات (الربع الثالث عشر من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: يسألونك عن الأهلة (الربع الثاني عشر من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب (الربع الحادي عشر من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: إن الصفا والمروة من شعائر الله (الربع العاشر من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: سيقول السفهاء من الناس (الربع التاسع من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم (الربع الثامن من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: ما ننسخ من آية أو ننسها (الربع السابع من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: ولقد جاءكم موسى بالبينات (الربع السادس من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
3- أشكر شبكة الألوكة على هذا الجهد الكبير
عبد المجيد - النمسا 12-06-2017 03:52 PM

جزاكم الله خيراً على هذا التفسير الماتع

2- أعجبني جداً
osama - egypt 12-06-2017 01:58 PM

أعجبني جداً شرح هذا الربع

1- تفسير القرآن الكريم
معاذ - مصر 07-06-2017 10:46 PM

جزاكم الله عنا خير الجزاء

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 20/11/1446هـ - الساعة: 15:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب