• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

تفسير الربع الأخير من سورة النحل

تفسير الربع الأخير من سورة النحل
رامي حنفي محمود

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 9/10/2016 ميلادي - 7/1/1438 هجري

الزيارات: 14107

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سلسلة كيف نفهم القرآن؟ [1]

تفسير الربع الأخير من سورة النحل


• الآية 111: ﴿ يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ ﴾: أي ذَكِّرهم - أيها الرسول - بيوم القيامة حينَ تأتي كُلُّ نَفسٍ ﴿ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا ﴾ وتعتذر بكل المَعاذير، ﴿ وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ ﴾: أي ويُوَفي اللهُ كل نفسٍ جزاءَ ما عَمِلَتْه في الدنيا ﴿ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾.


• الآية 112، والآية 113: ﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا ﴾ بعذابه في الدنيا - للمُنكِرين لنِعَم اللهِ عليهم - وهو: ﴿ قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً ﴾ وهي هنا "مكة" التي كانت في أمانٍ مِن أيّ اعتداء، ﴿ مُطْمَئِنَّةً ﴾ مِن أن يُصيبها ضِيقٌ في العيش، وكانَ ﴿ يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا ﴾ أي هَنيئًا سهلاً ﴿ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ ﴾ أي مِن أماكن كثيرة (لأنّ كلمة: (كل) تأتي أحياناً بمعنى الكثرة، كما في قوله تعالى: ﴿ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آَيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا ﴾، فكانت مكة يأتيها الرزق من البرّ والبحر (وذلك أثناء رِحلتَيهما - صيفاً وشتاءً - إلى الشام واليمن)، ﴿ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ ﴾: أي فجحد أهلُها نِعَمَ اللهِ عليهم فلم يَشكروه، بل أشركوا به سبحانه، وكفروا برسوله وبكتابه ﴿ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ ﴾: أي فعاقبهم اللهُ بالجوع (حيثُ أصابهم القحط سبع سنين حتى أكلوا الصوف)، ﴿ وَالْخَوْفِ ﴾ أي وأذاقهم اللهُ الخوفَ من جيوش رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك ﴿ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴾: أي بسبب كُفرهم وصَنيعهم الباطل.


﴿ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ ﴾ وهو النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي يَعرفون نَسَبَه وصِدقه وأمانته وأخلاقه ﴿ فَكَذَّبُوهُ ﴾ ولم يَقبلوا ما جاءهم به ﴿ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ ﴾ من الشدائد والجوع والخوف، وقَتْل عظمائهم في "بدر" ﴿ وَهُمْ ظَالِمُونَ ﴾ لأنفسهم بشِركهم باللهِ تعالى، وصَدِّهم عن سبيله.


♦ ولَعَلَّ اللهَ تعالى عَبَّرَ عن الجوع والخوف باللباس، للإشارة إلى شدة ما أصابهم، فكأنه قد أحاطَ بهم كما تُحيطُ المَلابس بالجسد، واللهُ أعلم.


• الآية 114، والآية 115: ﴿ فَكُلُوا ﴾ - أيها المؤمنون - ﴿ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ ﴾ وجَعَله لكم ﴿ حَلَالًا طَيِّبًا ﴾ ﴿ وَاشْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ ﴾ عليكم بالاعتراف بها، وباستخدامها في طاعته سبحانه، ولا تكونوا كالذين كفروا بنعمته (كما في المثال السابق) حتى لا يُصيبكم ما أصابهم، هذا ﴿ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴾: يعني إن كنتم حقًّا مُطيعين له، تعبدونه وحده لا شريك له.


♦ إذاً فاشكروا نِعَمه عليكم، وذلك إغاظةً للشيطان الذي قال: ﴿ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ﴾، وأكثِروا مِن قول: (الحمد لله) بألسنتكم وقلوبكم، فقد قال صلى الله عليه وسلم - كما في صحيح مسلم -: (والحمد لله تملأ الميزان)، فهي كلمةٌ يُدفَعُ بها عنا العذاب، كما قال تعالى:  ﴿ مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآَمَنْتُمْ ﴾ .


﴿ إِنَّمَا حَرَّمَ ﴾ سبحانه ﴿ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ ﴾ وهو الحيوان الذي تُفارقه الحياة بدون ذبْح شرعي، (ويُستثنَى مِن ذلك مَيْتة الجَراد والسمك، فإنهما حلال، كما ثبتَ ذلك في السُنَّة)، ولَعَلَّ الحكمة من تحريم المَيْتة: هو احتقان الدم في جَوْفها ولَحْمها، مِمَّا يَتسبب في إضرار مَن يأكلُ منها.


﴿وَالدَّمَ﴾: يعني وحَرَّمَ سبحانه عليكم شُرب الدم، ويُستَثنى من الدم: (الكبد والطحال) فإنّ أكْلهما حلال، كما ثبت ذلك في السُنَّة (واعلم أنّ المقصود بالدم المُحَرَّم هنا هو الدم المَسفوح (أي السائل المُراق)، كما ذَكَر تعالى ذلك في آيةٍ أخرى فقال: ﴿ أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا ﴾، (وأما الدم غير المُراق، وهو الذي يَختلط باللحم أو يكون في المخ والعروق وما شابَه ذلك، فإنه لا شيءَ فيه).


﴿وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ﴾: يعني وكذلك حَرّمَ سبحانه عليكم لحم الخنزير، فلا تغتروا بمَن يَستحلونه (افتراءً على الله)، بل هو مُحَرَّم مِن جُملة الخبائث، ﴿وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ﴾: يعني وكذلك حَرَّمَ عليكم الذبائح التي ذُبِحتْ لغير الله، وكذلك ما ذُكِرَ عند ذبْحِهِ اسمُ غيرِهِ تعالى، ﴿فَمَنِ اضْطُرَّ﴾: يعني فمَن ألجأتْهُ الضرورة إلى أكْل شيءٍ من هذه المُحَرَّمات ﴿غَيْرَ بَاغٍ﴾: أي غيرَ طالبٍ للمُحرَّم - لِلذَّةٍ أو غير ذلك، ﴿وَلا عَادٍ﴾: يعني ولا مُتجاوز - في أكْله - ما يَسُدُّ حاجتَه ويَرفع اضطراره ﴿ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ ﴾ له، ﴿رَحِيمٌ﴾ به، حيث رَخَّصَ له في أكْل تلك المُحَرَّمات عند الضرورة حتى لا يموت.


• الآية 116، والآية 117: ﴿ وَلَا تَقُولُوا ﴾ - أيها المشركون - ﴿ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ ﴾ أي لا تقولوا الكَذِبَ الذي تَصِفُهُ ألسنتكم، وذلك بأن تقولوا لِمَا حَرَّمه الله: ﴿ هَذَا حَلَالٌ ﴾ (وَ) تقولوا لِمَا أحَلَّه الله: ﴿ هَذَا حَرَامٌ ﴾ ﴿ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ ﴾ أي ليؤدي بكم هذا القول الكاذب إلى الافتراء على اللهِ تعالى (بنسبة التحليل والتحريم إليه) فتستحقوا العذاب، ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ ﴾: أي لا يفوزون في الدنيا ولا في الآخرة، فإنما هو ﴿ مَتَاعٌ قَلِيلٌ ﴾ في الدنيا، وسوف يَزولُ عنهم عن قريب، ﴿ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ في نار جهنم.


• الآية 118: ﴿ وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا مَا قَصَصْنَا عَلَيْكَ ﴾: أي ولقد حَرَّمنا على اليهود ما أخبرناك به - أيها الرسول - ﴿ مِنْ قَبْلُ ﴾ أي مِن قبل هذه الآية، وهو كل ذي ظُفُر (يعني كل ما لم يكن مشقوق الأصابع من البهائم والطير، كالإبل والنَّعام)، وكذلك حرّمنا عليهم شحوم البقر والغنم (إلا الشحم الذي عَلِقَ بظهورها فإنه حلالٌ لهم، وكذلك الشحم الذي عَلِقَ بأمعائها، والشحم الذي اختلط بعظم الجنب ونحو ذلك، فإنه حلالٌ لهم)، ﴿ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ ﴾ بتحريم ذلك عليهم، ﴿ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾: أي ولكنهم كانوا ظالمين لأنفسهم بالكفر والمعاصي، فاستحقوا ذلك التحريم عقوبةً لهم.


• الآية 119: ﴿ ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ﴾ أي فعلوا المعاصي بجهلٍ منهم لِسُوء عاقبة هذه الذنوب، (وبجهلهم بقدْر ربهم الذي عصوه)، ولكنْ بشرط: ﴿ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ ﴾ أي مِن بعد ذلك العمل السيئ، وندموا عليه ﴿ وَأَصْلَحُوا ﴾ نفوسهم وأعمالهم، ﴿ إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا ﴾ أي مِن بعد توبتهم وإصلاحهم ﴿ لَغَفُورٌ ﴾ لهم، ﴿ رَحِيمٌ ﴾ بهم.


• من الآية 120 إلى الآية 124: ﴿ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً ﴾ أي كان إمامًا في الخير، وكان ﴿ قَانِتًا لِلَّهِ ﴾ أي طائعا خاضعًا للهِ تعالى، وكان ﴿ حَنِيفًا ﴾: أي لا يَميل عن دين الإسلام، فكانَ عليه السلام مُوَحِّدًا للهِ تعالى ﴿ وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾، بل كانَ ﴿ شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ ﴾ أي شاكرًا لنعم اللهِ عليه، ولذلك ﴿ اجْتَبَاهُ ﴾ ربه (أي اختاره لرسالته ومَحَبَّته) ﴿ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ أي: وأرشَدَه إلى الطريق المستقيم (وهو الإسلام)، ﴿ وَآَتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً ﴾: أي وأعطاه اللهُ نعمة حسنة في الدنيا (من الولد الصالح، والثناء عليه من كل أهل الشرائع السماوية واقتداءهم به، وغير ذلك من أمور الدين والدنيا)، ﴿ وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ الذين لهم الدرجات العالية في الجنة، ﴿ ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ﴾ - أيها الرسول - ﴿ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ ﴾: أي اتَّبع دينَ الإسلام كما اتَّبعه إبراهيم عليه السلام ، فإنه كانَ ﴿ حَنِيفًا ﴾ أي مائلاً عن أيّ دينٍ باطل ﴿ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ (وهذه أعظم صفة لإبراهيم عليه السلام: التوحيد الخالص، ولذلك أعادَ سبحانه ذِكْر هذه الصفة للتأكيد على وجوب اتِّباعها، واللهُ أعلم).


♦ وعندما ادَّعَى اليهود أنهم على دين إبراهيم عليه السلام، أبطلَ اللهُ هذه الدعوى بأنْ ذَكَرَ تعظيمهم ليوم السبت، وتعظيم السبت لم يكن من دين إبراهيم، فقد كان دين إبراهيم سَمْحاً لا تغليظ فيه، وأما السبت فكان تغليظاً على اليهود بترْك الصيد فيه، وذلك بسبب عِصيانهم وتمَرُّدهم، قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا جُعِلَ السَّبْتُ ﴾: يعني إنما جَعَلَ اللهُ تعظيم يوم السبت ﴿ عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ ﴾ وهم اليهود الذين اختلفوا فيه على نبيّهم، واختاروه بدلاً من يوم الجمعة (الذي أُمِروا بتعظيمه)، ففرض اللهُ عليهم تعظيم السبت، وشَدّدَ عليهم بعدم الصيد فيه (عقوبةً لهم)، ﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ ﴾ - أيها الرسول - ﴿ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ ﴾ أي سوف يَحكم بين المختلفين ﴿ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴾ فيُجازيهم بما يَستحقون بسبب تمَرُّدهم على أنبيائهم.


• الآية 125: ﴿ ادْعُ ﴾ الناسَ - أيها الرسول - أنت ومَنِ اتَّبعك ﴿ (إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ ﴾: يعني إلى دين ربك وطريقه المستقيم ﴿ بِالْحِكْمَةِ ﴾: أي بالطريقة الحكيمة التي أوحاها اللهُ إليك في الكتاب والسُنّة، وخاطِب الناس بالأسلوب المناسب لهم ﴿ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ﴾: أي وانصحهم نُصحًا حسنًا، يُرَغِّبهم في الخير، ويُنَفِّرهم من الشر.


♦ واعلم أنه من آداب النصيحة أنْ تُقَدِّمها بالأسلوب الطيب الذي تُحِبّ أن يَنصحك به الآخرون (كالابتسامة أثناء النصيحة، والدعاء للمنصوح وأنت تُحَدِّثه، وغير ذلك)، حتى وإن لم يَقبل الناس نصيحتك، فإنك تنصحهم لوجه اللهِ تعالى، وطالما أنها لوجه الله، فلا تغضب لنفسك إذا لم يَقبلوها منك، حتى لا يَضيع أجرك، وكذلك على المنصوح أن يَستمع إلى النصيحة، حتى وانْ لم يُعجبه أسلوب الناصح، لأنه - وإن لم يكن قد تَعَلَّم أسلوب النصيحة الحسنة - فإنه بالتأكيد يَنصحك لمصلحتك، فلا تَرُدُّه، بل احمد اللهَ الذي عَلَّمك الأسلوب الطيب ولم يُعَلِّمه لغيرك، رغم كثرة ذنوبك.


♦ واحذر أن تنصح أحداً أمام الناس، أو أن تنصحه بغضب وشدة (بحُجّة أنك خائفٌ عليه)، فهذا لن يَقبل منك أبداً، وكذلك الحال إذا أردتَ أن تعاتب أحداً، فعليك ألاَّ تعاتبه بشدة وغِلظة حتى لا يَتكبر ويُعانِد، وإنما عليك أن تسأله برفق: (لماذا فعلتَ كذا؟) (هل ترضى أن أفعل ذلك معك؟)، فحينئذٍ سيَعتذر لك ويَعترف بخطئه، فإذا كَسَرَ كِبريائه واعتذر: فاقبل عُذره فوراً.


﴿ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾: أي جادِلهم بأحسن طرق المُجادَلة (مِن الرِفق واللين وتَجنُّب الغضب أثناء الجدال)، واعلم أنه ليس عليك إلا البلاغ، وقد بلَّغْتَهم، وأمّا هدايتهم فعلى اللهِ وحده، فـ ﴿ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ﴾ ﴿وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴾.


• الآية 126: ﴿ وَإِنْ عَاقَبْتُمْ ﴾: يعني وإن أردتم - أيها المؤمنون - القصاص مِمّن اعتدى عليكم: ﴿ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ ﴾، ولا تزيدوا عَمّا فعلوه بكم، ﴿ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ ﴾ وتركتم المُعاقَبة: ﴿ لَهُوَ ﴾ أي الصبر ﴿ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ ﴾ أي خيرٌ لهم من الانتقام، فهو خيرٌ لهم في الدنيا بالنصر، وفي الآخرة بالأجر العظيم، كما قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾.


• الآية 127: ﴿ وَاصْبِرْ ﴾ - أيها الرسول - على ما أصابك مِن الأذى في سبيل اللهِ حتى يأتيك الفرج، ﴿ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ ﴾ أي استمِدّ الصبر منه سبحانه، وذلك بلزوم طاعته ودعاءه، لأنه هو الذي يُعِينك على الصبر ويُثَبِّتك عليه.


﴿ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ ﴾ أي: ولا تحزن على مَن خالفك ولم يَستجب لدَعْوتك، ﴿ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ ﴾ أي: ولا تحزن مِن كيدهم لك، ولا تهتم به، فإنّ ذلك سيعود عليهم بالشر والهلاك.


• الآية 128: ﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا ﴾ بامتثال أوامر ربهم واجتناب نواهيه ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ﴾ أي يُحسنون أداء فرائضه والقيام بحقوقه، وكذلك يُحسنون معاملة خلقه، فهو سبحانه معهم بالنصر والتأييد والعون والتوفيق.


♦ واعلم أنّ الإحسانَ قد قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم - كما في صحيح مُسلِم -: "أنْ تعبُدَ اللهَ كأنك تراه، فإنْ لم تكن تراهُ، فإنه يَراك"، فالإحسان يَتناول المعنيين: (التقوى وإتقان العمل) لأنّ مَن راقبَ اللهَ تعالى، أتقَنَ عمله وحَسَّنه.



[1] وهي سلسلة تفسير لآيات القرآن الكريم بأسلوب بسيط جدًّا، وهي مُختصَرة من (كتاب: "التفسير المُيَسَّر" (بإشراف التركي)، وأيضًا من "تفسير السّعدي"، وكذلك من كتاب: " أيسر التفاسير" لأبي بكر الجزائري) (بتصرف)، عِلمًا بأنّ ما تحته خط هو نص الآية الكريمة، وأما الكلام الذي ليس تحته خط فهو التفسير.

- واعلم أن القرآن قد نزلَ مُتحدياً لقومٍ يَعشقون الحَذفَ في كلامهم، ولا يُحبون كثرة الكلام، فجاءهم القرآن بهذا الأسلوب، فكانت الجُملة الواحدة في القرآن تتضمن أكثر مِن مَعنى: (مَعنى واضح، ومعنى يُفهَم من سِيَاق الآية)، وإننا أحياناً نوضح بعض الكلمات التي لم يذكرها الله في كتابه (بَلاغةً)، حتى نفهم لغة القرآن.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تفسير الربع الثالث من سورة النحل
  • تفسير الربع الرابع من سورة النحل
  • تفسير الربع الخامس من سورة النحل
  • تفسير الربع الأول من سورة الإسراء
  • علمتني سورة النحل
  • التوحيد في سورة النحل

مختارات من الشبكة

  • تفسير الربع الأخير من سورة ص(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الربع الأخير من سورة الصافات(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الربع الأخير من سورة يس(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الربع الأخير من سورة فاطر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الربع الأخير من سورة سبأ(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الربع الأخير من سورة الأحزاب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الربع الأخير من سورة الروم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الربع الأخير من سورة العنكبوت(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الربع الأخير من سورة القصص(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الربع الأخير من سورة النمل(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
8- جزاكم الله خيراً
رامي حنفي - مصر 15-10-2016 01:52 PM

أشكركم من كل قلبي على هذه الردود والمشاركات الطيبة، كما أتقدم بخالص الشكر للإخوة الكرام القائمين على الموقع

7- خاطرة
mervat - Egypt 12-10-2016 05:15 PM

قيل لأحد الصالحين عند موته: أوصِنا، فقال: (أوصيكم بآيات الله وآخر سورة النحل: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة} إلى قوله تعالى: {والذين هم محسنون}.

6- شُكر خاص مِن أحد مُحِبّي شبكة الألوكة
mohammed appas - Egypt 12-10-2016 01:17 PM

السلام عليكم
بصراحة، وبدون مبالغة: هذا أسهل تفسير قرأته في حياتي أسأل الله أن ينفع بكم، وأن يجعل الناس تتدبر القرآن على يديكم بهذه السهولة، فقد قال تعالى في وصف القرآن: (كتابٌ أنزلناهُ إليكَ مُباركٌ ليدبروا آياته)

5- أحييك على هذه الجملة الساحرة
محمد إسماعيل - قطر 11-10-2016 02:23 PM

وأكثِروا مِن قول: (الحمد لله) بألسنتكم وقلوبكم، فقد قال صلى الله عليه وسلم - كما في صحيح مسلم -: (والحمد لله تملأ الميزان)، فهي كلمةٌ يُدفَعُ بها عنا العذاب، كما قال تعالى: ﴿ مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآَمَنْتُمْ ﴾.

4- شكر وعرفان بالجميل لشبكة الألوكة
ناصر - الكويت 09-10-2016 04:35 PM

جزاكم الله خير الجزاء على هذا التبسيط الرائع لتفسير كتاب الله تعالى

3- هذه الأخلاق التي ذكرتموها مفقودة اليوم بين المسلمين (آداب النصيحة والعتاب)
eman - Egypt 09-10-2016 02:31 PM

(واعلم أنه من آداب النصيحة أنْ تُقَدِّمها بالأسلوب الطيب الذي تُحِبّ أن يَنصحك به الآخرون (كالابتسامة أثناء النصيحة، والدعاء للمنصوح وأنت تُحَدِّثه، وغير ذلك)، حتى وإن لم يَقبل الناس نصيحتك، فإنك تنصحهم لوجه اللهِ تعالى، وطالما أنها لوجه الله، فلا تغضب لنفسك إذا لم يَقبلوها منك، حتى لا يَضيع أجرك، وكذلك على المنصوح أن يَستمع إلى النصيحة، حتى وانْ لم يُعجبه أسلوب الناصح، لأنه - وإن لم يكن قد تَعَلَّم أسلوب النصيحة الحسنة - فإنه بالتأكيد يَنصحك لمصلحتك، فلا تَرُدُّه، بل احمد اللهَ الذي عَلَّمك الأسلوب الطيب ولم يُعَلِّمه لغيرك، رغم كثرة ذنوبك.

♦ واحذر أن تنصح أحداً أمام الناس، أو أن تنصحه بغضب وشدة (بحُجّة أنك خائفٌ عليه)، فهذا لن يَقبل منك أبداً، وكذلك الحال إذا أردتَ أن تعاتب أحداً، فعليك ألاَّ تعاتبه بشدة وغِلظة حتى لا يَتكبر ويُعانِد، وإنما عليك أن تسأله برفق: (لماذا فعلتَ كذا؟) (هل ترضى أن أفعل ذلك معك؟)، فحينئذٍ سيَعتذر لك ويَعترف بخطئه، فإذا كَسَرَ كِبريائه واعتذر: فاقبل عُذره فوراً).

2- مشاركة
محمد العِزّي - اليمن 09-10-2016 02:00 PM

كان النبي صلى الله عليه وسلم قد دعا على مشركي مكة فقال: "اللهم اشدد وطأتك على مُضَر واجعلها عليهم سنين كسِنِِي يوسف" فابتُلُوا بالقحط حتى أكلوا العظام.

1- ما شاء الله لا قوة إلا بالله أسهل تفسير قرأته
حازم - مكة المكرمة 09-10-2016 01:23 PM

هذا أسهل تفسير قرأته
ربنا يجزيك - والقائمين على هذا الموقع الكريم - خير الجزاء عنا وعن المسلمين

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب