• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: الرشد أعظم مطلب
    يحيى سليمان العقيلي
  •  
    السنة في حياة الأمة (1)
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    خطبة: عاشوراء
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    تفسير: (قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    الدرس التاسع والعشرون فضل ذكر الله
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    وجوب إعفاء اللحية وتحريم حلقها ووجوب قص الشارب
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    وبشر الصابرين..
    إلهام الحازمي
  •  
    أشنع جريمة في التاريخ كله
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تحريم الاستعاذة بغير الله تعالى فيما لا يقدر عليه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    البخل سبب في قطع البركة
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    قصة المنسلخ من آيات الله (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    نعمة الأولاد (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    خطبة (المسيخ الدجال)
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    وقفات تربوية مع سورة العاديات
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    من أسباب الثراء الخفية
    د. عبدالله بن يوسف الأحمد
  •  
    قبسات من علوم القرآن (1)
    قاسم عاشور
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

تفسير الربع الثاني من سورة مريم

تفسير الربع الثاني من سورة مريم
رامي حنفي محمود

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 15/12/2016 ميلادي - 16/3/1438 هجري

الزيارات: 10834

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سلسلة كيف نفهم القرآن؟ [1]

تفسير الربع الثاني من سورة مريم

 

من الآية 41 إلى الآية 45: ﴿  وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ﴾ يعني: واذكر أيها الرسول لقومك - في هذا القرآن - خبر إبراهيم عليه السلام ﴿إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا﴾ أي كثير الصدق، وكانَ ﴿نَبِيًّا﴾ مِن أرفع الأنبياء مَنزلةً عند اللهِ تعالى، (لِذا فهو جدير بالذِكر في القرآن الكريم، ليكون قدوة صالحة للمؤمنين) ﴿إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ﴾ آزر: ﴿يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ﴾ أي لا يَسمعك ولا يراك ﴿وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا﴾ يعني: ولا يَدفع عنك ضراً، ولا يَجلب لك نفعاً، فما الفائدة من عبادته؟!، ﴿يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ﴾: يعني إنّ اللهَ قد أعطاني من العلم ما لم يُعطِك، (كمعرفة صفاته سبحانه وتعالى، وما أعدَّهُ من النعيم لمن وَحَّده وأطاعه، وما أعدَّهُ من العذاب لمن عَبَدَ غيره وعَصاه)، ﴿فَاتَّبِعْنِي﴾ فيما أدعوك إليه: ﴿أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا﴾: يعني أُرشِدك إلى الطريق المستقيم، الذي يُوصلك إلى السعادة والنجاة، ﴿يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ﴾: أي لا تُطِع الشيطان فيما يَأمرك به من عبادة الأصنام، فـ﴿إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا﴾ أي مُخالِفًا لأوامر اللهِ تعالى، مستكبرًا عن طاعته، ﴿يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ﴾ أي يُصيبك ﴿عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ﴾ إذا مِتَّ على كُفرك ﴿فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا﴾ أي فتكون قريبًا من الشيطان في النار.


الآية 46: ﴿قَالَ﴾ أبو إبراهيم: ﴿أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آَلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ﴾: يعني هل أنت مُعرِض عن عبادة آلهتي يا إبراهيم؟ ﴿لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ﴾ عن سَبِّها وإظهار عيوبها: ﴿لَأَرْجُمَنَّكَ﴾ بالحجارة، ﴿وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا﴾ أي اذهب عني، ولا تكلمني زمنًا طويلاً لكي تنجو مِن عقوبتي.


من الآية 47 إلى الآية 50: ﴿قَالَ﴾ إبراهيم لأبيه: ﴿سَلَامٌ عَلَيْكَ﴾ أي أمانٌ لك مِن أن يَنالك مني ما تَكره، و ﴿سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي﴾: أي سوف أدعو اللهَ لك بالهداية والمغفرة ﴿إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا﴾ أي كانَ مُكرِماً لي، رؤوفًاً بحالي، يُجيبني إذا دعوته (وهذا قبل أن يَعرف أنّ والده سوف يموت على الشِرك، فلمَّا تبيَّنَ له أنه عدوٌ للهِ تبرَّأَ منه (كما جاء ذلك في سورة التوبة)).

﴿وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ﴾ يعني: وسوف أُفارقك - يا أبي - أنت وقومك وأصنامكم التي تعبدونها ﴿مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾، ﴿وَأَدْعُو رَبِّي﴾ مُخلِصًا له العبادة والدعاء، ﴿عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا﴾: يعني أرجو ألاّ أكون محرومًا من إجابته لدعائي.


♦ ولعله أرادَ بهذا الدعاء أنه سيدعو اللهَ أن يرزقه زوجةً وولداً يَستأنس بهم أثناء هِجرته لقومه، لأنّ اللهَ تعالى قال بعدها: ﴿فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾: يعني فلمَّا فارَقَهم وفارَقَ آلهتهم التي يعبدونها من دون الله، وهاجَرَ إلى أرض القدس: ﴿وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ﴾: أي رَزَقناه بولده إسحاق، ثم رزقناه من إسحاق بحفيده يعقوب ليأنَسَ بهما، ﴿وَكُلًّا﴾ - مِن إسحاق ويعقوب - ﴿جَعَلْنَا نَبِيًّا﴾ ﴿وَوَهَبْنَا لَهُمْ﴾ أي وهبنا لإبراهيم وإسحاق ويعقوب ﴿مِنْ رَحْمَتِنَا﴾ خيراً كثيراً (من المال والولد، وغير ذلك من أمور الدين والدنيا)، ﴿وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا﴾: أي وجعلنا لهم ذِكرًا حسنًا، وثناءً جميلاً باقيًا في جميع أهل الشرائع السماوية (وهذا إكرامٌ من اللهِ تعالى لهم، جزاءً لصِدق إبراهيم وصَبره على هَجْر قومه).


الآية 51، والآية 52، والآية 53: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى﴾: أي واذكر أيها الرسول - في هذا القرآن - خبر موسى عليه السلام (تشريفا له وتكريماً) ﴿إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا﴾ أي مُختارًا لإبلاغ رسالة اللهِ تعالى إلى خَلْقه (وهي عبادته وحده وذِكره وشُكره)، ﴿وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا﴾ (ولعل اللهَ تعالى جَمَعَ لموسى هنا بين الرسالة والنُبُوّة إشارةً إلى أنّ رسالته قد بلغتْ مَبلغاً قوياً، واللهُ أعلم).

﴿وَنَادَيْنَاهُ﴾ - وهو في طريقه من أرض "مَدْيَن" إلى أرض "مصر" - ﴿مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ﴾ أي من الناحية اليُمنَى لجبل الطور بـ "سيناء" (ولعل المقصود مِن وَصْف جانب الجبل بـ "الأيمن" أي الناحية اليُمنَى لموسى عليه السلام، لأنّ الجبل ليس له يمين وشمال، واللهُ أعلم).


﴿وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا﴾: أي قرَّبنا موسى وشرَّفناه بمُناجاتنا له من غير وحي، فصارَ يُكَلِّمنا ويَسمع كلامنا (وفي هذا إثبات لصفة الكلام للهِ تعالى كما يليق بجلاله وكماله)، ﴿وَوَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا﴾ ليؤيِّده ويُعِينه على تبليغ رسالته، (وقد كان ذلك استجابةً لدعاء موسى عليه السلام، إذ سأل ربه أن يُنعِم على أخيه هارون بالرسالة حين قال: ﴿فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ﴾ أي اجعله رسولاً كما جعلتني، فاستجاب اللهُ دعائه، وأرسَلَ معه هارون إلى فرعون، (واعلم أنّ قوله تعالى: ﴿ مِنْ رَحْمَتِنَا ﴾ أي كانَ هذا برحمةٍ خاصة مِن اللهِ تعالى، إذ النُبُوّة لا يُتوَصَّل إليها بكثرة العبادة، ولكنها هبة إلهية خاصة، يُنعِمُ اللهُ بها على مَن يشاء مِن عباده).


الآية 54، والآية 55: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ﴾: أي واذكر أيها الرسول - في هذا القرآن - خبر إسماعيل عليه السلام ﴿إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ﴾: أي كانَ صادقًا في وعده، فلم يُخلف وعداً قط ﴿وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا﴾ ﴿وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ﴾ أي كانَ يأمرهم بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة (والمقصود بأهله: أُسرته وقومه مِن قبيلة "جُرهم" الذين عاشَ بينهم في مكة) ﴿وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا﴾ أي كان مَرضياً عنه مِن ربه، وذلك بسبب اجتهاده فيما يُرضي اللهَ تعالى من الأقوال والأفعال.


الآية 56، والآية 57: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ﴾: أي واذكر أيها الرسول - في هذا القرآن - خبر إدريس عليه السلام ﴿إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا﴾ أي كثير الصدق في أقواله وأعماله، وكان ﴿نَبِيًّا﴾ يُوحَى إليه، ﴿وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا﴾ (فقد رآه النبي صلى الله عليه وسلم في السماء الرابعة في رحلة الإسراء والمعراج، كما ثبت ذلك في صحيح مسلم).


الآية 58: ﴿أُولَئِكَ﴾ الذين قصصنا عليك خبرهم أيها الرسول، هم ﴿الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ﴾ بفضله وتوفيقه، فجَعَلهم ﴿مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آَدَمَ﴾ (كإدريس عليه السلام)، ﴿وَمِمَّنْ حَمَلْنَا﴾ أي: ومِن ذرية مَن حملناهم ﴿مَعَ نُوحٍ﴾ في السفينة (كإبراهيم عليه السلام) إذ كانَ إبراهيم مِن ذرية نوح، ﴿وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ﴾ (كإسحاق وإسماعيل عليهما السلام)، ﴿وَ﴾ من ذرية ﴿إِسْرَائِيلَ﴾ (كموسى وهارون وداود وسليمان وزكريا ويحيى وعيسى عليهم السلام) (واعلم أنّ إسرائيل هو يعقوب عليه السلام)، ﴿وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا﴾ أي: وهُم مِن جملة مَن هديناهم للإيمان واخترناهم للنبُوَّة والرسالة.


♦ وهؤلاء الأنبياء كانوا ﴿إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُ الرَّحْمَنِ﴾ - المتضمنة للعظات والعِبَر والدلائل والحُجَج -: ﴿خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا﴾: أي خرُّوا ساجدين - ذُلاً وخضوعًا لربهم - وهم يَبكونَ مِن خشيته سبحانه وتعالى، ومِن أنهم لم يَعبدوه حقَّ عبادته، ولم يَشكروه حقَّ شُكره.


من الآية 59 إلى الآية 62: ﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ﴾ أي فجاء مِن بعد هؤلاء الأنبياء ﴿خَلْفٌ﴾ يعني أتباعُ سَوْءٍ، حيثُ ﴿أَضَاعُوا الصَّلَاةَ﴾: أي تركوا الصلاة كلها، أو فوَّتوا وقتها، أو تركوا أركانها وواجباتها، ﴿وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ﴾: أي اتَّبعوا ما يُوافق شهواتهم - وذلك بانغماسهم في الذنوب والمعاصي - ﴿فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا﴾: أي فسوف يَلقون عذاباً في جهنم جزاءَ غيِّهم (أي جزاءَ ضلالهم)، وهذا مِثل قوله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا ﴾ أي جزاءَ آثامه وذنوبه، (وقد قيل إنّ الغيّ: هو وادٍ في جهنم شديد الحر، واللهُ أعلم).


﴿إِلَّا مَنْ تَابَ﴾ مِن ذنوبه ﴿وَآَمَنَ﴾ باللهِ ورُسُله، وبجميع ما أخبر به الرُسُل من الغيب ﴿وَعَمِلَ صَالِحًا﴾ تصديقًا لتَوبته: ﴿فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ﴾ مع المؤمنين ﴿وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا﴾ أي لا يُنقَصون شيئًا من ثواب حسناتهم، بل يدخلونَ ﴿جَنَّاتِ عَدْنٍ﴾ أي جنات الخلود ﴿الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ﴾ أي وَعَدَهم بها وهي غائبة عن أعينهم - إذ هي في السماء وهم في الأرض - فآمَنوا بها ولم يروها، ﴿إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا﴾: يعني إنّ وَعْده سبحانه بهذه الجنة - لعباده المؤمنين - آتٍ لا مَحالة.


♦ وأهلُ الجنة ﴿لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا﴾: أي لا يَسمعونَ فيها كلامًا باطلاً ﴿إِلَّا سَلَامًا﴾ أي: لكنهم يَسمعون الملائكة وهي تُسَلِّم عليهم وتُحَيِّيهم (وهذا من النعيم الروحاني في الجنة)، ﴿وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا﴾ - من الطعام والشراب الذي تشتهيه أنفسهم - ﴿بُكْرَةً وَعَشِيًّا﴾ أي دائماً، إذ كلما طلبوا شيئاً وجدوه أمامهم (اللهم ارزقنا الجنة).


الآية 63، والآية 64، والآية 65: ﴿تِلْكَ الْجَنَّةُ﴾ - الموصوفة بتلك الصفات - هي ﴿الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا﴾ أي نُعطيها عبادنا الذين يتقونَ ربهم (بامتثال أوامره واجتناب نَواهيه).

♦ وقل - يا جبريل - لمحمد: ﴿وَمَا نَتَنَزَّلُ﴾ - نحن الملائكة - من السماء إلى الأرض ﴿إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ﴾ لنا، فإنه تبارك وتعالى ﴿لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا﴾ أي له سبحانه ِعِلْمُ وتدبير ما يُستقبَل من أمْر آخرتنا، ﴿وَمَا خَلْفَنَا﴾ أي وله أيضاً ما مَضَى من الدنيا (عِلماً وتدبيراً)، ﴿وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ﴾ أي: وله أيضاً ما بين الدنيا والآخرة (وهو الزمن المتبقي من الدنيا إلى يوم القيامة).


♦ فله سبحانه الأمر كله، ﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا﴾ يعني: وما كان ربك ناسيًا لشيءٍ من الأشياء، وما كان ناسياً لك أيها الرسول، إذاً فلا تحزن لتأخّر الوحي عنك، فإنّ ربك إذا شاء أن يُرسِلَ الوحي إليك لأرسَلَه، فهو ﴿رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا﴾ أي خالقُ ذلك كله ومُدَبِّر أمْره، ﴿فَاعْبُدْهُ﴾ وحده - بما شَرَعه لك - ﴿وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ﴾: أي اصبر على طاعته - أنت ومَن اتَّبعك - لأنه سبحانه الذي يستحق العبادة وحده، وهو الذي يستحق أن تتحمل مِن أجْله، فـ ﴿هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا﴾ أي هل تعلم له نظيراً أو مَثيلاً؟ (والجواب لا، فهو سبحانه ليس كمثله شيء، لا في ذاته ولا في أسمائه وصفاته وأفعاله)، إذاً فاعبده وحده، وتحمَّل في سبيل ذلك ما استطعت، حتى تصل إلى رضاه وجنته.


♦ واعلم أنّ سبب نزول هاتين الآيتين - كما في صحيح البخاري - أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لجبريل عليه السلام: (ما يَمنعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا)، فنزلت الآية: ﴿ وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ ﴾ .



[1] وهي سلسلة تفسير لآيات القرآن الكريم بأسلوب بسيط جدًّا، وهي مُختصَرة من (كتاب: "التفسير المُيَسَّر" (بإشراف التركي)، وأيضًا من "تفسير السّعدي" ، وكذلك من كتاب: " أيسر التفاسير" لأبي بكر الجزائري) (بتصرف)، عِلمًا بأنّ ما تحته خط هو نص الآية الكريمة، وأما الكلام الذي ليس تحته خط فهو التفسير.

• واعلم أن القرآن قد نزلَ مُتحدياً لقومٍ يَعشقون الحَذفَ في كلامهم، ولا يُحبون كثرة الكلام، فجاءهم القرآن بهذا الأسلوب، فكانت الجُملة الواحدة في القرآن تتضمن أكثر مِن مَعنى: (مَعنى واضح، ومعنى يُفهَم من سِيَاق الآية)، وإننا أحياناً نوضح بعض الكلمات التي لم يذكرها الله في كتابه (بَلاغةً)، حتى نفهم لغة القرآن





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تفسير الربع الأول من سورة مريم
  • تفسير الربع الأخير من سورة مريم

مختارات من الشبكة

  • غرائب وعجائب التأليف في علوم القرآن (13)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (135 - 152) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (102 - 134) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (65 - 101) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (1 - 40) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (40 - 64) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مفسر وتفسير: ناصر الدين ابن المنير وتفسيره البحر الكبير في بحث التفسير (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • شرح كتاب المنهج التأصيلي لدراسة التفسير التحليلي (المحاضرة الثالثة: علاقة التفسير التحليلي بأنواع التفسير الأخرى)(مادة مرئية - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • كتب ودراسات حول سورة مريم(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • فوائد مختارة من تفسير ابن كثير (1) سورة الفاتحة(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
5- أشكركم على هذه الردود والإضافات الجميلة
رامي حنفي - مصر 21-12-2016 04:51 PM

جزاكم الله خيراً على هذه الردود والإضافات الجميلة، كما أتقدم بخالص الشكر للإخوة الكرام القائمين على الموقع، فأسأل الله العظيم أن يجزيهم عني وعن الإسلام والمسلمين خير الجزاء
كما أسأله سبحانه أن يجعل عملنا خالصاً لوجهه الكريم وأن ينفع به المسلمين اللهم آمين

4- أعجبتني جداً هذه الجملة
خضرة السيد - مصر 19-12-2016 02:25 PM

﴿فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا﴾: أي فسوف يَلقون عذاباً في جهنم جزاءَ غيِّهم (أي جزاءَ ضلالهم)، وهذا مِثل قوله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا ﴾ أي جزاءَ آثامه وذنوبه.

3- أول مرة أفهم هذه الآية فهماً صحيحاً
أبو اسراء - مصر 18-12-2016 03:33 PM

♦ وقل - يا جبريل - لمحمد: ﴿وَمَا نَتَنَزَّلُ﴾ - نحن الملائكة - من السماء إلى الأرض ﴿إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ﴾.
♦ واعلم أنّ سبب نزول هذه الآية - كما في صحيح البخاري - أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لجبريل عليه السلام: (ما يَمنعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا)، فنزلت الآية: ﴿ وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ ﴾ .

2- جميل جداً شرح هذا الربع
محمد بديوي زكي - المنيب - جمهورية مصر العربية 17-12-2016 03:08 PM

السلام عليكم
جزاكم الله خيرا الأسلوب في الشرح جميل جدا وبسيط

1- تعليق
gihan - Egypt 17-12-2016 01:40 PM

روى البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "يقول الله تبارك وتعالى: كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك. فأمّا تكذيبه إياي فقوله: ليس يعيدني كما بدأني، وليس أوّل الخلق بأهون عليّ من إعادته. وأمّا شتمه إيّاي: فقوله: اتخذ الله ولداً وأنا الأحد الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد".

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الزيادة المستمرة لأعداد المصلين تعجل تأسيس مسجد جديد في سانتا كروز دي تنريفه
  • ختام الدورة التاسعة لمسابقة "جيل القرآن" وتكريم 50 فائزا في سلوفينيا
  • ندوة في سارنيتسا تبحث تطوير تدريس الدين الإسلامي وحفظ التراث الثقافي
  • مشروع للطاقة الشمسية وتكييف الهواء يحولان مسجد في تيراسا إلى نموذج حديث
  • أكثر من 5000 متطوع مسلم يحيون مشروع "النظافة من الإيمان" في زينيتسا
  • في حفل مميز.. تكريم المتفوقين من طلاب المسلمين بمقاطعة جيرونا الإسبانية
  • ندوة دولية في سراييفو تبحث تحديات وآفاق الدراسات الإسلامية المعاصرة
  • النسخة الثانية عشرة من يوم المسجد المفتوح في توومبا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 8/1/1447هـ - الساعة: 11:30
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب