• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    العيد في زمن الغفلة ... رسالة للمسلمين
    محمد أبو عطية
  •  
    الأضحية ... معنى التضحية في زمن الماديات
    محمد أبو عطية
  •  
    خطبة الجمعة ليوم عيد الأضحى
    عبدالوهاب محمد المعبأ
  •  
    صلاة العيد وبعض ما يتعلق بها من أحكام
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    وقفات مع عشر ذي الحجة (3)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    خطبة: أهمية اللعب والترفيه للشباب
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    عيد الأضحى: فرحة الطاعة وبهجة القربى
    محمد أبو عطية
  •  
    كيف يعلمنا القرآن الكريم التعامل مع الضغط النفسي ...
    معز محمد حماد عيسى
  •  
    أحكام الأضحية (عشر مسائل في الأضاحي)
    د. شريف فوزي سلطان
  •  
    زيف الانشغال
    أ. د. عبدالله بن ضيف الله الرحيلي
  •  
    خطبة الجمعة في يوم الأضحى
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    الأخذ بالأسباب المشروعة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    يوم العيد وأيام التشريق (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    المقصد الحقيقي من الأضحية
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    خطبة الأضحى 1446 هـ (إن الله جميل يحب الجمال)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    خطبة عيد الأضحى 1446هـ
    عبدالوهاب محمد المعبأ
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / عقيدة وتوحيد
علامة باركود

من الكبائر الشائعة بين المسلمين (1) الشرك الأكبر

من الكبائر الشائعة بين المسلمين: (1) الشرك الأكبر
أبو حاتم سعيد القاضي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 4/10/2016 ميلادي - 3/1/1438 هجري

الزيارات: 13755

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سلسلة مِن الكبائر الشائعة بين المسلمين

(1) الشرك الأكبر

 

الحمد لله الذي أرسل رسوله بدين الحق المُبين، وأرسل رسوله الأمين هدايةً للعالمين، وأمَر عباده المؤمنين بطاعته، وحذَّرهم مغبَّة معصيته، وجعل لمن تمسك بشريعته أعظم الثواب، وتوعَّد مَن تعدى على حِماه بأشد العقاب.

 

وصلِّ اللهم على نبينا محمدٍ صلى الله عليه وسلم خير المرسلين، كان أحرص الناس على طاعة ربه على الدوام، وأبعدهم عن ارتكاب المعاصي والآثام، وبعد:

فيومًا ما وقعَتْ عيني على كتاب "الكبائر" للإمام الحافظ شمس الدين الذهبي رحمه الله، ولما قرأت مقدمة المحقق وجدت أن من المحققين من يطعن في نسبة النسخة المشهورة بين الناس، ويدعي أنها مكذوبةٌ عليه، وأن النسخةَ الصحيحة أصغرُ من هذه بكثيرٍ، وأتوا على ذلك بدلائلَ، وإن كنت أرى فيها نظرًا.

 

ثم طالعتُ كتاب "الزواجر" لأبي العباس ابن حجرٍ الهيتمي رحمه الله، وهو مِن أفضل ما كُتب في الباب، وإن لم يكن قد اشتهر كشهرة كتاب الذهبي؛ لعلو رتبة الذهبي العلمية عن ابن حجرٍ الهيتمي بكثيرٍ، وإذا بابن حجر رحمه الله يقول في مقدمة كتابه [1]: ظفرتُ بكتابٍ في الكبائر، منسوبٍ لإمام عصره، وأستاذ أهل دهره، الحافظ أبي عبدالله الذهبي، فلم يشفِ الأُوام، ولا أغنى عن ذلك المرام، لما أنه استروح فيه استرواحًا تجل مرتبته عن مثله، وأورد فيه أحاديثَ وحكاياتٍ لم يعزُ كلًّا منها إلى محله، مع عدم إمعان نظره في تتبع كلام الأئمة في ذلك، وعدم تعويله؛ اهـ.

 

ثم وقفتُ على كلامٍ لأحد مشايخ المحققين في زماننا أبي عبيدٍ مشهور آل سلمان حفظه الله في تحقيقه الفريد لكتاب الذهبي؛ فقد قال [2]: ما زال هذا البابُ يحتاج إلى جهدٍ متميزٍ في الحصر والاستقراء، مع حسن التبويب، والتخريج، وأثر الذنوب على الأمم والشعوب؛ اهـ.

 

فلما جُلْتُ في كتاب ابن حجرٍ إذا به يصل بالكبائر إلى أكثرَ من أربعمائة، وإن كان قد رد بعض ما ذكره منها، لكنه أقر أكثرها، وإذا به يقع في بعض ما عابه على الذهبي رحمه الله مِن ذكر الأحاديث الضعيفة، بل والموضوعة في بعض الأحيان، ثم توسَّع فذكر في كتابه أبوابًا ليست من صُلب الكتاب.

وبدأتُ أفتش في مصنفات العلماء الأولين باحثًا عمن كتب في الكبائر.

 

وبعد النظر، أجمعتُ العزم مستعينًا بالله القوي على وضع كتابٍ في هذا الباب، ليس بالطويل الممل، ولا بالمختصر المخل، يشبع الرجل العامي، ويرضي طالب العلم، أحاول - جَهدي ما استطعت - أن أجمعَ فيه ما ذكره أهل العلم في الكبائر، مدعمًا ذلك بدليله من كتاب الله تعالى وسنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم، مبينًا صحةَ الحديث مِن ضعفه.

 

وقد فرغتُ من هذا الكتاب في ٢٣ صفر ١٤٣٧، وأسميته: "الجامع لكبائر الذنوب))، ولم يتيسر طبعه إلى الآن؛ فمِن باب نشر العلم النافع أحببت أن أنشر بعض الكبائر المنتشرة بين المسلمين بكثرة، في مقالات متتابعة؛ لعل اللهَ ينفع بذلك أحدًا من المسلمين.

 

وقد سبق لي نشرُ مقالة في تعريف الكبيرة، وهذه أول كبيرة أنشرها على هذا الموقع المبارك، أسأل اللهَ أن يجزي القائمين عليه خيرَ الجزاء.

 

الكبيرة الأولى: الشرك الأكبر:

أمَر الله عباده أن يُفرِدوه بالعبادة والألوهية، وألا يتخذوا معه شريكًا يعبدونه معه، أو يعبدونه مِن دون الله، فقال سبحانه: ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ﴾ [النساء: 36].

وجاءت دعوةُ الرسل عليهم السلام بذلك؛ قال الله تعالى: ﴿ وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ ﴾ [الأحقاف: 21].

 

والإشراك بالله تعالى كبيرةٌ مِن أعظم الكبائر؛ لما يلي:

1- نصَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم على أن الإشراكَ بالله أكبرُ الكبائر:

عن أبي بكرةَ رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ألا أنبِّئكم بأكبرِ الكبائر؟)) ثلاثًا، قالوا: بلى يا رسول الله! قال: ((الإشراكُ بالله، وعقوق الوالدين))، وجلَس وكان متكئًا فقال: ((ألا وقولُ الزور)) [3].

 

وعن أنس بن مالكٍ رضي الله عنه، قال: ذكَر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الكبائرَ - أو سُئل عن الكبائر - فقال: ((الشرك بالله، وقتل النفس، وعقوق الوالدين))، وقال: ((ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟))، قال: ((قول الزور - أو قال: شهادة الزور -))، قال شعبة: وأكبر ظنِّي أنه شهادة الزور [4].

 

وعن عبدالله بن عمرٍو رضي الله عنهما، قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، ما الكبائر؟ قال: ((الإشراك بالله))، قال: ثم ماذا؟ قال: ((ثم عقوق الوالدين))، قال: ثم ماذا؟ قال: ((اليَمين الغَموس))، قلت: وما اليمين الغَموس؟ قال: ((الذي يقتطع مالَ امرئٍ مسلمٍ، هو فيها كاذبٌ)) [5].

 

وفي لفظٍ [6]: عن عبدالله بن عمرٍو رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الكبائر: الإشراكُ بالله، وعقوق الوالدَين، وقتل النفس، واليمين الغَموس)).

 

وعن أبي أيوب رضي الله عنه: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن جاء يعبُد الله لا يشرك به شيئًا، ويقيم الصلاة، ويؤتي الزكاة، ويصوم رمضان، ويجتنب الكبائر - فإن له الجنةَ))، وسألوه: ما الكبائر؟ قال: ((الإشراك بالله، وقتل النفسِ المسلمة، وفرارٌ يومَ الزحف)) [7].

 

وقال طيسلة بن مياسٍ رحمه الله: كنتُ مع النَّجداتِ، فأصبت ذنوبًا لا أراها إلا مِن الكبائر، فذكرتُ ذلك لابن عمر، قال: ما هي؟ قلت: كذا وكذا، قال: ليست هذه من الكبائر، قلت: وأصبتُ كذا وكذا، قال: ليس من الكبائر، هن تسعٌ وسأعُدُّهن عليك: الإشراك بالله، وقتل نَسَمةٍ، والفرار من الزحف، وقذف المحصَنة، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، وإلحادٌ في المسجد، والذي يستسخر، وبكاء الوالدين مِن العقوق.

 

قال طيسلة: لما رأى ابنُ عمر فَرَقي قال لي: أتفرَقُ النار، وتحبُّ أن تدخل الجنة؟ قلت: إي والله، قال: أحيٌّ والدُك؟ قلت: عندي أمي، قال: فوالله لو ألَنْتَ لها الكلام، وأطعمتَها الطعامَ، لتدخُلَنَّ الجنةَ، ما اجتنبتَ الكبائر" [8].

 

وعن عُبيد بن عميرٍ رحمه الله قال: الكبائر سبعٌ، ليس منهن كبيرةٌ إلا وفيها آيةٌ مِن كتاب الله؛ الإشراك بالله منهنَّ: ﴿ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ ﴾ [الحج: 31]، و﴿ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا ﴾ [النساء: 10]، و﴿ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ﴾ [البقرة: 275]، و﴿ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ ﴾ [النور: 23]، والفرار مِن الزحف: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ ﴾ [الأنفال: 15]، والتعرُّب بعد الهجرة: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى ﴾ [محمد: 25]، وقتل النفس" [9].

 

2- نصَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم على أن الإشراك بالله مِن أعظمِ الذنوب:

عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، قال: سألتُ النبي صلى الله عليه وسلم: ((أيُّ الذنب أعظم عند الله؟ قال: ((أن تجعَلَ لله ندًّا وهو خلَقك))، قلت: إن ذلك لعظيمٌ، قلت: ثم أيُّ؟ قال: ((وأن تقتُلَ ولدَك تخاف أن يطعَمَ معك))، قلت: ثم أي؟ قال: ((أن تُزانِيَ حليلةَ جارك)) [10].

 

وفي روايةٍ [11]: قال: ونزلَتْ هذه الآية تصديقًا لقولِ رسول الله صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ ﴾ [الفرقان: 68].

 

3- نصَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم على أن الإشراكَ بالله مِن الموبِقات:

عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: ((اجتنبوا السبعَ الموبِقاتِ))، قيل: يا رسول الله، وما هن؟ قال: ((الشركُ بالله، والسِّحر، وقتل النفس التي حرَّم الله إلا بالحق، وأكل مال اليتيم، وأكل الربا، والتولي يوم الزحف، وقذفُ المحصَنات الغافلات المؤمنات)) [12].

 

4- مَن أشرَك بالله عز وجل، فقد توعَّده الله بالعذاب الأليم، والخلود في نار الجحيم:

قال الله تعالى: ﴿ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ﴾ [المائدة: 72].

وقال جل شأنه: ﴿ وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الفرقان: 68 - 70].

 

5- اللهُ عز وجل قد يغفِر للعبد أيَّ ذنبٍ إلا الشِّركَ:

قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 48].

 

6- سمى اللهُ الشِّركَ ظلمًا عظيمًا:

قال الله تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ [لقمان: 13].

وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، قال: لما نزلت: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ ﴾ [الأنعام: 82]، شقَّ ذلك على المسلمين، فقالوا: يا رسول الله، أيُّنا لا يظلم نفسه؟ قال: ((ليس ذلك؛ إنما هو الشركُ، ألم تسمعوا ما قال لقمان لابنِه وهو يعظه: ﴿ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ [لقمان: 13]؟)) [13].

والشركُ شركانِ: أكبر، وأصغر.

 

والشرك الأكبر هو: صرفُ شيءٍ من أنواع العبادة لغير الله؛ مِن شجرٍ، وحجرٍ، وشمس، وقمرٍ، وإنسانٍ؛ كدعاء غير الله، والتقرب بالذبائح والنذور لغير الله، والخوف من الموتى اعتقادًا أنهم يضرُّون وينفعون، ورجاء غير الله فيما لا يقدِر عليه إلا اللهُ، ونحو ذلك.

وعند إطلاقنا لكلمة "الشرك" فإنما يراد بها الشركُ الأكبر غالبًا.

 

ومِن صور الشرك الأكبر:

1- الذبحُ لغير الله؛ قال الله تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأنعام: 162، 163].

وقال سبحانه: ﴿ وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ ﴾ [الأنعام: 121].

وقال سبحانه: ﴿ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ ﴾ [المائدة: 3].

 

وعن أبي الطُّفَيلِ عامر بن واثلةَ رضي الله عنه، قال: كنتُ عند علي بن أبي طالبٍ، فأتاه رجلٌ فقال: ما كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يُسرُّ إليك؟! قال: فغضِب، وقال: ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يُسرُّ إليَّ شيئًا يكتُمُه الناسَ، غيرَ أنه قد حدثني بكلماتٍ أربعٍ، قال: فقال: ما هن يا أمير المؤمنين؟ قال: قال: ((لعَن اللهُ مَن لعن والده، ولعن الله مَن ذبَح لغير الله، ولعن الله مَن آوى محدِثًا، ولعن الله مَن غيَّر منارَ الأرض" [14].

وقد عدَّ الذبحَ لغير الله في الكبائر: الذهبيُّ، وابن القيم، وابن نُجَيم، وابن حجر، والسيواسي- رحمهم الله [15].

 

2- النذر لغير الله؛ قال الله تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأنعام: 162، 163].

وقال الله تعالى: ﴿ قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ ﴾ [الأنعام: 145].

وعن عائشةَ رضي الله عنها، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن نذَر أن يُطيعَ اللهَ فليُطِعْه، ومَن نذَر أن يعصيَه فلا يعصِه)) [16].

 

3- الاستغاثةُ بغير الله، أو دعاءُ غيرِ الله؛ قال الله تعالى: ﴿ وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾[يونس: 106].

وقال سبحانه: ﴿ وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ﴾ [الجن: 18].

وقال سبحانه - عن نبيِّه إبراهيمَ -: ﴿ وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا ﴾ [مريم: 48].

 

4- الاستعاذةُ بغير الله؛ قال الله تعالى: ﴿ وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ﴾ [الجن: 6].

 

5- التبرُّكُ بشجرٍ أو حجَرٍ أو ميتٍ: عن أبي واقدٍ الليثي رضي الله عنه: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم لمَّا خرَج إلى حُنينٍ، مرَّ بشجرةٍ للمشركين يقال لها: ذاتُ أنواطٍ، يعلِّقون عليها أسلحتَهم، فقالوا: يا رسولَ الله، اجعَلْ لنا ذاتَ أنواطٍ كما لهم ذاتُ أنواطٍ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((سبحان الله! هذا كما قال قومُ موسى: ﴿ اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ ﴾ [الأعراف: 138]، والذي نفسي بيده، لتركَبُنَّ سنَّة مَن كان قبلكم)) [17].

 

ولا يظننَّ ظانٌّ أن الشركَ الأكبر لا يوجد في هذه الأمة في هذه الزمان الذي نعيشه، لا والله، إنه واقعٌ مشاهَدٌ، ولو أنك ذهبتَ عند قبر السيد البدوي في طنطا، أو قبر إبراهيم الدسوقي في كفر الشيخ، أو القبر المنسوب للحسين رضي الله عنه في القاهرة - لرأيتَ مسلمين يدعون غيرَ الله، ويستغيثون بغير الله، ويتبرَّكون بموتى لا يملِكون حولًا ولا قوةً، بل لوجدتَ بعضهم يظن أن هذا الميتَ ينفع ويضرُّ، وما هذا إلا بسبب انتشارِ الجهل، وقلة العلم، نسأل اللهَ أن يُصلِحَ أحوال المسلمين.

 

إنكار وجود الرب:

ذكَر بعضُهم في الكبائر: إنكار وجود الرب [18]، وهو داخلٌ تحت الشرك، ولا لحاجة لتخصيصه بالذِّكر في الكبائر، فلا أعلم دليلًا خاصًّا أذكُرُه به في الكبائر، وكل ذنبٍ هو كفرٌ بالله تعالى فهو كبيرةٌ عظيمةٌ ولا ريب، والله أعلم.



[1] "الزواجر" (1/ 4).

[2] الكبائر (22).

[3] ‏‏أخرجه البخاري (2654)، ومسلم ( 87).

[4] أخرجه البخاري (2653)، ومسلم (88).

[5]‏‏ أخرجه البخاري (6920).

[6]‏‏ أخرجه البخاري (6675).

[7] حسن بطرقه: أخرجه أحمد (5/ 413)، والنسائي (4009)، والحاكم (1/ 23).

[8] إسناده حسن: أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (8)، والطبري في "التفسير" (6/ 646)، وغيرهما. قلت: فيه طيسلة بن علي، ويقال: ابن مياس، وثقه يحيى، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وروى عنه غير واحد، وأخرجه البيهقي في "السنن" (3/ 409) مرفوعًا، وفيه أيوبُ بن عتبة ضعيفٌ.

[9] صحيح: أخرجه أبو عبيد في الأموال (531)، وابن زنجويه (770)، والطبري (6/ 643)، وغيرهم.

[10] أخرجه البخاري (4477)، ومسلم (86).

[11] أخرجها البخاري (4761).

[12] ‏‏أخرجه البخاري (2766)، ومسلم (89).

[13] أخرجه البخاري (3360).

[14] ‏‏أخرجه مسلم (1978).

[15] "الكبائر" ن1 (407)، "إعلام الموقعين" (6/ 572)، "شرح رسالة الصغائر" (50) ، "الزواجر" (1/ 350)، ولفظ الذهبي: مَن ذبح لغير الله تعالى، مثل أن يقول: باسم سيدي الشيخ.. وقال ابن حجر: الذبح باسم غير الله.

[16] أخرجه البخاري (6696).

[17] إسناده صحيح: أخرجه الترمذي (2180)، وأحمد (5/ 218)، وابن حبان (6702).

[18] "تحذير ذوي البصائر" (46).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الكبائر وحكم مرتكبها
  • الدعوة القرآنية إلى نبذ الكبائر والمحرمات
  • الدعوة إلى نبذ الكبائر والمحرمات
  • أكبر الكبائر
  • شرح حديث: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟
  • من الكبائر الشائعة بين المسلمين (2) الطيرة
  • من الكبائر الشائعة (3) الرياء
  • من الكبائر الشائعة (5) سب أحد من الصحابة رضي الله عنهم أو بغضه
  • من الكبائر الشائعة (6) غش المسلمين
  • علاقة الشرك بالإفساد في الأرض
  • تأثير الكبائر في إيمان العبد
  • حكم إمامة مرتكب الشرك الأكبر المنتسب للإسلام
  • من صور الشرك الأكبر (خطبة)
  • أخطاء من الشرك الأكبر

مختارات من الشبكة

  • أرجوزة تحذير كل سائر إلى العلا من خطر الكبائر نظم عصارة كتاب الكبائر للذهبي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من الكبائر الشائعة (8) غصب الأرض ولو شبرا(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من الكبائر الشائعة (7) هجر المرأة فراش زوجها وكفرانها إحسانه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من الكبائر الشائعة (4) إتيان الكهان والمنجمين تصديقا لهم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أكبر الكبائر : الشرك بالله تعالى! (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • حديث: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟(مقالة - موقع الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك)
  • سب الله ودينه أكبر الكبائر (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شرح حديث أبي بكرة: "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر"(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من أكبر الكبائر: القنوط من رحمة الله(مقالة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • من أكبر الكبائر: القنوط من رحمة الله(محاضرة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بعد عامين من البناء افتتاح مسجد جديد في قرية سوكوري
  • بعد 3 عقود من العطاء.. مركز ماديسون الإسلامي يفتتح مبناه الجديد
  • المرأة في المجتمع... نقاش مفتوح حول المسؤوليات والفرص بمدينة سراييفو
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/12/1446هـ - الساعة: 9:5
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب