• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المرأة في القرآن (1)
    قاسم عاشور
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (11)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    الإنصاف من صفات الكرام ذوي الذمم والهمم
    د. ضياء الدين عبدالله الصالح
  •  
    الأسوة الحسنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    أحكام المغالبات
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    تفسير: (ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تخريج حديث: الاستطابة
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    ثمرات الإيمان بالقدر
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    العشر وصلت... مستعد للتغيير؟
    محمد أبو عطية
  •  
    قصة موسى وملك الموت (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الشاكر، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (12)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    تلك الوسائل!
    التجاني صلاح عبدالله المبارك
  •  
    حقوق المسنين (2)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تعوذوا بالله من أربع (خطبة)
    عبدالله بن عبده نعمان العواضي
  •  
    حكم المبيت بالمخيمات بعد طواف الوداع
    د. محمد بن علي اليحيى
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / الآداب والأخلاق
علامة باركود

سوء الظن

سوء الظن
طه حسين بافضل

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 22/8/2016 ميلادي - 18/11/1437 هجري

الزيارات: 33901

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سوء الظن

مختصر الدروس في درء مكدرات النفوس (2)


أولًا: تعريفه:

لغة: السوء: مأخوذٌ من مادة (س و أ) التي تدلُّ على القبح، وخلاف السرور، ومنها: ساءَ يسوء، ومصدرها السَّوْءُ.

والظنُّ: الاعتقادُ الراجح مع احتمال النقيض، والظَّنين: المتَّهم، والظنَّة: التُّهمة، والظنون: سيِّئ الظن.

اصطلاحًا: سوءُ الظن هو: اعتقاد جانبِ الشرِّ، وترجيحُه على جانب الخير، فيما يحتمل الأمرين معًا.

 

ثانيًا: مصدره:

مقرُّه ومصدرُه القلب، بحيث يركنُ ويميل إلى خواطر سيئة عمن يسوءُ به، دون دليل واضحٍ، أو علم ثابت، أو مشاهدة بيِّنة.

 

ثالثًا: أنواعه:

1- سوءُ الظن بالله: قال تعالى: ﴿ بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا ﴾ [الفتح: 12]، يقول ابن القيم رحمه الله: "فأكثرُ الخلق، بل كلهم إلا من شاء الله يظنون بالله غيرَ الحق ظنَّ السوء؛ فإن غالب بني آدم يعتقدُ أنه مبخوسُ الحق، ناقص الحظِّ، وأنه يستحق فوق ما أعطاه الله، ومن فتَّش نفسه وتغلْغَلَ في معرفة دفائنها وطواياها، رأى ذلك فيها كامنًا كمونَ النار في الزِّناد، ولو فتَّشْت من فتَّشْته، لرأيت عنده تعتبًا على القدر، وملامةً له، واقتراحًا عليه خلافَ ما جرى به، وأنه ينبغي أن يكون كذا وكذا، فمستقلٌّ ومستكثرٌ".

 

وسبب ذلك: ضعفُ الإيمان بالله عزَّ وجل، والجهل به وبأسمائه وصفاته، وعدم التسليمِ بقضائه وقدره، والركونُ إلى وساوس الشيطان وهمزاته، والواجبُ على المسلم أن يُحسِن الظنَّ بربِّه؛ فإن ذلك من مقتضياتِ ولوازم الإيمان به سبحانه؛ فعن جابر رضي الله عنه قال: سمعت النبيَّ صلى الله عليه وسلم قبل موته بثلاث يقول: ((لا يموتَنَّ أحدُكم إلا وهو يحسنُ بالله الظنَّ))[1].

 

وقال النووي رحمه الله في شرح المهذَّب كما نَقلَهُ عنه صاحب عون المعبود شرح سنن أبي داود: "معنى تحسين الظن بالله تعالى: أن يظنَّ أن الله تعالى يرحمُه، ويرجو ذلك بتدبُّر الآيات والأحاديث الواردة في كرم الله تعالى وعفوِه، وما وعد به أهلَ التوحيد، وما سيبدلُهم من الرحمة يوم القيامة...".

 

2- سوء الظنِّ برسول الله صلى الله عليه وسلم: ويكون بالابتداع في دينِ الله سبحانه وتعالى، ومخالفة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول ابن الماجشون: "سمعتُ مالكًا يقول: مَن ابتدع في الإسلام بدعةً يراها حسنة، فقد زعم أن محمدًا صلى الله عليه وسلم خانَ الرسالة؛ لأن الله يقول: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ﴾ [المائدة: 3]، فما لم يكن يومئذٍ دينًا، فلا يكون اليوم دينًا".

 

3- سوء الظن بصحابته رضي الله عنهم: وهم خيرُ القرون كما وصفهم صلى الله عليه وسلم، ومَن أساء بهم الظنَّ، فقد قدح فيهم واتَّهمهم، ومن المُحال أن يُلحق بهم في شرف صحبة النبي صلى الله عليه وسلم وما فيها من الفضائل التي خصَّها بهم الله تعالى في كتابه، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم؛ إذ لم يوصفوا بكذبٍ أو نفاق، وقد صدقوا مع رسول الله، وأخلصوا دينَهم لله، وثبتوا مع نبيِّهم في كل المواقف والشدائد، ومع ذلك فهم بشرٌ يحصل لهم من الخطأ والمراجعة، ولكن لا يعني ذلك سبَّهم، وإساءة الظنِّ بهم، بل الكفّ عن التوغل فيما شجر بينهم، إلا إذا كان بقصد البحث والمدارسة وأخذ العبرة والفائدة، ولكن بدون سب أو قذف أو شتم ومن فعل ذلك، فقد أساء الظن بمربِّيهم ومعلِّمهم صلى الله عليه وسلم.

 

4- سوء الظنِّ بعلماء الشريعة: العلماءُ هم ورثةُ الأنبياء والمرسلين، لهم مكانتهم وقَدْرهم كما في ‫الحديث المشهور على الاختلاف في ثبوته: ((يَحمِلُ هذا العلمَ من كلِّ خلَفٍ عدولُه، يَنفون عنه تحريفَ الغالِين، وانتحالَ المُبطِلين، وتأويل الجاهلين))[2]

 

وفي الحديث الصحيح: ((إن الله لا يقبضُ العلم انتزاعًا ينتزعه من الناس، ولكن يقبضُ العلمَ بقبض العلماء، حتى إذا لم يُبقِ عالمًا، اتَّخذ الناس رؤوسًا جهَّالًا، فسُئلوا، فأفتَوا بغير علم؛ فضلُّوا وأضلُّوا))[3]، وهم بشرٌ ليسوا بمعصومين من الخطأ والزَّلل والوهم، وقد بيَّنوا ذلك بأنفسهم في كتبهم ومقرراتهم؛ لئلَّا يتَّخذهم الناس أربابًا من دون الله، فهم منارات هدًى، اجتهدوا بقدر استطاعتِهم، فيُنتقدَون ويُردُّ عليهم ولكن بالتي هي أحسن، مع حفظِ المكانة والاحترام والتقدير.

 

5- سوءُ الظن بالمسلمين: أن يَظنَّ بإخوانه المسلمين شرًّا، سواء كانوا أقرباءه وأرحامه، أم أصدقائه أم جيرانه أم عموم المسلمين، وأنهم لا يملكون من الخير إلا قليلًا، أو لا يملكون شيئًا؛ فيرى أفعالهم ذميمة، ومقاصدهم رميمة، وأن الحزم كل الحزم إساءة الظن بالناس متمثلاً قول الشاعر:

فلا تُحسِنِ الظنَّ الذي أنت أهلُه ♦♦♦ فما هو في كلِّ المواطن بالرُّشْدِ

 

وما أغرب قول آخر وهو يذم أقرباءه ويظن بهم سوءً:

أقاربك كالعقارب في أذاها
فلا تركن إلى عمٍ وخالِ
فكم عم أتاك الغم منه
و كم خالٍ من الخيرات خالِ

 

تنبيه: ويكون سوء الظن مباحاً في حالتين:

• إذا كان تجاه عدو واضح العداوة للمسلمين، كمن سماهم الله من اليهود والنصارى والمشركين والملحدين، فهؤلاء جميعاً عداوتهم ظاهرة للمسلمين، فلا يحسن الظن فيهم ولكن يحذرهم ويتيقظ لهم وينتبه لمخططاتهم ودسائسهم ومؤامراتهم.

 

• أو من كان مبرماً عداوة ظاهرة تجاه أخيه المسلم وشقاقاً ونزاعاً شيطانياً فهذا لا يُحسن الظنّ في تصرفاته وأفعاله، بل ينتبه لها ويحذرها، فقد يصله الأذى والمفسدة من سذاجة حسن ظنه بها، وقد كان يقول عمر رضي الله عنه: "لستُ بالخِبِّ، و لا الخِبُّ يخدعُني"، وقال علي بن إبي طالب رضي الله عنه: "الحذر كل الحذر من عدوك بعد صلحه فإن العدو ربّما قارب ليتغفل فخذ الحزم و اتّهم في ذلك حسن الظن". ومع ذلك شأن المسلم أن يقابل إساءة غيره بالإحسان ويعزم على الصفح والعفو رغبة في رفعة الدرجات عند رب البريات.

 

رابعًا: من أسبابه:

1- التنشئة السيئة، فالآباء يزرعون سوء الظن في نفوس أبنائهم بالاقتداء أو بالتوجيه والتحذير.

2- الصحبة الفاسدة التي تعمِّق النظرة القاتمة للمسلمين فتزرع في القلب سوء الظن تجاههم.

 

3- الوقوع في المعاصي والشبهات، فيُسقِطُ العاصي حاله السيِّئ عليهم، وقد قال عثمان بن عفان رضي الله عنه: ودَّتِ الزانية لو أن نساءَ الحيِّ كلَّهنَّ زوانٍ".

إذا ساءَ فعلُ المرء ساءتْ ظنونُه
وصدَّق ما يعتادُه من توهُّمِ
وعادى محبِّيه بقولِ عُداتِه
فأصبح في ليلٍ من الشكِّ مُظلمِ

 

4- ضعفُ التمسك بآداب الإسلام في معاملة الخلق؛ والرحمة بهم، واحترام الكبير والشفقة على الصغير، وحب الخير لهم لاستجلاب رحمة الله وخيره.

 

5- عدم التخلُّص من أوهام الماضي وصفحاته السيِّئة، والولوج على الحاضر بسَعةِ الأُفقِ ونظرة التفاؤل والأمل بالتغيير إلى الأحسن..

 

6- التسرع والعجلة في الحكم إذا سمع شيئاً يسوؤه عن أخيه وكان الأولى أن يتريث ويصبر حتى يتثبت.

7- عدمُ إدراك الآثار المترتِّبة على سوء الظنِّ بالناس، والانجرار وراء أحكامه الفاسدة.

 

خامسًا: علاماته وأماراتُه:

1- نفرةُ القلب وكراهيته لمن ظنَّ به ظنَّ السوء.

2- التقصيرُ في حقوق الآخرين وإكرامهم.

3- التفسير الخاطئ لكل عملٍ صالح يقوم به أخوه المسلم، وأن مرادَه سيئ وليس لوجه الله تعالى والدار الآخرة.

4- استبعادُ نصر الله للمؤمنين، وتوقُّع الهلاك والهزيمة في كل معركة مع الأعداء في ميادين المواجهة بشتَّى صورها.

 

سادسًا: ثمراته وآثاره:

1- التجسُّس على عباد الله؛ إذ القلب لا يقنعُ بالظن، ويَطلبُ التحقيق، وهذا منهيٌّ عنه؛ لقوله تعالى: ﴿ وَلَا تَجَسَّسُوا ﴾ [الحجرات: 12].

2- التعرُّض لغضب الربِّ تبارك وتعالى وسخطه وعدم رضاه.

3- تنغيصُ العيش، وإضاعة العمر بلا فائدةٍ، مع سيطرة القلق والهمِّ على النفس، مما يُوقِعُ في فعل المعاصي والذنوب.

4- وقوعُ العداوة والبغضاء بين المؤمنين لنُفرتِهم من سيِّئ الظن وعدم مخالطته؛ فيتفرق الصف المسلم ويضعف.

5- وإذا استفحل الأمر وازدادت نسبة سوء الظن، قد يصل إلى حد تخوينه وتكفيره وربما إلى سفك دم المظنون به سوءً.

 

سابعًا: حكمه: وهو على مرتبتين:

الأولى: سوء الظن بالله ورسوله وصحابته والعلماء الربانيين:

1- فإن كان بالله عزَّ وجل، فقد عده العلماء من الكبائر، كما في الزواجر للهيتمي حيث قال: الكبيرةُ الحادية والأربعون والثانية والأربعون: سوءُ الظنِّ بالله تعالى، والقنوط من رحمتِه؛ أخرج الديلمي وابن ماجه في تفسيره أنه صلى الله عليه وسلم قال: ((أكبر الكبائر سوءُ الظن بالله عز وجل))[4].

 

2- وكذلك سوء الظن برسول الله صلى الله عليه وسلم فهو من كبائر الذنوب وسبيل إلى الإبتداع والضلال، ومن ثم الابتعاد عن هديه وحوضه يوم القيامة ففي الحديث عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ مَنْ مَرَّ عَلَيَّ شَرِبَ، وَمَنْ شَرِبَ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا، لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونِي، ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ، فَأَقُولُ: إِنَّهُمْ مِنِّي، فَيُقَالُ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ، فَأَقُولُ: سُحْقًا، سُحْقًا، لِمَنْ غَيَّرَ بَعْدِي))[5].

 

3- ويلحق به سوء الظن بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم وهو من قبيل السب والشتم لهم وقد جاء في فضلهم والتحذير من أذيتهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تسبوا أصحابي، لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مُدّ أحدهم ولا نصيفه))[6] وفي عدم الخوض فيما شجر بينهم: يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله موضحا عقيدة أهل السنة والجماعة: "ويمسكون عما شجر بين الصحابة، ويقولون إن هذه الآثار المروية في مساوئهم منها ما هو كذب، ومنها ما قد زيد فيه ونقص، وغُيِّرَ عن وجهه، والصحيح منه هم فيه معذورون؛ إما مجتهدون مصيبون، وإما مجتهدون مخطئون.."، ثم قال: "ولهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما يصدر عنهم إن صدر، حتى إنهم يغفر لهم من السيئات ما لا يغفر لمن بعدهم؛ لأن لهم من الحسنات التي تمحو السيئات مما ليس لمن بعدهم..".

 

4- وبعد الصحابة رضي الله عنهم العلماء الربانيين الذين شهدت لهم الأمة بالعلم والصدق والإخلاص والاستقامة على الوسطية والاعتدال فلا يجوز ويحرم سبهم وشتمهم وتخوينهم وإتهامهم ظلماً وزوراً وبهتاناً لمكانتهم ومنزلتهم في تبليغ شريعة الله والرد على من يتهجم عليها ويتنقصها ويحاول تنحيتها عن واقع الحياة، فهم في ثغر عظيم وجليل، ينبغي احترامهم وتوقيرهم والرد عليهم بالعلم والحجة والبرهان فيما أخطأوا وزلت أقدامهم فيه.

 

الثانية: عامة المسلمين: فهو محرَّم وإثم؛ إذ أسرارُ القلوب لا يعلمها إلا علَّام الغيوب؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ﴾ [الحجرات: 12]، وقد عدَّ الهيثمي رحمه الله سوء الظنِّ بالمسلم الذي ظاهره العدالة من الكبائر، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((إياكم والظنَّ؛ فإن الظنَّ أكذبُ الحديث، ولا تجسَّسوا ولا تحسَّسوا، ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عبادَ الله إخوانًا))[7].

 

ثامنًا: علاجه:

1- تعميقُ الإيمان بالله وتقويتُه في القلب، والتفقُّه في آداب الإسلام في النَّجوى والحكم على الآخرين.

2- الصحبةُ الصالحة التي تقرِّب إلى الله، وتُحبُّ الخيرَ للناس، وتُحسِنُ الظنَّ بهم.

3- متابعة الآخرين له؛ فمن الوالدين بالتوجيه والإرشاد، ومن إخوانه المسلمين بالنصح والتعليم.

4- مجاهدةُ النفس، ومغالبة الشيطان، وردُّ وسوسته، وترسيخ مفهوم خطورة إطلاق التُّهم على الآخرين جزافًا.

5- تذكُّر عاقبة ذلك من حصول غضبِ الله عليه، وصدود الناس عنه، وكلُّ ذلك كفيلٌ بالخسارة الفادحة في الدارين، نسأل الله العافية والسلامة.

 

المراجع:

• لسان العرب لابن منظور

• زاد المعاد؛ لابن قيم الجوزية.

• الروح؛ لابن قيم الجوزية.

• إحياء علوم الدين؛ لابي حامد الغزالي.

• موسوعة الأخلاق الإسلامية؛ موقع الدرر السنية على الإنترنت.

• الزواجر عن اقتراف الكبائر؛ لابن حجر الهيتمي.

• عون المعبود شرح سنن أبي داود؛ محمد أشرف العظيم آبادي.



[1] أخرجه أحمد برقم: (14171) و(14439) و(14586)، ومسلم برقم: (7331) و(7332).

[2] أخرجه البيهقي عن إبراهيم بن عبدالرحمن العذري، برقم: (20911)، وصححه الألباني في مشكاة المصابيح برقم: (248) 1 /82.

[3] أخرجه البخاري: برقم (100) و(7307)، ومسلم برقم: (6893).

[4] رواه ابن مردويه مرفوعاً عن ابن عمر انظر(فتح الباري 411 /10).

[5] أخرجه البخاري برقم: (6212)، ومسلم برقم: (2290 ).

[6] أخرجه البخاري برقم: (3673)، ومسلم برقم: (6580) و(6581).

[7] أخرجه البخاري برقم: (5143) و(5144)، ومسلم برقم: (6628).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • سوء الظن ( حقيقته وخطره )
  • حسن الظن واجتناب سوء الظن
  • سوء الظن (خطبة)
  • سوء الظن (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • ظن السوء (2) المنافقون وظن السوء(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
  • دسائس السوء الخفية وسوء الخاتمة(محاضرة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • دسائس السوء الخفية وسوء الخاتمة (خطبة)(مقالة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • أسباب سوء الخاتمة .. مصاحبة الأشرار وأهل السوء(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • سوء العذاب وسوء الدار(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
  • خطبة عن سوء الظن بالمسلمين(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الشك وسوء الظن وأثرهما في العلاقة بين الأزواج(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • تقديم سوء الظن على حسن الظن(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سوء الخاتمة وحسن الخاتمة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سوء الظن بالآخرين (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 29/11/1446هـ - الساعة: 21:31
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب