• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / السيرة والتاريخ
علامة باركود

كيد الأعداء ومكرهم (1) تاريخ المكر والكيد

الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 21/7/2016 ميلادي - 15/10/1437 هجري

الزيارات: 62010

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

كيد الأعداء ومكرهم (1)

تاريخ المكر والكيد

 

الحمد لله العليم الحفيظ، القوي المتين؛ ﴿ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [يونس: 3] نحمده فهو المحمود في الأرض وفي السماء، المذكور في كل الأزمان والأحوال، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ له في خلقه شؤون يقضيها، وله في عباده أقدار يمضيها، وله في شرائعه أحكام يفرضها ويبينها، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله؛ بشر المؤمن بأن أمره كله يؤول إلى خير "...إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ" فلا يجزع مؤمن من بلاء أحاط به، ولا يبطر بنعمة تجددت له، وهو متقلب بين الصبر والشكر، ونائل بذلك عظيم الأجر، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.

 

أما بعد:

فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، وتوكلوا عليه فمن توكل عليه كفاه، ولوذوا به فلا حمى إلا حماه، وثقوا بوعده فإنه سبحانه لا يخلف الميعاد، وأنيبوا إليه فإنكم في حاجة إليه، وعلقوا به قلوبكم فلا حول للعبد ولا قوة إلا به  ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ﴾ [الطلاق: 2- 3].

 

أيها الناس:

الكيد والمكر لفظان يدلان على خطر يحيط بمن قصد بهما، كما يدلان على جبن وعجز من يتخلق بهما؛ لأن من شأن العلاقات بين البشر أن تكون واضحة، ولا تلجأ إلى المكر والكيد. ولذا لم يذكر هذان اللفظان في حق الله تعالى إلا على وجه المقابلة ﴿ وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ المَاكِرِينَ ﴾ [آل عمران:54] ﴿ إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا * وَأَكِيدُ كَيْدًا ﴾ [الطارق: 15، 16] أي: أن الله تعالى يمكر بمن يمكر به وبأوليائه، ويكيد بمن يكيد به أو بهم. ومقابلة الماكر أو الكائد بمكره وكيده، وقلبه عليه يمدح ولا يذم، وإنما الذم في الاستسلام لكيد العدو ومكره؛ ولذا قال سبحانه ﴿ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾ [الأنفال: 30] وقال سبحانه ﴿ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ ﴾ [يوسف: 52].

 

والتخلق بالكيد والمكر، والابتداء بهما؛ كان صفة أعداء الرسل عليهم السلام، فما من نبي ولا أتباع نبي إلا كاد بهم أعداؤهم ومكروا بهم، وتلك سنة ماضية في القرون يلقاها أتباع الرسل من أعدائهم، وفي هذا يقول الله تعالى ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴾ [الأنعام:123] ففي كل زمان وفي كل مكان وفي كل مدينة وفي كل قرية مجرمون يكيدون بأهل الإيمان ويمكرون بهم، ويسعون لاجتثاثهم، ويؤذونهم في دينهم.

 

فقوم أول الرسل نوح عليه السلام مكروا به مكرا عظيما، وصفه الله تعالى بقوله ﴿ وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا ﴾ [نوح:22] وكُبَّاراً: مُبَالَغَةٌ في وصف المكر، أَيْ كَبِيرًا جِدًّا، وَقَدْ كَانُوا يُدَبِّرُونَ الْحِيلَةَ لِقَتْلِ نُوحٍ وَتَحْرِيضِ النَّاسِ عَلَى أَذَاهُ وَأَذَى أَتْبَاعِهِ.

 

وفي مكر قوم صالح عليه السلام به قال الله تعالى ﴿ وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ ﴾ [النمل: 50، 51].

 

وكان هود عليه السلام يعلم ما يدبره أعداؤه له من الكيد العظيم بسبب دعوته إلى التوحيد، وبراءته من شركهم؛ ولذا تحصن في مواجهة كيدهم بالتوكل على الله تعالى ﴿ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ * مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ * إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [هود: 54 - 56].

 

والخليل عليه السلام كاد به قومه كيدا عظيما بسبب تحطيمه لأصنامهم، ودعوتهم إلى توحيد الله تعالى، وبلغ من كيدهم أن أصدروا حكما بحرقه وهو حي أمام الناس، فرد الله تعالى كيدهم عليه، وحفظ سبحانه نبيه عليه السلام من شرهم ﴿ قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ * قُلْنَا يَانَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ * وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ ﴾ [الأنبياء: 68 - 70] وفي آية أخرى ﴿ فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الأَسْفَلِينَ ﴾ [الصَّفات:98].

 

والكليم موسى عليه السلام ناله من فرعون أعظم الكيد، فجمع له السحرة وخاطبهم يأمرهم أن يكيدوا بموسى عليه السلام أمام الملأ، ويسقطوا دعوته في قلوب الناس، قال فرعون كما حكى الله تعالى عنه ﴿ فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ اليَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى ﴾ [طه:64] وفي آية أخرى ﴿ فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى ﴾ [طه:60] ولكن العاقبة كانت وبالا على فرعون وجنده، وقلب الله تعالى كيدهم عليهم، ورد مكرهم إليهم، فآمن سحرتهم، وخروا لله تعالى سجدا، وكسر كيد فرعون أمام ملئه ومملكته، وصدق الله تعالى حين قال ﴿ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ ﴾ [غافر:37] أي: خسران وهلاك.

 

أحاط به كيده، ورد عليه مكره، فخسر دنياه وآخرته، خسر سلطانه وهيبته، ومات غريقا حقيرا ذليلا، وخسارته في الآخرة أشد وأعظم.

 

والمسيح عليه السلام مكر به كفار بني إسرائيل، وأجمعوا على صلبه أمام الناس، فنجاه الله تعالى من كيدهم، ورد مكرهم عليهم، وألقى شبهه على واحد منهم، ورفعه إليه عزيزا كريما، وفي مكرهم بعيسى قال الله تعالى ﴿ وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ * إِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ﴾ [آل عمران: 54- 55].

 

وأما نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فقد مكر به المشركون واليهود والمنافقون، وأجمعوا كيدهم ضده، فحاولوا قتله أكثر من مره، وسموه وسحروه وأخرجوه، وعذبوا أتباعه، وصدوا عن دعوته، وما تركوا مكرا إلا مكروه، ولا كيدا إلا فعلوه، وفي هذا يقول الله تعالى ﴿ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ المَاكِرِينَ ﴾ [الأنفال:30] وأمره الله تعالى أن يتحداهم ومكرهم، وأن يعلن توكله عليه سبحانه وتعالى ﴿ قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنْظِرُونِ * إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ ﴾ [الأعراف: 195-196].

 

وكان عاقبة أولئك المتآمرين من صناديد مكة الذين مكروا بالنبي صلى الله عليه وسلم ليقتلوه أو ليحبسوه أو ليخرجوه أن الله تعالى مكر بهم، ورد عليهم كيدهم، فجرهم إلى بدر ليصرعوا فيها ﴿ أَمْ يُرِيدُونَ كَيْدًا فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ المَكِيدُونَ ﴾ [الطُّور:42] قال البغوي في معناها: ﴿ أَمْ يُرِيدُونَ كَيْداً ﴾: أي: مَكْرًا بِكَ لِيُهْلِكُوكَ، ﴿ فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ ﴾، أَيْ: هُمُ الْمَجْزِيُّونَ بِكَيْدِهِمْ، يُرِيدُ أَنَّ ضَرَرَ ذَلِكَ يَعُودُ عَلَيْهِمْ، وَيَحِيقُ مَكْرُهُمْ بِهِمْ، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ مَكَرُوا بِهِ فِي دَارِ النَّدْوَةِ فَقُتِلُوا بِبَدْرٍ.

 

وإذا تقرر أن جميع الرسل عليهم السلام قد مكر بهم أقوامهم، وكادوا بهم، ونال أولى العزم منهم أشد الكيد والمكر؛ علم أن الأصل في الكفار والمنافقين أنهم يكيدون بالمؤمنين، ويمكرون ضدهم، فإذا وجد ذلك الكيد والمكر علم أن الدعوة دعوة حق؛ لأن الأعداء لم يرضوا عنها، ويريدون اجتثاثها. وإذا لم يكن ذلك الكيد والمكر فليعلم صاحب الدعوة أن دعوته بها خلل منع عنها كيد الأعداء ومكرهم.

 

وإذا علم أن مكر الكفار المنافقين بالمؤمنين سنة ماضية إلى يوم القيامة فعلى المؤمنين أن لا يجزعوا منه ولا يخافوا ﴿ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ ﴾ [النحل:127] ولا يتنازلوا عن شيء من دينهم لاتقائه، بل يواجهونه بالتوكل على الله تعالى، والاعتصام به، واجتماعهم على كلمة سواء؛ فإن كيد الكفار ومكرهم لا يمضي في المؤمنين إلا في حال اختلافهم وفرقتهم وتمزقهم  ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ﴾ [آل عمران: 103].

 

وقد قال سبحانه في كيد الكفار  ﴿ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ﴾ [غافر: 25] وفي آية أخرى ﴿ ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللهَ مُوهِنُ كَيْدِ الكَافِرِينَ ﴾ [الأنفال:18] وقال في أصحاب الفيل ﴿ أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ ﴾ [الفيل: 2] وقال سبحانه في كيد المنافقين ﴿ وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ﴾ [آل عمران:120].

 

نسأل الله تعالى أن يحفظ المسلمين من كيد الكفار والمنافقين، وأن يردهم على أعقابهم خاسرين، وأن يجمع كلمة المسلمين على الحق والدين، إنه سميع مجيب.

وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم...

 

الخطبة الثانية

الحمد لله حمداً طيباً كثيراً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين.

 

أما بعد:

فاتقوا الله تعالى وأطيعوه ﴿ فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [الأعراف:35].

أيها المسلمون:

مكر الكفار والمنافقين وكيدهم بالإسلام والمسلمين في هذا العصر بات مكشوفا للناس، وهو مكر عظيم لا يكاد يتصوره أحد، يستحل كل شيء في سبيل القضاء على الإسلام والمسلمين. وبلغ مكرهم حدا سلطوا المسلمين بعضهم على بعض بالفرقة والتناحر، وتجاوزوا ذلك إلى افتعال الاضطرابات في بلاد المسلمين، وتحريك رؤوس الفتنة بالانقلابات كالدمى التي تؤدي دورها، فإن نجحت في مسعاها ركنت إلى الأعداء، وسلمتهم مقدرات البلاد ومفاصلها؛ لأنهم سبب تمكن هذه الدمى وصعودها، وإن أخفقت تخلو عنها وتركوها لمصيرها المظلم، وبحثوا عن دمى جديدة يحركونها للإفساد في بلاد المسلمين، وإحلال الفوضى والاضطرابات فيها.

 

ومهما بلغ مكرهم وكيدهم بالإسلام والمسلمين فهو مردود عليهم ببشارة الله تعالى للمؤمنين ﴿ وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الجِبَالُ ﴾ [إبراهيم:46] أَيْ: لَيْسَ مَكْرُهُمْ بِمُتَجَاوِزِ مَكْرِ أَمْثَالِهِمْ وَمَا هُوَ بِالَّذِي تَزُولُ مِنْهُ الْجِبَالُ. والإسلام ثابت ثبوت الجبال.

 

وإذا علم المؤمن أن كيدهم ومكرهم لن يضره إلا أذى، ولن يزيل المسلمين من الأرض، ولن يمحو دينهم؛ هان عليه كل ما يلقى في سبيل بقاء دينه، وثباته هو عليه، فازداد تمسكا به؛ لعلمه أن كل هذا المكر والكيد من أمم الأرض على الإسلام ليس إلا لأنه الحق من عند الله تعالى، وأن محاربيه هم أهل الباطل، تعددت مللهم ونحلهم ومذاهبهم وأفكارهم، ولم يجمعهم إلا العداء للحق وأهله، وشرف للعبد أن يكون من أهل الحق، وأن يضحي في سبيله، وسيرتد على الماكرين مكرهم وكيدهم ﴿ وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَللهِ المَكْرُ جَمِيعًا ﴾ [الرعد:42] ﴿ قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ القَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ العَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ ﴾ [النحل:26] ﴿ اسْتِكْبَارًا فِي الأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ المَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّةَ الأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَحْوِيلًا ﴾ [فاطر:43].

فلنثق بالله العليم العظيم، ولنتمسك بأهداب الدين القويم، ولنحذر الكفار والمنافقين؛ فإن العاقبة للمتقين.

 

وصلوا وسلموا على نبيكم....





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • سلسلة المكر في القرآن (1) المكر سنة جارية
  • سلسلة المكر في القرآن (2): المكر عند أهل اللغة
  • سلسلة المكر في القرآن (3) المكر صفة للمجرمين
  • المرأة وكيد الأعداء
  • المكر والخديعة والسخرية والاستهزاء
  • وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال (خطبة)
  • كيد الأعداء ومكرهم (2) إحاطة الله تعالى بكيدهم ومكرهم
  • "الكيد"؛ معناه ومدلوله في ضوء القرآن الكريم وكلام العرب
  • سبيل النجاة من كيد الأعداء

مختارات من الشبكة

  • تفسير: (ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المكر بالمسلمين(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سلسلة المكر في القرآن (6) المكر إفساد في الأرض(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سلسلة المكر في القرآن (5) المكر بآيات الله(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (فلما رأى قميصه قد من دبر قال إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المرأة وكيد الأعداء(محاضرة - موقع الشيخ د. عبدالله بن وكيل الشيخ)
  • تفسير: (أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ردود القيادة السعودية على حملات الكيد والمكر زاخرة بالحكمة والحلم والقوة(مقالة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)

 


تعليقات الزوار
1- جزاك الله خيرا
فخورة بأمتي - فلسطين 22-07-2016 02:41 PM

يقول الله سبحانه ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم).

فأهل التوحيد هم عرضة لمكر هؤولاء حتى يرث الله الأرض ومن عليها.

وجزاك الله خيرا يا شيخنا الفاضل كلامك فيه راحة لنفوس ابتليت بسبب تمسكها بالتوحيد.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب