• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: عشر ذي الحجة فضائل وأعمال
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    علام يقتل أحدكم أخاه؟! خطورة العين وسبل الوقاية ...
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    أحكام القذف - دراسة فقهية - (WORD)
    شهد بنت علي بن صالح الذييب
  •  
    إلهام الله لعباده بألفاظ الدعاء والتوبة
    خالد محمد شيت الحيالي
  •  
    الإسلام يدعو لحرية التملك
    الشيخ ندا أبو أحمد
  •  
    تفسير قوله تعالى: ﴿ قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في ...
    سعيد مصطفى دياب
  •  
    تخريج حديث: جاءني جبريل، فقال: يا محمد، إذا توضأت ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    قصة الرجل الذي أمر بنيه بإحراقه (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    الإيمان بالقدر خيره وشره
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    الأمثال الكامنة في القرآن
    قاسم عاشور
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (6)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: السميع
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    سفيه لم يجد مسافها
    محمد تبركان
  •  
    ليس من الضروري
    د. سعد الله المحمدي
  •  
    خطبة: إذا أحبك الله
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    هل الخلافة وسيلة أم غاية؟
    إبراهيم الدميجي
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / مواضيع عامة
علامة باركود

خطبة عن فكر التكفير والتفجير

خطبة عن فكر التكفير والتفجير
أحمد بن عبدالله الحزيمي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 17/7/2016 ميلادي - 11/10/1437 هجري

الزيارات: 27014

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خطبة عن فكر التكفير والتفجير


أما بعدُ: فأُوصيكُمْ - أيُّها الناسُ - بتقوى اللهِ سبحانَهُ والاستمساكِ بعروتِهِ الوثقى، والاعتصامِ بحبلِهِ المتينِ، ولُزومِ جماعةِ المسلمينَ، فإنَّ يدَ اللهِ على الجماعةِ، وإياكُم ومُحدثاتِ الأمورِ، فإنَّ كلَّ محدثةٍ بدعةٍ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٍ، ﴿ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴾ [النور:52].

 

عبادَ اللهِ:

جاء في مسند أحمد عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ كَانَ مَعَ الْخَوَارِجِ، ثُمَّ فَارَقَهُمْ، قَالَ: دَخَلُوا قَرْيَةً، فَخَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَبَّابٍ، ذَعِرًا يَجُرُّ رِدَاءَهُ، فَقَالُوا: لَمْ تُرَعْ؟ قَالَ: وَاللَّهِ لَقَدْ رُعْتُمُونِي. قَالُوا: أَنْتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَبَّابٍ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَهَلْ سَمِعْتَ مِنْ أَبِيكَ، حَدِيثًا يُحَدِّثُهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُحَدِّثُنَاهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ ذَكَرَ فِتْنَةً الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي، قَالَ: " فَإِنْ أَدْرَكْتَ ذَاكَ، فَكُنْ عَبْدَ اللَّهِ الْمَقْتُولَ، قَالَ أَيُّوبُ: وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا قَالَ، وَلَا تَكُنْ عَبْدَ اللَّهِ الْقَاتِلَ ". قَالُوا: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ أَبِيكَ يُحَدِّثُهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَقَدَّمُوهُ عَلَى ضَفَّةِ النَّهَرِ، فَضَرَبُوا عُنُقَهُ فَسَالَ دَمُهُ كَأَنَّهُ شِرَاكُ نَعْلٍ مَا ابْذَقَرَّ، وَبَقَرُوا أُمَّ وَلَدِهِ عَمَّا فِي بَطْنِهَا»[1].


عبادَ اللهِ، هَؤُلاءِ همُ الخوارِجُ الذينَ عَانتْ منهمُ الأمةُ في قديمِ عصرِهَا وحديثهِ، فهمُ الذينَ قاتلُوا الصَّحَابَةَ - رضيَ اللهُ عَنْهُمْ - فِي مَعْرَكَةِ النَّهْرَوَانِ، حَيْثُ قَاتَلُوا أَصحابَ رسولِ اللهِ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ - الذينَ همْ خِيارُ النَّاسِ بعدَ الأَنبياءِ، إِنَّهُمْ الذينَ قتلوا الخلِيفتينِ الرَّاشدينِ عُثمانَ بنَ عفَّانٍ وهوَ يقرأُ القرآنَ وَعَليًّا بنَ أبي طالبٍ - رضيَ اللهُ عنهُ - وهوَ في طريقِهِ للصلاةِ.

 

إِنَّهُمُ الذينَ شَغَّبُوا على الخلفاءِ وتعطَّلَ الجهادُ بِسَبَبهمْ في كثيرٍ منَ الأزمان.ِ

انظروا إلى أفعالِهمْ في الشَّامِ وَالْعِرَاقِ، فكمْ صفُّوا من رُءوسِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَقِيَادَاتِ الْجِهَادِ فِي الشَّامِ وأئمةِ المساجدِ والدعاةِ إلى اللهِ وَاستحلُّوا دماءَهُمْ، ثُمَ عَمدُوا في كثيرٍ منْ بلادِ الإسلامِ فكفَّرُوا وفجَّرُوا وقَتَلُوا وخرَّبُوا.

 

بينما لا نجدُهُم يُوجهونَ سِهامَهمْ إِلى دولةِ اليهُودِ وهيَ بجُوارِهِمْ، ولا إِلى الدَّولةِ الصَّفويةِ الإِيرانِيَّةِ.

وقالَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ عنِ الخـوارجِ: "المؤمنونَ منهـمْ في تعبٍ، والمشركونَ منهمْ في راحةٍ.

 

أيُّها المؤمنونَ، إنَّ مما جاءتْ بِهِ الشريعةُ المباركةُ - شريعةُ الإسلامِ- تحريمُ الدماءِ والتهديدُ والوعيدُ في ذلكَ والتشديدُ في هذا الأمرِ، فإنَّ مِنْ أعظمِ الذنوبِ بعدَ الشركِ باللهِ: قتلُ مسلمٍ بغيرِ حقٍّ، قدْ قالَ تعالى: ﴿ وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ﴾ [النساء:93]. ليسَ في دماءِ الآدميينَ فقطْ! بلْ حتى في دماءِ البهائمِ؛ عنِ المغيرةِ- رضيَ اللهُ عنهُ- أنَّ النبيَّ -صلى اللهُ عليهِ وسلمَ - مرَّ بنفرٍ منَ الأنصارِ يرمونَ حمامةً فقالَ عليهِ الصلاةُ والسلامُ: « لا تَتَّخِذُوا الرُّوحَ غَرَضًا »[2] فإذا كانَ الوعيدُ قدْ وردَ في قتلِ بهيمةٍ بغيرِ حقٍّ، فكيفَ بقتلِ الآدميِّ؟! وكيفَ بقتلِ المسلمِ؟!

 

ويقولُ عليهِ الصلاةُ والسلامُ: «لَوْ أَنَّ أَهْلَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ اشْتَرَكُوا فِي دَمِ مُؤْمِنٍ لَأَكَبَّهُمُ اللَّهُ فِي النَّارِ»[3] رواهُ الترمذيُّ وصححَهُ الألبانيُّ في صحيحِ الترمذيِّ.

 

وعَنِ ابْنِ عُمَرَ- رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (والمسلمُ في عافيةٍ منْ أمرِهِ ما لمْ يُصِبْ دمًا حرامًا)، فإنْ أصابَ دمًا حرامًا وقعَ في بليةٍ عظيمةٍ ورزيةٍ جسيمةٍ لا مخلَصَ لهُ منهَا. قالَ عليهِ الصلاةُ والسلامُ: « لَنْ يَزَالَ المُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ، مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا »[4]رواهُ البخاريُّ.

 

وكما في الحديث عن ابن عباس قال: وَلَقَدْ سَمِعْتُ نَبِيَّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «يَجِيءُ الْمَقْتُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، آخِذًا رَأْسَهُ، إِمَّا قَالَ: بِشِمَالِهِ، وَإِمَّا بِيَمِينِهِ، تَشْخَبُ أَوْدَاجُهُ، فِي قُبُلِ عَرْشِ الرَّحْمَنِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، يَقُولُ: يَا رَبِّ، سَلْ هَذَا: فِيمَ قَتَلَنِي؟»[5].

 

عبادَ اللهِ، إنَّ التفجيرَ والتخريبَ في بلادِ المسلمينَ، وقصدَ المعصومينَ بالتخويفِ والترويعِ، والإيذاءِ والقتلِ، وقصدَ المساجدِ ما هوَ إلا ضربٌ منْ ضروبِ الفسادِ في الأرضِ، وفاعلُهُ قدْ أتى جرمًا عظيمًا، وعلَّقَ في رقبتِهِ دماءً معصومةً.

 

عبادَ اللهِ:

إنَّ على العلماءِ والمفكِّرينَ وأصحابِ الرأيِ والقلمِ مسؤوليّةً كبرى في توجيهِ الشبابِ وتثقيفِهمْ وتوعيَتِهمْ وحمايَتِهمْ منَ الانسياقِ وراءَ أصحابِ الأفكارِ الشاذَّةِ والمنحرفةِ وأصحابِ الأغراضِ والأهواءِ، لا بدَّ منْ حسنِ التوظيفِ للمنابرِ ووسائلِ الإعلامِ والنشرِ والسعيِ الجادِّ نحوَ حِفظِ الدينِ والأمَّةِ والديارِ، لا بدَّ منْ قيامِ مبادراتٍ لتحصينِ الشبابِ منْ هذا الفكرِ بأسلوبٍ مؤثرٍ تُستخدمُ فيهِ أساليبُ الإقناعِ والحوارِ.

 

عبدَ اللهِ:

أمَّا أنتَ فمسئوليتُكَ كبيرةٌ في حفظِ منْ تحتَ يدِكَ منَ الأبناءِ والإخوةِ والأخواتِ. إني أعيذُكَ باللهِ أنْ يكونَ أحدُ أبنائِكَ وقودًا لهذا الفكرِ الضالِّ، لا تنتظرُ اتصالًا منْ ولدِكَ يخبرُكَ أنَّهُ الآنَ في بلدِ كذَا وكذَا منَ البلادِ ينتشرُ فيها هذا الفكرَ. باللهِ عليكمْ كمْ ستكونُ الصدمةُ ساعتَئذٍ؟ واللهِ، إنَّها مصيبةٌ عظيمةٌ وبلاءٌ عظيمٌ! إذًا سارعْ لتحصينِ منْ تحتَ يدِكَ منَ الأبناءِ والإخوةِ وذلكَ بالحوارِ الهادئِ وبالجلوسِ معهمْ والسفرِ بهمْ وناقشهمْ بالتي هيَ أحسنُ حاولِ اكتشافَ ذلكَ بالحديثِ حولَ هذا الفكرِ زودْهمْ ببعضِ المقاطعِ التي تكشفُ عوارَ هذا الفكرِ الضالِّ المضلِّ، ويفضحُ أسرارَهُ ويعري أفكارَهُ، وانظرْ ردةَ الفعلِ، فإنْ رأيتَ تعاطفًا أوْ ثمةَ تبريرٍ لهذهِ الأفعالِ، فبادرْ بعلاجِ ذلكَ بالحوارِ والنقاشِ الهادئِ في دحضِ هذهِ الشبهِ بعيدًا عنِ الشتمِ واللطمِ والأيمانِ المغلظةِ. هذا إنْ كنتَ تملكُ ذلكَ أمَّا إنْ لمْ تكنْ ذلكَ فافزعْ إلى منْ يجيدُ ذلكَ ويتقنُهُ حتى تنكشفُ الغُمةُ عنهمْ بإذنِ اللهِ.

 

إذًا فالوسيلةُ الأنفعُ في ذلكَ هيَ الحوارُ، وهيَ الواردةُ عنِ النبيِّ- صلى اللهُ عليهِ وسلمَ- فلقدْ حاورَ النبيُّ- صلى اللهُ عليهِ وسلمَ- ذَا الخويصرةِ وقالَ لهُ: «فَمَنْ يَعْدِلُ إِنْ لَمْ يَعْدِلِ اللهُ وَرَسُولُهُ»، قَالَ: ثُمَّ قَالَ: «يَرْحَمُ اللهُ مُوسَى، قَدْ أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا فَصَبَرَ» [6].

 

وكذلكَ حاورَ ابنَ عباسٍ -رضيَ اللهُ عنهُ- الخوارجَ فرجعَ منهمْ ألفانِ.

ولا شكَّ أنَّ أسلوبَ الحوارِ في هذهِ المشكلةِ هوَ منْ أنفعِ الأساليبِ معَ الدعاءِ الصادقِ لهمْ بأنْ يحفظَهمْ منْ مضلاتِ فتنِ الشهواتِ والشبهاتِ.

 

اللهمَّ إنَّا نسألُكَ باسمِكَ العظيمِ الذي ملأَ الأركانَ كلَّها، أنْ تحفظَ هذا البلدَ وأهلَهُ.

اللهمَّ احفظْ أبناءَنَا منَ الشُّرورِ وسُوءِ الفتنِ ومُضلَّاتِها مَا ظهرَ منها ومَا بطنَ، ونسألُهُ سبحانَهُ أنْ يهديَ ضالَّ المُسلمينَ.

اللهمَّ احمِ هذهِ البلادَ وأهلَها منَ الشرِّ، وارزقْنَا التقوى ظاهرًا وباطنًا، وادفعْ عنَّا الشرورَ والفرقةَ بحولِكَ وقوتِكَ، اللهُ أعنَّا ولا تعنْ علينَا، وانصرْنَا ولا تنصرْ علينَا..

باركَ اللهُ لي ولكمْ بالقرآنِ العظيمِ وبهديِ سيدِ المرسلينَ أقولُ قولي هذا.

 

الخطبةُ الثانيةُ

عبادَ اللهِ، لقدْ فُجِعَ الناسُ بالأمسِ بخبرِ حادثٍ إجراميٍّ أثيمٍ؛ نفَّذهُ أفرادٌ منْ الفئةِ الضَّالةِ، حيثُ أَقْدمُوا على تفجيرِ قواتِ الطَّوارِئِ الخاصةِ في منطقةِ عسيرٍ؛ فقتَلُوا العشراتِ، منْ رجالِ الأمنِ - رحمهمُ اللهُ رحمةً واسعةً- وجبرَ مصابَنَا ومصابَ أهليهمْ، وجرحُوا مثلهُمْ، عجلَ اللهُ بشفائِهمْ؛ شفاءً لا يغادرُ سقمًا.

 

عبادَ اللهِ: لا شَكَّ أنَّ هذا الحادثَ الآثمَ الأليمَ؛ يوضحُ لنَا حجمَ الأضرارِ والدمارِ الذي يُحْدِثُهُ هؤلاءِ المفسدونَ في المجتمعاتِ الآمنةِ. لَقَدْ وَصَلَتْ بِهِمُ الدَّنَاءَةُ وَالحَقَارَةُ، وَقِلَّةُ الدِّيَانَةِ إِلَى حَدِّ التَّدْمِيْرِ والتخريبِ، في أحبِّ البقاعِ إلى اللهِ.

 

لقدْ عظّمَ النبيُّ - صلى اللهُ عليهِ وسلمَ - المرورَ بينَ يديِ المصلي فكيفَ بقتلِهِ؟! قالَ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ: « لَوْ يَعْلَمُ المَارُّ بَيْنَ يَدَيِ المُصَلِّي مَاذَا عَلَيْهِ، لَكَانَ أَنْ يَقِفَ أَرْبَعِينَ خَيْرًا لَهُ مِنْ أَنْ يَمُرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ، قَالَ أَبُو النَّضْرِ: " لَا أَدْرِي قَالَ: أَرْبَعِينَ يَوْمًا أَوْ شَهْرًا أَوْ سَنَةً؟ »[7].

 

سبحانَ اللهِ، بيوتُ اللهِ أحبُّ البقاعِ إليهِ يأوي إليهَا الخائفُ ويلجأُ؟؟؟ أصبحتْ الآنَ مستهدفةٌ منْ هذهِ الفئةِ الباغيةِ.

إذا كانتْ هذهِ بيوتُ اللهِ فكيفَ إذًا بالأماكنِ الحيويةِ والمقراتِ الأمنيةِ؟

الهندوسُ قبلَ نحوِ خمسةٍ وعشرينَ سنةً أقدمُوا على هدمِ المسجدِ البابريِّ في الهندِ، فقامَ المسلمونَ في العالمِ عنْ بكرةِ أبيهم يشجبونَ هذهِ الفعلةَ النكراءَ، وحقَّ لهمْ ذلكَ وأكثرُ.

والآنَ بيوتُ اللهِ تفجرُ وتدمرُ على رءوسِ المصلينَ وبأبناءِ المسلمينِ وبعدَ تنفيذِ هذا العملِ الإجراميِّ يفخرُ أولئكَ بهذا الإنجازِ عبرَ بياناتِهمْ المخزيةِ! أيُّ فكرٍ هذا؟!

 

وثبتَ في الصحيحينِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: «وُجِدَتِ امْرَأَةٌ مَقْتُولَةً فِي بَعْضِ مَغَازِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، «فَنَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ»[8].


لا إلهَ إلا هوَ، يغضبُ رَسُولُ اللهِ صَلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لامْرَأَةٍ كافرةٍ قُتلتْ في ساحاتِ الحربِ! وقدْ تكونُ ساعدتْهُمْ بالمداواةِ ونحوِهَا، ومعَ ذلكَ ينهى عنْ قَتْلِ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ.

 

فأينَ هذا منْ أُناسٍ يذبحونَ المسلمينَ المصلينَ في بيتٍ منْ بيوتِ اللهِ تعالى، فَأَيُّ قَسْوَةٍ تَحْمِلُهَا تِلْكَ القُلُوبُ؟! دَمَّرُوا مجتمعاتِهمْ وشوهوا صُورَةَ دِينِهِمْ، وَأَسَاءُوا لِبِلَادِنَا؛ يُرِيدُونَ أَنْ يُـحَوِّلُوا أَمْنَنَا خَوْفًا، وَتَـجَـمُّعَنَا تَفُرُّقًا؛ وَلَكِنَّ اللهَ لَـهُمْ بِالْمَرْصَادِ.

 

إنَّ ما قامَ بهِ هؤلاءِ منِ استباحةِ الدمِ المعصومِ، خروجٌ على وليِ الأمرِ، وهوَ منْ أفعالِ الخوارجِ الذينَ قالَ عنهمْ رَسُولُ اللهِ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: «يَخْرُجُ قَوْمٌ فِي آخِرِ الزَّمَانِ، أَحْدَاثُ الْأَسْنَانِ، سُفَهَاءُ الْأَحْلَامِ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ، يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ، فَأَيْنَمَا لَقِيتَهُمْ فَاقْتُلْهُمْ؛ فَإِنَّ قَتْلَهُمْ أَجْرٌ لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»[9].

 

فإنَّ كلَّ عمَلٍ تخرِيبيٍّ يستهدِفُ الآمِنينَ ومَعصومِي الدماءِ والنفوسِ المحرمةِ محرَّمٌ بالإجماعِ، مخالفٌ لأحكامِ شرعِ اللهِ، فكيفَ إذا كانَ القتلُ والتخريبُ والإفسادُ والتدميرُ في بلدِ التوحيدِ، بلدٍ يُعلِي كلمةَ اللهِ، وترتفِعُ فيهِ رايةُ الدِّينِ والدعوةِ، وحُكمُ الشرعِ؟! ومهبطُ الوحيِ ومبعَثُ الرِّسالةِ، وفيهِ أقدسُ المقدّساتِ، فبلادُنا هيَ دارُ الإسلامِ، ودارُ الإيمانِ التي يأرِزُ إليها الإسلامُ والإيمانُ؟! إنَّ ذلكَ كلَّهُ يزيدُ الحرمَةَ حرمةً والإلحادَ إلحادًا، فحسبُنَا اللهُ ونعمَ الوكيلُ. فكَمْ منْ نفسٍ معصومةٍ أُزهِقتْ؟! وكَمْ مِنْ أموالٍ وممتَلكاتٍ محتَرمَةٍ أُتلِفتْ؟! وكَمْ منْ نفسٍ آمنةٍ رُوِّعتْ؟! مفاسدٌ عظيمةٌ، وشرورٌ كثيرةٌ، وإفسادٌ في الأرضِ، وترويعٌ للآمنينَ، ونقضٌ للعهودِ، وتجاوزٌ على إمامِ المسلمينَ..

 

أَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يَكْفِيَنَا شَرَّ كُلِّ ذِي شَرٍّ، وَأَنْ يَحْفَظَ بِلَادَنَا وَبِلَادَ الْمُسْلِمِينَ مِنْ كَيْدِ الْحَاسِدِينَ، مِنْ أَعْدَاءِ الْمِلَّةِ وَالدِّينِ.

 

اللَّهُمَّ مَنْ قَصَدَ الْمُسْلِمِينَ بِالْقَتْلِ وَالتَّرْوِيعِ، وَرَامَ الْإِفْسَادَ فِي بِلَادِهِمْ، وَالتَّخْرِيبَ فِي أَوْسَاطِهِمْ فَاهْتِكْ سِتْرَهُ، وَاكْشِفْ أَمْرَهُ، وَاكْفِ الْمُسْلِمِينَ شَرَّهُ; إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

اللَّهُمَّ مَنْ قَصَدَ مَسَاجِدَ الْمُسْلِمِينَ بِالتَفْجِيرِ فَأَهْلِكُهُ قَبلَ فِعْلِهِ، واكفِ المسلمينَ شرَّهُ.

 

اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ بِسُوءٍ فَأَشْغِلْهُ فِي نَفْسِهِ، وَرُدَّ كَيْدَهُ إِلَى نَحْرِهِ، وَاجْعَلْهُ عِبْرَةً لِلْمُعْتَبِرِينَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.

اللَّهُمَّ اهْدِ ضَالَّ الْمُسْلِمِينَ، وَأَصْلِحْ شَبَابَهُمْ وَشَيْبَتَهُمْ، وَرِجَالَهُمْ وَنِسَاءَهُمْ، وَفُكَّ أَسْرَاهُمْ، وَاشْفِ مَرْضَاهُمْ، وَعَافِ مُبْتَلَاهُمْ.

 

اللهُ سبحانَهُ أنْ يتغمدَ منَ قتلَ منْ رجالِ الأمنِ بواسعِ رحمتِهِ، وأنْ يتقبلَهمْ عندَهُ في الشهداءِ، وأنْ يلهمَ أهلَهمُ الصبرَ والسلوانَ؛ إنَّهُ وليُّ ذلكَ والقادرُ عليهِ.

 

الَّلهُمَّ احْمِ بِلَادَنَا وَسَائِرَ بِلَادِ الإِسْلَامِ مِنَ الفِتَنِ، وَالمِحَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَن، الَّلهُمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا، لِمَا تُحِبُ وَتَرْضَى، وَخُذْ بِنَاصِيَتِهِ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، الَّلهُمَّ اجْعَلْهُ سِلْمًا لِأْوْلِيَائِكَ، حَرْبًا عَلَى أَعْدَائِكَ، الَّلهُم ارْفَعْ رَايَةَ السُّنَّةِ، وَأَقْمَعْ رَايَةَ البِدْعَةِ، الَّلهُمَّ احْقِنْ دِمَاءَ أَهْلِ الإِسْلَامِ فِي كُلِّ مَكَانٍ، اللهُمَّ أَصْلِحْ لَنَا دِينَنَا الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِنَا، وَأَصْلِحْ لَنَا دُنْيَانَا الَّتِي فِيهَا مَعَاشُنَا، وَأَصْلِحْ لَنَا آخِرَتَنَا الَّتِي فِيهَا مَعَادُنَا، وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لَنَا فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ الْمَوْتَ رَاحَةً لَنَا مِنْ كُلِّ شَرٍّ.
عبادَ اللهِ إنَّ اللهَ يأمرُ بالعدلِ.



[1] أخرجه أحمد في "المسند" (34/ 542) برقم: [21064]، وقال فيه شعيب الأرنؤوط في "تحقيقه على مسند أحمد" (جاله ثقات رجال الشيخين، والرجل المبهم الذي روى عنه حميد إن كان ثقة عنده فالإسناد صحيح، والله تعالى أعلم.).

[2] أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (2/ 313)، برقم: [2082].

[3] أخرجه الترمذي في سننه باب:[ الحُكْمِ فِي الدِّمَاءِ] (4/ 17) برقم:[ 1398]، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2/ 931) برقم:[ 5247]، واللفظ للترمذي.

[4] أخرجه البخاري في "صحيحه" كتاب: [ الديات ] (9/ 2) برقم: [6862].

[5] أخرجه أحمد في "المسند" (5/ 412)، برقم: [3445]، وأخرجه ابن ماجه في "سننه" باب: [هل لقاتل توبة] (2/ 874)، برقم:[ 2621]، وأخرجه النسائي في "السنن الكبرى" باب: [تعظيم الدم] (3/ 419)، برقم: [3447].

[6] متفق عليه: أخرجه البخاري في "صحيحه" باب: [مَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْطِي المُؤَلَّفَةَ قُلُوبُهُمْ وَغَيْرَهُمْ مِنَ الخُمُسِ وَنَحْوِهِ] (4/ 95)، برقم: [3150]، وأخرجه مسلم في "صحيحه" باب: [إِعْطَاءِ الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ عَلَى الْإِسْلَامِ وَتَصَبُّرِ مَنْ قَوِيَ إِيمَانُهُ] (2/ 739)، برقم: [1062].

[7] متفق عليه: أخرجه البخاري في "صحيحه" باب: [إِثْمِ المَارِّ بَيْنَ يَدَيِ المُصَلِّي] (1/ 108) برقم: [510]، وأخرجه مسلم في "صحيحه" باب: [مَنْعِ المَارِّ بَيْنَ يَدَيِ الْمُصَلِّي] (1/ 363) برقم: [507].

[8] متفق عليه: أخرجه البخاري في "صحيحه" باب: [قَتْلِ النِّسَاءِ فِي الحَرْبِ] (4/ 61)، برقم: [3015]، وأخرجه مسلم في "صحيحه" باب: [تَحْرِيمِ قَتْلِ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ فِي الْحَرْبِ] (3/ 1364)، برقم: [1744].

[9] متفق عليه: أخرجه البخاري في "صحيحه" باب: [قَتْلِ الخَوَارِجِ وَالمُلْحِدِينَ بَعْدَ إِقَامَةِ الحُجَّةِ عَلَيْهِمْ] (9/ 16)، برقم: [6930]، وأخرجه مسلم في "صحيحه" باب: [التَّحْرِيضِ عَلَى قَتْلِ الْخَوَارِجِ] (2/ 746].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • في التحذير من أهل التكفير والتفجير
  • بيان هيئة كبار العلماء حول خطورة التسرع في التكفير والقيام بالتفجير وما ينشأ عنهما من سفك للدماء وتخريب للمنشآت

مختارات من الشبكة

  • أنواع الخطابة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة صلاة الكسوف(مقالة - موقع الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك)
  • التذكير بخطورة التكفير (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حكم وزواجر من خطب البلغاء (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: عام مضى وعام أتى (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • كيف تكون خطبة الجمعة خطبة عظيمة ومؤثرة؟ (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الخطبة الأخيرة من رمضان (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطبة سلسلة خطب الدار الآخرة (13)(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • خطبة سلسلة خطب الدار الآخرة (12)(محاضرة - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 23/11/1446هـ - الساعة: 18:47
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب