وظائف المعجم

وظائف المعجم

ما معنى المعجم؟

عجمَ العودَ: عضه ليعلم صلابته من رخاوته، عجم الحرف: وضع النقاط عليه، أزال غموضه بوضع النقاط أو التفسير.

حروف المعجم: هي الحروف الهجائية، فإذا زدنا همزة على عجم يصبح الفعل: (أعجم) يفيد معنى إزالة العجمة، وتسمى هذه الهمزة: همزة الإزالة كما في قولك: أشكيته، أي أزلت شكواه.

تعريف المعجم:

المعجم كتاب يضم ألفاظ اللغة، مرتبة على نمط معين، مشروحة شرحًا يزيل غموضها.

وظائف المعجم:

وللمعجم عدة وظائف أهمها:

1- يساعد على فهم ألفاظ القرآن الكريم والحديث الشريف.

أول سورة البقرة ﴿ الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ﴾ يعطيك المعجم معنى الريب وهو الشك. رابني الشيء يريبني، إذا جعلك شاكًا.

والحديث الشريف. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقًا.

وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حيي يكتب عند الله كذابًا".

البر: التقوى.

الفجور: فجر العبد فجورًا، فسق وزنى.

2- يساعد المعجم على فهم الأدب شعرًا ونثرًا

جاء في أمثال العرب هذا المثل:

"آخر البز على القلوص"[1]

البز: نوع من الثياب، وقيل: هي الثياب خاصة من أمتعة البيت، وقيل: أمتعة التاجر من الثياب، ورجل بزاز والحرفة البزازة".

وقد كان أبو بكر رضي الله عنه بزازًا.

والقلوص من الإبل: بمنزلة الجارية من النساء وهي الشابة.

وفي الشعر. قال مالك بن الريب:

ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة ♦♦♦ بجنب الغضا أزجي القلاص النواجيا

الغضا: شجر صلب.

أزجي: الريح تزجي السحاب: تسوقه سوقًا رفيقًا.

ناقة ناجية: سريعة.

3- يساعدنا على ضبط الكلمات.

الإبط: يذكر ويؤنث، والجمع: آباط، وتأبط الشيء: جعله تحت إبطه.

4- قال الله تعالى: ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾ [الزلزلة: 8].

فسر ابن سعدي كلمة الذرة بالحشرة الصغيرة وذلك في قوله: "وهذا شامل عام للخير والشر كله، لأنه إذا رأى مثقال الذرة التي هي أحقر الأشياء، وجوزي عليها، فما فوق ذلك من باب أولى وأحرى"[2].

وفسر المصباح المنير الذرة كذلك فقال "الذر: صغار النمل، والذر: النسل والذرية من الذر، وهم الصغار"[3].

ويمكن تفسير الذرة بالهباءة المنتشرة في الفضاء.

وفي تطور دلالي؛ تعني الذرة لب النواة في الأبحاث الذرية.

كما تطورت لفظة (السيارة) كانت تعني: القافلة، ثم اخترعت هذه الآلة وكان اسمها الحافلة.

ولفظة (القطار) كانت تطلق على قافلة الجمال يقطر بعضها ببعض، ويربط مقود الجمل في ذيل المتقدم عليه فأصبحت هذه اللفظة تطلق على الآلة البخارية التي تسحب خلفها مجموعة حافلات.

5- المعجم يوضح لنا الصيغ والأوزان:

قال صاحب المصباح المنير:

(بغشور). بلدة بين مرو، وهرات والنسب إليها: بغوي على غير قياس.

6- والمعجم يحفظ لنا الشواهد الشعرية.

قال أبو تراب الظاهري[4]:

"بينا عبد الله بن عباس جالس بفناء الكعبة، قد اكتنفه الناس يسألونه عن تفسير القرآن فقال نافع بن الأزرق لنجدة بن عويمر، وكل منهما رئيس فرقة من الخوارج: قم بنا إلى هذا الذي يجترئ على تفسير القرآن بما لا علم له به فقاما إليه فقالا: إنا نريد أن نسألك عن أشياء من كتاب الله فتفسرها لنا وتأتينا بمصادفه من كلام العرب، فإن الله تعالى إنما أنزل القرآن بلسان عربي مبين.

فقال ابن عباس: سلاني عما بدا لكما.

فقال نافع: أخبرني عن قوله تعالى: ﴿ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ ﴾.

قال: معناه: نضجه. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم أما سمعت قول الشاعر:

إذا ما مشت وسط النساء تأودت ♦♦♦ كما اهتز غصن ناعم النبت يانع

قال نافع: أخبرني عن قوله تعالى: ﴿ يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ﴾.

قال: الريش: المال. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: أما سمعت الشاعر يقول:

فرشني بخير طالما قد بريتني ♦♦♦ وخير الموالي من يريش ولا يبري

قال نافع: أخبرني عن قوله تعالى: ﴿ وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا ﴾

قال: رحمة من عندنا قال: هل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم أما سمعت طرفة بن العبد يقول:

أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا ♦♦♦ حنانيك بعض الشر أهون من بعض

قال نافع: أخبرني عن قوله تعالى: ﴿ فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ ﴾ قال: ألجأها. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم أما سمعت قول حسان بن ثابت يقول: إذا شددنا شد صادقة فأجأناكم إلى سفح الجبل.

أكثر من مئة وثمانين مسألة يطرحها ذلك الخارجي ليحرج حبر الأمة ترجمان القرآن، إلى أن جاء عمر بن أبي ربيعة، فقال له ابن عباس: هيه أيها الشاعر ألا تسمعنا؟ فانطلق عمر ينشد قصيدته الغزلية التي مطلعها:

أمن آل نُعم أنت غاد فمبكر ♦♦♦ غداة غد، أم رائح فمهجر؟

حتى أتمها. فقال ابن الأزرق: ضربنا إليك آباط الإبل لنسمع من كلام الله، فتتركنا وتسمع سفهًا؟!.

فقال ابن عباس: ما سمعت سفهًا.

قال نافع: ما معنى قوله تعالى: ﴿ وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى ﴾.

قال: لا يصيبك حر الضحى.

قال نافع: هل تعرف ذلك العرب؟ قال ابن عباس: أما سمعت الآن هذا الشاعر ينشد:

رأت رجلًا: أما إذا الشمس عارضت ♦♦♦ فيضحي وأما بالعشي فيخصر؟

قال نافع: أو حفظت البيت من القصيدة؟

قال ابن عباس: بل حفظت القصيدة كلها، فأعادها عليه وقد سمعها للمرة الأولى، وهي ثمانون بيتًا.

إن التفاسير ملأى بالشواهد الشعرية على القرآن الكريم وعلى رأسها تفسير ابن جرير الطبري، كل المفسرين عالة على ابن جرير في التاريخ والتفسير، ففي تفسيره من الشواهد الشعرية على القرآن الكريم ما ليس في تفسير غيره.

وكان ابن دريد يحفظ ثلاثمئة بيت شاهدًا على القرآن.