• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أسوة حسنة (خطبة)
    أحمد بن علوان السهيمي
  •  
    إذا استنار العقل بالعلم أنار الدنيا والآخرة
    السيد مراد سلامة
  •  
    خطبة: أم سليم صبر وإيمان يذهلان القلوب (2)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    تحريم أكل ما ذبح أو أهل به لغير الله تعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    الكبر
    د. شريف فوزي سلطان
  •  
    الفرق بين إفساد الميزان وإخساره
    د. نبيه فرج الحصري
  •  
    مهمة النبي عند المستشرقين
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (3)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    ماذا سيخسر العالم بموتك؟ (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    فقه الطهارة والصلاة والصيام للأطفال
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    ثمرة محبة الله للعبد (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    خطبة: القلق من المستقبل
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    فوائد وعبر من قصة يوشع بن نون عليه السلام (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    خطبة: المخدرات والمسكرات
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    {وما النصر إلا من عند الله} ورسائل للمسلمين
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرزاق، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / النصائح والمواعظ
علامة باركود

التحذير من ترك الصلاة والتهاون فيها

أبو الهيثم صقر جندية

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 20/3/2016 ميلادي - 10/6/1437 هجري

الزيارات: 305501

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

التحذير من ترك الصلاة

والتهاون فيها


الحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على نبيِّنا محمد وآله وصحبه ومَن والاه.

 

وبعد:

فهذه عجالة في جزءٍ من الصَّلاة للشباب؛ لتَركهم إيَّاها، وتقصيرِهم، وتهاونهم بها، لم أَجعلها تَستوعب كلَّ ما يتعلَّق بالصلاة.

 

إنما اشتدَّ غضبُ الله علينا لتقصيرنا وتهاوننا في شؤون ديننا - صغيرها وكبيرها - ولا يَزعمنَّ زاعم أنَّ في الدين قشرًا ولبابًا، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً ﴾ [البقرة: 208]، والصلاة ركنٌ من أركان الإسلام بنصِّ الحديث؛ بل بدونها ما قيمة إسلام المرء؟ وقد قال تعالى: ﴿ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [الروم: 31]، وقال تعالى: ﴿ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 5]، وقال تعالى: ﴿ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ ﴾ [التوبة: 11]، وقال: ﴿ وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ ﴾ [التوبة: 54]، وقال تعالى: ﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ ﴾ [البقرة: 43]، وقال تعالى: ﴿ الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾ [البقرة: 1 - 3]، وقال تعالى: ﴿ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ ﴾ [البقرة: 45]، وقال ربُّنا تبارك وتعالى: ﴿ حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ﴾ [البقرة: 238].

 

كما ذَكر الله سبحانه وتعالى من صِفات المنافقين الكسَل في الصلاة: ﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى... ﴾ [النساء: 142]، فإذا كان ذلك فيمن يؤدُّون الصَّلاة وهم كسالى، فما بالكم بمَن لا يؤديها مطلقًا؟ وبمن يتهاوَن فيها؟ بل لا يكونون لنا إخوة وأولياء - ولاية محبَّة ومودَّة ونصر وتأييد - إلَّا كما قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ﴾ [المائدة: 55].

 

والآيات كثيرة جدًّا؛ ومنها أيضًا قول ربِّنا تبارك وتعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [المنافقون: 9]، والذِّكر هنا هو الصَّلاة كما قال المفسِّرون، وقال تعالى في حوارٍ دار بين أصحاب اليمين والمجرمين في عِلم الله؛ فهو أمرٌ مقضي قد فرغ منه: ﴿ إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ * فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ الْمُجْرِمِينَ * مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ... ﴾ الآيات [المدثر: 39 - 43]، وكلُّ واحدة من المذكورين فيها كافية وحدها لهذا المصير المؤلِم، وأولها كما ذَكرَت الآيات الصَّلاة؛ بل ما أشدُّ وأقسى - لِمن شاء أن يعتبر - هو قول الله سبحانه وتعالى: ﴿ فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ ﴾ [المدثر: 48]، في عقب تلك الآيات، فهل من مُعتبر؟!

 

﴿ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [الرعد: 19]؛ إنَّما يعقل مَن يسمع، و﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ﴾ [ق: 37]، وقال تعالى:﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ﴾ [مريم: 59، 60]، والغَي ممَّا قيل فيه أنَّه وادٍ في جهنَّم، ويكفيه أنَّه في جهنم، وقال ابن عباس رضي الله عنهما في هذه الآية: ليس معنى ذلك أنَّهم أضاعوها - أي الصلاة - بالكليَّة، ولكن أخَّروها عن أوقاتها! أفلا نتدبَّر - يا ويلنا - ﴿ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴾ [محمد: 24]؟ وقال تعالى: ﴿ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ﴾ [الماعون: 4، 5]؛ أي: الذين هم غافلون عن الصَّلاة، ويتهاونون فيها، ويتشاغَلون عنها حتى يضيِّعوها، وقال تعالى: ﴿ يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ * خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ ﴾ [القلم: 42، 43]؛ يُدْعَوْنَ في الدنيا إلى السجود، إلى الصلاة، والذي يَدعوهم هو الأذان والإقامة، كانوا يَسمعون "حيَّ على الصلاة، حيَّ على الصلاة، حيَّ على الفلاح، حيَّ على الفلاح"، فلا يُجيبون وهم أصحَّاء سالمون، فماذا يَفعلون يوم يُكشف عن ساقٍ ويُدعون إلى السجود فلا يَستطيعون؟

 

أيها الناس، ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا ﴾ [النساء: 103]؛ أي: لها وقت محدَّد تؤدَّى فيه، و"إنَّ الله لا يقبل عمَل النَّهار بالليل، ولا عمَل الليل بالنَّهار"؛ من حديث أبي بكر رضي الله عنه، فهل أنتم لربِّكم تَسمعون وتطيعون؟ قال تعالى: ﴿ وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ [الأنعام: 72]، فاتَّقوا غضبَ الله عليكم وأَقيموا الصلاة، والتَّقوى هنا فيها معنًى جميل؛ هو الوقاية، فلِكي لا نتعرَّض لغضب الله؛ علينا بالصَّلاة؛ ففيها وقايةٌ من هذا الغضَب، ثمَّ كلمة ﴿ أَقِيمُوا ﴾ أيضًا فيها معنًى آخر جميل؛ هو أداء الصلاة مستقيمة من غير عِوَج، أداء الصَّلاة كاملةً من غير نقص، أداء الصَّلاة في أوقاتها من غير تهاوُن وتقصير، أداء الصَّلاة كما أمَرنا ربُّنا تبارك وتعالى وكما أمرنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((صلُّوا كما رأَيتموني أصلِّي))؛ ذلك هو إقامة الصَّلاة، ولا يمكن أن يَنصرف إلى مجرَّد الأداء الحركي - حركة الجوارح الشكليَّة - وحَسب؛ بل لا بدَّ من استقامتها.

 

إنَّ الصلاة هي ((أول ما يُحاسَب عنه العبدُ يوم القيامة؛ فإن صلَحَت فقد أفلَح وأنجَح، وإن نقصَت فقد خاب وخَسِر)).

 

فعن عبدالله بن قرط رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((أوَّل ما يُحاسَب به العبدُ يوم القيامة الصلاة؛ فإن صلحَت صلح سائرُ عملِه، وإن فسدَت فسَد سائرُ عمله))؛ [رواه الطبراني في الأوسط، والضياء المقدسي، وسنده صحيح؛ صحيح الجامع الصغير رقم 2570].

 

كما قال صلى الله عليه وسلم: ((بين الرَّجل وبين الشِّرك - أو الكفرِ - تَرك الصَّلاة))؛ أخرجه مسلم، وكما قال: ((العَهد الذي بَيننا وبينهم الصَّلاة؛ فمَن تَرَكها فقد كَفَر))؛ [رواه أحمد، وأبو داود، والنسائي، والترمذي وصحَّحه هو وابن حبَّان والحاكم].

 

وفي صحيح البخاري باب: إثم من فاتَته العصر؛ عن ابن عمر، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الذي تَفوته صلاة العَصر كأنَّما وُتِر أهله وماله))، قال أبو عبدالله: "وتَرْتُ الرجلَ؛ يعني: إذا قتلتَ له قتيلًا أو أخذتَ له مالًا"؛ اهـ، ثمَّ قال البخاريُّ في صحيحه في باب من تَرَك العصر بسنده عن أبي المليح قال: كنَّا مع بريدة في غزوة في يوم ذي غيمٍ، فقال: بكِّروا بصلاة العصر؛ فإنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن ترَك صلاةَ العَصر، فقد حَبِط عملُه))، فنعوذ بالله من إحباط العمَل وضياعه، فما فائدة مَن يَعمل ثمَّ يضيع عمله، كتلك التي نقضَت غزلَها من بعد ما شقيَت فيه وتعبَت؟!

 

وقال صلى الله عليه وسلم: ((أُمرتُ أن أقاتل النَّاس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، ويُقيموا الصلاةَ ويؤتوا الَّزكاة؛ فإذا فعلوا ذلك، عصَموا منِّي دماءَهم وأموالَهم إلَّا بحقِّها، وحسابُهم على الله))؛ متفق عليه، وعلى هذا الحديث استندَ أبو بكر رضي الله عنه في قِتال مانعي الزَّكاة، وما فرَّق بين متأوِّل وجاحِد، فما بال مَن ترَك الصلاةَ؟ أفلَم يهضم حق لا إله إلا الله؟

 

وفي "أحكام النساء"؛ للإمام أحمد بن حنبل، باب قوله: ((مَن ترك الصَّلاة، فقد كفَر))، قال أبو عبدالله: حديث تارِك الصَّلاة: لا أعرفه إلَّا هكذا في ظاهر الحديث، فأمَّا مَن فسَّره جحودًا فلا نعرفه، وقد قال عمر رضي الله عنه حين قيل له: الصَّلاة: "لا حظَّ في الإسلام لمن ترَك الصَّلاةَ"؛ وذكره ابن الجوزي في تاريخ عمر بن الخطاب، والذهبي في تاريخ الإسلام.

 

وقد قال الإمام أحمد أيضًا جوابًا لسؤالٍ عن رجل يدَع الصلاةَ وله امرأة تَأمره بالصَّلاة فلا يَقبل منها، قال: أرى أن تختلع منه.

 

وسئل عن امرأةٍ لها زوج يَسكر ويدَع الصلاة، فقال: إن كان لها وليٌّ، فرَّق بينهما.

 

كما قال علي رضي الله عنه وقد سُئل عن امرأة لا تصلِّي: "مَن لَم يصلِّ فهو كافِر".

 

وقال ابن مسعود رضي الله عنه: "مَن لم يصلِّ فلا دِين له".

 

وقال ابن عباس رضي الله عنهما: "من ترَك صلاةً واحدةً متعمِّدًا، لقي اللهَ تعالى وهو عليه غضبان"، وفي رواية المروزي وابن عبدالبر بلفظ: "فقد كفَر".

 

وقال ابن عمر رضي الله عنهما: "كنَّا إذا تخلَّف منَّا إنسان في صلاة العشاء والصبح في الجماعة، أسَأنا به الظنَّ أن يكون قد نافَقَ".

 

وحكى البخاريُّ في باب تَضييع الصلاة عن وقتها في صحيحه عن أنس قال: "ما أَعرف شيئًا ممَّا كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم"، قيل: الصلاة؟ قال: "أليس ضيَّعتم ما ضيَّعتم فيها؟"، وعن الزهري يقول: "دخلتُ على أنس بن مالك بدمشق وهو يبكي، فقلتُ: ما يبكيك؟ فقال: لا أعرف شيئًا ممَّا أدركتُ إلَّا هذه الصلاة، وهذه الصَّلاة قد ضُيِّعَت".

 

فإلى متى نضيِّع الصلاةَ وهي عِماد الدِّين؟ وإنَّ تارك الصلاة اليوم هو أَقرب إلى الأميَّة الدينيَّة والجهل، وأنَّى له تَحصيل العلم الذي هو أَفرض ما فرضه الله علينا؟ وهو معرفة ديننا، الذي مَعرفته والعمَل به سببٌ لدخول الجنَّة، والجَهل به وإضاعتُه سببٌ لدخول النَّار.

 

لقد كان بعضُ السَّلَف يقول: "ما فاتَت أحدًا صلاةُ الجماعة إلَّا بذنبٍ أصابَه"، وقال واحد من السلَف: "فاتتني مرَّة صلاةُ الجماعة، فعزَّاني فلان"، فأين نحن من ذلك؟ أين نحن؟ إنَّ مصيبة الدِّين عندنا أَهون من مصيبة الدُّنيا؛ فلو مات لأحدهم ولدٌ لعزَّاه أكثر من ألف شخص، أمَّا لو ترَك الصلاةَ، فمَن يعزِّيه؟!

 

عندنا تارِك للصلاة ومضيعٌ لها، ومتكاسل فيها، ومتهاونٌ ومقصِّر، وعندنا مَن يَسرقون صلاتَهم؛ فلا يُتمُّون ركوعَها وسجودَها... إلخ، فهل كلُّ أولئك جاهل بالصَّلاة؟ لا يَفهم ما الصلاة؟ أم منهم المستخفُّ بها، والشاكُّ فيها؟ أم يَحسبون أنَّ أمرها هيِّن؟ أم يَحسبون أنَّه لا لوم فيها ولا عقوبة؟!

 

لقد ذكرتُ من قبل ما جاء في صلاة العَصر من وتْرِ الأهلِ والمال، وإحباطِ العمل، وهل بعد ذلك من خسران؟ ﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾ [العصر: 1 - 3]، هل ترى أنَّ غير المصلِّين والمتقاعسين عن صلاتهم والمنافقين الذين يَقومون لها كسالى هم ممَّن آمنوا وعملوا الصَّالحات؟ ولقد روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة، قال صلى الله عليه وسلم: ((أَثقل الصلاة على المنافقين صلاة العِشاء وصلاة الفجر، ولو يَعلمون ما فيهما لأتَوهما ولو حبوًا))، وكما قال ابن عمر رضي الله عنهما: "كنا إذا تخلَّف منَّا إنسان في صلاة العشاء والصبح في الجماعة، أسَأنا به الظنَّ أن يكون قد نافَق".

 

"ولقد كان يُؤتى بالرَّجل - إلى الصلاة - يُهادى بين الرَّجلين - من المرض أو العجز - فيُقام في الصفِّ"، فأَين المتقاعسون الأصحَّاء من مثل هذا؟

 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((والذي نفسي بيده لقد هممتُ أن آمُرَ بحطبٍ فيحتطب، ثمَّ آمرَ بالصلاة فيؤذن لها، ثمَّ آمر رجلًا فيؤم النَّاسَ، ثمَّ أخالف إلى رجالٍ لا يَشهدون الصلاةَ فأحرِّق عليهم بيوتَهم، والذي نفسي بيده، لو يَعلم أحدُهم أنَّه يجد عرقًا سمينًا لشهد العشاءَ))؛ متفق عليه.

 

فمن ذا الذي يتجرَّأ على الإهمال في الصَّلاة، إلَّا مَن ظلم نفسَه وأراد أن يكون من الخاسرين؟ إنَّ الناس يبكون على من مَات جسدُه ولا يَبكون على من مات قلبُه، ولن يفلح إلَّا من أتى اللهَ بقلبٍ سليم، أفلا يَشعر الإنسان بالندَم؟

 

فما قيمة التَّعَب والشَّقاء في الدنيا، والجري واللَّهث وراء العرض الزائف، ويلحقنا الغمُّ والهمُّ على أمور من زينة الحياة الدنيا، ونحن مضيِّعون لآخرتنا، أفلا يعلمون أنَّ الآخرة خيرٌ وأبقى؟

 

ومن ثمَّ؛ فإني أحذِّر من تَرْك الصلاة أو التهاوُن فيها، أعاذنا اللهُ وإيَّاك من الهلاك، وإنَّما يغيظ الكفارَ والمنافقين اجتماعُنا للصَّلاة، وهي أَظهر أركان الإسلام الخمسة للعيان؛ فالحجُّ مرَّة في العمر، والصوم شهرٌ في العام، والزكاة لمن بلَغ النِّصاب، والشهادتان وهما الركن الأول للإسلام ما نحسب أحدًا يظل يَجهر بهما في الدروب والطرقات في كلِّ آنٍ، ولكنَّها الصلاة يُنادى بها على رؤوس الأشهاد والخلائق: الله أكبر الله أكبر، فيهرع المسلمون للصَّلاة خمس مرات في اليوم، وفي الصَّلاة نَشهد بأن لا إله إلا الله وأنَّ محمدًا رسولُ الله، وفي الصَّلاة نَقرأ الأمر بالصوم والزكاة والحج، وفي الصلاة منافع أخرى ليس هذا محلها في هذه المقالة؛ إنَّما يَكفي أن نَعرف قيمةَ الصَّلاة وأنَّها كبيرةٌ، وفي اجتماعنا لها فرصة لتلقِّي العلم ومعرفة الإسلام؛ من آيات الكتاب العزيز، وأحاديثِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمعرفة بأحوال المسلمين، والالتقاء بالإخوة والجيران... إلى غير ذلك.

 

﴿ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ ﴾ [التوبة: 18].

 

والله يقول الحقَّ وهو يهدي السَّبيل.

 

مجلة التوحيد - ربيع الثاني 1406 هـ





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • حديث: بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة
  • بيان إطلاق اسم الكفر على من ترك الصلاة
  • شرح حديث: إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة
  • التحذير من جحود النعم وكفرانها (خطبة)
  • ترك الصلاة (الحكم والعقوبة)
  • خطبة عن إضاعة وترك الصلاة
  • (لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة) (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • التحذير من كتابي: التحذير من فتنة التكفير، وصيحة نذير(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ترك الصلاة والتهاون فيها (المؤثرات السبع على البيت المسلم)(مادة مرئية - موقع الشيخ د. عبد الله بن محمد الجرفالي)
  • فضل الصلاة و التحذير من التفريط فيها(مقالة - موقع الشيخ أحمد بن عبدالرحمن الزومان)
  • خطبة المسجد النبوي 4/3/1433 هـ - التحذير من ضياع الشباب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التحذير من التقصير في الصلاة والسلام على البشير النذير(مقالة - ملفات خاصة)
  • في التحذير من التكاسل عن الصلاة (2)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التحذير من الغفلة في الصلاة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • في التحذير من التكاسل عن الصلاة (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطورة التهاون في الصلاة (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التحذير من أخذ بعض القرآن وترك بعضه(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)

 


تعليقات الزوار
1- شكر
إبراهيم أحمد جابي - مالي 25-05-2022 09:20 PM

الحمد لله على كل حال وعلى نعمة الإسلام.. استفدت كثيرا من المنشور..

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 18/11/1446هـ - الساعة: 8:24
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب