• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    صحيح الأخبار المروية فيمن تنبأ ببعثه خير البرية ...
    عبدالله بن عبدالرحيم بن محمد الشامي
  •  
    تشجير متن الدليل في علم التفسير (PDF)
    افتتان أحمد
  •  
    نسخة الصغاني (النسخة البغدادية) لصحيح البخاري
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    مواسم الخيرات ماذا أحدثت فينا من أثر؟
    عبدالسلام بن محمد الرويحي
  •  
    (سورة الماعون) من مشروع (لرأيته خاشعا "القرآن فهم ...
    د. محمد حسانين إمام حسانين
  •  
    أولياء الرحمن وأولياء الشيطان
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    خطبة: كيف نربي أولادنا على الدعوة إلى الله
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    تفسير قوله تعالى: ﴿وما كان قولهم إلا أن قالوا ...
    سعيد مصطفى دياب
  •  
    الطهارة
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    ظاهرة تأخر الزواج (2)
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    الغيبة والنميمة طباع لئيمة (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    قبسات من علوم القرآن (2)
    قاسم عاشور
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (القادر، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    حقوق الزوجة على زوجها (2)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    غابة الأسواق بين فريسة الاغترار وحكمة الاغتناء
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    فرق بين الطبيب والذباب
    محمد بن عبدالله العبدلي
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

الترادف في القرآن الكريم

الترادف في القرآن الكريم
سعيد مصطفى دياب

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 30/3/2016 ميلادي - 21/6/1437 هجري

الزيارات: 230437

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الترادف في القرآن الكريم


مما ينبغي على المسلم معرفته أنه ليس في كلام اللهِ تعالى تَرَادُفٌ، على الصحيح من أقوال العلماءِ، ولا تغني كلمةٌ عن كلمةٍ فيه، فلو جَمَعْتَ كلَ المترادفاتِ على أن تَأتِي بكلمةٍ تظنُ أنها أصلحُ من كلمةٍ في كتابِ الله تعالى فلن تجد إلى ذلك سبيلًا، بل ذلك محالٌ، ولا يمكن بحالٍ من الأحوالِ، وذلك لأنه ليس أي كلام بل هو كلام الملك العلام سبحانه وتعالى، قَالَ عَنْهُ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ﴾.[1]

 

أُحْكِمَتْ أَلْفَاظُهُ، وَفُصِّلَتْ مَعَانِيهِ، فَكُلُّ لَفْظِةٍ مِنْ أَلْفَاظِهِ، وَكُلُّ مَعْنًى من مَعَانِيهِ في أعلى درجاتِ الفصَاحةِ، وأرفعِ مقاماتِ البلاغةِ، لَا يُجَارَى وَلَا يُدَانَى.

 

يحوي اللفظُ اليسيرُ الكمَ الهائلَ من المعاني، واقرأ قولَ اللهِ تَعَالَى: ﴿ وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴾.[2]

 

ففي هذه الآية أمرانٍ، ﴿ أَرْضِعِيهِ ﴾، و﴿ أَلْقِيهِ ﴾، ونهيانٍ، ﴿ لا تَخَافِي ﴾ وَ ﴿ لا تَحْزَنِي ﴾، وخبرانٍ، ﴿ أَوْحَيْنَا ﴾، وَ﴿ خِفْتِ ﴾، وبشارتانٍ، ﴿ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ ﴾، وَ﴿ جَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴾.

 

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: الترادف في اللغة قليل، وأما في ألفاظ القرآن فإما نادر وإما معدوم، وقَلَّ أن يعبر عن لفظ واحد بلفظ واحد يؤدي جميع معناه، بل يكون فيه تقريب لمعناه، وهذا من أسباب إعجاز القرآن. فإذا قال القائل: ﴿ يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاء مَوْرًا ﴾.[3]

 

إن المور هو الحركة كان تقريبًا؛ إذ المور حركة خفيفة سريعة.

 

وكذلك إذا قال: الوحي: الإعلام، أو قيل: ﴿ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ﴾.[4]

 

أنزلنا إليك، أو قيل: ﴿ وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ ﴾.[5]

 

أي: أعلمنا، وأمثال ذلك، فهذا كله تقريب لا تحقيق؛ فإن الوحي هو إعلام سريع خفي، والقضاء إليهم أخص من الإعلام؛ فإن فيه إنزالا إليهم وإيحاء إليهم.[6]

 

وقال الزركشي رحمه الله: فَعَلَى المفسر مراعاة الِاسْتِعْمَالَاتِ وَالْقَطْعُ بِعَدَمِ التَّرَادُفِ مَا أَمْكَنَ فَإِنَّ لِلتَّرْكِيبِ مَعْنًى غَيْرَ مَعْنَى الْإِفْرَادِ وَلِهَذَا مَنَعَ كَثِيرٌ مِنَ الْأُصُولِيِّينَ وُقُوعَ أَحَدِ الْمُتَرَادِفَيْنِ مَوْقِعَ الْآخَرِ فِي التَّرْكِيبِ وَإِنِ اتَّفَقُوا عَلَى جَوَازِهِ فِي الْإِفْرَادِ.

 

أمثلة لما يظن أنه من المترادف وليس كذلك:

• (الْخَوْفُ وَالْخَشْيَةُ):

من الألفاظ التي يظن كثير من الناس أنها من المترادف ولَا يَكَادُ اللُّغَوِيُّ يُفَرِّقُ بَيْنَهُمَا الْخَوْفُ وَالْخَشْيَةُ.

 

وَلَا شَكَّ أَنَّ بينهما بونا شاسعًا وفارقًا عظيمًا، فإن الْخَشْيَةَ هي الْخَوْفُ الشديدُ، فَهِيَ أَشَدُّ مِنَ الْخَوْفِ، ولا تَكُونُ الْخَشْيَةُ إلا مِنْ عَظَمَةِ الْمَخْشِيِّ وَإِنْ كَانَ الْخَاشِي ي نفسه قَوِيًّا.

 

وَالْخَوْفُ يَكُونُ مِنْ ضَعْفِ الْخَائِفِ وَإِنْ كَانَ الْمُخَوِّفُ أَمْرًا يَسِيرًا.

 

لِذَلِكَ وَرَدَتِ الْخَشْيَةُ غَالِبًا فِي حَقِّ اللَّهِ تَعَالَى، كما قال تَعَالَى: ﴿ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ﴾.[7]

 

وقال تَعَالَى: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾.[8]

 

لِذَلِكَ فَرَّقَ اللهُ تَعَالَى بين اللفظين في قوله: ﴿ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ ﴾.[9]

 

قال الزركشي رحمه الله: فَإِنَّ الْخَوْفَ مِنَ اللَّهِ لِعَظَمَتِهِ يَخْشَاهُ كُلُّ أَحَدٍ كَيْفَ كَانَتْ حَالُهُ وَسُوءُ الْحِسَابِ رُبَّمَا لَا يَخَافُهُ مَنْ كَانَ عَالِمًا بِالْحِسَابِ وَحَاسَبَ نَفْسَهُ قَبْلَ أَنْ يحاسب وَقَالَ تَعَالَى ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ العلماء ﴾ وقال لموسى ﴿ لا تخف ﴾ أَيْ لَا يَكُونُ عِنْدَكَ مِنْ ضَعْفِ نَفْسِكِ ما تخاف منه من فِرْعَوْنَ.

 

فَإِنْ قِيلَ: وَرَدَ: ﴿ يَخَافُونَ رَبَّهُمْ ﴾؟ [10]

قِيلَ: الْخَاشِي مِنَ اللَّهِ بِالنِّسْبَةِ إِلَى عَظَمَةِ اللَّهِ ضَعِيفٌ فَيَصِحُّ أَنْ يَقُولَ يَخْشَى رَبَّهُ لِعَظَمَتِهِ وَيَخَافُ رَبَّهُ أَيْ لِضَعْفِهِ بِالنِّسْبَةِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى وَفِيهِ لَطِيفَةٌ وَهِيَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمَّا ذَكَرَ الْمَلَائِكَةَ وَهُمْ أَقْوِيَاءُ ذَكَرَ صِفَتَهُمْ بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ: ﴿ يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ويفعلون ما يؤمرون ﴾ فَبَيَّنَ أَنَّهُمْ عِنْدَ اللَّهِ ضُعَفَاءُ وَلَمَّا ذَكَرَ الْمُؤْمِنِينَ مِنَ النَّاسِ وَهُمْ ضُعَفَاءُ لَا حَاجَةَ إِلَى بَيَانِ ضَعْفِهِمْ ذَكَرَ مَا يَدُلُّ عَلَى عَظَمَةِ اللَّهِ تَعَالَى فَقَالَ ﴿ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ﴾ وَلَمَّا ذَكَرَ ضَعْفَ الْمَلَائِكَةِ بِالنِّسْبَةِ إِلَى قُوَّةِ اللَّهِ تَعَالَى قَالَ ﴿ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ﴾ وَالْمُرَادُ فَوْقِيَّةٌ بِالْعَظَمَةِ.[11]

 

• (الشُّحُّ وَالْبُخْلُ):

وَمن تلك الألفاظ التي يظن كثير من الناس أنها من المترادف، ولَا يَكَادُ اللُّغَوِيُّ يُفَرِّقُ بَيْنَهُمَا الْبُخْلُ وَالشُّحُّ.

 

فإن الشُّحَّ هُوَ الْبُخْلُ الشَّدِيدُ، لذلك قال الله تعالى: ﴿ وَأُحْضِرَتِ الأنْفُسُ الشُّحَّ ﴾.[12]

 

قَالَ الرَّاغِبُ: الشُّحُّ بُخْلٌ مَعَ حِرْصٍ، وذلك فيما كان عادة. قال تعالى: ﴿ وَأُحْضِرَتِ الأنْفُسُ الشُّحَّ ﴾.[13]

 

وقال سبحانه: ﴿ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ ﴾.[14]

 

يقال: رجل شَحِيحٌ، وقوم أَشِحَّةٌ، قال تعالى: ﴿ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ ﴾.[15]

 

﴿ أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ ﴾.[16]

 

وما ببينهما من الفروق أن الشح الحرص على منع الخير، ولو كان من الغير، والبخل منع الحق فلا يؤدي البخيل حق غيره عليه، قال أبو هلال العسكري: الشُّح الْحِرْص على منع الْخَيْر، وَالْبخل منع الْحق.[17]

 

• (الْبُخْلُ وَالضَّنُّ):

وَمن تلك الألفاظ التي يظن كثير من الناس أنها من المترادف وليست كذلك الْبُخْلُ وَالضَّنُّ، فإنَّ الضَّنَّ أَصْلُهُ أَنْ يَكُونَ بِالْعَوَارِي وَالْبُخْلَ بِالْهِبَاتِ وَلِهَذَا يُقَالُ هُوَ ضَنِينٌ بِعِلْمِهِ وَلَا يُقَالُ بَخِيلٌ لِأَنَّ الْعِلْمَ بِالْعَارِيَةِ أَشْبَهُ مِنْهُ بِالْهِبَةِ لِأَنَّ الْوَاهِبَ إِذَا وَهَبَ شَيْئًا خَرَجَ عَنْ مِلْكِهِ بِخِلَافِ الْعَارِيَةِ وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ ﴾. وَلَمْ يَقُلْ: بِبَخِيلٍ.[18]

 

• (الْعَامُ وَالسَّنَةُ):

وَمِنْ تلك الألفاظ التي يظن كثيرٌ من الناسِ أنها من المترادفِ، وليست كذلك، الْعَامُ وَالسَّنَةُ، فإن الْعَامُ يطلق على الدعة والرخاء، وَالسَّنَةُ تطلق على الشدة والكرب والضيق، ومن ذلك قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا ﴾.[19]

 

فمدة دعوة نوح عليه السلام اشتملت على مشقة في الدعوة وشدة بسبب عناد قوم نوح وسخريتهم واستهزائهم بنوح عليه السلام، وما استراح نوح عليه السلام إلا بعد أن طهر الله تعالى الأرض من رجزهم.

 

لذلك لما دعا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قُرَيْشٍ لما ضيقوا على المسلمين وآذوا المستضعفين قَالَ: «اللهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ، اللهُمَّ اجْعَلْهَا عَلَيْهِمْ سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ».[20]

 

وقال تعالى: ﴿ قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ * ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ * ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ ﴾.[21]

 

فوصف السنن بأنهن شِدَادٌ، ووصف العام بالرخاء وأنه: فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ أي يأتيهم الغوث وَفِيهِ يَعْصِرُونَ من الرخاء والخير والبركة.

 

• (مَدَّ وَأَمَدَّ):

وَمِنْ تلك الألفاظ التي يظن كثيرٌ من الناسِ أنها من المترادفِ، وليست كذلك، فإن لفظ أَمَدَّ ذكر في حق المؤمنين غالبًا، كما قال تعالى: ﴿ وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ ﴾.[22]

 

وذكر لفظ: مَدَّ في حق الكفارِ كما قال تعالى: ﴿ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدّاً ﴾.[23]

 

مَدَّ وَأَمَدَّ قَالَ الرَّاغِبُ: أَكْثَرُ مَا جَاءَ الْإِمْدَادُ فِي المحبوب نحو: ﴿ وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ ﴾ وَالْمَدُّ فِي الْمَكْرُوهِ نَحْوَ: ﴿ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدّاً ﴾.

 

• (السَّقْيُ وَالْإِسْقَاءُ):

وَمِنْ تلك الألفاظ التي يظن كثيرٌ من الناسِ أنها من المترادفِ، وليست كذلك، سَقَى وَأَسْقَى، فإن سَقَى تفيد السلاسة والسهولة واليسر، وَأَسْقَى تدل على التكلف، قال الزركشي: فَالْأَوَّلُ لِمَا لَا كُلْفَةَ فِيهِ وَلِهَذَا ذُكِرَ فِي شَرَابِ الْجَنَّةِ نَحْوَ: ﴿ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا ﴾.[24]

 

وَالثَّانِي لِمَا فِيهِ كُلْفَةٌ وَلِهَذَا ذُكِرَ فِي مَاءِ الدُّنْيَا نَحْوَ: ﴿ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً ﴾.[25]

 

وَقَالَ الرَّاغِبُ: الْإِسْقَاءُ أَبْلَغُ مِنَ السَّقْيِ لِأَنَّ الْإِسْقَاءَ أَنْ يُجْعَلَ لَهُ مَا يَسْقِي مِنْهُ وَيَشْرَبُ وَالسَّقْيَ أَنْ يُعْطِيَهُ مَا يَشْرَبُ.

 

• (العَمَلُ وَالفِعْلُ):

وَمِنْ تلك الألفاظ التي يظن كثيرٌ من الناسِ أنها من المترادفِ، وليست كذلك، عَمِلَ وَفَعَلَ، فالأول يدل على التريث والتمهل في الشيء، والثاني يدلُ على السُّرْعَةِ، وأيضًا العَمَلُ يشتمل على القولِ وَالفَعْلُ معًا، قال الزركشي: فَالْأَوَّلُ لِمَا كَانَ مِنِ امْتِدَادِ زَمَانٍ نَحْوَ: ﴿ يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ ﴾، ﴿ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا ﴾؛ لِأَنَّ خَلْقَ الْأَنْعَامِ وَالثِّمَارِ وَالزُّرُوعِ بِامْتِدَادٍ، وَالثَّانِي بخلافه نحو: ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ ﴾، ﴿ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ ﴾، ﴿ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ ﴾ لِأَنَّهَا إِهْلَاكَاتٌ وَقَعَتْ مِنْ غَيْرِ بُطْءٍ، ﴿ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ أَيْ فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ وَلِهَذَا عَبَّرَ بِالْأَوَّلِ فِي قَوْلِهِ: ﴿ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾، حَيْثُ كَانَ الْمَقْصُودُ الْمُثَابَرَةَ عَلَيْهَا، لَا الْإِتْيَانَ بِهَا مَرَّةً أَوْ بِسُرْعَةٍ، وَبِالثَّانِي فِي قَوْلِهِ: ﴿ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ ﴾، حَيْثُ كَانَ بِمَعْنَى سَارِعُوا كَمَا قَالَ: ﴿ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ﴾، وَقَوْلُهُ: ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ ﴾، حَيْثُ كَانَ الْقَصْدُ يَأْتُونَ بِهَا عَلَى سُرْعَةٍ مِنْ غَيْرِ تَوَانٍ.

 

• (الْقُعُودُ وَالْجُلُوسُ):

وَمِنْ تلك الألفاظ التي يظن كثيرٌ من الناسِ أنها من المترادفِ وليست كذلك، الْقُعُودُ وَالْجُلُوسُ، قال الزركشي: فَالْأَوَّلُ لِمَا فِيهِ لُبْثٌ بِخِلَافِ الثَّانِي وَلِهَذَا يُقَالُ: قَوَاعِدُ الْبَيْتِ وَلَا يُقَالُ: جَوَالِسُهُ لِلُزُومِهَا وَلُبْثِهَا وَيُقَالُ: جَلِيسُ الْمَلِكِ وَلَا يُقَالُ: قَعِيدُهُ لِأَنَّ مَجَالِسَ الْمُلُوكِ يُسْتَحَبُّ فِيهَا التَّخْفِيفُ وَلِهَذَا اسْتُعْمِلَ الْأَوَّلُ فِي قوله: ﴿ مَقْعَدِ صِدْقٍ ﴾ لِلْإِشَارَةِ إِلَى أَنَّهُ لَا زَوَالَ لَهُ بِخِلَافِ ﴿ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ ﴾ لِأَنَّهُ يُجْلَسُ فِيهِ زَمَانًا يَسِيرًا.[26]

 

ومن الفروق بين الْقُعُودِ وَالْجُلُوسِ أن الْقُعُودَ لا يكون إلا من قيامٍ، والجلوس يكون من اضطجاعٍ.

 

قَالَ الفيومي: وَالْجُلُوسُ غَيْرُ الْقُعُودِ فَإِنَّ الْجُلُوسَ هُوَ الِانْتِقَالُ مِنْ سُفْلٍ إلَى عُلْوٍ وَالْقُعُودُ هُوَ الِانْتِقَالُ مِنْ عُلْوٍ إلَى سُفْلٍ فَعَلَى الْأَوَّلِ يُقَالُ لِمَنْ هُوَ نَائِمٌ أَوْ سَاجِدٌ اجْلِسْ وَعَلَى الثَّانِي يُقَالُ لِمَنْ هُوَ قَائِمٌ اُقْعُدْ.[27]

 

وقال الخطابي: حكى لنا النضر بن شميل أنه دخل على المأمون عند مقدمه من مرو، فمثل بين يديه وسلم؛ فقال له المأمون اجلس، فقال: يا أمير المؤمنين ما أنا بمضطجع فأجلس، قال: فكيف تقول؟ قال: قل اقعد. فأمر له بجائزة.[28]

 

• (بَلَى وَنَعَمْ):

وَمِنْ تلك الألفاظ التي يظن كثيرٌ من الناسِ أنها من المترادفِ وليست كذلك، بَلَى وَنَعَمْ، فإن بَلَى تأتي جوابًا لاسْتِفْهامٍ مُقْتَرنٍ بنَفْيٍ، كقول القائل لغيره: ألم أحسن إليك؟ فيقول صاحبه: بلى. فيكون إقرارًا بإحسانه، ولو قال: نعم. كان إنكارًا لقوله.

 

ومثالُ ذلك قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى ﴾.[29]

يروى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي هَذِهِ الْآيَةِ أَنَّهُ قَالَ: «لَوْ قَالُوا نَعَمْ لَكَفَرُوا».[30]

 

وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ ﴾.[31]

وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ﴾.[32]

 

وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ ﴾.[33]

 

قالَ الرَّاغبُ: بَلَى رَدٌّ للنَّفْي، نَحْو قَوْله تَعَالَى: ﴿ وَقَالُوا لن تَمسَّنا النَّار ﴾، الآيَةُ، ﴿ بَلَى مِن كسب سَيِّئَة ﴾؛ وجوابٌ لاسْتِفْهامٍ مُقْتَرنٍ بنَفْيٍ نَحْو: ﴿ أَلَسْتُ برَبِّكم؟ قَالُوا: بَلَى ﴾؛ ونَعَم يقالُ فِي الاسْتِفْهامِ نَحْو: ﴿ هَل وَجَدْتُم مَا وَعَد رَبّكم حَقّاً؟ قَالُوا: نَعَم ﴾، وَلَا يُقالُ هُنَا بَلَى، فَإِذا قيلَ: مَا عنْدِي شيءٌ، فقُلْتُ بَلَى، فَهُوَ رَدُّ لكَلامِه، فَإِذا قُلْت نَعَم فإقْرارٌ منْكَ، انْتَهَى.[34]

 

وقالَ الأَزْهرِيُّ: إنَّما صارَتْ بَلَى تَتَّصِل بالجَحْدِ لأنَّها رجوعٌ عَن الجَحْدِ إِلَى التّحْقِيقِ، فَهُوَ بمنْزِلَةِ بَلْ، وبَلْ سَبِيلُها أَنْ تأْتي بَعْدَ الجَحْدِ كقَوْلِكَ: مَا قامَ أَخُوكَ بَلْ أَبُوكَ، وَإِذا قالَ الرَّجُلُ للرَّجُلِ أَلا تَقومُ؟ فَقَالَ لَهُ: بَلَى، أَرادَ: بَلْ أَقُومُ، فزادُوا الألِفَ على بَلْ ليحسن السُّكوتُ عَلَيْهَا، لأنَّه لَو قالَ بَلْ كانَ يتوقَّعُ كَلاماً بَعْد بَلْ، فَزادُوا الألِفَ ليزولَ عَن المخاطبِ هَذَا التَّوهُّم.[35]



[1] سورة هُودٍ: الآية/ 1.

[2] سورة الْقَصَصِ: الآية/ 7.

[3] سورة الطور: الآية/ 9.

[4] سورة النساء: الآية 163.

[5] سورة الإسراء: الآية 4.

[6] مقدمة في أصول التفسير لابن تيمية (ص 17، 18).

[7] سورة الْبَقَرَةِ: الآية/ 74

[8] سورة فَاطِرٍ: الآية/ 28

[9] سورة الرَّعْدِ: الآية/ 21

[10] سورة النَّحْلِ: الآية/50

[11] البرهان في علوم القرآن (4/ 78)

[12] سورة النساء: الآية/ 128

[13] سورة النساء: الآية/ 128

[14] سورة الحشر: الآية/ 9

[15] سورة الأحزاب: الآية/ 19

[16] سورة الأحزاب: الآية/ 19 ، المفردات في غريب القرآن (ص: 446)

[17] الفروق اللغوية للعسكري (ص: 176)

[18] البرهان في علوم القرآن (4/ 78)

[19] سورة العنكبوت: الآية/ 14

[20] رواه البخاري- كِتَابُ الأَذَانِ، بَابٌ: يَهْوِي بِالتَّكْبِيرِ حِينَ يَسْجُدُ، حديث رقم: 804، ومسلم- كِتَابُ الْمَسَاجِدِ وَمَوَاضِعِ الصَّلَاةَ، بَابُ اسْتِحْبَابِ الْقُنُوتِ فِي جَمِيعِ الصَّلَاةِ إِذَا نَزَلَتْ بِالْمُسْلِمِينَ نَازِلَةٌ، حديث رقم: 675

[21] سورة يوسف: الآية/ 47: 49

[22] سُورَةُ الطُّورِ: الآية/ 22

[23] سورة مريم: الآية/ 79

[24] سورة الْإِنْسَانِ: الآية/ 21

[25] سُورَةُ الْجِنِّ: الآية/ 16

[26] الإتقان في علوم القرآن (2/ 366)

[27] المصباح المنير في غريب الشرح الكبير (1/ 105)

[28] بيان إعجاز القرآن (ص: 31)

[29] سورة الْأَعْرَافِ: الآية/ 172

[30] التسهيل لعلوم التنزيل (1/ 312)

[31] سورة الْأَحْقَاف: الآية/ 34

[32] سورة التغابن: الآية/ 7

[33] سُورَةُ الْأَعْرَافِ: الآية/ 44

[34] المفردات في غريب القرآن (ص: 146)

[35] تاج العروس (37/ 213)





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • ظاهرة الترادف عند القدماء والمحدثين
  • الاحتراس في القرآن الكريم
  • أمثلة على الترادف في اللغة العربية
  • لمحة عن مفهوم الترادف وشروطه

مختارات من الشبكة

  • الترادف من خصائص اللغة العربية ومميزاتها(مقالة - حضارة الكلمة)
  • سطور في الترادف والتباين بين الباطل والفاسد عند الحنفية والجمهور(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الترادف عند القدماء بين الإثبات والإنكار(مقالة - حضارة الكلمة)
  • تعريف الترادف للرازي.. وهيمنة المزهر(مقالة - حضارة الكلمة)
  • التربية في القرآن الكريم: ملامح تربوية لبعض آيات القرآن الكريم - الجزء الثاني (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الطريقة النموذجية لحفظ القرآن الكريم (2) أسس حفظ القرآن الكريم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الطريقة النموذجية لحفظ القرآن الكريم (1) مدخل إلى حفظ القرآن الكريم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الحكم وسياسة الأمة في القرآن الكريم (7) الحاكم والمحكوم في القرآن الكريم (WORD)(كتاب - آفاق الشريعة)
  • التربية في القرآن الكريم: توجيهات تربوية لبعض آيات القرآن الكريم (PDF)(كتاب - مجتمع وإصلاح)
  • واجبنا نحو القرآن الكريم (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
2- شكر وعرفان
دلسوز أحمد محمد قادر الجاف - العراق 18-10-2020 10:06 PM

جزاكم الله تعالى خيرا على هذا التوضيح وفي ميزان حسناتكم وتحياتي ودعاؤكم...

1- أثر ذلك في الاحكام
محمد عبدالله 18-09-2017 05:53 AM

ما الفرق بين القرآن والكتاب والذكر

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مبادرة أكاديمية وإسلامية لدعم الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي في التعليم بنيجيريا
  • جلسات تثقيفية وتوعوية للفتيات المسلمات بعاصمة غانا
  • بعد خمس سنوات من الترميم.. مسجد كوتيزي يعود للحياة بعد 80 عاما من التوقف
  • أزناكايفو تستضيف المسابقة السنوية لحفظ وتلاوة القرآن الكريم في تتارستان
  • بمشاركة مئات الأسر... فعالية خيرية لدعم تجديد وتوسعة مسجد في بلاكبيرن
  • الزيادة المستمرة لأعداد المصلين تعجل تأسيس مسجد جديد في سانتا كروز دي تنريفه
  • ختام الدورة التاسعة لمسابقة "جيل القرآن" وتكريم 50 فائزا في سلوفينيا
  • ندوة في سارنيتسا تبحث تطوير تدريس الدين الإسلامي وحفظ التراث الثقافي

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 14/1/1447هـ - الساعة: 12:51
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب