• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المرأة في القرآن (1)
    قاسم عاشور
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (11)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    الإنصاف من صفات الكرام ذوي الذمم والهمم
    د. ضياء الدين عبدالله الصالح
  •  
    الأسوة الحسنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    أحكام المغالبات
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    تفسير: (ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تخريج حديث: الاستطابة
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    ثمرات الإيمان بالقدر
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    العشر وصلت... مستعد للتغيير؟
    محمد أبو عطية
  •  
    قصة موسى وملك الموت (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الشاكر، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (12)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    تلك الوسائل!
    التجاني صلاح عبدالله المبارك
  •  
    حقوق المسنين (2)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تعوذوا بالله من أربع (خطبة)
    عبدالله بن عبده نعمان العواضي
  •  
    حكم المبيت بالمخيمات بعد طواف الوداع
    د. محمد بن علي اليحيى
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

تفسير: هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا وينشئ السحاب الثقال

تفسير: هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا وينشئ السحاب الثقال
الشيخ محمد حامد الفقي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 29/1/2017 ميلادي - 1/5/1438 هجري

الزيارات: 112915

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تفسير قول الله تعالى

﴿ هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ ﴾

 

بسم الله الرحمن الرحيم

قول الله جل ثناؤه: ﴿ هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ * وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ ﴾ [الرعد: 12-13].

"البرق" هو الشرارة الكهربائية العظيمة التي تحدث عند اتحاد الكهربائية السالبة والموجبة التي شحنت بها كتل السحاب فإن الله سبحانه وتعالى حين يؤلف بين قطع السحاب بواسطة الريح حتى يكوِّن منها سحابة واحدة عظيمة – قد كانت قبل بين سحابتين أو أكثر. وعلى قدر كبرها على قدر عظم شحنتها من الكهربائية، ثم يسوق الله هذا السحاب حيث يشاء، ففي أثناء سوقه وانتقاله بالريح يقترب السحاب المشحون بالكهرباء الموجب من السحاب المشحون بالكهرباء السالب، وينشأ عن هذا الاقتراب زيادة في ثقل السحاب وزيادة في كهربائية مجموعة بالتأثير؛ وعندئذ عن هذا الاقتراب زيادة في ثقل السحاب وزيادة في كهربائية مجموعة بالتأثير؛ وعندئذ يتجاذبان ولا يزالان يتقاربان ويتجاذبان، حتى لا يكون محيص عن اختلاطهما واتحاد كهربائيتهما بهدوء أو من بعد. فعندئذ تحدث تلك الشرارة الكهربائية العظمى التي هي "البرق" ويمكنك أن تتصور ما في البرق من القوة الكهربائية العظمى إذا عرفت أن شرارته قد يبلغ طولها ثلاثة أميال أو يزيد. في حين أن أكبر شرارة أحدثها الإنسان لا تزيد عن بضعة أمتار. فلا شك أن هذه القوة الكهربائية العظمى تحدث حرارة هائلة؛ ينشأ عنها تمدد الهواء بشدة ويحدث بذلك التمدد مناطق جوية عظيمة مخلخلة – التخلخل: ضعف الضغط - الضغط داخلها يعادل الضغط خارجها مادام الهواء داخل المنطقة ساخناً، حتى إذا تشعفت حرارته وبردت تلك المناطق برودة كافية – وما أسرع ما تبرد- خف ضغطها وصار أقل كثيراً من ضغط الطبقات الهوائية السحابية المحيطة بها. فهجمت تلك الطبقات الهوائية عليها فجأة – بحكم ما بينهما من الفرق العظيم في الضغطين – وتمددت فيها، وحدث لذلك صوت شديد. هو "الرعد" هذا الصوت قد يكون له صدى بين كتل السحاب يتردد. فنسميه. قعقعة الرعد. أما صوت الشرارة الكهربائية فهو بدء الرعد. ويكون ضعيفاً بالنسبة لهزيمه وقعقعته. لذلك تسمع الرعد ضعيفاً ثم يزداد قوة وعنفاً.

 

فالرعد يحدثه الله سبحانه وتعالى عند اتحاد الكهربائيتين المشحون بهما السحاب الذي اختلط ببعضه بعد تجاذبه، وذلك حين يحدث البرق ويحدث أكثره وأشده عند تمدد الكتل الهوائية العظيمة الهاجمة في المنطقة الهوائية المفرغة بفعل سخونة الشرارة الكهربائية.

فإذا حدث ذلك وتمددت تلك الكتل الهوائية بردت برودة شديدة. فعندئذ يتكاثف ما فيها من البخار ومن كتل السحاب. فينزل على الأرض إما مطراً، وإما برداً. حسب مقدار البرودة الحادثة في تلك المنطقة. وهذا هو السر في أن الله يحدث المطر الشديد عقب البرق والرعد.

 

"خوفاً وطمعاً" أي خائفين وخاشين أن يحدث الله من هذا البرق صاعقة تنشأ عن هذه الشرارة القوية الهائلة فتحرق وتصعق كل ما تصل إليه وتمسه، فاضرعوا إلى الله في ذلك ومنعه. فإنه لا يقدر على ذلك غيره وطامعين وراجين أن يجعل الله سبحانه برحمته عظم هذه الشرارة وقوتها سبباَ في الحياة والغيث المريع الصيب الذي يحيى الله به العباد والبلاد، ويخرج به من الأرض كل زوج بهيج.

 

"وينشئ السحاب" أنشأ الله الشيء: أحدثه وأوجده من العدم، ثم ربّاه شيئاً فشيئاًَ حتى يكمل ويتم: يعني أن السماء تكون صحواً صافية الأديم، لا يرى فيها أي أثر لغيم أو سحاب، فلا تكاد ترد الطرف عنها حتى ترى أن الله قد أوجد سحابة من لا شيء، ثم لا يزال يربيها حتى تسود وتثقل وتصير ركاماً، ثم تتسع وتمتد، وتملاً الأفق حتى تحجب الشمس، ثم يطلق الله أفواهها بالغيث المدرار، حتى تملأ الأرض ماء، فيحيي الله بها البلاد، والعباد. روى البخاري ومسلم وغيرهما عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يوم جمعة فقام الناس فصاحوا؛ فقالوا: يا رسول الله، قحط المطر واحمرت الشجر وهلكت البهائم، فادع الله أن يسقينا. فقال: اللهم اسقنا – مرتين – وأيم الله ما نرى في السماء قزعة من سحاب، فنشأت سحابة، فأمطرت. ونزل عن المنبر فصلى؛ فلما انصرف لم يزل المطر إلى الجمعة التي تليها، فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم يخطب، صاحوا إليه: تهدمت البيوت وانقطعت السبل، فادع الله يحبسها عنا. فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم وقال: اللهم حوالينا ولا علينا؛ فكشطت المدينة، فجعلت تمطر حولها، وما تمطر بالمدينة قطرة، فنظرت إلى المدينة وإنها لفي مثل الأكليل" وهذا يدل صريحاً على أن الله يحدث السحاب الممطر الصيب من لا شيء؛ وأن ذلك ليس متوقفاً على بخار البحار وما إليها الذي جرت سنة الله الكونية أن يسوق أجزاءه إلى بعضها بالرياح والجذب الكهربائي، ثم يجعل منها سحاباً ثقالاً يسوقه إلى البلد الذي يريد احياءه، وأن ربي على كل شيء قدير.

 

﴿ وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ ﴾ التسبيح: تنزيه الله عما لا يليق به من العيب والنقص و "الحمد" الثناء على الله بما هو أهله من العظمة والجلال والقدرة والفضل والإحسان، والتدبير والحكمة والتسخير والرحمة.

و "الملائكة" التي وكلت بهذا السحاب تسوقه وتوجهه بأمر الله حيث يريد إنزال رحمته، وغيرهم من بقية الملائكة التي وكلت بالأرض ونباتها ودوابها وإنسها وكل شيء فيها والتي وكلت بالسموات وكواكبها ونجومها. والحافة حول العرش، والتي وكلت بحمل العرش، كل أولئك الملائكة يسبحون كالرعد وككل شيء بحمد الله خوفاً من عذاب الله وهرباً من غضبه، وطلباً لرضاه ورجاء لرحمته.

 

و "الصواعق" جمع صاعقة. وهي تفريغ كهربائي فجائي يحدث بين السحاب والأرض، بدلاً من أن يكون بين السحاب والسحاب. وإنما يكون ذلك إذا كان السحاب عظيم الكهربائية وقريباً من الأرض. فإذا حدث هذا التفريغ نشأ عنه ضوء وصوت، يسمى مجموعهما "صاعقة" إذا أصابت حيوانا أو نباتاً أحرقته، وإذا أصابت بناء مرتفعاً دكته. وقد جعل الله سبحانه من أسباب هذا الصعق: أن هذا التفريغ الكهربائية من الأشياء المدببة المرتفعة عن سطح الأرض؛ فلذلك كانت من الخطأ أن يستظل الإنسان وقت العواصف ذات البرق بالشجر أو المضلات وقد هدى الله الإنسان وعلمه من رحمته أن يستخدم لسهولة هذا التفريغ فيحدث تدريجاً ولا تنشأ عنه الصاعقة – قضباناً حديدية أو نحاسية مدببة الأطراف يقيمها على سطوح الأبنية، بحيث يكحون طرف القضيب أعلى قليلاً من أعلى نقطة في البناء؛ وطرفه الآخر متصلاً بلوح فلزي – الفلز: هو النحاس الأبيض أو كل معدن له خاصية النحاس – مدفون في أرض رطبة. فبذلك يحدث التفريغ الكهربائي تدريجاً، وينقي التفريغ الفجائي المعروف بالصاعقة، وإذا فرض وأن الصاعقة نزلت فإنها تصيب القضيب وتنصرف الكهربائية إلى الأرض بدلاً من أن تدل البناء، ويسمى هذا القضيب "مانعة الصواعق".

 

وقوله ﴿ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ ﴾ (الجدال) المفاوضة على سبيل المغالبة والمنازعة. وأصله من جدلت الحبل، أي أحكمت فتله. فكأن المتجادلين يفتل كل واحد منهما الآخر عن رأيه. يقول الله: إن آياته الظاهرة الواضحة الدالة على عظيم قدرته وجلاله ورحمته، تقتضي الإذعان والتسليم بالإيمان به وإخلاص العبادة له وحده والكفر بكل ما يعبد من دونه، والإيمان بما أخبر به من اليوم والآخر والحساب والجزاء والثواب والعقاب فيه، والمسارعة إلى العمل بطاعته ابتغاء رضوانه وخوف عقابه وفراراً من عذابه، ومع ظهور هذه الآيات المقتضية لذلك فالذين كفروا وغلبت عليهم شقوتهم يجادلون في أسماء الله وصفاته وأخباره، وتوحيده واستحقاقه للعبادة دون غيره، فيقولون ﴿ أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ ﴾ [قّ: 3]، ﴿ إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ ﴾ [المؤمنون: 37]، ﴿ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ ﴾ [يّـس: 78]، ﴿ أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ ﴾ [ق: 3]، إلى غير ذلك مما قالوه يستعبدون به البعث والحياة والآخرة وما أعد الله فيها من حساب وجزاء، وجادلوا كذلك في وحدانيته وإلهيته، فقالوا: ﴿ وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ ﴾ [الانبياء: 26]، ﴿ وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ ﴾ [الفرقان: 3]، و ﴿ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴾ [الزمر: 3]، ﴿ وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ ﴾ [يونس: 18]، وأمثال ذلك من مقالاتهم التي اقتصها الله علينا في كتابه الحق؛ مبيناً لنا أنهم بها كانوا يحتجون لشركهم ويدافعون عنه؛ وبها كانوا يجادلون من يدعوهم إلى إخلاص العبادة لله والتجرد من كل ما يتخذون من دونه من أولياء، وبها كانوا يخاصمون رسل الله ضاربين المثل لله بالرؤساء والملوك الذين لا يمكن لذي حاجة أن يصل إلى قضاء حاجته منهم إلا بواسطة مقرّب لديهم من ذي رحم أو منصب يساعدهم به على القيام بأعباء رياستهم؛ ولولاه لما استطاعوا أن يقوموا بتلك الأعباء وأن تلك المجادلات والمنازعات لمن مكر شياطين الجن والإنس بهم، واحتيالهم عليهم، وخادعتهم عن الحق والهدى والرشاد، يلبسون تلك الوثنيات والكفريات ثياباً من زخرف القول، ويتحينون لها فرص الغفلة وتحكم الهوى والجهل ليروجوها بدهائهم ومكرهم.

 

﴿ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ ﴾ أي شديد المكر والكيد لأعدائه، و "المماحلة" شدة المماكرة. ومنه "تمحّل لكذا" إذا اجتهد في إحكام الحيلة وتدبيرها، يتهدد الله سبحانه شياطين الإنس الذين يحتالون بالكيد والمكر والدهاء وزخرف القول لانتزاع العباد من سيدهم، وإغوائهم ليكونوا من حزب الشيطان، الذين يكفرون بالله وينتقصونه بما يضربون له من الأمثال المؤدية إلى إشراك غيره معه في العبادة بالدعاء والتوكل والاستغاثة، وتعلق القلوب بالحب والذل والرغبة والرهبة. يتهدد الله أولئك الشياطين بأنهم مهما مكروا فالله خير الماكرين، ومهما احتالوا فالله شديد المحال، ومهما زخرفوا القول وألبسوا الحق بالباطل، فإن الله كاشف ذلك بما يرسل من نور الحق وشمس الرسالة التي تكشف سحب الجهل، وتجلو ظلمات خدعهم، وتكشف للناس طريق الهدى والرشاد، والعلم والإيمان، والطاعة والتوحيد الخالص.

 

يقول الله جل ثناؤه؛ وتعالت أسماؤه: إن الله الذي أبان لكم من عظيم قدرته وواسع علمه وسابغ نعمائه، ورحمته، بما تلوتم من الآيات الماضية وأمثالها من كتابه الحكيم، وبما أشهدكم في أنفسكم وفي السموات والأرض من آيات بينات: ما يخلق هذا الخلق عبثاً؛ ولا يسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة لعبا؛ وما يريكم من آياته وواسع علمه وسابغ نعمائه، ورحمته، بما تلوتم من الآيات الماضية وأمثالها من كتابه الحكيم، وبما أشهدكم في أنفسكم وفي السموات والأرض من آيات بينات: ما يخلق هذا الخلق عبثاً؛ ولا يسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة لعباً؛ وما يريكم من آياته تسلية ولهواً؛ بل إن كل ذلك لتعرفوه حق معرفته أنه عليم حكيم، لا يضع الرحمة إلا في موضعها وبالسنن والأسباب التي جعلها سبيلاً إليها، ولا يضع العذاب إلا في موضعه وبالسنن والأسباب التي بين أنها مؤدية إليه. فارجوا رحمته واطمعوا فيها ولا يغلبكم الشيطان فيقنطكم من رحمة ربكم ويؤيسكم من عفوه وفضله، فاطلبوها بسنتها ومن سبيلها بالعلم والإيمان والطاعة وإخلاص العبادة. والوقوف عند حدود الله التي حدها لكم فلا تعتدوها، والقيام بحق الله من الذكر والشكر، وخافوا من عذاب الله وسخطه. واهربوا منه فروا من الشيطان الذي يهوّن عليكم حق الله وينسيكم نعمه، ويوطئ لكم أكتافه حتى تركبوها إلى الشرك والفسوق والعصيان والإثم والبغي والعدوان. وإن كل آية ونعمة من الله لتنادي بالرغبة والرهبة، والرجاء والخوف: بالرغبة في إبقاء النعمة والمزيد منها والتوفيق للشرك عليها؛ والرهبة من سلبها ومن عكسها إلى نقمة وبلاء، والله وحده هو القادر على ذلك ولا حول ولا قوة إلا بالله. فكم من نعمة انقلبت على أصحابها نقماً وشقاء، وكم من بلاء كان لصاحبه تمحيصها وطهرة وتزكية للنفس من دورات جهالها ورعونات طيشها وغفلتها وغرورها. والله يهدي من يشاء إلى صراطه المستقيم.

مجلة الهدي النبوي - المجلد السادس - العدد (17-18) - رمضان سنة 1361





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • البلاغة في آيات الرياح والسحاب والمطر والبرق والرعد
  • البرق والصواعق من عظائم صنع الله
  • تفسير: (فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا إن في ذلك لآية لقوم يعلمون)
  • تفسير: (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين)
  • تفسير: (والذين كفروا بآيات الله ولقائه أولئك يئسوا من رحمتي وأولئك لهم عذاب أليم)
  • تفسير: (ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم فجاءوهم بالبينات فانتقمنا من الذين أجرموا...)
  • تفسير: (وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا)
  • تفسير: (ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا)

مختارات من الشبكة

  • تفسير: (هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا وينشئ السحاب الثقال)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (ومن آياته يريكم البرق خوفا وطمعا وينزل من السماء ماء فيحيي به الأرض بعد موتها)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ومن آياته يريكم البرق خوفا وطمعا (بطاقة دعوية)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • تفسير قوله تعالى: {يكاد البرق يخطف أبصارهم...}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (يكاد البرق يخطف أبصارهم كلما أضاء لهم مشوا فيه)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (يكاد البرق يخطف أبصارهم كلما أضاء لهم مشوا فيه)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • غرائب وعجائب التأليف في علوم القرآن (13)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مفسر وتفسير: ناصر الدين ابن المنير وتفسيره البحر الكبير في بحث التفسير (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • شرح كتاب المنهج التأصيلي لدراسة التفسير التحليلي (المحاضرة الثالثة: علاقة التفسير التحليلي بأنواع التفسير الأخرى)(مادة مرئية - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (135 - 152) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 29/11/1446هـ - الساعة: 21:31
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب