• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    واجب ولي المرأة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (9)
    د. عبدالسلام حمود غالب
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

تفسير الربع الثالث من سورة النور

تفسير الربع الثالث من سورة النور
رامي حنفي محمود

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 19/4/2017 ميلادي - 22/7/1438 هجري

الزيارات: 14050

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سلسلة كيف نفهم القرآن؟ [ *]

الربع الثالث من سورة النور


• الآية 35، والآية 36، والآية 37، والآية 38: ﴿ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ (يُخبِرُ تعالى أنه لولا نوره وهدايته لَمَا كان في الكون نورٌ ولا هداية، فهو سبحانه نور، وحجابه نور، وكتابه نور، وهدايته نور)، ﴿ مَثَلُ نُورِهِ ﴾ - وهو الإيمان والقرآن في قلب المؤمن - ﴿ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ﴾ وهي العمود (أو القنديل) الذي يوضع فيه فتيلة المصباح (حتى يَجمع نور المصباح فلا يتفرق)، وهذا ﴿ الْمِصْبَاحُ ﴾ موضوعٌ ﴿ فِي زُجَاجَةٍ ﴾ (لأنها جسمٌ شفاف فتُظهِر الضوء)، وهذه ﴿ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا ﴾ - لصفائها - ﴿ كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ ﴾ أي كوكب مُضيء مُشرِق كالدُّر، ﴿ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ ﴾ يعني: والزيت الذي توقد به فتيلة المصباح قد أُحضِرَ من شجرةٍ مباركة (وهي شجرة الزيتون)، وموقع هذه الشجرة من البستان أنها: ﴿ لَا شَرْقِيَّةٍ ﴾ فقط (بحيث لا ترى الشمس إلا في الصباح)، ﴿ وَلَا غَرْبِيَّةٍ ﴾ فقط (بحيث لا ترى الشمس إلا في المساء)، بل هي في وسط البستان، حتى تصيبها الشمس في كامل النهار، فلذلك كان زيتها في غاية الجودة، ﴿ يَكَادُ زَيْتُهَا ﴾ من شدة صفائه ﴿ يُضِيءُ ﴾ أي يَشتعل من نفسه ﴿ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ﴾ (فإذا مَسَّتْه النار - لإشعال الفتيلة - أضاءَ إضاءةً بليغة).

 

♦ فهذا النور المجتمع في المصباح هو ﴿ نُورٌ عَلَى نُورٍ ﴾ أي نورٌ من إشراق الزيت على نور من إشعال النار، وقد اختلطت هذه الأنوار في الزجاجة التي في القنديل فصارت كأنوَر ما تكون، (فذلك مَثَل الهدى الذي يُضيء في قلب المؤمن، يكاد يَعمل بالهدى قبل أن يأتيه العلم، فإذا جاءه العلم: زاده هدىً على هدىً ونوراً على نور، وبرهاناً بعد برهان)، ﴿ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ ﴾: أي يُوَفق اللهُ مَن يشاء لاتّباع كتابه (مِمّن عَلِمَ صِدقَ نيّته ورغبته في الإيمان)، ﴿ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ﴾ ليَفهموا ما يدعوهم إليه، ﴿ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ (ومِن ذلك عِلمه بعباده وأحوال قلوبهم، ومَن يستحق الهداية منهم ومَن لا يَستحقها) (اللهم اهدنا ولا تُضِلّنا، وثبِّتنا على الحق حتى نَلقاك).

 

♦ وهذا النور الذي يَهدي اللهُ به عباده موجودٌ ﴿ فِي بُيُوتٍ ﴾ أي في مساجد ﴿ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ ﴾: يعني أَمَرَ اللهُ أن يُرْفع شأنها وبناؤها، ﴿ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ ﴾ (بالأذان والإقامة والصلاة والتسبيح والدعاء وقراءة القرآن)، ﴿ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ ﴾: أي يُصلِّي للهِ في هذه البيوت - في الصباح وفي المساء - ﴿ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ ﴾ أي لا تُشغِلهم ﴿ تِجَارَةٌ ﴾ أي شراء ﴿ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ ﴾ (فألسنتهم وقلوبهم ذاكرةٌ غير غافلة) ﴿ وَ ﴾ لا تُشغِلهم دُنياهم عن ﴿ إِقَامِ الصَّلَاةِ ﴾ - في أوقاتها - بخشوعٍ وسكونٍ واطمئنان ﴿ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ﴾ لمُستحقيها، ﴿ يَخَافُونَ يَوْمًا ﴾ وهو يوم القيامة، الذي ﴿ تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ ﴾ بين الرجاء في النجاة والخوف من العذاب، ﴿ وَ ﴾ تتقلب فيه ﴿ الْأَبْصَارُ ﴾ فتنظر إلى أيّ مصيرٍ تكون؟

 

♦ وقد فعل هؤلاء الصالحون ما فعلوه مِن الذِكر وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة - مُعْرِضين عن كل ما يُشغلهم عن عبادة ربهم - فتأهَّلوا بذلك للثواب العظيم ﴿ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا ﴾: أي ليَجزيهم اللهُ على جميع أعمالهم بمِثل جزاء أحسن عمل كانوا يعملونه في الدنيا، ﴿ وَيَزِيدَهُمْ ﴾ سبحانه ﴿ مِنْ فَضْلِهِ ﴾ بمضاعفة حسناتهم، ﴿ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ (أي بغير عدد ولا حَدّ)، بل يُعطيه مِنَ الأجر ما لا يَبلغه عمله، وذلك لِوَاسِع فضلِهِ سبحانه.


• الآية 39: ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا ﴾ - بتوحيد ربهم - ﴿ أَعْمَالُهُمْ ﴾ التي ظنوها نافعة لهم (كصِلة الأرحام وفِداء الأسرى وغيرها) ﴿ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ ﴾ وهو ما يُشاهَد كالماء على قاع الأرض المستوية في الظهيرة، ﴿ يَحْسَبُهُ الظَّمْآَنُ ﴾ أي يَظنُّه العطشانُ ﴿ مَاءً ﴾ ﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا ﴾ (فكذلك الكافر: يظن أن أعماله تنفعه، فإذا كان يوم القيامة لم يجد لها ثوابًا) ﴿ وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ ﴾ أي حاسبه على كل أعماله، وأعطاه جزاءه عليها كاملاً في جهنم، ﴿ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾ فلا يَشغله سبحانه شيءٌ عن آخر، ولا يُتعِبُهُ إحصاءٌ ولا عدد (فما هي إلا لحظات ويكون الكافر في نار جهنم).

 

• الآية 40: ﴿ أَوْ ﴾ مَثَلُ أعمالهم ﴿ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ ﴾ أي في بحرٍ عميق ﴿ يَغْشَاهُ مَوْجٌ ﴾: أي يَعلوه موج، و﴿ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ ﴾ آخر، و﴿ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ﴾ كثيف، ﴿ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ ﴾ ﴿ إِذَا أَخْرَجَ ﴾ الناظر ﴿ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا ﴾ من شدة الظلام (فكذلك الكافر: تراكمتْ عليه ظلمات الشرك والضلال وفساد الأعمال)، ﴿ وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا ﴾ - مِن كتابه وسُنّة نَبيِّه - ليَهتدي به ﴿ فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ ﴾ أي فما له مِن هادٍ يهديه من الضلال.


• الآية 41: ﴿ أَلَمْ تَرَ ﴾: يعني ألم تعلم - أيها النبي - ﴿ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ (حتى الكافر فإنه - وإنْ لم يُسَبّح اللهَ بلسانه - فإنه يُسَبّحه بحاله، إذ يَشهد بفِطرته أنّ اللهَ سبحانه هو الخالق القادر)، ﴿ وَالطَّيْرُ ﴾ - بصفةٍ خاصة - تراها ﴿ صَافَّاتٍ ﴾ أي تَبسط أجنحتها في السماء لتُسَبِّح ربها (وهذه هي صفة تسبيح الطير)، ﴿ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ ﴾ أي: كل مخلوق قد أرشده اللهُ كيف يُصَلّي له ويُسَبِّحه ﴿ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ ﴾، (فإذا امتنع المشركون عن توحيد الله وطاعته، فإنّ اللهَ تعالى غَنِيٌّ عن عبادتهم، إذ يُسَبِّح له الملكوت العُلوي والسُفلي).

 

• الآية 42: ﴿ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ ﴿ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ ﴾: يعني وإليه سبحانه المَرجع يوم القيامة للحساب والجزاء.


• الآية 43، والآية 44، والآية 45: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ﴾ أي يَسوقُ السحابَ إلى حيث يشاء ﴿ ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ﴾: أي يَجمع أجزاء السحاب بعد تفرقه ﴿ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا ﴾ أي يَجعله متراكمًا فوق بعض ﴿ فَتَرَى الْوَدْقَ ﴾ أي المطر ﴿ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ ﴾ أي مِن بين السحاب ليَحصل به الانتفاع، ﴿ وَيُنَزِّلُ ﴾ سبحانه ﴿ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ ﴾: أي يُنَزِّل من السحاب - الذي يشبه الجبال في عظمته - بَرَدًا (وهو حجارة بيضاء كالثلج) ﴿ فَيُصِيبُ بِهِ ﴾ أي بذلك البَرَد ﴿ مَنْ يَشَاءُ ﴾ مِن عباده، ليُهلِك به زرعه (بسبب ذنوبه) ﴿ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ ﴾ (بفضله ورحمته)، ﴿ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ ﴾: أي يكاد ضوء البرق في السحاب يَخطف أبصار الناظرينَ إليه مِن شدته.


♦ ثم وَضَّحَ سبحانه بعض دلائل قدرته، ليُبَيِّن لعباده أنه المُنفرد بالخلق والتدبير، وبأنه وحده المستحق للعبادة، فقال: ﴿ يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ﴾ (وذلك بمَجيء أحدهما بعد الآخر، واختلافهما طُولا وقِصَرًا)، ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ ﴾: يعني إنّ في ذلك لَدلالةً يَعتبر بها أصحاب البصائر على قدرة الله تعالى ووجوب توحيده، ﴿ وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ ﴾ أي مِن نُطفة (وهو ماء الذكَر) ﴿ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي ﴾ زحفًا ﴿ عَلَى بَطْنِهِ ﴾ (كالثعابين)، ﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ ﴾ (كالإنسان)، ﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ ﴾ (كالبهائم)، ﴿ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ﴾ (إذْ بعض الحيوانات لها أكثر من أربع)، ﴿ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ أي قادرٌ على فِعل وإيجاد ما يريد، (ألاَ فاعبدوه وحده ولا تشركوا به).

 

• الآية 46: ﴿ لَقَدْ أَنْزَلْنَا ﴾ في هذا القرآن ﴿ آَيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ ﴾ أي علامات واضحات مُرشِدات إلى الحق، ﴿ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ أي يُوَفق من يشاء - مِمّن رَغِبَ في الهداية وطَلَبَها وسَلَكَ طُرُقها - إلى طريقٍ مستقيم، وهو الإسلام (اللهم اجعلنا مِن أهله فإنك قدير).


• الآية 47: ﴿ وَيَقُولُونَ ﴾ أي يقول المنافقون - كَذِباً -: ﴿ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ﴾ ﴿ ثُمَّ يَتَوَلَّى ﴾ أي يُعرِض ﴿ فَرِيقٌ مِنْهُمْ ﴾ بقلوبهم عن الإيمان بالله وآياته ورسوله ﴿ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ ﴾ أي مِن بعد تصريحهم بالإيمان والطاعة ﴿ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ ﴾.


• الآية 48، والآية 49، والآية 50: ﴿ وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾ يعني: وإذا دُعوا - في خُصوماتهم - إلى ما في كتاب الله وإلى رسوله ﴿ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ﴾ ﴿ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ ﴾ أي يُعرضوا عن التحاكم إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، ﴿ وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ ﴾ يعني: وإن يكن الحق في جانبهم: ﴿ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ ﴾: أي يأتوا إلى النبي طائعينَ مُنقادينَ لحُكمه (لعِلمهم أنه يقضي بالحق)، ﴿ أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ﴾: يعني هل سَبَبُ ذلك الإعراض ما في قلوبهم من مرض النفاق؟، ﴿ أَمِ ارْتَابُوا ﴾: يعني أم شَكُّوا في نُبُوّة محمد صلى الله عليه وسلم؟، ﴿ أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ ﴾: يعني أم يخافونَ أن يكون حُكم اللهِ ورسوله غير عادل؟!، والجواب: (كلا إنهم لا يخافون ذلك) ﴿ بَلْ أُولَئِكَ هُمَ الظَّالِمُونَ ﴾: يعني بل السبب أنهم هم الظالمون، لأنهم يَعلمون أنّ حُكم الرسول سيكون عادلاً، فلذلك يخافون أن يأخذ منهم ما ليس لهم فيه حقٌ، ويعطيه لخصومهم.

 

• الآية 51: ﴿ إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ ﴾ يعني إلى كتاب الله ﴿ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ﴾ في خُصوماتهم ﴿ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا ﴾ ما قيل لنا ﴿ وَأَطَعْنَا ﴾ مَن دَعانا إلى التحاكم، وقَبِلنا حُكم رسولنا ﴿ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ أي الفائزونَ بجنات النعيم.


• الآية 52: ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ﴾ في الأمر والنهي، ﴿ وَيَخْشَ اللَّهَ ﴾ أي يَخَافُ أن يُعاقبه اللهُ على ما مَضَى مِن عُمره في المعصية، ﴿ وَيَتَّقْهِ ﴾: أي يَحذر الوقوع في مَعصيته في المُستقبل: ﴿ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴾ بالنجاة من النار ودخول الجنة.



[*] وهي سلسلة تفسير لآيات القرآن الكريم، وذلك بأسلوب بسيط جدًّا، وهي مُختصَرة من (كتاب: "التفسير المُيَسَّر" (بإشراف التركي)، وأيضًا من "تفسير السّعدي"، وكذلك من كتاب: " أيسر التفاسير" لأبي بكر الجزائري) (بتصرف)، عِلمًا بأنّ ما تحته خط هو نص الآية الكريمة، وأما الكلام الذي ليس تحته خط فهو تفسير الآية الكريمة.

• واعلم أن القرآن قد نزلَ مُتحدياً لقومٍ يَعشقون الحَذفَ في كلامهم، ولا يُحبون كثرة الكلام، فجاءهم القرآن بهذا الأسلوب، فكانت الجُملة الواحدة في القرآن تتضمن أكثر مِن مَعنى: (مَعنى واضح، ومعنى يُفهَم من سِيَاق الآية)، وإننا أحياناً نوضح بعض الكلمات التي لم يذكرها الله في كتابه (بَلاغةً)، حتى نفهم لغة القرآن.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تفسير الربع الأول من سورة النور
  • تفسير الربع الثاني من سورة النور
  • تفسير الربع الأخير من سورة النور
  • تفسير الربع الأول من سورة الفرقان
  • تفسير الربع الأخير من سورة الفرقان
  • تفسير الربع الأول من سورة الشعراء
  • سورة النور علاج وعفاف
  • ﴿ وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن أمرتهم ليخرجن قل لا تقسموا طاعة معروفة... ﴾

مختارات من الشبكة

  • تفسير ربع: يسألونك عن الخمر والميسر (الربع الرابع عشر من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: واذكروا الله في أيام معدودات (الربع الثالث عشر من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: يسألونك عن الأهلة (الربع الثاني عشر من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب (الربع الحادي عشر من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: إن الصفا والمروة من شعائر الله (الربع العاشر من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: سيقول السفهاء من الناس (الربع التاسع من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم (الربع الثامن من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: ما ننسخ من آية أو ننسها (الربع السابع من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: ولقد جاءكم موسى بالبينات (الربع السادس من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: أفتطمعون أن يؤمنوا لكم (الربع الخامس من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
3- أول مرة أفهم آية النور (الله نور السماوالت والأرض)
أبو أحمد - مصر 26-04-2017 08:25 AM

جزاكم الله خير الجزاء

2- جزاكم الله خيرا
رامي حنفي - مصر 19-04-2017 02:58 PM

جزاكم الله خيرا أستاذنا الحبيب على هذه الإفادة الرائعة وزادكم علما ووفقكم إلى طاعته وإلى ما يحبه ويرضاه
أحبكم في الله

1- مشاركة
أبو عمر الرياض 19-04-2017 10:06 AM

? أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ? (حتى الكافر فإنه - وإنْ لم يُسَبّح اللهَ بلسانه - فإنه يُسَبّحه بحاله، إذ يَشهد بفِطرته أنّ اللهَ سبحانه هو الخالق القادر).
قال الشيخ ابن عثيمين في "لقاء الباب المفتوح" (207/ 3، بترقيم الشاملة آليا):"قوله: {مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [الحديد:1] أي: كل ما في السماوات والأرض فإنه يسبح الله عز وجل وينزهه، يشمل الآدميين والجن والملائكة والحشرات والحيوانات وكل شيء؛ فكل ما في السماوات والأرض يسبح الله.
وهل يسبحه بلسان مقال؟ بأن يقول: سبحان الله! أم بلسان الحال بمعنى: أن تنظيم السماوات والأرض والمخلوقات على ما هي عليه يدل على كمال الله عز وجل وتنزهه عن كل نقص؟
الجواب:
إنه يسبح الله بلسان الحال وبلسان المقال، إلا الكافر فإنه يسبح الله بلسان الحال لا بلسان المقال؛ لأن الكافر يصف الله بكل نقص، يقول: اتخذ الله ولداً، ويقول: إن معه إلهاً، وربما ينكر الخالق أصلاً! لكن حاله وخلقته وتصرفه تسبيح لله عز وجل.
إذاً: لو سألنا: هل تسبيح ما في السماوات والأرض بلسان الحال أم بلسان المقال؟ الجواب: بلسان حال ولسان مقال، إلا الكافر فإنه بلسان الحال لا بلسان المقال.
سؤال: هل الحشرات والحيوانات تسبح الله بلسان المقال؟ الجواب: نعم.
قال الله تعالى: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ} [الإسراء:44] الذر يسبح الله بلسان المقال، الحشرات كلها تسبح الله بلسان المقال, الحصى يسبح الله، كما كان ذلك بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم, لكن الكافر لا يسبح الله بلسان المقال بل بالعكس".

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب