• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    أهل القرآن (قصيدة)
    إبراهيم عبدالعزيز السمري
  •  
    إلى الشباب (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    ويبك (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
  •  
    الفعل الدال على الزمن الماضي
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    أقسام النحو
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    نكتب المنثور (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
  •  
    اللغة العربية في بريطانيا: لمحة من البدايات ونظرة ...
    د. أحمد فيصل خليل البحر
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / روافد
علامة باركود

المعاجم العربية

د. محمد جابر فياض العلواني

المصدر: مجلة البحوث الإسلامية، العدد 11، ص227-259
مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 2/2/2007 ميلادي - 14/1/1428 هجري

الزيارات: 460802

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
المقدمة:
المعاجم اللغوية في العربية وغيرها، هي الملجأ الذي يهرع إليه الدارس والمدرس، والعالم والمتعلم، إذا ما أشكل عليه معنى مما يقرؤه، أو يسمعه من ألفاظ اللغة. وما أكثر ما يشكل عليه منها، وبخاصة إذا كانت لغة كالعربية ظلت حية نامية عبر قرون وقرون، ومن هنا فنحن أحوج ما نكون إلى معرفة معاجم لغتنا والسبل التي انتهجت في تأليفها، وترتيب موادها كيما نستطيع العثور على ما ننشده فيها بسهولة ويسر. ولهذا فقد اقتصر البحث – أو كاد – على مدارس المعاجم العربية، ومنهج كل منها، وما ينتمي إليها من معاجم وأعرض عن نقدها والوقوف على حياة مؤلفيها وما إلى ذلك مما ليست له صلة مباشرة بتيسير الإنتفاع بها. غير أن الحروف هي الأساس الذي قامت عليه المعاجم العربية فكان لابد من الإلمام بها والكشف عن العلاقة بينها وبين المؤلفات التي صارت هذه الحروف عليها، والوقوف على ترتيبها وتصوره، وما أهمل واستخدم من أنواعه.
ومن يلزم نفسه بدراسة المعاجم العربية لا ينبغي له أن يجهل معنى المعجم وما يتصل به من جمعه ومرادفه ومصدر تسميته. وإذا كنا قد أطلنا في الحديث عن مصدر التسمية فما ذلك إلا لكثرة ما قيل فيه وتباينه. ولحرصنا على أن يختار المتدرب لا أن نتولى الاختيار نيابة عنه.

كلمة لابد منها:
المعاجم العربية ميدان واسع لا يفي به بحث كهذا. وقد سبق أن كتب فيه الأستاذ الدكتور حسين نصار رسالته للدكتوراه في مجلدين كبيرين. وكتب فيه بعد ذلك بحثين لمعهد التربية في بيروت (الأنروا)، اختص الثاني منهما بالمعاجم التي راعت الترتيب الالفبائي. وأردف المعهد هذين البحثين بورقة عمل. غير أننا آثرنا أن نتناوله ببحث واحد، رغم تعدد محتوياته، وتفاوتها كيلا نضطر إلى معالجته أكثر من مرة، ومع أننا اقتصرنا على جوانب منه فقد جاء على شيء من الاتساع وكان لابد له من هذا لسعة الموضوع. فالمعاجم العربية كثيرة، منها المخطوط والمطبوع، وما اتبع هذا الترتيب أو ذاك، فالتحق بهذه المدرسة أو تلك، وغير خافٍ أن هذه المدارس ليست سواء في الصعوبة، والأهمية، ومقدار حاجة المتدرب إليها. غير أن مثل هذه البحوث تتقيد بعناوينها. وهي بعد هذا صورة لما تتناوله من موضوعات. فالموضوعات العسيرة المعقدة لا ينتظر أن تأتي بحوثها سهلة يستطيع كل قارئ أن يفهما بمجرد قراءتها قراءته للصحف والمجلات. ولكن للقارئ من حرية التصرف فيها والاختيار منها ما ليس للباحث. فله أن يأخذ ما يستسهله ويروق له ويحتاج إليه أكثر من غيره. وهذا الذي يأخذه ليس بقصيدة يراد حفظها واستظهارها أو نظرية علمية تكلفه ما تكلفه من جهد التفهّم والتثبّت والتدقيق في كل جزء من أجزائها. فلكل موضوع طبيعته. ونحن هنا لا نطمح إلى أكثر من أن يعرف المتدرب معاجم لغته، كيلا تقتصر معرفته على ما شاع منها. ويدرك ما يقتضيه البحث عن الألفاظ فيها من إرجاع تلك الألفاظ إلى أصولها، ويدرس بإمعان منهج المدرسة التي يرى في نفسه في حاجة إلى معاجمها. فلا تفوته معرفة المعاجم العربية وكيفية الإفادة منها. وما سواها من تفضيلات إنما هي معلومات هامة مفيدة يمكن أن يستفيد منها عاجلاً أو آجلاً فالمتدرب هو المتحكم بها وليس لها أن تتحكم فيه ولا نريد لها ذلك والله الموفق لما فيه الخير.

المعجم
تعريفه:
أطلق لفظ المعجم على الكتاب الذي أورد الألفاظ اللغوية ومعانيها مرتبه بحسب حروفها.
مصدر التسمية:
أخذت هذه من حروف المعجم لإطلاقهم اللفظ – (المعجم) – على الكتب التي راعت – أي نوع من المراعاة – الحروف في ترتيبها كمعاجم اللغة، والأدباء، والشعراء، والمؤلفين، والبلدان، وغيرها[1].
تعليل تسمية حروف العربية بحروف المعجم:
تباينت أراء العلماء في تعليل تسمية الحروف العربية بحروف المعجم فذهب الخليل بن أحمد الفراهيدي إلى أنها سميت بهذا الإسم لكونها أعجمية[2] من غير أن يوضح ما أراده بأعجميتها. ولهذا قال ابن فارس (وأظن الخليل أراد بالأعجمية أنها ما دامت مقطعة، غير مؤلفة تأليف الكلام المفهوم، فهي أعجمية، لأنها لا تدل على شيء فإن كان أراد هذا فله وجه، وإلا فما أدرى أي شيء أراد بالأعجمية)[3].
وذهب الفارابي مذهب الخليل في أعجميتها المتأنية من تقطيعها فقال (حروف المعجم: الحروف المقطعة)[4]. وسئل أبو العباس ثعلب عن تسميتها بحروف المعجم فقال ((أما أبو عمرو الشيباني فيقول: أعجمت: أبهمت وقال الفراء: أنها أخذت من أعجمت الحروف، ويقال قفل معجم، وأمر معجم إذا اعتاص. وقال أبو الهيثم: معجم الخط: هو الذي أعجمه كاتبه بالنقط)[5].
وقال الجوهري: "والمعجم: النقط بالسواد مثل التاء عليه نقطتان، يقال أعجمت الحرف، والتعجيم مثله... ومنه حروف المعجم: وهي الحروف المقطعة التي يختص أكثرها بالنقط من بين سائر حروف الإسم. ومعناه: حروف الخط المعجم كما تقول: مسجد الجامع، وصلاة الأولى: أي مسجد اليوم الجامع وصلاة الساعة الأولى"[6].
وذهب المبرد إلى أن المعجم بمعنى الإعجام، وأيده فيما ذهب إليه ابن جني (أبو الفتح عثمان بن جني ت342) فقال: "والصواب في ذلك عندنا ما ذهب إليه أبو العباس محمد بن يزيد (المبرد) رحمه الله تعالى من أن المعجم مصدر بمنزلة الإعجام. كما تقول: أدخلته مدخلاً، وأخرجته مخرجاً: أي إدخالاً وإخراجاً.. فكأنّهم قالوا هذه حروف الإعجام. فهذه أسد وأصوب من أن يذهب إلى أن قولهم: حروف المعجم بمنزلة قولهم صلاة الأولى، ومسجد الجامع فالأولى غير الصلاة في المعنى، والجامع غير المسجد في المعنى أيضاً"[7].

وناقش عبارة حروف المعجم مناقشة نحوية تناول فيها أيما توسع فنفى أن يكون المعجم وصفاً للحروف، إذْ لا توصف النكرة بمعرفة. وأكد أن حروف المعجم لا تعني حروف الكلام المعجم، وإنما تعني أن الحروف هي المعجمة[8]، وفاته أن الكلام أو الخط الذي تعجم حروفه: كلام معجم وخط معجم. وليس هناك – على الإطلاق – ما يمنع من وصفها بالإعجام ما دامت حروفهما معجمة. وأنهما كأعضاء الجسد، وأفراد المجتمع. وسلامة الجسد من سلامة أعضائه، وصلاح المجتمع من صلاح أفراده وبالعكس. وما لنا وهذا ونحن ننعت الأفعال بالصحة والعلة لا لشيء إلا لصحة حروفها واعتلالها وكذلك الشأن في المهموز منها والواوي. فلا أدري – بعد هذا – ما الذي يمنع أن يوصف الكلام بالإعجام لإعجام حروفه؟؟
أما إضافة الحروف إلى المعجم فهي إضافة صحيحة لا غبار عليها. وإذا تهيأ لابن جني أن الحروف هي الكلام أو الخط، وأن الشيء – كما ذهب النحاة – لا يضاف إلى نفسه فقد أبعد. لأن الكلام أو الخط غير الحروف وإن كانت الحروف ركناً هاماً فيهما لا قوام لهما بدونه. فهما مكونان من حروف معينة موصولة متحركة (منطوقة) مرتبة على نسق أراده المتكلم أو الكاتب للتعبير عن معنى ما. أما الحروف فهي مقطعة غير موصولة، صامتة غير منطوقة لخلوها من الحركات، وهي بعد هذا لا تؤدي أي معنى من المعاني.

ومهما يكن من شيء فأن ما أنكره ابن جني على غيره من القائلين. بأن حروف المعجم تعني حروف الكلام أو الخط المعجم إنما تعني حروف الكلام أو الخط العربي ما دام الإعجام خاصاً بهما كما أعتقد علماء العربية القدامى. وقد صرح ابن فارس باعتقادهم هذا فقال: "والذي عندنا في ذلك أنه أريد بحروف المعجم حروف الخط المعجم وهو الخط العربي لأنا لا نعلم خطاً من الخطوط يعجم هذا الإعجام حتى يدل على المعاني الكثيرة"[9].
ولهذا استغنوا عن حروف الخط العربي بحروف الخط المعجم، ثم استطالوا هذه العبارة فحذفوا الكلام أو الخط منها، إستغناء عنهما بذكر أبرز خصائصهما فكانت حروف المعجم بمعنى حروف الخط المعجم أو حروف العربية. ولهذا رأينا حروف المعجم هذه تدخل في عناوين الكتب التي راعت الحروف العربية – كما أسلفنا – أي نوع من المراعاة في ترتيب موادها، فقيل (كتاب هذا على حروف المعجم)[10] وهو في الحقيقة على حروف العربية ويبدو أنهم استطالوا هذه العبارة أيضاً فاكتفوا بالقول (كتاب كذا على الحروف)[11] بحذف لفظ المعجم أو (معجم كذا) بحذف لفظ الحروف وإضافة المعجم إلى مضمون الكتاب. وراجت هذه العبارة أكثر من الأولى لاختصارها من غير ما إخلال بالمعنى، وصارت علماً للكتب المتحدث عنها كمعجم الأدباء ومعجم الشعراء، ومعجم البلدان ومعجم ألفاظ القرآن ومعجم ألفاظ الحديث وغيرها.

تاريخ استخدام اللفظ وشيوعه:
ألحق أننا لا ندري – على وجه اليقين – متى استخدم لفظ المعجم في عناوين الكتب، ومن ذا الذي استخدمه وفي أي مؤلف من مؤلفاته لضياع كثير من مؤلفات علمائنا الأقدمين[12]. ولقد قيل أن الإمام البخاري (أبو عبدالله محمد بن إسماعيل المولولد 194هـ) كان أول من أطلقه على واحد من مؤلفاته المرتبة على الحروف[13].
وعد من أوائل مستخدميه ألبغوي أبو القاسم عبدالله بن محمد المولود 214هـ) في كتابه (معجم الحديث) والمعجم الكبير والصغير والأوسط في قراءات القرآن[14].
وفي القرن الرابع الهجري كثر إطلاقه على كثير من المؤلفات في القراءات والحديث والتراجم. ويبدو أن اللفظ انتقل من هذه الكتب إلى كتب اللغة لما بينها من مشابهة في الجمع والاستقصاء والترتيب وإلا فإن أصحاب المعاجم اللغوية كانوا قد سموا معاجمهم بأسماء مختلفة كالعين، والجيم، والجمهرة، والصحاح، والتهذيب، والمقاييس، واللسان، والتاج، وغيرها.

جمع اللفظ والخلاف فيه:
ذهب أستاذنا الدكتور مصطفى جواد رحمه الله إلى أن القياس يوجب أن يجمع المعجم على معاجم مثل مرسل – مراسيل، ومسند – مسانيد.... أو معجمات[15] مثل مفرد – مفردات ولكن الجمع الذي شاع (معاجم) وقد صوبه الدكتور ناصر الدين الأسد قياساً على جمع القدماء لما مثله كمسند – مساند، ومذهب – مذاهب، ومطرف – مطارف، ومصعب – مصاعب، ومصحف – مصاحف[16]. وقد خصص الفارابي (إسحاق بن إبراهيم متوفي 350هـ) في كتابه (ديوان الأدب) باباً لما جاء من الألفاظ على وزن مفعل بضم الميم وفتح العين ضمته الألفاظ التي ذكرها الدكتور ناصر الدين الأسد وكثيراً غيرها منها: مغزل – مغازل، ومُنْخَل – لغة في مُنْخُل – مناخل[17] ولهذا فلا ضير في جمع المعجم على معاجم قياساً على جمع هذه الألفاظ وللمعاجم بعد هذا مزية الشيوع والإختصار.

مرادفه (القاموس):
عرفت المعاجم اللغوية بالقواميس، مفردها قاموس ومعناه: البحر أو أبعد موضع فيه غوراً وقيل وسطه ومعظمه[18]. وقد أطلقه الفيروزأبادي على معجمه فسماه (القاموس المحيط): أي البحر الأعظم كما ذكر ذلك المؤلف نفسه[19]. ولما كثر تداوله اكتفى من اسمه بالقاموس، ثم انتقل منه إلى ما ماثله فشمل المعاجم اللغوية السابقة واللاحقة وصار القاموس مرادفاً للمعجم[20].

الحروف العربية من الأبجدية إلى الهجائية إلى المخارج[21]
سرى ترتيب الحروف الأبجدي الفنيقي إلى سائر اللغات السامية ومنها العربية. وقد سمي هذا الترتيب بالأبجدي نسبة إلى الكلمة الأولى من الكلمات الست وهي:
أبجد – هوز – حطي – كلمن – سعفص – قرشت – أ ي ب جـ د – هـ و ز – ح ط ى – ك ل م ن – س ع ف ص – ق ر ش ت. ولقد أردفت (ألحقت) العربية بالحروف الفينيقية هذه ستة أحرف هي (ث، خ، ذ، ض، ظ، غ) جمعتها كلمتا (ثخذ، ضظغ) سميت بالروادف (اللواحق). ولخلو الحروف من النقط وتماثل كثير منها في الرسم برزت الحاجة إلى التمييز بين ما تماثل منها لا من اللبس وضبط الأداء، فعهد الحجاج بن يوسف الثقفي إلى نصر بن عاصم الليثي المتوفي سنة 90هـ القيام بمهمة التمييز هذه، فعمد عاصم إلى الحروف الأبجدية تاركاً الألف المهموزة على حالها لتفردها وانتقل إلى الباء فوضع بعدها ما ماثلها (التاء والثاء) فوضع تحت الباء نقطة وفوق التاء نقطتين وفوق الثاء ثلاث نقاط.
وانتقل إلى الجيم من كلمة أبجد وقام مثل ما قام به مع الباء، وكذلك فعل مع بقية الحروف الأبجدية. وجمع أحرف العلة في النهاية. وهكذا تم له ترتيب الحروف ترتيباً جديداً والتمييز بين ما تماثل منها في وقت واحد، فانتهى بها إلى ما نعهدها عليه الآن (أ، ب، ت، ث، ج، ح، خ، د، ذ – الخ).
وقد عرف ترتيبه هذا بالترتيب الهجائي لأن حروفه – كما يبدو لي – تظل فيه مقطعة مفصولة، ولا تُقرأ إلا كذلك، فلا تتصل ببعضها لتؤلف ما ألفته حروف الترتيب الأول من كلمات أبجد هوز.. الخ. والتهجي: قراءة أحرف الكلمة أو قراءة الكلمة مقطعة الحروف إذ الهجاء: القراءة والتقطيع ففي القاموس المحيط (الهجاء ككساء: تقطيع اللفظة بحروفها) وقال أبو زيد (الهجاء: القراءة)[22] وعندي أن المعنيين (القراءة والتقطيع) قد اجتمعا في حروف الهجاء.

ولقد ذهب غير واحد من المحدثين إلى تسمية هذا الترتيب بالترتيب (الألفبائي) منتزعين هذه التسمية من الحرفين الأولين له وهما الألف والباء[23] ولقد رتبت الحروف الهجائية العربية ترتيباً آخر يختلف عن الترتيبين السابقين (الأبجدي والهجائي) ألا وهو الترتيب المخرجي الذي ابتدعه الخليل بن أحمد الفراهيدي المتوفي 170 أو175 أو177 مراعياً فيه مخارج الحروف مبتدئاً بأبعدها والأقرب فالأقرب حتى انتهى إلى أدناها مخرجاً ثم اختتمها بأحرف اللين (العلة) – والهمزة فجاءت الحروف الهجائية العربية في ترتيبه هذا على النحو التالي (ع، ح، هـ، خ، ق، ج، ش، ض، ص، س، ز، ط، د، ت، ظ، ث، ذ، ر، ل، ن، ف، ب، م، و، أ، ى، هـ، ء (الهمزة)[24].
ومع أن الترتيب الأبجدي أقدم ترتيب عرفته العربية للحروف فما من أحد من اللغويين العرب ألف معجماً للألفاظ على نسقه لأنه لم يكن يعتمد على دلالة واضحة في منطق العربية ولا يتسم بالأصالة ولا يراعي تعاقب الحروف المتشابهات رسماً أو المتقاربات نطقاً[25]. فليس له من مزية على الترتيبين الهجائي والمخرجي غير إمكانية تجميع حروفه في كلمات تيسر الإحاطة بتلك الحروف وترتيبها وإن لم يكن للكلمات المؤلفة منها أي معنى واضح.
ولم يكتب للترتيب الهجائي الذيوع أول مرة مع ما تميز به من جودة لوضعه الأخرى المتماثلات شكلاً ونطقاً في نسق مقبول ومعقول. فضاع ترتيب المخارج أول الأمر ثم ما لبث أن شاع الترتيب الهجائي (الألفبائي) لسهولته ويسره.

نشوء المعاجم اللغوية
الحديث عن نشوء المعاجم اللغوية إن هو إلا حديث عن جمع اللغة إذ ليست المعاجم إلا مجامع لها. ومن الطبيعي ألا تتم عملية الجمع هذه وتصل إلى ما وصلت إليه من السعة والشمول في المعاجم اللغوية الشاملة دفعة واحدة. ولهذا فقد أصاب الأستاذ أحمد أمين فيما ذهب إليه من أن عملية الجمع كانت قد مرت بثلاث مراحل:
(الأولى: جمع الكلمات حيثما اتفق، فالعالم يرحل إلى البادية يسمع كلمة في المطر، وكلمة في اسم السيف، وأخرى في الزرع والنبات وغيرها... إلى غير ذلك. فيدون كل ما سمع من غير ترتيب. إلا ترتيب السماع.
المرحلة الثانية: جمع الكلمات المتعلقة بموضوع واحد في موضع واحد... وتوجت هذه المرحلة بكتب تؤلف في الموضوع الواحد. فألف أبو زيد كتاباً في المطر، وكتاباً في اللبن وألف الأصمعي كتباً كثيرة، كل كتاب في موضوع.
والمرحلة الثالثة: وضع معجم يشمل كل الكلمات العربية على نمط خاص يرجع إليه من أراد البحث عن معنى كلمة... هذه هي المراحل الطبيعية لجمع اللغة. وكانت كل مرحلة من هذه المراحل تسلم إلى ما بعدها[26].
غير أن الذي ينبغي أن نتنبه إليه – وإن لم يكن ليقدم في فكرة المراحل الطبيعية هذه – أن الرواية أو المرحلة الأولى لجمع اللغة ما كانت خالصة للغة خاصة بها. إذ لم تكن العلوم الدينية قد استقلت عن العربية ذلك العهد ولم تكن اللغة الباعث الوحيد أو الرئيس للرواية، بل كانت الدراسات القرآنية أهم بواعثها.

وعلى أي حال فلقد رويت الألفاظ العربية مفردات وعبارات منشورة أو منظومة عن طرف أولئك الرواة أياً كان ما حفزهم إلى الرواية. والأهم من هذا أنه ليست هناك فواصل زمنية فصلت بين مرحلة وأخرى كما قد يوهم ما ذكره الأستاذ أحمد أمين فهذه المراحل متصلة تمام الاتصال، بل نستطيع أن نقول: أنها متداخلة ببعضها فلقد ألفت كثير من الرسائل الخاصة بالموضوعات – وهي المرحلة الثانية – بعد المرحلة الثالثة، مرحلة ابتكار المعجم الشامل. بل أن الرواية ذاتها – المرحلة الأولى – قد امتدت إلى ما بعد ابتكار المعجم. ويكفي في هذا أن ننظر في أشهر رواة اللغة وما أنتجوه لنتبيّن مثل هذا التداخل[27] غير أن هذا لا يعني – بالطبع – أن المعجم أو ابتكاره قد سبق الرواية وتأليف الرسائل الخاصة بالموضوعات، لأن امتداد المرحلتين أو أحداهما إلى ما بعد المرحلة الثالثة لا يتعارض مع تقدمهما فضلاً عن أن ينفيه.
ومهما يكن من شيء، فلقد تم ابتكار المعجم اللغوي العربي في النصف الثاني من القرن الثاني على يد الخليل بن أحمد الفراهيدي كما أجمع المتحدثون من القدماء والمحدثين عن هذا النشاط من تراثنا العربي واقتصر شك طائفة منهم على مقدار ما عمله الخليل من كتاب العين لا أكثر[28].

البحث عن الألفاظ في المعاجم العربية
يتطلب البحث عن الألفاظ في المعاجم العربية إلماماً بجوانب من خصائص العربية وطريقة المعجم الذي تحاول الكشف فيه عنها.
ولعل من أبرز الخصائص التي ينبغي الإلمام بها لهذا الغرض أنها لغة متصرفة أو اشتقاقية. أي أنها تتألف من أسر لغوية، أو مواد أولية تعد أصولاً لكل ما يشتق منها من مفردات. فمادة (الضاد والراء والياء) مثلاً أصل لكل من (ضرب – يضرب – أضرب – ضرباً – ضربة – ضارب – مضروب – مضرب – الخ) ولكون هذه الأحرف الثلاثة – (ض – ر – ب) قد كونت المادة – الأولية التي اشتقت منها كل هذه المفردات، وحددت لها دلالتها العامة ودخلت في تركيب مفرداتها على إختلاف صيغها فقد سميت أحرفاً أصلية. وسميت الأخرى التي جاءت بها الصيغ المختلفة للدلالة على ما تختص به كل صيغة منها أحرفاً زائدة[29] لزيادتها على الأصل الذي اشتقت منه تلك الصيغ واستغنائه عنها.
وقد استقرء الصوفيون أحرف الزيادة فانتهوا إلى أنها عشرة حروف جمعتها العبارة (سألتمونيها) أو (اليوم ننساه) أو (هويت السمان) وغيرها[30] كما انتهوا إلى أن الزيادة قد تكون بتكرار حرف من أحرف اللفظ الأصلية[31] وعدوا اللفظ مجرداً، إذا تجرد من أحرف الزيادة بنوعيها واقتصر على أحرفه الأصلية، ومزيداً إِن تضمَّنَ أية زيادة عليها.

ولقد ذهب علماء العربية إلى أن الأصل في الحروف أن تتألف من حرف أو حرفين[32] وما جاوزهما فقد خرج عن الأصل فيها وأشبه الأفعال والأسماء[33] إذ الأصل في هذه أن تتألف من أحرف لا تقل عن ثلاثة، ولا تزيد الأفعال على أربعة أصلية، والأسماء على خمسة منها[34].
وما جاء من الأسماء على أقل من ثلاثة أحرف فإما أن يكون كذلك حقيقة مثل بعض الضمائر[35] وأسماء الإشارة والأسماء الموصولة[36] وأسماء الشرط والإستفهام[37] وأسماء الأفعال المرتجلة[38] وغيرها – فيكون خارجاً عن الأصل في الأسماء مشبهاً الحروف في هيئتها وبنائها فأصله ما جاء عليه، إذ ليس له أصل غيره يلجأ إليه.
وإما أن يكون الإسم أو الفعل كذلك ظاهراً لا حقيقة – مثل يد ودم من الأسماء[39] وما سقطت همزته من الأفعال[40]، أو سقط حرف أو أكثر من أحرفه الأصلية المعتلة لسبب صرفي أو نحوي[41] ومثل هذه الألفاظ ينبغي أن تعاد إليها الأحرف الساقطة منها لتعرف أصولها ومن ثم يبحث عنها في المعاجم لأن هذه المعاجم كانت قد اعتمدت في ترتيبها الأحرف الأصلية ما وجد منها في اللفظ وما سقط منه. يمكن معرفة ما سقط من الأسماء بأن – ننسب إليها، أو أن تقف على أفعالها وتصريفها إن كانت لها أفعال.
أما ما حذف من الأفعال فتصريفها كفيل بإعادتها إليها. وإذا عاد الباحث بالألفاظ إلى أصولها لا يكون أمامه غير معرفة السبيل التي انتهجها المعجم في ترتيب مواده اللغوية وسنين هذه السبل في مدارس المعاجم اللغوية.

مدارس المعاجم العربية
1 – مدرسة العين:
(أ) كتاب العين للخليل بن أحمد الفراهيدي (100 – 175 أو 177هـ) مبتدع العروض أو بحور الشعر العربي[42] ومبتكر ترتيب حروف الهجاء العربية بحسب مخارجها[43] لجمع الألفاظ العربية المستعمل منها والمهمل وبكتابه هذا عرفت مدرسة العين وقد اعتمد في ترتيبه على ثلاثة أسس هي[44]:

1 – المخارج:
إذا قسم معجمه إلى تسعة وعشرين كتاباً سمى كلاً منها بحرف من أحرف الهجاء. غير أنه عمد إلى ترتيبها وفقاً للترتيب المخرجي الذي ابتدعه. فابتدأ بالعين وانتهى بالهمزة ولهذا سمى معجمه (كتاب العين) من باب تسمية الكل باسم الجزء وضمن كلاً من هذه الكتب جميع الألفاظ التي تضمنت الحرف الذي عنون به الكتاب إلا ما قد تقدم ذكره في كتاب سبقه فكلمة (رعب) مثلاً أوردها في كتاب العين لكون العين أول الحروف في ترتيبه المخرجي ولا يتكرر ورودها في كتاب الراء أو الباء.
ويمكننا أن نسمي كل كتاب من هذه الكتب باباً كيلا تتعدد الأسماء لمسمى واحد لأن الجوهري ومن تلاه من أصحاب المعاجم أو أكثرهم كانوا قد سموا ما يقابل هذه الكتب أبواباً.

2 – الأبنية:
أو عدد أحرف الألفاظ: إذ قسم كل كتاب أو باب إلى ستة أقسام أو فصول.
أ – الثنائي الصحيح المضاعف: فمنه الألفاظ المؤلفة من حرفين صحيحين كرر أحدهما مثل (مدَّ) أو كلاهما مثل (زلزل).
ب – الثلاثي الصحيح: المؤلف من ثلاثة أحرف صحيحة متنوعة مثل (ذهب).
جـ – الثلاثي المعتل: المؤلف من ثلاثة أحرف منها واحد معتل أو مهموز مثل (رمى، قرأ).
د – الثلاثي اللفيف: المؤلف من ثلاثة أعتل حرفان منه مثل (وعى).
هـ – الرباعي: المؤلف من أربعة أحرف أصلية مختلفة مثل (بعثر، دحرج).
و – الخماسي: المؤلف من خمسة أحرف أصلية مختلفة مثل (سفرجل).

3 – التقاليب:
تغيير مواقع أحرف اللفظ أو ترتيبها حتى يأخذ كل منها مواقع الأحرف المشتركة معه في تكوين اللفظ.
وقد عمد الخليل إلى التقاليب ليقف على كل ما يمكن أن يتكون من حروف الهجاء من ألفاظ مستعملة أو مهملة. وقد انتهى – فعلاً إلى أن للثنائي أو المضعف صورتين فالدال والراء مثلاً لا يتكون منهما غير (در، رد). أما الثلاثي فله ست صور فالدال والهاء والباء مثلاً لا يتكون منها غير (ذهب، ذبه، هبذ، هذب، بذه، بهذ) وترتفع هذه التقاليب في الرباعي فتصل إلى أربع وعشرين صورة وفي الخماسي إلى مائة وعشرين صورة، وقد جمع الخليل تقاليب اللفظ كلها في أسبق حرف منها في ترتيبه المخرجي ولهذا فالبحث عن لفظ من الألفاظ في معجم العين يتطلب.
أ – ترتيب أحرفه بحسب ترتيب الخليل للحروف – بعد إرجاع اللفظ بالطبع إلى أصله كما في كل المعاجم – لكي تقف على الكتاب أو الباب الذي يرد اللفظ فيه.
ب – النظر في بنيته إن ثنائياً أو ثلاثياً أو غير ذلك لمعرفة الفصل الذي يورده فيه.
جـ – الصورة التي ورد بها اللفظ المبحوث عنه لمعرفة القسم الخاص به فالفعل (لعب) مثلاً يرتب بحسب ترتيب الخليل للحروف فيكون (علب) إذ العين قبل اللام، واللام قبل الباء ولهذا يبحث عنه في كتاب أو باب العين. ولما كان الفعل ثلاثياً صحيحاً فالبحث عنه في باب العين ينحصر في الفصل الخاص منه بالثلاثي الصحيح الذي اتصلت فيه العين باللام مع الباء. ولكن اللفظ المبحوث عنه (لعب) وليس (علب) لذا يبحث عنه في الصورة أو التقليب الذي يطابقه وهكذا.
ب – كتاب البارع في اللغة[45] لأبي علي القالي (إسماعيل بن القاسم 288 – 356هـ) اتبع مؤلفه منهج الخليل في اعتماده على المخارج والأبنية والتقاليب غير أن ترتيبه للحروف أقرب إلى ترتيب سيبويه لها[46] منه إلى الخليل[47] فقد جاء ترتيبه على النحو التالي.
هـ – ح – ع – خ – غ – ق – ك – ض – ج – ر – ش – ل – و – ن – ط – د – ت – ص – ز – س – ظ – ذ – ث – ف – ب – م – أ – ى – د[48].
كما أنه خالف الخليل في بعض أبنيته – وإن قسمها مثله إلى ستة – فقد جمع في الثلاثي ما اعتل بحرف أو حرفين فجاء هذا القسم مقابلاً لقسمي الثلاثي في كتاب العين وهما الثلاثي المعتل واللفيف[49] وأخلص قسماً لما سماه بالحواشي والأوشاب جمع فيه الثنائي الخفيف الصحيح مثل قق (حكاية صوت الضحك) والمعتل مثل (هو).
وعلى أية حال فطريقة استعماله طريقة العين ذاتها مع مراعاة الاختلافات اليسيرة التي أشرنا إليها.
جـ – تهذيب اللغة لأبي منصور الأزهري (محمد بن أحمد – 282هـ – 370هـ) فقد اتبع فيه الأزهري منهج الخليل بحذافيره حتى جاء التهذيب صورة مكبرة للعين.
د – المحكم والمحيط الأعظم لابن سيده (علي بن إسماعيل 398هـ – 458هـ) وقد اتبع فيه ابن سيده الخليل في ترتيبه للحروف مخرجياً كما اتبعه في أبنيته ولكن على النحو الذي انتهى بها إليه أبو بكر الزبيدي (محمد بن الحسن المتوفي 379 للهجرة) في كتابه تلخيص مختصر العين إذ فضل الزبيدي بين الثنائي المضعف الصحيح والثنائي المضعف المعتل فصارت أبنية الخليل الستة عنده سبعة أبنية وأضاف ابن سيده إليها بناء آخر تفرَّد به ألا وهو بناء السداسي، وضع فيه بعض الألفاظ الأعجمية الأصل مثل الشاهفوم (نوع من الزهر) وبعض الأصوات. كما اتبع الخليل في تقاليب الألفاظ[50].
ومهما يكن من شيء فإن هذه الكتب كلها كانت قد اعتمدت الأسس التي اعتمدها الخليل في كتاب العين من المخارج والأبنية والتقاليب.

2 – مدرسة الجمهرة:
نسبة إلى كتاب الجمهرة لأبي بكر بن دريد الأزدي (محمد بن الحسن 223هـ – 321هـ) ولقد اختار ابن دريد لمؤلفه هذا الاسم لأنه – كما صرح في مقدمته اقتصر فيه على جمهور كلام العرب معرضاً عن وحشية ومستنكرة واستقل بمعجمة عن مدرسة العين باتخاذها الأبنية أساساً رئيساً لتقسيم كتابه، إذ قسمه إلى أربعة أقسام رئيسية جعل كل قسم منها بناء خاص وهي:
1 - الثنائي الصحيح المدغم: يريد به الثلاثي المضعَّف.
2 - الثلاثي الصحيح.
3 - الرباعي.
4 - الخماسي.
وأردف كلاً من هذه الأقسام بملحقات. فألحق بالثنائي المضعف الرباعي (الثنائي الذي تكرر حرفاه) والثنائي المعتل.
وألحق بالثلاثي الصحيح الثلاثي الذي اجتمع فيه حرفان متماثلان. وما كان عين فعله حرف لين وما لحق بالثلاثي بأحد حروف العلة والنوادر في الهمز.
وألحق بالرباعي والخماسي أبواباً بحسب الأوزان والصيغ من غير ترتيب وختم معجمه بأبواب لغوية أخرى كثيرة لا نظام لها، عدّها من النوادر في موضوعاتها وصيغها فكثرت أبواب معجمة بهذه الملاحق كثرة ملحوظة ولم يعدل ابن دريد إلى الأبنية فحسب وإنما عدل إلى الترتيب الهجائي معرضاً عن الترتيب الصوتي للحروف الذي سارت عليه مدرسة العين.
فرتب أقسام تلك الأبواب أو فصولها بسبب حروف الهجاء (أ – ب – ت – ث. الخ) فبدأ بالهمزة مع بقية الحروف التي تليها وانتقل إلى الباء مع ما تلاها وهكذا حتى انتهى منها جميعاً. غير أنه حين تناول الثلاثي لم يبدأ بالهمزة وإنما أخرها إلى نهاية ما ألحقه بالثلاثي وهو النوادر في الهمز.
ولقد التزم في مواد الفصول بنظام التقاليب الذي أجبره على أخذ الحرف مع ما يليه دائماً كما سبق في مدرسة العين.

ومهما يكن من شيء فالبحث عن لفظ في الجمهرة يتطلب – أول ما يتطلبه النظر في عدد أحرفه الأصلية لمعرفة إن كان ثنائياً مضعفاً أو ثلاثياً أو رباعياً أو خماسياً أو مما يتصل بأي من هذه الأبواب لمعرفة الكتاب أو الباب الذي تضمنه. ثم النظر في موقع أسبق حرف من أحرفه الأصلية في الترتيب الهجائي (الألفبائي) المعروف للوصول إلى الفصل الذي يتناول ذلك اللفظ، وعندها نصل إلى المادة اللغوية المطلوبة وتقاليبها فيه بملاحظة تتابع أحرفها الأصلية في الترتيب الهجائي. فلفظ مثل ((كتب)) ثلاثي صحيح فهو في باب الثلاثي الصحيح. ولما كانت أحرفه في الترتيب الهجائي الباء ثم التاء ثم الكاف فالبحث عنه ينبغي أن يكون في باب الثلاثي الصحيح فصل الباء مقلوب مادة الباء والتاء والكاف ويوسع الباحث عن لفظ فيه أن ينظر في فهرس الألفاظ الذي عمله ناشروا الكتاب إذ رتبت فيه الألفاظ بحسب الترتيب الهجائي المعروف وتوالي الحروف في تلك الألفاظ ابتداء من الحرف الأول كما في المعاجم الحديثة[51].

3 – مدرسة المقاييس:
(أ) مقاييس اللغة لأبي الحسين أحمد بن فارس المتوفي 395هـ وإليه نسبت المدرسة وقد سمى معجمه هذا بالمقاييس لعنايته بمقاييس اللغة وربطه فروع موادها بأصولها وقياسها عليها لفظاً ومعنى[52].
ولقد استقل ابن فارس في تنظيم معجمه بمنهج خاص عمد فيه إلى الترتيب الهجائي (الألفبائي) للحروف. فخص كل حرف منها بكتاب فبدأ بكتاب الهمزة وأعقبه بكتاب الباء ثم التاء ثم الثاء إلى أن انتهي منها جميعاً. فخالف بهذا مدرسة العين التي اعتمدت الترتيب الصوتي للحروف. كما خالف مدرسة الجمهرة (لاعتمادها على الأبنية في التقسيم الرئيسي للكتاب. وخالفهما معاً في أخذهما بنظام التقاليب وإعراضه عنه إعراضاً تاماً. ولهذا فليس بالإمكان ربطه بأي من المدرستين السابقتين لاختلافه عنهما اختلافاً منهجياً ظاهراً.

وبعد أن قسم كتابه بحسب حروف الهجاء عدداً وترتيباً قسم كلاً من تلك الكتب إلى ثلاثة أقسام أولها للثنائي المضعف وثانيها للثلاثي وثالثها لما زاد على الثلاثي. غير أنه ألزم نفسه بأخذ الحرف مع ما تلاه من مواد تلك الأبنية حتى إذا فرغ من كل ما تلاه أخذه مع ما سبقه فصار السابق – عنده – لاحقاً واللاحق سابقاً لعدوله عن نظام التقاليب والتزامه بالحرف مع ما تلاه أولاً. ففي الثنائي المضعف من كتاب الراء – مثلاً سيبدأ بالراء والزاء (رزّ) ثم الراء والسين (رسّ) ثم الراء والشين (رشّ) حتى إذا انتهى من كل ما تلاها عاد فأخذها مع ما سبقها فأخذها مع الهمزة (رأ) ومع الباء (ربّ) ومع التاء (رتّ) ومع الثاء (رث) إلى أن وصل إلى الراء والذال (رذ) وهو آخر ما كان تركه من الحروف السابقة إذ لم يجدها متصلة بالراء المضعف فانهى بهذا الثنائي المضعف من كتاب الراء. وهذا شأنه مع الحروف الأخرى.

وفي الثلاثي من كتاب القاف بدأ بالقاف واللام – إذ لم تتصل القاف بالكاف في لفظ عربي – فأخذهما مع الميم (قلم) ومع الهاء (قله) ومع الواو (قلو) ثم عاد فأخذهما مع ما سبقهما – أو في الأصح مع ما سبق الثاني منهما – مبتدئاً من الهمزة فلما لم يجدها متصلين بها أخذهما مع الباء (قلب) ومع التاء (قلت) إلى أو وصل بهما إلى (قلق) آخر ما وجده سابقاً اللازم من ألفاظ اللغة إذ لم تتصل القاف واللام بالكاف.
وبعد أن أنهى القاف واللام وما يثلثهما من أحرف لاحقة وسابقة انتقل إلى القاف والميم وما يثلثهما سالكاً السبيل ذاتها.
حتى إذا انتهى من القاف مع ما تلاها من حروف أخذها مع ما سبقها مبتدئاً بالقاف والهمزة وما يثلثهما ثم القاف والباء وما يثلثهما حتى انتهى عند القاف مع كل الحروف اللاحقة والسابقة. وهذا شأنه مع الحروف كلها.
أما ما زاد على الثلاثي فلم يلتزم فيه بغير الحرف الأول منه. فعلى من يبحث عن لفظ كهذا في المقاييس أن يعمد إلى الكتاب الخاص بحرفه الأول وإلى الباب الخاص منه بما زاد على الثلاثي فيبحث فيه عنه حتى يجده.
فلفظ مثل (بعثر) يبحث عنه في كتاب الباء باب ما زاد على الثلاثي ومما ييسر العثور على مثل هذه الألفاظ في أبوابها قلة مواد هذه الأبواب[53].
ب – المجمل: ويلحق بالمقاييس (مجمل اللغة) لابن فارس نفسه وقد يقصد فيه إلى الاختصار والإيجاز[54] متبعاً منهج المقاييس بحذافيره، فطريقة استخدامه هي طريق استخدام المقاييس ذاتها.

4 – مدرسة الصحاح:
نسبة إلى كتاب (تاج اللغة وصحاح العربية) لأبي نصر الجوهري (اسماعيل بن حماد المتوفي سنة 399هـ).
وقد ضمّت هذه المدرسة عدداً من المعاجم أشهرها.
أ – تاج اللغة وصحاح العربية المشهور بالصحاح وبه سمْيت المدرسة هذه.
1 – مختار الصحاح.
2 – التكملة.
ب – العباب.
جـ – القاموس المحيط.
هـ – تاج العروس.
أ – الصحاح: انتخب له الجوهري هذا الاسم لاقتصاره فيه على ما صح عنده من ألفاظ اللغة. واختط لمعجمه هذا منهجاً خاصاً أعرض فيه عن الترتيب الصوتي (المخرجي) للحروف كما أعرض عن نظام التقاليب والأبنية. وعمد إلى الترتيب الهجائي (الألفبائي) للحروف، واتخذه الأساس الأول والأخير في تنظيم معجمه أبواباً وفصولاً وما تضمنه من مواد لغوية، مخالفاً بهذا المدارس السابقة متخلصاً مما شاب مناهجها من صعوبات. ولقد طبق الترتيب الهجائي – أول ما طبقه – على أواخر الألفاظ ومن ثم على أوائلها وعلى ما تلا الحروف الأولى حتى أتى على حروفها كافة. فقسم معجمه إلى ثمانية وعشرين باباً، جعل لكل حرف من حروف الهجاء باباً منها، إلا أنه جمع الواو والياء في باب واحد.
وأودع في كل باب جميع الألفاظ المنتهية بحرفه. فالباب – عنده – يشير إلى الحرف الأخير من اللفظ ولهذا سمي نظامه بنطام القافية. ففي باب الهمزة – مثلاً – جمع كل ما انتهى بها من ألفاظ وهكذا.
وقسم كل باب منها إلى فصول بعدد وترتيب حروف الهجاء (الألفباء) مشيراً بهذه الفصول إلى أوائل حروف الألفاظ. فابتدأ باب الهمزة بفصل الهمزة وأعقبه بفصل الباء ثم التاء إلى آخر الحروف.
وهذا هو شأنه في الأبواب كلها فباب الباء فصل الهمزة ضم جميع الألفاظ المنتهية بالباء والمبدؤة بالهمزة أياً كانت أبنية هذه الألفاظ.
كما أنه رتب مواد كل فصل من هذه الفصول بحسب أسبقية ما بين الحرفين الأول والأخير منها في الترتيب الهجائي أيضاً.
ففي باب الدال فصل الواو يتقدم الفعل (وأد) على الفعل (وجد) لا لشيء إلا لأن الهمزة تسبق الجيم في الترتيب الهجائي. والفعل (حرجم) يسبق الفعل (حرم) مع أن كلاً منهما في باب الميم فصل الحاء وأن الحرف الثاني فيهما راء غير أن الحرف الثالث في ((حرجم)) جيم وهو في (حرم) ميم والجيم متسابقة الميم في الترتيب الهجائي.
ولهذا فالبحث عن لفظ في الصحاح وما ماثله في معاجم يتطلب معرفة الحرف الأخير منه لمعرفة بابه كما يتطلب معرفة حرفه الأول للوقوف على الفصل الذي تضمنه من ذلك الباب، وتنظر بعد وذاك بقية أحرفه – بحسب تواليها – لتحديد موضعه من الفصل.
ولقد أعجب بالكتاب ومنهجه أكثر اللغويين وقامت حوله دراسات أثمرت كتباً متعددة متنوعة سلكت سبيل الصحاح في تنظيمها يضيق هذا البحث بالتحدث عنها. لذا نكتفي بذكر مثالين لنوعين من أنواع تلك الدراسات وهما مختار الصحاح والتكملة والذيل والصلة.

1 – مختار الصحاح:
ألفه الرازي (محمد بن أبي بكر بن عبدالقادي ت666هـ) واقتصر فيه – كما في مقدمته – على ما لابد منه مما كثر استعماله وجريانه على الألسنة[55] ضم إليه ألفاظاً كثيرة أخذها من تهذيب اللغة للأزهري وغيره من الأصول اللغوية المعتمدة. واتبع فيه منهج الصحاح ذاته. غير أن وزارة المعارف المصرية كانت قد كلفت الأستاذ محمود خاطر بأن يتولى ترتيبه بحسب الحروف الأولى وما يليها من أحرف الألفاظ على نحو ما نعهده في المعاجم الحديثة. وطبع الكتاب طبعات عديدة.

2 – التكملة والذيل والصلة لكتاب تاج اللغة وصحاح العربية.
ألفه الصفاني (الحسن بن محمد بن الحسن 577هـ – 651) وقال مؤلفه في مقدمته: "هذا كتاب جمعت فيه ما أهمله أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري رحمه الله في كتابه وذيلت عليه وسميته كتاب التكملة والذيل والصلة غير مدع استيفاء ما أهمله"[56].
وقد اتبع فيه سبيل الجوهري في صحاحه فطريقة استخدامهما واحدة.

ب – العباب: ألفه الصفاني صاحب التكملة المتقدم ذكره وقد جاء في مقدمته ما يفسر سبب تسميته حيث قال مؤلفه: "أُؤلف كتاباً في لغة العرب يكون – إن شاء الله – جامعاً شتاتها وشواردها حاوياً مشاهير لغاتها وأوابدها، يشتمل على أداني التراكيب وأقاصيها ولا يغادر منها – سوى المهملة – صغير ولا كبير إلا وهو يحصيها"[57].
وقد وصفه السيوطي بقوله: "وأعظم كتاب ألف في اللغة بعد عصر الصحاح كتاب المحكم والمحيط الأعظم لأبي الحسن على بن سيده الأندلسي الضرير. ثم كتاب العباب للرضي الصفاني"[58].
وقال فيه محمد صديق (العباب الزاخر واللباب الفاخر في عشرين مجلداً)[59].
وذكر الدكتور حسين نصار أن دار الكتب المصرية لا تمتلك منه غير مجلد واحد من أول الكتاب إلى مادة (عجرد)[60]. وكان مؤلفه قد أشرف به على نهايته مادة (بكم)[61] ووافاه أجله قبل أن يتمه.

جـ – لسان العرب:
ألفه ابن منظور (محمد بن مكرم بن علي الخزرجي الأفريقي 630هـ – 711). ولقد أراد ابن منظور أن يجمع فيه بين الاستقصاء وجودة الترتيب فعمد لتحقيق الغرض الأول إلى إبراز المعاجم السابقة – كما رآها هو – فأفرغها في موسوعته وذكرها مصرحاً بذكرها في مقدمته وهي:
تهذيب اللغة للأزهري، والمحكم لابن سيده، والصحاح للجوهري، وحواشي ابن بري على الصحاح، والنهاية في غريب الحديث لابن الأثير. وقال بكل تواضع: "وليس لي من هذا الكتاب فضيلة أمت بها، ولا وسيلة أتمسك بسببها سوى أني جمعت ما تفرق في تلك الكتب من العلوم وبسطت القول فيه"[62].
وأضاف قائلاً: "فليعتد من ينقل عن كتابي هذا أنه ينقل عن هذه الأصول الخمسة"[63].
وأما الغرض الثاني (جودة الترتيب) فرأى أن انتهاجه منهج الجوهري في صحاحه كفيل بتحقيقه. فلقد أعرب عن إعجابه به وتفضيله إياه على ما سواه قائلاً: "ورأيت أبا نظر إسماعيل بن حماد الجوهري قد احسن ترتيب مختصره، وشهره بسهولة وضعة فخف على الناس أمره فتناولوه. وقرب عليهم ما أخذه فتداولوه وتناقلوه"[64].
إلى أن قال: "ورتبته ترتيب الصحاح في الأبواب والفصول"[65].
ولقد ذاع صيت اللسان وطبقت شهرته الآفاق.

د – القاموس المحيط: ألفه الفيروزأبادي (محمد بن يعقوب بن محمد بن يعقوب بن إبراهيم 729هـ – 817).
ولقد أراد له مؤلفه أن يكون جامعاً موجزاً في الوقت ذاته. فحقق الشمول والاستيعاب بتعويله على العباب للصفاني والمحكم لابن سيده[66] فأودع في كتابه – عن طريقهما – خلاصة ما في العين والجمهرة والتهذيب والصحاح والتكملة وذكر في مقدمته أنه أضاف من زياداته إلى ما تضمنه العباب والمحيط. وقد سبقت الإشارة إلى أنه سماه القاموس المحيط لكونه – كما رآه – البحر الأعظم[67] وكما عمد إلى الشمول، فقد عمد إلى الإيجاز وصرح به قائلاً وسئلت تقديم كتاب وجيز على ذلك النظام وعمل مفرغ في قالب الإيجاز والإحكام، مع إتمام المعاني، وإبرام المباني فصرفت صوب هذا القصد عناني وألفت هذا الكتاب محذوف الشواهد، مطروح الزوائد، معرباً عن الفصح والشوارد.
ولم يكتف بحذف الشواهد دون طرح الزوائد بل عمد إلى استخدام الرموز مكتفياً بكتابة (ع، د، ة، ج، م) عن موضع وبلد وقرية والجمع معروف[68].
وقد اتبع الجوهري في منهجه لأنه لم يؤلف كتابة إلا ليتتبعه فيذكر ما أغفله وينبه إلى ما توهمه لاشتهار مؤلفه وتعويل المدرسين عليه فقال.
(وخصصت الجوهري من بين الكتب اللغوية مع ما في غالبها من الأوهام الواضحة والأغلاط الفاضحة لتداوله واشتهاره بخصوصه، واعتماد المدرسين على نصوصه)[69].

هـ – تاج العروس من جواهر القاموس:
قال الزبيدي: (محمد مرتضى الحسيني 1145هـ – 1205).
وقد ألفه صاحبه شرحاً لقاموس الفيروزأبادي، والتزم فيه بإيراد جميع مواد القاموس وتحقيقها والتنبيه إلى مراجعها وتفسير ما يحوج منها إلى تفسير والإتيان بالشواهد التي استغنى القاموس عنها فاضطره هذا كله أن يرجع إلى مائة وعشرين كتاباً ذكرها في مقدمته وبإيراده ما في القاموس وما استدركه عليه من كل هذه الكتب صار التاج – بحق – أجمع معجم عربي بلا نزاع. وقد طبعته المطبعة الأميرية ببولاق في القاهرة طبعة كاملة في عشرة أجزاء. وقامت وزارة الإرشاد والأنباء الكويتية بطبع أجزاء منه طباعة حديثة أنيقة ولا تزال مستمرة في طبع ما بقي منه.

5 – مدرسة الأساس:
عرفت هذه المدرسة بمدرسة الأساس نسبة إلى أساس البلاغة لجار الله الزمخشري (محمود بن عمر بن محمد 467هـ – 538).
أ – الأساس: سماه الزمخشري أساس البلاغة لمخالفته أصحاب المعاجم اللغوية، إذ لم يكن همه فيه استقصاء الألفاظ العربية ومعانيها اللغوية وإنما انحصر همه أو كاد في اقتناص العبارات الأدبية البليغة من آيات وأحاديث وأمثال وأشعار والوقوف من خلالها على معاني الألفاظ واستعمالاتها مبتدئاً بالحقيقة ثم الدلالات المجازية فاصلاً – في الأعم الأغلب – بين هذه وتلك منبهاً إليها.
وقد خالف في تنظيم معجمه النظم التي اتبعت في المعاجم الأخرى. إذ أخذ بالترتيب الهجائي (الألفبائي) للحروف وطبقه على أحرف الألفاظ. مبتدئاً من أوائلها والتي تليها بحسب تسلسلها فيها حتى انتهى بأواخرها. فقسم معجمه إلى كتب بعدد وترتيب حروف الهجاء – فالألفاظ المبدوءة بالهمزة – مثلاً – جمعها كتاب الهمزة في أول المعجم والمبدوءة بالباء ضمها كتاب الباء التالي لكتاب الهمزة والسابق لكتاب التاء وهكذا.
ورتبت مواد كل كتاب بحسب تسلسل حروفها الثواني ففي كتاب الدال تتقدم الألفاظ المبدوءة بالدال والهمزة على المبدوءة بالدال والراء. فلفظ (دأب) قبل لفظ (درب) وإذا درج اللفظان في الحرفين الأول والثاني ينظر إلى الحرف الثالث فلفظ (درج) يسبق لفظ (درس) لتأخر السين عن الجيم في الترتيب الهجائي وهكذا.
وطريقته هذه – بالطبع – أيسر طرائق البحث عن الألفاظ في المعاجم وهي المتبعة الآن في المعاجم الحديثة.
وقد طبع أكثر من مرة في مجلدين كما طبع أخيراً في مجلد واحد بأحرف أصغر من غير ما إخلال بمواد المعجم.
ولقد آثر اللغويون المحدثون طريقة الزمخشري في ترتيب الألفاظ اللغوية لسهولتها على العالم والمتعلم فاتبعوها في تأليف معاجمهم الحديثة.

ب – محيط المحيط: لبطرس بن بولس بن عبدالله البستاني اللبناني (1819م – 1883). وقد اتخذ من القاموس المحيط للفيروزآبادي أساساً لمادة معجمة. وحذف أسماء الأماكن والأشخاص والقبائل والمشتقات القياسية وبعض اللغات. وصاغ التفسيرات صياغة تلائم روح العصر الحديث وأضاف غير قليل من المعاني المولدة والمسيحية والعامية والمصطلحات العلمية والفلسفية[70].

جـ – قطر المحيط: لبطرس البستاني أيضاً وقد قال فيه مؤلفه أنه سماه بهذا الاسم لأن نسبته إلى محيط المحيط نسبة قطر دائرة إلى محيطها وقد أتى فيه على مواد المحيط غير أنه حذف جزءاً كبيراً من كل مادة منها واتبع فيه منهج المحيط.

د – أقرب الموارد في فصح العربية والشوارد:
ألفه سعيد بن عبدالله الخوري الشرتوني (1849م – 1912). وعنوانه يشير إلى ما قصد إليه مؤلفه من التيسير ودقة التنظيم. فقسم معجمه إلى قسمين استقل الأول منهما بالمفردات والثاني بالمصطلحات العلمية والكلم المولد والإعلام وأردفهما بذيل لما استدركه على نفسه وعلى غيره.
وقد أصدر القسم الأول والذي وأرجأ القسم الثاني غير أن الموت لم يمهله لإصداره وكان قد عول في القسم الأول من معجمه على مواد القاموس للفيروزأبادي بعد أن غير ترتيبها بحسب ترتيب الأساس. وقام بمثل ما قام به البستاني في محيطه من حذف وإضافة وصياغة غير أنه خالف البستاني أيضاً فحذف كثيراً من الألفاظ العامية والمسيحية وأسماء الكتب، واستعمل الرموز مشيراً بها إلى أبواب الأفعال والتزم نظاماً صارماً لتقديم الأفعال على الأسماء، وراعى ترتيباً معيناً في تناول الأفعال ذاتها. فمعجمه أكثر انتظاماً من محيط البستاني تيسيراً للبحث مع كونه أغزر منه مادة. وقد لا نجانب الصواب إذا ما قلنا أنه أشمل المعاجم التي أصدرها اللبنانيون للمفردات.

هـ – المنجد: للأب لويس المعلوف أخرجه سنة 1908م اختصر فيه محيط المحيط البستاني وسار على نظامه. ورجع إلى التاج كثيراً في تفسير مواده. واستعان بالرموز على غرار المعاجم الأجنبية فرمز للصيغ وتكرار اللفظ المشروح. وأكثر من الصور الموضحة. فلقي رواجاً منقطع النظير لما انطوى عليه من مميزات فهو مبّرأ من فصول القول والاستطرادات وتعدد الأوجه مكثف المادة غزيرها رائق في حجمه ومظهره. غير أنه مع هذا كله لا يصلح مرجعاً موثوقاً للباحثين المختصين لوقوعه في بعض الأخطاء ولأنه مشوب في عدد من مواده بأمور تتصل بالدين الإسلامي والتراث العربي مما درج على ترديده عدد من المستشرقين المغرضين. وعلى الرغم من تعدد طبعاته فإن القائمين على طبعه لم يتلافوا المآخذ التي دأب الباحثون على كشفها فيه طوال هذه السنين العديدة.
ولقد أدخلت عليه تحسينات كثيرة فحفل بالصور والجداول والخرائط وكتبت المواد في أول السطر باللون الأحمر وألحق به معجم للآداب والعلوم حوى تراجم لأعلام الشرق والغرب صنعه الأب فرديناند توتل سنة 1956م فصار المنجد في طليعة المعاجم العربية الحديثة تنظيماً وأيسرها تناولاً وأكثرها انتشاراً مع ما فيه من مآخذ.

و – البستان – لعضو المجمع العربي بدمشق في حينه، عبدالله بن ميخائيل البستاني (1854م – 1930) استقى مادته من محيط المحيط لبطرس البستاني وتصرف فيها حذفاً وإضافة وأفاد كثيراً مما أدخل في المعاجم الحديثة من تحسينات.
ولقد أكثر من الألفاظ الداخلية والمولدة وبخاصة المخترعات والمصطلحات الحديثة وآثر في تفسيره للألفاظ عبارات التاج على عبارات القاموس المحيط فتضخم معجمه فاستنفذ مجلدين كبيرين أصدرهما سنة 1930م.

ز – فاكهة البستان: – لعبدالله البستاني أيضاً اختصر فيه البستان ليتيسر اقتناؤه ويعم الانتفاع به فطبعة في مجلد واحد 1935م أيضاً.

ح – معجم متن اللغة: للشيخ أحمد رضا العاملي عضو المجمع العربي في دمشق سابقاً. صنعه بتكليف من مجمعه. ويبدو أنه أخذ بتوجيهات مجمعه عند تأليف معجمه فجاءت محتويات كل مادة من مواده مرتبة ترتيباً دقيقاً. إذ قدم الأفعال على الأسماء وبدأ بالمجرد من الأفعال فرتبها بحسب تسلسل أبوابها الستة المعروفة ورتب المزيد منها ترتيباً خاصاً وكذلك الأسماء. معولاً في تفسيرها على معاجم الأقدمين معرضاً عن المعاجم الحديثة كيلا تتسرب أخطاؤها إلى صنيعة غير أنه أفاد كثيراً مما فيها من مظاهر التنظيم.
ولقد تجنب تعدد الأوجه وكثرة الاستطرادات والتعليلات في المعاجم القديمة.
وحرص على ذكر المجاز إلى جانب الحقيقة. وأدخل الألفاظ المصرية والمستحدثة والصيغ التي أقرها كل من المجمعين اللغويين في القاهرة – ودمشق. وأفرد الألفاظ العامية في هوامش مواده كيلا تختلط بالفصيح ولا يفتقر إليها معجمه. ولم يكثر من المصطلحات العلمية والفنية لكونها خارجة عن متن اللغة. وإذا أورد مصطلحاً دخيلاً وضع إلى جواره اسمه الأجنبي بأحرفه اللاتينية.
وقد صدر معجمه هذا في سبعة مجلدات عن دار الحياة في بيروت سنة 1958م بعد وفاة مؤلفه.

ط – المعجم الوسيط: ألفته لجنة من أعضاء مجمع اللغة العربية في القاهرة بتكليف منه. وقد أفادت اللجنة من آخر ما وصلت إليه المعاجم العربية الحديثة من تطور في المادة والمنهج. فضمت إلى المعاجم كثيراً من المصطلحات. وما استحدث في حياتنا العامة من ألفاظ مولدة ومعربة حديثاً واستغنت عن الحوشي والمهجور من ألفاظ اللغة وبعسر المتراصات واستعانت بالرموز للاختصار والتزمت بمنهج خاص في ترتيب ما أوردته في كل مادة، كتقديم الأفعال على الأسماء، ومجردها على مزيدها ولازمها على متعديها، واتخذت – بالطبع – نظام الأساس نظاماً لها في ترتيب معجمها. فجاء معجمها أكثر المعاجم العربية الصغيرة مادة وأرحبها صدراً للمصطلحات والمستحدث من الألفاظ والدلالات وأضبطها وأوثقها وأحكمها منهجاً. وهو بعد هذا كله أول معجم عربي حديث صدر عن مجمع له حق التشريع في اللغة. غير أنه مع هذا كله لم يسلم من سقطات وهفوات. وقد تتبعها الدكتور عدنان الخطيب ونشرها تباعاً في سلسلة مقالات نشرها في مجلة اللغة العربية في دمشق من سنة 1963م – 1967 ثم تولى جمعها في كتاب خاص به نشره سنة 1967م.

ي – المعجم الكبير: شرع مجمع اللغة العربية في القاهرة منذ فترة في عمل معجم كبير للغة العربية يغني عن غيره من المعاجم وقد استطاع أن ينتهي من جزئه الأول الخاص بحرف الهمزة فنشره سنة 1970م في سبعمائة صفحة.

ويتضح من مقدمة هذا الجزء أن المجمع كان قد رمى إلى تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية.
أ – دقة الترتيب: إذ اختار ترتيب الأساس أي الترتيب الهجائي (الألفبائي) ابتداء من الحرف الأصلي الأول من أحرف الألفاظ إلى آخر حرف فيها. أما الألفاظ الدخيلة (غير العربية) التي لم يشتق العرب منها فقد اعتبرت جميع أحرفها أصيلة فلفظ مثل استبرق وضع في الهمزة وما تلاها من أحرف اللفظ بحسب ترتيبها. ولقد رتبت كل مادة ترتيباً دقيقاً شاملاً فقسمت إلى ستة أقسام هي:
1 - نظائرها في اللغات السامية.
2 - معانيها الكلية أو العامة.
3 - أفعالها.
4 - مصادرها.
5 - مشتقاتها.
6 - الأسماء.
ولم يهمل من هذه الأقسام إلا ما ليس له وجود في اللغة، والتزم في ترتيب المعاني والأفعال والأسماء بما التزم به في المعجم الوسيط من تقديم المعاني الأصلية على الفرعية والحسية على المعنوية وتقديم المجرد من الأفعال على المزيد واللازم على المتعدى.
ورتبت الأسماء بحسب أسبقية أوائلها في الترتيب الهجائي. كما رتبت الشواهد بحسب قدمها.
واستخدم الرموز الدالة بغية الإيجاز وفسّر المواد بعبارات واضحة موجزة دقيقة.

ب – الإحاطة اللغوية: – تلك الإحاطة القائمة على الإستيعاب وتصوير المادة تصويراً كاملاً في جميع الأزمنة والأمكنة التي عاشت فيها. فبحث عن المواد في المعاجم القديمة وتجاوزها إلى كتب الأدب والعلوم ولم يشر إلى غير ما انفرد منها بشيء مما أخذه. وأكمل اشتقاقات بعض المواد التي سمعت طائفة من اشتقاقاتها ولم تسمع بقيتها. وأقر تعريب المحدثين: فجاء المعجم شاملاً لما يريده الباحث من ألفاظ القدماء والمحدثين ودلالاتها إلى عصرنا الحاضر.

جـ – موسوعية التأليف المعجمي: وقد تمثلت في تقديم ألوان من المعارف والعلوم تحت أسماء المصطلحات والأعلام جميع المصطلحات القديمة وما أقره المجمع من مصطلحات حديثة وما كان وثيق الصلة بالإستعمال الأدبي واللغوي وأورد الأعلام العربية وكل ما له من أهمية تأريخية أو أدبية وفسر هذه الألوان من المعارف والعلوم بدقة ووضوح وإيجاز.
والحق أن المجمع في عمله كان قد طبق منهج المستشرق الألماني فيشر في معجمه (المعجم اللغوي التاريخي) الذي تولى مجمع اللغة العربية في القاهرة نشر مقدمته وقسم من باب الهمزة (ينتهي بمادة (أبد).) ويظهر – كما ذهب الدكتور إبراهيم مدكور – أن فيشر كان قد احتذى منهج معجم أكسفورد وأراد أن يطبقه على العربية.

المصادر والمراجع
1 - أساس البلاغة – للزمخشري (محمود بن عمر ت358هـ) الطبعة الأولى بطريقة الأوفست – مطبعة اولا أورنايد – القاهرة 1372هـ 1952م.
2 - أقرب الموارد في فصح العربية والشوارد – الشرنوبي (سعيد بن عبدالله الخوري 1849م – 1912م).
3 - البحث اللغوي عند العرب مع دراسة لقضية التأثير والتأثر – الدكتور أحمد مختار عمر – دار المعارف بمصر – 1971م.
4 - البستان – البستاني (عبدالله بن ميخائيل 1854م – 1930 المطبعة الأميركية – بيروت – 1927م.
5 - التاج (تاج العروس من جواهر القاموس) – الزبيدي (محمد مرتضى الحسيني – المطبعة الخيرية بمصر 1306هـ – 1307هـ).
6 - التكملة (التكملة والذيل والصلة لكتاب تاج اللغة وصحاح العربية) الصغاني (الحسن بن محمد ابن الحسن ت650هـ).
7- التهذيب (تهذيب اللغة) – الأزهري (أبو منصور محمد بن أحمد – 282هـ 370) مطبعة الدار القومية للطباعة – القاهرة 1384هـ 1964م.
8 - الجمهرة (جمهرة اللغة) – ابن دريد (أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي (ت321هـ) – الطبعة الأولى مطبعة دائرة المعارف في حيدر آباد الدكن – 1344هـ.
9 - الخليل بن أحمد الفراهيدي أعماله ومنهجه – الدكتور مهدي المخزومي مطبعة الزهراء – بغداد – 1960م.
10 - ديوان الأدب – الفارابي (أبو نصر إسحاق بن إبراهيم ت350هـ) مخطوط – مكتبة الأوقاف ببغداد رقم 1106.
11 - رواية اللغة – الدكتور عبدالحميد الشلفاني – دار المعارف بمصر 1971م.
12 - سر صناعة الأعراب – ابن جني (أبو الفتح عثمان) الجزء الأول منه فقط تحقيق مصطفى السقا وآخرين – الطبعة الأولى مطبعة مصطفى البابي احلبي وأولاده بمصر 1374هـ – 1954م).
13 - شرح ابن عقيل لألفية ابن مالك – ابن عقيل (عبدالله بن عقيل العقيلي 698هـ – 769) تحقيق محمد محيي الدين عبدالحميد الطبعة الرابعة عشرة – مطبعة السعادة بمصر 1384هـ 1964م).
14 - شرح الشافية (شرح شافية ابن الحاجب) – الراضي الاسترابادي (محمد رضي الدين بن الحسن ت1093هـ) تحقيق محمد محيي الدين عبدالحميد وآخرين – الطبعة الأولى مطبعة حجازي في القاهرة – 1358هـ – 1929م.
15 - الصحاح (تاج اللغة وصحاح العربية) – الجوهري (اسماعيل بن حماد 332هـ – 369) تحقيق أحمد عبدالغفور عطار – مطبعة دار الكتب العربي – القاهرة – 1376هـ – 1956م).
16 - ضحى الإسلام – أحمد أمين – الطبعة السابعة مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر – القاهرة – 1964م.
17 - العين – الخليل (الخليل ابن أحمد الفراهيدي 100هـ – 175) تحقيق الدكتور عبدالله درويش – مطبعة العاني – بغداد 1386هـ 1967م (الجزء الأول منه فقط).
18 - فاكهة البستان – البستاني (عبدالله بن ميخائيل 1854م – 1930م). المطبعة الأميركية – بيروت 1930م).
19 - الفهرست – ابن النديم (أبو الفرج محمد بن اسحق ت438 مطبعة الاستقامة في القاهرة.
20 - القاموس المحيط – الفيروزأبادي (محمد بن يعقوب بن محمد 729هـ 817) الطبعة الرابعة – مطبعة دار المأمون – القاهرة 1357هـ 1938م).
21 - قطر المحيط – البستاني (بطرس بن بولس بن عبدالله 1819 – 1883). بيروت – 1870م.
22 - الكتاب – سيبويه (أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر 148هـ – 180) نسخة مصورة بالأوفست عن الطبعة الأولى – المطبعة الأميرية ببولاق القاهرة – 1316هـ.
23 - اللسان (لسان العرب) – ابن منظور (محمد بن مكرم بن منظور 630هـ – 711) – دار صادر ودار بيروت للطباعة والنشر – بيروت 1388هـ – 1968م).
24 - المباحث اللغوية في العراق ومشكلة العربية العصرية الدكتور مصطفى جواد الطبعة الثانية – مطبعة العاني بغداد – 1385هـ – 1965م).
25 - المجمل (مجمل اللغة) – ابن فارس (أبو الحسين أحمد بن فارس ت395هـ) تحقيق محمد محيي الدين عبدالحميد – الطبعة الأولى – مطبعة السعادة – القاهرة 2366هـ – 1947م (الجزء الأول منه فقط).
26 - محيط المحيط – البستاني – بطرس البستاني – نسخة مصورة بالأوفسيت عن الطبعة الأولى 1870م.
27 - المحكم والمحيط الأعظم في اللغة – ابن سيده (علي بن إسماعيل ت458هـ) مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر 1958م الأجزاء الثلاثة الأولى حققت لمعهد الدراسات العربية العليا في القاهرة.
28 - مختار الصحاح – الرازي (محمد بن أبي بكر بن عبدالقادر ت666هـ) القاهرة.
29 - مدرسة الكوفة ومنهجها في دراسة اللغة والنحو – الدكتور مهدي المخزومي مطبعة الزهراء – بغداد – 1960م.
30 - المزهر في علوم اللغة وأنواعها – السيوطي (عبدالرحمن بن أبي بكر ت911هـ) مطبعة عيسى الحلبي وشركاه – القاهرة.
31 - مصادر التراث العربي في اللغة والمعاجم والأدب والتراجم – الدكتور عمر الدقاق – الطبعة الثالثة – دار الشرق – بيروت.
32 - المعاجم العربية – الدكتور حسين نصار – معهد التربية الأنروا – اليونسكو بيروت. القسم الأول Trepa/A/8 القسم الثاني Prepa/A/9
33 - المعاجم العربية مع اعتناء خاص بمعجم العين للخليل بن أحمد – الدكتور عبدالله درويش – مطبعة الرسالة – القاهرة 1375هـ 1956م.
34 - معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب) – ياقوت الحموي (ياقوت بن عبدالله 574هـ – 626). نسخة مصورة بالأوفست عن الطبعة الثانية مطبعة هندية – القاهرة 923م.
35 - المعجم العربي بين الماضي والحاضر – الدكتور عدنان الخطيب مطبعة النهضة الجديدة – القاهرة – 1967م.
36 - المعجم العربي نشأته وتطوره – الدكتور حسين نصار الطبعة الثانية – دار مصر للطباعة – القاهرة – 1968م.
37 - المعجم الكبير – معجم اللغة العربية في القاهرة – مطبعة دار الكتب المصرية القاهرة 1970م (الجزء الأول منه فقط).
38- المعجم اللغوي التأريخي – المستعرب الألماني أ. فيشر – الطبعة الأولى المطابع الأميرية – القاهرة – 1387هـ 1967م (القسم الأول منه فقط).
39 - معجم متن اللغة – الشيخ أحمد رضا العاملي – دار مكتبة الحياة – بيروت 1958م.
40 - المعجم الوسيط – معجم اللغة العربية (إبراهيم مصطفى وآخرون) مطبعة مصر – 1380هـ – 1960م.
41 - المفردات (المفردات في غريب القرآن) الراغب الأصفهاني (أبو القاسم حسين بن محمد ت502هـ) تحقيق محمد سيد كيلاني مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده في القاهرة 1389هـ – 1969م.
42 - مقاييس اللغة – ابن فارس (أبو الحسين أحمد بن فارس ت395هـ) تحقيق عبدالسلام محمد هارون – الطبعة الثانية – مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده في القاهرة 1389هـ – 1970م.
43 - المكتبة العربية (دراسة لأمهات الكتب في الثقافة العربية) الدكتور عزة حسن دمشق – 1390هـ – 1970م (الجزء الأول منه فقط).
44 - المنجد في اللغة والأدب والعلوم – لويس المعلوف الطبعة الخامسة عشرة – مطبعة الآباء اليسوعين – بيروت – 1956م.
ــــــــــــــــــــ
[1]  وانظر المعاجم العربية الدكتور حسين نصار 1/1 والمعجم العربي له 1/12 – 13.
[2]  المقاييس – ابن فارس (عجم) 1/240، المفردات – الراغب الأصفهاني (عجم) 323 – 324.
[3]  المقاييس: الموضع السابق.
[4]  ديوان الأدب – الفارابي – مخطوط – باب ((مفعل)) يضم الميم وفتح العين ص69.
[5]  التهذيب – الأزهري (عجم) 1/391، اللسان – ابن منظور – (عجم) 12/388.
[6]  الصحاح – الجوهري – (عجم) 5/1980 – 1981.
[7]  سر صناعة الأعراب – ابن جني – 1/39 – 40.
[8]  نفس المرجع والموضع وتابعه فيه ابن سيدة (علي بن أحمد ت458).
انظر المحكم والمحيط الأعظم له 1/ واللسان مادة (عجم) كما تابعه فيه ابن بري (عبدالله بن بري بن عبدالجبار ت582) انظر اللسان مادة (عجم).
[9]  المقاييس – ابن فارس – (عجم) 1/240.
[10]  مثل (كتاب الأغاني على حروف المعجم) لحبيب بن موسى الضبي كما في معجم الأدباء 7/220 – 221، الفهرست – لابن النديم 214 وقد سماه حسن بن موسى، والمعجم العربي الدكتور حسين نصار 1/13، والمعاجم العربية له 1/2.
[11]  مثل كتاب (صناعة الغناء وأخبار المغنين) لقريض المغنى كما في الفهرست لابن النديم 228 والمعجم العربي 1/13، والمعاجم العربية – له – 1/2.
[12]  المعجم العربي الدكتور حسين نصار 1/14، المعاجم العربية له – والمعجم العربي بين الماضي والحاضر الدكتور عدنان الخطيب 31.
[13]  مصادر التراث العربي – الدكتور عمر الدقاق: 170، البحث اللغوي عند العرب.
[14]  المعجم العربي الدكتور حسين نصار 1/13، المعجم العربي بين الماضي والحاضر الدكتور عدنان الخطيب 31.
[15]  المباحث اللغوية في العراق – الدكتور مصطفى جواد 64، 74 والمعاجم العربية 1/2.
[16]  المعاجم العربية الدكتور حسين نصار 1/2 – 3.
[17]  ديوان الأدب – الفارابي – مخطوط ص96.
[18]  اللسان – مادة (قس) 6/183.
[19]  القاموس المحيط – المقدمة: 1/3.
[20]  انظر المعجم العربي بين الماضي والحاضر – الدكتور عدنان الخطيب 29 والمعاجم العربية الدكتور حسين نصار 1/3.
[21]  انظره في مصادر التراث العربي الدكتور عمر الدقاق 167 – 170 والمعجم العربية بين الماضي والحاضر – الدكتور عدنان الخطيب 14 – 15/22 – 29 والخليل بن أحمد – الدكتور المخزومي 96 – 97 وما بعدها.
[22]  التهذيب – الأزهري 6/347 باب الهاء والجيم.
[23]  واصطلاح الألف باء – كما ذكر الدكتور عدنان الخطيب – عجم جميع اللغات التي تتصل حروف كتابتها بنسب إلى الأبجدية الفنيقية – وكثر من كتاب العصر يكتبون هذا المصطلح موصولاً فيقولون (الألفباء) وكان ابن خلدون السابق إلى هذا الاستعمال انظر المعجم العربي – له – 29.
[24]  العين: 1/65.
[25]  مصادر التراث العربي: الدكتور عمر الدقاق: 168.
[26]  ضحى الإسلام – أحمد أمين 2/263 – 266.
[27]  الخليل بن أحمد متوفى 177، يونس بن حبيب 182 ويلي طبقتهما اليزيدي 202 والنصير بن شميل 204، وقطرب 206، وأبو عبيدة 210، وأبو زيد والأصمعي 21 ويلي طبقتهم الجرمي 225، والتوزي 238، والمازني 249، والسجستاني 225، والرياشي 257، وانظر رواية اللغة الدكتور عبدالحميد الشلقاني 103.
[28]  انظر في هذا المزهر للسيوطي 1/89 – 92، مقدمة تهذيب اللغة للأزهري، ومقدمة الجمهرة لابن دريد، والمعجم العربي للدكتور حسين نصار 1/279، والعين للخليل بن أحمد بتحقيق الدكتور عبدالله درويش المقدمة 1/6 – 27.
[29]  كزيادة الألف – مثلاً – في ضارب للدلالة على اسم الفاعل والميم والواو في مضروب للدلالة على اسم المفعول وهكذا.
[30]  شرح شافية ابن الحاجب للاستراباذي 2/330 – 331.
[31]  شرح شافية ابن الحاجب للاستراباذي 2/331 – 332.
[32]  مثل الباء، واللام، من، عن وانظر تقرير هذا الأصل في شرح ابن عقيل لألفية ابن مالك 1/30 – 31.
[33]   ولذلك قبل الحروف المشبهة بالفعل لعملها وبنيتها.
[34]  العين – للخليل 55.
[35]  مثل الضمائر المتصلة وهو، وهي، وهم، وغيرها من المنفصلة.
[36]  مثل ذا للإشارة ومن ما من الأسماء الموصولة بل ذهب الكوفيون إلى أنّ الدال و: ها اسم الإشارة والمحمولية في ذا والذي وليس الدال والألف والذال في الموصولة كما ذهب البصريون. وانظر تفاصيل الخلاف بينهما في هذا الإنصاف في مسائل الخلاف لابن الأنباري المسألة 95 – مدرسة الكوفة الدكتور المخزومي 197.
[37]  مثل من، وما في كل من الأسلوبين.
[38]  مثل صه، بخ.
[39]  إذا الأصل فيهما يدي ودمو لقولهم (يديت الرجل) أي أصبت يده وقولهم النسبة إلى الدم دموي.
[40]  كسقوطها من الفعل رأى عند المضارعة (يرى) وسقوطها من الأفعال المهموزة عند الأمر (أكل، يأكل، كل)، (وسأل – يسأل – سل).
[41]  مثل (وقى – بقي – ق).
[42]  الخليل بن أحمد – المخزومي 187 – 190، مصادر التراث – الدكتور عمر الدقاق 171.
[43]  العين – الخليل – 1/53، والخليل بن أحمد – المخزومي – 96 – 97، مصادر التراث – الدقاق – 171، المكتبة العربية – عزة حسن 148.
[44]  انظر هذا كله في العين – الخليل 1/45، والمعجم العربي – نصار 1/219 والمعاجم العربية له 1/8 – 15، والمعاجم العربية – درويش 17 – 18، ومصادر التراث الدقاق 173 – 175.
[45]  لا وجود لأي قسم من هذا الكتاب نشره المستشرق فلوتن (A. S. Fulto  ) في (148) صفحة عن مخطوطة المتحف البريطاني. وقد حققه هاشم الطعان ونال بتحقيقه شهادة الماجستير من آداب جامعة بغداد.
[46]  وهي عند سيبويه (د. أ. هـ. ع. ح. غ. خ. ك. ف. ص. ج. ش. ى. ل. ر. ن. ط. د. ت. ص. ز. س. ظ. ذ. ث. ف. ب. م. و) انظر في الكتاب له 2/404.
[47]  انظر ترتيب الخليل للحروف في العين 1/65 وص11 من هذا البحث.
[48]  المعاجم العربية – درويش – 32، المعاجم العربية – نصار 1/20 والمعجم العربي له 314 – 315.
[49]  قارن هذا بأبنية الخليل من 17 – 18 في هذا البحث. وانظر المعاجم العربية – درويش 33، والمعجم العربي – نصار – 1/221 وما بعدها.
[50]  انظر المعجم العربي – نصار 1/373 – 392 والمعاجم العربية له أيضاً 1/34 – 35 والمكتبة العربية – عزة حسن 1/162 – 166. وانظر الأجزاء الثلاثة المطبوعة منه فقد أوضح فيها جميع مزايا معجمة بإسهاب واختمها بقوله (هذا جميع ما اشتمل عليه كتابنا (المحكم) وهو في هذه القناعة (المحيط الأعظم) – غير أنه لم يتحدث عن التنظيم العام الذي اتبعه في كل هذه المقدمة الطويلة.
[51]  انظر في هذا الجمهرة.
والمعجم العربي للدكتور حسين نصار 2/404 – 421، والمعاجم العربية له – 2/1 – 4، البحث اللغوي للدكتور أحمد مختار 152 – 156، المكتبة العربية للدكتور عزة حسن 1/167 – 171، مصادر التراث الدكتور عمر الدقاق 186 – 191، رواية اللغة – الدكتور عبدالحميد السلقاني 254 – 256.
[52]  انظر مقدمة المؤلف 1/3 ومقدمة محققة 1/39.
[53]  انظر فيه مقدمة محققه 1/42 – 44 والمعجم العربي – الدكتور حسين نصار 2/434 – 439 والمعاجم العربية له 2/6 – 10 المعاجم العربية – الدكتور عبدالله درويش 122 – 125 مصارد التراث العربي الدكتور عمر الدقاق 191 – 197.
البحث اللغوي – 156 – 159، المكتبة العربية الدكتور عزة حسن 1/172 – 177.
[54]  جاء في مقدمة مؤلفه قوله (وسميته مجمل اللغة لأني أجملت الكلام فيه إجمالاً).
[55]  ولهذا انتخب له هذا الاسم لاختياره من الصحاح ما اختاره.
[56]  1/5 من المطبوع. وقد وصل إلينا منه ثلاثة أجزاء.
[57]  المعجم العربي – الدكتور حسين نصار 2/530.
[58]  المعجم العربي – الدكتور حسين نصار 2/533 والمزهر للسيوطي 1/100.
[59]  نفس المرجع والموضع من كتاب الدكتور حسين نصار.
[60]  نفس المرجع والموضع.
[61]  نفس المرجع 2/530 والمزهر للسيوطي 1/100.
[62]  مقدمة المؤلف 1/7 – 9.
[63]  مقدمة المؤلف 1/7 – 9.
[64]  مقدمة المؤلف 1/7 – 9.
[65]  مقدمة المؤلف 1/7 – 9.
[66]  مقدمة المؤلف من 1/3 – 4.
[67]  مقدمة المؤلف من 1/3 – 4.
[68]  مقدمة المؤلف من 1/3 – 4.
[69]  جاء في مقدمة مؤلفه قوله في سبب تسميته (وسميته تاج العروس من جواهر القاموس، وكأني بالعالم المتبحر قد اطلع عليه فارتضاه، وأجال فيه نظره ذي علق فاجتباه).
[70]  انظر محيط المحيط.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • المعاجم الحديثة بين الفن والصناعة
  • المعاجم القرآنية رؤية تاريخية ورصد ببلوجرافي
  • المعاجم الباكية
  • مقدمة لدراسة المعجمات اللغوية
  • الأسس المعجمية في معاجم التعريب التراثية
  • "الجيم" لأبي عمرو الشيباني - المعاجم العربية (1)
  • ترتيب المعجم
  • نبذة عن المصباح المنير في غريب الشرح الكبير
  • نبذة عن مختار الصحاح
  • نبذة عن المعجم الوسيط
  • رد على دعوى عنوانها: (ماذا تعني كلمة عربي؟)

مختارات من الشبكة

  • أفعال اللغة العربية في تاج العروس وتكملة المعاجم والمعجم الكبير (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • أفعال اللغة العربية في تاج العروس وتكملة المعاجم والمعجم الكبير (PDF)(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • عرض معجم السيرة النبوية(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الاستدراك على المعاجم العربية لدى اللغويين العرب (دراسة تطبيقية)(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • الضاد في المعاجم العربية(مقالة - حضارة الكلمة)
  • وظائف المعجم(مقالة - موقع د. أحمد الخاني)
  • عرض كتاب معجم أعلام التعمية واستخراج المعمى في التراث العربي والإسلامي (معجم أعلام الشفرة وكسرها)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • ظاهرة الأصول المهملة بين معجم العين للخليل ومعجم لسان العرب لابن منظور: دراسة تحليلية وصفية (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • المعاجم المدرسية في مدارسنا بين الحاجة والتطبيق (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • كيف تستدرك الفصاح في المعاجم الحديثة (3)(مقالة - موقع العلامة محمد بهجة الأثري)

 


تعليقات الزوار
15- شكر
حسن - السودان 02-01-2018 11:07 PM

شكرا لكم

14- شكرا
فهد - المملكة العربية السعودية 25-04-2016 07:22 AM

أشكرك على البحث أفادني كثيرا

13- بحث جميل
MOHAMED TAYIA - مصر 31-12-2014 12:56 PM

بحث جميل ورقيق
وشكرا لكم

12- شكر
صلاح البياتي - الأردن 02-05-2012 12:51 PM

جزاك الله تعالى خيرا على هذا الجمع والترتيب والايجاز الغير مخل , بارك الله تعالى فيك .

11- شكر وتقدير
أحمد المصري - مصر 29-12-2010 02:35 PM

شكر وتقدير

10- الحب للمعجم
دينا 04-04-2010 12:53 PM

شكرا لكم

9- الموقع
سوسو 22-10-2009 12:41 PM
الموقع كتير مرتب
8- المدارس
كريمة - الجزائر 27-05-2009 08:38 PM

بحث قيم و مفيد جدا جزاكم الله

7- المعاجم اللغوية
صباح - الجزائر (بشار بني ونيف) 14-01-2009 05:01 PM
لقد أعجبني هذا البحث من خلال فوائده القيمة لأنه تناول أمورا دقيقة
6- المعجم
سمية الطاوسية - الجزائر 13-01-2009 08:15 PM
شكرا على المعلومات المفيدة و الأساسية
1 2 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب