• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    منهج التعارف بين الأمم
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الإسلام يدعو لحرية التملك
    الشيخ ندا أبو أحمد
  •  
    آثار مدارس الاستشراق على الفكر العربي والإسلامي
    بشير شعيب
  •  
    إدارة المشاريع المعقدة في الموارد البشرية: ...
    بدر شاشا
  •  
    الاستشراق والقرآنيون
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    نبذة في التاريخ الإسلامي للأطفال
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    عقيدة التوحيد، وعمل شياطين الشرك
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    الفلسفة الاقتصادية للاستخلاف في منظور الاقتصاد ...
    د. عبدالله محمد قادر جبرائيل
  •  
    منهج شياطين الإنس في الشرك
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    سيناء الأرض المباركة
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    استراتيجيات المغرب في الماء والطاقة والفلاحة ...
    بدر شاشا
  •  
    طب الأمراض التنفسية في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    الاستشراق والمعتزلة
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    زبدة البيان بتلخيص وتشجير أركان الإيمان لأحمد ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    مفهوم الصداقة في العصر الرقمي بين القرب الافتراضي ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / تقارير وحوارات
علامة باركود

أبناء إسماعيل المسلمون من خلال عيون أوروبية - حوار جون تولان

أبناء إسماعيل المسلمون من خلال عيون أوروبية - حوار جون تولان
د. عبدالرحمن أبو المجد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 22/3/2016 ميلادي - 12/6/1437 هجري

الزيارات: 6522

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أبناء إسماعيل المسلمون من خلال عيون أوروبية

"حوار جون تولان"


كيف رأى الفرنجة المسلمين؟ وكيف لا تزال رؤية أوروبا القرون الوسطى تشكل الرؤية الغالبة المهيمنة، التي يُنظَر بعدساتها إلى المسلمين (أو كما يلقِّبونهم بأبناء إسماعيل) حتى اليوم؟

يقول ضيفي البروفيسور تولان: بسبب الخوف من الإسلام المنتشر في أوروبا وأمريكا الشمالية - توجَّهَ مفكرو أوروبا بأطروحات انفعالية في مهاجمة الإسلام والدفاع عن النصرانية، بعد أن فتح المسلمون أغنى أجزاء الإمبراطورية الرومانية القديمة، وأكثرها اكتظاظًا بالسكان، وجعلوها جزءًا من الحضارة الإسلامية الغنيَّة والمُزدهِرة، وتدريجيًّا اقتنع معظم أحفاد السكان الأصليين بما لدى المسلمين من فكر ووَعْي، واعتنقوا الإسلام بقناعة، وكان تحديًا كبيرًا لكثير من الكُتَّاب شرح هذه التغييرات الكبيرة الهائلة، وطمأنة المسيحيين في زعمهم بأن الله لا يزالُ يُفضِّلهم عن غيرهم، وأنه مقدِّر لهم الانتصارَ النهائيَّ الحاسم.

 

ويُحدِّثنا عن قصص خيالية وهمية مُسِفَّة عن الإسلام ورسوله صلى الله عليه وسلم، رُوِّجت في ديار الفرنجة، ورُفِضت في وقت لاحق من قبل قِلَّة من المفكرين الغربيين؛ مثل: "إدوارد جيبون"، و"هنري ستب"، وإن المسلمين يضحكون على النصارى الذين يقولون بمثل هذه القصص السخيفة.

 

لدينا فرصة جديدة للتفكير حول المسلمين - من خلال عيون أوروبا العصور الوسطى - في هذا الحوار، البروفيسور جون تولان لن يتكلَّم عن وجهات نظره حول المسلمين فقط، لكنه يتحدث أيضًا عن التفاعلات بين المسلمين والنصارى في عالم العصور الوسطى.

 

البروفيسور جون تولان:

أستاذ التاريخ في جامعة نانت، ومدير برنامج الأبحاث الأوروبية الكبرى: الوضع القانوني للأقلِّيات الدينية في العالم الأورو - متوسطي (من القرن الخامس إلى القرن الخامس عشر)، درَّس وحاضَرَ في جامعات أمريكا الشمالية، وأوروبا، وإفريقيا، والشرق الأوسط، ويعمل على تاريخ شبكة العلاقات القوية في عالم البحر الأبيض المتوسط في العصور الوسطى، بين المسلمين والنصارى واليهود، وفي عام 2013 انتُخِب عضوًا في الأكاديمية الأوربية.

 

مصنفاته المنشورة:

• بيتروس الفونسي، وقراءة في العصور الوسطى (1993م).

• علاقات الإسلام والآخرين، لوموند اللاتينية (2000م).

• فتحها المسلمون: الإسلام في الخيال الأوروبي في العصور الوسطى (2002م).

• أبناء إسماعيل: المسلمون من خلال عيون أوروبية في العصور الوسطى (2008م).

• القديس فرانسيس والسلطان: التاريخ الغريب، لقاء مسيحي - مسلم (2009م)؛ والطبعة الفرنسية نُشِرت في باريس (2007م).

• أبناء إسماعيل: المسلمون من خلال عيون الأوروبية في العصور الوسطى (2013م).

• أوروبا والعالم الإسلامي: التاريخ (2015م).

 

س: أولًا وقبل كل شيء ما الذي جعلك تتناول التفاعلات بين المسلمين والنصارى في عالم العصور الوسطى؟

جون تولان: الخوفُ من الإسلام المنتشر في أوروبا وأمريكا الشمالية، وفي الوقت نفسه لأن عدد الذين لديهم تحيُّزات قوية ضد الغربيين كبير، ولعلاج وفَهْم كيفية مكافحة هذه الأحكام المسبقة نجد أن جزءًا كبيرًا من الإجابة - بالطبع - ينطوي على محاولة لمكافحة الظلم الحالي، وتثقيف الناس حول الأديان والثقافات الأخرى.

 

وأيضًا فهم التصورات المتبادلة جزء مِن الحلِّ؛ فقد كان من المهمِّ بالنسبة لي دراسة كيف فَهم الكُتَّاب النصرانيُّون الإسلامَ في العصور الوسطى؛ وكيف فهم المسلمون النصرانية كلٌّ مِن هؤلاء النصارى الذين يعيشون تحت حكم المسلمين، وأولئك الذين يعيشون في أوروبا النصرانية.

 

س: أتساءل ما الذي جعلك تُركِّز على المسلمين من خلال عيون أوروبية في العصور الوسطى؟

جون تولان: كتابي استكشافٌ لكيفية تفكير مختلف المؤلفين الأوروبيين النصارى، منذ القرن التاسع إلى القرن الرابع عشر، وكيف توجَّهت أقلامُهم ضد الإسلام، في بعض الحالات وجدتُ أن هؤلاء المؤلِّفين تتألَّف أطروحاتهم بانفعالية تَهدِف إلى مهاجمة أو دَحْض النظريات والممارسات الإسلامية، أو أطروحات القساوسة التي تسعى للدفاع عن النصرانية ضد الحجج الإسلامية (الحقيقية أو المُحتَمَلة)، والعديد من الأطروحات تَجمَع بين كل من العناصر الجَدَلِيَّة والكَنَسِيَّة، ونادرًا ما تتناول هذه النصوص لقُرَّاء الإسلام الدين المنافس، والأكثر شيوعًا، وكان من المفترض أن تُقنِع متذبذبي النصرانية بتفوق دينهم؛ وذلك لمنعهم من اعتناق الإسلام، أو من أجل إقناعهم بالعدالة، وضرورة الحروب ضد المسلمين.

 

وكثير من النصوص التي قمتُ بتحليلها في كتابي ليست جدلية، ولكن تاريخية؛ احتكَّ مؤلفوها احتكاكًا طويلًا - مع التحدي - بنجاح الإسلام، الذي يتعرض له رأيُ العالَمِ النصراني منذ وقت مضى، منذ تحول الإمبراطورية الرومانية إلى إمبراطورية نصرانية في القرن الرابع الميلادي، وكان الكُتَّاب المسيحيُّون أعلنوا أن الإمبراطورية النصرانية الجديدة كانت متجهة إلى الانتصار على أعدائها الوثنيِّين، واهتزت هذه الرؤية من خلال غزوات الشعوب الجرمانية وغيرهم - من البربر - في القرون التالية، ولكن جَلَب اعتناقُ العديد من الغزاة النصرانيةَ أملًا جديدًا ضد المسلمين، وفي المقابل فتح المسلمون أغنى أجزاء من الإمبراطورية الرومانية القديمة، وأكثرها اكتظاظًا بالسكان، وجعلوها جزءًا من الحضارة الإسلامية الغنيَّة والمزدهرة، وتدريجيًّا اقتنع معظم أحفاد السكان الأصليين بما لدى الغزاة المسلمين واعتنقوا الإسلام بقناعة، وكان تحديًا كبيرًا لكثير من الكتاب شَرْحُ هذه التغييرات الكبيرة الهائلة، في شتى الوسائل، لطمأنة المسيحيين بأن الله لا يزال يُفضِّلهم عن غيرهم، وأنه مقدِّر لهم الانتصارَ النهائيَّ الحاسم.

 

س: ماذا عن فنِّ السيرة الذاتية المُعادِيَة، وتصوير محمد صلى الله عليه وسلم في القرن الثالث عشر؟

جون تولان: قررتُ مقارنة عدة كتابات عن حياة محمد صلى الله عليه وسلم مكتوبة في شبه الجزيرة الأيبيرية، خلال النصف الثاني من القرن الثالث عشر، قبل رامون مارتي؛ ريموندو مارتيني (١٢٣٠- ١٢٨٤م)؛ وهو لاهوتي دومينيكي ومُبشِّر ومستشرق إسباني، أهم مؤلفاته: (خنجر الإيمان في صدور المسلمين واليهود)، والملك ألفونسو العاشر ملك قشتالة وليون، وبيدرو باسكوال.

 

هؤلاء الكُتَّاب شيَّدوا بعناية صورةً لنبيِّ المسلمين بدرجة يُمكِن أن يكون وعلى حدٍّ سواء التعرفُ عليها في دقة جزئياتها وفاعليتها في إنكار شرعية نبوة محمد وأتباعه، فبدلًا من تقديمه بموضوعيَّة، قدَّموا خليطًا غير متكافِئ، هؤلاء المؤلفون قدَّموا مهاترات، وصوَّروا النبي بأنه مُحتال وزنديق، وبعبارة أخرى، فإن الناس - الذين يجب أن يعرفوا أفضل - لا يترددون في توجيه اللوم على الدِّين المنافس، إذا كان ذلك يخدم مصالح قصيرة الأجل خاصة بهم.

 

ماذا عن فريق المترجمين الذي جمعهم بيتر كلوني وأنتجوا النسخة اللاتينية لمعاني القرآن الكريم؟

جون تولان: كان بيتر رئيس دير كلوني في بورجوندي (فرنسا)، وكان في ذلك الوقت أغنى دير في أوروبا، والأكثر تأثيرًا في 1142 م، وقال: إنه كان مسافرًا إلى إسبانيا والتقى روبرت كيتون، وكيتون إنجليزي جاء إلى إسبانيا - كما فعل العديد من الشباب الأوروبيين - لتَعَلُّم اللغة العربية، ودراسة العلوم الحديثة آن ذاك بها، (بالنسبة لحالة روبرت: دراسة علم الفلك خاصة)، ودعا روبرت لتقديم ترجمة كاملة لمعاني القرآن إلى اللغة اللاتينية، وكانت أول ترجمة كاملة إلى لغة أوربية، بيتر كوَّن مسالك جَدَلِيَّة وجيزة، تُحاول تفنيد ما اعتبره أخطاء (فتحها المسلمون في العقيدة بهَرْطقة).

 

س: في الفصل الثاني: "أسطورة الجثَّة"؛ أسوأ أسطورة رُوِّجت في القرن الثاني عشر، تُصور صورة غريبة مسفَّة حول وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وما حدث له، أَلْهَبَتْ هذه الأسطورة خيال كثير من كُتَّاب سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم النصارى، على الرغم من أن هذه القصة رُفِضت في وقت لاحق من قِبل إدوارد جيبون في عام 1776، ولا أدري مَن مِن الآخرين رفضوا هذه الأسطورة أيضًا.

جون تولان: وَفْقًا لهذه الأسطورة، دُفِن النبي في نَعْش من الحديد، وُضِع في الكعبة، في مكة المكرمة، كان هناك مغناطيس في السقف؛ لهذا ظلَّ النعش معلَّقًا في منتصف الهواء، والشرقيُّون (العرب) يعتقدون أنها معجزة؛ هذه الأسطورة وغيرها من الأساطير الأخرى التي تنطوي على المعجزات الكاذبة والخِدَع السحرية عامة، وسائدة لديهم حول النبي، لا سيما لدى النصارى الغربيين الذين يعرفون شيئًا عن الإسلام، وبطبيعة الحال، سَخِر من كل هذه الأساطير هنري ستب (1632 - 1676) العالم الإنجليزي في القرن السابع عشر، ويقول: إن المسلمين يضحكون على النصارى الذين يقولون بمثل هذه القصص السخيفة.

 

س: هل يمكنك توضيح كيف رُئِيَ صلاح الدين في الخيال الأوروبي في القرون الوسطى؟

جون تولان: منذ العصور الوسطى وإلى اليوم، انتشرت العديد من الأساطير في أوروبا فيما يتعلق بصلاح الدين، والمعروف جدًّا في أوروبا بصلاح الدين الأيُّوبي، سلطان مصر وسوريا، الذي استولى على القدس في عام 1187، ومثَّل صدمة كبيرة وذُعْرًا في أوروبا اللاتينية، وفي أعقاب 1187 صوَّر بعضُ الكتاب اللاتينيُّون صلاح الدين في نَمَطية، باعتباره آفة قاسية، بَعَث بها الله لمعاقبة ذنوب النصارى الغربيِّين، بعد كثير من الأحيان - على مدار العصور الوسطى - شَهِد الكتَّاب الأوروبيون بأنه تجسيدٌ لفضائل الفارس الشَّهْم النبيل، وحقَّقَ نموذجَ الأمير العادل، ويتناقض هذا الحاكم العربي المثالي مع ملوك أوروبا الفاسدين في أوروبا النصرانية.

 

ومثَّل صلاحُ الدين الأيوبي لفولتير أنموذجًا للعادل غير المُضطهِد لأي شخص على غير دينه؛ إنه كان في نفس الوقت الفاتحَ والإنسانيَّ، والفيلسوفَ (الممتلئ بالحكمة)، وقام بعلاج الأسرى والحمد لله، وقام بتوزيع الصدقات على الفقراء (سواء مسلمين أو نصارى أو يهودًا)، وأتاحَ للجميع العبادة في الأماكن المقدسة، ووقَّع معاهدات السلام، وحافظ عليها بإخلاص، في حين أن خصومه النصارى كانوا يَخونون المعاهدات ويكسرونها، ويُقال: إنه هو (صلاح الدين) يمثِّلُ لفولتير نموذجًا من العاهل المستنير، (نادرٌ وجودُ مثلِه بين الأمراء لدينا)، ويقول: (ظهور مثل هذه الروعة).

 

س: أريد أن أعرف كيف ترون الفلاسفة الشرقيين الذين سخروا سرًّا من الإسلام؟

جون تولان: كثيرًا ما يُعتبَر الإسلام خطرًا على الأوروبيين النصارى على وجه التحديد؛ لأنهم أدركوا مدى جاذبيته الثقافية والأدبية المتطورة لدى العرب، وثقافة غنِيَّة فاخرة بالموادِّ من الشرق، والتوحيد البسيط الخالي من التعقيد، الذي يسهل تدريسه من القرآن، وكان يخشى من انتشار ذلك، ويمكن اعتباره "إغواءً" للأوروبيين النصارى، هذا هو الحال بصفة خاصة في القرنين الثاني عشر والثالث عشر، اكتشف عددٌ من الأوروبيين الثروات الفكرية الهائلة من العلوم العربية والفلسفة، وتُرجمت العديد من أعمالهم إلى اللاتينية واللغات الأوروبية الأخرى.

 

نَشَر في القرن الثالث عشر المبشرون النصارى الحُجَجَ العقلانية في محاولة مستميتة لإثبات اللاعقلانية في الإسلام، وعلى الرغم مما حدث في الوقت نفسه، أصبحت أعمال العلماء والفلاسفة المسلمين جزءًا لا يتجزأ من المناهج الدراسية في الجامعات الأوروبية.

 

كيف يُمكن لمؤلفي هذه الأعمال المتطورة التي تدلُّ على سعة الاطلاع التمسكُ بتعاليم محمد التي من المفترض أنها غير عقلانية؟

الجواب: بالنظر في أشكال مختلفة مِن قِبَل مؤلِّفين مختلفين، نتبيَّن أنهم لم يفعلوا ذلك، وزعم هؤلاء الكتاب أن علم "الشرقيِّين" لم يكن في الواقع من مذاهب القرآن، وجعل هذا الخوف الوحيد من العقاب البدني لهم يُعلن علنًا ​​تمسكهم بالإسلام، وكان يَقرأ جيِّدًا بعضُ هؤلاء المجادلين النصارى في الفلسفة العربية، تبنَّوْا مطالبهم بقراءاتهم للنصوص الأساسية، ولا سيما تلك التي تنطوي على خِلافات بين ابن سينا والغزالي وابن رشد، وتم تشويه الخلافات الفلسفية واللاهوتية بين المفكرين المسلمين وجعلوها "بروفات" لِلَّاعقلانية في الإسلام.

 

س: كيف ترى جُدران الكراهية والازدراء؛ المهاترات ضد المسلمين؟

جون تولان: بيدرو باسكوال؛ أسقف جيان في إسبانيا، (بيدرو باسكوال من المُستعرِبين اللاهوتيِّين، أسقف، وُلِدَ في بَلَنْسِيَة تحت حكم المُوحِّدين، وأصبح واعظًا واسع النطاق، وقام بإلقاء الخطب الدينية في توسكانا والأندلس، والكتابةِ في الخلافات اللاهوتية، وتمَّ القبضُ عليه في مملكة غرناطة، واحتُجز لثلاث سنوات، ثم قُطِعت رأسه).

 

اعتقل من قبل لصوص الرمان وأمضى بقية حياته في السجن في غرناطة، وهناك قام بتأليف (توجيه سيتا للطائفة المحمدية)، أَخْبَث عمل جَدَلي يهدف إلى تثبيط زملائه السجناء المسيحيين عن الرِّدة، بقراءة عمل المُستعرِب بيدرو باسكوال نُدرِك أنه كان على دراية بالقرآن والحديث، وملمًّا بممارسة المسلمين، ويُقال: يُؤكِّد بأنه قام بمناقشة المسلمين في مسائل العقيدة، لكن معرفة بيدرو التي قامت بتشويه الإسلام انتشرت بشكل انتقائي وإستراتيجي، عبر جهاز يقوم بترويجه، ويسعى لإعطاء تعليمات لقُرَّاء النصرانية في فن الدفاع عن عقيدتهم من خلال الحُجَج، ولكن ربما أكثر من أي كتاب آخر، بيدرو - بسبب إحباطه ويأسه في مواجهة حقائق الإسلام - يرسم الإسلام باعتباره عبادة غير عقلانية، مليئة بالعنف والفجور؛ من أجل غَرْس الازدراء الكافي للإسلام لدى القُرَّاء، ولمنعهم من عبور الخط واعتناق الإسلام.

 

بيدرو بالنسبة لي مثالٌ مهمٌّ؛ لأنه يُظهِر كيف كان العَداء للإسلام ليس بالضرورة نِتاجَ الجهل، إنه يعرف تمامًا كمًّا - على الأقل ليس قليلًا - عن الإسلام، ومع ذلك يُصرُّ على تشويه الإسلام، كما أنه تمَّ اشتقاق بالضرورة أن "المُستشرِق" يَحُثُّ للهيمنة، واستعمار بلاد المسلمين، على العكس من ذلك، كان بيدرو في حالة انقباض مهيمنة، وعلى العكس من ذلك، فإنه غالبًا ما يأتي ذلك من الإحساس بالضعف، والحاجة إلى حماية الهُوية النصرانية الخاصة بامرئ نصراني رفض الإسلام.

 

س: أنت تُركِّز على تاريخ الصراع والتقارب بين النصرانية اللاتينية والعالم العربي الإسلامي خلال تلك الفترة، وأنا أتساءل: كيف ترى التقارب بين النصرانية اللاتينية والعالم العربي الإسلامي؟

جون تولان: في حين أن البعض يريد مِنَّا أن نتصور أن العلاقات بين أوروبا والعالم الإسلامي يمكن تلخيصها بأنها "صراع الحضارات" الدائم، في الواقع هناك على الأقل قدرٌ من التقارب كالنِّزاع، تقارب الإسلام واليهودية والنصرانية من نفس مصدر التوحيد القريب من الشرق، ولديهم الكثير من القواسم المشتركة، وعلى الرغم من الخلافات؛ فإن الديانات الثلاث شاركت في الحضارات في حَوْض البحر الأبيض المتوسط ​​في العصور الوسطى، والعالم العربي، وبيزنطة وأوروبا اللاتينية، كلٌّ تأثَّرَ تأثُّرًا عميقًا بالحضارات القديمة في بلاد فارس واليونان والرومان، وحجم نشاط التجارة في البحر المتوسط، وكان لها تأثير عميق على ما يأكله الناس، وما يلبسونه من الملابس والثياب، وآنية الفخار التي استخدموها، والكتب التي قرؤوها، وكيف فكَّروا وتعايشوا.

 

س: في رأيك، هل تعتقد أن نظرة العيون الأوروبية للمسلمين أبناء إسماعيل سيتم تغييرها؟ ولماذا؟

جون تولان: الطريق أمامَنا طويلٌ وصعب، وكتاب واحد لا يمكن أن يغيِّر إلا قليلًا، ولكن علينا أن نتشارك بتعاون، ونتبادل مع الزملاء في جميع أنحاء أوروبا، وفي تونس، ومصر، ولبنان، وإيران، وبلدان أخرى... ما زلت مُقتنِعًا بأن التعليم والنقاش المستفاد والتصرف هم أفضل السُّبُل لمكافحة التحيُّز.

 

عبدالرحمن: شكرًا جزيلًا، بروفيسور جون تولان.

جون تولان: أنت موضع ترحيب!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • حوار مع الدكتور صالح السامرائي حول العمل الدعوي باليابان
  • حوار مع الشيخ أبو بكر سيد دابو مدير معهد النور الإسلامي بجامبي - إندونسيا
  • حوار مع الشيخ محمود الحاج إبراهيم - نائب رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في إثيوبيا
  • حوار مع ثلاثة من مسلمي سيدني الشباب حول اعتناقهم للإسلام
  • حوار مع عبدالنصير بن مهالي ممثل الجالية الماليزية في المؤتمر العالمي للفتوى - القاهرة 2015
  • حوار مع د. محمد أحمد لوح - رئيس مجلس أمناء اتحاد علماء إفريقيا
  • حوار مع الدكتور يشار شريف أوغلو - نائب مفتي اليونان

مختارات من الشبكة

  • نداء إلى أبناء المسلمين وبناتهم في القرن الخامس عشر الهجري ولا سيما أبناء الجزيرة العربية(مقالة - موقع د. محمد بن لطفي الصباغ)
  • من سلسلة أحاديث رمضان حديث: يا معشر قريش، احفظوني في أصحابي وأبنائهم وأبناء أبنائهم(مقالة - ملفات خاصة)
  • ابن النجار وابنه تقي الدين ابن النجار(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • ابن بطة الأب وابن بطة الابن(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من تراجم المنشئين: الخوارزمي - ابن العميد - ابن عبد ربه - ابن المعتز - الجاحظ - الحسن بن وهب(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الأثبات في مخطوطات الأئمة: شيخ الإسلام ابن تيمية والعلامة ابن القيم والحافظ ابن رجب (PDF)(كتاب - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • الأثبات في مخطوطات الأئمة: شيخ الإسلام ابن تيمية والعلامة ابن القيم والحافظ ابن رجب (WORD)(كتاب - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • جلوس زوجة الابن مع أبناء الأسرة على الإفطار أو اجتماع العائلة(مادة مرئية - موقع موقع الأستاذ الدكتور سعد بن عبدالله الحميد)
  • فائدة في البحث عن روايات ابن أخي ابن وهب عن عمه في صحيح مسلم(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 24/11/1446هـ - الساعة: 12:14
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب