• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المرأة في القرآن (1)
    قاسم عاشور
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (11)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    الإنصاف من صفات الكرام ذوي الذمم والهمم
    د. ضياء الدين عبدالله الصالح
  •  
    الأسوة الحسنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    أحكام المغالبات
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    تفسير: (ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تخريج حديث: الاستطابة
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    ثمرات الإيمان بالقدر
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    العشر وصلت... مستعد للتغيير؟
    محمد أبو عطية
  •  
    قصة موسى وملك الموت (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الشاكر، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (12)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    تلك الوسائل!
    التجاني صلاح عبدالله المبارك
  •  
    حقوق المسنين (2)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تعوذوا بالله من أربع (خطبة)
    عبدالله بن عبده نعمان العواضي
  •  
    حكم المبيت بالمخيمات بعد طواف الوداع
    د. محمد بن علي اليحيى
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / عقيدة وتوحيد
علامة باركود

الولاء والبراء.. حوار بين الشيخ والتلميذ

فرحان العطار

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 27/7/2016 ميلادي - 21/10/1437 هجري

الزيارات: 13855

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الولاء والبراء .. حوار بين الشيخ والتلميذ

 

انفضَّ الطلاب من حول الشيخ الوقور الذي بقي جالسًا في مكانه وقد لاحظ شابًّا في آخر المسجد، وأيقن بفِراسته بأن شيئًا ما يحير هذا الشاب!

 

قام واستقبل القِبلة وصلى ركعتين خاشعتين، فلما انفتل من صلاته إذا بالشاب واقفًا على رأسه، فابتسم الشيخ ابتسامة الواثق من ظنه!

 

كان الشاب مطرق الرأس، وما كان يخفى على الشيخ ما كان يغلِبه من الحياء؛ فاستقبله بنظرة حانية دافئة غلَبت كثيرًا مما كان يشعر به من قلق واضطراب، مما دفعه إلى أن يتقدم ويقول بصوت متحشرج:

• السلام عليكم.

• وعليكم السلام.

 

عمَّ المكانَ صمتٌ قاتل زاد من حالة القلق، حتى شعر الشاب بالغثيان، وتعسرت ولادة الكلمات، فتدخل الشيخ لاحتواء الموقف، وقال:

• كيف حالك يا بني؟!

 

كان هذا بمثابة جسر العبور بالنسبة للشاب، وكأن الشيخ قد أعطاه مفتاحًا للدخول في الموضوع، فقال مستعجلًا:

• بخير.

ما زال الشاب قلقًا، فأدخله الشيخ في الموضوع مباشرة.

• تفضل يا بني، وكأن هناك ما يُقلقك؟!

• نعم.

• إذًا قل!

• يا شيخ، هناك ما حيرني!

• ما هو يا بني؟

• لقد حضرتُ الخُطبة بالأمس وكانت عن الولاء والبراء.

• وما في ذلك؟!

• لا، لا شيء، ولكني يا شيخ..خـ..خشيتُ على ديني!

• عندها اعتدل الشيخ في جلسته، وزاد اهتمامه، وقال متعجبًا: خشيتَ على دينك؟!

• نعم والله يا شيخ، حتى إني لم أستطع أن أنام البارحة.

• وما الذي جعلك تخشى على دينك؟!

• لقد قال في خطبته كلامًا خطيرًا.

• مثل ماذا؟

• لا أذكر، ولكن ما فهمته أن الأمر خطير، وأن عدم العمل به ربما ينقُضُ ديني كلَّه!

• حينها أطرق الشيخ متفكرًا في هذه الحقيقة التي يعرفها جيدًا، ثم رفع رأسه وقال: فماذا تريد إذًا؟

• أريد حقي!

• ذهل الشيخ، وقال: ما حقك؟!

 

• هل تعلم يا شيخ أن هذه هي الخطبة الوحيدة التي سمعتها عن الولاء والبراء في حياتي؟! أين ما أُخِذ عليكم من الميثاق بتبليغ هذا الدين ونشره؟! ألا ترى مظهري وسلوكي وكأنه لا يمتُّ للإسلام والمسلمين بصلة؟!

 

• أطرَق الشيخ واجمًا وهو يهزُّ رأسَه مكتفيًا بالسكوت.

• هل تعلم يا شيخ أن الله أنقذني بهذه الخطبة وأنا في بلاد المسلمين، فكيف بمن في مشارق الأرض ومغاربها!

• صدقتَ يا بني! ووالله، إن الولاء والبراء قد أصبح كغيره من القضايا الكبرى كالجهاد والحُكْم بغير ما أنزل الله و..و.

 

• التي قل مَن يتكلم ويُبين الحق فيها.

• نعم نعم.

• والسبب؟!

• تنهَّد الشيخ بشكل ينم عن حسرة وألم، ثم قال: إنه الركونُ للدنيا والخوف يا بني!

• حتى لا نُتَّهَم بالتطرف والتكفير والهمجية، وحتى لا نتعرض للاتهام والإيذاء!

• نعم، ولكن ليس الجميع هكذا.

• ولكن أين هم! أين صوتهم وأثرهم؟!

 

• وأين أنت وأمثالك؟! لِم لا تقرأ القرآن؟! ألم تعلم بأنه مليء بهذا الأصل؛ حتى ربما لا تحتاج معه إلى شرح؟!

• ولكن يحتاج إلى تذكير؟!

• نعم، أكيد.

• إذًا، فأين واجب التذكير؟

• دعنا من هذا كله، وقل: ما الذي تريده؟!

• أريد أن تعلِّمَني عقيدة الولاء والبراء؛ فأنا جاهل بها، وأنت عالم؛ فعلِّمْني.

• مِن أين تريد أن نبدأ؟ من تعريفها؟

• لا، لا، سؤال قبل الدخول في الموضوع.

• تفضَّل.

• هل صحيح بأن التفريط في الولاء والبراء من نواقض: لا إله إلا الله؟

• التفريط له عدة صور، بعضها لا ينقض التوحيد.

• وبعضها؟!

• تنقضه عروةً عروةً.

• جحظت عينا الشاب، وفتح فاه مذهولًا وهو يقول: ألهذا الحد؟!

• نعم يا بني! والقرآن واضحٌ وصريح في هذا.

• وكيف؟!

 

• ألم تسمع قوله تعالى: ﴿ لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمران: 28]، هذا أمر مِن الله؛ فما عاقبة مَن تعدى عليه ولم يعمل به، أتدري؟!

 

• لا.

• الإجابة في نفس الآية: ﴿ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ ﴾ [آل عمران: 28]، أتدري ما معنى ذلك؟

• وكأنه أول مرة يسمعها، قال: نعم.. يعني.. يعني.

• يعني أن الله بريء منه، أرأيت؟!

• الشاب أذهلته الآية التي أغرقته ببيانها وصراحتها وصرامتها، حتى أوقف ذهوله عبارة راعبة!

• ليس هذا فقط.

• ماذا؟

• بل هناك الكثير!

• مثل ماذا؟

 

• أما قرأتَ قوله تعالى في سورة المائدة: ﴿ تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ ﴾ [المائدة: 80].

 

• يا لله! سخَطُ اللهِ وعذابه والخلود في ناره! ألهذا المصير يقود تولي الكافرين ومظاهرتهم؟!

• نعم يا بني؛ فالأمر ليس بالشيء السهل، بل يحتاج إلى تعلُّم وعمَل، وتذكير ومجاهدة.

• اعتدل الشاب في جلسته، وقال: أجل..أجل..إن الأمر خطير، وغفلتنا عنه أخطر..

• صدقت يا بني! والآن دعني أشرح لك معنى الولاء والبراء.

• تفضل، ويا ليت الشرح يكون واضحًا ومبسطًا و!

• نعم نعم، سيكون كذلك، وبالتدريج، ونبدأ بمعنى الولاء والبراء.

• تفضل شيخنا.

• الولاء يجمع عدة معانٍ، منها: الحب، والنُّصرة، والقُرب.

فالحب في القلب.

والنصرة بالمال واليد والفِعل.

والقُرب بالجسد والفكر.

 

• نعم شيخنا؛ فهذا تفصيل واضح وسهل في الحب والنصرة، ولكن القرب ما هو دليلكم؟

• هذا يتضح بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنا بريء مِن كل مسلم أقام بين أظهُرِ المشركين..))؛ رواه أبو داود.

 

• حسنًا يا شيخ، هناك مَن يقول بأن العالم اليوم أصبح كقرية، وهناك من يسافر إلى بلاد الكفار ويقيم فيها بغرض الدراسة، أو طلب الرزق، أو السياحة، أو غيرها؟!

 

• أما مَن يقول بأن العالم اليوم أصبح كقرية، فنعم، ولكن هذا لا يبرر مخالفة، أو يُسقط حكمًا ثابتًا، بل هذا مما يحفز المسلم للاجتهاد في الدعوة وتبليغ هذا الدين.

 

• والسفر والإقامة في بلادهم؟

• اشترط العلماء لها ثلاثة شروط.

• جميل.

• الشرط الأول: أن يكون لديه من العلم ما يدفع به الشُّبَهَ والضلالات.

• والشرط الثاني.

• أن يكون عنده من الدِّين ما يدفع به الفِتَن والشهوات.

• والثالث.

 

• والشرط الثالث: الضرورة والحاجة؛ كأن تكون إقامته للدعوة إلى الله ونشر الإسلام، أو أن تكون دراستُه في مجال أو تخصُّص يحتاجه المسلمون، ولا يوجد في بلادهم، أو علاج لا يوجد إلا عندهم، وهكذا..

 

• ولكن كثير من المسلمين اليوم يعيشون في البلاد الغربية الكافرة؟!

• لا يجوز السفرُ ولا الإقامة في بلادهم إلا لضرورة تقدَّر بقدرها، ويشترط إظهارُ الدِّين وإعلانه، ومَن خالف ذلك فقد ظلَم نفسه!

 

• والدليل؟

• ألا يكفي الحديث السابق!

• بلى، بلى، إذًا الولاء خاص بالمسلمين، فيكون المؤمن محبًّا لهم بقلبه، ناصرًا لهم بما يستطيع، مخالطًا وقريبًا منهم، أليس كذلك؟

 

• بلى.

• إذًا، دَعْني أستنتج معنى البراء!

• تفضل.

• أولًا: الولاء للمؤمنين، والبراء يكون من الكافرين.

• صحيح.

تعريف البراء يكون بضد تعريف الولاء.

• كيف؟!

 

• حاوَل أن يتذكر معنى الولاء، ثم قال: البراء يكون بالبُغض، وعدم نصرتهم، والبُعد عنهم.

• ضحك الشيخ، وقال: جميل، ها أنت أتقنت الدرس جيدًا؛ فالبُغض ضد الحب، وعدم النصرة ضد نصرتهم.

 

• والبُعد ضد القُرب.

• ضحك الشيخ والشاب معًا.

• ولكن هات الدليل يا شيخ!

 

• جميل؛ فقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ ﴾ [التوبة: 73]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً ﴾ [التوبة: 123].

 

• والآية: ﴿ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ ﴾ [الفتح: 29].

• نعم في سورة الفتح، وقوله تعالى: ﴿ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴾ [المائدة: 54].

• إذًا، هذا تعريف الولاء والبراء؟!

• نعم.

• وماذا بعد؟

• قاعدة ننطلق منها.

• تحمَّس الشاب وقال: نَعم.

• لا بد أن تعرف أن الحب والبُغض في القلب هو الأساس.

 

• كيف؟

• يعني: لا بد أن تحب في الله، وتُبغِض في الله في قلبك، ثم تترجم هذا الحب والبغض في الولاء لمن تحب، والبراء ممن تُبغض، هل فهمت؟

 

• بدأت الصورة تتضح، ولكن تحتاج لشيء من التوضيح.

• نعم، أليس هناك مَن ينتمي إلى حزب سياسي فيحب ويُبغض بناءً على هذا الحزب.

• بلى، وهذا يعني أن الحب والبغض أولًا لا بد أن يكونا على أساس صحيح.

• أحسنت، لا بد أن يكون الحب والبغض في القلب لله أولًا.

• يعني بأن مَن كان حبه وبُغضه لحزب أو مذهب أو طائفة أو فريق أو..

• نعم أو جنسية أو وطنية أو قومية، فإنه لا يستقيم له الولاء والبراء.

• لأن أساسه ومنطلقه غيرُ صحيح.

• أحسنت؛ فالأساس هو الحب والبُغض في الله؛ هذه القاعدة الأولى.

• واضح.

• ثم لا بد مِن ترجمة ذلك إلى فعل وواقع ملموس.

• كيف؟!

 

• ﴿ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ ﴾ [الممتحنة: 1]، وقوله: ﴿ إِلَّا تَفْعَلُوهُ ﴾ [الأنفال: 73] في سورة الأنفال.

• لا شك بأن مجيء الفعل في ثنايا آيات الولاء والبراء دليل على أهميته، أليس كذلك؟!

• أحسنت.

• جميل، اكتملت الصورة الآن بين الباطن والظاهر؛ فما القاعدة الثالثة؟!

• أن يحبَّ المسلمين حبًّا عامًّا؛ لإسلامهم، ويُبغِض الكافرين بُغضًا عامًّا؛ لكفرهم.

• آه، واضح.

• وهذا الحد الأدنى الذي يجب أن يعتقده كل مسلم.

• إذا كان هذا الحد الأدنى، فيعني أن هناك حدًّا أعلى، فما هو؟

• أحسنتَ، وأعلى درجاته هو الجهاد في سبيل الله.

• أوووه...ذروة السنام.

• استنباط رائع، وقد ذكر الله عز وجل أعلى درجات الولاء وأعلى درجات البراء في آية واحدة.

• جميل.

 

• ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ... ﴾ [المائدة: 54].

• فأين درجة الولاء هنا؟

 

• ﴿ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ﴾ [المائدة: 54].

• ﴿ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ [المائدة: 54] أعلى درجات البراء.

• صحيح، فهذه آية عظيمة؛ نِصفها في الولاء، والنصف الآخر في البراء.

• هكذا انتهينا مِن القاعدة الثالثة.

• وهي الحب العام، والبُغض العام.

• نعم.

• القاعدة الرابعة هي التفصيل في الحب، والتفصيل في البُغض.

• دعنا نجعل لكل واحد منهما قاعدة؛ لنتدرج.

• حسنًا، ولنبدأ بقاعدة الحب والولاء للمؤمنين، كيف يكون؟!

• جميل.

 

• لا بد أن تعرف أن المؤمنين ينقسمون إلى قسمين: مَن قام بأمر الله، وانتهى عما نهى الله عنه، ولم يتعدَّ حدودَه.

• والقسم الثاني: هم مَن قصَّر في أداء الأمر، أو تجاوز إلى فعل المعصية.

• أحسنت؛ ﴿ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا ﴾ [التوبة: 102].

• كيف أفرِّق بينهم؟!

• نعم، فالقسم الأول لهم الحب والولاء الكامل في الله؛ لأنهم أطاعوا الله طاعة كاملة، واستقاموا على أمره.

• واضح، والقسم الثاني؟

 

• هم مَن خلطوا، وقصَّروا، وتجاوزوا بعض الحدود؛ فهؤلاء لهم حبٌّ من جهة إيمانهم وطاعتهم، وبغضٌ من جهة ذنوبهم ومعصيتهم.

 

• وهل يمكن هذا؟ أعني التبعيض؛ كأنْ أحبَّ شخصًا وأبغضَه في آنٍ واحد؟!

• دعني أضرب على هذا مثالًا لتتضح الصورة.

• يا ليت يا شيخ.

• شخص مسلم مصلٍّ ومتصدق، ولكنه يشرب الخمر، فماذا تفعل معه؟

• أحبه؛ لأنه مسلم، ويشهد أن لا إله إلا الله، وأُبغِض ما فيه من معصية، أليس كذلك؟!

• بلى، أحسنت.

• انتهينا من القاعدة الرابعة.

• نعم، والقاعدة الخامسة هي التفصيل في بُغض الكافرين.

• نعم، وكما قلنا بأن حب المؤمنين ينقسم إلى قسمين، فكذلك البراء من الكافرين ينقسم إلى قسمين.

• جميل.

 

• وقد جاء تفصيلها في سورة الممتحنة، في قوله: ﴿ لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ... ﴾ [الممتحنة: 8].

 

• آه، وكأني أول مرة أسمعها.

• صدقت يا بني، وهنا تبرز عظمة القرآن في بيان هذا الأصل العظيم؛ فقسمهم الله إلى قسمين.

• دعني أذكرهما!

• بكل سرور.

• الأول: هم الذين لم يحاربونا في دِيننا، ولم يخرجونا مِن ديارنا.

• والثاني.

• مَن حاربونا في ديننا، وأخرجونا من ديارنا، وظاهَروا على إخراجنا.

• أحسنت، ولكن هل لاحظت؟!

• ماذا؟

 

• لم يقل في القسم الأول: أن تولَّوْهم، ولكن قال: ﴿ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ﴾ [الممتحنة: 8]، وأما القسم الثاني فنهى وحذر من توليهم: ﴿ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [الممتحنة: 9].

 

• ماذا يعني هذا؟!

• يعني أن الله نهانا عن موالاة القسمين.

• آه.. فكيف فرَّق بينهما إذًا؟!

• نعم، وهذه نقطة مهمة، وربما لا يفهمها الكثير.

• صحيح.

• فالبُغض واجب في حق الفريقين.

• فما الفرق بينهما إذًا؟

• فرق بين الموالاة وبين المعاملة.

• جميل.

• فالموالاة نرجع للقاعدة الأولى، وهي الحب والنصرة، أتذكر؟

• نعم.

• فهذه لا نصيب لكافرٍ منها البتة.

• أووه.

• وأما المعاملة، فما يحتاج له البشر من بيع وشراء، وصناعة وتجارة وغيرها، فهذه جائزة.

• جميل.

 

• فغيرُ المحاربين أمَرنا الله بمعاملتهم بالبر، وهو المعاملة بالحسنى، والتلطف معهم، ومعاملتهم بالقِسط، وهو العدل، وإيصال الحقوق.

• حسنًا يا شيخ، ألا يدل البر والصِّلة والإحسان إلى شخص على مودته ومحبته، أو يستلزم ذلك؟!

 

• سؤال مهم، والجواب بأنه لا يدل عليه، ولا يستلزمه؛ فقد يُحسِن الشخص ويصل مَن لا يحبه، بل وقد يُبغِضه.

• هل ثمة مثال؟

• المرأة البغيُّ التي سقت كلبًا؛ فالمرء قد يُحسِن إلى حيوان لا يحبه، وربما يكون مفترسًا؛ فهل يستلزم هذا حبَّه ومودَّتَه؟!

 

• أبدًا.

• فغير المحارب نعامله بالبر والإحسان من غير حب ولا مودة.

• والمحاربون!

• أُمرنا بإظهار العداوة لهم، والغلظة عليهم، وإعلان ذلك.

• آه.

• ولا بد من مراعاة تعاليم الإسلام مع كلا الفريقينِ.

• مثل ماذا؟!

• المسلم لا يكذِب، ولا يغدِر، ولا يظلِم.

• ما أجملَ دِينَنا!

• نعم يا بني، ولكننا نجهل حقيقته.

• ولكن يا شيخ، هنا سؤال.

• تفضل.

• التعايش كلمة نسمعها كثيرًا في زماننا، فما المقصود منه؟

• نعم، صدقت، وهذا من المصطلحات المحدَثة، التي تحتاج إلى منهج شرعي في التعامل معها.

• ولكن لا مشاحة في المصطلحات.

• صحيح، ولكن السؤال: ماذا يقصد بهذا المصطلح؟

• يعني، لا بد من معرفة قصده مِن استخدامه.

• نعم، فإذا كان مقصده شرعيًّا صحيحًا، قبِلْناه، وإلا رددناه.

• ممكن توضيحها.

 

• نعم، عيش الناس مع بعضهم البعض وتعاملهم سنَّة كونية؛ فأكثر المأكولات والملبوسات والآلات الحربية ونحوها تتبادل بين المسلمين وغيرهم، فهذا معنًى صحيح للتعايش يتفق عليه الناس.

 

• جميل.

• وكذلك ما يحصل من حوار ونقاش بين الناس، والدعوة للإسلام، فهو يدخل في هذا المعنى، وهذا مطلَب شرعي.

• فما المشكلة إذًا في إطلاق لفظ التعايش؟!

• المشكلة عند انتقال هذا المصطلح إلى معانٍ ودلالات ولوازمَ تمَسُّ عقيدةَ المسلمين ودِينهم.

• مثل ماذا؟

 

• مثل استعمال هذا المصطلح في إلغاء الفارق العقَدي والشرعي والسلوكي بين المسلمين والكفار، أو إضعافه، ومِن ثم الذوبان في الآخر، أو التنازل عن بعض القضايا التي جاء بها الإسلام، بحجَّة التعايش.

 

• لا شك يا شيخ أن التعايش بمثل هذا المفهوم يعتبر في صالح الغرب بحُكم حضارته وقوته.

• وهذا ما يفسر طرحه اليوم بقوة من قِبَل المنهزمين وأذناب الغرب.

• كذلك يقول بعضهم: إن طرح موضوع الولاء والبراء يسبِّب نُفرة وحاجزًا عن الإسلام!

 

• يبتسم الشيخ متعجبًا، ويقول: وهل تسبَّب الارتماء في أحضانهم والتركيز على التسامح وتمييع الدين دخولَهم في دِين الله أفواجًا؟!

• أبدًا.

 

• بل ينقلب إلى ضده؛ مِن احتقار المسلمين، واحتقار دِينهم.

• سينسب ضعفهم وهزيمتهم إلى ضعف دينهم، الذي لو كان قويًّا، لكانوا أقوياءَ.

• صحيح، وكذلك مِن طبيعة البشر احترام الشخص الذي لديه مبدأ وعقيدة يجهر بها، ويعتزُّ بمبادئها.

• إذًا نحن بين طرَفَيْ نقيض!

 

• الغُلاة الذين يجعلون جميع الكفار في سلة واحدة، وأن التعامل معهم لا يكون إلا بالغلظة والجفاء، والحرب والقتل!

• ويقابلهم المنهزمون، الذين يرون أن الولاء والبراء لا يصلُحُ طرحه في زماننا، ولا بد من استبدال مصطلحات أخرى به، تتضمَّن إلغاءَه ومحوَه؛ فقد وصَل العالم إلى مرحلة لا يحتاج فيها للولاء والبراء!

 

• صحيح...والحق بينهما أبلج واضح واسع، يرى مناراتِه مَن ابتغاه وطلبه، وهذه هي الوسطيَّة.

• واضح شيخنا، إذًا دعني ألخِّص القاعدتينِ الأخيرتين.

• نعم.

• أولًا: أن الله فرَّق بين المحاربين وغير المحاربين.

• أحسنت.

• وفرَّق بين الموالاة والمعاملة.

• نعم.

• فالمحاربون لا موالاة ولا معاملة بالحسنى.

• وغير المحاربين؟

• معاملة بالحسنى، وتحرُمُ موالاتهم.

• أحسنت؛ فالقسمان لا يجوز حبهم ولا نصرتهم، وأُمرنا بأن نُبغِضَهم ولا نظلِمَهم.

• ودعوتهم إلى الإسلام!

 

• هذا هو الغاية والهدف، والله أرسَل رسوله رحمة للعالمين، وليس من الرحمة في شيء تنفير الكافرين بإساءة معاملتهم، والتجهُّم في وجوههم!

 

• وخاصة أنهم مسالمون، ولم يظهروا العداوة لنا!

• أحسنت، ولكن لا بد من قاعدة هنا.

• جميل؛ فمِثل هذه القواعد تساعدني في الفهم.

 

• أن اللطف والرفق المأمور به لغير المحارب هو كل رفق ولطف لا يُفهم منه علوُّ الكافر على المسلم، أو مودتُه وحبه ونصرته، أو الشعور بالذِّلة والصَّغار.

 

• فماذا يقصد إذًا؟

• يقصد بذلك ترغيبهم ودعوتهم للإسلام، الذي به نجاتهم في الدنيا والآخرة.

• فإذا عاملهم بالحسنى قبِلوا دعوتَه.

• أو سمعوها وفهموها؛ فتكون الحجة قد قامَتْ عليهم.

• وهنا قاعدة!

• جميل.

• أن عمل القلب من الحب للمؤمنين والبغض للكافرين يجب أن يكون كاملًا غير ناقص!

• لماذا؟

• لأن هذا الحب والبُغض من لوازم الإيمان، وعمل القلب لا عذرَ لأحد في التقصير فيه.

• والجوارح؟

• تتفاوت حسب ما مر بنا سابقًا بين الكافر المحارب المظهِر العداوة للمسلمين، وبين المسالِمين منهم!

• جميل، ولكن يبقى سؤال؟

• هاتِه.

• كيف نجمع بين هذا وأمر الله بطاعة الوالدين، ولو كانا مشركينِ؟!

• سؤال مهم، ولكن قبل الإجابة عليه فاسمح لي بهذه المقدمة.

• بكل سرور شيخنا.

• لو أن أحدًا أخطأ في حق والدك أو أهلك أو وطنك، هل كنت تحبه؟!

• بكل تأكيد: لا.

 

• إذًا، فلتعلم أن أي كافر مهما كانت درجة كفره، قد سبَّ الله عز وجل وانتقصه؛ بسَلْبِ أعظم حق لله تعالى؛ بالكفر والشرك به سبحانه وتعالى.

 

• أووووه.

• نعم، ولهذا مِن عدل الإسلام ومحاسنه أن أمَر اللهُ ببر الوالدين، ولو كانا كافرين، ولكن في غير معصيةِ الله؛ لأن حقَّه سبحانه وتعالى مقدَّم على كل حق.

• هل نرجع هنا لقضية التعامل التي ذكرناها مع غير المحاربين؟!

• نعم، أمرنا الله ببِرِّهم، وحُسن معاملتهم، والإحسان لهم بالنفقة والخدمة ونحوها.

• حسنًا، يا شيخ، سؤال؟

• تفضل.

 

• بعض الكفار ربما أميل له بسبب تميُّزه في جانب معين؛ كلاعب كرة محترف، أو أخلاقه حسنة، وتعامله لطيف، أو لمساعدته ونصرته للفقراء والمستضعَفين..

• أو يكون قد أحسن لك، أو نحو ذلك.

• نعم يا شيخ، فهل أنا مأمور ببُغضهم على كل حال؟!

• نعم، هنا قاعدة مهمة.

• جميل.

 

• هي ما يسمى بـ: الحب الفطري؛ كأن أحبَّ شخصًا أحسَن لي، أو عاملني بلطف، أو حصل بيني وبينه موقف ما.

• نعم.

• هذا الحب الفطري لا إشكال فيه، وهو حب فطريٌّ لا يلام الإنسانُ فيه، ولكن لا يسترسل معه.

• كيف يا شيخ؟!

• ما نراه مِن تجاوزات في تعلُّق بعض الشباب ببعض الكفَرة.

• كأن يقلِّدَهم، أو يتأثر بهم، أو يعظِّمَهم.

• هذا ليس حبًّا فطريًّا، هنا وقع في المحظور، وانتقص مِن دِينه على حسب ذلك.

• لاحظتُ بأنك أسميته "حب"، وليس "ولاء".

• صحيح؛ لأن الولاء لا حظ لهم فيه، كما سبق معنا، وهذا الحب فطريٌّ وعفويٌّ.

• دعنا ننتقل لجانب آخر.

• عفوًا! دعنا نعرج على قضية مهمة!

• بكل سرور.

• إباحة الزواج مِن الكتابية؛ لأن البعض يجعلها سُلَّمًا لهدم الولاء والبراء.

• صحيح شيخنا، ويقول: كيف لا يحبها ولا يوَدُّها وهي زوجته وأم ولده؟!

 

• صحيح، مع أنها واضحة من خلال السياق العام الذي ذكرناه فيما سبق، ولكن دَعْني أجعلها بنقطتين أو ثلاث؛ حتى لا أطيل عليك.

• نعم.

 

• أولًا: هذه الإباحة مقيدة بالكتابية فقط، مما يعني أن غير الكتابية لا يجوز الزواج بها إطلاقًا.

• ومعنى ذلك؟

 

• له عدة معانٍ، منها أن هذا الأمر مقيد، وليس على إطلاقه، كما يحاول البعض إشاعته، بل له شروط وضوابط لا بد من مراعاتها.

• جميل.

 

• كذلك معاملة الزوجة لا تنفكُّ عن معاملة الوالدينِ من جهة البِرِّ والإحسان والحب الفطري الطبيعي، الذي تقوم به الحياة الدنيا، بدون أن يمس ذلك دِيانة المرء، أو ينقصه، بل ربما يزيده ويرفعه الله به.

• يعني مَن يتساءل عن الزواج بالكتابية نقول له: تعجب أيضًا من أمر الله ببر الوالدين والإحسان لهما وهما كافران.

 

• نعم، وهذه كهذه.

• جميل شيخنا، اتضحت الصورة الآن.

• كل ما مضى كان نظريًّا، ولكن السؤال المهم يا بني هو: ما هي صور الولاء للكافرين؟!

• نعم، وهذا ما يختلج في صدري، ما هو الشيء الذي إذا فعلته أصبحت مواليًا لهم؟

• نعم، وهو أمر محزن، عندما نرى انتشار هذه المظاهر، كما سترى! وآثاره كارثية على المسلمين!

• ألهذا الحد شيخنا؟!

• بل وأكثر من ذلك، ودعني هنا أفتح لك نافذة تتأمَّل من خلالها.

• جميل.

• الولاء والبراء هو الخط الأول للدفاع عن الأمة في كل مكان.

• عجيب.

 

• نعم، وتأمل قوله تعالى في سورة الأنفال: ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ ﴾ [الأنفال: 73]؛ فالتفريط في الولاء والبراء يتسبَّب في الفتنة والفساد الكبير.

 

• سبحان الله! ولكن عفوًا على السؤال: فهل من الممكن أن توضح أكثر هذه النقطة؟

• مثال، وتتضح لك الصورة!

• جميل.

 

• تخيَّل لو انتفضت الأمَّة برمَّتها للقضية الفلسطينية، وقامت بواجب ما يستحقه أهل فلسطين من الولاء والنصرة، ألا يعتبر هذا ردعًا لكل من تسول له نفسُه الاعتداءَ عليهم أو سَلْبَ حقهم!

 

• بلى والله.

• ولكن لما تخلى المسلمون عن واجب النصرة لهم، كانت الفتنة في الأرض والفساد الكبير..أرأيت نتيجة التفريط في عقيدة الولاء والبراء وآثاره الكارثية!

 

• أطرق الشاب رأسه في ذهول واستغراب، ولم ينطق من هول المفاجأة.

ساد صمت قصير أرجاء المكان، وقطعه الشيخ بقوله: إنها الحقيقة.

• حقًّا إنها تدمي القلب...هل من نافذة أخرى؟!

• نعم، ولكن لا بد من تنبيه!

• نعم.

 

• حِفظ دماء المسلمين وأعراضهم وأموالهم وأمنهم واجتماع كلمتهم والحرص على ذلك: مِن أركان الموالاة ولوازمها التي لا تنفكُّ عنها!

 

• هل هذه قاعدة ثابتة لا يمكن تجاوزها؟

• نعم، لا يمكن تجاوزها أبدًا تحت أي تبرير؛ لأنها مِن مقاصد الإسلام العظمى.

• وهذا يدل على أن عقيدة الولاء تحفظ مصالح المجتمعات المسلمة، وجَبْهتهم الداخلية أيضًا!

• بكل تأكيد؛ فلا تسمح لأحد كائنًا من كان بالعبث بالأمن أو الدماء، أو الأموال والممتلكات، تحت أي تبرير.

 

• إذًا الولاء والبراء يجعل المسلمين قوة خارجية لا يستهان بها، وفي نفس الوقت يحفظهم داخليًّا بحفظ أمنهم، واجتماع كلمتهم، وعصمة دمائهم وأعراضهم وأموالهم.

• صحيح.

 

• سبحان الله! لم أكن مدركًا لهذه العظمة! وهذه صورة مشرقة بعد تلك، هل ثم نافذة أخرى؟!

• نعم.

• أتمنى ألا تكون مؤلمة!

• لا أظن، ودعني أقربها لك بمثال.

• جميل.

• رجل ينتمي إلى حزب علماني وآخر ينتمي إلى حزب ديني، وهناك قضية ما للنقاش.

• حجاب المرأة مثلًا.

• فليكن، ألا تستطيع أنت أو غيرك أن تعرف الخطوط العريضة لكل رأي؟

• بلى.

• كيف عرفتَ؟!

• لا أدري، ولكنها نتيجة بدهية!

 

• هل يمكن لرجل علماني متعصب أن يدافع عن حجاب المسلمة ضد آخر متدين يهاجم الحجاب ويدعو إلى خلعه!

• لا يمكن.

• لأن الإطار العام للحزب والفكر الذي يتبناه ويؤمن به هذا الرجل يفرض عليه التقيد بالإطار العام.

• وإلا لتم طردُه وإقصاؤه عند المخالفة.

 

• سبحان الله! هذا حزب أرضي ويرسم خطوطًا عريضة لا يسمح بتجاوزها! ثم يطالبون ممن ينتسب إلى الدين الذي نزل من السماء أن يكون هلاميًّا بلا قواعد ولا خطوط حمراء!

• صحيح يا شيخ.

 

• وهكذا تجد المسلمين في كل مكان يتفقون على مبادئ وأطر يتمايزون بها عن غيرهم.

• صحيح.

• مما يثمر انتماءً وانحيازًا وميلًا قد لا نستطيع وصفه.

• هذا واقع ومحسوس شيخنا، فلنأخذ صورًا من الموالاة؛ حتى نكون منها على حذَر.

• أولًا التشبه بهم في الملبس والمظهر وأسلوب الحياة.

• هذا منتشر.

• نعم بسبب الجهل والانبهار بمظاهر التحرر والانفتاح.

• وهل التشبه بهم خطير إلى هذا الحد؟!

• نعم؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَن تشبَّه بقوم، فهو منهم))، أرأيت؟!

• أوووه.

 

• وقد قال الله عز وجل: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ﴾ [المائدة: 51]، ثم ﴿ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ﴾ [المائدة: 51].

• هكذا إذًا!

 

• أتدري ما قال الله بعدها؟!

• لا.

• ﴿ فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ.. ﴾ [المائدة: 52].

• ما معنى هذا؟

 

• أي: يقول المنافقون والذين ضعُف إيمانهم: نخشى أن تكون الغلَبةُ لليهود والنصارى؛ فنريد أن تكون لنا يد تشفَعُ لنا عندهم!

• يعني: يتقربون لهم ويَذِلُّون لهم؛ خشية على مستقبلهم.

 

• بزعمهم، ولكن الدافع لهم هو النفاق، ومرض القلوب، فيبذلون دِينهم؛ لتسلَمَ دنياهم.

• طيب يا شيخ، ما حُكم التشبُّه بهم؟

• دَعْنا نوضح أولًا معنى التشبُّه وضابطه.

• جميل.

• التشبه هو المحاكاة؛ فإذا حاكيتَ غيرك في قوله أو فعله أو في سائر شؤونه..

• فإنك متشبِّه به.

• نعم.

• ولكن العالم اليوم اختلف واختلط الناس بعضهم ببعض.

• نعم، وهذا مما يوجب علينا معرفة أحكامه بشكل أكبر وأدقَّ.

• صدقت، ولكن يا شيخ، ما ضابطه؟

• كل ما كان من خصائص الكفار الدينية والعادية، فإنه يحرُمُ مشابهتهم فيها مطلقًا.

• ولو كان بدون قصد؟

• نعم، ولو كان بدون قصد.

• أووه.

• فلا يلبَس أحدٌ قلادةً أو ملابسَ عليها الصليب ثم يقول: لا أقصد.

• نعم، نعم.

• لأن هذا من شعائرهم الدينية.

• حسنًا، أنت ذكرت عاداتهم أيضًا، فما تقصد بهذا؟

• نعم، أقصد أمورهم العادية الخاصة بهم.

• كطريقة لبسهم مثلًا.

• نعم، أو أكلهم، أو شُربهم أيضًا.

• أليس هذا من الأمور المشتركة بين البشر يا شيخ؟!

 

• نعم، نعم، ولكن إذا كان الكفار يتميزون بطريقة خاصة بهم، مَن رآها يميزهم ويعرفهم بها، فمَن حاكاهم وقلدهم في هذه العادة الخاصة بهم، فإنه قد تشبَّه بهم.

 

• حسنًا، إذا انتشرت هذه العادة يا شيخ وأصبحت عادة عند المسلمين أيضًا؟

• أحسنت، وهنا قاعدة مهمة في هذا الباب.

• جميل يا شيخ.

 

• أن ما كان مِن باب العادات، إذا انتفى عنها صفة الخصوصية وصارت مشتركة بينهم وبين المسلمين، فإنها ليست من التشبُّه.

• آه، واضح يا شيخ، ولكن هل نستطيع تطبيق هذه القاعدة على العبادات أيضًا؟!

 

• لا، لا يمكن يا بني، فعندما ينتشر الصليب مثلًا في العالم، أو بعض طريقتهم في صلاتهم، أو عباداتهم، فلا يعني هذا الانتشار خروجه من التشبه، بل هو من صميم التشبه.

 

• إذًا، هناك فرق بين التشبه في العادات والتشبه في العبادات.

• نعم، أحسنت.

• فالتشبه في العادات إذا صار مشتركًا بين المسلمين والكفار، فلا يعتبر تشبهًا.

• نعم.

• وأما العبادات، فالتشبُّه حاصل بمحاكاتها، بغض النظر عن أي اعتبار آخر.

• أحسنت يا بني.

• حسنًا يا شيخ، هل يعني هذا أن التشبه في العبادات أخطر من التشبه في العادات؟

• نعم، نعم، لا شك في ذلك، ولكن لا بد من تنبيه.

• آه، جميل.

• ليس هذا دعوة للتساهل في التشبه بعاداتهم، بل كلا النوعينِ خطرٌ على الدين، أتدري لماذا؟

• لماذا؟

• لأن التشبُّه بهم في الظاهر يورِث مشاكَلة وموافَقة في الباطن، وهنا مكمَن الخطر.

• قد تؤدي إلى تعظيمهم ومحبة ما هم عليه.

• نعم، وهذا ضد مراد الله عز وجل؛ لأن دِينهم وعباداتهم باطلة، وعاداتهم فاسدة.

• فلا نحتاج لشيء من عاداتهم ولا عباداتهم.

• أحسنت يا بني؛ فقد أكمل الله لنا الدين، وأتم علينا نعمته، والحمد لله.

• الحمد لله..هل ترى يا شيخ أن نتوقف هنا ونكمل في الأسبوع القادم أو الذي بعده؛ فقد أخذتُ من وقتك الكثير.

• على بركة الله، وسيكون معنا صور أخرى تعتبر مِن نواقض الإسلام.

• مثل ماذا؟

• مثل محبتهم لأجل دِينهم، أو اعتقاد صحة دينهم، أو عدم كفرهم، أو التوقف فيه، أو تمني انتصارهم على المسلمين.

• نحتاج تعلُّمها والتذكير بها.

• لا شك، وسنتعرض لها بإذن الله.

• قام الشاب وقبَّل الشيخَ على رأسه، ثم خرج من المسجد.

• • •

 

• انتهى الشيخ من درسه، وانفضَّ الطلاب من حوله، غير بقية تسأل وتستفتي وتسلم، ثم انصرف الجميع، ولم يتبقَّ سوى شاب بشوش، أقبل على الشيخ، ولم يعرفه حتى أمعن النظر فيه جيدًا، وقال: أأنت صاحبي؟!

• ضحك الشاب، وقال: نعم.

• لقد تغيرتَ بشكل كبير خلال وقت وجيز، حتى إني لم أكد أعرفك!

• ارتسمَتْ على محياه علامات الخجل وهو يقول: الحمد لله.

• نعم، الحمد لله، ولكن ما سر هذا التغير الكبير؟!

• إنه الولاء والبراء.

• ارتسمت علامات الذهول على الشيخ الذي اعتدل في جلسته مرددًا: الولاء والبراء!

• نعم، ولعلك لا تدري يا شيخ مدى أثره في نفسي.

• وكيف ذلك؟

• هل تصدق يا شيخ أني لم أبِتْ ليلة في حياتي كما بتُّ تلك الليلة التي جلست فيها معك!

• نعم نعم - وكأنه يستزيده.

 

• لما انصرفت من عندك، عكفت على كتابة ما جرى بيني وبينك، ثم تأملت فيه طويلًا، حتى عادت بي الذاكرة إلى سنين من حياتي كنت منغمسًا في جحيم حضارة الغرب الكافر، منبهرًا بما توصلوا له من رقيٍّ وتقدم، حتى سجدت سجودًا ما تلذذت بمثله في حياتي...ثم تهدج صوته وانفجر باكيًا!

 

• سكت الشاب، وسكت الشيخ، وساد الهدوء.

• رفع الشاب رأسه مستطردًا: حين تأملت في كلامك وشرحك، عزمت على التطبيق مباشرة، وتخلَّصت من كل هيئة تدل على تأثري بتلك الثقافة البائسة، وراجعت شريط ذكرياتي بنيَّة التخلص من كل شائبة تمتُّ لها بصلة، ورفعت رأسي بنشوة النصر، التي يغمرها الفرح ابتهاجًا بحمل هذا الدين الذي كأني ما عرفته إلا بالأمس!

 

• ثبتك الله يا بني.

• لقد كنت منبهرًا بحضارتهم! حريصًا على الطنطنة بلغتهم! متلهفًا على تقليد حياتهم وأسلوبهم، محبًّا لهم، ومصادقا ومجالسًا لهم، بل ربما تكون معرفتي بتقويمهم وأيامهم وشخصياتهم أكثر من معرفتي بتاريخنا ورجالاتنا!

 

• سبحان الله!

• لم أكن مدركًا توغل هذه المظاهر في نفسي حين أتيتك، وكنت أظن أني سأسمع كلمات وعظية عابرة ثم أرجع بعدها لِما كنت عليه من قبل، لم أكن أتوقع.. أتوقع..ثم يدخل في نوبة من البكاء..

 

• أطرَق الشيخ متأثرًا من صدق هذه الكلمات وحرارتها، وهو يقول: نعم.

• كنت أظنها ستمر كما مر غيرها، ولم أتوقع أنها ستستقر في نفسي وقلبي.

• الحمد لله، الحمد لله.

 

• نعم، الحمد لله على هذه الهداية، ووالله يا شيخ لم أكن أظن أن عقيدة الولاء والبراء لها هذا التأثير والسلطان والقوة في التغيير.

• سبحان الله!

• لم أعلم أنها ستزرع في نفسي هذه العزة والأنفة، والتميُّز والثقة.

 

• يهز الشيخ رأسه بتفكُّر وتأمُّل.

• نعم والله، وحيث إن من لا يشكر الناس لا يشكر الله عز وجل، فإني أشكرك على هذا البيان الضافي، والنبع الصافي، الذي أوردتني له، وأسقيتني منه؛ فشكر الله لك، وبارك في علمك.

 

• والشكر موصول لك يا بني! فإن هذا التأثير الذي لمسته فيك قد أذهلني! وما كنت أظن أنها ستبلُغُ بك هذا المبلغ!

• هل تجاملني يا شيخ؟!

 

• أبدًا أبدًا يا بني، بل أقول ما أقول بصدق وبطعم الحسرة والفرح!

• ولماذا الحسرة يا شيخ؟

• بطعم الحسرة! لأني لم أكن مستوعبًا لحجم عقيدة الولاء والبراء، ومدى تأثيره في تغيير الإنسان قلبًا وقالبًا بهذه السرعة والعمق والقوة!

 

• أصحيح؟!

• نعم والله يا بني! كان أكثر ما لدي هو التنظير والمعلومات، ثم ترجمتها أنت إلى واقع ملموس.

• ضحك الشاب فرحًا بهذا الإطراء مستغربًا!

• ربما لا تعلم حجم تأثيرك في نفسي، والذي قد لا يقل عن حجم تأثيري فيك!

• الشاب معترضًا: عفوًا يا شيخ، ولكن الشيخ يقاطعه بحدة وحرارة.

 

• بلى، بلى، وسأبدأ الاهتمام من جديد بكل ما يتعلق بديني وشعائره العظمى، التي قد نحسن تقريرها، ولكن ربما نفشل في تنزيلها على أنفسنا وواقعنا.

• جميل.

 

• ولا أكتمك سرًّا باكتشاف قصور كبير!

• عجيب.

• لأن القرآن عندما يعرض لأي قضية، فإنه يتناولها بشكل شمولي، ثم نركز نحن على جانب أو جانبينِ فقط!

• ممكن تفصيل ذلك شيخنا؟

 

• خذ مثالًا على هذا! في آخر سورة المجادلة: ﴿ لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ... ﴾ [المجادلة: 22]، ثم يقف أكثرنا عند نصف الآية ولا يكملها.

 

• مع أنها في صميم الموضوع.

• بل بشارة لكل مَن كان حبُّه وبُغضه لله وفي الله: ﴿ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [المجادلة: 22]، هل سمعت بأفضل مِن هذه البشارات؟!

 

• سبع بشارات، الواحدة منها خير من الدنيا وما فيها.

• ولذا؛ فإني لا أبالغ في حجم تأثيرك في نفسي، وعمق ذلك فيها، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله عز وجل؛ فشكر الله لك وبارك فيك يا بني..

 

• عفوًا شيخنا.. قد أتحفتَني بعلمك، ثم بكرمك.

• لا، لا، إنها الحقيقة، وليس غيرها؛ ولذا فلديَّ طلب وحيد!

• انتفض الشاب موافقًا، وقال: طلبُك أمرٌ.

• أكرمك الله يا بني، ولكن أتذكر حين كنتُ شيخًا وأنتَ الطالب؟

• وما زلتَ يا شيخ!

• فقبَّلتَني على رأسي!

• هذا بعض حقك يا شيخ، ولكن ما المناسبة؟!

• المناسبة: أنت اليوم شيخي، واستفدتُ منك ما لم أكن أدركه.

• فقاطعه الشاب مشدوهًا: أتقصد أن.. أن... هذا مستحيل يا شيخ.

قام الشيخ وقبَّل الشابَ على رأسه، ثم قبَّله الشاب على رأسه، وتعانقا، ثم خرجا من المسجد بإيمانٍ كالجبال.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الولاء والبراء
  • ثلاثية في الولاء والبراء
  • الشبهات المتعلقة بعقيدة الولاء والبراء
  • تطبيقات معاصرة على معقد الولاء والبراء
  • الولاء والبراء من لوازم لا إله إلا الله
  • معنى الولاء والبراء وكيفيته
  • مفهوم الولاء والبراء
  • حديث: نهى عن بيع الولاء وهبته

مختارات من الشبكة

  • الولاء والبراء بين الغلو والجفاء (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حديث: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الولاء وعن هبته(مقالة - موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد)
  • معقد الولاء والبراء في الإسلام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الولاء والبراء في الشريعة الإسلامية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الولاء والبراء (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حول كلمة (الولاء للوطن)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الميراث بالولاء(مقالة - موقع أ.د. مصطفى مسلم)
  • تمييع الولاء والبراء بين النقل والعقل (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • خطبة: الولاء والبراء(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الولاء والبراء (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 29/11/1446هـ - الساعة: 21:31
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب